
مع التحذيرات الإيرانيَّة.. هآرتس: مئات المستوطنين يفرّون من (إسرائيل) إلى قبرص
متابعة/ فلسطين أون لاين
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن تنامي ظاهرة فرار مستوطنين إسرائيليين من الأراضي المحتلة باتجاه جزيرة قبرص عبر البحر، في رحلات سرية تنطلق من مراسي مدن فلسطينية محتلة مثل هرتسيليا وحيفا وأشكلون، في ظل المواجهة العسكرية مع إيران.
وبحسب التقرير، تُدار هذه الرحلات بعيدًا عن أعين الرقابة الرسمية، ويجري تنسيقها عبر مجموعات مغلقة في تطبيقات التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الذعر المتصاعد عقب القصف الإيراني الواسع الذي استهدف منشآت عسكرية واقتصادية إسرائيلية.
وتتراوح تكلفة الرحلة البحرية بين 2500 و6000 شيكل (ما يعادل نحو 650 إلى 1550 دولارًا) للشخص الواحد، وتُنفذ على متن يخوت خاصة دون تصاريح رسمية، بحسب ما أفادت به الصحيفة، التي رصدت عشرات الأشخاص في ميناء هرتسيليا وهم يصعدون إلى القوارب فجرًا، حاملين حقائب صغيرة فقط.
أشارت "هآرتس" إلى أن المئات من المستوطنين انضموا لمجموعات مغلقة لتنسيق عملية الخروج، بينما يحرص المشاركون على عدم الكشف عن هوياتهم، ويصف البعض ما يقومون به بأنه "فرار من جحيم الصواريخ"، فيما قال آخرون إنهم "يغادرون مضطرين".
ورغم اتساع الظاهرة، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليقات رسمية، بينما يمتنع الإعلام العبري عن تغطية هذه التحركات بشكل موسع، ما دفع محللين إلى اعتبار ذلك جزءًا من محاولات لاحتواء صورة "الهروب الجماعي" التي قد تُفقد الحكومة هيبتها وتثير حالة من الفزع الشعبي.
ورفض عدد من القباطنة الإسرائيليين الانخراط في تلك الرحلات غير القانونية، رغم العروض المالية المجزية، مبررين ذلك بالمخاطر الأمنية والغياب التام لشروط السلامة والتأمين القانوني.
وتحوّل ميناء هرتسيليا إلى ما يشبه "بوابة فرار بحرية"، بحسب وصف الصحيفة، فيما لجأ البعض إلى قبرص كنقطة عبور إلى وجهات أوروبية مثل البرتغال، التي قال أحد المستوطنين إنه قرر الاستقرار فيها بدافع من شريكته المقيمة هناك.
في السياق ذاته، أصدرت حكومة الاحتلال أوامر بمنع الإسرائيليين من السفر عبر طائرات الإجلاء الخاصة، رغم تقارير تفيد بوجود ما بين 100 إلى 200 ألف إسرائيلي عالقين خارج البلاد، ما اعتُبر محاولة لمنع ظهور "مشاهد هروب" تؤثر على الرأي العام الإسرائيلي والدولي.
ويُعتقد أن التحذير الإيراني الذي وُجه مؤخرًا للمستوطنين بمغادرة الأراضي المحتلة "حفاظًا على حياتهم"، كان من المحفزات المباشرة لتزايد موجات النزوح الفردي والفرار السري.
وتأتي هذه التطورات في ظل إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تحت اسم "شعب كالأسد"، استهدفت مواقع إيرانية حساسة، من بينها منشآت نووية ومراكز أبحاث وقيادات في الحرس الثوري.
وردّت إيران بقصف عشرات المواقع داخل الأراضي المحتلة، بما في ذلك مقر وزارة الحرب في تل أبيب، ومعهد وايزمان العلمي، ومناطق من الناقورة شمالًا حتى إيلات جنوبًا، في تصعيد وصفه مراقبون بأنه "الأخطر منذ حرب أكتوبر".
ومع تزايد استهداف العمق الإسرائيلي، تبرز علامات واضحة على تصدع الثقة بين الحكومة وسكانها، وسط مخاوف متصاعدة من انهيار الجبهة الداخلية في حال استمرار التصعيد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 7 ساعات
- فلسطين أون لاين
هل تقترب واشنطن من الانخراط العسكريِّ المباشر في حرب (إسرائيل) مع إيران؟
متابعة/ فلسطين أون لاين مع دخول التصعيد بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة واسعة النطاق، بدأت الولايات المتحدة بإعادة تموضع استراتيجي واضح، عبر نقل عشرات طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، وإرسال حاملة الطائرات "نيميتز" إلى الشرق الأوسط، في خطوة فسّرها خبراء بأنها رسالة ردع وتحشيد في آنٍ واحد، تفتح المجال أمام البيت الأبيض لاستخدام القوة العسكرية عند الضرورة، أو التلويح بها لدفع إيران نحو التسوية. ورغم تأكيد واشنطن المتكرر على رغبتها في تجنب الانخراط العسكري المباشر، فإن سلسلة التحركات الجوية والبحرية، مصحوبة بعودة مفاجئة للرئيس دونالد ترامب من كندا إلى واشنطن لمتابعة التطورات، تكشف عن نقطة تحول محتملة في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية. في موازاة التصعيد العسكري، تتحرك قطر وسلطنة عُمان في محاولة لرأب الصدع وطرح مبادرة لوقف إطلاق النار كمدخل لإعادة إحياء المحادثات النووية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن إيران ربطت بوضوح بين استئناف المفاوضات ووقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدة أنها لن تدخل أي مفاوضات تحت النار. ويتضمن الطرح العُماني المقترح تعليقاً محدوداً لتخصيب اليورانيوم، مقابل ضمانات أميركية بعدم التصعيد العسكري، وفتح المجال أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتفتيش المشدد. لكن حتى اللحظة، لم يُعلن عن موقف أميركي رسمي من هذا المقترح. في الميدان، تنخرط إسرائيل في حملة جوية واسعة تستهدف مواقع حيوية داخل العمق الإيراني، من تبريز إلى بوشهر، بما فيها مراكز مرتبطة بمنظومة الصواريخ والطائرات المسيّرة، فيما أعلنت تل أبيب قتل قائد بارز في الحرس الثوري في قلب طهران، في ضربة وُصفت بأنها من "أعلى درجات الخطورة والتحدي". في المقابل، ردت إيران بهجمات صاروخية دقيقة على أهداف نوعية في تل أبيب، من بينها مركز قيادة تابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، في تطور يؤكد الانتقال من ضربات تكتيكية إلى رسائل استراتيجية مباشرة. واشنطن في مفترق الخيارات: بين الردع والاندفاع نحو المعركة تواجه الإدارة الأميركية معضلة كبرى: من جهة، ترفض أن تُستدرج إلى حرب شاملة تخالف تعهدات ترامب الانتخابية، ومن جهة أخرى، تدرك أن التلويح بالقوة فقط لم يعد كافياً مع استمرار القصف المتبادل ورفض إيران تقديم تنازلات دون مقابل. وتعكس تصريحات مصادر البيت الأبيض نقلتها شبكة "سي إن إن" حول "موافقة ضمنية" هذا التباين، فهي تقدم دعما سياسيا من دون تفويض كامل للمغامرات الإسرائيلية. هذا التفاوت يعيد طرح إشكالية السيطرة الأميركية على سلوك الحليف الإسرائيلي في أوقات الأزمات، خاصة مع وجود حكومة يمينية في تل أبيب تفضل الحلول العسكرية على المسارات السياسية، وهو ما يعقّد المشهد الإقليمي ويهدد المصالح الأميركية الأوسع. الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أشار إلى أن "تحركات واشنطن، بما فيها نقل 30 طائرة تزويد بالوقود، لا يمكن قراءتها كإجراء روتيني"، مضيفاً أن العقيدة الأمنية الحالية للإدارة الأميركية تسمح باستخدام القوة إن تم تجاوز "خطوط حمراء" كتهديد المصالح الأميركية المباشرة أو فشل إسرائيل في تحجيم المشروع النووي الإيراني. ويرى الدويري أن نمط العمليات الإسرائيلية يكشف نية لتوسيع بنك الأهداف على امتداد الجغرافيا الإيرانية، حيث لم تعد الضربات تقتصر على مراكز القيادة أو منشآت الحرس الثوري، بل امتدت نحو مواقع حيوية تشمل منشآت صناعية وعسكرية وأمنية من تبريز إلى بوشهر. ويلفت الدويري إلى أن التصعيد الحالي يعكس توجها مزدوجا من طرفين: أحدهما لتثبيت قواعد اشتباك جديدة، والآخر لاختبار حدود الخصم وقدرته على الاستنزاف، معتبرا أن طبيعة الأهداف وتنوعها تمثل تحولا من ضربات رمزية إلى عمليات إستراتيجية واسعة النطاق. وشملت الضربات الإيرانية استخدام طائرات مسيّرة هجومية ذات قدرة تدميرية عالية، استهدفت مواقع إسرائيلية وصفها الإعلام الرسمي بأنها "حيوية ومفصلية"، في حين اعتقلت الشرطة الإيرانية عنصرا قالت إنه يتبع للموساد وكان يعمل في تصنيع وتجريب متفجرات في مدينة كرج غربي طهران. وبحسب الدويري، فإن واشنطن معتادة تاريخيا على الدخول في الحروب، لكنها في معظم الحالات تخرج دون تحقيق أهداف واضحة، مما يُثير التساؤلات حول مدى استعدادها لمواجهة إيرانية مفتوحة. ويؤكد الخبير العسكري أن العقيدة القتالية التي تحكم سلوك الإدارة الأميركية الحالية، لا سيما في ظل نفوذ جماعات اليمين المسيحي المتطرف داخل الدائرة الضيقة المحيطة بترامب، تجعل خيار الحرب مطروحا بشدة، وإن بقي مرهونا بردود الأفعال الإيرانية في الأيام القليلة المقبلة. في ظل استمرار العمليات المتبادلة، وتوسيع بنك الأهداف ليشمل البنى التحتية، والمراكز القيادية، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، حيث يتقاطع الميدان مع السياسة، وتتعثر الجهود الدبلوماسية تحت وقع النيران. وتبقى واشنطن اللاعب الأثقل، القادر على قلب المعادلة سواء من خلال الانخراط أو الحسم السياسي، ما يجعل كل الاحتمالات مفتوحة على المدى القصير، في مشهد لم تتضح نهاياته بعد. المصدر / فلسطين أون لاين+ وكالات


فلسطين أون لاين
منذ 7 ساعات
- فلسطين أون لاين
عكرمة صبري: الاحتلال يواصل عدوانه على الأقصى والإغلاق الحاليِّ هو الأخطر
متابعة/ فلسطين أون لاين أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس تصعيداً خطيراً بحق المسجد الأقصى، من خلال سياسة الإغلاق والتضييق ومنع المصلين من الوصول إليه، مشيرًا إلى أن الإغلاق الحالي يُعد "الأقسى والأشد منذ هبة باب الأسباط عام 2017". وقال الشيخ صبري في تصريح له، إن الاحتلال "يتخبط ويقتنص الفرص للانقضاض على الأقصى بهدف فرض واقع جديد وتقييد وصول المسلمين إليه"، محذرًا من أن هذه الإجراءات تتزامن مع مخططات إسرائيلية خطيرة تهدف إلى تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا. وجدد صبري دعوته لعموم المسلمين في القدس والداخل الفلسطيني ومحيطها، إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، مؤكدًا أن الفتوى الشرعية تنص على أن "كل من يسعى للصلاة في الأقصى له أجر الصلاة وأجر المحاولة"، حتى وإن مُنع أو أُبعد. وأضاف: "الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى هو خط الدفاع الأول عنه، وواجب الوقت اليوم هو الرباط فيه، ورفض الإذعان لإجراءات الاحتلال القمعية". ودعا الشيخ عكرمة صبري الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها الدينية والسياسية تجاه المسجد الأقصى، ووقف ما وصفه بـ"الصمت المتواطئ" إزاء ما يجري من اعتداءات متواصلة. وقال: "نناشد الأمة أن تتحرك بشكل عاجل، فالمسجد الأقصى ليس شأناً محلياً، بل هو قضية إسلامية بامتياز، والاعتداء عليه هو اعتداء على عقيدة مليار ونصف مسلم." ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، فرض إغلاق كامل على المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وإغلاق البلدة القديمة أمام الزائرين باستثناء سكانها. وأوضحت محافظة القدس، أن اعتداءات الاحتلال المتفرقة أسفرت عن إصابة خمسة مقدسيين بالرصاص الحي في بلدات الطور، وبير نبالا، والرام. وفي الوقت ذاته، سمح الاحتلال للمستعمرين بإقامة طقوس دينية قرب المسجد الأقصى، وكثف اقتحاماته اليومية لبلدات وضواحي القدس، وسط انتشار عسكري على عشرات الحواجز والبوابات وجدار الفصل العنصري. وتحت ذريعة "حالة الطوارئ" المتواصلة منذ الجمعة الماضية، يمنع الاحتلال دخول المصلين – حتى من سكان البلدة القديمة – إلى المسجد الأقصى بمصلياته المسقوفة وساحاته كافة، وكذلك إلى كنيسة القيامة، مع إغلاق معظم المتاجر في البلدة القديمة والاكتفاء بمحال السلع الأساسية. ونفخ حاخامات وجنود إسرائيليون في البوق الليلة الماضية أسفل المسجد الأقصى، عند الزاوية الشمالية‑الشرقية لساحة حائط البراق، دعمًا لجنود الاحتلال حسب وصفهم. وفي مشهد آخر صُوّر بالأمس، أدى مستعمرون صلوات داخل كنيس "قوس ويلسون" قرب قنطرة أم البنات غربي الأقصى، فيما يروّج مستعمرون لبيع حجارة أرضية الحائط بسعر 189 شيقلا للحجر الواحد، في الذكرى الـ58 لاحتلاله. وفي حي الحردوب ببلدة الطور، أطلق قناص من جنود الاحتلال أربع رصاصات حيّة على الفتى إياس (12 عامًا) والشاب عدي (22 عامًا) أثناء وقوفهما عند باب منزلهما؛ فأصيب الأول بيده، بينما استقرت رصاصة في ظهر الثاني، وأصيب ثالث. ولاحقًا، أطلق الاحتلال قنابل مضيئة خلال اقتحامه البلدة، بعد منتصف الليل. وامتدت الاقتحامات إلى حي عين اللوزة بسلوان، حيث اعتُقل شاب بعد مداهمة منازل عدة وتوقيف شباب في الحي، تزامنًا مع نصب حاجز عسكري عند وادي الربابة. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة شعفاط، وفتشت منزلًا في بلدة العيسوية، وأغلقت مدخل بلدة الرام بعد اقتحام ضاحية الأقباط، فيما اقتحمت بلدتي حزما والعيزرية. كما أُصيب شابان بالرصاص الحي في بير نبالا والرام ونقلا إلى المستشفى للعلاج. وفي مشهد موازٍ للحصار الداخلي، تُحاصر سلطات الاحتلال مدينة القدس بـ84 حاجزًا، موزعة بين حواجز عسكرية دائمة، وسواتر ترابية، وبوابات على امتداد جدار الفصل العنصري، تعيق حركة المواطنين، وتفصل القدس عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية، وتُستخدم هكأداة يومية لتنكيل المواطنين عبر التفتيش والاحتجاز والمنع من المرور.


فلسطين أون لاين
منذ 8 ساعات
- فلسطين أون لاين
مع التحذيرات الإيرانيَّة.. هآرتس: مئات المستوطنين يفرّون من (إسرائيل) إلى قبرص
متابعة/ فلسطين أون لاين كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن تنامي ظاهرة فرار مستوطنين إسرائيليين من الأراضي المحتلة باتجاه جزيرة قبرص عبر البحر، في رحلات سرية تنطلق من مراسي مدن فلسطينية محتلة مثل هرتسيليا وحيفا وأشكلون، في ظل المواجهة العسكرية مع إيران. وبحسب التقرير، تُدار هذه الرحلات بعيدًا عن أعين الرقابة الرسمية، ويجري تنسيقها عبر مجموعات مغلقة في تطبيقات التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الذعر المتصاعد عقب القصف الإيراني الواسع الذي استهدف منشآت عسكرية واقتصادية إسرائيلية. وتتراوح تكلفة الرحلة البحرية بين 2500 و6000 شيكل (ما يعادل نحو 650 إلى 1550 دولارًا) للشخص الواحد، وتُنفذ على متن يخوت خاصة دون تصاريح رسمية، بحسب ما أفادت به الصحيفة، التي رصدت عشرات الأشخاص في ميناء هرتسيليا وهم يصعدون إلى القوارب فجرًا، حاملين حقائب صغيرة فقط. أشارت "هآرتس" إلى أن المئات من المستوطنين انضموا لمجموعات مغلقة لتنسيق عملية الخروج، بينما يحرص المشاركون على عدم الكشف عن هوياتهم، ويصف البعض ما يقومون به بأنه "فرار من جحيم الصواريخ"، فيما قال آخرون إنهم "يغادرون مضطرين". ورغم اتساع الظاهرة، لم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليقات رسمية، بينما يمتنع الإعلام العبري عن تغطية هذه التحركات بشكل موسع، ما دفع محللين إلى اعتبار ذلك جزءًا من محاولات لاحتواء صورة "الهروب الجماعي" التي قد تُفقد الحكومة هيبتها وتثير حالة من الفزع الشعبي. ورفض عدد من القباطنة الإسرائيليين الانخراط في تلك الرحلات غير القانونية، رغم العروض المالية المجزية، مبررين ذلك بالمخاطر الأمنية والغياب التام لشروط السلامة والتأمين القانوني. وتحوّل ميناء هرتسيليا إلى ما يشبه "بوابة فرار بحرية"، بحسب وصف الصحيفة، فيما لجأ البعض إلى قبرص كنقطة عبور إلى وجهات أوروبية مثل البرتغال، التي قال أحد المستوطنين إنه قرر الاستقرار فيها بدافع من شريكته المقيمة هناك. في السياق ذاته، أصدرت حكومة الاحتلال أوامر بمنع الإسرائيليين من السفر عبر طائرات الإجلاء الخاصة، رغم تقارير تفيد بوجود ما بين 100 إلى 200 ألف إسرائيلي عالقين خارج البلاد، ما اعتُبر محاولة لمنع ظهور "مشاهد هروب" تؤثر على الرأي العام الإسرائيلي والدولي. ويُعتقد أن التحذير الإيراني الذي وُجه مؤخرًا للمستوطنين بمغادرة الأراضي المحتلة "حفاظًا على حياتهم"، كان من المحفزات المباشرة لتزايد موجات النزوح الفردي والفرار السري. وتأتي هذه التطورات في ظل إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تحت اسم "شعب كالأسد"، استهدفت مواقع إيرانية حساسة، من بينها منشآت نووية ومراكز أبحاث وقيادات في الحرس الثوري. وردّت إيران بقصف عشرات المواقع داخل الأراضي المحتلة، بما في ذلك مقر وزارة الحرب في تل أبيب، ومعهد وايزمان العلمي، ومناطق من الناقورة شمالًا حتى إيلات جنوبًا، في تصعيد وصفه مراقبون بأنه "الأخطر منذ حرب أكتوبر". ومع تزايد استهداف العمق الإسرائيلي، تبرز علامات واضحة على تصدع الثقة بين الحكومة وسكانها، وسط مخاوف متصاعدة من انهيار الجبهة الداخلية في حال استمرار التصعيد.