logo
رغم اقتراب التصويت.. الغموض يكتنف انتخابات الرئاسة في كوريا الجنوبية

رغم اقتراب التصويت.. الغموض يكتنف انتخابات الرئاسة في كوريا الجنوبية

الشرق السعودية٠٩-٠٥-٢٠٢٥

رفضت محكمة في كوريا الجنوبية، الجمعة، طلب كيم مون سو، من حزب "قوة الشعب"، بتأكيد وضعه كمرشح في انتخابات الرئاسة المقررة في 3 يونيو المقبل، في اقتراعٍ يتوقع مراقبون ألا يكون سهلاً، ما ألقى بحالة من الغموض والضبابية على الانتخابات بأكملها.
وهناك علامات استفهام تسيطر على مُرشح الحزب الديمقراطي الذي يُعتبر الأوفر حظاً للفوز، ويُصنفه مراقبون بأنه أكثر قرباً من الصين وأقل تشدداً مع كوريا الشمالية، والأمر نفسه بالنسبة للتحالف الذي ينافسه ويضم مرشحيَن اثنين (أحدهما سو) من حزب "قوة الشعب" اليميني المُحافظ، المعروف بتفضيله التقارب مع اليابان والولايات المتحدة.
وتوقع خبراء سياسيون، أن تعاقب شرائح من الناخبين هذا التحالف، بسبب دعم الحزب للرئيس السابق المعزول يون سوك يول، عندما فرض الأحكام العرفية في البلاد، فضلاً عن العراقيل التي تنتظر الفائز في البرلمان الذي يشكل نواب الحزب الديمقراطي أغلبيته.
ويُواجه زعيم الحزب الديمقراطي، لي جاي ميونج، معوقات قانونية ربما تؤدي إلى تعطيل ترشحه، بعدا أمرت المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، بإعادة محاكمته في قضية ثبت فيها أنه انتهك القوانين في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الماضية، وربما تؤدي إعادة المحاكمة إلى الحكم عليه بعقوبة تمنعه ​​من الترشح.
ويبذل الحزب الديمقراطي كل ما في وسعه لتجنب هذا السيناريو، بدءاً من اقتراح قوانين جديدة، إلى التهديد بعزل القضاة، لضمان عدم منع لي من الترشح.
في المقابل تشكل تحالف واسع النطاق يحمل شعار "ضد لي" لمواجهة مرشح الحزب الديمقراطي؛ لكن هذا التحالف معرض للانهيار، إذ رفضت إحدى المحاكم طلب كيم بتأكيد وضعه كمرشح رئاسي، بعدما فاز بالترشيح في الانتخابات التمهيدية لحزبه.
قبل قرار المحكمة، كان موقف كيم على الجانب اليميني من حزبه، وكان من الممكن أن يصعب دعم هان للرئيس السابق المعزول يون سوك يول، عليهما جذب الناخبين المترددين، وإذا فاز تحالف "هان - كيم"، فسوف يواجه صعوبة في إيجاد التوافق داخل الجمعية الوطنية (البرلمان)، إذ يتمتع الحزب الديمقراطي بأغلبية ضخمة، ما يسمح له بعرقلة الكثير من سياسات هان أو كيم.
في هذه الأثناء، يدير كوريا الجنوبية رئيسها الموقت، وزير التعليم لي جو هو، الذي يتولى قيادة البلاد، بعد استقالة رئيس الوزراء السابق والرئيس الموقت هان دوك سو، بهدف الترشح في انتخابات الرئاسة، ثم استقال وزير المالية تشوي سانج موك، تحت تهديد المساءلة من قِبل الحزب الديمقراطي.
هذا هو التغيير الرابع في قيادة البلاد منذ ديسمبر الماضي، وليس هناك ما يضمن أن يظل لي جو هو، رئيساً بالإنابة حتى يوم الانتخابات.
كايل بوب، محلل السياسة الكورية في شركة "فيوتشر ريسك"، رأى في تصريحات لـ "الشرق"، أن "الطبيعة غير المسبوقة لكل ما حدث في السياسة الكورية جرى تجاهلها إلى حد ما"، وأن هناك إمكانية لتغيرات جذرية في كوريا.
زعيم المعارضة الأوفر حظاً
وسائل الإعلام بشكل عام، وصفت لي جاي ميونج، بأنه المرشح الأوفر حظاً، ونشرت بعضها تقارير وتحليلات بدت وكأن انتخابه رئيساً أصبح أمراً واقعاً، فمثلاً اختارت مجلة "تايم" الأميركية، ميونج، واحداً من بين أكثر 100 شخصية مؤثّرة في العالم هذا العام، تناولت المجلة سيرته بالإشارة إلى أن صعوده السياسي لم يكن سهلاً، فهو الابن الخامس بين 7 أطفال لعائلة مزارعين، وكان يمشي مسافة 10 أميال ذهاباً وإياباً إلى المدرسة الابتدائية يومياً، وكسرت معصمه في آلة ضغط أثناء عمله وهو قاصر في أحد المصانع بمدينة سيونجنام الصناعية، وسبق أن اُنتخب كرئيس بلدية وحاكم، لكنه خسر الانتخابات الرئاسية في عام 2022 أمام يون سوك يول، قبل أن يُطُعن في رقبته بعد عامين على يد مختل عقلياً.
وقاد ميونج، الذي يتزعم المعارضة في البلاد، الحملة التي كانت تهدف إلى عزل يون بعد إعلانه حين كان رئيساً للبلاد الأحكام العرفية، في ديسمبر الماضي، وأطلق بثاً مباشراً لنفسه وهو يتسلق سياج الجمعية الوطنية لتجاوز حصار الشرطة للمساعدة في إلغاء الأمر.
ويتقدم ميونج في استطلاعات الرأي بفارق كبير، ويعتبر الأوفر حظاً في الفوز بالرئاسة، لكن تشكيل جبهة موحدة ضده ربما يضيق هذه الفجوة، ولكي يحظى التحالف المناهض له بفرصة، فيتعين عليه أن يدعم مرشحاً واحداً وينقل رسالته وسياساته إلى الناخبين بسرعة.
وفي الماضي كان ميونج يتبنى سياسات أكثر يسارية، لكنه يحاول الآن أن يبدو أكثر وسطية لجذب عدد كافٍ من الناخبين للفوز بعد خسارته الانتخابات الرئاسية السابقة.
يقول كايل بوب، إن ميونج "كان يتمتع دائماً بروح براجماتية" ولديه خلفية مختلفة عن العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي الذين لهم تاريخ في نضال الطلاب في كوريا.
كان ميونج وعد في السابق بالعمل على زيادة الدخل الأساسي في البلاد، لكن يبدو أنه تراجع عن هذه السياسة لكسب تأييد الوسطيين، على الرغم من أنه أعلن عزمه تقديم مساعدات في صورة قسائم لا يمكن إنفاقها إلا في الشركات الصغيرة المحلية، كما التقى رؤساء التكتلات الكورية الكبرى المعروفة باسم "تشايبول" وحاول أن يقدم نفسه كشخص مؤيد للأعمال.
سياسة اقتصادية واحدة
ويترشح هان داك سو، على أساس وعد بإصلاح الدستور، ومن أبرز الإصلاحات المطروحة السماح للرئيس بتولي فترتين رئاسيتين كل منهما 4 سنوات، خاصة في ظل تمتع الرئيس بصلاحيات أقل حالياً.
وفي ما يتعلق بالسياسات الأخرى، فمن المرجح أن تظهر برامج انتخابية أكثر تفصيلاً بمجرد بدء الحملة الانتخابية رسمياً، وعندئذ تبدأ المنافسة الانتخابية فعلياً، وتنتشر لافتات الدعاية على المباني وفي الشوارع، وتعزف موسيقى البوب ​​الكورية ويتجول الراقصون في الأحياء لحشد الدعم للمرشحين.
أستاذ الدراسات الكورية في جامعة دانكوك، بنيامين إنجل، يرى أنه عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، فلن يكون هناك فرق كبير بين سياسات المرشحين.
وقال إنجل لـ "الشرق"، إن "السياسة الاقتصادية برمتها.. كوريا المحدودة"، كانت مستقرة إلى حد كبير طوال انتقال السلطة من المحافظين إلى التقدميين ثم العودة مرة أخرى.
وبالنسبة لمصطلح "كوريا المحدودة"، فهو تفسير للانطباع السائد بأن كوريا الجنوبية تتعامل مع نفسها وكأنها شركة في الأساس، بغض النظر عن المسؤول، لأن الجميع يفعل كل ما يلزم لنجاح الشركات العملاقة مثل سامسونج و"إل جي" وغيرها من المؤسسات التي تُشكِّل عصَب الاقتصاد الكوري، لأن هذا هو ما حوّل البلاد إلى عملاق اقتصادي.
اختلافات في السياسة الخارجية
وعندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، يُنظر إلى الحزب الديمقراطي عموماً على أنه أكثر تأييداً للصين وكوريا الشمالية، ويُنظر إلى حزب "قوة الشعب" على أنه أكثر تأييدًا للولايات المتحدة واليابان، لكن كايل بوب يقول إن لي جاي ميونج، شخصية مختلفة تماماً عن رئيس الحزب الديمقراطي السابق مون جاي إن، الذي دفع بقوة لتحسين العلاقات مع بيونج يانج، والتقى كيم جونج أون مرات عدة.
الزميل البارز في مركز الشرق والغرب، ديني روي، قال لـ "الشرق"، إنه في حين أن العديد من أنصار ميونج "غير راضين عن استمرار العمل كالمعتاد تجاه اليابان"، فإن لي نفسه تحدث بشكل أكثر اعتدالاً تجاه اليابان مؤخراً، وقال أيضاً إنه بغض النظر عمن سيكون رئيساً لكوريا الجنوبية، فمن غير المرجح أن تتورط البلاد في أي توتر في مضيق تايوان.
القضية الملحة التي تواجه كوريا الجنوبية في العلاقات الخارجية في الوقت الراهن، هي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومؤخراً قاد وزير المالية آنذاك تشوي سانج موك، وفداً إلى الولايات المتحدة، لكنه أبلغ واشنطن أن سول لا تنوي التوصل إلى أي اتفاق حتى بعد الانتخابات.
ويعتقد إنجل، أن هان ربما يكون أكثر استعداداً للتوصل إلى تسوية مع ترمب، في حين ربما يكون ميونج أكثر استعداداً للوقوف في وجهه، وربما يكون أكثر استعداداً للتعاون مع الصين، إذا تصرفت إدارة ترمب بشكل أكثر عدائية تجاه سول.
وعلى الرغم من أن الانتخابات لم يتبق على إجرائها سوى أقل من شهر، إلا أن العديد من العوامل الأساسية الكفيلة بتغيير مسار الانتخابات، لا تزال مجهولة، خاصة ما يتعلق بالدعاوى القضائية التي يواجهها ميونج، وما إذا كان حزب "قوة الشعب" يستطيع دعم مرشح واحد والنأي بنفسه عن إرث يون سوك يول من الأحكام العرفية.
ولم تتسبب الدعاوى القضائية التي يواجهها ميونج، في انخفاض دعمه وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، لكن إنجل يقول إنه إذا ضغط الحزب الديمقراطي لعزل القضاة الذين أصدرواً أحكاماً ضد ميونج، فإن هذا ربما يجعل الناس يعتقدون أن ميونج مستعد لإلقاء النظام وسلطة القانون "من النافذة" حتى يصبح رئيساً، وربما يتساءلون عما إذا كانت تصرفاته مختلفة كثيراً عن إعلان الأحكام العرفية الذي أصدره يون سوك يول.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خامنئي: لا أظن أن المفاوضات مع أميركا ستُفضي إلى نتيجة
خامنئي: لا أظن أن المفاوضات مع أميركا ستُفضي إلى نتيجة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

خامنئي: لا أظن أن المفاوضات مع أميركا ستُفضي إلى نتيجة

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إنه «لا يعتقد» أن المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني ستؤدي إلى نتيجة، مضيفاً أن ما يقوله (الأميركيون) إنهم لن يسمحوا لإيران بالتخصيب، «وقاحة زائدة». وقال خامنئي، في أول مراسم لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، إنه في عهد رئاسة الأخير «كانت المفاوضات غير مباشرة، لكنها لم تُفضِ إلى نتيجة، ولا نظن أنها ستُفضي إلى نتيجة الآن أيضاً، ولا نعلم ما الذي سيحدث». وطالبت الولايات المتحدة إيران بوقف تخصيب اليورانيوم الذي تقول إنه طريق محتمل لصنع قنابل نووية. وانتهت جولة رابعة من المحادثات الإيرانية - الأميركية في سلطنة عمان، مطلع الأسبوع الماضي. وقال خامنئي: «الطرف الأميركي الذي يدخل في هذه المفاوضات غير المباشرة ويجري الحوار، عليه ألا يقول هراء». وأضاف: «قولهم إننا لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، هذه وقاحة زائدة. لا ينتظر أحد إذنَ هذا أو ذاك. الجمهورية الإسلامية لها سياسة، ولها منهج، وهي تتبع سياستها الخاصة». ورفض خامنئي مرة أخرى التفاوض المباشر. وقال إن «هدف الطرف الآخر من الإصرار على المفاوضات المباشرة هو إيهام خضوع إيران»، مضيفاً أن «رئيسي لم يمنحهم هذه الفرصة، رغم أنه في عهده جرت مفاوضات غير مباشرة كما هو الحال الآن، والتي لم تُسفر عن نتيجة، ونحن اليوم لا نعتقد أنها ستؤدي إلى نتيجة أيضاً، ولا نعلم ما سيحدث». وأشار إلى إصرار الأميركيين وبعض الغربيين على منع التخصيب في إيران، لكنه قال: «في مناسبة أخرى سأبيّن ما هو القصد والهدف الحقيقي من وراء هذا الإصرار». ووصف لغة رئيسي في الداخل وحتى على الساحة الدبلوماسية بأنها «كانت واضحة وصادقة»، مضيفاً: «كان رئيسي يحدد مواقفه بوضوح ولا يسمح للعدو أن يجد الفرصة ليدعي أنه جر إيران إلى طاولة المفاوضات عبر التهديد أو الإغراء أو المكر». وكان خامنئي قد وجه انتقادات، السبت، إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، متهماً إياه بـ«الكذب» بشأن سعيه لإحلال السلام في المنطقة. محمد مهدي نجل حسن نصر الله في مراسم مكتب خامنئي (موقع المرشد) في وقت لاحق، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني إن «التناقض المستمر بين أقوال ترمب وأفعاله وأفعال مسؤولي إدارته أدى إلى فقدان الثقة والمصداقية بالحكومة الأميركية»، وأضاف: «هذا الأمر غير مسبوق في تاريخ الدبلوماسية العالمية، ويعكس حالة الفوضى داخل الإدارة الأميركية». وبدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي للتلفزیون الرسمي: «تم اقتراح موعد للجولة الخامسة من المفاوضات، لكننا لم نوافق عليه بعد»، مضيفاً أن بلاده دخلت المفاوضات «انطلاقاً من مبادئها الراسخة ومواقفها التي تضمن حقوق ومصالح الشعب»، مشدداً على أن «هذه الحقوق غير قابلة للتنازل بأي شكل من الأشكال». ونقلت وكالة «إرنا» عن عراقجي قوله: «نواجه مواقف غير منطقية وغير مقبولة تماماً من الجانب الأميركي، وقضية التخصيب، من وجهة نظرنا، ليست مطروحة للنقاش أصلاً». وأضاف: «قدمنا مواقفنا بشكل واضح خلال الأيام الماضية، واليوم أيضاً عبر المرشد عن الموقف بشكل حاسم لا لبس فيه». وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي، الاثنين، إن «استمرار التخصيب في إيران هو خط أحمر بالنسبة لنا»، قال: «مهما كرروا (الأميركيون) ذلك، فإن مواقفنا لن تتغير. مواقفنا واضحة: سنواصل التخصيب». وقال، الأحد، إن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم «مع أو دون اتفاق». وجاء ذلك، في وقت نقلت فيه وسائل إعلام رسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية، كاظم غريب آبادي، قوله اليوم الثلاثاء، إن بلاده تلقت مقترحاً لجولة خامسة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة وتدرسه حالياً. وقال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، اليوم، إن «الأميركيين لا يعرفون بأنفسهم ما الذي يسعون إليه، ليس من اللائق أن يتحدثوا بهذا الشكل العلني». وتابع: «مثل هذه المواقف تؤثر على أجواء المفاوضات، لكن يجب أن نرى ماذا سيقولون عملياً في أثناء التفاوض»، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري». وقال تخت روانجي، الاثنين، إن المحادثات ستفشل إذا أصرت واشنطن على تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم. ونفى حصول بلاده على اقتراح «تخصيب صفري لليورانيوم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات؛ لبناء الثقة المبدئية والعودة التدريجية إلى مسار الاتفاق النووي»، مضيفاً: «لم يطرَح مثل هذا الأمر». وقال مسؤول إيراني لوكالة «رويترز»، إن الجولة المقبلة من المحادثات قد تعقد في مطلع الأسبوع بروما، وإن كان ذلك لم يتأكد بعد. لكن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قال: «هذا الخبر نشر من قبل وسائل إعلام غربية»، مضيفاً: «حتى الآن، ومن جانبنا، لم يُتخذ أي قرار نهائي بهذا الشأن. لقد طرحت بعض المقترحات بشأن الزمان والمكان من قبل وزارة الخارجية العمانية، لكن لم يتم تحديد زمان أو مكان نهائي للجولة المقبلة». ولفت بقائي إلى أن عراقجي عقد «لقاءات جيدة» مع نظيريه العماني والقطري على هامش منتدى «حوار طهران»، موضحاً أنه جرى في هذه اللقاءات تبادل وجهات النظر بشكل ملموس وعملي حول آخر تطورات المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. وقالت صحيفة «دنياي اقتصاد»، الثلاثاء، إن الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية إيران وسلطنة عمان وقطر «زاد من التكهنات بشأن دور الدوحة في المفاوضات»، وقال عراقجي إن «لدى الدوحة آراء وأفكاراً مطروحة». وعلى الرغم من أن المتحدث باسم وزير الخارجية قال إن طهران ستواصل المفاوضات، فإن المحادثات لا تزال على أرض غير صلبة، نظراً إلى الخلاف بين إيران والولايات المتحدة بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم. في واشنطن، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الثلاثاء، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني دون تخصيب اليورانيوم، لكنه أقر بأن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق «لن يكون سهلاً». وأكد روبيو للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن الإدارة تقدم «مخرجاً» لإيران للسعي نحو الرخاء والسلام. وقال: «لن يكون الأمر سهلاً، لكن هذه هي العملية التي ننخرط فيها الآن». وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، أن أي اتفاق محتمل مع إيران يجب أن يتضمن عدم تخصيب اليورانيوم. وقال ويتكوف لقناة «إيه بي سي نيوز»: «لدينا خط أحمر واضح جداً، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة واحد في المائة من قدرة التخصيب. قدمنا اقتراحاً للإيرانيين نعتقد أنه يعالج بعض هذه القضايا دون إهانتهم. وهذا أمر مهم». وأضاف: «لا يمكننا القبول بذلك إطلاقاً؛ لأن التخصيب يفتح الطريق إلى تصنيع الأسلحة، ولن نسمح بوصول القنبلة إلى هنا». وشدد ويتكوف على تمسك واشنطن بهذا الموقف، قائلاً إن ترمب «كان واضحاً للغاية؛ يريد حل هذا النزاع دبلوماسياً ومن خلال الحوار»، مؤكداً أنه «قد أرسل جميع الإشارات اللازمة، فقد بعث برسائل مباشرة إلى المرشد الإيراني (علي خامنئي)». والجمعة، قال ترمب إن إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران بات قريباً للغاية بعد تقديم مقترح إلى إيران. وأضاف أنه يتعيّن على الإيرانيين «التحرك بسرعة وإلا فسيحدث أمر سيئ». وحذّر ترمب طهران مراراً من أنها ستتعرّض للقصف وعقوبات قاسية ما لم يتم التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن على إيران أن تتحرك سريعاً بشأن اقتراح أميركي للاتفاق نووي، وإلا «فسيحدث ما لا يُحمد عقباه». وأضاف أن «إيران تريد التجارة معنا، حسناً؟ إذا كان بوسعكم أن تصدقوا فأنا موافق على ذلك. أنا أستخدم التجارة لتسوية الحسابات وتحقيق السلام». وأضاف: «أخبرت إيران أننا إذا عقدنا اتفاقاً... فإنكم سوف تكونون سعداء للغاية». والأسبوع الماضي، قال علي شمخاني، مستشار المرشد في الشؤون السياسية، لشبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية، إن طهران مستعدة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. وأوضح شمخاني أن «إيران تتعهّد بعدم بناء أسلحة نووية والتخلص من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وستوافق على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدام المدني، والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على العملية»، ضمن اتفاق مع الولايات المتحدة يضمن «الرفع الفوري» للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قد نفى، الاثنين، وجود مسار تفاوضي موازٍ للمفاوضات التي يجريها فريق عراقجي. وقال إسماعيل بقائي في مؤتمر الصحافي الأسبوعي إن «المسار التفاوضي الوحيد هو محادثات وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي»، لافتاً إلى أن الفريق التفاوضي الإيراني «نشر نتائج المحادثات بشفافية قدر الإمكان ضمن الحدود المتاحة إعلامياً». في مايو (أيار) العام الماضي، ذكرت تقارير أن خامنئي كلف شمخاني بالإشراف على المحادثات غير المباشرة بدءاً من مارس (آذار) 2024. وانتشرت المعلومات بعدما أفاد موقع «أكسيوس» بأن بريت ماكغورك، مستشار الرئيس الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، أجرى محادثات مع مسؤول إيراني كبير في مسقط. ومن المقرر أن يزور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مسقط، الأسبوع المقبل، بينما لا يزال الغموض يسود بشأن مآلات المسار الدبلوماسي الذي تتوسط فيه سلطنة عمان. وخلال فترة ولايته الأولى بين 2017 و2021، انسحب ترمب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الذي فرض قيوداً صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات الدولية. وأعاد ترمب، الذي وصف اتفاق 2015 بأنه يخدم إيران، فرض عقوبات أميركية شاملة على طهران التي ردت بزيادة تخصيب اليورانيوم.

الصين تطور طائرة من دون طيار يمكنها إطلاق 100 مسيّرة هجومية في آن واحد
الصين تطور طائرة من دون طيار يمكنها إطلاق 100 مسيّرة هجومية في آن واحد

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

الصين تطور طائرة من دون طيار يمكنها إطلاق 100 مسيّرة هجومية في آن واحد

تستعد الصين لإطلاق طائرة من دون طيار عملاقة، قادرة على حمل الأسلحة وإطلاق 100 مسيّرة هجومية في آن واحد. وحسب صحيفة «التليغراف» البريطانية، فإن الطائرة الجديدة التي أُطلق عليها اسم «جيو تان»، والتي تعني «السماء العالية»، هي مسيّرة طويلة المدى وعالية الارتفاع، قادرة على نقل الأسلحة والمعدات. وطَوّرت طائرة «جيو تان» شركة «شنشي» لتكنولوجيا المعدات غير المأهولة، وكُشف النقاب عنها لأول مرة في معرض تشوهاي الجوي، وهو الأكبر في البلاد، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأفادت وسائل الإعلام الرسمية في الصين بأن النموذج الأوَّلي قد اكتمل تجميعه الهيكلي، ويخضع حالياً للتركيب والاختبار. وسيُطلق في رحلته الأولى الشهر المقبل، في إطار سعي بكين لتعزيز قدرات قواتها الجوية. وتُظهر لقطات فيديو نشرتها وسائل الإعلام الرسمية شكل الطائرة الجديدة وقدرتها. China's Jiutian super-high altitude, long endurance an flight ceiling of 15km, this drone can fly ABOVE the operation ceiling of pretty much all air defense means, once the PLA air force gains air superiority over an area, this drone will be able to... — China Perspective (@China_Fact) May 18, 2025 ويبلغ طول جناحي الطائرة 25 متراً، ويمكنها الطيران لمدة 12 ساعة، بمدى أقصى يبلغ 7 آلاف كيلومتر. أما الوزن الأقصى لإقلاع الطائرة فيبلغ 16 طناً (16 ألف كيلوغرام) وتبلغ حمولتها القصوى 6 أطنان (6 آلاف كيلوغرام)، مما يسمح باستخدامها لحمل أي شيء، من معدات المراقبة إلى الذخيرة. ومع ذلك، فإن أبرز ما يميز الطائرة الجديدة هو قدرتها على إطلاق كميات كبيرة من الطائرات المسيرة دفعةً واحدة، مما يُصعّب على الجانب الآخر الرد. ويمكن أن تكون أسراب الطائرات من دون طيار مفيدة للغاية أيضاً لجمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع، وهو أمر بالغ الأهمية في حال تصاعد الصراع بين الصين وتايوان. وتستطيع الطائرة أيضاً حمل صواريخ كروز وصواريخ جو-جو متوسطة المدى، مثل PL-12E. صورة للطائرة الجديدة نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في الصين وتعني قدرة الطائرة على الوصول إلى ارتفاعات عالية أنه سيكون من الصعب اكتشافها من أنظمة الرادار الأرضية، ويمكنها التحليق فوق كثير من أنظمة الدفاع العاملة حول العالم. وقد يكون تطوير حاملة الطائرات «جيو تان» أحدث جهود الصين لتوسيع قدراتها الجوية لمنافسة الولايات المتحدة. وقد صرّح خبراء بأن حاملة الطائرات الجديدة هذه ستكون منافساً محتملاً لحاملتي طائرات أميركيتين، هما: RQ-4 Global Hawk وMQ-9 Reaper. وتمتلك الصين قدرة كبيرة على إنتاج الطائرات المسيّرة. وفي وقت سابق من هذا العام، اختبرت طائرة TP1000، وهي أول طائرة نقل مسيّرة قادرة على حمل أكثر من طن من البضائع. وسبق للصين أن شغّلت طائرات مسيّرة طويلة المدى، مثل الطائرة المسيّرة WZ-7 والطائرة المسيرة TB-001 Scorpion، حول الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

تايوان تقول إنها «مستعدة» للحوار مع الصين لكنها ستواصل بناء دفاعاتها
تايوان تقول إنها «مستعدة» للحوار مع الصين لكنها ستواصل بناء دفاعاتها

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

تايوان تقول إنها «مستعدة» للحوار مع الصين لكنها ستواصل بناء دفاعاتها

أكد رئيس تايوان لاي تشينغ - تي في خطاب بمناسبة مرور عام على توليه منصبه أن بلاده مستعدة للحوار مع الصين، لكنها ستواصل بناء دفاعاتها. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، تحدث لاي، المدافع القوي عن سيادة تايوان والمكروه من بكين، في خطابه عن الحاجة إلى «الاستعداد للحرب لتجنب الحرب»، وتعزيز صمود الجزيرة اقتصادياً. وبعدما وعد بالوقوف في وجه الصين والدفاع عن الديمقراطية في مراسم تنصيبه، شدّد لاي على أن تايوان «مستعدة» للتواصل مع بكين إذا كانت هناك «ندية وكرامة». في المقابل أعلنت الصين، الثلاثاء، استعدادها للحوار مع تايوان، ولكن بشروط. وانتقد المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في بكين تشين بينهوا «موقف لاي الانفصالي» الذي يروج لـ«الانفصال الاقتصادي» عبر مضيق تايوان، وفقاً لمحطة «سي بي سي». وعدّ لاي في خطابه أن السلام «لا يقدّر بثمن»، مضيفاً: «لكن لا يمكننا العيش في أوهام»، متعهداً بمواصلة تعزيز الدفاع. وصرّح لاي للصحافيين بأن تايوان «ستتعاون بنشاط مع حلفائها الدوليين جنباً إلى جنب، لممارسة قوة ردع، والاستعداد للحرب لتجنب الحرب، وتحقيق هدف السلام». وأجرت الصين التي تطالب بالسيادة على تايوان، وتعهدت باستعادتها بالقوة إن لزم الأمر، عدة جولات من التدريبات العسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة منذ تولي لاي منصبه. وحذّرت تايوان، الاثنين، من أن الصين قد تستخدم «الحرب الذهنية»؛ بهدف «تشويش معنويات الرأي العام». واعتقل خفر السواحل في تايوان مواطنيْن صينييْن حاولا التسلل إلى جزيرة في أرخبيل كينمن الذي تديره تايوان، على بُعد عدة كيلومترات عن بر الصين الرئيس. اقتصادياً، أعلن لاي عن خطط لتعزيز صمود الاقتصاد من خلال تنويع الأسواق، وزيادة الطلب المحلي، وتأسيس صندوق سيادي لتحفيز النمو. أما سياسياً، فيواجه لاي معارضة قوية من حزب «كومينتانغ» الذي يتهمه بدفع البلاد نحو المواجهة. وانخفضت شعبيته إلى 45.9 في المائة وسط خلافات داخلية وضغوط أميركية اقتصادية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store