logo
البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

العرب اليوم٢٢-٠٤-٢٠٢٥

كان عام 2013 عاماً مغايراً في الفاتيكان، إذ سيُقدَّر للرجل ذي الرداء الأبيض أن يصبح الأكثر ترحيباً والأعظم تقديراً في العالمَين العربي والإسلامي، ربما لتواضعه وسعيه الخلَّاق لإقامة الجسور بين البشر، والعمل من ثَمَّ على إزالة الحواجز من الطرقات بين الجانبَين.
ربما كانت بساطة البابا فرنسيس وتواضعه، منذ اللحظات الأولى لإعلان حبريته، طريقه لا لقلوب الأوروبيين فقط بل للشرق أوسطيين كذلك، وبدا كأن هناك صحوة في أوروبا ترفض العقلانية الجافَّة المسطَّحة التي تستبعد الدين كلياً من الحياة، بحجة أنه ظلاميات. وفي الشرق استيقظ العالم الإسلامي على حتمية مجابهة الأصوليات القاتلة ومواجهتها، تلك التي تكفِّر الآخرين، وتدعو إلى ذبحهم جهاراً نهاراً.
وجد العالم الإسلامي في الاسم الذي اختاره البابا رمزاً ودلالة لرجل سلام؛ فقد اختار الاسم تيمناً بسميه فرنسيس الأسيزي الذي كتب العالم الإسلامي اسمه بحروف من نور؛ ذلك لأنه كان صرخةً مسيحيةً حقيقيةً في وجه الحروب الصليبية، وقُدِّر له أن يرفضها في زيارته لمصر في يونيو (حزيران) 1219، حين التقى السلطان الكامل، ابن الملك العادل الأيوبي، الذي قرَّبه إليه فأقام عنده أياماً غير قليلة، وجرت بينهما حوارات كثيرة؛ وبذلك كان فرنسيس الأسيزي أول مَن أسَّس للحوار الإسلامي المسيحي قبل 8 قرون.
فهم العالم الإسلامي، لا سيما أكاديمييه ومثقفيه، من دون أدنى شك، الرسالة من وراء الاسم؛ وفي اللقاء الأول له مع الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى حاضرة الفاتيكان، كشف الحبر الروماني عن رغبته في تكثيف الحوار مع المسلمين من أجل بناء جسور معهم، متعهداً بدعم العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وباقي الأديان الأخرى، لا سيما الإسلام.
في ذلك اللقاء تحدَّث البابا بالقول: «من المهم تكثيف الوصول إلى معتنقي الأديان الأخرى؛ لكي لا تسود الخلافات التي تضرنا، بل تسود الرغبة في بناء علاقات حقيقية من الصداقة بين جميع الشعوب مع تباينهم، لا سيما أنه من غير الممكن إقامة علاقات حقيقية مع الله تعالى في ظلِّ تجاهل الآخرين، ومن ثمَّ - على حد تعبير البابا - هناك ضرورة ملحَّة لتكثيف الحوار بين مختلف أتباع الأديان، وبالأخص إجراء حوار مع الإسلام والمسلمين».
استهل البابا فرنسيس رسالته التصالحية مع العالم الإسلامي برسالة وجهها للمسلمين في كل أنحاء العالم في مناسبة عيد الفطر عام 2014، في شهر يوليو (تموز) تحديداً.
والشاهد أن العرف قد جرى من قبل بأن يوجِّه «المجلس البابوي للحوار بين الأديان» التهاني بالعيد، مرفَقةً بدعوة إلى النظر معاً في موضوع معيَّن؛ غير أن البابا فرنسيس في السنة الأولى من حبريته قرَّر أن يوقِّع بنفسه تلك الرسالة، ووجَّهها إلى مَن وصفهم بـ«الأصدقاء الأعزَّاء».
قال البابا للعالم الإسلامي في مستهل تهنئته بعيد الفطر: «كما تعلمون جميعكم، عندما انتخبني مجمع الكرادلة أسقفاً لروما، وراعياً للكنيسة الكاثوليكية بأسرها، اخترت اسم فرنسيس، وهو قديس مشهور أحبَّ الله، وكل إنسان في خلق الله، إلى حد أنه دُعي بـ(أخي الجميع)، أحبَّ وساعد وخدم المحتاجين والمرضى والفقراء، واهتمَّ بالخليقة كلها».
ويضيف: «أعي جيداً أن العائلة والأبعاد الاجتماعية تكتسب أهميةً خاصةً بالنسبة للمسلمين خلال هذه الفترة. والجدير بالذكر أن هناك أوجه شبه في كل هذه المجالات مع الإيمان المسيحي وممارسته».
حملت رسالة البابا فرنسيس للعالم الإسلامي دعوة للعودة إلى الاحترام المتبادل في العلاقات بين المؤمنين، لا سيما بين المسيحيين والمسلمين؛ إذ يقول: «نحن مدعوون لاحترام ديانة الآخر، وتعاليمها ورمزها وقيمها، ويتوجب كذلك احترام خاص للقادة الدينيين ولأماكن العبادة، كم هي مؤلمة الاعتداءات التي يتعرضون لها».
طالب البابا في رسالته، فيما يخص تربية الشباب المسلمين والمسيحيين، بأن يكون التفكير والتكلم بالاحترام عن الديانات الأخرى وأتباعها هما المقياس، والدرب، والطريق، مع البُعد عن كل استخفاف أو إساءة لعقائدهم وممارساتهم.
أحب المسلمون البابا فرنسيس، حيث رأوا في نظرته للدين حديثاً وحواراً لشراكة حقيقية، وليس شعارات جوفاء؛ فقد أشار مراراً إلى أن «الدين هو ضرورة في الإنسان لكي يحقق هدفه، وهو بوصلة توجِّهه نحو الخير وتبعده عن الشر، وعلى الأديان - من خلال مساعدة الإنسان على تمييز الخير - أن تحمل الإنسان نحو ممارسة الخير، نحو عيش الصلاة والجهاد الداخلي، نحو بناء حضارة اللقاء والسلام»، ودائماً ما كان البابا فرنسيس يشدِّد على أنه «لا يجب أبداً أن تُستَغل الأديان لتعميم الصراعات والخلافات؛ لأنه لا يمكننا أن نتضرع إلى الله لمصالح أنانية، ولا نستطيع أن نسوِّغ لاهوتياً الإرهاب، والإمبريالية، والاستعمال، وإنما المطلوب أن نعبد اسم الله ولا ندنِّسه ونتاجر به في الكره والخلافات البشرية».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الزيود يكتب: العيسوي.. بالشده والرخاء تظهر مواقف الرجال
الزيود يكتب: العيسوي.. بالشده والرخاء تظهر مواقف الرجال

صراحة نيوز

timeمنذ 35 دقائق

  • صراحة نيوز

الزيود يكتب: العيسوي.. بالشده والرخاء تظهر مواقف الرجال

صراحة نيوز ـ احمد الشرعاوي الزيود لم أكن أفكر أن يكتب قلمي في مدح رجل من رجال الدولة. قد يأخذ البعض كلماتي بمنحى آخر ويعتقد البعض أنني بالغت في المدح وأطريت في الثناء أو ابتعدت عن جوهر الحقيقة والحقيقه واقع رسم من خلال رجل وفاء ومعطاء ولكن أبى قلمي أن يجود بما تجود الكلمات ليكتب عن عملاق من عمالقة الوطن وعلم من أعلامها. لا أعلم من أي أبواب القصيد ابدأ ومن أي أبواب الثناء ادخل. نحن أمام محنة قوية جاءت دون سابق إنذار لنتعرف من خلالها على رجال وقامات حفرت اسمها على منابر الإعلام لتظهر مواقف الرجال والأردن خير من أنجبت من هؤلاء الرجال لتكون نبراس عطاء وقدوة لكل أردني غيور على وطنه. تلوح في سمائنا نجوم تضيئ ببريقها نرتقب إضائتها ارتفع اسمها في عليانا استحقت بكل فخر التقدير والثناء. لك يا معالي رئيس الديون الملكي التحية والتقدير لهذا الجهد المميز والأداء الرائع والرفيع. ننتظرك ليدب الآمل والحياة في قلوب الأردنيين جميعاً. أصبحت انموذج للاردنيين رجل يدير اهم المؤسسات بيت الاردنيين بكل حب وعطاء. تتسابق الكلمات وتتزاحم لتنظم الشكر إلى رجل غيور على وطنه يدور مع مصالح الوطن أينما دارت ليبحر بنا في سابقه أصبح بها بيت الهاشميين محج ومضيف للاردنيين . (الرجل المناسب في المكان المناسب). لك كل الشكر والثناء وقفت إلى جانب كل أردني لتضعنا على بوابات الأمل ننتظر ما سيأتي من نور يضئ حياتنا. عرفناك رجل أحب العطاء والتضحية والفداء من أجل الوطن وقيادته لا يعرف أيام العطل فعطائه رأس عمله كنت ولا زلت بمثابة سحابة معطاءة فجزاك عنا أفضل ما جزى العاملين المخلصين بارك الله لك وأسعدك أينما حطت بك الرحال وضعت بصمتك لتسير ببيت الاردنيين معطاء نحو الأفضل فكنت ربان مركب حماها الله من الغرق. صعدت إلى قمم الجبال وتربعت على عرش قلب كل أردني. لكل نجاح شكر وتقدير فجزيل الشكر نهديك. حمى الله الاردن وطنا وملكا وأرضا وشعبا تحت ظل الرايه الهاشميه بقياده جلاله الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الدرب خطاه وولي عهده الأمين الأمير المفدى الحسين بن عبدالله

ابوالخيل يفتتح القاعة الهاشمية بمدرسة الاميرة بسمة في مادبا
ابوالخيل يفتتح القاعة الهاشمية بمدرسة الاميرة بسمة في مادبا

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

ابوالخيل يفتتح القاعة الهاشمية بمدرسة الاميرة بسمة في مادبا

مادبا - الدستور - احمد الحراوي افتتح مدير التربية والتعليم للواء قصبة مادبا الدكتور يوسف ابو الخيل القاعة الهاشمية في مدرسة الأميرة بسمة الثانوية الشاملة للبنات وتزينت القاعة الهاشمية في المدرسة، بصور حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظهم الله ورعاهم، وبالأعلام الأردنية واشتملت على معرض للاستقلال الأردني، وعلى ركن للمقتنيات التراثية التي تعبر عن قيم المجتمع الأردني وتراثه، وزاوية لفن الفسيفساء. وعلى صعيد آخر رعى ابو الخيل حفل تخريج طلبة روضة المدرسة، وقدم الطلبة فقرات فنية وأهازيج وطنية ودبكات تغنت بالوطن وقائد الوطن و قصائد شعرية تغنت بالإنجازات الوطنية ومجدت ذكرى الاستقلال العزيزة على قلوب الأردنيين. وعبر الدكتور ابو الخيل عن شكره وتقديره لمديرة المدرسة ولجنة تنظيم الاحتفال من المعلمات والطالبات المشاركات بالاحتفال والحضور الكريم.

كبير مفتين دبي: الذكاء الاصطناعي لا يفتي
كبير مفتين دبي: الذكاء الاصطناعي لا يفتي

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

كبير مفتين دبي: الذكاء الاصطناعي لا يفتي

خبرني - أفاد الشيخ الدكتور أحمد الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، في تصريح خاص لـ«البيان» بأن برامج الذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي»، تحمل منافع مهمة لا يمكن الاستغناء عنها في وقتنا الحاضر المتطور. إلا أنه لا يصح شرعاً أن تكون محل اعتماد في طلب الفتاوى، وخاصة في المسائل الدقيقة مثل مناسك الحج، والكفارات، وتفسير القرآن الكريم. وأوضح الحداد أن هذه البرامج يمكن الاستعانة بها فقط لتقريب المعلومة المطلوبة، على أن يتم الرجوع بعد ذلك إلى مصادرها الأصلية، لأن هذه الأنظمة تنقل ما زُوّدت به من معلومات. وقد تكون هذه المعلومات غير دقيقة، وبالتالي فإن من يعتمد عليها يكون «كحاطب ليل»، لا يدري ما الذي يأخذه، معتبراً أن الواجب الشرعي والعقلي يحتم الرجوع إلى أهل الفتوى المختصين والمعتبرين، لأن الله تعالى أمر بذلك في قوله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. المسؤولية الكاملة وأكد أن المفتي مسؤول أمام الله تعالى وأمام الناس، ومُلزَم بتحمل تبعة فتواه إذا أخطأ، أما التقنية فلا مسؤولية عليها، بل تقع المسؤولية كاملة على السائل نفسه، مستشهداً بما ورد في الأثر: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم». وفي ما يتعلق بالحالات التي يستند فيها الحاج إلى فتوى خاطئة صادرة عن الذكاء الاصطناعي، فأخلّ بسببها بنسكه، أكد الحداد أن المسؤولية الشرعية في هذه الحالة تقع على المستخدم، ويتحمل الجزاء الشرعي إذا فرّط في ترك واجب أو فعَلَ محظوراً من محظورات الإحرام، لأنه اعتمد على مصدر لا يملك صفة الاعتماد شرعاً وعقلاً. وحول رأيه في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تفسير القرآن الكريم، أوضح الحداد أن تفسير كلام الله تعالى لا يصح إلا من خلال المفسرين المشهود لهم، الذين ينطلقون في عملهم من منهج واضح يعتمد على الأثر واللغة ومقاصد الشريعة وكلياتها العامة والخاصة، مستنداً إلى قوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}، موضحاً أن أولي الأمر هنا هم العلماء المتخصصون الذين يفسرون كلام الله على مراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. أهل الاختصاص وأكد أنه لا مانع من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتيسير الرجوع إلى المراجع، شريطة ألا يُعد مصدراً موثوقاً به، لأن مخرجاته تعتمد على البيانات التي أُدخلت فيه، وقد تكون صائبة أو غير ذلك، ما يجعل الرجوع إلى أهل الاختصاص ضرورة لا غنى عنها. وتابع: «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» والدليل على ذلك أن أكثر ما وقع بين الناس من الفتن هو بسبب التأويل الفاسد الناتج عن هوى وعن غير قواعد أهل التفسير. كما كان من الخوارج قديماً وحديثاً بخروجهم على المسلمين وولاة الأمر بالسلاح بسبب تأويلاتهم الفاسدة، وهذا الذكاء قد يُغذَّى بهذه التأويلات غير الصحيحة فإن اعتُمدت وقع المحظور الذي يجب التوقي منه، فكان واجباً على من يريد أن يفسر كلام الله تعالى ليعمل به ويفهمه فهماً صحيحاً أن يرجع إلى العلماء وإلى كتب التفسير المعتمدة. وعند سؤاله عن الخطر الشرعي المترتب على تقديم الذكاء الاصطناعي لتفسير خاطئ لآية من القرآن الكريم، أو بما يخالف منهج أهل السنة، أكد الحداد أن الخطر في هذه الحالة كبير جداً إذا تم الاعتماد الكلي عليه، مشيراً إلى أن مدخلات الذكاء الاصطناعي قد لا تكون بأيدي متخصصين موثوق بهم. وأكد أن من أراد أن يفسر كلام الله تعالى تفسيراً صحيحاً يعمل به، فعليه أن يرجع إلى العلماء وكتب التفسير المعتمدة، وفي ما يخص ضرورة تبني الجهات الدينية الرسمية أنظمة ذكاء اصطناعي شرعية بإشراف العلماء، وخصوصاً في المواسم الكبرى كالحج. أوضح الحداد أن هذا الأمر بات واجب الوقت، وعلى العلماء والمختصين أن يستفيدوا من هذه التقنية الحديثة والمتطورة، التي أصبحت تدخل في كل جوانب الحياة، شرط أن يُوظف استخدامها توظيفاً صحيحاً. نفع الناس وأكد أن على كل من يستطيع الإسهام في نفع الناس عبر هذه التقنية أن يبادر إلى ذلك، وخصوصاً في المجالات الدينية، حتى لا تُستغل من قبل من ليسوا من أهل الاختصاص، أو من يسعون للكيد للإسلام وأهله. وأشار إلى تجربة دائرة الشؤون الإسلامية بدبي، التي أنشأت منصة إلكترونية للإفتاء، تم من خلالها إدخال نسبة من الفتاوى التعبدية الصادرة عن إدارة الإفتاء. مشيراً إلى أن هذه المبادرة تشبه ما فعله الخيرون سابقاً من إعداد موسوعات فقهية إلكترونية أفادت طلاب العلم وسهلت عليهم الوصول إلى المعلومة، لكن التقنية الحالية أيسر وأوسع انتشاراً. وأكد أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي، في دورته 26 المنعقدة مؤخراً في دولة قطر، أصدر توجيهاً عاماً للمسلمين بضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في ما يخدم العباد والبلاد. الضوابط الشرعية وحول الضوابط الشرعية التي يجب توفرها لاستخدام هذه التقنيات في الفتوى أو التفسير أو تعليم العلوم الشرعية، أوضح الحداد أن لكل عمل ضوابطه التي يضعها أهل الاختصاص، سواء كان العمل في الجانب الشرعي أو الطبي أو الأمني أو غيره. وشدد على أن الفتوى على وجه التحديد يجب أن تستند إلى فتاوى صادرة عن مراجع موثوق بها في البلاد الإسلامية، تراعي الواقع المعاصر والتوقعات المستقبلية، محذراً من تزويد الذكاء الاصطناعي بمحتوى لا يتناسب مع واقع اليوم أو يخالفه. وفي ما يتعلق بكيفية التفريق بين ما يُعد تيسيراً شرعياً باستخدام الذكاء الاصطناعي، وما قد يؤدي إلى تضليل الناس أو التعدي على اختصاص أهل العلم، أكد الحداد أن المستخدم المتخصص الواعي يستطيع التمييز بين الحق والباطل، ويستفيد من التقنية باعتبارها وسيلة لتقريب المعلومة وتسهيل الوصول إليها، لا كمصدر يعتمد عليه اعتماداً كلياً. أما من لم يكن مؤهلاً علمياً فقد لا يدرك الفرق بين الصواب والخطأ، وحينها يقع في المحظور، ويكون مسؤولاً عن ذلك لأنه اختار أن يستقي العلم من غير أهله، من دون الرجوع إلى المتخصصين. نصيحة عامة ووجّه الحداد نصيحة عامة، قال فيها: «أنصح كل من يمكنه الاستفادة من هذه الوسائل أن يبادر إلى ذلك بعد أن يتقن استخدامها ويحذر من مخاطرها، فنحن اليوم في عصر التقنية والذكاء والفضاء المفتوح، ولا عزاء لمن يتأخر عن مواكبة هذا العصر بكل إيجابياته». وأكد أن شباب اليوم هم شباب الصناعة والتقنية، ويجب عليهم أن يستفيدوا بجد ومثابرة مما توفره الدولة من تسهيلات، وخاصة أن الدولة قد أخذت على عاتقها إعداد هذا الجيل ليكون فاعلاً في التقدم العلمي والتكنولوجي، وأنشأت وزارة خاصة لهذا الغرض، وأعدت برامج تعليمية وتطويرية لأبناء اليوم ليكونوا رواداً في مجالات الذكاء النافع والتقنيات المتطورة. واختتم قائلاً: «على أبناء الجيل الحاضر والمستقبل أن يقدّروا هذا الاهتمام الكبير من القيادة، وأن يتفاعلوا معه بإيجابية حتى يحققوا طموحات القيادة والأمة الرائدة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store