
علاقات غامضة... لماذا نتمسك بعلاقات بلا مستقبل واضح؟ – DW – 2025/8/10
في زمنٍ تتبدل فيه مفاهيم العلاقات العاطفية وتتحكم فيه تطبيقات المواعدة والخيارات اللامحدودة، برزت ظاهرة جديدة تُعرف باسم "اللا-علاقات" أو Situationships، وهي علاقات عاطفية تتضمن مشاعر وقرب وربما حتى تواصلًا جسديًا، لكنها تفتقر إلى التزام واضح أو تعريف رسمي.
رغم أن الدراسات السابقة بيّنت أن هذا النوع من العلاقات عادةً ما يكون أقل إرضاءً، وأقل احتمالًا لأن يتطور إلى علاقة جدية، فإن الكثير من الشباب يختارون البقاء فيها. فما الذي يدفعهم لذلك؟
هذا ما حاولت الإجابة عنه دراسة جديدة نُشرت في مجلة Sexuality & Culture بتاريخ 4 آب/أغسطس 2025، أعدها فريق بحثي بقيادة الدكتور ميكي لانغليه من كلية العلوم الصحية بجامعة بايلور الأمريكية.
ما الفئة الاجتماعية الأكثر استعدادا لـ"الوقوع" في الحب؟
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
اعتمدت الدراسة على منهج مزدوج: مقابلات متعمقة مع عشرة مشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، واستطلاع إلكتروني شمل 89 طالبًا جامعيًا أبلغوا عن 109 تجارب لعلاقات غير مصنفة.
ومن خلال تحليل المقابلات، استخلص الباحثون سبعة محاور عاطفية رئيسية تدفع الأفراد للبقاء في هذه العلاقات، وهي:
الاستثمار العاطفي، تلبية الاحتياجات، الأمل في المستقبل، الحصرية، التواصل، بذل الجهد، والثقة.
أحد المشاركين ذكر أنه يشعر بأن العلاقة "حصرية" رغم عدم وجود نقاش رسمي حول ذلك. آخرون قالوا إنهم استثمروا وقتًا ومشاعر، ويأملون أن تتحول العلاقة إلى شيء أكثر وضوحًا. البعض أكد أن احتياجاته العاطفية تُلبّى بشكل كافٍ ليبقى، حتى وإن لم تكن العلاقة مثالية.
عندما أُجري الاستطلاع لاحقًا، أظهرت النتائج أن العوامل الأكثر ارتباطًا بالرضا والالتزام كانت: الاستثمار العاطفي، الحديث عن المستقبل، وإعطاء العلاقة الأولوية.
المثير أن بعض العوامل التي يُفترض أنها مهمة، مثل "الجهد المبذول من الطرف الآخر"، لم تكن مؤثرة بالشكل المتوقع. أما تلبية الاحتياجات العاطفية، كالشعور بالاهتمام أو الفهم، فكانت ذات تأثير واضح ومباشر.
يقول د. لانغليه: "توقعنا أن يكون السبب جنسيًا أو نابعًا من الخوف من الالتزام، لكن الحقيقة أن كثيرين يرون في هذه العلاقات مرحلة انتقالية نحو علاقة رسمية. كأنها مساحة مؤقتة لاختبار المشاعر قبل اتخاذ القرار".
استندت الدراسة إلى نظريتين:
نظرية التبادل الاجتماعي: والتي تفيد بأن الأفراد يبقون في العلاقات عندما تفوق المنافع التكاليف.
نظرية الاستثمار: التي تضيف أن مقدار ما تم استثماره في العلاقة، وتوفّر بدائل محتملة، يؤثران في قرار الاستمرار.
في ظل الغموض والضبابية، قد تبدو "اللا-علاقة" حلًا وسطًا، خاصة عندما لا يكون البديل أفضل أو أوضح.
للعشاق.. هذا ما يحدث للجسم بعد توتر العلاقة
رغم محدودية العينة، تؤكد الدراسة أن الرضا لا يتوقف على الالتزام الرسمي، بل على شعور الشخص بأن العلاقة تحمل قيمة عاطفية، وربما أملًا بمستقبل مشترك.
يُخطط الفريق الآن لإجراء دراسة تكميلية تركز على الذكور فقط، لتحديد ما إذا كانت الدوافع نفسها تنطبق على الجنسين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 17 ساعات
- DW
كيمياء العلاقات.. "هرمون الحب" يتحكم في عواطفنا تجاه الآخرين – DW – 2025/8/15
دراسة من جامعة كاليفورنيا، بيركلي تكشف أن الأوكسيتوسين أو "هرمون الحب" يسرّع تكوين العلاقات والصداقات ويجعلها أكثر انتقائية، مع دور مزدوج في تعزيز الروابط وتحديد المسافة مع الغرباء. في عالم العلاقات الاجتماعية، كثيرًا ما يوصف هرمون الأوكسيتوسين بأنه "هرمون الحب" أو "هرمون العناق"، نظرًا لدوره في تعزيز مشاعر القرب والثقة بين الأفراد. لكن دراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا، بيركلي تقدّم صورة أكثر دقة وتعقيدًا لهذا الهرمون، إذ تشير إلى أن الأوكسيتوسين ليس ضروريًا بالمعنى الحرفي لتكوين الصداقات، لكنه يلعب دورًا حاسمًا في تسريع عملية الترابط الاجتماعي وجعلها أكثر انتقائية. الدراسةالتي أجريت على فئران البرّ (prairie voles) وهي من القوارض المعروفة بعلاقاتها الاجتماعية المستقرة , أظهرت أن الفئران التي تفتقر إلى مستقبلات الأوكسيتوسين احتاجت إلى أسبوع تقريبًا لتكوين تفضيل لشريك اجتماعي، بينما احتاجت الفئران الطبيعية إلى يوم واحد فقط. ليس ذلك فحسب، بل إن الفئران المعدّلة وراثيًا كانت أقل حرصًا على البقاء بجانب أصدقائها وأقل تجنبًا للغرباء. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video توضح الباحثة أناليز بيري، أستاذة الأحياء التكاملية وعلم الأعصاب، أن الأوكسيتوسين لا يحدد مدى اجتماعية الكائن الحي بقدر ما يحدد مع من يكون اجتماعيًا. فهو يسرّع من تكوين الروابط في مراحلها الأولى ويجعلها أكثر قوة، وفي الوقت نفسه يدعم ما يمكن وصفه بـ"الحدود الاجتماعية" مع الغرباء. اختبارات أجرتها بيري وفريقها بيّنت أن الفئران الطبيعية، عند وضعها في بيئة جماعية، تميل إلى البقاء قرب شركائها المألوفين قبل التفاعل مع الآخرين. أما الفئران التي لا تمتلك مستقبلات للأوكسيتوسين فكانت تختلط بالجميع وكأنها بلا روابط سابقة. كما أن اختبارات "ضغط الأذرع" التي تقيس رغبة الفئران في الوصول إلى شريك أو غريب , كشفت أن الأوكسيتوسين يزيد الحافز للتواجد مع الأصدقاء في العلاقات الودية، بينما في غيابه يظل هذا الحافز قويًا فقط في العلاقات الزوجية. الحب أعمى ويُعمي.. تأثير سحر العشق على الدماغ والجسد! أهمية هذه النتائج تتجاوز القوارض، إذ يمكن أن تساهم في فهم أعمق لكيفية تكوين العلاقات الاجتماعية لدى البشر، خاصة في الحالات التي تتأثر فيها هذه القدرة مثل التوحّد أو الفصام. وتشير بيري إلى أن تكوين الروابط بين الأقران قد يكون تطور قبل العلاقات الزوجية الأحادية، ما يفتح الباب أمام فرضيات جديدة حول تطور السلوك الاجتماعي في الثدييات. التجربة تضمنت أيضًا استخدام مجسّات نانوية مبتكرة لقياس مستويات الأوكسيتوسين في الدماغ. النتائج أظهرت أن غياب المستقبلات لم يؤدِ إلى زيادة إفراز الهرمون، بل على العكس، قلّل من كمياته ومن عدد مواقع إفرازه، خاصة في منطقة "النواة المتكئة" المسؤولة عن المكافأة الاجتماعية. تؤكد هذه الدراسة أن الأوكسيتوسين ليس مجرد هرمون للحب أو السعادة، بل أداة بيولوجيةدقيقة تنظم سرعة وانتقائية الروابط الاجتماعية. ومن خلال فهم أعمق لآلياته، قد نقترب خطوة من إيجاد حلول لتحسين نوعية العلاقات لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات اجتماعية. تحرير: ع.ج.م


DW
منذ 2 أيام
- DW
في ظاهرة غريبة.. علماء يوثقون تحولا في جنس بعض الطيور – DW – 2025/8/14
دراسة أسترالية حديثة تكشف ظاهرة غريبة لدى بعض أنواع الطيور، إناث الطيور تتحول إلى ذكور، وطيور ذكر تضع البيض، كيف يحدث ذلك؟ وما علاقة التلوث البيئي؟ لطالما ظنّ العلماء أن الانعكاس الجنسي عند الحيوانات الذي يعني أن السمات الجسدية الظاهرة تختلف عن السمات الجنسية الوراثية غير موجود أو نادر عند الطيور، بالرغم من شيوعه عند حيوانات أخرى. ولكن يبدو أو عوامل بيئية أحدثت تحولاً مفاجئاً في الخصائص الجنسية لعدد كبير من الطيور بعد ولادتها، بحسب دراسة أسترالية أجراها باحثون في جامعة "صن شاين كوست". وجدت الدراسة التي أجريت على حوالي 500 طائر من خمسة أنواع أن ما يصل إلى ستة بالمئة منها يحمل السمات الجسدية لجنس بيولوجي معين، لكن تركيبتها الجينية يعود لجنس آخر. وفي إحدى الحالات، كان لدى طائر كوكابورا ذكر قناة بيض منتفخة، ما يعني بالنسبة للعلماء أن الطائر الذكر قد وضع بيضة. وبهذا الصدد قالت دومينيك بوتفين، عالمة البيئة السلوكية وعالمة الطيور والأحياء التطوري من جامعة صن شاين كوست في كوينزلاند، أستراليا، ومؤلفة مشاركة في الدراسة التي نشرت في مجلة رسائل علم الأحياء: "يشير هذا إلى أن تحديد الجنس لدى الطيور البرية أكثر مرونة مما كنا نعتقد، ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video والانعكاس الجنسي شائع جداً عند بعض الحيوانات، أبرزها الأسماك والبرمائيات والزواحف، ويعني أنه يمكن لجنس الحيوان أن يتغير في مرحلة ما من حياته. ولكن نادراً ما تم توثيق هذه الحالة عند الطيور البرية والثديات. عند البشر، يتحدد الجنس حسب نوع الكروموسومات، فإذا كانت الكروموسومات الجنسية XX فهذا يعني أن الشخص أنثى، وإذا كانت XY، يعني أن الشخص ذكر، ولكن هناك جين يلعب دور مهم بتحديد الجنس أيضاً، وهو SRY، الموجود عادة في الكروموسوم Y. هذا الجين هو الذي يعطي أمر للجسم ليتطور كذكر، وإذا لم يكن موجوداً، يتطور الجسم تلقائياً إلى أنثى. لكن الأمر مختلف عند بعض الحيوانات، مثل الدجاج وسمك الزرد وبعض الحشرات كذباب الفاكهة. فليست الكروموسومات وحدها ما يحدد الجنس، بل كل خلية في جسم الحيوان "تقرر" جنسها بناءً على الجينات التي تعبّر عنها، وهذا يعني أنه قد تكون بعض خلايا الجسم تعمل كخلايا ذكورية، وأخرى كأنثوية في نفس الجسم، وهو ما يعرف بـ " جيناندرومورف" أي كائن يحمل صفات ذكورية وأنثوية في الوقت ذاته. وهذه الحالة توجد عند البشر أيضاً وتسمى بـ "الخنثى"، وهو الشخص الذي لا ينتمي إلى الذكر أو الأنثى بوضوح، وغالباً ما يكون لديهم كروموسومات غير معتادة، مثل XXY أو X فقط. وقد يمتلكون أعضاء تناسلية خارجية لا يمكن تصنيفها بسهولة كذكر أو أنثى، أو جهاز تناسلي داخلي غير مكتمل أو مختلط، ويُطلق على هؤلاء الأشخاص اسم ثنائيي الجنس، تبلغ نسبتهم 1 بين كل 1500 إلى 2000 شخص. صنّفت الدراسة الأسترالية الطيور المعكوسة الجنس إلى ثلاث مجموعات؛ ذكور وراثية تحمل خصائص أنثوية بشكل كامل، وإناث وراثية تحمل خصائص ذكورية تماماً، وطيور تُظهر مزيجاً من الخصائص الأنثوية والذكورية ولديها خصيتين ومبيضين. وتبيّن أن الطيور الإناث هي الأكثر عرضة للتغييرات الجنسية خلال فترات من حياتها، وتتطور لديها غدد تناسلية ذكورية بالرغم من أنها إناثاً من الناحية الجينية. وتُضيف الدراسة أن هذا التحوّل قد يؤثر على التكاثر، ما قد يهدد وجود الأنواع المهددة بالانقراض، مثل طيور البطريق الإمبراطور في أنتاركتيكا. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video سبق وأن وثق العلماء تغيرات جنسية لدى الضفادع ناجمة عن الملوثات أو ارتفاع درجات الحرارة، ولكن ما زالت التغييرات الجنسية الخاصة بالطيور غير واضحة الأسباب بعد. يفترض العلماء أن هذه الظاهرة قد تُعزى إلى عوامل طبيعية وأخرى بيئية، فالإجهاد المزمن في البيئة قد يؤثر على النمو الجنسي الطبيعي لدى الحيوانات، كما أن الملوثات الموجودة في البيئة وتراكم المواد الكيميائية المُعطِّلة للهرمونات في المناطق البرية قد يؤدي إلى تغيير الخصائص الجنسية لبعض الحيوانات. وعن أهمية معرفة الأسباب، قالت بوتفين: " إن فهم طريقة حدوث تغيير الجنس وأسبابه أمر مهم جداً للحفاظ على البيئة وتحسين دقة الأبحاث المرتبطة بالطيور".


DW
منذ 3 أيام
- DW
حرارة الجو .. عادتان تأتيان بنتيجة عكسية ويُنصح بتركهما – DW – 2025/8/13
في ظل حرارة الصيف المرتفعة، خصوصا بالمنطقة العربية، يلجأ الناس إلى وسيلتين للتخفيف من عناء الحر أولهما تناول المشروبات الباردة أو المثلجة وثانيهما الاستحمام بالماء البارد. والآن يحذر خبراء من ذلك، فلماذا؟ قد يبدو الاستحمام بماء بارد وتناول مشروبات مثلجة أمرًا مغريًا، خاصةً في الأيام الحارة. لكن الخبراء ينصحون بتجنب ذلك، بحسب ما كتب موقع فوكوس الألماني. ومن يستحم بماء بارد أو يشرب شيئًا باردًا جدًا في الأيام الحارة سيتعرق أكثر بعد ذلك. للتخفيف من الإحساس بحرارة الجو في الصيف، ينصح "فوكوس" من يُحب الماء البارد أو المشروبات التي تحتوي على الصودا أو الكولا باختيار مشروبات أكثر دفئًا، وينقل الموقع عن يان كريستوف ليفيوهان من مستشفى جامعة يينا بشرق ألمانيا قوله: "المشروبات الباردة والمثلجة تُسبب ضغطًا أكبر على الجسم من المشروبات الدافئة، حيث يتطلب الجسم طاقة كبيرة لتنظيم درجة حرارته". علاوة على ذلك فإن المشروبات الباردة قد تُسبب مشاكل في المعدة وشعورا بعدم الراحة. لذلك، "لا تتردد في تناول مشروب النعناع الدافئ، فهو أكثر انتعاشًا". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video النصيحة الثانية هي الاستحمام بماء فاتر بدلًا من الاستحمام بماء بارد. فحتى لو بدت فكرة الاستحمام بالماء البارد جيدة، فإن الماء البارد يخفض درجة حرارة الجسم في البداية. ثم ترتفع درجة حرارته مرة أخرى، بحسب فوكوس. ويوضح إنغو فروبوزه من الجامعة الرياضية الألمانية في مدينة كولونيا: "علاوة على ذلك، فإن الدورة الدموية قد تضعف إذا كان التبريد شديدًا جدًا"، ويضيف: "الاستحمام البارد مُرهق للجسم طبعا، وقد يؤدي أحيانًا إلى ارتفاع حرارة الجسم".