
أشهر 6 أماكن لها في مصر .. الكنيسة تواصل صوم العذراء مريم
السيدة العذراء مريم
السيدة العذراء مريم
وُلدت السيدة العذراء مريم في الناصرة من والديها القديسين يوآقيم وحنّة، وعاشت حياة الطهارة والتسليم الكامل لإرادة الله. بعد بشارة الملاك جبرائيل لها بحبلها بالروح القدس، أنجبت السيد المسيح في بيت لحم، ورافقت أحداث خدمته وصلبه وقيامته، ثم عاشت مع القديس يوحنا الحبيب حتى انتقالها.
وتحمل السيدة العذراء مكانة خاصة في التراث القبطي، حيث ارتبط اسمها بظهورات ومعجزات كثيرة.
وتواصل الكنيسة صوم السيدة العذراء مريم، ويمتد الصوم لمدة 15 يومًا، يختتمه الأقباط بعيد صعود جسد السيدة العذراء مريم، والموافق هذا العام الجمعة 22 أغسطس، وهو أيضًا يوم صيام، لذا سيكون الإفطار يوم السبت 23 أغسطس 2025.
نهضة السيدة العذراء
أشهر الأديرة والكنائس
أشهر الأديرة والكنائس المعروفة باسم السيدة العذراء في مصر هي:
دير السيدة العذراء (المحرق – أسيوط): يُعرف بـ"دير جبل قسقام"، وهو المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة أطول فترة أثناء رحلتها إلى مصر.
دير السيدة العذراء (البرشا – ملوي): دير تاريخي على الضفة الشرقية للنيل، ويقصده الزوار خاصة في صوم العذراء.
دير السيدة العذراء (درنكة – أسيوط): يقع في جبل درنكة، ويشتهر بموسم العذراء الذي يجذب مئات الآلاف من الزوار سنوياً.
كنيسة السيدة العذراء (الزيتون – القاهرة): اشتهرت بظهور العذراء فوق قبابها عام 1968 في حدث شاهده الآلاف.
كنيسة السيدة العذراء (المعادي – القاهرة): ترتبط بمرور العائلة المقدسة من النيل، ويوجد بداخلها درج حجري قديم يصل إلى النهر.
كنيسة السيدة العذراء (المعلقة – القاهرة القبطية): من أقدم الكنائس في مصر، بُنيت على بقايا الحصن الروماني، وتعد من أهم معالم القاهرة التاريخية.
وتنطلق الاحتفالات والموالد فى الأديرة والكنائس التى تحمل اسم العذراء مريم خاصة في صيامها، كما يقيم دير العذراء مريم بدرنكة احتفالات يحضرها ما يقرب من مليون شخص سنوياً، بالإضافة لكنيسة السيدة العذراء بـ مسطرد، حيث توجد المغارة التى احتمت بها العائلة المقدسة فى مصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
أذكار الصباح كاملة مكتوبة.. ردد أفضل 12 دعاء من سنة النبي
أذكار الصباح من السنن التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وحثّ أمته على المواظبة على أذكار الصباح لما تحمله من فضل عظيم، وبدء اليوم بذكر الله كل صباح يعد حصنًا للمؤمن من الشرور والهموم في الدنيا والآخرة، ويجعله في حفظ الله ورعايته طوال يومه، وقد ورد أن المداومة على أذكار الصباح سبب لمغفرة الذنوب مهما كثرت، وسبب للطمأنينة والسكينة، واغتنام بركة اليوم منذ لحظاته الأولى وفي السطور التالية نستعرض أذكار الصباح كاملة مكتوبة. وقت أذكار الصباح والمساء قسَّم الإمام أبو حامد الغزالي أورادَ النهار إلى سبعة، وأورادَ اللَّيل إلى أربعة؛ فقال: «اعلم أنَّ أوراد النهار سبعة: فما بين طلوعِ الصبح إلى طلوع قرص الشمس وردٌ، وما بين طلوع الشمس إلى الزوال وردان، وما بين الزّوال إلى وقت العصر وردان، وما بين العصر إلى المغرب وردان، والليل ينقسم إلى أربعة أوراد: وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس، ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر». ولا خلافَ بين الفقهاءِ فيما ورد مِن الأذكار مقرونًا بذِكْر اليوم مطلقًا في جواز الإتيانِ به في أيّ وقتٍ مِن أوقات اليوم، وأن كونه في أول اليوم أفضل مما سواهُ. وقال العلَّامة شرف الدين الطيبي: [قوله: (في يوم) مُطلق، لم يُعلم في أيّ وقتٍ من أوقاتِهِ، لا يُقيَّد بشيء منْه]، واختلفوا في ما جاء مِن الأوراد مقرونًا بذكر الصَّباح أو المساء؛ تبعًا لاخْتلافِ تفسيرهما على ما جاء في كلام العرب. فأمَّا وقت أذكار الصباح فأكثرُ أهل اللغة على أنه مِن نصف اللَّيل الأخير إلى وقتِ الزوال، وهو ما حكاهُ ابنُ الجوالِيقي، وابنُ دريد. وفي الشرع: فليس المرادُ كونَ نصف الليلِ هو وقتُ الصباحِ حقيقةً، ولكنْ ما قد اطَّردَت العادةُ على كونه أوَّلَ النهار، وهو طلوعُ الفجر؛ ويؤيّد ذلك: ما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا يُنادِي حتى يُقال له: أصبَحْتَ أصبحْتَ. قال الإمام ابنُ بطال في «شرح صحيح البخاري»: «ليس معنى قوله: «أصبحت أصبحت» إفصاحًا بالصبح على معنى أن الصُّبح قد انفجَرَ وظهر، ولكنَّه على معنى التحْذير مِن اطِّلاعه والتحضِير له على النّداء بالأذان؛ خِيفةَ انفجارِهِ». وعليه: وقت أذكار الصباح إنما يكون ابتداؤه مِن هذا الوقت وما قرُب منه، لا مِن نصف الليل، فيبدأ وقتُ أذكار الصباح حينئذٍ ويمتدُّ إلى الضحى، وما بقي وقتُه فحكم الصباح منسحِبٌ عليه إلى زوالِ الشمس. يُنظر: "التوقيف على مهمَّات التعاريف" للعلَّامة المناوي (1/ 212، ط. عالم الكتب)، و"الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علَّان (3/ 74، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية). وأمَّا وقت أذكار المساء فالمشهور أنه يبدأ مِن وقت الزَّوال إلى العتْمة، وقيل: إلى آخر نصفِ الليل الأوَّل، وهو مروِيٌّ عن "ثعلب" وحكاه ابنُ السَّمين الحلبي عن "الراغب". ومِن ثَمَّ فيُرجع فيما يُسمَّى بالعشاء للعُرف، وهو مِن زوال الشمس إلى الصَّباح، فيبدأ وقتُ أذكار المساء مِن بعد صلاة العصر إلى المغرب، ويمتدُّ إلى أن يمضي ثلث الليل أو نصفه. وقد أورد المفسِّرون هذا الخلافَ بصدد آياتِ الأمْر بالتَّسبيح والتحمِيد. دعاء الصباح مكتوب بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ ، في الأرضِ ، ولا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ (ثلاث مرات). سُبْحَان الله عَدَدَ خَلْقِهِ، سبحان الله رِضَا نفسه، سبحان الله زِنَةَ عَرْشِهِ، سبحان الله مِدَادَ كلماته ثلاث مرّات. يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيثُ ، و أَصلِحْ لي شأني كلَّه ، و لا تَكِلْني إلى نفسي طرفَةَ عَينٍ أبدًا. اللهمّ عافِني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهمّ عافني في بصري، لا إله إلّا أنت ( ثلاث مرّات). لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ يُحيِي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ (عشر مرات). سبحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ(مئة مرّةٍ أو أكثر). دعاء الصباح للرزق 1- اللهم في هذا الصباح ارزقنا العفو والعافية وسعة في الرزق. 2- اللهم باعدنا فيه عن الخطيئة والضلالة واجعلنا من أهل الجنة. 3- اللهم اجعل لنا نصيبًا من كل خير تنزله فيه بجودك يا أرحم الرحمين. 4- اللهمَّ إني أسألك، أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين أن ترزقنا من حيث لا نحتسب. 5- اللهم وسع أرزاقنا وبارك لنا فيها يا كريم يا جواد. 6-اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان قليلا فكثره وإن كان كثيرا فبارك لي فيه. فضل دعاء الصباح ورد عن فضل دعاء الصباح في الكتاب والسُنة النبوية الشريفة، وعن عظيم أجر دعاء الصباح وبركته، ما يأتي:


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
ما حكم رد الهدية وعدم قبولها؟.. الإفتاء: يجوز فى هذه الحالات
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما مدى جواز عدم قبول الهدية؟ وما هي الحالات التي يجوز فيها شرعًا رد الهدية وعدم قبولها؟ وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن السؤال قائلة: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن رد الهدية إلا إذا وُجد مانع من قبولها؛ كأن كانت الهدية شيئًا محرمًا، أو كانت رشوة، أو كانت مُهداة لأخذ أكثر منها، أو كانت بمثابة الدَّيْن، أو على سبيل المَنِّ، ويستحب لمن امتنع عن قبول هدية لعذرٍ أن يبين عذره للمُهدي؛ تطييبًا لقلبه وجبرًا لخاطره. حكم رد الهدية من دون سبب شرعي وأوضحت ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن رد الهدية إذا لم يكن هناك سبب يدعو لذلك؛ رَوى الإمام أحمد في "مسنده"، وابن حبان في "صحيحه" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ». قال الإمام ابن حبان في "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" (ص: 242، ط. دار الكتب العلمية): [زجر النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وسلَّم في هذا الخبر عَن ترك قبول الهدايا بين المسلمين؛ فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا قدر ويشكر عنها، وإنَّي لأستحب للناس بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم إذ الهدية تورث المحبة، وتذهب الضغينة] اهـ. الحالات التي يجوز فيها شرعًا رد الهدية وأشارت الى انه لا يجوز شرعًا رد الهديّة إلا لسببٍ شرعيٍّ؛ كما في الأسباب الآتية: أولًا: أن تكون الهدية شيئًا مُحرمًا؛ كالخمر مثلًا، فيحرُم قبولها؛ لما في ذلك من تناول الحرام، وهو من المعاونة على الإثم، قال ابن عباس رضي الله عنه: إِنَّ رَجُلًا أَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَهَا؟» قَالَ: لَا، فَسَارَّ إِنْسَانًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «بِمَ سَارَرْتَهُ؟»، فَقَالَ: أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا، فَقَالَ: «إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا»، قَالَ: فَفَتَحَ الْمَزَادَةَ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِيهَا. رواه مسلم في "صحيحه"؛ هذا الحديث نصٌّ في تحريم قبول الهدية المحرمة؛ قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (11/ 4، ط. دار إحياء التراث العربي): [لعل السؤال كان ليعرف حاله؛ فإن كان عالمًا بتحريمها: أنكر عليه هديتها، وإمساكها وحملها، وعزَّره على ذلك، فلما أخبره أنه كان جاهلًا بذلك عذَرَه، والظاهر أن هذه القضية كانت على قرب تحريم الخمر قبل اشتهار ذلك] اهـ. ثانيًا: أن تكون الهدية بمثابة الرشوة؛ لإبطال حق، أو إثبات باطل؛ كالهدية لبعض الموظفين ونحوهم؛ لقضاء حاجة الـمُهدي أو لتمكينه من شيء ليس من حقه، أو التجاوز عن شيءٍ لا يحق لهم التجاوز عنه، فحينئذ يحرُم الإهداء، ويحرم على المتلقى قبول الهدية؛ روى الإمام أحمد في " مسنده" عَن عَبْدِ اللهِ بن عمرٍو رضي الله عنهما قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ". وروى أيضًا أنَّ عُمَر بن عَبْد العَزِيز قال: "كَانَتِ الهَدِيَّةُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ هَدِيَّةً، وَاليَوْمَ رِشْوَةٌ"؛ فهذه النصوص تدل على عدم جواز قبول الهدية إذا كانت على هذه الحالة. ثالثًا: إذا كان الـمُهدي أهداها لأخذ أكثر منها ممن أهديت إليه مستقبلًا، فيُكره قبولها؛ ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بَكْرَةً، فَعَوَّضَهُ مِنْهَا سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَتَسَخَّطَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ فُلَانًا أَهْدَى إِلَيَّ نَاقَةً، وَهِيَ نَاقَتِي أَعْرِفُهَا كَمَا أَعْرِفُ بَعْضَ أَهْلِي، ذَهَبَتْ مِنِّي يَوْمَ زَغَابَاتٍ، فَعَوَّضْتُهُ سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَظَلَّ سَاخِطًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ، أَوْ دَوْسِيٍّ». قال الإمام الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن" (7/ 2230، ط. مكتبة نزار الباز): [كُره قبول الهدية ممن كان الباعث له عليها طلب الاستكثار] اهـ. رابعًا: إذا كان الـمُهدي يعتبر هديته بمثابة الدَّين على المهدى إليه، إلا ما جرت به بعض الأعراف، أو أن يكون منَّانًا يمنُّ بهديته ويتحدث بها، ففي هاتين الحالتين يُكره قبول الهدية. يقول الإمام البهوتي في "كشاف القناع" (4/ 322، ط. دار الكتب العلمية): [(ويجُوز ردُّها) أي: الْهَدِيَّة (لِأمُورٍ: مثل أن يريد أَخْذَهَا بِعَقْدِ مُعَاوضةٍ)... (أوْ يكُون الْمُعْطَى لَا يَقْنَعُ بالثَّواب الْمُعْتاد)؛ لِما فِي الْقَبُولِ من الْمشقَّة حينئذٍ (أَوْ تكُونُ) الْهَديَّة (بعد السُّؤَالِ وَاستشْرَافِ النَّفْسِ لَهَا).. (أَوْ لِقَطْعِ الْمِنَّةِ) إذَا كان على الْآخِذِ فيه منَّة] اهـ. الاعتذار عند رد الهدية إذا وُجد سبب شرعي يدعو لرد الهديّة، فإنَّه ينبغي تطييب قلب المهدي ببيان العذر في عدم قبول هديته؛ ويدل على ذلك ما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَهُوَ بِالأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ» متفق عليه. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/ 34، ط. المكتبة السلفية): [وفيه الاعتذار عن رد الهدية؛ تطييبًا لقلب المهدي] اهـ.


شبكة النبأ
منذ 9 ساعات
- شبكة النبأ
ماذا بعد زيارة الأربعين؟
لنجعل زيارة الأربعين نقطة انطلاق نحو حياة جديدة تشرق فيها أنوار الإيمان والعمل الصَّالح، حياة نُجسِّد فيها رسالة أبي عبدالله الحسين بكلِّ تفاصيلها، ونحيي بها الثَّورة على الظلم والطغيان، متمسكين بعهد الوفاء والثَّبات مهما تعاظمت العقبات في طريقنا؛ فالإيمان الحقيقي هو ذلك الالتزام المستمر الذي يدفعنا لأن نمضي قدمًا... زيارة الأربعين رحلة تقود الإنسان إلى كربلاء المقدَّسة، تتلاقى فيها خطوات الأقدام مع نبضات القلوب، فتتحوَّل كلُّ خطوة على الطَّريق إلى نداء يوقظ الوعي بأنَّ العمر فرصة ثمينة، واللحظة التي نعيشها قد لا تتكرر أبدًا. في درب الأربعين الحسيني، هناك نداء خفي يرافق كلَّ زائر؛ نداء أمير المؤمنين (عليه السلام): "أيُّها الناسُ ألآنَ، ألآنَ! مِن قَبلِ النَّدَمِ، ومِن قَبلِ (أنْ تَقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ وإنْ كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ* أو تَقولَ لَو أنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِن المُتَّقِينَ* أو تَقولَ حِينَ تَرَى العَذابَ لَو أنَّ لي كَرَّةً فَأكُونَ مِن المُحْسِنِينَ)(1)"(2). وكأنَّ الطَّريق يهمس في أذنك: الآن هو وقتك، الآن هو أوانك، قبل أن يتحوَّل الشَّوق إلى حسرة، وقبل أن تقول يومًا: "يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ"؛ فالأربعين عهدٌ يعقده الزَّائر مع ربِّه (تبارك وتعالى) ومع إمامه (عليه السلام) ومع نفسه، بأن يكون باقي أيَّامه امتدادًا لخطواته في هذا الدَّرب. وعلى امتداد هذا المسير المبارك، تتجلَّى حقيقة أخرى أطلقها الإمام علي (عليه السلام): "اِنتَهِزُوا فُرَصَ الخَيرِ؛ فإنّها تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ"(3)؛ فإنّك في الأربعين أمام غيمة رحمة، وسحابة إلهيَّة تمطر على القلوب، فإن فتحت قلبك لها ارتويت إيمانًا ووفاءً، وإن أغلقت قلبك عنها مرَّت سريعًا، كما تمر السُّحب في سماء لا تنتظر أحدًا. هنا يدرك الزَّائر أنَّ ما يعيشه موسم ربَّاني لو عرف قيمته لبذل فيه كلَّ ما يستطيع من طاعة وإصلاح. وفي كلِّ لحظة على الطَّريق، يذكِّرك الإمام الحسن (عليه السلام) بحقيقة العمر بقوله: "يابنَ آدمَ، إنَّكَ لم تَزَلْ في هَدمِ عُمرِكَ مُنذُ سَقَطتَ مِن بَطنِ اُمِّكَ، فَخُذْ مِمَّا في يَدَيكَ لِما بَينَ يَدَيكَ؛ فإنَّ المؤمنَ يَتَزوَّدُ، والكافِرَ يَتَمتَّعُ"(4)؛ فالأيَّام تتساقط من حياتك كما تتساقط حبَّات الرَّمل من بين أصابعك، ولن يبقى لك إلَّا ما تزودت به في محطَّات النُّور؛ لأنَّ المؤمن يتزوَّد، والكافر يتمتع، وفي الأربعين الحسيني أنت تختار: أتكون ممَّن جمع الزَّاد، أم ممَّن أضاع العمر في اللهو والفراغ؟ لكن المسألة لا تقف عند نهاية الطَّريق. فما إن ينتهي المسير وتعود الأقدام إلى الدِّيار، حتَّى يبقى السُّؤال حاضرًا في قلب كلِّ مؤمن ومؤمنة: كيف أُبقي ذلك النُّور الذي أضاء قلبي في الأربعين؟ وكيف أحوّل المشاعر التي غمرت كياني في الأربعين إلى وقود دائم لمسيرتي؟ هنا يكمن الجواب العميق: أن تجعل الأربعين موعدًا دائمًا يسكن قلبك لا ورقةً في تقويمك، وأن تحوِّل أيَّامك كلَّها إلى مسيرة تمضي فيها مع الإمام الحسين (عليه السلام). وأن تحمل نوره في تفاصيل حياتك؛ في كلماتك وأعمالك، في قراراتك واختياراتك، حتَّى يصبح الإمام الحسين (صلوات الله عليه) رفيق أنفاسك، وشعاره نبض عمرك، فلا يحدُّه زمن ولا تحجبه المسافات. ولكي نستثمر بركات زيارة الأربعين بعد انقضائها، لا بدَّ أن نجسِّدها في حياتنا عبر جملة من المحاور: المحور الأوَّل: الحفاظ على آثار الزيارة. من المعلوم أنَّ زيارة الأربعين ليست حدثًا عابرًا، وإنَّما نفحة إلهية تُودع في القلب نورًا لا يبهت، وشعورًا بالسَّكينة والطَّمأنينة يتجاوز حدود الزَّمان والمكان، فهي جسر يصل بين لحظات الاستقامة التي عاشها الزَّائر في كربلاء، وبين تفاصيل حياته اليوميَّة التي تحتاج إلى دوام الاتصال بنهر الإيمان والعمل الصَّالح. لكن هذا الأثر العظيم يبقى ناقصًا إن لم نحرص على رعايته وتغذيته بعد العودة من الزِّيارة. وأوَّل ما يحفظ هذا النُّور أن يبقى ذكر الله (تعالى) حيًّا في وجدانك، حاضرًا في عملك، يرافقك في كلِّ حركة وسكون؛ فإنَّ ذكر الله (تعالى) سكينة للقلوب، ومرفأ أمان تلجأ إليه في كلِّ لحظة، ثمَّ يجيء ذكر الإمام الحسين (عليه السلام)، ليكون إشعالًا متجدِّدًا لمصباح الهداية في قلبك؛ وكلَّما استحضرت سيِّد الشهداء (عليه السلام)، عادت إليك تلك العزيمة التي غمرت قلبك وأنت تمضي في درب الأربعين، ويبقى هذا الذكر المستمر هو الملاذ والجسر الذي يصلك به مهما باعدت بينكما المسافات. وفي هذا المعنى، يضيء لنا الإمام الرضا (عليه السلام) طريق الاستمرار، حين قال: "إنَّ يَومَ الحُسَينِ عليه السلام أقرَحَ جُفونَنا، وأسبَلَ دُموعَنا، وأذَلَّ عَزيزَنا، بِأَرضِ كَربٍ وبَلاءٍ أورَثَتنَا الكَربَ وَالبَلاءَ، إلى يَومِ الانقِضاءِ، فَعَلى مِثلِ الحُسَينِ عليه السلام فَليَبكِ الباكونَ، فَإِنَ البُكاءَ يَحُطُّ الذُّنوبَ العِظامَ"(5). ومن يتأمَّل في هذه الرِّواية الشَّريفة سيجد دعوة صريحة لأن يبقى الإمام الحسين (عليه السلام) حاضرًا في قلوبنا ودموعنا طوال العمر، في كلِّ يومٍ من أيَّام حياتنا، لا في مواسم محدودة مثل عاشوراء أو الأربعين. ولا ينبغي أن نغفل عن قراءة الأدعية والأذكار التي رافقتنا في الطَّريق، فإنَّها أنفاس تحمل المعاني السَّامية التي أبقت القلب متوهجًا أيَّام الزيارة. وكل تلاوة منها تجدد العهد وتفتح أبواب الرَّحمة، ليبقى القلب متصل بحضور الإمام الحسين (عليه السلام) حتَّى من وراء المسافات. إنَّ المحافظة على هذه العبادات، وعلى تجديد العهد مع أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، تجعل من زيارة الأربعين نقطة انطلاق لحياة جديدة، ثابتة على المبادئ، قريبة من الله (تعالى)، ومشرقة بأنوار الإمام الحسين (عليه السلام). وعندها يتحوَّل الأثر من ذكرى جميلة إلى قوَّة دافعة نحو الخير والتَّضحيَّة، في كلِّ لحظة من لحظات العمر. المحور الثَّاني: تطوير النفس. وبعد أن عاش الزَّائر تلك اللحظات الإيمانيَّة، تبدأ المرحلة التَّالية، وهي أن تبقى تلك المشاعر حاضرة ومتجددة في سلوكياته وأعماله اليومية؛ لأنَّ زيارة الأربعين هي انطلاقة تعيد ترتيب بوصلة الحياة، وتفتح أبواب النُّور لمن أراد أن يجعل من كربلاء منبعًا لطريق راسخ وإيمان متجدِّد. أولى خطوات هذا التَّطوير تتمثَّل في مراقبة النَّفس بصدق ووضوح، وأن نواجه بجرأة ما يبعدنا عن درب الحقِّ والعدل، وأن نحاربه بإرادة صلبة. وأن يتجسَّد هذا الارتباط العميق في أفعالنا واختياراتنا التي تشكِّل هويتنا الحقيقيَّة؛ وبعد ذلك ننتقل إلى مرحلة محاسبة النَّفس؛ التي هي بمثابة مرآة صادقة نطلُّ منها على أخطائنا، ونقيِّم من خلالها خطواتنا نحو الأفضل، ونراجع فيها ما كنَّا عليه، ونحدِّد أين يمكن أن نتحسن، وكم اقتربنا من القيم العظيمة التي نستمدها من ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام). وعن طريق هذه المحاسبة المنتظمة، نبني الجسور المتينة بين إرادتنا وحياتنا، فتتحوَّل كلُّ خطوة إلى مسار مدروس نحو الكمال الإنساني؛ ولذلك نجد الإمام عليًّا (عليه السلام) يحثنا على محاسبة أنفسنا باستمرار، فيقول: "ما أحَقَّ الإنْسانَ أنْ تَكونَ لَهُ ساعةٌ لا يَشْغَلُهُ شاغِلٌ، يُحاسِبُ فيها نَفْسَهُ، فيَنْظُرُ فيما اكْتَسَبَ لَها وعلَيها في لَيلِها ونَهارِها"(6)؛ فهذا الوقت المخصص للمراجعة الذَّاتية يشكِّل نقطة انطلاق نحو الثَّبات في طريق الاستقامة. ويؤكد الرسول الأعظم محمَّد (صلَّى الله عليه) وآله على أهميَّة المراقبة الدقيقة للنفس، حين يقول: "لا يَكونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقينَ حتّى يُحاسِبَ نَفسَهُ أشدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّريكِ شَريكَهُ، فَيعْلَمَ مِنْ أينَ مَطْعَمُهُ؟ ومِن أينَ مَشْرَبُهُ؟ ومِنْ أينَ مَلْبَسُهُ؟ أمِن حِلٍّ أمْ مِن حَرام ؟"(7). وهذا التَّأكيد يجسِّد ضرورة أن تبقى وسائل الحياة نقيَّة، بما يعزِّز صفاء الإيمان وعمقه وصدق الانتماء إلى طريق الحقِّ. وبجانب ذلك، يبرز الالتزام بتغيير العادات القديمة التي تعيق تقدمنا؛ فالكثير من هذه العادات تكون متجذرة منذ زمن بعيد؛ لكن زيارة الأربعين تمنحنا دفعة قويَّة لنفتح صفحة جديدة مع أنفسنا؛ فنعمل على إعادة ترتيب حياتنا، للتخلص من كلِّ ما يثقل كاهل النَّفس، والتَّمسك بكلِّ ما يقرِّبنا إلى الله (عزَّ وجلَّ) وإلى قيم الحقِّ والعدل. وبهذا المعنى، تتحوَّل زيارة الأربعين إلى نقطة انطلاق حقيقيَّة نحو تحسين الذَّات، والارتقاء بالسلوك، وعيش حياة متزنة ينبع نورها من قوَّة الإرادة. المحور الثَّالث: الاستمرارية في التعلم. من ينظر إلى زيارة الأربعين بعين الباحث عن الحقيقة سيقف عند معنى كبير وقاعدة مهمَّة، وهي: إنَّها بداية لرحلة طويلة تتسع يومًا بعد يوم في فكر الإنسان. ومع كلِّ خطوة نحو كربلاء ينبض القلب بحبِّ الإمام الحسين (عليه السلام)، وتزداد في النَّفس الرَّغبة المتجددة لاستكشاف عمق رسالته. وهذه المشاعر تتجدد ولا تنطفئ، وتنتقل مع الزَّائر إلى تفاصيل حياته اليوميَّة، فيحتاج القلب إلى غذاء دائم من العلم والتَّدبر للحفاظ على وهجها متقدًا. لذا يصبح الاستمرار في التَّعلم أمرًا لا بدَّ منه، ويكون الاستماع إلى المحاضرات وقراءة الكتب التي تحكي قصَّة الطَّف وسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) جسرًا يربط بين القلب والفهم العميق؛ حيث تفتح كلُّ كلمة نافذة على عالم جديد من المعاني النَّبيلة. وهذا الفهم المتجدد يعين على تحويل قيم الإمام الحسين (عليه السلام) من أفكار إلى ممارسات نعيشها يوميًا، فتتجلَّى في سلوكنا وتؤثِّر في مجتمعنا. وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم سنجد تأكيدًا على أهميَّة هذه الرِّحلة المستمرة لتزكية النَّفس وتهذيبها؛ إذ يقول (تعالى): (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)(8)، وهذا يوجهنا نحو إدراك أنَّ النَّجاح لا يتحقق في لحظة واحدة، وإنَّما عبر استمراريَّة العمل على تطوير النَّفس. ومع تعمق هذا الفهم في القلب، يمتد أثره إلى المجتمع كلِّه، فتتولد مسؤوليَّة بناء مجتمع متماسك قائم على الرَّحمة والتَّعاون والتَّضامن. وبهذا التَّكامل بين التَّعلم والمشاركة، تتحوَّل زيارة الأربعين من ذكرى إلى نور يقودنا نحو مجتمع ينعم بالعدل والمحبَّة، مجسدًا رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) في كلِّ فعل وكلمة في حياتنا. المحور الرَّابع: تقوية الروابط الاجتماعية. من القضايا التي لا نختلف فيها أنَّ زيارة الأربعين تزرع في القلب قيم الوحدة والمحبَّة التي تتجاوز كلَّ اختلاف في الأصول والمشارب؛ ففي درب كربلاء، يتعلَّم الإنسان كيف يفتح قلبه للجميع من دون استثناء، وكيف تتحوَّل المحبَّة من شعور إلى فعل ينبض في كلِّ خطوة، ينبع من رحم التَّراحم والتَّكافل الإنساني الصَّادق، ليصبح نبضًا حقيقيًا يربطنا بعضنا ببعض. والشَّاهد على ذلك هذه الروح التي نشهدها في مواكب الأربعين، والوفاء الذي ظهر في الأيادي المتشابكة لخدمة الزَّائرين،؛ فمحبَّة النَّاس، ومواصلة نشر الخير، ومدّ يد العون إلى المحتاج؛ إنَّها انعكاس لجزء من روح الفداء التي جسَّدها الإمام الحسين (عليه السلام) بكلِّ ما تحمله العظمة من معنى. وفي هذا السياق، يذكِّرنا الإمام الصَّادق (عليه السلام) بقيمة الأخوة الحقيقيَّة التي أضاءتها زيارة الأربعين، حين قال: "اَلْمُؤْمِنُ أَخُو اَلْمُؤْمِنِ عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ لاَ يَخُونُهُ وَلاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَغُشُّهُ وَلاَ يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخْلِفَهُ"(9)؛ وهذه الحقوق هي أسس يجب أن نفعِّلها في حياتنا. ولقد أدركنا قيمتها في أيَّام الأربعين، ولنا القدرة على مواصلة تنميتها وتقويتها في كلِّ يومٍ من أيَّام العام، ولو استطعنا أن نحيا محبَّة الأربعين في تفاصيل حياتنا، سنصبح جسدًا واحدًا ينبض بالرَّحمة والتَّكافل. ولتقوية هذه الروابط، ينبغي التَّركيز على مجموعة من الأعمال المحوريَّة: 1. تقديم الوقت والاهتمام والتَّعاطف الحقيقي مع الفقراء والمحتاجين؛ فكل خطوة نخطوها لتخفيف ألم قلب مكروب، أو لرفع معاناة إنسان محتاج هي امتداد لرسالة الأربعين، وقيمة تعيش في أعماق قلوبنا وتتحرَّك بأفعالنا. 2. المشاركة المستمرة في المجالس الحسينيَّة والفعَّاليات الدِّينيَّة التي تفتح أمامنا أبوابًا لتجديد العهد مع قيم الإمام الحسين (عليه السلام)؛ ففي هذه المساحات، يجتمع القلب مع القلب، فتولد روح الأخوة والإخلاص، ويُغذى الإيمان ويُبنى المجتمع على دعائم الرَّحمة والتَّواصل المثمر. 3. المشاركة الفاعلة في الأعمال الجماعيَّة، التي تشكِّل وسيلة حقيقيَّة لنقل بعض دروس الأربعين وتجسيدها في واقع حياتنا اليوميَّة، بحيث تصبح أثرها ملموسًا ومستدامًا؛ فالتطوع في المؤسسات الخيريَّة والدينيَّة، على سبيل المثال، هو أجمل تعبير عن هذه الروح النبيلة، وخاصَّة حين نكرِّس بعض وقتنا وجهدنا بنيَّة صادقة لبناء مجتمع أكثر رحمة وعطاءً. 4. التَّعاون في تنظيم الزيارات والفعَّاليات الحسينيَّة؛ فإنَّ ذلك يُرسِّخ أواصر الجماعة ويربطنا بتراثنا العظيم، ويجعلنا جزءًا فاعلًا ومستمرًا في مسيرة تتجاوز حدود المكان والزَّمان. فمشاركتنا في هذه الفعَّاليات هي تجسيد للوحدة والتلاحم، وتجعلنا نشعر بأننا حملة لواء قصة ملهمة نعيشها ونُحييها في كلِّ مناسبة. 5. التواصل المستمر مع الزَّائرين، فهم رفقاء دربنا في رحلة الإيمان والتضحيَّة؛ لأنَّ تبادل الدَّعم المعنوي معهم يقوي عزيمتنا ويثبّت أقدامنا، ويؤكِّد لنا أننا لسنا وحدنا في هذه المسيرة، وأنَّ هناك من يشاركنا الأهداف والقيم والرؤية التي توحدنا على طريق الإمام الحسين (عليه السلام). وبهذه المشاركة الحقيقيَّة والفاعلة، تتحوَّل زيارة الأربعين من ذكرى عابرة إلى تجربة فكريَّة واجتماعيَّة تنبض في مجتمعنا، وتدفعنا للعمل معًا بروح واحدة لبناء عالم أفضل، نستمد فيه قوَّتنا وإلهامنا من نور الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن الأخوة الصَّادقة التي جمعتنا على دربه المبارك. إنَّ الحفاظ على شعلة الأربعين متقدة في قلوبنا وأفعالنا مسؤوليَّة عظيمة وأجمل ما يمكن أن نحمله في حياتنا؛ إذ تمثِّل هذه الشعلة نورًا يهدي دروبنا ويغذي نفوسنا بنور المحبَّة والتَّضحيَّة؛ وباحتضاننا لهذه المعاني الشَّامخة، نصبح قادرين على العيش بقيم العطاء والرَّحمة، لنكون عوامل حقيقيَّة في نشر الخير والعدل، ونحدث تغييرًا ملموسًا في واقع مجتمعاتنا، متمسكين بالرِّسالة التي استلهمناها من نهج الإمام الحسين (عليه السلام)، والذي علَّمنا الصَّبر والثَّبات في وجه الظلم، والإيثار في سبيل الحقِّ والإنسانيَّة. لذلك، لنجعل زيارة الأربعين نقطة انطلاق نحو حياة جديدة تشرق فيها أنوار الإيمان والعمل الصَّالح، حياة نُجسِّد فيها رسالة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) بكلِّ تفاصيلها، ونحيي بها الثَّورة على الظلم والطغيان، متمسكين بعهد الوفاء والثَّبات مهما تعاظمت العقبات في طريقنا؛ فالإيمان الحقيقي هو ذلك الالتزام المستمر الذي يدفعنا لأن نمضي قدمًا بلا تراجع، نواجه الصعاب بروح متجددة، ونحمل نور الإمام الحسين (عليه السلام) عاليًا في قلوبنا وأفعالنا. ولتكن الأيَّام التي تعقب زيارة الأربعين حاملة لمعاني الوفاء والإخلاص، ينبض فيها أثر تلك الرحلة المقدَّسة التي غيَّرت قلوبنا وأفكارنا، وفتحت أمامنا آفاق الأمل واليقين، ولتكن أنفاسها ضياءً يبدِّد العتمة، وخطى واثقة تمهِّد لنا دروب المستقبل نحو غدٍ مشرق يزهر فيه الإيمان والعمل الصَّالح. ........................................ الهوامش: 1. سورة الزمر/ الآيات: 56-58. 2. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام): ج ٢، ص 408. 3. غرر الحكم ودرر الكلم: ص١٥٢. 4. بحار الأنوار: ج ٧٥، ص ١١٢. 5. أمالي الشيخ الصدوق: ص ١٩٠. 6. مستدرك الوسائل: ج ١٢، ص ١٥٤. 7. مكارم الأخلاق: ص ٤٦٨. 8. سورة الشمس/ الآيتان: 9-10. 9. الكافي: ج ٢، ص ١٦٧.