
13 May 2025 23:41 PM مقدمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمة الـ "أم تي في"
"السعودية ستنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية في التوقيت الذي تراه مناسبا"، "سنرفع العقوبات عن سوريا لنعطيها فرصة" "ونحن مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه".
ثلاثة مواقف بارزة أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل قليل أمام منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي، وذلك في اطار الزيارة الخليجية التاريخية التي بدأها من السعودية، لينتقل بعدها إلى قطر وصولا إلى الإمارات العربية المتحدة.
وكان إريك ترامب، نجل الرئيس الأميركي ونائب الرئيس التنفيذي لمنظمة ترامب، اعتبر أن الزيارة تحمل رسالة واضحة بأن الخليج شريك أساس في الأمن العالمي والاستقرار الإقليمي.
والواقع، أن الزيارة، التي تعتبر أول زيارة خارجية لترامب منذ انتخابه لولاية رئاسية ثانية، ذات شقين أساسيين، شق اقتصادي - مالي وآخر سياسي - استراتيجي.
فترامب يملك طموحات اقتصادية كبيرة، و يريد رحلة تعقد فيها صفقات كبرى، لأنه يدرك أن بلاده أمام رهانات اقتصادية متزايدة، وخصوصا أنها في حرب تجارية قاسية مع الصين.
لذلك يأتي الرئيس الأميركي الى الخليج، ساعيا وراء استثمارات خليجية قوية في السوق الأميركية.
وفي هذا الإطار أعلن حتى الآن أن واشنطن والرياض وقعتا صفقة أسلحة بقيمة مئة واثنين وأربعين مليار دولار هي الأكبر في التاريخ، وأن السعودية ستستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية.
سياسيا، سيشارك ترامب في قمة خليجية - أميركية يتوقع أن تناقش الملفات الإقليمة الساخنة وأبرزها أزمات اليمن والبحر الأحمر وغزة ، إضافة إلى مستقبل سوريا ومستقبل المنطقة بعد انهيار محور الممانعة.
محليا، معركة بلدية بيروت تحبس الأنفاس. وقد بدأت ماكينات الأحزاب الكبرى والمؤثرة، تفعل نشاطها لتتكمن من حشد العدد الأكبر من محازبيها ومناصريها والرأي العام، وذلك للتوصل إلى مجلس بلدي يرتكز على مبدأين: الكفاءة والتوازن الطائفي والمذهبي.
مقدمة الـ "أل بي سي"
عهد ترامب نقل الولايات المتحدة الأميركية من مكان إلى مكان، وولي العهد السعودي نقل المملكة من مكان إلى مكان.
أول زيارة للرئيس الأميركي إلى الخارج إستهلها بزيارة المملكة التي تحولت مع ولي العهد إلى لاعب إقليمي ودولي، ومركز إستقطاب إقتصادي كما مركز فض المنازعات الدولية.
ولي العهد والرئيس ترامب وقعا وثيقة "شراكة اقتصادية استراتيجية"، قبل بدء منتدى الاستثمار الذي يشارك فيه عشرات رؤساء مجالس إدارات أكبر الشركات الأميركية.
وأشرف بن سلمان وترامب على توقيع سلسلة إتفاقيات شملت مجالات الطاقة والتعدين والدفاع والصحة والفضاء.
والسؤال الكبير المطروح إقليميا وعالميا: هل سيلتقي الرئيس ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض غدا؟ إذا تم الأمر، فإن جهود ولي العهد السعودي تكون قد حققت نقلة نوعية في دورها العربي والإقليمي والدولي، وتكون قد أعطت جرعة دعم هائلة للرئيس السوري الجديد.
كيف تقرأ إسرائيل هذه التطورات؟
في القراءات الاسرائيلية أن ترامب ليس رئيسا للحروب، بل رئيسا للسلام. ويسأل الخبراء: هل ستفهم إسرائيل جوهر الأمور، وتتبع هذا القطار السريع؟
ويرى خبير آخر أن جميع الدول تريد إنهاء الحرب بسبب أضرارها الاقتصادية، وأن هناك فجوة بين ما تطرحه إسرائيل كأولوية، وبين ما تراه الولايات المتحدة والعالم العربي كأولوية. إسرائيل تضع رؤية للشرق الأوسط مختلفة تماما عما يتحدث به الآخرون.
مقدمة "الجديد"
كتب التاريخ فصولا من السعودية فكان يوما للجاذبية الاقتصادية والعسكرية والسياسية في المملكة العربية السعودية، التي احتفت بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما دفعه الى القول: نحن هنا نصنع المستقبل.
فالرياض ستصبح مركز أعمال للعالم بأسره هو الموعد الكبير والأغلى الذي افتتح بورصته بستمئة مليار دولار وضرب موعدا نحو التريليون أو ألف مليار دولار مشاريع استشمارية بين اميركا والسعودية يوم اميركي طويل قلب المقاييس ودقت فيه قلوب بورصات الخليج والعالم وتراقصت حوله الرقائق الالكترونية وسارت في مداره شركات كبرى مكلفة النهوض الاستثماري والاقتصادي.
وتحت الحفاوة التي سحرت ترامب أغدق الرئيس الاميركي عبارات التقدير على ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ووصفه بانه الرجل الذي لا ينام وهو شخصية عظيمة لا مثيل لها.
واضاف أن السعودية ستنضم إلى اتفاقات إبراهام في الوقت الذي ستختاره، ووصف إيران بأنها أكبر قوة مدمرة في الشرق الأوسط، لكنه قال: أريد عقد صفقة مع إيران ليصبح العالم أكثر أمنا.
فإذا رفضت "غصن الزيتون" سنواصل المواجهة عبر العقوبات واعتبر انه كان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلا من تدمير المنطقة، وأنا على استعداد لوضع حد للنزاعات السابقة ولإختلافاتنا العميقة مع إيران, وأدرج لبنان في مضمون خطاب الرئيس الأميركي وقال إننا مستعدون لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه، متهما حزب الله بنهب هذا البلد وبجلب البؤس الى اهله.
واعتبر ان على ايران ان تبني دولتها بدلا من دعم الميليشات ووسط تصفيق لافت أعلن الرئيس الاميركي على مسمع ابن سلمان أنه قرر رفع العقوبات عن سوريا بعد مناقشة الأمر مع ولي العهد السعودي، وقال: سأفعل أي شيء يطلبه.
وفي معرض استعراضه للحلول التي يتصورها حول العالم اعلن الرئيس الاميركي عن نتائج طيبة في المحادثات بين اوكرانيا وروسيا وقال إنه كان لنا دور كبير في وقف النزاع بين الهند وباكستان.
وأضاف: لقد رأينا الحوثيين يتوقفون عن استهداف السفن الأميركية بعد اثنين وخمسين يوما من القصف ووابل الهجمات اما في غزة فقال إننا سنواصل عملنا حتى تتوقف تلك الحرب، والطريقة التي يتم التعامل بها مع سكان القطاع لا يمكن تصورها ويجب أن يتوقف ذلك الكابوس.
مقدمة الـ "أن بي أن"
من الحلفاء والأصدقاء إلى الأعداء والخصوم على امتداد العالم رصد دقيق للجولة الخليجية التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم من السعودية المحطة الأولى في رحلاته الخارجية مثلما فعل قبل ثماني سنوات في ولايته الرئاسية الأولى.
وإذا كان الرئيس الأميركي قد حط في الرياض في خضم نشاط دبلوماسي مكثف فإنه كان يدرك مسبقا صعوبة التوصل إلى اتفاقيات بشأن أبرز النزاعات والصراعات في الشرق الأوسط ولاسيما في ما يتعلق بفلسطين وتحديدا لجهة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإحياء مشروع حل الدولتين.
وعليه فإن جولته يغلب عليها الطابع الاقتصادي والتجاري والاستثماري بحيث رعى إبرام صفقات تجارية ب 600 مليار دولار تشمل قطاعات الدفاع والطيران والطاقة والذكاء الاصطناعي ومن ضمنها صفقة اسلحة تعد الأكبر في التاريخ وتبلغ قيمتها 142 مليار دولار.فالرئيس الأميركي لا يقتصر جدول أعماله في السعودية على إجراء محادثات مع قيادتها بل يتوسع ليشمل غدا قمة أميركية - خليجية يشارك فيها قادة: السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان.
وربما يترتب على نتائج هذه القمة انفتاح مسار المنطقة طوال عهد ترامب على الأقل.
ومما لا شك فيه ان هذا المسار سيكون على تماس مع تطورات عدة عليها بصمات ترامبية وتمتد من الاقليم العربي إلى العالم.
ففي الاقليم سبق بداية جولة الرئيس الأميركي تفاوض بين الولايات المتحدة وحركة حماس اثمر إفراجا عن أسير أميركي - إسرائيلي ما فتح الباب امام احتمالات تجدد المفاوضات بشأن وقف حرب غزة.
كما سجل ترامب قبيل جولته انفتاحا على حركة أنصار الل في اليمن أنتج وقفا لاطلاق النار وعلى إيران من خلال عقد أربع جولات تفاوضية حتى الآن وعلى سوريا التي وعد بتخفيف العقوبات المفروضة عليها.
أما على المستوى الدولي فاستبق ترامب جولته الخليجية بالاسهام في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان وفي ترتيب قمة مرتقبة بين روسيا وأوكرانيا في اسطنبول كما عمل على فرملة الحرب التجارية مع الصين.
فهل يمضي الرئيس الأميركي في سياسة إطفاء الحرائق وخصوصا أن كل ما يقال لا يخلق استقرارا قبل ان يلمس العالم خطوات حقيقية لا تخضع لتلقبات ترامب؟.
وأولى الخطوات الحقيقية المطلوبة العمل الجدي على لجم اندفاعة بنيامين نتيناهو الدموية والتدميرية في غزة.
فهل يمهد إفراج حركة حماس عن الأسير الأميركي - الإسرائيلي (AIDAN الكسندر) الطريق امام مفاوضات تنهي العدوان؟! علما بأن التفاوض الأميركي - الحمساوي تم من وراء ظهر نتنياهو الذي لم يخف شعوره بالإهانة؟؟.
صحيح أن المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال إن الولايات المتحدة لن تتهاون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وهي مصممة على إنهاء حرب غزة لكن الصحيح ان كثيرين يسألون عما إذا كان خلاف ترامب مع نتنياهو حقيقيا أم ان الأمر لا يعدو كونه "ضحك على الدقون".
على أي حال يحذو لبنان - من جهة - حذو دول العالم في رصد نتائج جولة ترامب الخليجية ومن جهة أخرى يتابع استحقاقاته الداخلية وفي مقدمها حاليا الانتخابات البلدية والاختيارية.
وفي هذا السياق تنتقل الاستعدادات إلى الجولة الانتخابية الثالثة المقررة الأحد المقبل في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل وسط محاولات لتجنب تكرار الشكاوى والمخالفات التي حصلت في طرابلس حيث سادت ليلا حال من الفوضى والاحتجاجات قبل ان يعم الهدوء مجددا اليوم.
من الثوابت الوطنية الى ما يفترض انه قواعد منطقية لمسار الحلول في بلدنا، تحدث الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى القائد الجهادي الشهيد السيد مصطفى بدر الدين، واختصر الجواب على رزم الاسئلة المرمية بين المنابر السياسية والصالونات، بان ما لم يأخذه العدو بالحرب لن تأخذوه بالضغط، والاخطر اذا ما تجاوب بعض الداخل مع العدو فهذا يعني انهم يضعون الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي على طريق الهاوية.
ولان الوقت لا يحتمل هواة او مقامرين فان الاعين على الحكمة الداخلية لتفادي فتائل الانفجار التي يزرعها الخارج عبر بعض الداخل في طريق الاستقرار وحتى امام العهد والحكومة المعنيين بالنهوض بالبلد وانجاح التجربة.
اما التجربة مع العدوانية الصهيونية المستمرة فما زال التعامل معها دون حجم الضرر الذي تلحقه بالبلد وسيادته واهله، ولم تنفع كل التعهدات الاميركية ولا الفرنسية، فبقيت الغارات اليومية التي حطت اليوم في حولا مستهدفة دراجة نارية.
والى تجربة الانتخابات البلدية ومحطتها النارية في طرابلس التي ما زالت عالقة نتائجها حتى الآن، وهو ما آذى المشهد الانتخابي الذي كانت تؤديه وزارة الداخلية بما اوتيت من جدية واتقان، فعلقت النتائج البلدية في المدينة والحسم مؤجل الى الغد كما وعد وزير الداخلية مع اعادة الفرز في عدة صناديق واقلام.
في الاقليم صدقت نبوءات دونالد ترامب وخط قلمه في اول محطة من زيارته الخليجية مكاسب بستمئة مليار دولار بعناوين اتفاقات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مقابل المديح الترامبي للحكم ووعود بالاستثمار بالامن والطاقة والتكنولوجيا.
وحتى يكمل ترامب جولته الخليجية وتنتهي الحسبة المالية لعقودها التجارية فان العدو الصهيوني يكمل حرب الابادة على الفلسطينيين بسلاح اميركي ولم ينج منها اليوم المستشفى الاوروبي، وادعاء الازمة بين ترامب ونتنياهو ادى الى اخراج عيدان الكسندر من الاسر دون ان يخرج الفلسطينيين من النار الصهيونية المستعرة بالبارود والحديد الاميركيين.
مقدمة الـ "أو تي في"
ترامب في السعودية: إنه الحدث الأبرز حول العالم اليوم… تأكيد للعلاقات الوثيقة، واستثمارات تاريخية، وإطلالة شاملة على المشهدين الإقليمي واللبناني.
الرئيس الأميركي خص ايران بوصفها أكبر قوة مدمرة في الشرق الاوسط، ملمحا إلى أن رفضها التوصل الى اتفاق حول ملفها النووي سيضعه أمام خيار واحد هو ممارسة أقصى الضغوط.
ومن البوابة الايرانية، عرج ترامب على ملف لبنان، قائلا: كان بإمكان إيران التركيز على التنمية بدلا من تدمير المنطقة، وكان بوسعنا تفادي البؤس في لبنان، مشددا على استعداد واشنطن لمساعدة لبنان في بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه، ولافتا إلى ان انضمام السعودية إلى الاتفاقات الابراهيمية سيكون مهما لها ولدول الشرق الاوسط.
وبالعودة الى لبنان، لا يزال الاستحقاق البلدي والاختياري الشغل الشاغل للناس، ومحطتاه المقبلتان في بيروت والبقاع الاحد المقبل، وفي الجنوب السبت الذي يليه.
بالنسبة الى بيروت، السؤال واحد: هل تنجو المناصفة ومعها الميثاق الوطني من تناتش المقاعد في ظل غياب القوة السياسية الكبيرة الضامنة التي كان يوفرها تيار المستقبل؟
اما في زحلة، فالتفاوض مستمر لمحاولة التوصل لائحة تنافس اللائحة القواتية في عاصمة البقاع. واليوم اجرى تكتل لبنان القوي تقييما للمرحلتين الأولى والثانية في محافظات جبل لبنان، لبنان الشمالي وعكار.
ورأى ان تطور قانون البلديات امر ضروري لتفعيل دورها الانمائي وتأمين استقرار المجالس البلدية.
وفي سياق آخر، طالب الحكومة اللبنانية بأن تحمل الى القمة العربية التي ستعقد في بغداد، ملف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم والسعي الى استصدار موقف عربي مؤيد للعودة السريعة للنازحين الى بلادهم.
واستغرب التكتل البندين الواردين على جدول جلسة مجلس الوزراء بخصوص اعطاء الطلاب السوريين النازحين حقوقا تؤدي إلى دمجهم بصورة مبطنة، معلنا أنه سيوجه لاحقا سؤالا إلى الحكومة بموضوع النزوح بصورة شاملة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
ترامب: جميع مصنعي الهواتف الذكية سيخضعون لرسوم الـ25%
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة أن الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة ستطبق على جميع الشركات التي تبيع في الولايات المتحدة هواتف ذكية يتم صنعها في الخارج، وذلك بعد بضع ساعات من توجيهه تهديداً حصرياً إلى شركة "آبل". وقال للصحافيين في البيت الأبيض إنَّ هذا الاجراء "سيشمل أيضاً شركة سامسونغ وجميع من يصنعون هذا المنتج". ولفت ترامب إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ "في نهاية حزيران/ يونيو"، مؤكداً أن عدم تطبيقه "لن يكون أمراً منصفاً".


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
بـ500 مليون إسترليني.. هذه الشركة تشتري صحيفة "التليغراف"
وافقت شركة "ردبيرد كابيتال بارتنرز" على الاستحواذ على صحيفة *التليغراف* في صفقة تبلغ قيمتها 500 مليون جنيه إسترليني (نحو 674 مليون دولار)، ما يضع حداً لحالة الغموض التي استمرت لعامين حول مستقبل هذه المؤسسة الإعلامية البريطانية. وجاء في بيان صادر عن الشركة، نقلته وكالة بلومبرغ ، أن مؤسس "ردبيرد كابيتال"، جيري كاردينال، سيستحوذ على دار النشر من "ردبيرد IMI"، وهي منصة استثمارية مدعومة من شركته وتملك فيها دولة الإمارات حصة الأغلبية. وكانت "ردبيرد IMI" قد عرضت دار النشر للبيع قبل أكثر من عام، بعد إعلان الحكومة البريطانية نيتها تقييد ملكية الدول الأجنبية للصحف المحلية. والمنصة الاستثمارية مشروع مشترك بين ردبيرد كابيتال و"ردبيرد أي إم أي"، والتي تمتلك أغلبية مسيطرة. وأجري مستثمرو وسائل الإعلام البريطانية محادثات للانضمام إلى المجموعة المالكة الجديدة، كمساهمي أقلية، حسبما قالت ردبيرد بدون ذكر أسمائهم. وأضافت أن "ردبيرد أي إم أي" سوف تحتفظ بحصة صغيرة، بحسب القانون البريطاني.


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
لمرتين، اصطفت لخير السوريين نجوم العالم، فهل تصطفّ نجوم في ما بينهم؟
إبان زيارة زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأميركي في عهد جيمي كارتر، سوريا في عام 2007، قال ما معناه: "جئت إلى سوريا لأستكشف كيف وازنت على مر القرون بين حضارات نهرية قوية على جانبيها، واستطاعت، بفضل ثقافة أهلها، أن تُصَدر للعالم خمسة وعشرين نبياً أو أكثر" (على ذمته) . فقوة بلاد الشام هي في أهلها وثقافتهم وفي ما يصفه تاريخ الديبلوماسية بأنها بلاد تصعب إدارتها لـ"فقر مواردها الطبيعية" و"لأن شعبها نمرود بالفطرة". فلأكثر من ثلاثين قرناً، كلما ضعفت سوريا وتفككت، تحولت إلى ساحة دامية لصراع الأقوياء. وهكذا، وبعد التحولات في واشنطن، وفي ليلة ليلاء، تفاقمت المخاوف الغربية من إعادة تفويض روسيا، من جديد، إدارة حراك الإقليم لتعود وسيط القوة المهيمن بين إسرائيل وتركيا، وإيران، والعرب والنظام، والمعارضة... إلخ. في تلك الليلة، تلاقت النجوم الأميركية والبريطانية والتركية والفرنسية والإسرائيلية على تسهيل سيناريو إسقاط عائلة الأسد على يد "هيئة تحرير الشام"، وهكذا كان السقوط المدوي، وكانت الفرحة العظمى للشعب السوري. بالنسبة إلى سوريا وشعبها، كانت الفرحة الكبرى لكنها لم تكن تلك إلا بداية للخروج من قعر الجورة السحيقة الزاخرة بالمطبات القاتلة. بعد السقوط، كانت العقوبات الغربية التي تخنق البلاد أهم المطبات القاتلة، بعضها بسبب الإرهاب، أو بسبب لبنان، لكن أثقلها – قانون قيصر- المرتبط بالقمع الوحشي للثورة السورية، وأكثرها دقة وقسوة تلك المرتبطة بـ "داعش" و"القاعدة". لكن، في زمن تتصادم فيه الطبقات العميقة للمشهد الجيو-استراتيجي، توقع الباحثون أن يطول أمر رفع العقوبات إلى أن يستتب التقاسم الوظيفي بين أعمدة الاستراتيجية للإقليم. لكن النجوم سرعان ما عادت لتصطف لخير سوريا من جديد. بهندسة بارعة، نجحت توصية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فاختار ترامب دعم مسار التنمية والاستقرار الذي تتزعمه دول الخليج في الإقليم، بدل الاكتفاء بالانصياع لما تريده إسرائيل، فقرر رفع العقوبات والتقى أحمد الشرع، وانقلب ظهر المجن في وجه العديد من القوى الدولية والإقليمية. وهكذا، مرقت سوريا من مقطعين هائلين، ورغم الوعورة الهائلة للطريق القادمة أمام السوريين، انفتح أمامهم باب المستقبل. لكن الأصعب والأخطر لا يزال أمامهم! فما تحقق في الإقليم لم ينضج بعد، بل إنه موضع صراع كبير. ذلك أن ثمة أخطاراً كبيرة تقرع الباب من الخارج: لا يزال الإقليم غير مستقر وقيد التشكل. ولا تزال العديد من القوى غير موافقة على خيارات ترامب الجديدة، ولا نرى أنها ستنصاع ببساطة لواشنطن ولندن. إنها غير مرتاحة إلى التوزيع الراهن لخريطة الإقليم، ولا إلى خيارات ترامب. وتتلاقى هذه القوى في أهدافها مع أهداف القوى الجهادية والطائفية. ثم، من يسيطر على سوريا يشكل بلاد الشام بأسرها، والعرب هم البعد الاستراتيجي الطبيعي لسوريا بحدودها الطبيعية، من دون منازع. لذلك، من منطق السلم الإقليمي، لا بدّ من أن يسيطر الشعب السوري وحده على أرضه. فحكومة إسرائيل غير سعيدة بوجود شركاء آخرين لواشنطن في المنطقة. ويصعب عليها حرمانها من العودة إلى تسيُّدها العسكري في الإقليم وفي سوريا. ويصعب عليها أن تضعف قدرتها على دفع سوريا نحو الانهيار والتفتت الطائفي. فرغم نفي نتنياهو خلافه مع ترامب، تستمر حكومته في الواقع في العمل على تكريس تسيُّدها عبر ما تسميه بعض الجهات البحثية بـ"السلم الإسرائيلي" ((Pax Israelica ، وإبقاء المنطقة "على أسنة الرماح". في المقابل، تتطلع القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، نحو مستقبل سوريا، كدولة لا مركزية موحدة مسالمة ومنضبطة بعيداً عن الميليشيات الإسلامية. دولة تنخرط في الوقت المناسب في منظومة السلام الإقليمي التي تشكل اتفاقات أبراهام عنصراً مهماً فيها. أما روسيا التي فقدت العديد من روافع استراتيجيتها في الإقليم، فتبدو عملياً مترددة فاقدة للمبادرة، بما يعطي الانطباع بأنها تفضل انتظار ظروف أكثر مواءمة. في المقابل، تجري معركة حامية في طهران حول جدوى مليارات الدولارات التي أنفقت على أذرعها، دعماً لدرعها القومي، ليتم شطبها بشكل مشين في ساعات. لذلك أدعي أن ثمة أخطاراً هائلة، ما لم تصطف نجوم السوريين مع بعضها بعضاً. وهذه الأخطار هي: • أخطار في افتراض وجود خيمة أميركية أوروبية عربية فوق سوريا تسمح بفرض منطق الدولة المركزية الرئاسية المفرطة والاستغناء عن الحاجة للتفاوض مع المكونات حول سوريا اللامركزية. • أخطار وهم القوة، والاعتقاد بإمكان فرض إعلان دستوري مفرط في المركزية، من دون تفاوض ولا توافق طوعي على شكل الدولة. • أخطار كبرى من غياب تنفيذ العدالة الانتقالية وترك "أولياء الدم" ينتقمون بغريزتهم الطائفية، وعدم معالجة الانتهاكات الفادحة التي تجري "تحت الرادار"، اعتقاداً بأن العالم لا يرى وبأن الأمور لن تنفجر. • أخطار تنبع من الحاجة لتحديد عقيدة وطنية جامعة حيادية للجيش السوري كجيش وطني لكل البلاد يحمي الديموقراطية والوحدة الوطنية والتعددية. • أخطار بقاء الفصائل والجيوش الأجنبية على الأرض. ليصبح المطلب الجوهري هو انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد. • أخطار التقصير في تجريم الخطاب الطائفي والتخوين المنتشر في كل المنابر ولدى كل أطراف الصراع، إذ ثمة أخطار من كل الدعوات إلى تقسيم البلاد أو إلى التدخل الأجنبي. إنه السهل الممتنع. إنه السهل إن استقوى السوريون ببعضهم بعضاً وتمسكوا بالروح الديموقراطية العارمة التي أججت الثورة وحاصرت الأسد في كل المدن. عندها تفلت سوريا من أن تكون رهينة للصراعات الدولية. إنه الممتنع إن ذهب السوريون إلى خطابات التكفير والكراهية والانتقام والاستنصار بالخارج. فتحصين البلاد من الأخطار الخارجية مناط بالسوريين أولاً وأخيراً، والديموقراطية، حتى إن تحققت، والمواطنة، حتى لو صارت، لن تحلا مشكلة المكونات، وإلا لما كانت ثمة اسكوتلندا في بريطانيا، ولا كيبيك في كندا، ولا ولايات متحدة أصلاً. بل لابد من بلد سيد يرفض التخوين والانتقام ويكرس التحالف الاستراتيجي مع حاضنته العربية أولاً وأخيراً. وكما أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فإن "هذه التجربة الماثلة في منح فرصة للحكومة السورية الراهنة قد تنجح، وقد لا تنجح، ولكن استمرار العقوبات سيدفع التجربة السورية إلى الفشل حتما". وما لم يتحقق اصطفاف السوريين على محور الحوار والتوافق ستنفجر الأخطار الجاثمة. على السوريين أن لا يفَلتوا هذه الفرصة. فالنجوم لا تبقى على اصطفافها الجميل، لتنقذ السوريين كل مرة، بخاصة حين تكون الصراعات في ما بينهم.