logo
البرنامج النووي الإيراني... ما حجم الضرر جراء الهجمات الإسرائيلية؟

البرنامج النووي الإيراني... ما حجم الضرر جراء الهجمات الإسرائيلية؟

الشرق الأوسطمنذ 3 ساعات

شنت إسرائيل هجمات عسكرية واسعة النطاق على إيران، وأصابت مواقع من بينها بعض من أهم منشآتها النووية.
فيما يلي ملخص لما هو معروف عن الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك بيانات من التقرير الفصلي الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 مايو (أيار).
تخصب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المائة. ويمكن بسهولة رفع نقاء هذا اليورانيوم إلى نحو 90 في المائة، وهي درجة نقاء تسمح بتطوير الأسلحة.
وتقول وكالة الطاقة الذرية، التي تتفقد المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك محطات التخصيب، إن هذا الأمر «مقلق للغاية»؛ لأنه لا توجد دولة أخرى خصبت اليورانيوم إلى هذا المستوى دون إنتاج أسلحة نووية. وتقول القوى الغربية إنه لا يوجد مبرر مدني للتخصيب إلى هذا المستوى.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وتشير إلى حقها في الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ومنها التخصيب، باعتبارها طرفاً في معاهدة حظر الانتشار النووي.
أما إسرائيل، وهي ليست طرفاً في المعاهدة، فهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تملك أسلحة نووية. ولا تنفي إسرائيل ذلك أو تؤكده.
كان لدى إيران ثلاث محطات عاملة لتخصيب اليورانيوم عندما بدأت إسرائيل هجماتها:
محطة تخصيب الوقود في «نطنز» (تدمير مصدر الكهرباء)
منشأة شاسعة تحت الأرض مصممة لتحتوي على 50 ألف جهاز طرد مركزي، وهي الآلات التي تخصب اليورانيوم.
كانت هناك دائماً تكهنات بين الخبراء العسكريين بشأن ما إذا كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قادرة على تدمير المنشأة نظراً لوجودها في نقطة عميقة تحت الأرض.
ويشير آخر إحصاء إلى أن هناك نحو 17 ألف جهاز طرد مركزي موجودة هناك، منها تقريباً 13500 تعمل، وذلك لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى خمسة في المائة.
وأبلغ المدير العام لوكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي مجلس الأمن الدولي، الجمعة، بأن البنية التحتية للكهرباء في «نطنز» دمرت، وتحديداً محطة كهربائية فرعية ومبنى إمدادات الطاقة الكهربائية الرئيسي وإمدادات الكهرباء في حالات الطوارئ والمولدات الاحتياطية.
صورة للأقمار الاصطناعية تظهر محطة نظنز النووية بعد تعرضها لقصف إسرائيلي في 15 يونيو (رويترز)
وقال غروسي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أول من أمس الاثنين: «مع هذا الفقدان المفاجئ للطاقة الخارجية، هناك احتمال كبير أن تكون أجهزة الطرد المركزي قد تضررت بشدة إن لم تكن قد دمرت بالكامل».
وأعلنت وكالة الطاقة الذرية، أمس، وجود مؤشرات على «تأثيرات مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز».
ولم تجر الوكالة أي عمليات تفتيش منذ الهجمات، وتستخدم صور الأقمار الاصطناعية لتقييم الأضرار.
محطة التخصيب التجريبية للوقود في «نطنز» (دمرت)
أصغر محطات التخصيب الثلاث، ولأنها فوق سطح الأرض فكانت أسهل هدف بين محطات التخصيب. وكانت هذه المحطة منذ فترة طويلة مركزاً للبحث والتطوير، واستُخدم فيها عدد أقل من أجهزة الطرد المركزي مقارنة بالمحطات الأخرى، وغالباً ما تكون متصلة في مجموعات أصغر من الأجهزة فيما يعرف باسم السلاسل.
ومع ذلك، فقد كان بها سلسلتان مترابطتان بالحجم الكامل تضم كل منهما ما يصل إلى 164 جهاز طرد مركزي متقدم، لتخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة. وبغض النظر عن ذلك، لم يكن هناك سوى 201 جهاز طرد مركزي عامل في محطة تخصيب اليورانيوم التجريبية بنسبة تصل إلى اثنين في المائة.
ونُقل معظم أعمال البحث والتطوير الخاصة بالمحطة التجريبية في الآونة الأخيرة إلى محطة تخصيب الوقود النووي تحت الأرض في نطنز، حيث يعمل أكثر من ألف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لتخصيب اليورانيوم إلى خمسة في المائة.
وقال غروسي إن محطة التخصيب التجريبية للوقود في نطنز دمرت في الهجوم الإسرائيلي.
محطة «فوردو» لتخصيب الوقود (لا أضرار مرئية)
أكد غروسي أن أعمق موقع تخصيب في إيران، والمحفور في جبل، لم يتعرض لأضرار، وفقاً لما يمكن رؤيته.
ورغم أنه لا يعمل فيه سوى نحو ألفي جهاز طرد مركزي، فهو ينتج الغالبية العظمى من اليورانيوم الإيراني المخصب إلى 60 في المائة، باستخدام العدد نفسه من أجهزة الطرد المركزي تقريباً التي كانت تعمل في محطة التخصيب التجريبية في نطنز؛ لأنه يعتمد على التغذية باليورانيوم المخصب إلى 20 في المائة في تلك السلاسل، مقارنة مع خمسة في المائة في محطة «نطنز» التجريبية.
صورة للأقمار الاصطناعية تظهر محطة فوردو النووية في شهر يناير 2025 (أ.ب)
وبالتالي، أنتجت فوردو 166.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى 60 في المائة في الربع الأخير. ووفقاً لمقياس «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، فإن ذلك يكفي من حيث المبدأ، إذا ما جرى تخصيبه بدرجة أكبر، لأقل من أربعة أسلحة نووية بقليل، مقارنة بنحو 19.2 كيلوغرام في محطة تخصيب الوقود النووي التجريبية، أي أقل من نصف الكمية اللازمة لقنبلة.
قالت وكالة الطاقة الذرية إن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضراراً بأربعة مبان في المجمع النووي في أصفهان، منها منشأة تحويل اليورانيوم والمنشآت التي يجري فيها العمل على معدن اليورانيوم.
وعلى الرغم من أن له استخدامات أخرى، فإن إتقان تكنولوجيا معدن اليورانيوم خطوة مهمة في صنع نواة سلاح نووي. وإذا حاولت إيران صنع سلاح نووي، فسيتعين عليها أخذ اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة وتحويله إلى معدن اليورانيوم.
وعملية تحويل اليورانيوم هي العملية التي تُحول من خلالها «الكعكة الصفراء» إلى سداسي فلوريد اليورانيوم، وهو المادة الخام لأجهزة الطرد المركزي، بحيث يمكن تخصيبه. وإذا تعطلت منشأة تحويل اليورانيوم فإن اليورانيوم القابل للتخصيب سينفد من إيران في نهاية المطاف، ما لم تجد مصدراً خارجياً لسداسي فلوريد اليورانيوم.
وأعلنت وكالة الطاقة الذرية، أمس، تعرض منشأتين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران للقصف. وكانت المنشأتان تخضعان سابقاً لرقابة الوكالة. ويقول مسؤولون إن الوكالة لا تعلم عدد ورش إنتاج أجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران.
قال مصدران في منطقة الخليج، الأحد، إن 14 عالماً نووياً إيرانياً على الأقل قتلوا في هجمات إسرائيلية منذ يوم الجمعة، بعضهم في سيارات ملغومة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أسماء تسعة منهم، السبت، قائلاً إنهم «لعبوا دوراً محورياً في التقدم نحو امتلاك أسلحة نووية، وإن القضاء عليهم يمثل ضربة كبيرة لقدرة النظام الإيراني على امتلاك أسلحة دمار شامل». ولم يتسن التحقق من هذا التصريح بعد
وكثيراً ما قالت القوى الغربية إن التقدم النووي الإيراني يوفر لها «مكسباً معرفياً لا رجعة فيه»، مما يشير إلى أنه في حين أن فقدان الخبراء أو المنشآت قد يبطئ التقدم، فإن التقدم موجود على الدوام».
مخزون اليورانيوم
تملك إيران مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب بمستويات مختلفة.
ووفقاً لمقياس وكالة الطاقة الذرية، تشير التقديرات إلى أنه حتى 17 مايو (أيار) فإن إيران قد حازت ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى 60 في المائة لصنع تسعة أسلحة نووية.
أما عند مستويات التخصيب المنخفضة فلديها ما يكفي لصنع المزيد من القنابل، على الرغم من أن الأمر سيتطلب المزيد من الجهد: ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى 20 في المائة لصنع قنبلتين أخريين، وما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى خمسة في المائة لصنع 11 قنبلة أخرى.
وقال مسؤولون إن معظم مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب مخزن في أصفهان بمعرفة وكالة الطاقة الذرية. ولم تذكر الوكالة مكان تخزينه، ولم تذكر ما إذا كان قد تأثر بالضربات.
وقال غروسي: «في أصفهان، هناك مساحات تحت الأرض أيضاً، ولم تتأثر فيما يبدو»، لكن وكالة الطاقة الذرية تراجعت بالفعل عن تقييم مماثل للمحطة تحت الأرض في نطنز قائلة، الاثنين، إن صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة تشير إلى تعرضها لإصابة مباشرة.
كيف سترد إيران؟
قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي للتلفزيون الرسمي، السبت، إن إيران ستتخذ إجراءات لحماية المواد والمعدات النووية التي لن تُخطر وكالة الطاقة الذرية بها، ولن تتعاون مع الوكالة كالسابق.
ويعد المشرعون كذلك مشروع قانون يمكن أن يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، لتسير على خطى كوريا الشمالية التي أعلنت انسحابها في 2003، ثم مضت في اختبار أسلحة نووية.
ولا تعرف وكالة الطاقة الذرية عدد أجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران خارج محطات التخصيب. وأي تخفيض إضافي في التعاون مع الوكالة يمكن أن يزيد من التكهنات بأنها ستقوم بإنشاء محطة تخصيب سرية باستخدام بعض تلك الإمدادات أو قامت بذلك بالفعل.
وأوضح المسؤولون أنه يمكن أيضاً إعادة ضبط سلاسل أجهزة الطرد المركزي الحالية لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء مختلفة في غضون أسبوع.
ما وضع مخزون اليورانيوم؟
إذا لم تعد إيران قادرة على التخصيب، فسيصبح مخزونها الحالي من سداسي فلوريد اليورانيوم واليورانيوم المخصب أكثر أهمية.
هل سيكون هناك المزيد من الهجمات؟
بعد فترة وجيزة من بدء الهجمات، الجمعة، حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران على إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة لفرض قيود جديدة على برنامجها النووي «قبل ألا يتبقى شيء». وألغيت المحادثات التي كان من المقرر عقدها يوم الأحد 15 يونيو (حزيران).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: لا أتطلع لضرب إيران .. لكني مستعد لذلك إذا لزم الأمر
ترامب: لا أتطلع لضرب إيران .. لكني مستعد لذلك إذا لزم الأمر

أرقام

timeمنذ 18 دقائق

  • أرقام

ترامب: لا أتطلع لضرب إيران .. لكني مستعد لذلك إذا لزم الأمر

قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إنه لا يتطلع لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكنه أعرب عن استعداده لاتخاذ مثل هذه الخطوة إذا لزم الأمر للقضاء على برنامجها النووي. ذكر "ترامب" في تصريحات صحفية الأربعاء من البيت الأبيض، أنه لا يسعى إلى خوض حرب مع إيران، لكنه شدد على أنه إذا اقتضى الموقف الاختيار بين الحل العسكري أو السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي، "فسيكون علينا فعل ما يجب فعله". يأتي ذلك بعدما صرّح "ترامب" في وقت سابق اليوم، بأن الأوان لم يفت بعد لتخلي إيران عن برنامجها النووي.

رئيس وزراء اليمن: دعم السعودية حاسم في بقاء الدولة والتخفيف من معاناة الشعب
رئيس وزراء اليمن: دعم السعودية حاسم في بقاء الدولة والتخفيف من معاناة الشعب

صحيفة سبق

timeمنذ 28 دقائق

  • صحيفة سبق

رئيس وزراء اليمن: دعم السعودية حاسم في بقاء الدولة والتخفيف من معاناة الشعب

ثمّن دولة رئيس مجلس الوزراء اليمني، الدكتور سالم صالح بن بريك، الدعم الاقتصادي والإنمائي والإنساني الذي تقدمه المملكة العربية السعودية ضمن إطار تحالف دعم الشرعية في اليمن، مؤكدًا أن هذا الدعم كان له أثر حاسم في بقاء الدولة واستمرار وفائها بالتزاماتها الأساسية تجاه الشعب. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن رئيس الوزراء خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عُقد اليوم في العاصمة المؤقتة عدن، أن المملكة لعبت دورًا محوريًا في تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون.

تصعيد ناري بين طهران وتل أبيب.. "الحرس الثوري" يهاجم بصواريخ "سجيل" و"نتنياهو" يقر بخسائر مؤلمة
تصعيد ناري بين طهران وتل أبيب.. "الحرس الثوري" يهاجم بصواريخ "سجيل" و"نتنياهو" يقر بخسائر مؤلمة

صحيفة سبق

timeمنذ 29 دقائق

  • صحيفة سبق

تصعيد ناري بين طهران وتل أبيب.. "الحرس الثوري" يهاجم بصواريخ "سجيل" و"نتنياهو" يقر بخسائر مؤلمة

في تصعيد جديد للصراع العسكري بين إيران وإسرائيل، أعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء الأربعاء، أن السماء فوق "الأراضي المحتلة" مفتوحة أمام الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، مؤكداً أنه تم إطلاق صواريخ "سجيل الثقيلة" بعيدة المدى ضمن عملية رد استراتيجي. وبحسب ما أوردته العربية.نت، فقد أفادت وكالة "مهر" الإيرانية بأن القوات المسلحة الإيرانية نفذت هجوماً صاروخياً جديداً على الأراضي الإسرائيلية، دون أن تحدد الأهداف التي تعرّضت للضربة. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد هجوم صاروخي جديد من إيران، مشيراً إلى بدء عمليات اعتراض للصواريخ المعادية. وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق عن انطلاق عملية "الوعد الصادق 3"، رداً على العملية العسكرية الإسرائيلية "الأسد الصاعد" التي بدأت في 13 يونيو الجاري، واستهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية. وأسفرت هذه العملية، بحسب طهران، عن مقتل عدد من العلماء والقادة العسكريين، فيما ردت طهران بقصف عشرات الأهداف في إسرائيل باستخدام الصواريخ والمسيرات. من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان متلفز، إن "صواريخ إسرائيل تضرب إيران بقوة هائلة"، لكنه أقر بتكبّد بلاده "خسائر مؤلمة". وأضاف: "نضرب نظام آية الله، برنامجهم النووي، وصواريخهم، ومقارهم العسكرية"، مؤكدًا أن إسرائيل "أقوى من أي وقت مضى رغم الخسائر". وتوجه نتنياهو بالشكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب واصفاً إياه بـ"الصديق العظيم لإسرائيل"، على دعمه في الدفاع عن الأجواء الإسرائيلية. وفيما تخضع وسائل الإعلام الإسرائيلية لرقابة عسكرية صارمة تحد من تغطية الضربات الإيرانية، أفاد مكتب نتنياهو أن عدد القتلى في إسرائيل منذ يوم الجمعة بلغ 24 قتيلاً على الأقل، بالإضافة إلى مئات المصابين. من جهة أخرى، أعلنت طهران أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 224 شخصاً داخل إيران، من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store