
بورغا: أفضل ما ينتظر المجتمعات العربية أمامها وأفضل ما لدى الغرب أصبح خلفه
قال المستشرق والباحث السياسي الفرنسي فرانسوا بورغا، إن 'الديناميات التي تعمل داخل مجتمعات المغرب العربي والشرق الأوسط تقودها، للمفارقة، في اتجاه أفضل من ذلك الذي تسير فيه المجتمعات الغربية اليوم'.
وأضاف بورغا، في حوار مع 'الأيام'، أنه 'بتعبير كاريكاتوري، قد أميل إلى القول بأن أفضل ما في مجتمعات الشرق الأوسط والمغرب العربي اليوم ما يزال أمامها، بينما أفضل ما في المجتمعات الغربية أصبح من ماضيها'.
وأوضح أن 'وظائف المؤسسات التمثيلية السياسية في المجتمعات العربية تشهد تقدما، وتخرج هذه المنطقة ببطء ولكن بشكل لا يقاوم من فترة الاستبداد المظلمة التي أعقبت ليل الاستعمار'، مشيرا إلى أن 'المجتمعات في هذه البقعة من العالم، من ليبيا إلى سوريا، تنتج ببطء ولكن بثبات مؤسسات قادرة على السماح بالتعامل السلمي بين جميع مكوناتها'.
وتابع أنه 'على الرغم من كل الاضطرابات التي تشهدها كل من سوريا وليبيا، إلا أن حال البلدين اليوم أقل سوءا مما كان عليه بالأمس، وعلى الرغم من أوهام المؤامرة، فإنني ما زلت مقتنعا بأن قدرة الغرب أو الإسرائيليين على التدخل في هذين المجتمعين آخذة في التضاؤل، وأن الجهات الفاعلة التي كانت ثانوية لفترة طويلة بدأت تفرض نفسها لكسر الاحتكار الغربي القديم'.
وبخصوص آثار عملية طوفان الأقصى، قال بوركا، إنه 'مما لا شك فيه أن يوم 7 أكتوبر سيظل بمثابة علامة فاصلة هامة في تاريخ المنطقة والعالم'، مردفا: 'أرى فيه قبل كل شيء، تأثيرا للشفافية، أو 'الكشف' الذي طال ثلاثة فاعلين عالميين'.
وتابع: 'الأول، الدولة العبرية التي طالما ظلت أجندتها الحقيقية متوارية لفترة طويلة خلف الخطاب الملطف لهذه 'الصهيونية اليسارية' التي كانت تتمتع بشرعية سياسة رغم أنها لم تعلن صراحة عن نفسها، لكن اليوم بدأ المستوطنون من اليمين المتطرف الذين أدخلهم نتنياهو إلى دائرة السلطة لإنقاذ عرشه، يكشفون هذه الأجندة بطريقة فاضحة. وبذلك تكون الدولة العبرية قد كشفت عن طبيعة الأسس التي قامت عليها وتشمل العنصرية والتفوق العرقي والاستعمار'.
الأمر الثاني، يضيف بورغا، هو أن 7 أكتوبر، 'أظهرت للغالبية العظمى من الغربيين أن النزعة الكونية التي يلوحون بها بغطرسة في وجه شعوب العالم لا يمكنها أن تصمد أمام دعمهم الأحادي والأعمى لأسوأ ممارسات 'طفلهم' وشريكهم وحليفهم المتواطئ… إسرائيل. كالعلمانية المفروضة من قبل البعض، والقبول الصامت لخطاب الألفية (discours millénariste) عند البعض الآخر، والحق في الدفاع عن النفس عند البعض، ومنع الأمر نفسه عن البعض الآخر، وهكذا دواليك'.
أما الضحية الثالثة لهذه المكاشفة، يوضح بورغا، فهي بالطبع الأغلبية الساحقة من القادة العرب، الذين انحاز بعضهم علانية إلى أطماع إسرائيل، بينما رفض الآخرون دفع ثمن استنكارهم لها، وأثبتوا أنهم عاجزون كليا عن حشد التضامن الفعال لخدمة أبسط حقوق إخوانهم الفلسطينيين في حدودها الدنيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بديل
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- بديل
استقالة أخرى.. حزب 'الوردة' يفقد أبناءه بسبب تصريحات لشكر
تواصلت حالة الغضب وعدم الرضى داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على خلفية التصريحات التي كان قد أدلى بها كاتبه الوطني ادريس لشكر، بخصوص عملية 7 أكتوبر، من خلال استقالة الكاتب المحلي بابن جرير، محمد خليفة، من كل هياكل الحزب. وكان لشكر قد وصف عملية طوفان الأقصى، يوم 7 أكتوبر 2023 بـ'النكسة الخطيرة'، محملا المسؤولية للمقاومة الإسلامية 'حماس'، التي 'اتخذت القرار بمعزل عن السلطة الفلسطينية'، وفق تعبيره. وقال القيادي المستقيل أنه اتخذ هذا الموقف بعد 'تصريحات الأخ الكاتب الأول، الذي انحرف في تفاعله مع القضية الفلسطينية عن أدبيات وتاريخ هذا الحزب، والتي حمل فيها حركة المقاومة الفلسطينية 'حماس' مسؤولية ما يجري في غزة'. واعتبر محمد خليفة، وفق ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ما قاله لشكر 'ينسجم مع الرواية الصهيونية'. واعتبر خليفة ان استقالته هي 'أبسط تعبير عن رفض هذا الموقف، الذي لا يمثلني ولا يمثل تاريخ حزب سليل الحركة الوطنية ما توانى في دعمه للقضية الفلسطينية، حيث اعتبرها دوما قضية وطنية وإنسانية عادلة'. وفي وقت سابق، ورفضا لهذه التصريحات، تقدم الكاتب المحلي للحزب بالجماعة الترابية تاكونيت، عضو الكتابة الإقليمية زاكورة، رضوان الشركاوي، باستقالته من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 'بشكل نهائي'. - إشهار - وقال الشركاوي: 'لقد انخرطت في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن قناعة راسخة بمبادئه التحررية، ومواقفه المشرفة تجاه قضايا الشعوب المضطهدة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي اعتبرها الحزب دوما قضية وطنية ومبدئية لا تقبل المساومة أو التبرير'. وأضاف الشركاوي، وفق نص الاستقالة التي اطلع على نظير منها موقع 'بديل'، 'طوال العقود الماضية، قدم حزبنا تضحيات جسيمة دفاعا عن فلسطين، حيث كان في طليعة القوى السياسية المغربية التي واجهت التطبيع، واحتضن مناضلوه الفعاليات الداعمة للقضية، وساهم في حملات التوعية والمساندة الدولية، كما استضاف العديد من الشخصيات الفلسطينية ووقف إلى جانبها في المحافل الوطنية والدولية'. وذكّر القيادي المستقيل، إن قادة الحزب، وعلى رأسهم الشهيد المهدي بن بركة والمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، من أشد المناصرين لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. وتابع، 'إلا أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن الأخ الكاتب الأول، والتي حمل فيها حركة المقاومة الفلسطينية حماس مسؤولية ما يجري في غزة، في انسجام تام مع الرواية الصهيونية، تمثل انحرافا خطيرا عن المبادئ التي تربينا عليها داخل الحزب، بل تخذل كل مناضل أمن بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيظل قلعة للمقاومة والممانعة في وجه الاحتلال والاستعمار'. وختم الشركاوي استقالته بالقول: 'إنني إذ أجد نفسي اليوم أمام موقف يتناقض تماما مع قناعاتي، وأمام قيادة تتبنى أطروحات لا تمثلني ولا تمثل المواقف التاريخية للحزب الداعمة للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية وإنسانية عادلة'.


بديل
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- بديل
استقالة.. اتحاديون غاضبون من لشكر بسبب تصريحاته حول 7 أكتوبر
عبر عدد من المنتسبين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن غضبهم بسبب التصريحات الأخيرة التي أطلقها الكاتب الوطني الأولى ادريس لشكر، بخصوص عملية 7 أكتوبر. وكان لشكر قد وصف عملية طوفان الأقصى، يوم 7 أكتوبر 2023 بـ'النكسة الخطيرة'، محملا المسؤولية للمقاومة الإسلامية 'حماس'، التي 'اتخذت القرار بمعزل عن السلطة الفلسطينية'، وفق تعبيره. ومعلوم أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يصنف على أنه حزب 'يساري تقدمي'، يقف- وفق الأدبيات المتعارف عليها- إلى جانب ويدعم حركات التحرر الوطني المناضلة من أجل الاستقلال والمطالبة بوقف جرائم الإبادة فيكل بقاع العالم. ورفضا لهذه التصريحات تقدم الكاتب المحلي للحزب بالجماعة الترابية تاكونيت، عضو الكتابة الإقليمية زاكورة، رضوان الشركاوي، باستقالته من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 'بشكل نهائي'. وقال الشركاوي: 'لقد انخرطت في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن قناعة راسخة بمبادئه التحررية، ومواقفه المشرفة تجاه قضايا الشعوب المضطهدة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي اعتبرها الحزب دوما قضية وطنية ومبدئية لا تقبل المساومة أو التبرير'. - إشهار - وأضاف الشركاوي، وفق نص الاستقالة التي اطلع على نظير منها موقع 'بديل'، 'طوال العقود الماضية، قدم حزبنا تضحيات جسيمة دفاعا عن فلسطين، حيث كان في طليعة القوى السياسية المغربية التي واجهت التطبيع، واحتضن مناضلوه الفعاليات الداعمة للقضية، وساهم في حملات التوعية والمساندة الدولية، كما استضاف العديد من الشخصيات الفلسطينية ووقف إلى جانبها في المحافل الوطنية والدولية'. وذكّر القيادي المستقيل، ان قادة الحزب، وعلى رأسهم الشهيد المهدي بن بركة والمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، من أشد المناصرين لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. وتابع، 'إلا أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن الأخ الكاتب الأول، والتي حمل فيها حركة المقاومة الفلسطينية حماس مسؤولية ما يجري في غزة، في انسجام تام مع الرواية الصهيونية، تمثل انحرافا خطيرا عن المبادئ التي تربينا عليها داخل الحزب، بل تخذل كل مناضل أمن بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيظل قلعة للمقاومة والممانعة في وجه الاحتلال والاستعمار'. وختم الشركاوي استقالته بالقول: 'إنني إذ أجد نفسي اليوم أمام موقف يتناقض تماما مع قناعاتي، وأمام قيادة تتبنى أطروحات لا تمثلني ولا تمثل المواقف التاريخية للحزب الداعمة للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية وإنسانية عادلة'.


الأيام
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- الأيام
بورغا: أفضل ما ينتظر المجتمعات العربية أمامها وأفضل ما لدى الغرب أصبح خلفه
قال المستشرق والباحث السياسي الفرنسي فرانسوا بورغا، إن 'الديناميات التي تعمل داخل مجتمعات المغرب العربي والشرق الأوسط تقودها، للمفارقة، في اتجاه أفضل من ذلك الذي تسير فيه المجتمعات الغربية اليوم'. وأضاف بورغا، في حوار مع 'الأيام'، أنه 'بتعبير كاريكاتوري، قد أميل إلى القول بأن أفضل ما في مجتمعات الشرق الأوسط والمغرب العربي اليوم ما يزال أمامها، بينما أفضل ما في المجتمعات الغربية أصبح من ماضيها'. وأوضح أن 'وظائف المؤسسات التمثيلية السياسية في المجتمعات العربية تشهد تقدما، وتخرج هذه المنطقة ببطء ولكن بشكل لا يقاوم من فترة الاستبداد المظلمة التي أعقبت ليل الاستعمار'، مشيرا إلى أن 'المجتمعات في هذه البقعة من العالم، من ليبيا إلى سوريا، تنتج ببطء ولكن بثبات مؤسسات قادرة على السماح بالتعامل السلمي بين جميع مكوناتها'. وتابع أنه 'على الرغم من كل الاضطرابات التي تشهدها كل من سوريا وليبيا، إلا أن حال البلدين اليوم أقل سوءا مما كان عليه بالأمس، وعلى الرغم من أوهام المؤامرة، فإنني ما زلت مقتنعا بأن قدرة الغرب أو الإسرائيليين على التدخل في هذين المجتمعين آخذة في التضاؤل، وأن الجهات الفاعلة التي كانت ثانوية لفترة طويلة بدأت تفرض نفسها لكسر الاحتكار الغربي القديم'. وبخصوص آثار عملية طوفان الأقصى، قال بوركا، إنه 'مما لا شك فيه أن يوم 7 أكتوبر سيظل بمثابة علامة فاصلة هامة في تاريخ المنطقة والعالم'، مردفا: 'أرى فيه قبل كل شيء، تأثيرا للشفافية، أو 'الكشف' الذي طال ثلاثة فاعلين عالميين'. وتابع: 'الأول، الدولة العبرية التي طالما ظلت أجندتها الحقيقية متوارية لفترة طويلة خلف الخطاب الملطف لهذه 'الصهيونية اليسارية' التي كانت تتمتع بشرعية سياسة رغم أنها لم تعلن صراحة عن نفسها، لكن اليوم بدأ المستوطنون من اليمين المتطرف الذين أدخلهم نتنياهو إلى دائرة السلطة لإنقاذ عرشه، يكشفون هذه الأجندة بطريقة فاضحة. وبذلك تكون الدولة العبرية قد كشفت عن طبيعة الأسس التي قامت عليها وتشمل العنصرية والتفوق العرقي والاستعمار'. الأمر الثاني، يضيف بورغا، هو أن 7 أكتوبر، 'أظهرت للغالبية العظمى من الغربيين أن النزعة الكونية التي يلوحون بها بغطرسة في وجه شعوب العالم لا يمكنها أن تصمد أمام دعمهم الأحادي والأعمى لأسوأ ممارسات 'طفلهم' وشريكهم وحليفهم المتواطئ… إسرائيل. كالعلمانية المفروضة من قبل البعض، والقبول الصامت لخطاب الألفية (discours millénariste) عند البعض الآخر، والحق في الدفاع عن النفس عند البعض، ومنع الأمر نفسه عن البعض الآخر، وهكذا دواليك'. أما الضحية الثالثة لهذه المكاشفة، يوضح بورغا، فهي بالطبع الأغلبية الساحقة من القادة العرب، الذين انحاز بعضهم علانية إلى أطماع إسرائيل، بينما رفض الآخرون دفع ثمن استنكارهم لها، وأثبتوا أنهم عاجزون كليا عن حشد التضامن الفعال لخدمة أبسط حقوق إخوانهم الفلسطينيين في حدودها الدنيا.