
كيف بنى تنظيم الإخوان شبكته المالية السرية في الأردن؟
وفي ظل المساعي الأميركية لتجريم التنظيم على المستوى الدولي، برز مشروع قانون طرحه السيناتور الجمهوري تيد كروز لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، ما يعكس لحظة توافق نادرة بين الحزبين في واشنطن تجاه جماعة ظلت لسنوات محل جدل داخلي وخارجي.
تحقيقات أردنية.. شبكة مال وسرية وعقارات
التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية الأردنية خلُصت إلى أن تنظيم الإخوان أدرا شبكة مالية معقدة، قائمة على موارد من الاستثمارات، التبرعات، والاشتراكات الشهرية، داخل الأردن وخارجه. تم توقيف 11 شخصًا متورطين، في خطوة يُنظر إليها كمحاولة لوضع حد لتغلغل التنظيم في البنية الاقتصادية والمجتمعية.
وفي هذا السياق، أوضح الكاتب الصحفي صلاح العبادي لبرنامج "ستوديو وان مع فضيلة" أن الجماعة استغلت القضية الفلسطينية ، وخاصة مأساة غزة، لجمع ملايين الدنانير سنوياً، لكن "أقل من 1%" فقط من هذه الأموال وصلت إلى الفلسطينيين، والباقي تم توجيهه لأغراض داخلية، مثل الرواتب الشهرية للقيادات، الاستثمار في العقارات، وتمويل فعاليات الحزب السياسي الذراع للتنظيم.
كما كشف العبادي عن وجود معسكرات تدريب كانت تُستخدم لتجنيد الشباب وطلاب الجامعات والمدارس في مناطق مثل جرش والزرقاء، إضافة إلى شراء عقارات باسم قيادات الجماعة لطمس آثار التمويل والملكية.
أشار العبادي إلى أن الدولة الأردنية اعتمدت طيلة العقود الماضية نهجًا قانونيًا وسلميًا في التعامل مع التنظيم، على الرغم من توسع نفوذه داخل المجتمع، لا سيما في قطاع التعليم.
وقال:"حتى حلّ نقابة المعلمين المرتبطة بالجماعة تم بخطوات محسوبة تهدف للحفاظ على السلم الاجتماعي".
لكنه أكد أن الأمر تجاوز الخطوط الحمراء حين دخل في تصنيع طائرات مسيّرة وصواريخ داخل الأردن تحت ذريعة "دعم المقاومة الفلسطينية"، ما استدعى إجراءات أكثر حزمًا من جانب الدولة.
المال السياسي.. منابر الجمعة والإعلام الموازي
بحسب المعلومات التي أوردها العبادي، فإن التنظيم استخدم المال السياسي بشكل مكثف: من دعم الفعاليات الدينية التي تُقام يوم الجمعة، إلى تمويل منصات إعلامية تحمل أسماء مختلفة لكنها تُدار فعليًا من قبل الجماعة. هذه الوسائل ساهمت في نشر الخطاب الأيديولوجي وتلميع صورة التنظيم محليا.
من جانب آخر، استثمرت الجماعة في أصول عقارية داخل وخارج المملكة، مسجلة باسم أفراد موالين لها، لضمان استمرارية التمويل بعيدًا عن الرقابة. أما الذراع السياسي " جبهة العمل الإسلامي"، فاستفاد من هذه الأموال في حملات انتخابية وأنشطة جماهيرية، ما يفتح الباب أمام إجراءات قانونية قد تصل إلى حله، حسب تعبير العبادي.
شدّد العبادي على أن جماعة الإخوان في الأردن ظلت على ارتباط أيديولوجي وتنظيمي مع حركة حماس منذ نشأتها عام 1987، مشيرًا إلى أن الجماعة في الأردن شكّلت داعمًا ماليًا ولوجستيًا للحركة، لكن دون شفافية حقيقية في طريقة توزيع الأموال.
وقد بات واضحًا – حسب التحقيقات – أن جزءًا كبيرًا من التمويل الموجه لحماس لم يكن يُستخدم لأغراض إغاثية أو دعم الشعب الفلسطيني ، بل لتقوية نفوذ التنظيم على المستوى الداخلي والخارجي.
في موازاة الإجراءات الأردنية، كشف السيناتور الجمهوري تيد كروز عن مشروع قانون في الكونغرس لتصنيف تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية، وهي خطوة وصفها جيفري لورد، المسؤول السابق في إدارة ريغان، بأنها تحظى بتوافق بين الحزبين، قائلاً: "هناك دعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهذا يعكس قناعة بأن الجماعة تمثل تهديدًا للأمن الأميركي والغربي، خاصة في ظل علاقتها بحماس".
وأشار لورد إلى أن مشروع القانون سيؤدي إلى تجميد أصول الجماعة، وتعطيل شبكاتها المالية، وفرض عقوبات على أذرعها الدولية، مؤكدًا أن التحرك الأميركي يتماشى مع الموقف الذي تبنته السعودية، الإمارات، مصر، والبحرين في تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
بايدن والموقف المتردد.. لكن التغيير قادم؟
مع أن إدارة بايدن تبنّت مقاربة أكثر حذرًا حيال تصنيف الإخوان، فإن جيفري لورد يرى أن التغير السياسي المرتقب في واشنطن قد يسرّع من تمرير القانون، خصوصًا إذا ما خسر بايدن الانتخابات المقبلة.
"خروج بايدن من البيت الأبيض سيفتح الباب أمام تعاون أكبر بين الجمهوريين والديمقراطيين لتمرير مشروع كروز، وفرض عقوبات على التنظيم".
وأكد أن هناك قناعة متزايدة في دوائر صنع القرار الأميركي بأن جماعة الإخوان تشكل واجهة مدنية لتنظيمات مسلحة مثل حماس، ما يمنح القانون زخماً دولياً وإجماعًا سياسيًا نادرًا.
التحقيقات الأردنية الأخيرة ومشروع القانون الأميركي يمثلان لحظة فاصلة في مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، ليس فقط في الأردن بل على امتداد شبكة علاقاتها الدولية.
في الداخل الأردني، تبدو السلطات عازمة على تفكيك البنية المالية واللوجستية للتنظيم، وإغلاق نوافذه التي ظل يتسلل منها إلى المجتمع. أما خارجيًا، فالإجماع المتزايد على تصنيفه كمنظمة إرهابية يشير إلى انتهاء مرحلة "الغموض البنّاء" الذي لطالما مكّن الجماعة من التكيف مع الأنظمة السياسية المتقلبة.
وما بين متابعة التحقيقات في العقارات والأموال، وبين ضغوط واشنطن لتجريم التنظيم، تلوح نهاية نموذج استثمر في الشعارات، وراكم الثروات خلف الأقنعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ثانية واحدة
- صحيفة الخليج
سلطان يعيد تشكيل مجلس إدارة «خيرية الشارقة» برئاسة صقر بن محمد
الشارقة: «الخليج» أصدر صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قراراً إدارياً بتشكيل مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية برئاسة الشيخ صقر بن محمد بن خالد القاسمي. ونص القرار الإداري على أن يُشكّل مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية برئاسة الشيخ صقر بن محمد بن خالد القاسمي، وعضوية كل من: 1- د. يعقوب علي سعيد خلف النقبي. 2- د. سعيد مصبح الكعبي. 3- سعيد غانم مطر السويدي. 4-محمد راشد بيات.


البيان
منذ 32 دقائق
- البيان
ويتكوف: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمضي بشكل جيد
قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الأربعاء، إن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة تمضي بشكل جيد. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حفل توقيع قانون في واشنطن: "لدينا بعض الأخبار الجيدة بشأن غزة وبعض الأمور الأخرى التي نعمل عليها"، موجها الشكر لويتكوف. وفي وقت سابق، عُقد اجتماع بين الوفد الإسرائيلي وكل من الوفدين القطري والمصري، قدم خلاله الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة تعكس مرونة إضافية من طرفه، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست. ونقل موقع الصحيفة عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله: "التركيز الآن لم يعد على ممر موراج، بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح، فهناك يتمحور النقاش حاليا". وأضاف المصدر أن الوسطاء متفائلون، ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تشكل تقدما كبيرا في فرص التوصل إلى اتفاق قريب.

سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
يديعوت أحرونوت: نتنياهو يدعو للمرونة في مفاوضات غزة
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله، إن تل أبيب "وافقت على الانسحاب من محور موراغ ومناطق أخرى بغزة ضمن صفقة محتملة في القطاع". وأضاف المصدر: "لم تحسم بعض القضايا كنسبة الرهائن إلى الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وخصوصا المحكومين بالمؤبد". وتابع: " حماس تصرّ على إلغاء آلية توزيع المساعدات الجديدة في قطاع غزة". وأشار المصدر أيضا إلى إصرار حماس على "انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خطوط 2 مارس". ورغم ذلك، أكدت "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مسؤولين بالحكومة الإسرائيلية، أن "فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن غزة أكبر من احتمال عدم التوصل إلى اتفاق". وعلّق ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، يوم الأربعاء، على المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة. وقال ويتكوف إن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة "تسير على نحو جيد". وفي وقت سابق من الأربعاء، عُقد اجتماع بين الوفد الإسرائيلي وكل من الوفدين القطري والمصري، قدم خلاله الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة تعكس مرونة إضافية من طرفه، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست". ونقل موقع الصحيفة عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله: "التركيز الآن لم يعد على ممر موراغ، بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح ، فهناك يتمحور النقاش حاليا". ولفت المصدر إلى أن الوسطاء متفائلون، ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تشكل تقدما كبيرا في فرص التوصل إلى اتفاق قريب. واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 58573 فلسطينيا في غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة بالقطاع.