logo
حوارية في "شومان" حول "مصير الديمقراطية في مواجهة الشعبويات"

حوارية في "شومان" حول "مصير الديمقراطية في مواجهة الشعبويات"

جهينة نيوزمنذ 6 أيام
تاريخ النشر : 2025-07-15 - 05:49 pm
حوارية في "شومان" حول "مصير الديمقراطية في مواجهة الشعبويات"
عمان 15 تموز- ناقشت حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي- بيروت، مساء أمس، العديد من المحاور التي تتعلق بطبيعة الشعبوية، تحدياتها، وسُبل مواجهتها ضمن الأطر الديمقراطية.
وشارك في الحوارية التي جاءت بعنوان "مصير الديمقراطية في مواجهة الشعبويات"، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، نبيل عبد الفتاح، ونائب رئيس الوزراء اللبناني، الدكتور طارق متري، والأكاديمية والعضو السابق في مجلس الأعيان الأردني الدكتورة ميسون العتوم، بينما قدمهم وأدار الحوار مع الجمهور الدكتور بدر الماضي.
وتركز الحديث خلال الحوارية التي حضرها نخبة من السياسيين والمفكرين والأدباء والمهتمين، حول الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة الشعبوية التي برزت على امتداد العقدين الأخيرين، ما أدت إلى تأثيرات واسعة على الأنظمة الديمقراطية في العالم.
عبد الفتاح أشار في حديثة إلى أن الظواهر والسياسات الشعبوية والسلطوية ظاهرة تاريخية، ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر في أمريكا من خلال حزب الشعب، وروسيا، وفرنسا، ثم في الحرب العالمية الثانية، ومع البيرونية، وقد ارتحلت بعض افكارها إلى الدول والنظم السياسية السلطوية ما بعد الكولونيالية على صعيد ما كان يطلق عليه قديما العالم الثالث.
وقال إن مصطلح الشعبوية هو واحد من المصطلحات الأساسية الشائعة في اللغة السياسية والإعلامية خاصة في العقدين الأخيرين، مبينا أنه على الرغم من تاريخية المصطلح، وتجاربه، وتجسداته، إلا أنه يتسم بالعمومية، وأحكام القيمة السلبية والإيجابية بين ثنائية ضدية -المديح والازدراء-، والوصم بالغوغائية السياسية.
وأضاف أنه في ضوء تجارب النظم والسياسات الشعبوية المقارنة، والفحص النقدي والتحليلي للتعريفات المختلفة للشعبوية، فيمكن تعريفها على أنها: "سردية خطابية سائلة، تعتبر أنها تمثل المصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للشعب/ الأمة، في مواجهة النخب السياسية والاقتصادية المسيطرة – عبر الشركات الكبرى والمصارف والأجهزة الإعلامية- والمؤسسات التي تمثلها، والتي تزدري الشعب ومصالحه، لتحقيق مصالحها، وتجعل من الديمقراطية الليبرالية محض واجهات لا مضمون لها في الواقع السياسي الفعلي".
من جانبه أشار الدكتور متري، إلى الخلط بين مفهومي الديماغوجيا والشعبوية، وهو أمر غير مستغرب نظرا للتقاطع بينهما، موضحا أن "الديماغوجيا تشير إلى التعبئة السياسية بطريقة تتوسل مخاطبة المشاعر وإثارة الغرائز وإطلاق الوعود غير الواقعية وصناعة المخاوف والنقمة وادعاء التجاوب معها، فالديماغوجي يصنع المخاوف ثم يدعي أنه يتجاوب معها ويحترمها وسيعمل على تبديدها بوعود غير واقعية". وأضاف أن " الشعبوية توظف الديماغوجية حسب الحاجة".
وأوضح أن الشعبوية هي "ايدولوجيا بسيطة النواة محدودة التبلور والسمة الغالبة في كل الحركات الشعبوية هي أنها ترى المجتمع بصورة فئتين منفصلتين، بل متعارضتين، لكن كل فئة منهما متجانسة، فهناك الشعب النقي من جهة والنخب الفاسدة من جهة أخرى، وترى هذه الايدولوجيا أن السياسة تعبير عن الإرادة العامة للشعب وغالبا ما تؤمن الشعبوية أن الإدارة تظهر في سلوكيات ومواقف زعيم يتمتع بموهبة التأثير بالناس ونيل اعجابهم حتى التماهي بينهم وبينه".
الدكتورة العتوم، تحدثت حول آليات مواجهة الشعبوية، وقالت إن "المواطن هو المخول الوحيد بمواجهة المشروع الشعبوي، وهو المواطن القادر والذي يمارس العمل في المجال العام والديمقراطية".
ودعت إلى مراجعة وبناء القوانين وتحصينها وتدعيمها ومراقبتها، مثلما دعت إلى تحفيز وسائل الرقابة، منوهة إلى أن في كل المجتمعات هناك وسائل رقابية من محاكم دستورية ونقابات وغيرها. كما دعت إلى صناعة مواطن يكون حاضرا ويعمل من أجل كسب رهان الديمقراطية والتقدم، ويستطيع أن يواجه ولا يكتفي كما تريد له الشعبوية أن يكون.
المدير العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط، أشار في كلمته إلى أن "الشعبوية" ليست ظاهرة جديدة، بل هي ظاهرة قديمة متجددة، وليست تيارا واحدا مفردا، بل هي منظومة شعبويات. وقال: "عرفت المجتمعات البشرية في مراحل سابقة أشكالا مختلفة من الشعبويات، وفي أوروبا وأمريكا الجنوبية وغيرها من مناطق العالم. أما الجديد الذي تتسم به اليوم، فهو ما طرأ على مصطلح الشعبوية ومفهومه من تطور، وما تشهده التيارات الشعبوية من حيوية وتنام وتوسع في رقعة الانتشار، وما تراكمه أحزابها من انتصارات، فضلا عن تنوع الأشكال والأنماط التي تتجسد فيها وتعدد المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخوض فيها".
وكانت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان، فالنتينا قسيسية، في بداية الحوارية قد رحبت بالحضور، معربة عن اعتزازها بالشراكة مع مؤسسة الفكر العربي، مشيرة إلى التقاء الرؤى المشتركة بين المؤسستين حول أهمية الفكر والثقافة.
تابعو جهينة نيوز على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين: لا نستبعد اجتماع بوتين وترامب في الصين
الكرملين: لا نستبعد اجتماع بوتين وترامب في الصين

عمون

timeمنذ 44 دقائق

  • عمون

الكرملين: لا نستبعد اجتماع بوتين وترامب في الصين

عمون - قال الكرملين الاثنين إنه لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب إذا زار الرئيسان الروسي والأميركي بكين في نفس الوقت في سبتمبر أيلول. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين سيزور الصين لحضور فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه قال إن موسكو لا تعرف ما إذا كان ترامب يخطط للمشاركة. رويترز

الكرملين: لا نستبعد عقد اجتماع بين بوتين وترامب
الكرملين: لا نستبعد عقد اجتماع بين بوتين وترامب

جفرا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • جفرا نيوز

الكرملين: لا نستبعد عقد اجتماع بين بوتين وترامب

جفرا نيوز - قال الكرملين الاثنين إنه لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب إذا زار الرئيسان الروسي والأميركي بكين في نفس الوقت في سبتمبر أيلول. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين سيزور الصين لحضور فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه قال إن موسكو لا تعرف ما إذا كان ترامب يخطط للمشاركة.

بين المحرقة والموت البطيء
بين المحرقة والموت البطيء

جهينة نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • جهينة نيوز

بين المحرقة والموت البطيء

تاريخ النشر : 2025-07-21 - 11:38 am د. أيوب أبودية عند الحديث عن الإبادة الجماعية، يتبادر إلى الأذهان النموذج النازي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث سعى النظام الهتلري إلى "حل نهائي" للمسألة اليهودية، من خلال الإعدام الجماعي، حرق الجثث في الأفران، وتجريد الضحايا من آدميتهم بسرعة وحشية. كانت تلك إبادة ميكانيكية بامتياز، مدفوعة بأيديولوجيا عنصرية صريحة، تدار بعقلية صناعية تنشد الكفاءة في قتل الملايين خلال سنوات معدودة. لكن في غزة، هناك نموذج مختلف من الإبادة، لا تنفّذ بالقنابل وحدها، بل بالحصار، والحرمان، والإفقار، والتجويع. إنّها ليست إبادة في ساعات، بل إبادة في سنوات، تقتل الإنسان قبل أن يموت، تسحقه بالبؤس، وتدفنه حيًا في ركام العطش والجوع والخذلان وتحت أنقاض بيته. مارس النازيون إبادة اليهود في سياق أيديولوجي يرى فيهم خطرًا بيولوجيًا يجب استئصاله. كانت أدوات القتل تشمل غرف الغاز، الرمي بالرصاص، التجويع في المعسكرات، والعمل القسري حتى الموت. قُتل في تلك المحرقة قرابة ستة ملايين يهودي كما يدعون، وتمّت العملية بمنهجية مروعة، حيث كانت القطارات تنقلهم إلى معسكرات مثل "أوشفيتز" حيث يُقتل الآلاف في ساعات، وتُحرق جثثهم في أفران عملاقة صُمّمت خصيصًا لهذا الغرض. سرعة التنفيذ، والوضوح الأيديولوجي، والتجرّد من أي شعور إنساني، جعلت من المحرقة جريمة لا مثيل لها من حيث البشاعة الصناعية، وأثارت رعب العالم لعقود. لكن ماذا عن الإبادة البطيئة في غزة؟ إنها لا تأتي بصيحات نازية، ولا تُدار عبر غرف غاز، بل تُغلف بخطابات "الأمن"، و"محاربة الإرهاب"، و"الردع". منذ سنوات طويلة وغزة محاصرة من الجو والبر والبحر. تُمنع عنها الكهرباء، الأدوية، المياه، المحروقات، وحتى الغذاء. تقطع إسرائيل عنها الحياة شريانًا بعد آخر، تحت سمع وبصر العالم. يُمنع المرضى من السفر لتلقي العلاج. يُمنع الصيادون من الصيد. يُجبر الأطفال على النوم عطشى. تُقصف المدارس والمستشفيات والمخابز ومحطات المياه، وعندما يحاول أهل غزة الاستغاثة، يُتهمون بالتطرف، وتُغلق في وجوههم أبواب العالم. الفرق الجوهري بين الإبادة النازية والإبادة الغزية، هو الإيقاع. ففي الأولى، كان الهدف قتل الإنسان بسرعة، وإنهاء وجوده كليًا خلال أشهر أو سنوات. أما في غزة، فالهدف هو تدمير الحياة نفسها دون إنهاء الجسد مباشرة: ترك الناس يموتون ببطء، يفقدون الأمل، ينحني أطفالهم تحت ثقل سوء التغذية، ويُجبرون على شرب المياه المالحة أو العادمة. يقتل الجوع، كما يقتل العطش. لكنه يقتل على مهل. يقتل بينما يبقى الضحية حيًا بالشكل الظاهري، ميتًا في التفاصيل. هذا الشكل من القتل لا يقل بشاعة عن غرف الغاز، بل ربما يفوقها قسوة لأنه يعذب الإنسان يومًا بعد يوم، ويجعل العالم شريكًا في الجريمة عبر صمته الطويل. ما يزيد من مأساوية الموت الفلسطيني، هو غياب الاعتراف العالمي الرسمي بكون ما يحدث في غزة إبادة بطيئة. بعد الحرب العالمية الثانية، وقفت البشرية أمام المحرقة النازية بحالة من الذهول، واعتُرف بها كجريمة كونية. أُقيمت المتاحف، وأُقرّت القوانين لمنع تكرارها. أما في حالة غزة، فالعالم يشاهد المجاعة، الحصار، ودفن الأطفال تحت الأنقاض، ثم يواصل أعماله اليومية كأن شيئًا لم يكن. حتى بعض القوى الكبرى، التي ترفع راية حقوق الإنسان، تموّل آلة الحصار والقتل، وتمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا دائمًا. يُطلب من الفلسطينيين "ضبط النفس" حتى بعد أن يُذبح أطفالهم. المحرقة اليهودية لم تُنس، لأنها أصبحت جزءًا من الوعي العالمي، بل وتم استغلالها سياسيًا في بعض الأحيان. أما مأساة غزة، فمهددة بأن تُنسى رغم أنها مستمرة، تُبثّ مشاهدها حيًا على الهواء، ويعيشها الملايين لحظة بلحظة. لكن هل تنجح إسرائيل في طمس معالم هذه الجريمة؟ أم أن التاريخ، كعادته، سيحاكمها لاحقًا كما حاكم النازيين؟ هل سيأتي يوم يُبنى فيه "متحف غزة" في قلب أوروبا، تذكارًا لأطفال ماتوا من الجفاف والجوع؟ أم أن الذاكرة العالمية لا تتحمل سوى مأساة واحدة في القرن؟ الإبادة ليست فقط ما يُنجز بالقتل الفوري. بل هي كلّ فعل ممنهج يهدف إلى محو شعب، سلبه كرامته، تجريده من أسباب الحياة، ودفعه نحو الزوال ببطء أو بسرعة. إن ما يجري في غزة هو إبادة بكل معنى الكلمة، لكنها إبادة من نوع مختلف: أكثر خبثًا، وأكثر طولًا، وأكثر ألمًا. من واجب العالم أن يعترف بذلك. ليس فقط من باب الأخلاق، بل من أجل أن تظل الإنسانية تستحق هذا الاسم. فكما أُدينت الإبادة السريعة في الماضي، يجب أن تُدان الإبادة البطيئة في الحاضر، وأن لا تُترك غزة تموت في صمت، بينما تتفرج البشرية. تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store