
أبي المنى: الدولة السورية تتحمل مسؤولية تغلغل التطرّف والحصار على السويداء غير مقبول!
واعتبر أن 'الدولة السورية تتحمل مسؤولية تغلغل التطرّف تحت عباءة الأمن العام'.
ورداً على سؤال حول من يتحمل مسؤولية الدم الذي أهرق في السويداء، قال خلال مقابلة خاصة مع 'تلفزيون لبنان': 'المشهد مؤلم وقلما حصل مثله في تاريخنا، بالشكل الذي حصل، وهو يعيد خلط الأوراق، ويطرح السؤال الكبير: لماذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين الدولة ومكونات الشعب السوري؟! ولماذا لم تستطع الدولة احتضان شعبها؟ هذا ما أكدنا عليه دائماً بأنها مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى بأن يطمئن الناس في كنفها إلى مصيرهم، هذا واجبها، وكان الأجدر بالدول الراعية للثورة أن ترعى بناء الدولة وصياغة عقد اجتماعي بين مكوناتها'.
وأضاف: 'المنطق اليوم غير منطق الأمس بالنسبة إلى السلاح، أولم يكن الأجدر العمل على السعي لاتفاق قبل إراقة الدماء؟ لا يجوز أن يكون الشعب في حالة عداء مع الدولة والعكس صحيح، وقد تبيّن الاحتضان العربي لها، لقد كان هناك مؤتمر استثماري قبل أكثر من يومين، وكانت المملكة العربية السعودية حاضرة بقوة'.
وحول سؤال عن نصرة الدروز الإسرائيليين لأخوانهم في سوريا وبالتالي تخوين الدروز كطائفة لها تاريخها الوطني والعربي الناصع، قال أبي المنى: 'السويداء أصواتها وطنية وأصوات عروبة وإسلام، وليست أصوات خيانه، فلم نسمع أصواتا تنادي بالانفصال عن سوريا، باستثناء بعض أصوات الانفعال والتحدي، وكانت مرفوضة لدى المسؤولين والكبار'.
وأوضح أن 'هناك لعبة أمم واضحة، وربما نصل إلى وقت ترضى فيه الأطراف بالأمر الواقع المرتبط بالدولة، ولكن نحن لسنا دولة مستقلة، كي نرتبط بأي مشروع مع دولة أخرى. لذا، فلتعط الدولة المجال والفرصة ولتثبت قدرتها، وإذا كان هناك من اتفاق سلام فالأمر يتعلق بالدول ونحن بالنتيجة نخضع للقرارات الدولية، أما أن نسعى نحن إلى اتفاقات وتطبيع فهذا الأمر مرفوض، وإن كنا نتطلع لكي يحل السلام المنشود، فهذا يحتاج إلى حوار وتفاهم. ونكرر ما قلناه سابقاً نحن لسنا ضد السلام في المنطقة، لكننا ضد الذل والخنوع'.
ورداً على سؤال يتعلق بالذين هاجموا السويداء، هل هم تحت غطاء الدولة، وهل انتم نادمون على زيارة أحمد الشرع؟ قال: 'لتدرس هذه الظاهرة، وكان هناك خلط كبير بين من هم من عناصر الدولة ومن هم متطرفون وعشائر، ولكن المسؤولية تقع في النهاية على الدولة. أظن أنهم فهموا الرسالة، وبأن عليهم أن يحاسبوا من ارتكب المجازر والبشاعات بحق السويداء والأبرياء'.
وشدد أبي المنى خلال المقابلة على أن 'الصراع اليوم هو بين سوريا الإسلام المعتدل وبين سوريا التطرف، فماذا يختار الشرع؟ وماذا يختار الشعب السوري؟ سوريا الاعتدال والحداثة أم سوريا التطرف والإرهاب والمجازر والقتل على الهوية؟! عندما نختار سوريا التطرف فكأننا نعطي لإسرائيل جواز سفر للتدخل، وهذا خطأ يجب أن يصحح'، مضيفاً: 'من هنا نقول، فلنعطِ فرصة للدولة لتثبت نفسها، ولتزيل هذا التناقض بين المشهد الراقي بإطلاق الهوية البصرية وبين مشهد الدم في السويداء، وهي تحتاج أيضاً إلى إعادة النظر بمفهوم وعقيدة الدولة وبعناصرها الامنية، لا سيما الأمن الداخلي والأمن العام '.
وتابع أبي المنى: 'أنا لم أقطع التواصل مع شيوخ العقل في سوريا، ولن نصمت على هذا الحصار المفروض على السويداء، ونأمل أن يبدأ بالإنفراج رويداً رويداً. ونسعى مع المنظمات الدولية والمحلية للمساعدة، وقريباً ستزورنا منسقة الأمم المتحدة في لبنان بهذا الإطار'.
وأشار إلى أن 'المطلوب اليوم الوحدة الداخلية في السويداء، والبطولة والشجاعة التي اعتدنا عليها من أهلنا في جبل العرب، تكون اليوم في جمع الشمل وفي وحدة الصف والموقف'.
وختم شيخ العقل مقابلته بالقول: 'لقد تمكنا مع وليد جنبلاط ومع مفتي الجمهورية والمفتين ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والشخصيات السنية من أن نمنع تسلل الفتنة إلى لبنان ولن نسمح لها، ولدينا طاولة حوار ومحبة ورحمة منعقدة باستمرار'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كويت نيوز
منذ 4 ساعات
- كويت نيوز
الرئيس اللبناني يعتزم سحب جميع القوى المسلحة في البلاد وتسليمها الى الجيش اللبناني
اعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الخميس عن عزمه 'سحب جميع القوى المسلحة في البلاد وتسليمها الى الجيش اللبناني'. وقال الرئيس عون في كلمة القاها خلال زيارته لوزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش اللبناني ان 'سحب سلاح جميع القوى المسلحة ومن ضمنها (حزب الله) وتسليمه الى الجيش اللبناني' من أهم بنود المفاوضات التي يقوم بها مع الجانب الامريكي بالاتفاق الكامل مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وبالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولفت الى ان الجانب الامريكي قد عرض على لبنان 'مسودة أفكار أجرى عليها تعديلات جوهرية ستطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وفق الأصول ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها'. وأكد الرئيس عون ان من أهم النقاط التي طالب بها تتمثل بايقاف فوري للأعمال العدائية للاحتلال الاسرائيلي في الجو والبر والبحر 'بما في ذلك الاغتيالات' وانسحابه خلف الحدود المعترف بها دوليا وإطلاق سراح الأسرى. وأضاف ان المفاوضات تضمنت ايضا تأمين مبلغ مليار دولار أمريكي سنويا ولفترة 10 سنوات من الدول الصديقة لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتعزيز قدراتهما اضافة الى إقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان خلال الخريف المقبل. كما تتضمن النقاط العمل على تحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع سوريا بمساعدة كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والفرق المختصة في الأمم المتحدة اضافة الى حل مسألة اللاجئين السوريين الى جانب المساعدة على مكافحة التهريب والمخدرات ودعم زراعات وصناعات بديلة. وقال الرئيس اللبناني ان هذه هي أهم بنود المذكرة التي جرى تحديد مراحل 'تنفيذها بشكل متواز والتي لا يمكن لأي لبناني صادق ومخلص إلا أن يتبناها بما يقطع الطريق على الاحتلال الاسرائيلي في الاستمرار في عدوانها'. واكد ان سلاح الجيش هو الاضمن بوجه العدوان معتبرا أن التجربة أثبتت أن سلاحه 'هو الأمضى وقيادته هي الأضمن والولاء له هو الأمتن'. وأضاف 'ندائي الى الذين واجهوا العدوان والى بيئتهم الوطنية الكريمة أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها وإلا سقطت تضحياتكم هدرا وسقطت معها الدولة أو ما تبقى منها'. وشدد الرئيس عون على ان واجب الأطراف السياسية كافة أن 'نقتنص الفرصة التاريخية وندفع من دون تردد الى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية دون سواها وعلى كافة الاراضي اللبنانية اليوم قبل غد كي نستعيد ثقة العالم بنا'. وأشار الى 'انتهاك الاحتلال الاسرائيلي للسيادة اللبنانية الاف المرات وقتله المواطنين منذ اعلان ايقاف إطلاق النار نوفمبر 2024 وحتى هذه الساعة إضافة إلى منعه الأهالي من العودة الى أراضيهم ومن إعادة إعمار منازلهم وقراهم ورفضه إطلاق الأسرى والانسحاب من الأراضي التي احتلها'. وأكد تصميم الجيش اللبناني على استكمال مهامه من خلال تطويع أكثر من 4500 جندي وتدريبهم وتجهيزهم ليكملوا انتشارهم في هذه المنطقة على الرغم من عدم التزام الاحتلال الاسرائيلي بتعهداته. وتناول الرئيس عون في كلمته الجهود التي بذلها من اجل إعادة لبنان الى محيطه العربي والمجتمع الدولي من خلال زيارته للدول مشيرا الى تقديم المملكة العربية السعودية 'مبادرة للمساعدة على تسريع الترتيبات الضرورية لاستقرار الحدود بين لبنان وسوريا'. وكان المبعوث الأمريكي توماس براك قد زار لبنان عدة مرات وتسلم من الجانب اللبناني مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في 27 نوفمبر 2024 حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية.


المدى
منذ 5 ساعات
- المدى
الرئيس عون يكشف بنود 'مسودة برّاك اللبنانية' خلال كلمته من وزارة الدفاع!
كشف رئيس الجمهورية جوزيف عون عن بنود مسودة الردود على ورقة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك، والتي أجرى عليها تعديلات وأحالها إلى مجلس الوزراء لتحديدِ المراحلِ الزمنية لتنفيذِها. وخلال زيارته وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش عدّد الرئيس عون أهمُ النقاط التي طالب بها، وهي: 1- وقفٌ فوريٌ للأعمالِ العدائية الاسرائيلية، في الجوِ والبرِ والبحر، بما في ذلك الاغتيالات. 2- انسحابُ اسرائيلَ خلفَ الحدودِ المعترفِ بها دوليًاً. وإطلاقُ سراحِ الأسرى. 3- بسطُ سلطةِ الدولة اللبنانية، على كافةِ أراضيها، وسحبُ سلاحِ جميع القوى المسلّحة، ومن ضمنِها حزبُ الله، وتسليمُه الى الجيشِ اللبناني. 4- تأمينُ مبلغ مليار دولار أميركي سنويا،ً ولفترةِ عشرِ سنوات، من الدولِ الصديقة، لدعمِ الجيشِ اللبناني والقوى الأمنية، وتعزيز قدراتِهما. 5- إقامةُ مؤتمرٍ دوليٍ للجهاتِ المانحة لإعادة ِإعمارِ لبنانَ في الخريفِ المقبل. 6- تحديدُ وترسيمُ وتثبيتُ الحدودِ البريّة والبحرية مع الجمهورية العربية السورية، بمساعدة كلٍ من الولاياتِ المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والفرقِ المختصة في الأمم المتحدة. 7- حلُ مسألةِ النازحين السوريين. 8- مكافحةُ التهريبِ والمخدراتِ، ودعمُ زراعاتٍ وصناعاتٍ بديلة.


الجريدة
منذ يوم واحد
- الجريدة
رياح وأوتاد: في ذكرى 2 أغسطس
كتبت في المقال السابق عن بعض جرائم الأسد وصدام التي أدت إلى أوضاع عربية سيئة كان يمكن تلافيها، فسورية عانت الكثير خلال الأربعين عاماً من ظلم الأسد ونظامه الدموي، وهي الآن مهددة بالتقسيم، وتعبث بأرضها قوات صهيونية تشجع الأقليات على التمرد، وكثير من أهلها مشردون في شتات الأرض، نسأل الله أن يوفق الحكم الحالي للتصدي لمؤامرات التقسيم، بالتعاون مع السعودية والدول العربية لتحقيق الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي السورية. أما صدام فجريمة غزوه للكويت أدت إلى كارثة على الأمة أيضاً، فكانت نتيجة خطوته الإجرامية وعقليته المريضة وحساباته الخاطئة هي احتلال أرض العراق وإدخاله في انقسامات وولاءات خطيرة، وانفراد الأكراد بحكم جزء من شماله، إضافة إلى تقوية الطرفين الإيراني والصهيوني وتدخلهما في العراق وبعض الدول العربية، فهل كان يعي عواقب ما فعله؟! هل ظن أن العالم سيسمح له بالسيطرة على 25 بالمئة من بترول العالم؟ وهل ظن أن العالم سيتركه يضمّ الكويت مع أنها دولة مستقلة وعضوة في الأمم المتحدة، ولها صداقة وتعاون مع معظم دول العالم، بما فيها الدول الخمس الكبرى؟ هل ظن أن العالم الذي لم يسمح له ببناء مفاعل نووي وأسلحة دمار شامل سيسمح له باحتلال الكويت وأجزاء من الخليج؟ هل ظن أن أهل الكويت وهم يعيشون في غنى وبحبوحة وحرية رأي ستنطلي عليهم خدعة النداء للانضمام إلى العراق، حيث الكبت والظلم والفقر والحاجة، حتى رأينا جنود الاحتلال يبحثون عن الموز وحبوب منع الحمل؟ تجاوز صدام كل السبل الشرعية والعقلية، وطغى وركب رأسه وانتهت مغامرته بإعدامه. كانت نتيجة عقلية صدام والأسد وحكمهما الدموي هو أن حظي الصهاينة بسيطرة وقوة لم يكونوا يحلمون بها في المنطقة، بعد أن تم إضعاف دولتين كانتا من أقوى الدول العربية. *** دولة فلسطين... إنجاز يستحق الإشادة بتأييد دول كبرى لحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين وإيقاف المذابح الصهيونية، فشكراً للكويت والسعودية، ولكل من ساهم في هذا الإنجاز، وإلى المزيد من العمل الجاد القوي، ونسأل الله أن يكتمل.