logo
بعد أوكرانيا.. هل يجد داعش ثغرة جديدة لاختراق المشهد الدولي؟

بعد أوكرانيا.. هل يجد داعش ثغرة جديدة لاختراق المشهد الدولي؟

البوابة١٢-٠٣-٢٠٢٥

تعكس افتتاحية العدد 485 من صحيفة "النبأ"، الناطقة باسم تنظيم "داعش والصادرة يوم الجمعة 7 مارس 2025، بُنية خطابية واضحة ترتكز على ثنائية "نحن" و"هم"، حيث يُعاد إنتاج السردية الجهادية التقليدية حول صراع "الإسلام والصليبية"، لكن ضمن سياق عالمي متغير. يظهر ذلك من خلال تحليل السياقات والدلالات التي تؤطر المقال، مما يكشف عن منهجية التوظيف الأيديولوجي للأحداث وتكتيك الدعاية الجهادية.
أولًا: السياقات العامة للافتتاحية
السياق السياسي والعسكري: تُقدِّم افتتاحية "النبأ" الخلاف العلني بين الولايات المتحدة وأوكرانيا داخل المكتب البيضاوي باعتباره نقطة تحوُّل كبرى في العلاقات بين الحلفاء الغربيين، حيث تصوّره على أنه لحظة مفصلية تُؤشر على بداية تصدّع المعسكر الصليبي، وفق توصيفها. المقال يعيد صياغة هذا الخلاف ضمن رؤية أيديولوجية ترى أن القوى الغربية، التي لطالما اتّحدت في حروبها ضد "المجاهدين"، باتت الآن تنهار داخليًا بفعل التناقضات والصراعات البينية. كما يربط المقال بين هذا المشهد من التوتر السياسي وبين تاريخ طويل من الانقسامات داخل "الحملات الصليبية"، في محاولة لإقناع المتلقّي بأن التفكك والانهيار سُنّة تاريخية ملازمة للغرب، وأن خلافات اليوم ليست سوى امتداد طبيعي لذلك.
وتحاول الافتتاحية تصوير الأزمة الأوكرانية باعتبارها عبئًا غير متوقع أدى إلى استنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية للغرب، مُقدّمة الحرب في أوكرانيا على أنها فخ وقع فيه الأمريكيون والأوروبيون على حد سواء. وفق هذا الطرح، لم تحقّق الحرب أهدافها الرئيسية، بل على العكس، تسببت في إنهاك القارة الأوروبية، التي باتت مُجبرة على زيادة إنفاقها العسكري بشكل يُهدّد مستوى رفاهية مجتمعاتها. هذا التفسير يسعى إلى إبراز فشل الاستراتيجية الغربية في إدارة الصراع، وإلى التأكيد على أن هذا الاستنزاف يُهيّئ الظروف لمزيد من التفكك بين الحلفاء، وهو ما يصبّ في مصلحة أعدائهم، وعلى رأسهم تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يقدّم نفسه كخصم دائم لهذا المعسكر.
كما يطرح المقال مستقبل حلف "الناتو" في ظل هذه التوترات، ويشير إلى أن التباين في أولويات الدول الأعضاء، خاصة بين أمريكا وأوروبا، قد يُسرِّع من تفكك هذا التحالف العسكري. الخطاب يوظف هذه الفكرة في سياق أوسع، حيث يُقدّم الناتو على أنه أداة "للحرب الصليبية الحديثة" ضد التنظيم، وبالتالي فإن أي ضعف أو انهيار يعتريه يُعتبر مكسبًا استراتيجيًا للتيارات الجهادية. هذا الربط بين الأزمة الأوكرانية ومستقبل الناتو يُراد منه تعزيز الشعور بأن التهديد الذي كان يمثّله التحالف الدولي ضد التنظيم بات في حالة تراجع، وأن القوى الغربية التي خاضت معارك ضده لم تعد قادرة على الحفاظ على وحدتها، فضلًا عن قدرتها على شنّ حروب جديدة بحجم حملاتها السابقة.
السياق الفكري والدعائي
تعتمد افتتاحية "النبأ" على توظيف مكثّف لمصطلح "المعسكر الصليبي"، في استعادة مباشرة للسردية الجهادية التي تضع الصراع مع الغرب في إطار ديني ممتد عبر التاريخ. من خلال هذا التأطير، لا يُنظر إلى النزاعات الجيوسياسية الحالية باعتبارها مجرد خلافات بين دول قومية ذات مصالح متباينة، بل باعتبارها استمرارًا "للحملات الصليبية" التي بدأت منذ قرون، والتي يُصوَّر الغرب فيها ككيان واحد يخوض حربًا طويلة الأمد ضد "المجاهدين". هذا الاستخدام المتكرر للمصطلح لا يخلو من بُعد تعبوي، حيث يهدف إلى تأكيد أن المواجهة مع الغرب ليست مجرد معركة سياسية أو عسكرية، بل معركة عقدية تتطلب استمرارية في الجهاد والمقاومة، بما يتجاوز حدود الخلافات التكتيكية أو الحسابات المرحلية.
وإلى جانب تأطير الصراع كحرب دينية، تعتمد الافتتاحية على توظيف المفاهيم العقائدية لتفسير خلافات الغرب وانقساماته الداخلية، حيث تُقدَّم هذه الانقسامات على أنها "عقاب إلهي" ونتيجة حتمية لفساد العقائد الغربية وانحرافها عن الدين الحق. هذا الطرح يستند إلى الآية القرآنية: "فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، والتي تُوظَّف هنا كدليل على أن التفكك والانقسامات سمة دائمة للمجتمعات الغربية، وأنها تتكرر عبر العصور، مما يعزّز من فرضية الافتتاحية بأن الانقسام الحالي بين أمريكا وأوروبا ليس مجرد أزمة سياسية عابرة، بل تجلٍّ جديد لسُنن التدافع بين الحق والباطل. بهذا الشكل، يتحوّل الخلاف السياسي بين حلفاء الناتو إلى تأكيد لما يعتبره الخطاب الجهادي "وعدًا إلهيًا" بهزيمة الأعداء وتآكل قوتهم من الداخل. علاوة على ذلك، فإن هذه الرؤية لا تكتفي بتفسير الخلافات الغربية كعقاب إلهي، بل توجّه رسائل تعبئة لأنصار التنظيم بأن هذا الانقسام يُمثّل فرصة استراتيجية يجب استغلالها. من خلال تصوير القوى الغربية على أنها تفقد وحدتها وتغرق في مشاكلها الداخلية، يسعى المقال إلى زرع قناعة بأن ما عجزت عنه العمليات العسكرية المباشرة للتنظيم قد يتحقق بفعل انهيار أعدائه من الداخل. هذا الخطاب يستهدف رفع معنويات أتباع التنظيم وإقناعهم بأن "النصر" ليس بعيدًا، بل هو نتيجة حتمية لمسار تاريخي مقدّر، ما يعزز من فاعلية الدعاية الجهادية ويمنحها طابعًا حتميًا يصعّب التشكيك فيه داخل الأوساط المؤيدة لهذا الفكر.
السياق الداخلي.. الرسائل إلى أنصار التنظيم وخصومه
توجّه افتتاحية "النبأ" رسائل مزدوجة تستهدف جمهورين رئيسيين: أنصار التنظيم من جهة، وخصومه الجهاديين الذين انخرطوا في العمل السياسي أو تعاونوا مع قوى دولية من جهة أخرى. بالنسبة لأنصار التنظيم، تسعى الافتتاحية إلى بث الأمل في نفوسهم عبر التأكيد على أن القوى الدولية التي شكّلت تحالفًا عالميًا لمحاربة "الدولة الإسلامية" تعاني الآن من أزمات داخلية تُهدّد بانهيارها. يتم تقديم الانقسامات الغربية، خاصة بين الولايات المتحدة وأوروبا، على أنها دليل على حتمية ضعف الأعداء، وأن الجهود العسكرية والسياسية التي بُذلت لضرب التنظيم لم تؤدِّ سوى إلى إنهاك من خاضوها. هذه السردية تهدف إلى تحفيز الأتباع على مواصلة القتال، حيث يُصوَّر لهم المشهد العالمي على أنه يسير باتجاه يخدم مصلحتهم دون الحاجة إلى تحقيق انتصارات عسكرية مباشرة، وإنما بفعل انهيار أعدائهم من الداخل.
أما الرسائل الموجهة إلى خصوم التنظيم من التيارات الجهادية الأخرى، فتتخذ شكل تحذير مبطن ونقد ضمني لمن يعتبرهم المقال "النكث"، أي الجماعات والفصائل التي اختارت العمل ضمن الأطر السياسية أو التحالف مع قوى إقليمية ودولية. تستخدم الافتتاحية مثال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي بات يواجه التوبيخ والإهانة من حلفائه في الغرب، لتقديم نموذج لما سيحدث لمن يثق في دعم القوى الدولية. الرسالة الضمنية هنا واضحة: أي جماعة جهادية تسلك المسار السياسي أو تتحالف مع دول مثل تركيا أو القوى الغربية ستلقى المصير نفسه، حيث سيتم التخلي عنها في اللحظة التي تتغير فيها المصالح الدولية. بهذا، تحاول الافتتاحية إعادة ترسيخ رؤية التنظيم الرافضة لأي شكل من أشكال التفاوض أو التسويات السياسية، مؤكدة أن "الاستقلال الجهادي" هو الخيار الوحيد الآمن. علاوة على ذلك، تحمل الافتتاحية نبرة ازدراء تجاه الفصائل التي سعت إلى كسب الدعم الخارجي، معتبرة أن هذه الجماعات قد أخطأت في حساباتها عندما ظنت أن بإمكانها المناورة والاستفادة من التناقضات الدولية. في المقابل، يدعو المقال أنصار التنظيم إلى النظر إلى الانقسامات الغربية كفرصة يجب استغلالها، وليس كإشارة إلى التكيف مع النظام الدولي أو البحث عن دعم خارجي. هذه الرسائل تأتي في سياق خطاب دعائي يسعى إلى إعادة توحيد الصفوف الجهادية تحت راية "الدولة الإسلامية"، عبر تصوير كل الخيارات الأخرى على أنها مؤقتة وزائلة، تمامًا كما يتلاشى دعم الغرب لأوكرانيا، وفقًا لما تطرحه الافتتاحية.
ثانيًا: الدلالات اللغوية والبنيوية في النص
تعتمد افتتاحية "النبأ" على ثنائية "نحن" و"هم" كأساس لبنيتها الخطابية، حيث يجري تقسيم العالم إلى معسكرين متمايزين تمامًا: "نحن"، وهم المجاهدون وأتباع "الدولة الإسلامية" الذين يُقدَّمون بوصفهم "الطائفة المنصورة"، و"هم"، أي المعسكر الصليبي الذي يشمل الدول الغربية، إضافة إلى "المرتدين" و"النكث" من الفصائل الجهادية الأخرى التي اختارت مسارات سياسية أو تحالفت مع قوى إقليمية ودولية. هذا التقسيم الحاد لا يُستخدم فقط لتعزيز الإحساس بالتمايز العقائدي، بل أيضًا لترسيخ فكرة أن المعركة المستمرة ليست مجرد صراع سياسي أو عسكري، وإنما هي امتداد لصراع عقدي أزلي بين الحق والباطل، حيث لا مجال للحلول الوسط أو المصالح المتبادلة. من خلال هذه الثنائية، يتحول كل خلاف بين القوى الغربية إلى دليل على ضعف العدو، وكل انتكاسة تصيب الفصائل الأخرى إلى برهان على صحة منهج التنظيم، ما يضمن للأتباع إحساسًا دائمًا بالتفوق المعنوي، حتى في ظل التراجع الميداني.
إلى جانب ذلك، تُستخدم هذه الثنائية لتبرير استمرار القتال رغم تقلّص سيطرة التنظيم على الأرض، إذ يتم تقديم المواجهة على أنها ليست معركة جغرافية بقدر ما هي حرب وجودية يجب أن تستمر حتى وإن تراجعت المكاسب العسكرية. في هذا السياق، تصبح الأزمات والانقسامات التي تعصف بالقوى الغربية أو الفصائل الجهادية الأخرى دليلًا إضافيًا على صوابية خيار "الدولة الإسلامية" في رفض العمل ضمن أي منظومة سياسية أو تحالف دولي. هذا التوظيف الدعائي يسعى إلى حماية التنظيم من التفكك الداخلي، عبر منع التساؤلات حول استراتيجياته أو جدوى الاستمرار في القتال، حيث يُحاط الأتباع بخطاب يُقصي أي بدائل، ويُصوِّر كل تراجع على أنه مرحلة في طريق النصر المحتوم، وفقًا لمنطق الصراع المستمر بين "نحن" و"هم".
كما تعتمد افتتاحية "النبأ" على لغة تقريرية ذات طابع يقيني، تُقدّم من خلالها استنتاجات نهائية للقارئ دون ترك مساحة للتساؤل أو النقاش. يستخدم الكاتب تعبيرات حاسمة مثل "إنه انقسام كبير في المعسكر الصليبي هو الأبرز في عصرنا"، و"كل ما سبق يمهد لتفكك النظام الدولي الأمريكي – الأوروبي"، وهي عبارات تحمل في طياتها يقينًا مطلقًا بأن الأحداث الجارية تقود إلى نتائج حتمية. هذه الصياغة الخطابية لا تكتفي بوصف الواقع، بل تسعى إلى فرض تفسير واحد له، مما يمنح القارئ انطباعًا بأن التحليل المعروض هو الحقيقة النهائية التي لا تحتمل التشكيك. في هذا الإطار، يتم تصوير الخلافات بين الدول الغربية ليس كأزمات مرحلية أو تحديات سياسية، بل كعلامات مؤكدة على انهيار وشيك، مما يرسّخ لدى المتلقي الشعور بأن التنظيم يسير في طريق النصر، حتى وإن لم يكن هناك دليل عملي مباشر على ذلك.
إضافة إلى ذلك، تُستخدم هذه اللغة اليقينية كأداة تعبئة نفسية تهدف إلى شحذ حماسة أنصار التنظيم، حيث يتم تقديم الواقع الدولي وكأنه يخضع لمنطق حتمي يتوافق مع الرؤية العقائدية للتنظيم. فبدلًا من عرض الخلافات الغربية كصراعات ذات أسباب سياسية واقتصادية معقدة، يتم تبسيطها إلى كونها "تصدّعًا داخليًا" وانهيارًا "حتميًا" للعدو. هذه المبالغة الخطابية تعمل أيضًا على عزل القارئ عن أي سرديات بديلة، إذ لا تترك مجالًا لاحتمالات أخرى مثل إعادة ترتيب التحالفات الغربية أو نجاح القوى الدولية في تجاوز أزماتها. وبهذا، يتحول المقال إلى أداة لتوجيه القارئ نحو استنتاجات محددة سلفًا، بحيث يصبح التشكيك فيها بمثابة خروج عن "الرؤية الصحيحة" التي يطرحها الخطاب الدعائي للتنظيم.
كما يستخدم المقال توظيفًا مكثفًا للمفاهيم الدينية، حيث تُضفى الشرعية العقائدية على التحليل السياسي من خلال الاقتباسات القرآنية. على سبيل المثال، الاستشهاد بآية {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} يوظَّف لإعطاء بُعد ديني لخلافات الغرب، بحيث لا تبدو مجرد صراعات سياسية طبيعية بين دول ذات مصالح متباينة، بل تتحول إلى دليل على تحقق "الوعد الإلهي" بانقسام أعداء الإسلام. هذا الأسلوب يُحوّل الأزمات السياسية الغربية من كونها نتائج لمتغيرات اقتصادية وعسكرية إلى ظواهر مقدّرة مسبقًا في سياق التدافع بين الحق والباطل. وهكذا، يصبح أي خلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا، أو أي توتر داخل "المعسكر الصليبي"، ليس مجرد حدث سياسي، بل علامة على "نصر إلهي قادم"، مما يعزّز إحساس أتباع التنظيم بأنهم جزء من مشروع ديني ممتد عبر الزمن، وليس مجرد فصيل مسلح يخوض معركة عسكرية عادية.
إضافة إلى ذلك، يلجأ المقال إلى استدعاء مفهوم "الحروب الصليبية"، حيث يتم تأطير الصراع الحالي بين التنظيم والغرب ضمن امتداد تاريخي طويل للحروب بين "المجاهدين" و"التحالف الصليبي". هذا الإطار العاطفي - الديني يخاطب المشاعر أكثر من المنطق السياسي، إذ يعيد إحياء صورة العدو التقليدي، ما يضمن استجابة نفسية قوية لدى المتلقي المستهدف. فبدلًا من التعامل مع الولايات المتحدة والغرب بوصفهم قوى سياسية ذات مصالح متغيرة، يتم تصويرهم كامتداد للصليبيين الأوائل الذين خاضوا حروبًا ضد المسلمين في العصور الوسطى. هذا الربط الزمني يُعزّز إحساس المظلومية والعداء الديني لدى القارئ، ويجعله أكثر تقبلًا لفكرة أن الصراع الحالي ليس مجرد مواجهة سياسية، بل "حرب مقدسة" يجب الاستمرار فيها بغض النظر عن التحديات.
ثالثًا: الرسائل الضمنية والمستهدفة
رسالة إلى الأنصار: الفرصة سانحة
تحمل الافتتاحية رسالة واضحة لأنصار التنظيم، مفادها أن لحظة الاضطراب الدولي تمثل فرصة يجب اغتنامها. فحين يشير المقال إلى ضرورة "استغلال الانقسام والاستعداد له"، فإنه لا يكتفي بوصف المشهد السياسي، بل يوجه دعوة ضمنية إلى تكثيف العمليات الإرهابية، مستغلًا حالة التصدع داخل المعسكر الغربي. يتم تقديم هذا التوتر الدولي وكأنه "نافذة فرص" يجب ألا تضيع، حيث يروج المقال لفكرة أن القوى الغربية أصبحت منشغلة بمشكلاتها الداخلية، مما يفتح المجال أمام التنظيم لاستعادة زمام المبادرة. هذه الرسالة تخدم غرضين رئيسيين: الأول، تحفيز عناصر التنظيم على الاستمرار في القتال رغم التراجعات العسكرية التي شهدها، والثاني، تعزيز الشعور بأن التنظيم جزء من معادلة عالمية كبرى، وليس مجرد فصيل معزول يحارب في ظروف غير مواتية.
رسالة إلى الجهاديين المنافسين
يوجه المقال انتقادًا ضمنيًا إلى الجماعات الجهادية الأخرى التي اختارت نهجًا مختلفًا، مثل "هيئة تحرير الشام" أو الفصائل الموالية لتركيا، معتبرًا أن لجوءها إلى المجتمع الدولي لم يجلب لها سوى الوهم. فحين يُبرز المقال كيف أن "أمريكا تتخلى عن أقرب حلفائها"، فإنه يرسي مقارنة غير معلنة بين زيلينسكي، الذي تعرض للإهانة رغم كونه شريكًا للغرب، وبين الفصائل الجهادية التي حاولت كسب دعم القوى الدولية. الرسالة هنا تهدف إلى تحقير تلك الجماعات وإثبات أن "الرهان على الغرب هو خيانة خاسرة"، وبالتالي تشويه خياراتهم السياسية والعسكرية. بهذه الطريقة، يسعى المقال إلى استقطاب أعضاء هذه التنظيمات، أو على الأقل زعزعة ثقتهم بقياداتهم، عبر الإيحاء بأن التنظيم وحده هو الذي تمسك بـ"الطريق الصحيح" ولم يقع في فخ التنازلات السياسية.
رسالة إلى خصوم التنظيم الغربيين
على الرغم من أن المقال لا يخاطب الغرب بشكل مباشر، إلا أنه يعيد إنتاج صورة "الغرب المتفكك" بهدف تعزيز الدعاية الجهادية. يتم تقديم الصراعات داخل التحالفات الغربية ليس كمجرد أزمات عابرة، بل كعلامات مؤكدة على الانهيار القادم، مما يزرع لدى القارئ الشعور بأن "النصر مسألة وقت". هذا الخطاب يُستخدم لتعزيز صورة التنظيم كقوة صامدة تواجه خصومًا يتداعون من الداخل، في محاولة لإعادة الثقة لدى الجمهور الجهادي بعد الانتكاسات الميدانية التي تعرض لها التنظيم. علاوة على ذلك، فإن هذه السردية تسهم في إضعاف هيبة القوى الغربية في نظر المتعاطفين مع التنظيم، من خلال التشكيك في قدرتها على إدارة تحالفاتها أو الاستمرار في مواجهة طويلة الأمد، وهو ما يعزز بدوره الدعاية القائلة بأن المشروع الغربي في الشرق الأوسط بات هشًا وقابلًا للانهيار.
رابعًا: تحليل البنية الدعائية للمقال
التضخيم والتفسير الانتقائي للأحداث: يعتمد المقال على تضخيم الخلاف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مقدمًا "موقعة المكتب البيضاوي" كمؤشر على انهيار العلاقة بين الحليفين، في حين أن الدعم الأمريكي لكييف لا يزال مستمرًا، وإن كان يخضع لحسابات سياسية داخلية. هذا التفسير الانتقائي يتجاهل العوامل المركبة التي تحكم السياسة الأمريكية، مثل الأولويات الانتخابية والمصالح الاستراتيجية بعيدة المدى، ويركز بدلًا من ذلك على لحظة محددة من التوتر لتقديمها باعتبارها دليلًا قاطعًا على تصدع المعسكر الغربي. كذلك، فإن الإصرار على تصوير زيلينسكي كزعيم "مُهان ومُذلول" يخدم غرضًا دعائيًا واضحًا: التشكيك في جدوى التحالف مع الغرب، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، بل أيضًا كرسالة موجهة إلى الجماعات الإسلامية التي تتعاون مع القوى الغربية، في تلميح بأن مصيرها لن يكون أفضل من مصير زيلينسكي.
التلاعب العاطفي والديني
يستخدم المقال مفردات مُحمّلة بدلالات عاطفية ودينية قوية، مثل "الانقسام الصليبي"، "النكث"، و"التحالف العالمي ضد الدولة الإسلامية"، وهي عبارات مصممة لإثارة مشاعر جمهور التنظيم وتعزيز إحساسه بالمظلومية والاستهداف. من خلال إعادة إنتاج سردية الصراع التاريخي بين الإسلام والغرب، يسعى المقال إلى تقديم المشهد السياسي المعاصر كامتداد للحروب الصليبية، مما يضفي عليه طابعًا دينيًا يتجاوز كونه صراعًا جيوسياسيًا تقليديًا. هذه الاستراتيجية تجعل الصراع يبدو وكأنه حتمي وأبدي، مما يساعد في تبرير استمرار العمليات الجهادية باعتبارها "رد فعل مشروعًا" على العدوان الغربي، كما تخلق إحساسًا بالتمايز بين "المجاهدين" و"العالم الجاهلي"، وهو ما يعزز الشعور بالولاء والانتماء لدى القاعدة الجهادية.
تشتيت الانتباه بعيدًا عن خسائر التنظيم
يتجاهل المقال تمامًا أي إشارات إلى الضربات التي تعرض لها التنظيم مؤخرًا، سواء من حيث فقدان الأراضي أو استهداف قياداته، وبدلًا من ذلك، يصوغ سردية تركز على تفكك الأعداء، مقدمًا ذلك كدليل على أن التنظيم لا يزال صامدًا رغم الضغوط التي يواجهها. هذه الاستراتيجية ليست جديدة في الخطاب الجهادي، حيث يتم تجنب الحديث عن النكسات العسكرية والتنظيمية، واستبدالها بروايات حول ضعف وتشرذم الخصوم، ما يهدف إلى الحفاظ على الروح المعنوية للأنصار والمتعاطفين. كما أن هذه المقاربة تخلق انطباعًا بأن انهيار "التحالفات الصليبية" هو مسألة وقت، مما يعزز لدى الجمهور الجهادي قناعة بأن التنظيم لا يزال يمتلك زمام المبادرة، حتى لو كانت الحقائق الميدانية تعكس واقعًا مختلفًا.
الخطاب ضمن مساره العام
هذه الافتتاحية نموذج واضح لاستراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية في توظيف الأحداث العالمية لخدمة دعايته، إذ يتم انتقاء الأخبار التي تدعم سرديته، والتلاعب بدلالاتها لتبدو كإشارات على قرب انهيار التحالفات الغربية. ومن خلال إعادة إنتاج السرديات التقليدية حول "الصليبية"، يسعى المقال إلى تعميق عزلة أنصاره نفسيًا وفكريًا، وإبقائهم ضمن دائرة التفسير الجهادي للعالم.
لكن في الوقت نفسه، يُظهر المقال نوعًا من القلق الضمني؛ فالإفراط في التركيز على "ضعف العدو" قد يعكس حاجة التنظيم لتعويض حالة الانحسار التي يعيشها. وهنا تكمن المفارقة: الخطاب يبدو واثقًا، لكنه في الواقع يكشف عن أزمة وجودية يحاول التنظيم إخفاءها عبر دعاية تعتمد على الإسقاط والانتقاء.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سباق تسلّح أوروبي
سباق تسلّح أوروبي

الاتحاد

timeمنذ 25 دقائق

  • الاتحاد

سباق تسلّح أوروبي

سباق تسلّح أوروبي يتسارع سباق أوروبا لإعادة التسلّح بسرعة مذهلة – لكنه مع ذلك لا يمضي بالسرعة المطلوبة. وللتعمق أكثر في هذا التناقض، أمضيتُ مؤخراً بعض الوقت في السويد، التي طوت صفحةً من الحياد استمرّت قرابة قرنين – وعقوداً من نزع السلاح الأحادي – عندما أصبحت أحدث عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) العام الماضي. في ظلّ تدهور العلاقات عبر الأطلسي ، صرح رئيس الوزراء السويدي «أولف كريسترسون» في يناير الماضي بأنه ينبغي على السويديين ألا ينظروا إلى بلادهم على أنها «مثالية متعجرفة على الهامش»، بل «واقعية في قلب الأحداث». وأضاف أن البلاد ليست في حالة حرب، ولكنها ليست في حالة سلام أيضاً. وكما هو الحال في معظم أنحاء شمال وشرق أوروبا، ألهم هذا الحس الواقعي الجديد في ستوكهولم تحوّلاً سريعاً عن حالة التهاون التي سادت بعد الحرب الباردة، والتي شهدت خلالها تراجعاً في قواتها المسلحة وإنفاقها الدفاعي. ففي عام 2013 صرّح مسؤول عسكري سويدي بأن بلاده لا يمكنها الصمود أمام هجوم مسلّح لأكثر من أسبوع، على الرغم من امتلاكها صناعة سلاح محلية تنتج بعضاً من أكثر الطائرات المقاتلة والدبابات والغواصات تطوراً في العالم. خلال السنوات الأربع الماضية فقط، تضاعفَت ميزانية الدفاع السويدية، وتمنى المقرر أن يتم تخصيص نفقات جديدة ضخمة حتى عام 2030. وبفضل الاقتراض الحكومي، من المقرر أن ترتفع النفقات العسكرية – التي لم تتجاوز 1% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2017 – إلى 3.5% بحلول 2030، وهو أعلى مستوى منذ ستينيات القرن الماضي. قال «جيرالد كناوس»، عالِم الاجتماع الذي يقود مركز أبحاث مبادرة الاستقرار الأوروبي: «سرعة التحوّل في السويد دليل على أن المجتمعات يمكن أن تتغيّر بسرعة». ذلك رأي معقول. لكن إعادة تسليح أوروبا لا تزال متأخرة كثيراً عن مواجهة مصادر التهديد. وقد حذرت أجهزة الاستخبارات الأوروبية من أنّ مخاطر تعرض دولة صغيرة عضو في الناتو – وربما إحدى دول البلطيق على الجبهة الشرقية للحلف – للهجوم بعد أشهر فقط من انتهاء القتال في أوكرانيا، مع إمكانية شنّ هجوم كبير خلال خمس سنوات. هزت هذه التوقعات السويد. ففي عام 2022، بعد الأزمة الأوكرانية تقدّم نحو 30 ألف سويدي للانضمام إلى الحرس الوطني – وهي قوة بدوام جزئي مُكلَّفة بالدفاع الإقليمي – ما يمثّل زيادة بمقدار ستة أضعاف عن الأعوام السابقة. وفي العام نفسه، أعادت الحكومة إحياء منصب وزاري للإشراف على الدفاع المدني، وهو منصب أُلغي بعد الحرب العالمية الثانية. وتوسّع القوات المسلّحة السويدية صفوفها بسرعة، بما في ذلك عبر التجنيد الإجباري. وفي العام الماضي، تم إرسال كتيّب بعنوان صريح «في حالة أزمة أو حرب» إلى كل بيت سويدي، يتضمّن أفضل الممارسات في الطوارئ، مثل الاحتفاظ بنقود سائلة – وهي سلعة نادرة في بلد يعتمد اعتماداً شبه كامل على المدفوعات الرقمية. والغاية، كما يقول كريسترشون، أن يستعدّ السويديون المعروفون بفردانيتهم للتضحية. فهم «لا يمكنهم ببساطة أن يتوقّعوا من الولايات المتحدة أن تظل المزوّد الرئيسي لأمن الدول الأوروبية»، على حدّ تعبيره. بالقرب من ستوكهولم، أمضيتُ جزءاً من عصر أحد أيام السبت مع نحو عشرين سويدياً أخذوا هذه الرسالة على محمل الجد. اجتمعوا لحضور دورة مكثَّفة تطوعية حول ما ينبغي فعله في حال الأزمات. وتتوقّع السلطات أن يأخذ أكثر من 200 ألف سويدي مثل هذه الدورات هذا العام، بحسب مسؤولين.. والآن يتعيّن مواءمة الشعور المتزايد بضرورة توفير الموارد المطلوبة لمواجهة التهديدات- خصوصاً في ظل بحث واشنطن تقليص انتشار أكثر من 85 ألف جندي أميركي متمركزين في أوروبا. يقول «بال جونسون»، وزير الدفاع السويدي: «قبل سبعة أو ثمانية أعوام، كان لدينا الكثير من الوقت ولكن القليل من المال لتجهيز دفاعاتنا. أمّا الآن، فلدينا أموال أكثر بكثير لكن وقتاً قليلاً جداً». وفي أماكن أخرى من أوروبا، تشهد المنطقة طفرة مماثلة، حيث تتسابق دول أخرى لتعزيز قواتها المسلحة. غير أنّها مقيَّدة بالحاجة إلى تزويد أوكرانيا بالأسلحة مع تقلّص شحنات الولايات المتحدة، كما أنّ القدرة الصناعية الدفاعية في القارّة غير كافية، فلا يستطيع مصنعو السلاح الأوروبيون مجاراة أنظمة الدفاع الجوي أميركية الصنع وغيرها من الأنظمة الحيوية التي تحتاجها كييف. في ضوء ذلك، يبدو أن طلب الرئيس دونالد ترامب من الدول الأوروبية الأعضاء في حلف «الناتو، والتي يبلغ متوسط ​​إنفاقها الدفاعي حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي، زيادة إنفاقها إلى 5% أمرٌ غير منطقي. وقد أثار ذلك المطلب دهشة الأوروبيين حين طرحه ترامب، في حين يدرس «الناتو» نفسه هدفاً جديداً للإنفاق لا يتجاوز 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي. لكن إذا كانت تقديرات أوروبا نفسها لتهديد روسيا صحيحة، فعليها أن تتعامل مع مطلب ترامب بجدّية. وعندما سألت كريسترشون عن ذلك، لم يتردد. فقد قال، إن إجمالي إنفاق السويد العسكري – بما في ذلك الأسلحة لأوكرانيا وبرامج الدفاع السيبراني والهجين – قد يصل إلى ذلك المستوى في غضون نحو خمس سنوات. وأضاف: «هناك سبب وجيه جداً للقيام بذلك». *كاتب متخصص في الشؤون الأوروبية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»

أوروبا تتدرع بـ«الحديد الألماني».. عقيدة جديدة تتجاوز ندوب التاريخ
أوروبا تتدرع بـ«الحديد الألماني».. عقيدة جديدة تتجاوز ندوب التاريخ

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

أوروبا تتدرع بـ«الحديد الألماني».. عقيدة جديدة تتجاوز ندوب التاريخ

من بوابة «الدفاع الجماعي» لا «الاجتياح»، تعود ألمانيا بثقلها العسكري متجاوزة «عُقدها» التاريخية، لتقول عبر دباباتها المتمركزة على حدود روسيا: «لن نكتفي بالإنفاق.. سنتموضع». ففي تحوّل جوهري لا في سياسة الدفاع الألمانية فحسب، بل في هندسة الأمن الأوروبي برمّته، تقدّمت برلين من الصفوف الخلفية إلى مقدمة المواجهة، في تحالف عسكري يتكئ على الذاكرة ويتهيأ للأسوأ. فماذا حدث؟ للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، نشرت ألمانيا قوات في الخارج على أساس طويل الأمد حيث بدأ لواء جديد عملياته في ليتوانيا. وأُقيم اليوم الخميس، حفل تدشين اللواء المدرع الخامس والأربعين الألماني "ليتوانيا" في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي. ونقل الموقع عن وزارة الدفاع الليتوانية، قولها إن هذه الخطوة تمثل "البداية الرسمية لعمليات هذه الوحدة العسكرية في ليتوانيا". ووصف البلدان هذا التحرك بأنه يهدف إلى حماية أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ككل. وقالت دوفيلي شاكاليني، وزيرة الدفاع الليتوانية، في بيان الخميس، إن القوات الألمانية "هنا للدفاع عن الحرية وعن التحالف بأكمله" كما وصفت نشر ألمانيا لقواتها بأنه "مثال تاريخي على القيادة". كان العميد كريستوف هوبر، قائد اللواء المدرع الخامس والأربعين، قد صرح في أبريل/نيسان الماضي بأن اللواء تم تأسيسه "من أجل التحالف، ومن أجل ليتوانيا، ومن أجل أمن أوروبا". وبالنسبة لألمانيا، فإن هذه الخطوة فارقة لها خاصة وأنها ابتعدت عن الإجراءات الدفاعية والإنفاق المكثف منذ الحرب العالمية الثانية. الجيش «الأقوى» لكن الإنفاق الدفاعي الألماني ازداد منذ حرب أوكرانيا في عام 2022 وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز الشهر الجاري إن حكومته ستوفر الموارد اللازمة لجعل جيشها "أقوى جيش تقليدي في أوروبا". وتقع ليتوانيا، وهي دولة عضو في الناتو وحليف بارز لأوكرانيا على حدود جيب كالينينغراد الروسي، وكذلك على حدود بيلاروسيا حليفة روسيا. وتعد ليتوانيا من أكبر الدول إنفاقًا على الدفاع في حلف الناتو كنسبة مئوية من ناتجها المحلي الإجمالي كما أنها واحدة من الدول التي تُحذر بشدة من أي عدوان روسي مستقبلي. وأعلنت وزارة الدفاع الليتوانية الخميس، وجود حوالي 500 جندي ألماني في البلاد، وقالت إن اللواء الألماني سيتم نقله بشكل دائم إلى ليتوانيا، بما في ذلك 3 كتائب مناورة وجميع خدمات الدعم القتالي واللوجستي. ويهدف اللواء إلى بلوغ كامل طاقته بحلول نهاية عام 2027، وهو ما يعني وجود 5000 جندي ومدني ألماني يعملون هناك. وأكدت شاكاليني أن ليتوانيا "ستواصل بذل قصارى جهدها لإنشاء البنية التحتية في الوقت المحدد، وتوفير الدعم اللازم من الدولة المضيفة، وضمان شعور الجنود الألمان بأنهم في وطنهم". وبالإضافة للقوات الألمانية فهناك قوات أمريكية تخدم أيضًا في ليتوانيا، وهو ما قالت شاكاليني إنها تأمل في استمراره حتى مع ابتعاد الرئيس الأمريكي الجديد عن حلفائه وذلك وفقا لتصريحاتها لـ"بيزنس إنسايدر" في فبراير/شباط الماضي. وأكدت شاكاليني آنذاك أن بلادها ترغب في بقاء القوات الأمريكية، وقالت إنها تتوقع أن تتفق الولايات المتحدة مع الدول التي تُنفق ما يكفي على الدفاع وقالت إن أوروبا "بحاجة إلى زيادة إنفاقها الدفاعي بسرعة كبيرة وبصورة ملحوظة"، لمواكبة إنتاج روسيا. aXA6IDgyLjI2LjIxOS4xMjAg جزيرة ام اند امز LV

بعد تهديدها لأمن فرنسا.. "البوابة نيوز" تنفرد بنشر النص الكامل لتقرير مجلس الدفاع والأمن القومي حول مؤامرة جماعة الإخوان
بعد تهديدها لأمن فرنسا.. "البوابة نيوز" تنفرد بنشر النص الكامل لتقرير مجلس الدفاع والأمن القومي حول مؤامرة جماعة الإخوان

البوابة

timeمنذ 4 ساعات

  • البوابة

بعد تهديدها لأمن فرنسا.. "البوابة نيوز" تنفرد بنشر النص الكامل لتقرير مجلس الدفاع والأمن القومي حول مؤامرة جماعة الإخوان

ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، في قصر الإليزيه، اجتماعًا لمجلسي الدفاع والأمن القومي، لبحث توسع حركات الإسلام السياسي بفرنسا، وملف حركة جماعة الإخوان المسلمين. عقد هذا الاجتماع عقب صدور تقرير حصلت" البوابة نيوز" على النص الرسمي له، أعده مسئولان رسميان رفيعا المستوى، بطلب من الحكومة الفرنسية، وخلص إلى أن جماعة الإخوان تشكل تهديدا للتلاحم الوطني. شارك في الاجتماع كل من رئيس الحكومة، فرانسوا بايرو، ووزراء الداخلية، والخارجية، والاقتصاد والمالية، والتربية الوطنية، والتعليم العالي، والرياضة، حيث أن القطاعات الثلاثة الأخيرة "مستهدفة بشكل خاص من قبل هذا التدخل من الأسفل"، كما جاء في بيان قصر الإليزيه. وقال الإليزيه: "نحن جميعا متفقون تمامًا على أننا لا ينبغي أن نضع جميع المسلمين في خانة واحدة، لأننا نحارب الإسلاموية وتجاوزاتها المتطرفة، ولا نحارب الإسلام فى ذاته". وقال مستشارون للرئيس: إن ماكرون أراد اتخاذ إجراءات بأسرع وقت ممكن لمواجهة ظاهرة متجذرة تزايدت مؤخرًا، مشيرين إلى الخطر الذي يشكله تنظيم الإخوان المسلمين على الأمن القومي الفرنسي، ولم يعلن حتى الآن توصيات الاجتماع، مع احتمال تصنيف بعض الإجراءات كمعلومات سرية. وخلص التقرير الذي أعده مسئولان رسميان رفيعا المستوى، بطلب من الحكومة الفرنسية، إلى أن الجماعة تشكل تهديدا للتلاحم الوطني، مع تنامي تشدد إسلامي من القاعدة على المستوى البلدي، صعودًا إلى قمة المجتمع وفق الوثيقة. وتنفرد "البوابة نيوز" بنشر التفاصيل الكاملة لهذا التقرير حول مؤامرة جماعة الإخوان على فرنسا. "البوابة نيوز" تنفرد بنشر النص الكامل لتقرير مجلس الدفاع والأمن القومي حول مؤامرة جماعة الإخوان وتعتمد جماعة الإخوان المسلمين في بلدانها المختلفة على دوائر متحدة المركز، ويتكون مركزها من "دائرة داخلية" من الناشطين الملتزمين. ومن المحتمل جدًا وجود هذه المنظمة في فرنسا، نظرًا لوجودها في كل مكان آخر في أوروبا. ويقال: إن عدد أعضائها لا يتجاوز بضع مئات، لكن حركة "الإخوان"، عندما نفهمها على نطاق أوسع، تشمل كل أولئك الذين يتبنون أساليب عملها، على اتصال بهذه "الدائرة الداخلية" أو مستوحاة منها، بأهداف مختلفة: إعادة الإسلام، أو الانفصال أو التخريب في بعض الأحيان، وكان الأمر يتعلق بتحديد الجهات الفاعلة والهياكل بما في ذلك الأقمار الصناعية ونطاق عمل وتأثير الإخوان المسلمين في فرنسا. طالع التقرير كاملًا باللغة العربية والفرنسية من هنا.. FRERES MUSULMANS ET ISLAMISME POLITIQUE EN FRANCE

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store