
هل أصبحنا اليوم في حاجة إلى تعديل دستوري يضمن تأسيس أحزاب ذات بعد جهوي؟
إن الوظيفة الأساسية للأحزاب، والمتمثلة في تأطير المواطنين ضمن الحياة السياسية، يفترض بها أن تكون أحزاب قواعد تصنع النخب، لا أحزاب نخب تصنع تبعية القواعد العمياء.
من خلال تجربتي المتواضعة في إطار العمل السياسي، أو حتى إبان التحصيل العلمي، حضرت العديد من المؤتمرات لأحزاب مختلفة يمينا، يسارا ووسطا. وإن كنا في المغرب، كما في العديد من بلدان العالم النامي، نعيش مشكلا على مستوى هوية أغلب الأحزاب السياسية، فلم نعد نفرق بين حزب اليمين واليسار، ناهيك عن الوسط، فقد لاحظت أن تأثير القواعد الحزبية الممثلة للجهات والأقاليم لا يعدو أن يكون مسرحيات يتم من خلالها توظيف البعد الجهوي والإثني لمناطق المغرب، لترسيخ شرعية قيادات حزبية متحكمة، تحتاج لنغمات ومظاهر فلكلورية تثبت من خلالها أنها تضع البعد الجهوي في صلب اهتماماتها. في حين أنها في الواقع لا تعيره أي اهتمام، ولا يخرج في أغلب الأحيان عن 'شوي ديال الصواب' أو إرضاءات ظرفية حتى يمر المؤتمر بسلام.
إن مكمن الداء في معضلة الأحزاب السياسية هو أنها لم تعد أحزاب قواعد، بل أحزاب نخب، همها الوحيد هو كيف تصل إلى السلطة، ولا تحمل أغلبها، مع كامل الأسف، مشروعا مجتمعيا، وإن كانت بعضها تحمل إرهاصات لذلك.
لكن المرحلة الحالية تحتاج مشروعا مجتمعيا ذا بعد جهوي، خاصة عندما نتحدث عن منطقتنا التي تستعد لتنزيل مشروع الحكم الذاتي. فهل تعي الأحزاب الوطنية حساسية الظرفية والمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها؟
مع كامل الأسف، لا زالت جل الأحزاب السياسية لا تتعامل مع المنطقة باعتبارها بوابة كل تغيير. فالخير كله يأتي من الصحراء، والشر كله يأتي منها أيضا، وهي مقولة خالدة للراحل المغفور له الملك الحسن الثاني. ولا أظن أن القيادات الحزبية الحالية أكثر بعد نظر أو أفهم لواقع المنطقة من جلالته، ولا من قيادات الأحزاب الوطنية التي، وإن ارتكبت أخطاء تاريخية في عدم فهمها لواقع المنطقة وحاجياتها وتطلعات شبابها، فإن أغلب من تقدم بهم العمر في الحياة، على الأقل، أقروا بتلك الأخطاء في نهاية حياتهم السياسية.
- إشهار -
لكن الأكثر خطورة اليوم هو تواجد قيادات حزبية تعاني من فقر معرفي، يحول دون فهمها لواقع المنطقة، ويضعف من أي دور محوري لها في الاصطفاف خلف السياسات الملكية بشكل إيجابي.
يعود ذلك، بالأساس، لأن أغلبهم لم يعايش عن قرب ما جرى في الصحراء، ولا يعرف عن المنطقة سوى أنها خزان انتخابي يضمن له مقاعد نيابية، ويحتاج لعدد لا بأس به من 'الدراريع والملاحف' والأغاني الوطنية، وصياغة خطابات حماسية في البيانات الختامية للمؤتمرات.
إن عدم قدرة أغلب الأحزاب الوطنية على فهم متطلبات المنطقة، سواء في مرحلة نظام الدولة المركزية أو نظام الجهوية الحالي، يجعلها أقل قدرة على التكيف مع نظام الحكم الذاتي، وأقل فاعلية في الاصطفاف خلف مسيرة التغيير التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
إن وجود أغلب الأحزاب السياسية في شكلها الحالي، وهي غير قادرة على مواكبة المشروع الملكي لتنزيل مبادرة الحكم الذاتي، يجعلنا ربما في أمس الحاجة لتعديل دستوري يسمح بإنشاء أحزاب جهوية، تكون قادرة على تأطير الحياة السياسية في المنطقة، وتكون بداية خير من الصحراء في اتجاه باقي جهات المملكة، التي ستكون هي الأخرى على موعد مع نظام جهوي جديد أكثر تقدما.
عندها فقط، سيصبح من المستساغ أن تبقى الأحزاب الوطنية حبيسة حساباتها النخبوية في إطار الاستحقاقات الوطنية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ 4 ساعات
- صوت العدالة
عامل إقليم شيشاوة بوعبيد الكراب يُعطي انطلاقة احتفالات عيد العرش بتدشين مؤسسات تعليمية جديدة بدائرة إمنتانوت
في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين، يُشرف عامل إقليم شيشاوة، السيد بوعبيد الكراب، يوم غد الإثنين 28 يوليوز، على إعطاء الانطلاقة الرسمية لاحتفالات عيد العرش المجيد بالإقليم، وذلك من خلال تدشين مجموعة من المشاريع التعليمية المهمة بدائرة إمنتانوت. وسيشهد اليوم الأول من هذه الاحتفالات الرسمية حضور وفد عامل الإقليم، يضم كلاً من الكاتب العام لعمالة شيشاوة سعيد أومهرير، ورئيس قسم الشؤون العامة، إلى جانب رؤساء المصالح والأقسام بالعمالة، ومسؤولي المصالح الخارجية والأمنية، بالإضافة إلى عدد من البرلمانيين وممثلي الإقليم. وتنطلق جولة التدشينات من جماعة انفيفة، حيث سيُشرف الوفد الرسمي على افتتاح الإعدادية الجديدة التي انتهت بها أشغال البناء والتجهيز، على أن تفتح أبوابها أمام التلاميذ مع بداية الموسم الدراسي المقبل، في خطوة من شأنها تعزيز البنية التحتية التربوية بالمنطقة. كما سيتواصل برنامج التدشينات بوضع حجر الأساس لبناء ثانوية تأهيلية جديدة بمدينة إمنتانوت، أُطلق عليها اسم 'المختار السوسي'، في استجابة ملموسة لحاجيات التوسع العمراني والارتفاع المتزايد في عدد السكان والتلاميذ بالمنطقة. ويجري إنجاز هذين المشروعين التعليميين من طرف الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز العرض المدرسي بالإقليم، وتوسيع قاعدة الولوج إلى التعليم الإعدادي والثانوي في إطار العدالة المجالية. ويُجسد افتتاح احتفالات عيد العرش من خلال هذه المشاريع التعليمية الرمزية العميقة لمكانة التعليم في المشروع المجتمعي المغربي، باعتباره رافعة أساسية للتنمية، وورشاً وطنياً يحظى بعناية خاصة من لدن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في إطار التوجهات الملكية السامية الرامية إلى تأهيل المنظومة التربوية ودعم التنمية المجالية المستدامة.


بلبريس
منذ 4 ساعات
- بلبريس
د. بركة و المسار التنموي المتفرد الذي يقوده صاحب الجلالة
في الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس، أيده الله ونصره، عرش أسلافه الميامين، نقف وقفة تأمل واعتزاز وانخراط أمام المسار التنموي المتفرد الذي تدرج عليه المملكة المغربية بثبات، وإصرار لا يَفتُر، وطموحات مشروعة تجسد إرادة ملك وشعب نحو مغرب مزدهر ومتقدم وفاعل في محيطه الإقليمي والدولي. لقد تحوّل المغرب، تحت القيادة الملكية الرشيدة والمتبصرة، إلى ورش مفتوح للبناء والإصلاح والتغيير الداعم للتطور في انسجام مع خصوصياتنا التاريخية والحضارية والروافد المتنوعة لإنسيتنا المغربية الموحدة. ويكفي أن نلقي اليوم نظرة على جواراتنا وعلى ما يجري في عدد من مناطق العالم لنعرف أن المؤسسة الملكية، الوطنية والمواطنة، كانت دائما وما تزال الضامن للوحدة والاستقرار والتطور بالنسبة لبلادنا، وبوصلة للاختيارات والتوجهات التي تقود الوطن نحو بر الأمان في زمن اللايقين. لا يمكننا إلا أن نقف وقفة امتنان واعتزاز وتعبئة ونحن نرى المملكة المغربية قد أصبحت في مصاف الكبار من الدول التي تحظى بالتقدير والثقة والاعتبار على الصعيد الدولي، وتساهم بفعالية في صناعة المستقبل، وتحمل صوت إفريقيا. فمن مبادرة فتح منفذ استراتيجي نحو المحيط الأطلسي لفائدة بلدان الساحل من خلال ميناء الداخلة، وانتظام دول الواجهة الأطلسية الإفريقية في إطار مشروع واعد من أجل توطيد الأمن والاستقرار والازدهار المشترك، وهذا فضلا عن خط أنبوب الغاز المغرب- نيجيريا للاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك وتشجيع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي، وكذا المبادرة الطموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره نحو أوروبا، وهو ما يبرهن على التزام المغرب غير المشروط بقضايا قارةٍ تؤمن بالاندماج والتكامل والتضامن، وتطمح لتوفير مستقبل أفضل لشعوبها. قبل سنوات قليلة فقط، كان مشروع تقديم دعم نقدي مباشر للفئات المعوزة في حدود 500 درهم على الأقل لكل أسرة من قبيل المشاريع التي لا يمكن تصورها ولا تنفيذها ، لكن بفضل جلالة الملك وحرصه على توزيع منصف لمنافع النمو لكي تصل إلى الشرائح والمجالات الترابية الأكثر خصاصا، تم تفعيل نظام الدعم الاجتماعي المباشر الذي يستفيد منه اليوم أكثر من 12 مليون مغربي ومغربية، في خطوة غير مسبوقة تؤسس لنموذج تضامني أكثر عدالة وإدماجا للمواطنات والمواطنين الموجودين في وضعيات الفقر والهشاشة. كما أن ما يشهده المغرب من نهضة في البنيات التحتية، من موانئ وطرق سريعة وطرق سيارة وتجهيزات وسدود ومحطات لتحلية ماء البحر، كلها مؤشرات على أن الحلم الذي كان بالأمس بعيد المنال، قد أصبح واقعًا تعيشه المواطنة والمواطن في تفاصيل اليومي، وفي تصور مغرب الغد كما يريده جلالة الملك حفظه الله لشعبه الوفي.


الألباب
منذ 5 ساعات
- الألباب
ما حقيقة شعار تازة قبل غزة ؟
الألباب المغربية/ فؤاد الإدريسي المغربي لاحظنا ولاحظ كل المجتمع المغربي مؤخرا بعد نجاح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هداه الله، وإخماد الحراك الشعبي بالجزائر تحت خدعة؛ أن النظام العسكري لم يعد يتحكم في مفاصل الحكم وتدبير حياة ومشاكل الجزائريين . وأن عبد المجيد تبون رئيس مدني وليس من العصابة العسكرية التي أسقطها الشعب في الربيع العبري إيراني إخواني العلماني الغربي. فمنذ تولي عبد المجيد تبون الحكم، أصبحنا نسمع شعارات وخطابات وايديولوجيات دخيلة على المغاربة وأخلاقهم وهويتهم، وممارسات تستهدف أمنهم القومي ومؤسساتهم وتشويهها في كل يوم وكل مناسبة وكل أزمة . وأصبحنا نرى سعيا حثيثا ومتسارعا في تغيير عقلية المغاربة اتجاه ملكهم وخطاباته وحكومته وكل مؤسسات البلاد الأمنية وغيرها، وتصيد الفرص والتغيرات والأزمات الدولية؛ لتكون ورقة لتشويه الملكية والمؤسسات الأمنية بالمغرب، وإشعال فتنة؛ إما عن طريق حراك شعبي مدمر كما حصل في سوريا واليمن، أو حرب أهلية كما حصل في العراق والسودان وليبيا . وهذا كله سببه ما تمر به الجزائر من أزمات داخلية صعبة، بسبب تقدم المغرب وازدهاره كما ظهر للقاصي والداني. فحارت الدولة العميقة في الجزائر وكذلك معها الدول الغربية بتنسيق مخابراتي جزائري وصهيوني غربي، فلما فشلوا في عرقلة تقدم المغرب وازدهاره عن طريق الإرهاب؛ ومشكل الصحراء المغربية الذي يربح فيه المغرب أشواط كبيرة بفرض أمر الواقع، ثم بالديبلوماسية الملكية الحكيمة. فانتقلت الجزائر العميقة مع المخابرات الغربية، للسياسة القديمة الجديدة وهي القوة الناعمة التي كان يستعملها الجزائر وورائهم فرنسا والغرب في هدم حلم المغرب العربي، وإضعاف المغرب عن طريق نشر الأزمات الداخلية؛ بالدعاية الإعلامية وإستأجار بعض المغاربة الحاقدين على المخزن الشريف، ومستائين من وضعية عيشهم التي يحلمون فيها في تحدي قدر رزقهم، لعدم قناعتهم بما قدر الله لهم ويخلهم في بذل الجهد كآباءنا في تغيير الوضعية المعيشية، فباعوا أنفسهم ووطنهم ودينهم للعدو وأصبحوا عبيدا مدلولين لمخابرات معادية لبلدهم؛ وعملهم هو تبخيس كل عمل إيجابي وكل تقدم بالمغرب، وتشويه المؤسسات وتهييج المغاربة لعرقلة المشاريع المستقبلية التي فيها حل مشاكل الأجيال القادمة، من أجل أن يبقى المغرب غارقا في الأزمات . وهذه السياسة القديمة الحديثة استعملتها المخابرات الجزائرية بزعامة الرئيس الجزائري الراحل بومدين غفر الله له، حيث هاجموا المغرب لإضعافه فدعموا البوليساريو بالأرض والسلاح والدبلوماسية، ثم بالعمليات الإرهابية داخل المغرب، وبدعم يساريين وتحريضهم على الانقلابات والثورات الشعبية لزعزعة استقرار المغرب وتقسيمه . وفي الأخير، لما فشل في تدمير المغرب، قام بشن حرب على المغرب فكان الغرض منها ضم أراضي مغربية للجزائر، ومساعدة البوليساريو في السيطرة على الصحراء المغربية؛ كل ذلك من أجل أن يبقى النظام الجزائري في خداعه للشعب الجزائري الشقيق الذي يحبنا ونحبه؛ وينهب خيراته ويتسلط عليه بدون بناء الجزائر وتنميتها، بعكس ما فعلته الإمارات العربية من أجل تقدم وازدهار شعبها وتقدمه على دول غربية بالغاز والبترول وصدقها وتواضعها في تدبير متطلبات شعبها. واليوم نفس السياسة التي استعملها النظام السابق (بومدين) ونجح فيها نوعا ما لأكثر من ثلاثين سنة بدعم البوليساريو وإشغال المغرب بها عن بناء المغرب وتقدمه . والآن نفس السياسة القديمة التحريضية على المغرب لإضعافه، وخداع الشعب الجزائري لإخماد حراكه الشعبي واستمرار النظام والغرب في نهب خيراته، هي نفسها تعاد اليوم بالضبط . فمنذ أن جاءت الدولة العميقة والغرب بعبد المجيد تبون للجزائر؛ تحت شعار أننا نحن النظام الجزائري رضخنا لطلبات الشعب وأدخلنا العصابة للسجن، وأتينا بنظام مدني وأبعدنا العسكر عن الحكم، وغيرها من منومات للشعب التي بفضلها رجع الاستقرار بجارتنا الجزائر وشعبها. وبعدما هدأت الأوضاع نوعا ما ودخل الشعب من الشارع لبيوتهم، وعرف النظام الجزائري أن هذه الخدعة لن يطول أمدها على الشعب، وأنه سيفقد صبره بعد ستة أشهر أو سنة لحد أقصى، ثم سيرجع للشارع ويدمر النظام العسكري ويحصل للبلاد مثل ما حصل لسوريا. فجلس زعماء الدولة العميقة بالجزائر فيما بينهم وفهموا أنهم في ورطة؛ لأن الإصلاحات والتنمية بالجزائر متأخرة، وأن المغرب سبقهم على الأقل بعشر سنين من التنمية والبنية التحتية؛ ففكروا وتيقنوا أن الحل الذي سيطيل عمر النظام واستقرار الجزائر. علموا أن الحل هو الخدعة القديمة للاستخبارات الجزائرية وهي إيجاد عدو خارجي وهمي وإشغال الجزائريين بتضحياتهم ضد المحتل الفرنسي وغيرها من شعارات مهدئة لثوران الشعب ضد الدولة، وإشغالهم بالخارج والصراعات الخارجية لتفريغ الغضب، كما تفعل أمريكا والدول الغربية بالتغطية على أزماتها الداخلية بافتعال حرب وهمية ضد الإرهاب في أفغانستان أو العراق… وهذا ما فعله هذا النظام الجار هداه الله تماما، فجند إعلامه الرسمي والغير الرسمي ضد المغرب وخاصة رموزه (الملكية والمخزن) وتشويههما. وغرض الجزائر من ذلك شيئين: خداع الشعب الجزائري وإخماد حراكه وإشغاله بالخارج ليصبر على الفقر وتأخر تنمية بلاده رغم ما عندهم من ثروات البترول والغاز ونهب خيراته. تشويه صورة المغرب والمغاربة وزرع عداوة بين المغاربة والجزائريين لتبرير أي موقف عدائي ضد المغرب ولو كان شن الحرب ضد المغرب؛ لإضعافه وإسقاط الملكية وتقسيم المغرب وتشريد الشعب؛ كما فعل فعلا النظام بقطع الغاز على المغرب، وضرب المغرب عن طريق البوليساريو الإرهابية. وكذلك غلق الحدود لمنع الشعب الجزائري من الهروب للمغرب بعدما أصبح تقدم المغرب وبنيتيه التحتية التي تشبه دول أوروبا، طاغيا على ترندات مواقع التواصل الاجتماعي ووصل للشعب الجزائري؛ فيخاف النظام الجزائري أن يفقد السيطرة على شعبه ويثور عليه ويهرب للمغرب . وكذالك قطع الحدود لغاية أخرى خبيثة وهي إفقار المنطقة الشرقية المغربية والحدودية مع الجزائر، لتحريضها على حراك شعبي والانفصال وطلب حماية الجزائر بمساعدة بعض المستأجرين في المنطقة (عشرين فبراير الجمهوريين وحركات علمانية يسارية وإخوانية وشيعية صهيونية). فلهذا الإعلام الجزائري وذبابه في مواقع التواصل يحاول ليل نهار إشغال الشعب الجزائري بالمغرب وجعله يكره المغرب والمغاربة ورموزهم، ليبقى النظام في الحكم وتستقر الجزائر،أويفعل كل هذا رغم انه يعلم أن المغاربة ومؤسسات المغرب وعلى رأسهم جلالة الملك نصره الله؛ (يؤكد ما يضر الجزائر يضرنا وأن اليد ممدودة لفتح الحدود وإنقاذ شعوبنا من الفقر والتأخر عن طريق إنشاء اتحاد مغاربي، وأنه لا يمكن أن يكون المغرب قوي بدون جزائر قوية)، وكل هذا الكرم المغربي والإخوة والتضامن مع الجزائر، ولكن لا حياة لمن تنادي بسبب العجرفة والتكبر برد مبادرات المغرب الأخوية، والخوف من الضغط الغربي ومخططاته لتفكيك الجزائر إذا وضع يده بيد المغرب. لأن الغرب يخاف من إنشاء اتحاد مغاربي وشمال إفريقيا قوي، كقوة مجلس التعاون الخليجي الذي يعيش في تقدم ورفاهية بفضل اتحادهم وتضامنهم. قطعنا كل هذه السطور الكثيرة، وحكينا قصة الجارين التوأمين المؤسفة التي تدمع العين وتجرح القلوب بالتضحية بمصير شعبين توأمين من أجل السياسة والأحقاد التي ورائها الغرب الصهيوني الخبيث المفترس للبشرية من اجل مصالحه. كل هذا الشرح الطويل لقصة شعبين شقيقين توأمين شامخين؛ من أجل الجواب عن عنوان المقال :ما حقيقة شعار تازة قبل غزة؟ ومن وراءه ضد الخطابات الملكية في دعم فلسطين والقدس ؟!!!! أظن بعد هذه المقدمة قد فتحنا بعض شفرات هذا الشعار الدخيل على المغاربة والذي هو ضد الخطابات الملكية؟! استقبل المغاربة هذا الشعار بغرابة شديدة، لأنه دخيل على ثقافتهم الإسلامية الإنسانية، وأن من يروج هذه شعارات في أوساطهم ويريد أن يفرضه على المغاربة بالقوة، بل بالتهديد والترويع بأن من يدعم فلسطين فإنه خائن للوطن وأنه داعشي وابن إيران!!!! بل أصبح أصحاب هذا الشعار الدخيل ينشرون فيديوهات لمأجورين فلسطينيين يدعمون بوليساريو أو يسبون حكامنا من أجل تحريض المغاربة على فلسطين والقدس، وليترك المغاربة والدولة دعم الفلسطينيين الذين يدعمهم حتى الشعوب الغربية الكافرة لما يقع لهم مجازر وإبادة!!! فما بالك بالدول الإسلامية ؟!!! بل زادوا في جرأتهم وخستهم؛ فرفعوا شعار(خاوة خاوة مع الدولة العبرية الصهيونية وعداوة مع الجزائر ولن نقبل بإرجاع العلاقات مع الجزائر لأن نظامها يحرض على المغرب ويريد تقسيمه). رغم أن كل هذه الشعارات الدخيلة ضد أخلاق وجذور المغاربة الإسلامية الإنسانية، وضد رمز المغاربة جلالة الملك نصره الله وخطاباته . والشعب المغربي وملكهم الهمام يقولون بأعلى صوت أن فلسطين والفلسطينيين والقدس بمثابة الثوابت المغربية وعلى رأسها الصحراء المغربية، ومستعدين بالتضحية بالغالي والنفيس من أجلهم، ويصف جلالة الملك نصره الله بأن ما تفعله الدولة العبرية فهو احتلال ومجازر غير مقبولة من المغرب ومؤسساته، وأنه يجب على الاحتلال إرجاع الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس . ويأتي مجموعة صغيرة تدعي تمغربيت المزيفة ضد تمغربيت الملكية المغربية، وتدعي أنها تدافع عن الملكية وتنسب نفسها له وللمغاربة وتتكلم باسمهم، وتقول تازة قبل غزة!! وخاوة خاوة مع الدولة العبرية!! ويدعون للحرب مع الجزائر، لاسترجاع الصحراء الشرقية !!!! ضاربين بالخطابات الملكية وبمشاعر المغاربة وأخلاقهم وتضحياتهم من أجل الشعب الفلسطيني عرض الحائط، ويشوهون صورتهما من أجل خدمة أعداء المغرب، وتأكيد خطابات رسمية جزائرية: من أن المغرب صهيوني بجانب الصهاينة ضد فلسطين والجزائر. نريد أن نسأل أسئلة للعقلاء المغاربة قبل كشف الجهة التي يخدمها أصحاب شعار تازة قبل غزة : من المستفيد من تشويه الملك والمخزن بإتهامهم بخيانة غزة وتقديم تازة عليها، والدعوة ل: خاوة خاوة مع الاحتلال العبري أو رفع شعار(المغرب أولا) كما يرفعه هؤلاء مدسوسين، وترك الفلسطينيين بلا طعام ولا دعم دبلوماسي ولامادي ؟!!!!! من المستفيد من تهييج فئة كبيرة من المغاربة سواءا كانت حزبية خائنة أو وطنية على الملك نصره الله وعلى المخزن الشريف، بعد نسبة شعار خاوة خاوة مع الاحتلال وتازة قبل غزة للملكية والمخزن وتشويههما عن طريق هؤلاء المدسوسين وتحريض المغاربة على بعضهم وزرع حرب أهلية؛ بتخوين بعضهم بالصهيونية أو بالداعشية الإخوانية تجار القدس وغزة؟! ما علاقة غزة وتشبيهها بتازة ههه؟! هل قصدكم أن تازة مهمشة ومنكوبة من طرف الملك نصره الله والمخزن الشريف، وتدعون بلسان حالكم إلى انتفاضة ضد الدولة وتحرير تازة أو المغرب أولا كما تقولون قبل غزة ؟!!! ولكن لماذا تخدعون المغاربة والدولة ولماذا أنتم جبناء تنسبون أنفسكم للملكية والمخزن، وتدعون أنكم عياشة زورا لتشويه الملك والمخزن بالصهيونية . مادمتم تريدون تحرير تازة والمغرب من الدولة العلوية كما تقولون في كواليس عبر تكتوك وتيلجرام وفايس ويوتيوب ؟!!!!! ولماذا تحرضون الشعب المغربي على الجزائر وتسبون رموز الجزائر وشهدائهم وموتاهم، وتروجون للحرب لاسترجاع الصحراء الشرقية؟! وهل الحرب في مصلحة المغرب وتقدمه في بناء المغرب أم في مصلحة الجزائر المتأخرة عن المغرب ويتمنى إشغال المغرب وعرقلته بحرب تدمر بنيته التحتية ؟ هل منكم رجل رشيد وشجاع يجيب على أسئلتي المفصلة للجواب، ويقول الحقيقة التي تخفونها عن المغاربة وتتكلمون بإسمهم واسم الملك نصره الله ؟ فالعاقل والذي على مغربيته الوطنية يفهم بداهة؛ أن أصحاب هذا الشعار الدخيل على أخلاق وثوابت المغاربة لديهم علاقة بالنظام الجزائري والغربي؛ لتشويه صورة الملك والمغاربة عند الجزائريين؛ بأنهم صهاينة وتخلوا عن القدس وخانوا فلسطينيين، وهذه هي التهمة التي يتهم بها الإعلام الرسمي الجزائري المخابراتي الملك والمخزن صباح مساء؛ لإشغال الجزائريين عن أوضاعهم الداخلية، وتحقيدهم في الملك والمغاربة ليتعلقوا بنظامهم وينسوا الحراك الشعبي ويصدقوا أكاذيب النظام اتجاه المغرب، وأيضا لكي لا ينبهروا بتقدم المغرب وبنيته التحتية، هذه الغاية الأولى عند النظام الجزائري . الغاية الثانية من دس النظام الجزائري لشعار تازة قبل غزة وخاوة وخاوة مع الدولة العبرية؛ بمساعدة الذين استأجرهم من الجمهوريين الذين يريدون إسقاط الملكية والمخزن؛ وهم عدة فصائل (عشرين فبراير ويساريين علمانيين وإخوانيين من الحركة المحظورة وأتباع مرتزقة بوليساريو بالمغرب). غايتهم هو تحريض المغاربة على الملكية والمخزن بتهمة خيانة القدس وترك فلسطينيين يقتلون، وزعزعزة استقرار المغرب وإسقاط الملكية وإضعاف البلاد وتقسيمها بحراك شعبي كما حصل بسوريا، أو بتهييج أصحاب ايديولوجيات الإسلامية العميلة لشهواتها وحبها للسلطة والعميلة بتحريضها على الدولة والخروج في مظاهرات أسبوعية لتهديد الدولة، أو حصول انفلات أمني فتحصل الكارثة، أو تحريض المغاربة على بعضهم وزرع حرب أهلية بخروج أصحاب شعار تازة قبل غزة ضد المتاجرين بالقدس الذين هم ضد العلاقات مع الدولة العبرية لتدمير الدولة. فمن المستفيد من كل هذه السناريوهات ؟ النظام الجزائري والغرب. لقد رصدنا بعض هؤلاء من أصحاب تازة قبل غزة عندهم علاقات مع مخابرات جزائرية، وكذالك من يتكلمون العبرية ولديهم جنسية عبرية ويزورون الدولة المحتلة للقدس، ويرفعون نفس الشعار ويحرضون المغاربة على الجزائريين والعكس كذلك، وتتكون هذه الفئة من محللين يحضرون لقناة 'فرانس 24' الفرنسية التي تهاجم المغرب دائما، وتعطى لهم تعليمات من مخابرات الفرنسية لاختراق المغاربة بهذا الشعار وتقسيمهم وزرع الفتنة بينهم . وكما أحذر أن هؤلاء المدسوسين فيهم محللين ورياضيين وممثلين ومغنيين وسياسيين وجمعيات ومنظمات وحركات ولديهم قنوات إلكترونية يتفرج فيها كثير من المغاربة، وأغلب هؤلاء المدسوسين أصبحوا يظهرون في الإعلام الرسمي المغربي للترويج لهم وتحبيب المغاربة فيهم، من أجل الوصول للأهداف المخربة للمغرب وتقسيمه . وكما وضحنا أن المستفيد من تحريض على الجزائر هو النظام الجزائري لخداع شعبه ويصدقه في أكاذيبه، ويشوهوا اليد الممدودة التي عرضها جلالة الملك نصره الله على النظام الجزائري من أجل ازدهار البلدين، فطلبت المخابرات من هؤلاء المدسوسين سب الجزائر ورموزها وشهدائها وتاريخها لاستفزاز الجزائريين، ليصدقوا أكاذيب نظامهم بأن المغاربة يسبون الجزائر ورموزهم، وأن الجزائر مستهدفة والمغرب يتآمر عليها مع الصهاينة، لهذا يجب أن نتجند ضد العدو الكلاسيكي والصهاينة وننسى الأزمات الداخلية والفقر مؤقتا حتى ننتهي من الحرب مع المغرب . وبهذا يتأكد بالأدلة والقرائن التي وضحناها في هذا المقال، ولدينا فيديوهات وصور تؤكد علاقة هؤلاء بالجزائر والغرب والصهيوني لتخريب المغرب وتشريد المغاربة، بتضخيم السلبيات وتبخيس المنجزات وعرقلة أعمال حكومة جلالة الملك وتشويه الملك نصره الله والمخزن، وزرع الفتنة بين المغاربة وتقسيم المغرب . أطلعنا أنهم يريدون انفصال أكادير عن المغرب وطلب الحكم الذاتي بإنشاء حزب أمازيغي أو حزب يسمى تمغربيت في البداية ثم بعدها الوصول لغاياتهم. وكذلك السعي لانفصال وجدة أو الجهة الشرقية عن المغرب والريف بما يسمى جمهورية الريف، وانفصال الصحراء عن المغرب كما هو معلوم؛ هذا هو المخطط الجزائري الصهيوني الغربي مع هؤلاء المدسوسين . فحسبنا الله ونعم الوكيل… إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار