
تضارب بخصوص مفاوضات غزة
وأوضح البيان أن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي استمرت ثلاثة أسابيع أحرزت بعض التقدم، وأن تعليق المحادثات في هذه المرحلة يأتي في إطار إجراء مشاورات ضرورية قبل استئناف الحوار مرة أخرى، معتبرًا ذلك "أمرًا طبيعيًا في سياق مفاوضات معقدة بهذا المستوى".
وشدد البيان على رفض الانسياق وراء تسريبات إعلامية وصفها بأنها "لا تعكس الواقع"، وتهدف إلى التقليل من شأن جهود الوساطة والتأثير السلبي على مسارها.
ودعت قطر ومصر وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات الصحافة، من خلال تسليط الضوء على المعاناة غير المسبوقة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، بدلًا من لعب دور في تقويض المساعي الرامية إلى وقف العدوان.
واختتم البيان بتأكيد التزام كل من الدوحة والقاهرة، بالشراكة مع الولايات المتحدة، بمواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار في غزة.
وجاء البيان القطري المصري بعد وقت قصير من تصريحات شديدة اللهجة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، زعم فيها أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد حقا التوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال ترامب من حديقة البيت الأبيض إنه "سيتعين أن يكون هناك قتال وقضاء على حماس"، فهي "لا تريد التوصل إلى اتفاق، وأعتقد أنها تريد أن تموت"، حسب قوله، وأضاف أن إدارته انسحبت من مفاوضات غزة، وهذا أمر مؤسف، حسب وصفه، متهما "حماس" بأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق، لأنها تعرف ماذا سيحصل بعد استعادة كل الأسرى.
وأوضح أنه يعرف صعوبة استعادة بقية الأسرى في غزة، لأن إطلاق سراحهم سيُفقد "حماس" ما بقي لديها من أوراق مساومة، حسب تعبيره.
في السياق ذاته، أعلنت حكومة الاحتلال سحب فريقها التفاوضي من العاصمة القطرية أيضًا، لإجراء مزيد من المشاورات. لكن مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات في الدوحة، أكدت لوكالة "رويترز" أن الخطوة لا تعني بالضرورة وجود أزمة، مشيرة إلى استمرار المساعي في إطار الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة.
وفي وقت سابق، ردت حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي على تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، التي اتهم فيها حركة حماس بـ "التصرف بأنانية" و"عدم إبداء حسن نية"، مؤكدتين أن مواقف المقاومة الفلسطينية خلال المفاوضات الأخيرة كانت مسؤولة وإيجابية وتهدف إلى وقف العدوان وإنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن الرد الذي قدمته حركة "حماس"، جاء بعد مشاورات مكثفة، وحاز على قناعة الوسطاء بجديته وإيجابيته، وإمكانية أن يؤدي إلى اتفاق يضمن إنهاء معاناة الفلسطينيين ووقف حرب الإبادة المتواصلة بحقهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 33 دقائق
- الشروق
عن "قسوة" حماس و"وحشيتها المطلقة"!
بدل أن يكون أداة لتحقيق السلم الدولي وفضّ النزاعات المسلحة بين الدول وإنهاء الحروب التي تنشب في شتى أنحاء العالم، وهي مهمته الأولى منذ إنشائه فور انتهاء الحرب العالمية الثانية، أثبت مجلس الأمن الدولي أنّه مجرّد أداة في يد الولايات المتحدة والغرب وربيبهم الصهيوني، فقد عجز تماما عن إنهاء حرب الإبادة التي يشنّها الكيان على غزة منذ 22 شهرا، وعجز عن إدانة جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتجويع المنهجي للفلسطينيين لتهجيرهم من بلدهم، ولم يكتف بذلك، بل عقد ليلة الأربعاء جلسة طارئة درس فيها وضعية الأسرى الصهاينة في غزة، بطلب من الاحتلال الذي اتّهم 'حماس' بتجويعهم عمدا، على طريقة 'رمتني بدائها وانسلّت'! من أجل 20 أسيرا صهيونيا حيا في غزة، اجتمع مجلس الأمن الدولي، بعد أن بثّت المقاومة فيديوهات تظهر أسيرين يعانيان الإنهاك والوهن والهزال بسبب الجوع، في حين أنّ 2.3 مليون فلسطيني بالقطاع يعانون مجاعة حادّة منذ أسابيع عديدة بسبب ندرة المساعدات الإنسانية التي لا يسمح الاحتلال بدخولها إلى غزة، وقد توفي منهم إلى حدّ الساعة 193 من شدّة الجوع، منهم 96 طفلا، فضلا عن 1516 شهيد و10067 جريح من طالبي المساعدات، والقائمة لا تزال مفتوحة.. لكنّ ذلك كلَّه لم يكن كافيا ليعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، واجتمع فقط حينما بثّت المقاومة صور أسيرين جائعين! قبل أن يجتمع هذا المجلس الذي يخضع لهيمنة غربية مطلقة، كان عدد من قادة الدول الغربية قد انتفضوا بدورهم لمنظر الأسيرين الصهيونيين وشنّوا حملة جائرة وحاقدة على 'حماس' وتبنّوا سردية الاحتلال التي تتهم الحركة بتجويع أسراه عمدا؛ إذ وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صور الأسيرين بـ'المروّعة'، وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إنها 'تكشف عن بربرية حماس'، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنها 'تعبّر عن قسوة مطلقة ووحشية بلا حدود'، وحتى وزير خارجية صربيا، ماركو غوريتس، عدّها 'شهادة على الوحشية غير المعقولة لآسريهم، ونحافتهم جريمة فظيعة'، وتجاهل هؤلاء المسؤولون الغربيون تماما صور أطفال غزة وهم يموتون جوعا بعد أن تحوّلوا إلى هياكل عظمية، وصور الفلسطينيين وهم يقتلون كل يوم أمام مراكز توزيع المساعدات برصاص جنود الاحتلال بكل همجية وسادية، وإمعانا في التحيّز والظلم والبغي، اتّهموا 'حماس' بتجويع الأسرى الصهاينة مع أنّهم متيقّنون أنّ المجاعة منتشرة في غزة كلّها بفعل السياسة الإجرامية للاحتلال، ولا يمكن للأسرى أن يتناولوا طعاما لا يحصل عليه الفلسطينيون! منذ قرابة سنتين، والاحتلال يرتكب إبادة واسعة في غزة ويقتل عشرات الأطفال والنساء وبقيّة المدنيين يوميا في مجازر مهولة، ويهدم البيوت والمستشفيات والمدارس على رؤوس الفلسطينيين، ويحرقهم أحياء في خيمهم، لكن أغلب قادة الغرب كانوا يتجاهلون المحرقة المتواصلة ويلزمون الصمت، بل إنّ بعضهم واصل دعم الاحتلال بالأسلحة والذخائر للاستمرار في ارتكاب جرائمه، وشجّع هذا الصمت والتواطؤ الغربي الاحتلال على محاولة التطهير العرقي للسكان وتهجيرهم إلى سيناء عبر التجويع والحصار، فكانت 'خطة الجنرالات' ثم 'عربات جدعون' ومحاولة إنشاء 'المدينة الإنسانية' في رفح، وغلق المعابر منذ 2 مارس الماضي ومنع إدخال أيّ مساعدات إنسانية إلى القطاع حتى تفشّت المجاعة وبدأ الناس يموتون من الجوع وصور الأطفال والكبار الذين تحوّلوا إلى هياكل عظمية تملأ شاشات الفضائيات… لكنّ قادة الغرب لم يتحرّكوا عمليا لإنهاء المجاعة، ولم يتحدّث أي منهم عن تجرّد الاحتلال من إنسانيته وعن قسوته الشديدة وهمجيته التي فاقت كلّ الحدود، وسمعنا فقط قادة أوروبيين يقولون إنّ صور الجوع في غزة 'غير مقبولة'.. نعم.. هي فقط مجرّد صور 'غير مقبولة' في نظرهم! ولكنّ حينما نشرت المقاومة صور أسيرين جائعين بفعل سياسة حكومتهما الجائرة، انتفض هؤلاء بسرعة وبدأوا يتّهمون المقاومة بـ'الوحشية والبربرية' وأيّدوا دعوة وزارة الخارجية الصهيونية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لدراسة 'الوضع المتردّي للرهائن في غزة'! إنّها الذاتية المقيتة عندما تتحكّم في النفوس وتدفعها إلى التعامي عن الحقائق السّاطعة كالشمس، والعنصرية البغيضة في أبشع صورها، والكره الغربي الأعمى لكلّ ما هو عربي وإسلامي. ومع ذلك، أحسن عدد من ممثلي الدول الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن الدولي صنعا حينما استغلوا فرصة الجلسة 'الاستثنائية' لمحاكمة العدوّ الصهيوني على جريمة نشر المجاعة في غزة لإبادة أهلها أو إجبارهم على الهجرة، وطالبوا بالوقف الفوري للحرب وفتح المعابر وإيصال المساعدات، وانتقدوا الغرب على سياسة الكيل بمكيالين والتغاضي عن جرائم الاحتلال، ورفع ممثل الجزائر، عمار بن جامع، صور أطفال فلسطينيين استشهدوا بفعل المجاعة، ونبّه قادة العالم إلى أنّ الأجيال القادمة ستسأل: 'أين كنتم عندما كانت غزة تتضوّر جوعا، وعندما مات الأطفال وهم يبحثون عن الخبز، وحينما سحق شعب بأكمله باسم الأمن؟'، وانتقد ضمنيّا كل قادة الغرب المتحيّزين للاحتلال وقال: 'التاريخ سيسجّل أسماء الذين كثيرا ما يعطون دروسا للآخرين باسم حقّ الدفاع عن النفس، أولئك الذين ينكرون الجريمة وكانوا شركاء فيها، وأولئك الذين صمتوا وكانوا شهود عار'.

جزايرس
منذ 4 ساعات
- جزايرس
الاتحاد الأوروبي ... تكتل بلا بوصلة جيوسياسية
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وكان المفوض السابق للعلاقات الخارجية والدفاع ضمن المفوضية الأوروبية، جوسيب بوريل، قد حذّر منذ سنوات من أن على الاتحاد الأوروبي تعزيز الاتحاد والتنسيق في مختلف المجالات ومنها التجارة الخارجية، وسياسة الدفاع والصناعة الحربية، إذا أراد الاستمرار ضمن نادي الكبار، رفقة الصين والولايات المتحدة ونسبيا روسيا. ودعا وقتها إلى ورشات تفكير كثيرة، بمشاركة خبراء من مختلف الدول. غير أنه مع مرور الوقت تبين كيف وصل الاتحاد الأوروبي إلى حالة من الوهن الجيوسياسي، لم يسبق لها مثيل، لاسيما في ظل المفوضية الأوروبية الحالية بزعامة الألمانية أورسولا فان دي لاير، الفاقدة لكل مقومات الزعامة والتسيير والكاريزما. ونجد في عناوين بعض الصحف الأوروبية ما يعكس هذا الشعور بالحسرة وخيبة الأمل، ويمكن إجمالها في عنوان عريض وهو «ترامب يعري أوروبا»، وهو ما كتبته جريدة «الباييس» الأحد الماضي. وعمليا، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعرية أوروبا من خلال ما فرضه عليها من رسومات بلغت 15% على الصادرات الأوروبية للسوق الأمريكية، من دون رسومات في الاتجاه الآخر. وإذا كانت الرسومات الجمركية هي النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الأوروبيين يتساءلون عن السيادة الأوروبية، وهم يشاهدون كيف تقلل إدارة البيت الأبيض من شأن الاتحاد الأوروبي، وتعامل «قادة» أوروبيين باستخفاف، فهناك ملفات أخرى كثيرة تثبت حالة الوهن التي عليها هذا الاتحاد. وكما تنازل الاتحاد الأوروبي في مجال الرسوم الجمركية هذه الأيام، فقد تبنى موقف الخنوع في ملف الدفاع العسكري عندما خضع لضغوطات القيصر ترامب بضرورة رفع الدول الأوروبية العضو في منظمة شمال الحلف الأطلسي لنسبة الدفاع في ميزانيتها العسكرية من 2% إلى 5%. ومن تجليات هذا الوهن غياب أي مبادرة له في ما يقع على حدوده الجنوبية، التي يعتبرها استراتيجية له من مضيق جبل طارق إلى الشرق الأوسط، وأساسا ما يجري في قطاع غزة من تقتيل، وهكذا، في حالة فلسطين، تعج الصحف الأوروبية بمقالات وتحاليل، ولا نجد خير مثال مما نشرته جريدة «الباييس» يوم الأحد الماضي في افتتاحيتها، حيث تبرز ضعف الاتحاد الأوروبي أمام ما يجري في قطاع غزة من جرائم، وتكتب أن ما تقوم به إسرائيل هو عمل وحشي، له أصداء القرون الماضية. وفي مواجهة أمرٍ كهذا، فإن صمت الاتحاد الأوروبي ككتلة غير قادرة على اتخاذ أدنى إجراء جماعي للضغط على حكومة نتنياهو، هو تنازل لا يغتفر عن قيادته الأخلاقية في العالم». ولا تغطي نوايا الاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف بريطانيا وفرنسا، وربما دول أخرى مثل البرتغال عن هذا الوهن الجيوسياسي المريع.إذا كانت الرسومات الجمركية هي النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الأوروبيين يتساءلون عن السيادة الأوروبية.. فهناك ملفات أخرى كثيرة تثبت حالة وهن الاتحاد الأوروبي في الوقت ذاته، لا يمتلك الاتحاد الأوروبي رفقة بريطانيا رؤية ثابتة للتطورات في حرب أوكرانيا وروسيا، وكما يخاف الاتحاد من القيصر الأمريكي، لا يقل خوفه من القيصر الروسي، الذي يدق أبواب أوروبا عبر أوكرانيا. ولأول مرة خلال العقود الأخيرة، تجد الدول الأوروبية ذات التاريخ العسكري الكبير، مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، نفسها محدودة الاختيارات العسكرية أساسا أمام موسكو. ومقارنة مع خطابها خلال الأسابيع الأولى من الحرب الروسية – الأوكرانية في فبراير 2022، حيث كانت تنادي بتدمير روسيا اقتصاديا، والحد من قوتها العسكرية، تجد نفسها الآن رهينة الموقف الأمريكي المتقلب مع ترامب. ولعل المفارقة الصارخة هو أنه على الرغم من أن أوروبا هي الداعم الاقتصادي الرئيسي لأوكرانيا، فقد تم تهميشها في المحادثات الدبلوماسية الرئيسية بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا، ما يبرز ضعف النفوذ الجيوسياسي لأوروبا. وأمام هذه التطورات، تريد أوروبا إقناع كييف بضرورة التخلي عن أقاليم أوكرانيا الشرقية وشبه جزيرة القرم، إلى الأبد من أجل إنهاء الحرب ووضع حد للاستنزاف المسترسل الذي تعاني منه أوروبا عسكريا ويهدد استمرار أوكرانيا كدولة. كل مقارنة بين أوروبا ونادي الكبار، تخسر المنافسة والمباراة، وعلاقة بالصين، لقد فشلت أوروبا في الريادة في قطاعات التكنولوجيا الرئيسية في مواجهة التقدم الصيني، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وأشباه الموصلات والسيارات الكهربائية والسكك الحديدية عالية السرعة. تتخلف قدرات الاستثمار والابتكار في أوروبا كثيراً عن الصين. وهذا ما جعلها تصبح رهينة الصين في المجالات الدقيقة مثل التكنولوجيا الرئيسية. جزء مما يصيب أوروبا يعود إلى عوامل متعددة، ويبقى على رأسها، غياب زعماء قادرين على توحيد القارة العجوز، حيث لم تعد تنجب سياسيين مثل الرئيس الفرنسي جاك شيراك والألماني هيلموت كول، ومفوضين مخضرمين للاتحاد الأوروبي مثل جاك دولور، حيث من النادر العثور على سياسيين لهم رؤية ثاقبة الآن مثل جوسيب بوريل. في الوقت ذاته، سقوطها في بيروقراطية قاتلة منعت الابتكار وتعيش على الماضي أكثر من الرؤية للمستقبل.في غضون ذلك، يبقى أسوأ ما يمكن أن يواجهه الاتحاد الأوروبي، ليس فقط عدم قدرته على الانضمام إلى نادي الكبار، بل هو فقدان الشعوب الأوروبية الثقة في هذا التكتل، وسينتقل من الاتحاد إلى البلقنة، وهو ما ينجح به اليمين القومي المتطرف الذي يدعو إلى العودة إلى الدولة الوطنية القطرية. أمام كل هذه التطورات، يمكن الجزم بفقدان الاتحاد الأوروبي اللحاق بقطار نادي الكبار وسيصبح قوة متوسطة مع مرور الوقت. القدس العربي


الشروق
منذ 10 ساعات
- الشروق
"يحي السنوار" يثير حالة طوارئ في مستشفى ألماني!
أثار اسم رئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس، يحيى السنوار، جدلا واسعا في ألمانيا بعد ظهوره على لوحة استقبال المواليد الجدد في مستشفى جامعة لايبزيغ. يستقبل المشفى المواليد الجدد يوميا بلوحة إعلانات تعرض أسماءهم – مثل ماتيو، إيما، لوكاس، أو محمد – مصحوبة بعبارة 'أهلا وسهلا'. ولكن يوم الأحد، تفاجأ الموظفون برؤية اسم الشهيد 'يحيى السنوار' على رأس القائمة، الامر الذي أثار 'استياء' بعض المسؤولين. ومما زاد من الجدل، رسم أحد موظفي المستشفى قلبا فوق حرف 'i' في الاسم وهو تفصيلٌ زاد من الغضب العام. وعليه، أصدر المستشفى لاحقا اعتذارا رسميا، مُشيرا إلى أنه لم يكن على علم بـ'دلالة' الاسم المكتوب على اللوحة، ونشر بيانا عاما على حسابه على إنستغرام، جاء فيه: 'نشرنا اليوم الأسماء الأولى للمواليد الجدد على صفحتنا الخاصة بحديثي الولادة كما نفعل كل يوم، أحد الأسماء يُتداول حاليا في سياق سياسي، مما أثار استياءً وعدم فهم لدى بعض المستخدمين'. وأفاد البيان بأن الأسماء نُشرت 'بناءً على طلب أو موافقة الوالدين حصريًا 'دون تقييم أو اختيار من قِبل المستشفى، كما لن يُعلّق على الأسماء تحريريا أو يُصنّف سياسيًا'. وأضاف فريق التواصل الاجتماعي: 'نتفهم أن منشور اليوم قد أثار ردود فعل سلبية لدى البعض، ويعتذر المستشفى صراحة عن ذلك'. وأعلن المستشفى الجامعي أنه سيُراجع إجراءاته الداخلية للتعامل مع حالات مماثلة بحساسية أكبر في المستقبل. Mir tut dieses Kind, das gestern in Leipzig – und wohlgemerkt nicht etwa in Gaza oder im Westjordanland – geboren wurde, leid. Benannt nach dem Hamas-Monster und Massenmörder Yahya Sinwar. Ich hoffe, dass er sich später vom (Juden)-Hass seiner Eltern emanzipieren kann. — Philipp Peyman Engel (@PhilippPeyman) August 4, 2025 وفي حديثه لصحيفة 'بيلد' الألمانية، صرّح المتحدث باسم المستشفى، يورن جلاسنر، قائلاً: 'في هذه الحالة، لم يكن الشخص الذي نشر الصورة على دراية بأن الاسم مرتبط حاليًا بشخصية سياسية معروفة في سياق جيوسياسي حساس للغاية'. كما أشار موقع 'دي فيلت' الألماني إلى أن أسباب اختيار الاسم لا تزال مجهولة، ولم تُكشف أي معلوماتٍ عن والدي الطفل، كما لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مكتب السجل المدني المختص سيوافق على التسجيل الرسمي للاسم.