logo
الدولة الاردنية تثور على ثورتها وتَنقُضُ شرعيتها . مشروع قانون ضريبة الابنية والاراضي مرفوض

الدولة الاردنية تثور على ثورتها وتَنقُضُ شرعيتها . مشروع قانون ضريبة الابنية والاراضي مرفوض

وطنا نيوز٢١-٠٤-٢٠٢٥

د. عادل يعقوب الشمايله
من المعروف والمسلم به أنَّ نشأةَ الدولة الاردنية المعاصرة كان احد ثمار الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي جد الاسرة الملكية الحاكمة للاردن بعد أقَلَّ من عقد على انطلاقها.
ومن المعروف والمسلم به ان مبررات الثورة العربية الكبرى هي التي اعطتها الشرعية وهي التي الفت القلوب والبنادق والمقاتلين الذين تجمعوا واجتمعوا على طرد الحكم العثماني من المنطقة العربية تحت قيادة الشريف حسين.
وبالرجوعِ الى برنامج ChatGPT الذي يعتمد الذكاء الاصطناعي والاستعانة به ليعطينا رأياً غير متحيز لا اقليميا ولا عشائريا ولا طائفيا لأن التحيز الاقليمي والعشائري والطائفي يحملها الكثيرون اوسمة على صدورهم، عن اسباب ثورة الكرك على العثمانيين وعلاقة ثورة الكرك بالثورة العربية الكبرى اجاب بالاتي:
ثورة الكرك على الدولة العثمانية، والتي تُعرف أحياناً بـ'ثورة الكرك' أو 'هبة الكرك'، اندلعت في عام 1910، وكانت واحدة من أبرز حركات التمرد في شرق الأردن ضد الحكم العثماني. إليك مضمون وأسباب وأحداث هذه الثورة باختصار:
الخلفية والسياق:
•في أواخر العهد العثماني، كانت الدولة العثمانية تحاول فرض سلطة مركزية أقوى على المناطق الطرفية مثل الكرك، بما في ذلك فرض الضرائب، تجنيد الشباب إجبارياً، ونزع سلاح العشائر.
•الكرك آنذاك كانت مركزاً قوياً للعشائر، وكان لأهلها تقاليد في الحكم الذاتي والاستقلال المحلي.
أسباب الثورة:
1.رفض التجنيد الإجباري الذي فرضه العثمانيون.
2.رفض دفع الضرائب المرتفعة.
3.ممارسات قاسية للجيش العثماني وتهديد سلطة الشيوخ المحليين.
4.إهانة بعض وجهاء الكرك من قبل السلطات العثمانية.
أحداث الثورة:
•بدأت الثورة بهجوم من الأهالي على الحامية العثمانية في الكرك.
•قتل عدد من الجنود والضباط العثمانيين، وتم الاستيلاء على بعض المعدات.
•العثمانيون أرسلوا حملة عسكرية كبيرة بقيادة سامي باشا الفاروقي لقمع الثورة.
•استخدم الجيش العثماني العنف المفرط، فدمر أجزاء من الكرك، وقتل واعتقل العديد من الأهالي.
•انتهت الثورة بقمعها، لكن آثارها بقيت، وأصبحت رمزاً للمقاومة الشعبية في المنطقة.
النتائج:
•زادت الثورة من التوتر بين العشائر والدولة العثمانية.
•اعتُبرت من البدايات التي مهدت لاحقاً لتأييد العرب للثورة العربية الكبرى سنة 1916.
•خلّدت هذه الثورة في الذاكرة الشعبية كدليل على كرامة ورفض الظلم.
رد الفعل العثماني:
•جاء سامي باشا الفاروقي، قائد الحملة العثمانية بقوة عسكرية ضخمة تشمل المشاة والمدفعية.
•استخدم أسلوب 'العقاب الجماعي'، فتم إحراق البيوت، واعتقال أو إعدام المئات من الثوار.
أثر الثورة لاحقاً:
•رغم قمعها، فإن ثورة الكرك كانت دليلاً على يقظة وطنية مبكرة في شرق الأردن.
•مهدت لرفض عام للسيطرة العثمانية، وخلقت روح تأييد للثورة العربية الكبرى عام 1916.
•كثير من أبناء العشائر الذين شاركوا في الثورة أصبح لهم دور لاحق في تشكيل الإمارة الأردنية عام 1921 مع الأمير عبد الله.
1. الربط بثورات أخرى في المنطقة:
ثورة الكرك لم تكن حدثاً معزولاً، بل كانت جزءاً من موجة رفض شعبي عربي للحكم العثماني المركزي في بدايات القرن العشرين. ومن الثورات المتزامنة أو القريبة منها:
-ثورة جبل الدروز (1909–1910):
حدثت قبل ثورة الكرك بقليل، بقيادة زعماء من آل الأطرش، رفضاً للتجنيد الإجباري، والضرائب المرتفعة التعسفية وممارسات الغطرسة والوحشية التي اتصفت بها الدولة العثمانية. كانت المبررات والدوافع مشابهة جداً، وقد ألهمت الكركيين للتحرك.
-تمرّد في الموصل والنجف ضد العثمانيين، حيث كانت الأسباب متشابهة: ضرائب قاسية، والتجنيد الإجباري، والوحشية والعجرفة وتراجع الثقة بالإدارة العثمانية.
-تحركات قومية عربية بدأت تنشط داخل الشام وبيروت، ومعها الجمعيات السرية مثل 'المنتدى الأدبي' و'الجمعية العربية الفتاة' التي بدأت تبث أفكار الوعي القومي، وكانت تتابع هذه الثورات وتوثقها.
بالتالي، يُنظر إلى ثورة الكرك على أنها جزء من بدايات الصحوة القومية العربية.
2. رد الفعل الإعلامي:
الصحف العثمانية الرسمية:
حاولت التهوين من حجم الثورة، ووصفتها بأنها 'تمرد محدود لعناصر خارجة عن القانون'.
بررت القمع الشديد بأنه لحماية الأمن والاستقرار.
الصحف العربية المستقلة أو شبه المستقلة (في بيروت، القاهرة):
نقلت أخبار الثورة بحذر، لكنها أبرزت المعاناة التي تعرض لها الأهالي.
صحيفة 'المقتبس' في دمشق وصحيفة 'الهدى' في نيويورك (التي كانت تصدر للجالية العربية) نشرت أخباراً عن القمع العثماني في الكرك.
بعد سنوات، في ظل الثورة العربية الكبرى، استخدمت هذه الصحف أحداث ثورة الكرك كمثال على ردة فعل الشعب ضد سلطات الحكم المتغطرسة البوليسية والسياسة الضريبية وعلى 'ظلم الدولة العثمانية للعرب'.
3. الأثر السياسي بعيد المدى:
كثير من الثوار أو أبنائهم انضموا لاحقاً إلى صفوف الثورة العربية الكبرى (1916) بقيادة الشريف حسين.
حين جاء الأمير عبد الله إلى معان عام 1921، وجد أن الكرك كانت مهيأة سياسياً لاستقباله بسبب تاريخها في مقاومة العثمانيين.
-من مذكرات الأمير عبد الله بن الحسين (في كتابه 'مذكرات الأمير عبد الله'):
'إن في الكرك رجالاً لم يرضوا بالضيم، وكانت ثورتهم على الحكم العثماني أول صوت مدوٍ في شرق الأردن يعلن الرفض للظلم. وقد لقيت فيهم عند قدومي إلى البلاد روحاً حرة، وشجاعة لا تلين.'
هذا الاقتباس يُظهر كيف رأى الأمير عبد الله في أهل الكرك حلفاء طبيعيين لمشروعه السياسي.
-من مذكرات الفريق علي خلقي الشرايري (أحد رجالات الأردن العسكريين في بدايات الإمارة):
'كنا نسمع عن رجال الكرك وهم يواجهون مدافع سامي باشا الفاروقي ببنادق بدائية ولكن بقلوب لا تعرف التراجع… وقد ظلت هذه الثورة محفورة في الوجدان الشعبي كمثال على كرامة الأردني ورفضه القهر.'
-في كتاب 'الكرك وشرق الأردن في أواخر العهد العثماني' للمؤرخ روكس بن زائدة:
'لم تكن ثورة الكرك حدثاً محلياً بل إن صداها وصل إلى الشام وبيروت، حتى أن بعض الصحف الشامية تحدثت عن 'الانتفاضة الحرة في الكرك'.'
-من كتاب 'الحركة العربية القومية في المشرق العربي' للمؤرخ عبد العزيز الدوري:
'ثورة الكرك تُعدّ من أولى المؤشرات على انخراط سكان شرق الأردن في الحركة العربية المناهضة للتتريك والتجنيد، وقد سبقت الثورة العربية الكبرى بست سنوات.'
خلاصة المشهد:
•ثورة الكرك لم تكن مجرد تمرد محلي، بل كانت بداية تشكُّل وعي سياسي وقومي في الأردن.
•وذكراها ظلّت حية في المذكرات والكتب، وتُروى حتى اليوم كبداية للرفض العلني للسلطة العثمانية في شرق الأردن.
النتائج والآثار واهميتها التاريخية:
•تم قمع الثورة، لكن زادت النقمة على الدولة العثمانية.
•اعتُبرت مقدمة للثورة العربية الكبرى عام 1916.
•تحوّلت إلى رمز وطني للكرامة والرفض الشعبي للظلم.
•ساهمت في تهيئة البيئة السياسية والاجتماعية لدعم تأسيس إمارة شرق الأردن لاحقاً عام 1921.
النتيجة: حذارِ، فالمقدمات ذاتها تؤدي الى النتائج ذاتها

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الى أيِّ مدى قناة الجزيرة القطرية على حق في التنديد بمواقف الدول العربية؟
الى أيِّ مدى قناة الجزيرة القطرية على حق في التنديد بمواقف الدول العربية؟

وطنا نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • وطنا نيوز

الى أيِّ مدى قناة الجزيرة القطرية على حق في التنديد بمواقف الدول العربية؟

د. عادل يعقوب الشمايله تواصلُ قناةُ الجزيرةِ إنزالَ جام غَضَبِها، وحَاد انتقاداتها واتهاماتها للحكومات العربية، بل وللشعوب العربية بالتقصير تجاهَ غزةَ سواءاً كان في مجال التظاهرات او تقديم المعونات، والمطالبةِ بإن تُدخل الدول العربية المعونات عنوةً رغماً عن اسرائيل ولو أدى ذلك الى حرب مدمرة للدولة العربية التي تتهور فتتدخل. بناءاً على ذلك، أتوجهُ بالسؤال التالي لقناة الجزيرة: لماذا بخلت قناةُ الجزيرة واسعة الانتشار على المشاهدين والمتابعين الذين لا يغادرون مقاعدهم من امام شاشتها، فلم تنشر صور المظاهرات اليومية التي لم تتوقف المؤيدة لغزة في كل من قطر وتركيا وباكستان؟ ولماذا لم تنشر صور قوافل المعونات الغذائية والطبية من قطر وتركيا وباكستان التي دخلت غزة برا وبحرا وجوا رغم انف نتنياهو؟ لماذا لم تنشر صور السفن والبوارج والطائرات الحربية القطرية والتركية والباكستانية التي رافقت القوافل، والجرافات التي جرفت الحدود، وصور انزال المعونات في ميناء غزة وعلى شاطئها الطويل الجميل؟ من باب الشكر والعرفان بالجميل، ادعو المتحمسين لتحريض قناة الجزيرة المشاركةَ في تجمع يضم الاف الاردنيين من كافة الاصول والمنابت والراغبين بالمشاركة من الشعوب العربية لزيارة قبور شهداء الجيش القطري والجيش التركي والجيش الباكستاني الذين سقطوا في المعارك مع الصهاينة من عام ١٩٤٨ ولحد الان لوضع الزهور وقراءة الفاتحة على ارواحهم. لقد سارعت تركيا بارسال قواتها الى قطر عندما حدثت المشاجرات بين قطر وجاراتها العربية الخليجية متجاهلةً ان ارسالها الجنود يعتبر بمثابة تدخل في الشؤون العربية العربية. كما سارعت تركيا في ارسال قواتها الى ليبيا لمنع اعادة الوحدة بين شطري ليبيا، ومنحت الحماية لحكومة الدبيبة الاخوانيه بعد ان كادت تسقط. وهذا مثال آخر على تدخلها السافر وغير المبرر في الشؤون الداخلية لبلد عربي منحازةً لفريق ضد الفريق الثاني معمقةً الانقسام والاقتتال بين ابناء الوطن الواحد، ومتعديةً على دور جامعة الدول العربية. تلا ذلك واستغلالا لضعف حكومة الدبيبة وولائها الايدولوجي لتركيا مَدَّ مجالها البحري ليصل الى ساحل ليبيا متعدية بذلك على المجال البحري المصري. وهذا عملٌ استعماريٌ لا لُبسَ فيهِ يا كارهي الاستعمار. مذكراً أنَّ أسوأ اشكال الاستعمار واكثرها اجراما وعنصرية ومحاولةً لمحو الهوية العربية والثقافة العربية واللغة العربية الذي تعرض له العرب طيلة تاريخهم كان الاستعمار التركي. أتسائل: لماذا لم ترسل تركيا قواتها الى غزة كونها فُتوةَ المنطقةِ وقبضايها؟ مُذكراً من نسي او غفل بأن غزة كانت جزءاً من اراضي الخلافة العثمانية قبل أن تقع تحت الانتداب البريطاني بسبب الهزيمة التي لحقت بالخلافة العثمانية التي وصلت مرحلة التعفن. أعلمُ أنَّ عبدةَ النظام في تركيا سيبررون تقصير تركيا تجاه غزة بأن العرب قد ثاروا عليها اثناء الحرب العالمية الاولى. وأجيبهم بأنَّ شعوبَ شمال افريقيا كاملة بدءاً من حدود فلسطين مع سيناء وحتى شواطئ المغرب على المحيط الاطلسي لم تَثُرْ ضد تركيا. لأن الثورةَ اقتصرت على الجزء الاسيوي من الوطن العربي. وكيفُ تثورُ دول شمال افريقيا بدءاً من مصر وحتى المغرب العربي بينما كانت تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي لأن الخلافة العثمانية تخلت عنها للدول الاوروبية منذ القرن التاسع عشر ولم تدافع عنها. أمَّا الوضعَ في الجزء الاسيوي من الوطن العربي فإنَّ فلسطين بما فيها غزة وكذلك لبنان وأجزاءَ من الجزيرة العربية والعراق لم تشارك مشاركة مباشرة وفاعلة في الثورة على الاتراك. من الثابت أنَّ فلسطين لم تُعلن الثورة والحرب على تركيا في تلك الحِقبة. وعلينا أن لا نغفل عن أن التأثير العسكري للثورة كان رمزياً أي لم يكن حاسماً في ما آلت اليه تبعات الثورة وخاصةً هزيمة تركيا رجل اوروبا المريض. فقد كانت بريطانيا تتمتع بقوة عسكرية لا طاقة لطوابير الجيش التركي بمجابهتها. ومن الاهمية بمكان لفت الانتباه الى ان منظمة التحرير الفلسطينية كانت قد اصرّت واستنجدت بالدول العربية لفك الارتباط مع الاردن، وحصلت على قرار عربي بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها. تُظهرُ السلطةُ الفلسطينيةُ نفسها بمظهر الدولة ولديها ستون الف مسلح اي ما يقارب عدد الجيش الاردني. اليست هي من يجب ان تقوم بما تطلبه قناة الجزيرة من الاردن ومصر؟ فلماذا تعفى السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والخط الاخضر من ارسال المعونات الى غزة، والدفاع عن غزة وعن المخيمات الفلسطينية حتى داخل الضفة الغربية علما بأن شعب الضفة الغربية ليس فقيرا. كما ان الوضع المالي للسلطة افضل من الوضع المالي للاردن ومصر بفضل المعونات الدولية؟ كما أُذكر، بإعلان المقاومة في الاردن في اواخر الستينات بأن لا سلطة فوق سلطة المقاومة متحدية الدولة الشرعية ذات السيادة على الارض الاردنية، وكان رجال المقاومة يتعرضون لافراد الجيش والشرطة الاردنيين بالقتل والاختطاف. فكيف يكون من واجب الجيش الاردني مناصرةَ والدفاعَ عن من حملوا السلاح في وجهه واعتدوا على مؤسسات الدولة وممتلكاتها. هل نَقَلَ لنا التاريخ أن عنترة بن شداد طلب المعونة من احد؟ وكما يقول المثل العربي: الاسى ما بينتسى. فهل تتوقع قناة الجزيرة بعد تشجيعها وتحريضها لمسلحي حماس الذين كانوا يخرجون من الانفاق لقتل عشرات ضباط وافراد الجيش والشرطه المصريين ان ينسى الجيش المصري زملائهم الذين قتلوا غدرا، وَيَهُبوا لمحاربة اسرائيل دفاعاً عنهم؟ وهل نسي الجيشُ المصريُ خطابات التحريض والتهديد ضدهُ من زعماء الاخوان والتيارات الاسلامية السياسية وانصارهم وداعميهم داخل مصر وخارجها؟ إذاً، ربما يكون للاردن ومصر اقوى الاعذار، مع أن الدولتين قدمتا ولا تزالان اكثر من بقية الدول العربية التي تتغاضى عنها قناة الجزيرة والببغاوات الذين يرددون غوغائيتها دون معرفة بخفايا اجندتها ومن صاغ تلك الاجندة. ولكن لا عذر لتركيا ولا لباكستان ولا لقطر

أ. د. خلف الطاهات : أزمة "هوس" كتابة المقالات الصحفية .. ضجيج بلا صدى
أ. د. خلف الطاهات : أزمة "هوس" كتابة المقالات الصحفية .. ضجيج بلا صدى

أخبارنا

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • أخبارنا

أ. د. خلف الطاهات : أزمة "هوس" كتابة المقالات الصحفية .. ضجيج بلا صدى

أخبارنا : في دهاليز الحبر وفضاءات المنصات، تتنامى ظاهرة قد لا تبدو سلبية في ظاهرها، لكنها تثير التساؤل عند التأمل العميق: هوس الكتابة الصحفية، ذلك الإصرار المبالغ فيه من بعض الاشخاص على التواجد المستمر، وربما المُفرط، على أعمدة الرأي وصفحات الصحف والمواقع والمنصات الاجتماعية، وكأن الكتابة صارت ملاذًا وجوديًا، أو صكَّ إثبات لا بد منه للذات والآخرين. ليس الحديث هنا عن الزملاء الكُتاب الصحفيين المحترفين ممن جعلوا من الصحافة رسالة وفنًا وموقفًا، وصاروا مع مرور الوقت بوصلة للرأي العام، ورافعة للوعي الجمعي، بل عن فئة تكتب بدافع الظهور لا التأثير، وبهمّ الإلحاح لا الوعي، حيث يتحول المقال إلى استعراض ذاتي، أو وسيلة لحجز مكان في الفضاء العام، بصرف النظر عن عمق الفكرة أو جودة المضمون. بكل تأكيد ثمة نماذج من الخبراء وأصحاب التجربة الثرية من غير الصحفيين ممن اثروا الأفكار وعمقوا وعي الناس حينما عبروا بتجرد كبير وبصدق الخبرة والاحساس وخاطبوا الناس بحروف الوعي وبنوا رصيدا معقولا من "الثقة" لدى العامة. لكن ما نشهده اليوم من سيل جارف من المقالات اليومية، وتزاحم الأسماء على أعمدة الرأي، وتكاثر مدّعي الفكر والحقيقة، يعيد الذاكرة إلى ما قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، حين قال لي رئيس تحرير صحيفة يومية بارزة آنذاك – وهو اليوم أحد المسؤولين في قطاع الإعلام – قولًا لا يُنسى " عندي قائمة كتاب مقالات تكفي لأربع دول". هذا الهوس له دوافع متعدّدة، قد تتداخل فيها النفسية بالشخصية، والاجتماعي بالمهني. فمنهم من يكتب بدافع الاعتراف، كأن الكتابة وسيلته الوحيدة للصراخ في مجتمع لا يسمعه، ومنهم من يتوسل المقال ليُقيم لنفسه مجدًا ما، أو ليبقى في ذاكرة النخبة ولو من باب التذكير. وثمة من يرى في الكتابة الصحفية بابًا للسلطة الناعمة، يوازي في مفعوله الكرسي أو المنصب. في كثير من الحالات، لا يكون الدافع مضمونًا ولا الرسالة متقنة. فالكتابة إن لم تُبْنَ على معرفة، ولم تُصغَ بمسؤولية، تتحوّل إلى ضجيج لا صدى له. وقد ينقلب الكاتب، دون أن يشعر، إلى صانع محتوى مكرر، أو خطيب في ساحة بلا جمهور. والأخطر، حين يتحوّل إلى ناطق غير رسمي باسم الجميع، وهو بالكاد يتقن مخاطبة ذاته. اللافت أن هذا السيل الجارف من المقالات كما ذكرت لم يعد حكرًا على الكُتاب الصحفيين أو المتخصصين، بل بات كثير منها يحمل توقيعات لمسؤولين سابقين من وزراء وأعيان ونواب وغيرهم، ممن وجدوا في الكتابة الصحفية وسيلة لإعادة التموقع في المشهد العام، أو للبقاء في دائرة الضوء، حتى وإن تطلّب الأمر الاعتماد بصورة مبالغة كما يفعل البعض في كثير من مقالاتهم بالاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "ChatGPt' لإنتاج نصوص ومقالات بمظهر جذاب، لكنها تفتقر في اغلب الأحيان لروح الكاتب والتجربة الإنسانية المباشرة. وهنا تبرز الحاجة لإعادة الاعتبار للكتابة الجادة، وللكلمة التي تُكتب بإحساس عميق، لا مجرد رغبة في الحضور الرقمي. فالكُتاب الحقيقيون لا يتسابقون إلى النشر، بل يتأنّون في الكتابة، ويختبرون صدق جُملهم كما يُختبر الذهب على النار. والكاتب الحقيقي هو من يكتب عندما يكون لديه ما يُقال، لا حين "يظن" أن عليه أن يقول شيئًا كل يوم.

لمن ينتسب شهداء حركات التحرير العربيه؟
لمن ينتسب شهداء حركات التحرير العربيه؟

وطنا نيوز

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • وطنا نيوز

لمن ينتسب شهداء حركات التحرير العربيه؟

د. عادل يعقوب الشمايله تختلفُ التقديرات حول عدد قتلى حرب التحرير الجزائرية. كان الرقم المتداول مليون ونصف المليون شهيد. بينما يصل العدد الى ستة ملايين ونصف المليون جزائري من اصل ثلاثة عشر مليون عدد سكان الجزائر حسب الرئيس الجزائري تبون. اي نصف سكان الجزائر جميعهم جزائريون. ليس بينهم اردنيون ولا فلسطينيون. كذلك سقط الاف التونسيون والمغاربة والليبيون والعراقيون واليمينيون والسوريون واللبنانيون في معارك تحرير بلدانهم من الدول الاستعمارية. ضحايا التحرير تحملها كل شعب عربي بمفرده. لأن حدوثة القومية العربية والوحدة العربية والامة العربية ظلت تحكى اثناء الانغماس في لعب اوراق الهَندْ واعواد الطاب وحصوات المنقلة والسيجة ، وفي خطابات المناضلين الحزبيين من اقصى اليمين وحتى اقصى اليسار. وبينما سقط الاف الضحايا الاردنيون والسوريون والعراقيون واللبنانيون والمصريون دفاعا عن فلسطين، لم يسقط فلسطينيٌ دفاعا عن اي بلد عربي. لم يقتصر الأمرُ على الدماء بل تعداه الى المساهمة ببلايين الدولارات كتبرعات ومساعدات ورعايه واعادة اعمار واثمان اسلحة خاصة من مصر والعراق ودول الخليج اضافة الى الدمار والحصار الحضاري والاقتصادي الذي فرضته الدول الغربية وامريكا على الدول العربية عقابا لها لانها تساند الحق الفلسطيني بغض النظر عن شكل ومستوى المساندة. مساحاتٌ شاسعةٌ من اراضي عدة دول عربية احتلتها اسرائيل نتيجة الحروب من اجل فلسطين. ومع ذلك فالحكومات والشعوب العربية متهمةٌ من قِبَلِ الفلسطينيين بالخيانة والعمالة والتقصير . السؤالُ الذي يوجه للفلسطينيين ومن يؤيدهم على العميا: ماذا قدم الفلسطينيون لحركات التحرر العربية؟ الجواب القاطع: لا مال ولا دماء. بل حتى الشكر يستخسره الفلسطينيون في العرب. لقد ان الاوان ان يقرر الشعب الفلسطيني الثمنَ الذي يستطيع تقديمه لوحده لتحرير ارضه بنفسه مستعينا بقناة الجزيرة بالطبع. الدول العربية غير مدينة بشئ للفلسطينيين حتى يسددوه. الدول العربية منهكةٌ ومثقلةٌ بالديون وبالكاد تدبرُ امورها. لذلك، ليس من حق الفصائلُ الفلسطينية اتخاذَ قرارات حرب متهورة دونَ أن تكون مستعدةً للقتال وتحمل تبعات الحرب لارضاء دول اجنبية اسلامية وغير اسلامية، ثم تختبئ بفنادق الانفاق لتبدأ في اليوم التالي بالصراخ والعويل مطالبة الدول العربية بالقتال نيابة عنها. هذا غير عادل وغير صائب ومرفوض وهذا ما اثبتته مغامرة طوفان الاقصى. العرب يتابعون بفرحة وفخر قناة الجزيرة وصور تدمير المقاومين لالاف الدبابات والجرافات الصهيونية وجثث عشرات الالاف من القتلى الاسرائيليين ويستعدون لاعلان المقاومة عن تصفية الدولة العبرية واعلان دولة الخلافة الاسلامية الفلسطينية. سيشترون احلى الملابس واكبر الاعلام ويرقصون على انغام على دلعونا، وانغام يا الله عا رام الله

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store