logo
لماذا عاودت إسرائيل قصف "فوردو" بعد الضربة الأميركية؟ خبير يجيب

لماذا عاودت إسرائيل قصف "فوردو" بعد الضربة الأميركية؟ خبير يجيب

الجزيرةمنذ 3 ساعات

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن القصف الذي شنته إسرائيل ضد منشأة فوردو النووية الإيرانية يأتي ضمن عملية عسكرية متكاملة بعد القصف الأميركي لمنشآت إيران النووية.
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن منشأة فوردو محصنة للغاية بسبب طبيعتها الجبلية، لذلك استخدمت الولايات المتحدة 12 قنبلة " جي بي يو 57" الخارقة للتحصينات في ضربتها العسكرية التي استهدفت أيضا منشأتي نطنز و أصفهان.
وهدفت واشنطن من تلك الضربة إلى إحداث خلخلة في بنية "فوردو" ثم متابعة قصفها مع الوقت، خاصة مع ظهور حفر واضحة فوق الأرض، حسب حنا.
وفي هذا السياق، قالت إدارة الأزمات بمدينة قم الإيرانية إن هجوما إسرائيليا جديدا استهدف منشأة فوردو النووية، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه "قصف طرق الوصول" إلى موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم.
وأشار الخبير العسكري إلى أن القنابل الإسرائيلية سوف تدخل هذه الحفر بعدما أصبحت الأرض "أقل صعوبة"، في حين بات العمق "أقل مقاومة وعنادا وأكثر سهولة للوصول إليه".
وشدد على أن القصف الإسرائيلي يستهدف قياس مدى نجاح الضربة الأميركية، وأيضا منع الاقتراب الإيراني من المنطقة التي تخضع لمراقبة شديدة على مدار الساعة، خاصة مع صور الأقمار الاصطناعية التي أظهرت وجود شاحنات قرب "فوردو" قبيل الضربة الأميركية.
وأعرب عن قناعته بأن ما يحدث جزء من تفاهم إسرائيلي أميركي، إذ هيأت المقاتلات الإسرائيلية الأجواء للقاذفات الشبحية الإستراتيجية الأميركية باستهداف منظومة الدفاع الجوي الإيرانية قبل تنفيذ الضربة الأميركية ثم تعاود إسرائيل قصف "فوردو".
وأمس الأحد، نقلت مجلة إيكونوميست البريطانية عن خبراء قولهم إن منشأة فوردو "موقع محصن لا يمكن تدميره إلا بأسلحة نووية أو قوات برية تتولى تفجيره".
وحسب هؤلاء الخبراء، فإن "فوردو" لا يمكن تدميرها بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات.
في المقابل، نقلت القناة الـ14 عن مسؤولين إسرائيليين أن "منشأة نطنز لم تعد موجودة، في حين لحقت أضرار هائلة بفوردو وأصفهان".
يشار إلى أن صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إننا "أعدنا برنامج إيران النووي لأكثر من عقد من الزمن"، وإن الجهات الأمنية تقدر أن طهران "لن تتمكن من إخراج المواد المخصبة".
لكن وكالة رويترز نقلت عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة فوردو نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي، لافتا إلى أنه تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأميركية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يديعوت أحرونوت: آن أوان وقف الحرب وتفادي ثمن تاريخي
يديعوت أحرونوت: آن أوان وقف الحرب وتفادي ثمن تاريخي

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

يديعوت أحرونوت: آن أوان وقف الحرب وتفادي ثمن تاريخي

دعت صحيفة يديعوت أحرونوت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ القرار الصعب واغتنام الفرصة التي وفرتها الضربة الأميركية الأخيرة ضد منشآت نووية وعسكرية في إيران بالانخراط في تسوية سياسية تقود إلى وقف إطلاق النار. جاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة لمحللها العسكري الإسرائيلي البارز ناحوم برنياع، أكد فيه أن التدخل الأميركي المباشر شكل "نقطة تحوّل تاريخية في الشرق الأوسط"، وافتتح مرحلة قد تكون نادرة من نوعها. وقال برنياع إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ألقى بفيض من الرقائق في أيدي إسرائيل.. حان الوقت الآن لأخذ المال وقطع الاتصال"، وذلك في إشارة إلى المكاسب التي تحققت من الهجوم الأميركي المفاجئ، والذي مهّد له سلاح الجو الإسرائيلي عبر سلسلة ضربات سبقت القصف الأميركي. وعبر المحلل العسكري عن موقفه بشكل قاطع، ووجه كلامه مباشرة إلى نتنياهو، قائلا: "قل شكرا لرئيس الولايات المتحدة، لن ننسى أبدا ما فعلته من أجلنا. أنت الأعظم على الإطلاق.. من فضلك، قم بإجبار إيران على وقف إطلاق النار. ليس في غضون أسبوعين، وليس في شهر، إنما الآن". ورغم أن برنياع لم يبين كيف سيتمكن ترامب من إجبار إيران على وقف إطلاق النار، إلا أنه برر هذا المطلب بأن إسرائيل وصلت إلى نقطة تنخفض فيها الإنجازات وتزيد الأثمان المدفوعة، والتعقيدات التي يمكن أن تترتب على استمرار الحرب. كما لفت إلى الخسائر في المباني التي تدمر بالصواريخ الإيرانية، والطائرات الإسرائيلية التي يتم إسقاطها، فضلا عن تسبب الحرب بارتفاع أسعار النفط. وفي محاولة لتأكيد الاستنتاج الذي توصل له، أكد المحلل العسكري أن دعوته لا تنطلق من مشاعر رغبوية أو تهويمات سياسية، وإنما من تحليل واقعي لتوازن الربح والخسارة. وقال: "وصلنا إلى نقطة تتناقص فيها إنتاجية الإنجازات، ويرتفع فيها الثمن المحتمل". وأضاف أن "الجيش الٍإسرائيلي مرهق إلى أقصى حد، وهناك فرصة حقيقية لتغيير مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط" إذا قام رئيس الوزراء الإسرائيلي باتخاذ الخطوة الصحيحة بالدفع باتجاه التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق نووي جديد بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران. إنجازات.. لكن الثمن باهظ وتوقف برنياع عند ما وصفها بـ"النجاحات المبهرة" التي حققتها إسرائيل خلال الأسبوع الأول من الحملة على إيران، والتي كان أبرزها اغتيال عدد كبير من العلماء والخبراء العسكريين الإيرانيين، ممن كانوا في مواقع متقدمة بمجال تطوير الأسلحة والمشاريع النووية. وأضاف أن هؤلاء العلماء لا يجب النظر إليهم كأشخاص يعملون في مختبرات فقط، بل كقادة مشاريع ومهندسين ذوي تأثير مباشر على قرارات القيادة الإيرانية، بمن فيهم المرشد الأعلى نفسه. واعتبر أن "القضاء عليهم يخلق فراغا لسنوات"، مشيرا إلى أن نظاما مثل النظام الإيراني، الذي يقوم على الولاء الشخصي، سيجد صعوبة في إيجاد بدائل لهم. ومن بين المكاسب الأخرى، تحدث برنياع عن "السيطرة الجوية الإسرائيلية الكاملة على غرب إيران"، والتي مهدت الطريق للهجوم الأميركي. وأكد أن الطائرات الأميركية ما كانت لتدخل أجواء إيران لو لم تكن محمية بغطاء جوي إسرائيلي فعال، على حد زعمه. مع ذلك، حذّر المحلل العسكري من أن مواصلة الحرب قد تؤدي إلى خسائر فادحة، مدللا على مشاهد الخراب التي شاهدها بنفسه في تل أبيب نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة. وقال إن "الثمن لا يُقاس بعدد القتلى فقط، بل بالخسائر النفسية والمادية والضرر التراكمي للزمن المهدور". يعرف الحروب.. ولا يعرف كيف يخرج منها وبنبرة نقدية، أشار برنياع إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية التصعيد مع إيران، بدءا من محاولاته لإفشال الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وصولا إلى الضغط على الرئيس ترامب في ولايته الأولى للانسحاب من الاتفاق دون خطة بديلة. غير أنه عاد ليقول -مثله في ذلك مثل معظم الكتاب والمحللين الذين أمطروا نتنياهو في السابق بالانتقادات بسبب موقفه في غزة- إنه "رغم أخطائه، هو من قاد إسرائيل إلى هذه اللحظة"، وإنه كان صاحب التأثير الحاسم على ترامب لدفعه إلى اتخاذ القرار بشن الهجوم، رغم أن الرئيس الأميركي كان قد وعد بعدم التورط في حروب خلال ولايته الحالية. وأضاف: "لكن من المشكوك فيه أن يعرف نتنياهو كيف يُخرج إسرائيل من إيران، كما لم يعرف كيف ينهي الحرب في غزة. واليوم، لا يوجد أحد في حكومته أو محيطه الشخصي قادر على مساعدته. الرجل الوحيد القادر على ذلك هو ترامب". ويصف المحلل العسكري التدخل الأميركي الأخير بأنه سابقة مثيرة، ليس فقط بسبب نتائجه العسكرية، بل أيضا بسبب مضمونه السياسي. فهذه المرة، لم تكتف واشنطن بمساعدة إسرائيل في الدفاع، بل هاجمت فعليا أهدافا إيرانية عسكرية حساسة. ورأى أن هذه الخطوة تبعث برسالة "صادمة" لدول المنطقة، مفادها أن "الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام قوتها ضد أعداء إسرائيل نيابة عنها"، وهو ما يمكن أن يعزز مكانة إسرائيل الإقليمية، ويؤسس لنظام ردع جديد ضد إيران وحلفائها. غير أنه يسلط الضوء على زاوية مقلقة لإسرائيل، ويقول إن هذه الرسالة لها وجه آخر يتمثل في انعكاساتها المحتملة على الرأي العام الأميركي وعلى مكانة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. وقال: "إذا غاصت أميركا في مستنقع إيران، فسيُلقى باللوم على إسرائيل، بل وعلى كل يهودي يدعمها. لقد حدث شيء مشابه لهذا بعد حرب العراق". سيناريوهات الحرب ينقل برنياع تقديرات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول 4 سيناريوهات محتملة للرد الإيراني على الضربة الأميركية، وهي: رد شامل ضد القواعد الأميركية في الخليج، يتزامن مع هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل. وهذا سيفتح الباب أمام رد أميركي "ساحق". تدويل الصراع، عبر إغلاق مضيق هرمز وتشجيع الحوثيين على إغلاق باب المندب، مما قد يدفع العالم بأسره إلى مواجهة إيران. هجوم رمزي محدود ضد هدف أميركي، مع مواصلة استنزاف إسرائيل. تجاهل أميركا، والتركيز على مهاجمة "الشيطان الصغير"، أي إسرائيل. وفي تقييمه للمسار الأفضل لإسرائيل، يدعو برنياع إلى وقف فوري لإطلاق النار بمبادرة أميركية، يتبعه تفاوض على اتفاق نووي جديد مع إيران. وفي محاولته للدفاع عن الموقف الإسرائيلي الذي يطالب بوقف كامل لبرنامج التخصيب الإيراني، فإن المحلل العسكري يرى أن محاولة الرئيس ترامب التوصل لاتفاق يخفض التخصيب الإيراني إلى أدنى مستوى ممكن بدلا من وقفه هي "انعكاس لغرور ترامب، أكثر من كونها مسألة إستراتيجية" حسب زعمه. ويردد برنياع مزاعم إسرائيل التي تسوق أن الاتفاق على وقف جزئي لبرنامج للتخصيب "سينتهكه النظام الإيراني الحالي منذ اليوم الأول"، وأن "التحدي الحقيقي يتمثل في إيجاد صيغة تضمن استقرارا إقليميا لا يُجهض عند أول فرصة" على حد تعبيره. وفي نهاية مقاله، يعود برنياع إلى تساؤل إستراتيجي: ماذا يريد نتنياهو حقا؟ فهو يتحدث عن "شرق أوسط جديد"، لكنه يتمسك بسياسات قديمة، ويرفض تسويات جوهرية. ويرى الكاتب أن "على إسرائيل أن تربط تطبيع العلاقات مع السعودية بتحقيق استقرار في غزة والضفة الغربية"، ولكنه مع ذلك يتجنب التطرق لضرورة موافقة إسرائيل على قيام للدولة الفلسطينية، وهو الشرط الذي تقدمه المملكة العربية السعودية قبل هكذا خطوة. وختم قائلا: "الفرصة موجودة، لكن ليست إيران وحدها من تواجه قرارات صعبة. إسرائيل أيضا أمام لحظة فارقة: إما أن تغتنمها، أو تعود إلى حلقة الحرب الأبدية"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.

رويترز عن مسؤول أميركي: قد يأتي الرد الإيراني خلال يوم أو يومين
رويترز عن مسؤول أميركي: قد يأتي الرد الإيراني خلال يوم أو يومين

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

رويترز عن مسؤول أميركي: قد يأتي الرد الإيراني خلال يوم أو يومين

عاجل | رويترز عن مسؤول أميركي: قد يأتي الرد الإيراني خلال يوم أو يومين عاجل | رويترز عن مسؤولين أميركيين: واشنطن ترى أن هناك خطرا كبيرا لرد إيراني على القوات الأميركية قريبا عاجل | رويترز عن مسؤولين أميركيين: واشنطن لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي

المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن
المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن

الجزيرة

timeمنذ 33 دقائق

  • الجزيرة

المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن

الشرق الأوسط اليوم يقترب أكثر من أي وقت مضى من حافة الانفجار! ليس الأمر مجرد تصعيد عسكري، بل هو زلزال سياسي واقتصادي يهز العالم. في كل مرة تعتدي فيها إسرائيل، تدفع المنطقة والعالم الثمن باهظًا.. لكن من يدفع الثمن الحقيقي؟ ومن يقف اليوم في الجانب الصحيح من التاريخ؟ إسرائيل: من تأسيس العدوان إلى اغتيال المستقبل منذ تأسيسها، لم تكن إسرائيل يومًا طرفًا يبحث عن سلام عادل أو استقرار حقيقي في المنطقة.. هي كيان وُلد من رحم العدوان، ولا يعيش إلا على الحروب والاغتيالات، وتدمير أحلام الشعوب. وما نراه اليوم من اعتداءات متكررة على إيران، وجرائم حرب ممنهجة في قطاع غزة، ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل الهيمنة الذي لم يتوقف منذ عقود. منذ تأسيسها، لم تكن إسرائيل يومًا طرفًا يبحث عن سلام عادل أو استقرار حقيقي في المنطقة.. هي كيان وُلد من رحم العدوان، ولا يعيش إلا على الحروب والاغتيالات، وتدمير أحلام الشعوب اغتيال العقول.. إستراتيجية قديمة تتجدد لم تعد الحكاية مجرّد قصف هنا واغتيال هناك.. إسرائيل تستهدف العلماء والباحثين والمدنيين، سواء في فلسطين أو إيران، وكأنها ترسل رسالة واضحة: "لن نسمح بنهوض علمي، ولن نقبل بأي قوة تنازعنا السيادة في هذا الشرق". النيران تصل إلى الأسواق العالمية لكن نيران هذا العدوان تتجاوز حدود الجغرافيا، فقد أشعلت الأسواق العالمية؛ أسعار النفط قفزت بأكثر من 13%، وأسعار الغاز بأكثر من 6.6%، والذهب في ارتفاع متسارع، بينما تغرق أسواق الأسهم في موجات اضطراب وخسائر متوالية. ومع كل تصعيد، يلوح شبح إغلاق مضيق هرمز، شريان النفط العالمي، والذي سيعني كارثة اقتصادية تهز العالم بأسره، وتدفع أسعار الطاقة لمستويات خيالية قد تصل إلى 130- 150 دولارًا للبرميل. تاريخ طويل من ضرب التنمية لم يكن هذا الطريق بعيدًا عن التاريخ.. إسرائيل سبق أن دمرت المفاعل النووي العراقي سنة 1981، واغتالت عشرات العلماء العرب. هي حاربت كل محاولة لبناء مشروع تنموي حقيقي في المنطقة؛ فدعمت غزو العراق سنة 2003، وساندت الانقلاب العسكري في مصر سنة 2013، وخططت للانقلاب الفاشل في تركيا سنة 2016. وعندما انطلقت شعوب الربيع العربي بحثًا عن الحرية والعدالة، تكالب الجميع لإجهاضها! الهدف كان واحدًا: لا ديمقراطية، لا قوة علمية، ولا تنمية حقيقية في محيط إسرائيل. العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل. لكن المنطقة تغيّرت، والوعي تغيّر مبادرات سلام.. لم تجد من يسمع لطالما قدّمت الشعوب العربية مبادرات سلام.. السعودية نفسها طرحت مبادرة شاملة سنة 2002، تدعو إلى انسحاب كامل مقابل تطبيع كامل، لكن إسرائيل لم تأخذ المبادرة بجدية، لأنها -ببساطة- لا تريد سلامًا، بل تريد استسلامًا. اليوم، الصورة واضحة؛ فإما أن تكون مع المقاومة، أو مع التواطؤ.. لا حياد في هذه المعركة. حتى من اختلف مع إيران في مواقفها الإقليمية، يقف اليوم معها أمام عدوان إسرائيلي غادر.. الشعوب باتت تدرك: العدو الحقيقي ليس من يخطئ في اجتهاده، بل من يصر على سحقنا ونهب أوطاننا. الخيارات محدودة.. والموقف واضح المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة. على الحكومات أن تفهم جيدًا أن الولايات المتحدة لن تكون يومًا وسيطًا نزيهًا، بل هي جزء أصيل من مشروع السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، فاليوم إيران وغدًا باكستان وبعد غد تركيا، وبعدها الدول العربية دولةً دولةً.. وعلى الشعوب أن تعي أن الحق أحق أن يُتبع، حتى لو جاء من جار أو صديق اختلفت معه يومًا. العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل. لكن المنطقة تغيّرت، والوعي تغيّر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store