logo
"وول ستريت" أمام استحقاق صعب لـ"بيع السندات"

"وول ستريت" أمام استحقاق صعب لـ"بيع السندات"

Independent عربيةمنذ 12 ساعات

تمكنت "وول ستريت" من إنهاء أول جلسة تداول لهذا الأسبوع عند اللون الأخضر بصعوبة وبارتفاع يكاد لا يذكر، بعدما تذبذبت طوال الجلسة على خلفية الخبر السيئ بخفض وكالة "موديز" التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بدرجة واحدة، مع تغيير نظرتها من "مستقرة" إلى "سلبية".
ويرى محللون أنه ومع وصول الدين العام الأميركي إلى 36 تريليون دولار، بات حتمياً أن "الفاتورة" حان وقت سدادها، مما يجعل الرئيس ترمب الوريث غير المحظوظ لقنبلة دين جرى بناؤها وإشعال فتيلها من جانب أسلافه، وهذا يعني أن ترمب قد يكون مضطراً إلى التعامل مع مشكلات اقتصادية حذر منها رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي السابق آلان غرينسبان قبل عقدين، إضافة إلى مشكلات أخرى لم يتوقعها.
وسلطت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" الضوء على المشكلة، عندما خفضت التصنيف الائتماني الأميركي، إذ كانت الولايات المتحدة تحتفظ بأعلى تصنيف لدى "موديز" منذ أن أصدرته للمرة الأولى في عام 1919.
تضييق الخناق على ترمب
وأكد المحللون أن ترمب قد لا يتمتع بحرية أسلافه في تجاهل المشكلة، فما تغير الآن هو أن الأسواق بدأت أخيراً في إرسال إشارات بأن العجز السنوي الأميركي بات كبيراً جداً، وأن الحكومة الأميركية تقترض أكثر مما ينبغي.
وأشار محللو "موديز" إلى تقاعس الإدارات الأميركية المتعاقبة والكونغرس لأكثر من عقد من الزمن لوقف اتجاه العجز المالي الكبير، إذ تضخمت كلف فوائد الدين الحكومي مع ارتفاع التضخم، ومن المتوقع أن تصل إلى تريليون دولار هذا العام، ارتفاعاً من 263 مليار دولار في عام 2017.
مناقشة حزمة ضرائب
وأضاف المحللون أن وضع الدين الأميركي سيزداد سوءاً، إذ يناقش المشرعون الجمهوريون حزمة ضرائب وإنفاق من الرئيس ترمب، التي يقول النقاد إنها ستضيف تريليونات أخرى إلى الدين الفيدرالي خلال العقد المقبل، إذ تشير التوقعات إلى أن مدفوعات الفوائد الفيدرالية ستستحوذ على نحو 30 في المئة من الإيرادات بحلول عام 2035، ارتفاعاً من نحو 18 في المئة في عام 2024 وتسعة في المئة في عام 2021.
وأنفقت الحكومة الفيدرالية 1.8 تريليون دولار أكثر مما تلقته في السنة المالية 2024 ليتجاوز العجز المالي تريليون دولار للعام الخامس على التوالي، كما أنه إذا لم يحدث تغيير في السياسة، فإن الدين العام سيتضاعف بحلول عام 2047، ووصفت "موديز" الوضع بأنه غير مستدام، ودعت إلى اتخاذ إجراءات حاسمة.
الوضع المالي
وترى البنوك الاستثمارية الكبرى أن الوضع المالي الأميركي ليس ميؤوساً منه، فقد ارتفع الدين الفيدرالي كنسبة من الناتج المحلي الإجمال من 40 في المئة في عام 1990 إلى نحو 100 في المئة حالياً. ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع، خصوصاً بسبب نمو الإنفاق الإلزامي على برامج مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، ويتوقع مكتب الموازنة في الكونغرس أن تصل هذه النسبة إلى 119 في المئة بحلول 2035 من دون أي مؤشرات على التباطؤ.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول محللون من معهد مانهاتن إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى سداد الدين بالكامل، فخبراء الموازنة يقولون إن الدين يمكن إدارته إذا ثبت عند نحو 100 في المئة من الناتج المحلي، ومن ثم تقليله تدريجاً، وهناك عدد من الخطط المطروحة لتحقيق ذلك، فعلى سبيل المثال هناك مقترحات بتقليص مزايا التقاعد للأثرياء، ورفع بعض الضرائب، ووضع حدود للإنفاق.
إصلاحات مطلوبة
وأشاروا إلى أن أية خطة موثوقة يجب أن تشمل إصلاحات للضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، إلى جانب زيادات ضريبية، ويمكن تنفيذ هذه التغييرات تدريجاً لتقليل الآثار السلبية، وقد تكافئ الأسواق خطة واقعية لتثبيت الدين من خلال خفض أسعار الفائدة، مما يعود بالنفع على المقترضين.
وأكد المحللون أنه وبعد خفض "ستاندرد أند بورز" لتصنيف الولايات المتحدة في عام 2011، حدث أمر مفارق وهو تدفق الاستثمارات نحو سندات الخزانة الأميركية، في "هرب تقليدي نحو الأمان"، ومع زيادة الطلب على الدين الأميركي انخفضت أسعار الفائدة، مما ساعد الحكومة الأميركية في تقليل كلفة الاقتراض.
لكن الآن يحدث العكس، أدى خفض "موديز" إلى رفع أسعار الفائدة الأميركية، مما يعني أن المستثمرين يبيعون السندات بدلاً من شرائها، مما سيؤدي إلى رفع كلفة الاقتراض الأميركية، ويزيد من سوء الوضع المالي.
ظاهرة "بيع أميركا"
وأشاروا إلى أن ما يحدث في سوق السندات الأميركية ليس ظاهرة عابرة، بل امتداد لاتجاه "بيع أميركا" الذي ظهر في الأشهر الأخيرة، إذ بدأ المستثمرون العالميون يبيعون الأسهم والسندات الأميركية معاً.
ويأتي هذا في وقت يحضر فيه الجمهوريون الذين يسيطرون على الكونغرس لمشروع قانون ضريبي ضخم سيضيف تريليونات أخرى إلى الدين الوطني، مما يفاقم المشكلة التي حذرت منها "موديز".
لماذا القلق؟
ويشير أستاذ الاقتصاد في جامعة "هارفارد" جيسون فورمان إلى أن "ما يثير قلق 'موديز' هو ما سيفعله الجمهوريون الموحدون، وهم حالياً يعتزمون زيادة الدين"، ويضيف أنه لا توجد مؤشرات على أن ترمب أو الجمهوريين في الكونغرس يدركون ذلك، فمشروع قانون الضرائب الذي يعمل عليه المشرعون الجمهوريون قد يضيف ما بين 3 إلى 9 تريليونات دولار إلى الدين خلال عقد من الزمن.
متخصصون أضافوا أن المستثمرين تساءلوا لسنوات عن كيفية حدوث أزمة ديون فيدرالية أميركية، وهي ما يحدث حالياً، فهي لا تأتي كصدمة مفاجئة، بل كعملية بطيئة يفقد فيها المستثمرون ثقتهم في الأصول الأميركية ويبحثون عن بدائل. وأشاروا إلى أن أوضح مؤشر على ذلك هو سعر الفائدة على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، الذي ارتفع هذا العام في وقت كان من المفترض أن ينخفض فيما إذا تجاوزت هذه النسبة خمسة في المئة وهي تقترب حالياً من 4.5 في المئة، فقد يكون ذلك مؤشراً على أزمة حقيقية.
وأوضح محللون آخرون أن نهج الرئيس ترمب لا يبدو الأنسب لإخراج أميركا من حفرة الدين مع فرض الرسوم الجمركية، التي تهدد بتراجع النمو وارتفاع البطالة وزيادة التضخم، وكلها عوامل ستقلل من الإيرادات الضريبية وتزيد من العجز السنوي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المساحة الجيولوجية تبحث تعزيز التعاون والتنسيق مع البنك الدولي
المساحة الجيولوجية تبحث تعزيز التعاون والتنسيق مع البنك الدولي

حضرموت نت

timeمنذ 30 دقائق

  • حضرموت نت

المساحة الجيولوجية تبحث تعزيز التعاون والتنسيق مع البنك الدولي

المساحة الجيولوجية تناقش تعزيز ناقش رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، المهندس أحمد التميمي, في العاصمة المؤقتة عدن, مع فريق فني من البنك الدولي, تعزيز التنسيق والتكامل بين الجانبين لتحقيق التكامل بين الجهات المعنية بإدارة موارد المياه (NWRMIS)، وكيفية الإستفادة من الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه هيئة المساحة الجيولوجية في تفعيل هذا النظام والمساهمة في ربطه ببقية الجهات ذات العلاقة. كما ناقش الاجتماع, سلسلة المشاريع ضمن المرحلة الأولى (SOP1) التي تشمل مشروعات في وادي حجر بمحافظة حضرموت ووادي تبن بمحافظة لحج، بتمويل قدره 4.79 مليون دولار، والتي من المقرر بدء تنفيذها في يونيو 2025. كما تم استعراض الترتيبات الجارية للتحضير للمرحلة الثانية (SOP2)، والتي ستغطي كافة الأحواض المائية في اليمن، ومن المتوقع الحصول على الموافقة الرسمية لها من مجلس إدارة البنك الدولي بحلول ديسمبر 2025. وفي اللقاء، أشار التميمي، إلى أن الهيئة ستعمل في إطار المتغيرات الحديثة ووفقًا لما تتطلبه خطط التنمية واحتياجات البلاد، خاصة في ظل التحديات البيئية والمناخية الراهنة..مؤكدًا استعداد الهيئة الكامل لتقديم الدعم الفني والمعلوماتي للمشاريع المرتقبة بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة. بدوره لفت أخصائي أول في إدارة موارد المياه بالبنك الدولي، الدكتور نايف أبو لحوم، الى أهمية التعاون الوثيق مع هيئة المساحة الجيولوجية لما تمتلكه من قاعدة بيانات غنية ومهمة، تُمكِّن من الانطلاق في تنفيذ المشاريع المستقبلية من نقاط متقدمة، دون الحاجة للبدء من الصفر، بل من خلال تحديث وتطوير البيانات الموجودة بما يتناسب مع التغيرات والاحتياجات الحالية. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية تنهي العمل في مشروع مياه تعز بعد عرقلة تنفيذه
الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية تنهي العمل في مشروع مياه تعز بعد عرقلة تنفيذه

حضرموت نت

timeمنذ ساعة واحدة

  • حضرموت نت

الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية تنهي العمل في مشروع مياه تعز بعد عرقلة تنفيذه

أفادت مصادر مطلعة لصحيفة عدن الغد بأن الخلية الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية أنهت العمل في مشروع مياه تعز، والذي وضع حجر أساسه عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح، خلال زيارته لمحافظة تعز في الربع الأول من عام 2023م. ووفقًا للمصادر، فإن قرار التوقف عن استكمال المشروع جاء عقب اتفاق تم بين السلطة المحلية وبعض القوى السياسية في تعز من جهة، ومليشيات الحوثي من جهة أخرى، يقضي بإعادة ضخ مياه الحوبان إلى مدينة تعز، المحاصرة من قبل الحوثيين منذ أكثر من عشر سنوات. وأضافت المصادر أن الخلية الإنسانية تعتزم إعادة تخصيص الموازنة المرصودة للمشروع، والتي تتجاوز 10 ملايين دولار، لصالح مشروع تنموي آخر في محافظة تعز، لا توجد فيه أي عراقيل أو تدخلات من الأطراف المتصارعة. وكان مشروع مياه تعز أحد أبرز المبادرات التنموية التي أطلقتها الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، قبل أن يواجه سلسلة من العراقيل والتدخلات من بعض القوى داخل تعز، ما حال دون استكماله رغم البدء الفعلي في تنفيذه.

الدولار يواصل التراجع وسط حذر الفيدرالي وترقب المحادثات الأمريكية اليابانية
الدولار يواصل التراجع وسط حذر الفيدرالي وترقب المحادثات الأمريكية اليابانية

شبكة عيون

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة عيون

الدولار يواصل التراجع وسط حذر الفيدرالي وترقب المحادثات الأمريكية اليابانية

مباشر: انخفض سعر الدولار مجددًا اليوم الثلاثاء، متأثرا إلى حد ما بحذر مجلس الاحتياطي الاتحادي حيال الاقتصاد، في حين يترقب المستثمرون المحادثات المقبلة بين الولايات المتحدة واليابان والتي قد تشمل مناقشات بشأن العملات وتقلبات سعر الصرف. وشهد الدولار عمليات بيع واسعة أمس الاثنين، بعد تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، بسبب مخاوف من عجز الموازنة. وتتجه الأنظار الآن إلى تصويت حاسم في واشنطن على تخفيضات ضريبية شاملة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق لوكالة "رويترز". وقال فاسيلي سيريبرياكوف خبير استراتيجيات العملات لدى بنك يو.بي.إس في نيويورك: "تخفيض مودير للتصنيف كان العامل المحفز في وقت سابق الذي دفع عوائد سندات الخزانة للارتفاع والدولار للانخفاض.. أما الآن، فقد انخفضت العوائد عن مستوياتها المرتفعة ولا يزال الدولار منخفضا". وأضاف: "يسلط هذا الضوء على الميل لبيع الدولار. ولا أعتقد أن هذا الاتجاه قد تغير". وقبل يوم، تحدث مسؤولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي عن تداعيات أحدث خفض للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة وظروف السوق غير المستقرة في الوقت الذي يواصلون فيه استكشاف بيئة اقتصادية ضبابية للغاية. ومن المرجح ألا يقدم المسئولون في مجلس الاحتياطي جديدا يذكر في تصريحاتهم اليوم الثلاثاء. وفي أواخر تعاملات الصباح، انخفض الدولار أمام الين ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين تقريبا عند 144.095 مقابل العملة اليابانية. وهبط 0.1 بالمئة في أحدث التعاملات إلى 144.64 ين. وتكبد خسائر في خمس من الجلسات الست الأخيرة. ويتابع المتعاملون أيضا أنباء المحادثات المقبلة بين الولايات المتحدة واليابان، وقال وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو اليوم، إنه يتوقع أن يكون أي اجتماع مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بشأن أسعار الصرف قائما على وجهة نظرهما المشتركة بأن التقلبات المفرطة في العملة غير مرغوب فيها. وانخفض الدولار الأسترالي بشكل حاد مقابل العملة الأمريكية بعد أن خفض بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة القياسية 25 نقطة أساس مع عدم استبعاد مزيد من التيسير النقدي في الأشهر المقبلة. وهبط الدولار الأسترالي في أحدث التعاملات 0.9 بالمئة ليصل إلى 0.6401 دولار أمريكي. وفي غضون ذلك، تراجع اليوان الصيني مقابل الدولار مع خفض الصين أسعار الفائدة الرئيسية للإقراض في حين ظل الطلب الموسمي على الدولار من جانب الشركات مرتفعا. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات مصر تبحث مع شركتي "فيلبس" و"سيمنز" تعزيز التعاون في القطاع الصحي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store