
الحوثي و"مأزق واشنطن".. الغارات الأميركية تدخل نفق الشكوك
مع دخول الغارات الجوية الأميركية على اليمن أسبوعها الرابع، تطرح تساؤلات جدية بشأن مدى جدواها الاستراتيجية، في ظل استمرار جماعة الحوثي في إطلاق طائرات مسيّرة، وإسقاط مسيّرات أميركية، وتوسيع دائرة نفوذها خارج الحدود اليمنية.
الواقع الميداني لا يتطابق مع الخطاب الرسمي الأميركي، ومع كل ضربة جوية، تزداد مؤشرات التورط الأميركي في صراع معقد الأبعاد لا يبدو أنه سيُحسم سريعاً أو من الجو فقط.
غارات بلا نتائج حاسمة
بدأت الحملة الجوية الأميركية في 15 مارس بضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت اتصالات تابعة لجماعة الحوثي، خصوصاً في محافظة صعدة، المعقل الأهم للجماعة.
بلغ العدد التراكمي للغارات 333 غارة، وفق ما أفاد به مراسل "سكاي نيوز عربية" في اليمن، ياسين رضوان، والذي أشار إلى أن 120 منها تركزت على صعدة وحدها، فيما توزعت البقية على صنعاء، الحديدة، وذمار ومناطق أخرى تقع تحت سيطرة الحوثيين.
لكن الأهم من الرقم، بحسب رضوان، هو أن وتيرة الغارات بدأت بالتراجع مؤخراً، وهو ما يُقرأ كمؤشر على تغير في نهج العمليات أو صعوبة في جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، خصوصاً بعد إسقاط الحوثيين عدداً من الطائرات الأميركية من طراز MQ-9، وتلميحاتهم إلى إسقاط نماذج أخرى لم يُعلن عنها من قبل واشنطن.
في حديثه إلى برنامج الظهيرة على "سكاي نيوز عربية"، قدّم ياسين رضوان قراءة ميدانية دقيقة للمشهد العسكري، موضحاً أن الضربات رغم كثافتها، لم تُسقط القدرات القتالية للحوثيين، بل دفعتهم إلى تطوير تكتيكاتهم الدفاعية والهجومية.
وقال رضوان: "الولايات المتحدة تواجه أزمة حقيقية في تحديد وضرب الأهداف بدقة. الحوثيون نجحوا في توزيع قدراتهم الجوية على مرتفعات جبلية، ونشر أنظمة دفاع جوي جديدة، ما يعقد مهمة الرصد والاستهداف".
ولفت إلى أن الحوثيين بدأوا يقللون من استخدام الصواريخ – التي تُرصد حرارياً – مقابل تصعيد استخدام الطائرات المسيّرة، التي يصعب تعقبها، وهو ما يُفسّر استمرار قدرتهم على تهديد الملاحة في البحر الأحمر، رغم الحصار الجوي.
تناقض في الخطاب الأميركي... ومأزق في واشنطن
البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية أكدا أن الضربات الجوية "أضعفت القدرات العملياتية للحوثيين"، لكن تقارير صحفية، بينها تقرير نيويورك تايمز، كشفت أن الاعترافات داخل البنتاغون تميل إلى توصيف النجاح بـ"المحدود".
الضربات، كما تقول مصادر لشبكة "س إن إن "، نجحت في "تحييد عدد من قادة الحوثي"، لكنها لم تدمر البنية التحتية التحت أرضية لتخزين الأسلحة، ولم تمنع الجماعة من إطلاق طائرات مسيّرة جديدة، أو توجيه تهديد مباشر لإسرائيل كما حدث مؤخراً.
هنا يبرز التناقض حين قام الرئيس دونالد ترامب بنشر مقطعاً مصوراً لضربة أميركية قال إنها "قضت على الذين هاجمونا"، مضيفاً أن "هؤلاء لن يغلقوا سفننا مجدداً". في حين تؤكد وزارة الدفاع أن "الكمية الدقيقة للأسلحة لدى الحوثيين غير معروفة، وأنهم ما زالوا قادرين على التحصن والتكيف".
لا تقتصر التحذيرات على الساحة اليمنية فقط. فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الحوثيين نقلوا أسلحة ومقاتلين إلى القرن الإفريقي، وتحديداً إلى جيبوتي، الصومال، إريتريا وإثيوبيا.
الأخطر من ذلك، وفقاً للصحيفة، هو تعزيز التنسيق بين الحوثيين وتنظيم "الشباب" المرتبط بالقاعدة، ما ينذر بإعادة تشكّل خارطة الإرهاب في المنطقة، من بوابة البحر الأحمر.
هل تصمد استراتيجية "الضغط الجوي"؟
تحاول واشنطن الاستفادة من تفوقها الجوي لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية بأقل كلفة بشرية، لكن التطورات الميدانية تعكس مأزقاً استراتيجياً متنامياً. فالحوثيون لم يُهزموا، بل يتكيفون، ويوسعون مناوراتهم التكتيكية.
في الوقت نفسه، تواجه واشنطن صعوبات داخلية في تمرير ميزانية العمليات، وسط اعتراضات من الحزبين في الكونغرس، تشكك في مدى فاعلية هذه الحملة، وإمكانية استمرارها لفترة طويلة.
كما يطرح نجاح الحوثيين في إسقاط طائرات مسيّرة وتوجيه ضربات متزامنة مع الغارات الأميركية، سؤالاً مركزياً: "هل تراهن واشنطن على استراتيجية لم تعد مناسبة لطبيعة الخصم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 8 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
اليمن يستهدف عمق الكيان
26 سبتمبرنت: يستمر الموقف اليمني المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة. وبحسب وسائل اعلام العدو دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة في الكيان الصهيوني وذلك بعد إطلاق صاروخ من اليمن. ومع الاسناد اليمني اصبحت جميع المطارات في فلسطين المحتلة غير آمنة، وقد نجح الحظر الجوي اليمني على مطارات فلسطين المحتلة على خلفية التصعيد في غزة. وأعلنت العشرات من شركات الطيران العالمية الغاء رحلاتها من والى مطار اللد الذي يعد اكبر المطارات في الكيان . واكدت وسائل اعلام عبرية تعليق عمليات الإقلاع والهبوط في مطار اللد بعد الإبلاغ عن الصاروخ اليمني. فيما اشارت يديعوت أحرونوت الى ان رحلات جوية عالقة في الأجواء بسبب صاروخ أطلق من اليمن


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 10 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
البيت الأبيض يشهد أكبر عملية تصفية داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي
واشنطن / وكالة الصحافة اليمنية // قلّص الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكلٍ كبير في حجم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، بإقالة عشرات المسؤولين دفعة واحدة. كما وضع ترامب، آخرين في إجازة إدارية، وأعاد غيرهم إلى وكالاتهم الأصلية، في خطوة يقول مؤيّدوه إنها تهدف إلى تكليف أعضاء في المجلس بأشخاص مناصرين لأجندة (ماغا). وذكرت صحيفة 'فايننشال تايمز' البريطانية أنّ العديد من الأشخاص المطلعين على عمليات الفصل، يقولون إن مجلس الأمن القومي (NSC)، الذي يديره مؤقتاً وزير الخارجية ماركو روبيو، قد احتفظ ببعض الموظفين، معظمهم من كبار المديرين، بينما ألغى عشرات الوظائف في المكتب. وتأتي هذه الخطوة، التي وصفها أحد الأشخاص بأنها 'تصفية'، بعد ثلاثة أسابيع من فصل الرئيس مايك والتز من منصبه كأول مستشار للأمن القومي، وهو أعلى منصب في مجلس الأمن القومي. وكتب روبرت أوبراين، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب الأولى، مؤخّراً، مقال رأي، يدعو فيه إلى تقليص عدد أعضاء مجلس الأمن القومي إلى 60 مسؤولاً فقط. وكان المجلس، الذي لطالما عمل كمكتب تنسيق، ولكنه استُخدم أحياناً لمركزية السلطة في البيت الأبيض، يضم أكثر من 200 مسؤول خلال إدارة بايدن. بدوره، قال دينيس وايلدر، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش: 'لا شكّ في أنّ مجلس الأمن القومي في إدارة بايدن أصبح متضخّماً، وكان يحاول تطبيق السياسة الخارجية، بتسلّط، بدلاً من القيام بدوره التقليدي المتمثّل في تنسيق تنفيذ بقية مؤسسات الأمن القومي'. وأضاف: 'مع ذلك، هناك خطر من أنّ مجلس الأمن القومي المُقلّص بشدة لن يمتلك القوة التنفيذية اللازمة للسيطرة على نظام الأمن القومي'. فيما رأى بعض المؤيّدين إنّ هذه الخطوة ستساعد ترامب، بعد تقليل عدد المسؤولين من الوكالات الأخرى الذين قد لا يدعمون أجندته. لكنّ آخرين شكّكوا في تأثير ذلك على السياسة الأميركية.


المشهد اليمني الأول
منذ 14 ساعات
- المشهد اليمني الأول
صحيفة روسية: حرب ترامب على اليمن انتهت بانكسار الإمبراطورية الأمريكية صحيفة
قالت صحيفة روسية إن الحرب التي شنتها الولايات الأمريكية على من أسمتهم 'الحوثيين' في اليمن عديمة الفائدة، وانتهت في منتصف الطريق وبشكل غير متوقع تماما، ودون أية نتائج منهجية، حيث احتفظ 'الحوثيون' بقدراتهم على اطلاق الصواريخ على 'إسرائيل' واستهداف السفن في البحر الأحمر. وأضافت صحيفة (Репортёр (Reporter) الروسية في تقرير لها ' استمرت عملية 'الفارس الخشن' التي شنتها الولايات المتحدة ضد 'الحوثيين' لمدة شهر وثلاثة أسابيع، وخلال العملية تم تنفيذ أكثر من ألف طلعة جوية مع هجمات باستخدام صواريخ كروز وقنابل قوية، لكن رغم ذلك، احتفظ الحوثيون بالقدرة على إطلاق النار على 'إسرائيل' والسفن في البحر الأحمر، وخلص المجتمع الدولي إلى أن الغرب غير معتاد على إنهاء ما يبدأه'. وأضافت الصحيفة 'قام الأمريكيون بضرب محطات الطاقة الأربع في اليمن، وقصفوا مطار صنعاء، ومصنعاً للقطن، ومصنعين للأسمنت، وورشاً معدنية من أجل القضاء على المرافق الصناعية ذات الاستخدام المزدوج، ورد 'الحوثيون' الشجعان بإرسال عدة موجات من الصواريخ المضادة للسفن نحو حاملات الطائرات الأمريكية. وعلاوة على ذلك، أطلقت الدولة، التي مزقتها سنوات من الحرب 'الأهلية'، هجوما صاروخيا باليستيا على مطار بن جوريون في تل أبيب في الرابع من مايو بعد أسابيع من القصف. مشيرة إلى أن ' الجميع معتادون على هذا الأمر ولا يتفاجأون به، الأمر المثير للاهتمام هو شيء آخر: العملية الغريبة، التي لم تنتهي على الأرض، انتهت بشكل غير متوقع تمامًا كما بدأت بعد وقت قصير نسبيًا، وانتهت في منتصف الطريق، دون أية نتائج منهجية.. وأضافت: لا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الثنائي الذي توسطت فيه سلطنة عمان أي بند يتعلق ب'إسرائيل'، على الرغم من أن الأزمة في البحر الأحمر، كما نتذكر، بدأت على وجه التحديد بالهجمات التي شنها 'الحوثيون' على السفن الإسرائيلية رداً على العملية في غزة، ونتيجة لذلك، احتفظت اليمن بالقدرة على ضرب الصواريخ الباليستية من مسافة ألفي كيلومتر. كما أعاد بسرعة تأسيس الروابط الجوية والبحرية باستخدام المدرجات والأرصفة البدائية. واستطردت الصحيفة الروسية : منذ البداية، كان موقف الغرب من هذه الفكرة تافهاً إلى حد ما. وقد تم تقديم الخسائر وتقييمها من قبل وسائل الإعلام على أنها كبيرة بشكل غير مبرر. أسقطت الصواريخ 'الحوثية' ثماني طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 وفقدت طائرتين من طراز F/A-18 Super Hornet ..وفي الواقع، بالنسبة للعمليات القتالية في منطقة ساخنة وفي ظل مثل هذه الظروف، فإن هذا الضرر ليس خطيراً، لكن ترامب رجل أعمال حكيم، وليس صقرًا، وهذا يقول كل شيء؛ وبعد كل هذا فإن الحرب مع الحوثيين كلفت الولايات المتحدة ما بين مليار إلى ثلاثة مليارات دولار! وبعد ذلك استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الحوثية طائرة إف-35، لذا صدر الأمر بتقليص العملية لتجنب تشويه الصورة والمخاطر، وتعتبر مخزونات الأسلحة عالية الدقة ضرورية في المقام الأول لتلبية احتياجات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما أكد عليه دونالد ذو الشعر الأحمر أكثر من مرة. وخلصت إلى القول: ان هذا يعني أن العم سام لم يعد هو نفسه الذي كان عليه قبل ربع قرن من الزمان.. في عصر تويتر، فإن أي خسارة من هذا القبيل تثير ضجة لمدة شهر حول من هو الأفضل، بايدن أم ترامب، وتساؤلات حول متى ستصبح أمريكا عظيمة مرة أخرى. مع كل السمات المصاحبة: التقييمات، والمدونات، والحملات الصحفية حسب الطلب، لكن هذا مجرد ضجيج، ولا شيء أكثر من ذلك لقد أدركت وزارة الدفاع الأمريكية أن عملية منفردة، وليس حتى عملية برية ضد التشكيلات القبلية من 'محور الشر'، لن تؤدي إلى النتيجة المرجوة، إن العزل البحري الدائم من خلال الأسطول البحري المتنقل والقضاء على سفن الصيد والقوارب الشراعية التي تحمل طائرات بدون طيار مزودة بالصواريخ أمر ضروري، بالإضافة إلى نصب حقول الألغام، وتفتيش السفن المشبوهة، وتدمير القوارب المجهولة على الفور في حال محاولة اقتحامها. وتختتم الصحيفة تقريرها بالتأكيد بان 'العالم المتحضر' ليس مستعدًا الآن للعب اللعبة الطويلة، أو إجهاد الاقتصاد، أو التضحية بأي شيء، لأن حتى خسارة طائرتين تسبب الهستيريا، هذه حقيقة، ونتيجة لذلك، اخترق رجال العصور الوسطى 'القبة الحديدية' لإسرائيل، وافتقرت القوة المهيمنة إلى الإرادة السياسية لسحق من تسميهم وكلاء إيران، الذين مسحوا أنف الغرب الجماعي مرة أخرى.