
التصعـ.ـيد البحري الحـ.ـوثي: أداة تفاوض إيرانية أم مغامرة مكلفة
ونفّذ الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران حملة عنيفة ليومين متتاليين، استهدفت سفينتي الشحن 'ماجيك سيز' و'إيترنيتي سي'، قالوا إنهما ترتبطان بإسرائيل، ضمن حملتهم للضغط على الدولة العبرية للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.
كما يأتي التصعيد الحوثي في توقيت حرج، في ظل تدارس واشنطن وطهران استئناف محادثاتهما، عقب حرب عنيفة بين إيران وإسرائيل، وفي موازاة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر. ويتزامن تجدد الهجمات الحوثية في وقت تزداد الضغوط على حلفائهم، ما يثير تساؤلات.
وينفي الحوثيون أي تغيير في سياستهم، إذ أكّد زعيمهم عبدالملك الحوثي أن قرار منع الملاحة على إسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي 'حازم حاسم ثابت مستمر'، في كلمة له بعد الحملة الجديدة.
وتقول الباحثة في معهد واشنطن نعوم ريدان إن الحوثيين لم يتوقفوا أبدا عن مراقبة العبور في البحر الأحمر، مضيفة أنهم كانوا يتعقبون بعض السفن التجارية باستخدام طائرات مسيّرة وقوارب، وأن استئناف هجماتهم 'كان مسألة وقت فقط'. ويُقدّم الحوثيون التصعيد في البحر الأحمر كأداة ضغط على إسرائيل، تزامنا مع المفاوضات بشأن غزة في الدوحة.
وخاطب رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط المقاتلين الفلسطينيين بعد الهجمات الأخيرة على السفن، قائلا 'فاوضوا مرفوعي الرؤوس فنحن معكم وكل مقدرات شعبنا سند لكم حتى رفع الحصار ووقف العدوان عنكم'. ويرى محللون في تصريحات الحوثيين رسالة مبطنة مفادها أن إيران لا تزال تملك أوراقا لم تلعبها خلال حرب الـ12 يوما.
وفي الثالث عشر من يونيو، شنّت إسرائيل حربا على إيران، نفّذت خلالها هجمات على مواقع عسكرية ونووية واغتيالات لقادة عسكريين وعلماء نوويين في الجمهورية الإسلامية. وردّت إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية، فيما أعلن الحوثيون خلال الحرب عن هجوم واحد 'تناسق' مع العمليات التي ينفذها الجيش الإيراني والحرس الثوري ضد إسرائيل.
وشرح الشريك المؤسس لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي أن 'هذا تذكير من الحرس الثوري عبر أهم حلفائه' بأن ما تحفظت عنه إيران خلال حربها مع إسرائيل قد تقوم بتفعيله في ممرات بحرية مثل باب المندب أو هرمز أو السويس.
وبرز الحوثيون كآخر ركائز 'محور المقاومة' المدعوم من إيران في مواجهة إسرائيل، بعد إضعاف قدرات حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، ثم إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا. ويرى الباحث في شؤون اليمن من معهد تشاتام هاوس البريطاني فارع المسلمي أن التصعيد الحوثي 'خطوة قوة من جانب الحوثيين، للتقدم أكثر في محور المقاومة وإبراز القوة على المستويين الإقليمي والدولي'.
◙ التصعيد الحوثي يأتي في توقيت حرج، في ظل تدارس واشنطن وطهران استئناف محادثاتهما وبموازاة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في قطر
وفي ظل تعهدهم المتواصل بمواجهة إسرائيل، يسعى الحوثيون إلى ترسيخ قوتهم في المنطقة، لاسيما من خلال استهداف شريان بحري حيوي. ويُظهر الهجومان الأخيران للحوثيين في البحر الأحمر توسّعا ملحوظا في التكتيك القتالي لهم، إذ شمل استخدام زوارق هجومية سريعة ومسيّرات مفخخة وصواريخ صغيرة، ضمن هجمات مركبة متزامنة، من دون اللجوء إلى صواريخ بعيدة المدى حصرا.
وقال المسلمي إن الحوثيين تمكّنوا من تعزيز قوّتهم البحرية خلال العامين الماضيين، وأصبحوا 'روادا في الحروب البحرية بتقنيات وأسلحة متطورة'. وأوضح أن هجماتهم في البحر الأحمر 'وسيلة فعالة للغاية للتسبب في نزف للغرب بأكمله ومعظم الشرق'، في حين أن الصواريخ التي يطلقونها على إسرائيل تُلحق 'ضررا محدودا' فقط.
وكانت واشنطن شنّت حملة شرسة استهدفت مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن استمرت أسابيع، قبل أن ينهيها اتفاق لوقف إطلاق النار في السادس من مايو بين الجانبين بوساطة عُمانية. لكن يبدو أن الحوثيين تعافوا بسرعة، إذ يقول المسلمي 'رغم التأثير الكبير للحملة الأميركية على قدرات الحوثيين في مجال الاتصالات وبعض القدرات العسكرية، فإنهم لا يزالون يملكون مخزونا ضخما وأعادوا بناء اتصالاتهم بسرعة'.
ورغم الهدنة مع الأميركيين، أكّد الحوثيون أن السفن الإسرائيلية ستبقى 'عرضة للاستهداف' في الممرات المائية قبالة اليمن. وأجبرت هجمات الحوثيين شركات شحن عدة على تغيير مسارات سفنها، ما أدى إلى تقلص حركة الملاحة عبر قناة السويس، الممر الحيوي الذي يمرّ عبره عادة نحو 12 في المئة من حركة الملاحة العالمية، وفق الغرفة الدولية للشحن.
وقالت ريدان إن 'معدل المرور عبر مضيق باب المندب لا يزال منخفضا مقارنة بعام 2023، فقد تقلّص بأكثر من 50 في المئة'. ولفت المذحجي إلى أن 'إعادة تنشيط جبهة البحر الأحمر بطريقة غير مسبوقة وعنيفة ستصب في تعزيز سردية إسرائيل عن مخاطر الحوثيين وهي سردية لها جمهور واسع في العالم الغربي'.
وتردّ إسرائيل على الحوثيين بتنفيذ عدة ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن، بما فيها الموانئ ومطار العاصمة صنعاء. وقد تضع هذه الخطوة التصعيدية الحوثيين في مرمى ردود فعل أكثر حدة وتصعيد عسكري مضاد قد يكون أكثر اتساعا وشراسة، من أجل كسر قوة آخر حلفاء إيران في المنطقة.
وأضاف المذحجي أن التصعيد الحوثي سيفعّل خطط مواجهتهم، حتى تلك التي لم تنضج في السابق. ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحفي الخميس، أوروبا إلى 'إعادة النظر في نهجها في التعامل مع هذا التهديد'، في إشارة إلى الحوثيين، مضيفا 'إنه تهديد للسلم والأمن الدوليين وللاقتصاد. إذا لم يُواجه الحوثيون، فستتفاقم هذه المشكلة'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 21 دقائق
- اليمن الآن
المعارضة الإسرائيلية عن مقتل 3 عسكريين بغزة: نتنياهو يبيع جنوده
أكد قادة بالمعارضة الإسرائيلية، الاثنين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يبيع جنوده ويضحي بدمائهم" للبقاء في السلطة. ووصفوا مقتل 3 عسكريين في قطاع غزة بأنها "كارثة مفجعة" و"ليلة سوداء"، وأنهم لقوا حتفهم ضمن "حرب سياسية لا تنتهي". وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: "فقدت إسرائيل اليوم ثلاثة من أفضل جنودها- الرقيب شوهام مناحيم، والرقيب شلومو ياكير شرام والرقيب يولي فكتور من سلاح المدرعات الذين سقطوا في معركة بقطاع غزة". وأضاف عبر منصة إكس: "أتقدم بأحر التعازي لأسرهم في هذا الوقت العصيب". وقالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف عبر إكس: "بموت الجنود الثلاثة نواصل القتال حتى عودة جميع المختطفين، والقضاء على قدرات حماس". ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 197 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. ** حرب سياسية أما زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان فكتب عبر إكس: "إسرائيل 2025. إعلان جديد للجيش الإسرائيلي: سقط اليوم ثلاثة مقاتلين أبطال آخرين في غزة، ضحايا لحرب سياسية لا تنتهي". وأضاف: "مَن أرسلهم إلى المعركة (يقصد نتنياهو) يجتمع مع زعماء الأحزاب الحريدية لضمان إعفاء حلفائه السياسيين من التجنيد". غولان يشير بذلك إلى أزمة سياسية، إذ تهدد الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الحكومة ما لم يتم إقرار قانون لإعفاء أبناء الطائفة من التجنيد بالجيش. وتابع: "مرة أخرى يبيع (نتنياهو) جنوده ويضحي بدمائهم من أجل البقاء ليوم آخر على الكرسي". ** ليلية سوداء فيما كتب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينت عبر إكس: "ليلة سوداء". وأضاف: "تلقّت عائلة أخرى للتو نبأ مروعا بمقتل ابنها في غزة". و"في تلك اللحظات، وفي أروقة الكنيست، يقوم أعضاء الائتلاف الحاكم بقلب العالم رأسا على عقب لسن قانون التهرب من التجنيد"، حسب بينت. وأردف: "يعمل هؤلاء السياسيون على منع الشباب الحريدي من الانضمام إلى أقرانهم الذين يدافعون عن شعب إسرائيل بأجسادهم"، على حد قوله. وتساءل: "لماذا حقا؟ ففي النهاية جميعنا نعيش هنا. هذه الفجوة لا يمكن التغلب عليها". و"نحن في حالة حرب. أبناؤنا هناك. في غزة، وفي الشمال (الحدود مع لبنان)، أينما دعت الحاجة. هذه حكومة مخزية"، كما ختم بينت. ** "كارثة مفجعة" بدوره، وصف زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر إكس، مقتل الجنود الثلاثة بـ "الكارثة المفجعة". وعلّقت حركة "أمهات يقظة"، التي تمثل أمهات الجنود الإسرائيليين، على صياغة مشروع قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، قائلةً: "قُتل اليوم ثلاثة مقاتلين في غزة، وانتحر جندي آخر في قاعدة عسكرية" بالجولان السوري المحتل. وأضافت، في بيان نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "في الوقت نفسه، وبينما تعلم الحكومة بما حدث، انشغلت بإيجاد حلول للحريديم للتهرب من الخدمة العسكرية". الحركة أردفت: "بينما تنهار حياة كاملة، يتم الزج بأبنائنا في أعماق الجحيم، مستنزفين ومنهكين، بلا أمل". وتابعت: "مزيد من القتلى ومن حالات الانتحار، وهم (الحكومة) يتصرفون كما لو أن لدينا عددا لا يُحصى من الأبناء الذين يجب دفنهم. يجب ألا ندع هذا يستمر". ونعى نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، الجنود الثلاثة بقوله عبر إكس: "مساء صعب. ينعى الشعب الإسرائيلي بأسره سقوط المقاتلين الأبطال الثلاثة". والاثنين، أعلنت إسرائيل مقتل 3 من جنودها وإصابة ضابط بجروح خطيرة؛ جراء تفجير دبابة كانت تقلهم شمالي قطاع غزة، وهم من سلاح المدرعات، في كتيبة 52 التابعة لفرقة "آثار الحديد" (401). وبمقتل هؤلاء الجنود، ارتفعت الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 893 ضابطا وجنديا، إضافة إلى 6 آلاف و99 مصابا.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الحديدة.. مسؤول بيئي يحذر من كارثة بحرية بسبب إغراق الحوثيين للسفن في البحر الأحمر
ألسنة اللهب والدخان سفينة في البحر الأحمر REUTERS السابق التالى الحديدة.. مسؤول بيئي يحذر من كارثة بحرية بسبب إغراق الحوثيين للسفن في البحر الأحمر السياسية - منذ 3 دقائق مشاركة المخا، نيوزيمن، علي جعبور حذَّر مدير الهيئة العامة لحماية البيئة والشؤون البحرية بمحافظة الحديدة فتحي عطا من كارثة بيئية وإنسانية جسيمة تلوح في الأفق نتيجة تزايد حوادث إغراق السفن التجارية في البحر الأحمر من قِبل ميليشيا الحوثي الإرهابية. وفي تصريح خاص لـ"نيوزيمن"، أوضح عطا أن سفينة "روبيمار" كانت تحمل نحو 22 ألف طن من الأسمدة، فيما كانت سفينة "ماجيك سيز" محمّلة بـ35 ألف طن من نترات الألمنيوم، مشيراً إلى أن غرق هاتين السفينتين يشكل تهديداً مباشراً للبيئة البحرية والتنوع الحيوي في البحر الأحمر، ويطال دول الإقليم بأسره. وأضاف: "المخاطر البيئية الناجمة عن هذه العمليات التخريبية كثيرة جداً، وتشمل تسرب المواد السامة إلى المياه، ما يؤدي إلى نفوق الكائنات البحرية وتدمير الشعب المرجانية، وانهيار سلاسل الغذاء البحرية". وتابع قائلاً: "أكثر من 350 ألف صياد من أبناء تهامة والحديدة مهددون بفقدان مصدر رزقهم الوحيد بسبب التلوث البحري، وهؤلاء يعيلون مئات الآلاف من الأسر، لكن الميليشيات الحوثية لا تهتم بالإنسان اليمني ولا بالبيئة أو مستقبل الأجيال". وأشار عطا إلى أن الهيئة كانت على وشك بدء عملية إنقاذ لسفينة "روبيمار" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبرنامج السعودي لإعادة الإعمار، من خلال إنزال معدات متخصصة لرفع الحمولة أو تخفيفها، إلا أن الجميع تفاجأ بإغراق سفينتين جديدتين هما "إتيرنيتي سي" و"ماجيك سيز". وأكد أن الهيئة تمتلك بعض المعدات والفرق الفنية المتخصصة في التعامل مع التلوث البحري، لكنها تفتقر إلى الإمكانيات الكافية لمواجهة كارثة بهذا الحجم، مطالباً الأمم المتحدة ودول الإقليم بالتحرك العاجل. وقال: "نحن بحاجة لدعم فوري لاحتواء آثار هذه الكارثة، والضغط الدولي على الحوثيين لوقف هذه الجرائم البيئية التي تهدد الحياة البحرية والملاحة الدولية في ممر باب المندب، أحد أهم الممرات التجارية في العالم". وختم بالقول: "إذا استمر هذا العبث دون رادع، فإن التجارة العالمية ستتأثر، وستدفع المنطقة والعالم ثمناً باهظاً".


يمن مونيتور
منذ 2 ساعات
- يمن مونيتور
انسحاب حاملة الطائرات كارل فينسون وتراجع القوة الأمريكية في البحر المتوسط وسط تصاعد هجمات الحوثيين
يمن مونيتور/قسم الاخبار غادرت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس كارل فينسون منطقة الشرق الأوسط بعد ثلاثة أشهر من الانتشار المكثف في إطار مهام القيادة المركزية الأمريكية، متجهة نحو المحيط الهندي، فيما قلصت الولايات المتحدة عدد مدمراتها في البحر الأبيض المتوسط إلى سفينة واحدة فقط. وبحسب مسؤول دفاعي تحدث لشبكة USNI News، فإن كارل فينسون التي قضت 238 يومًا في البحر، كانت جزءًا من أكبر انتشار لحاملات الطائرات الأمريكية على الساحل الغربي منذ بدء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أواخر 2023. ويأتي هذا الانسحاب في ظل استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، حيث تمركزت مجموعات حاملة الطائرات الأمريكية في بحر العرب بدلاً من البحر الأحمر. في المقابل، اعتمدت واشنطن على مدمرتين مستقلتين للتعامل مع التهديدات في البحر الأحمر، وهما يو إس إس فورست شيرمان ويو إس إس تروكستون، بينما خفضت عدد مدمرات الصواريخ الموجهة في البحر المتوسط من خمس إلى واحدة فقط، في خطوة تعكس تقليص الوجود العسكري الأمريكي في هذه المنطقة الحيوية. وتزامن ذلك مع تصعيد الحوثيين لهجماتهم العسكرية، حيث نفذوا هجومين على سفن تجارية يونانية ترفع العلم الليبيري في بحر العرب، ما أسفر عن غرق سفينة 'إم في ماجيك سيز' وقتل أربعة من طاقم سفينة 'إترنيتي سي'. الهجمات استخدمت فيها الحوثيون قوارب صغيرة وصواريخ كروز وباليستية وطائرات مسيرة، وزعموا أن مالكي السفن انتهكوا حظرهم على زيارة الموانئ الإسرائيلية. ولم تستجب أي قوات بحرية أمريكية أو خفر سواحل لمساعدة السفن المتضررة، حسب تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، ما أثار تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على حماية الممرات البحرية الحيوية في ظل تراجع حضورها العسكري. ويشير محللون إلى أن الهجمات الحوثية قد تكون رسالة سياسية تهدف إلى الضغط من أجل هدنة أوسع في النزاع الإقليمي، خاصة مع اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي لبحث وقف إطلاق النار مع حماس. ويرجح خبراء أن طهران تشجع هذه التحركات لتعزيز نفوذها الإقليمي، مستغلة الصراع بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية استمرار التزام واشنطن بحماية حرية الملاحة من هجمات الحوثيين، ووصفتها بالتهديد الإرهابي المستمر الذي يستهدف الأمن الاقتصادي والبحري في المنطقة، في حين أكد مسؤول أمريكي لصحيفة وول ستريت جورنال أن وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا رغم تصاعد الهجمات. هذه التطورات تعكس تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في الشرق الأوسط، حيث تؤثر تحركات الحوثيين المدعومين من إيران بشكل مباشر على الاستراتيجية الأمريكية وتوازن القوى البحرية في المنطقة.