
معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى 60 في المئة... ماذا تعني الأرقام؟
أعلنت إسرائيل يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران أنها هاجمت منشآت نووية وعسكرية في إيران، بهدف ضرب برامجها العسكرية والنووية لتشتعل فتيل مواجهة بين البلدين.
وجاءت هذه الهجمات بعد أن تبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً ضد إيران "لعدم الوفاء" بالتزاماتها ضمن خطة العمل المشتركة (المعروفة بالاتفاق النووي)، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز السقف المحدد عند 67.3 في المئة.
وتحوّلت مسألة تخصيب اليورانيوم إلى محور الخلاف بين إيران والولايات المتحدة خلال المحادثات النووية، وهو خلاف مستمر رغم خمس جولات من المحادثات غير المباشرة.
وكانت القيود المتعلقة بالتخصيب من أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني على مدى العقدين الماضيين.
فماذا نعرف عن تخصيب اليورانيوم؟ ولماذا أصبح نقطة خلاف رئيسية؟ ولماذا أثار تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60 في المئة قلق الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
ما هو اليورانيوم وما هو مصدره؟
اليورانيوم عنصر طبيعي ثقيل موجود في الصخور والتربة وحتى في مياه البحر. ورغم انتشاره الواسع في قشرة الأرض، لا يُستخرج بتركيزات عالية إلا في بعض المناطق.
ومن أبرز منتجيه: كازاخستان، كندا، أستراليا، وعدد من الدول الإفريقية. كما تمتلك إيران احتياطيات يورانيوم وتستخرجه من مناجم محلية.
لكن اليورانيوم في حالته الطبيعية لا يستخدم بشكل فعّال في إنتاج الطاقة أو الأسلحة، لأن أكثر من 99 في المئة منه هو يورانيوم-238، غير القابل للانشطار . أما النظير النادر والقيّم فهو يورانيوم-235، الذي لا يشكل سوى 0.7 في المئة من اليورانيوم الطبيعي، وهو القادر على توليد الطاقة من خلال الانشطار النووي.
انشطار ذرات اليورانيوم-235 يطلق طاقة كبيرة.
تُستخدم هذه الطاقة في المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء، أما في القنبلة النووية، فيحدث هذا التفاعل بسرعة ودون سيطرة، مما يؤدي إلى انفجار هائل.
ما هو التخصيب وما هي مستوياته الشائعة؟
سواء تعلق الأمر بأغراض مدنية أو عسكرية، يجب معالجة اليورانيوم لزيادة نسبة يورانيوم-235 فيه، وهي عملية تُعرف بـ"التخصيب".
يُجرى التخصيب باستخدام أجهزة طرد مركزي غازية تدور بسرعة كبيرة تفصل بين النظير الأخف (يورانيوم-235) والنظير الأثقل (يورانيوم-238).
وتُصنّف مستويات تخصيب اليورانيوم كالتالي:
يورانيوم طبيعي: يحتوي على 0.7% من يورانيوم-235، ولا يمكن استخدامه مباشرة في الطاقة أو الأسلحة.
يورانيوم منخفض التخصيب (حتى 5%): يُستخدم في معظم محطات الطاقة النووية. نسبة 3.67% كانت الحدّ الأقصى لإيران وفق اتفاق عام 2015
يورانيوم متوسط التخصيب (حوالي 20%): يُستخدم في مفاعلات الأبحاث لإنتاج النظائر الطبية وبعض التطبيقات الصناعية، ويُعد خطوة تقنية نحو التخصيب العالي.
يورانيوم عالي التخصيب (فوق 60%): وهو قريب من مستوى التخصيب لصناعة الأسلحة. تمتلك إيران حالياً مخزوناً منه، ما يثير قلق الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنه يُعتبر تمهيداً تقنياً لصنع سلاح نووي.
يورانيوم مخصب بنسبة 90% أو أكثر: يُستخدم لصناعة الأسلحة النووية. وتعتبر الوكالة أن امتلاك 25 كيلوغراما من هذا النوع كافٍ لصناعة قنبلة نووية بسيطة.
كلّما زاد تخصيب اليورانيوم، أصبح الطريق إلى صنع الأسلحة أقصر وأكثر خطورة.
من أين جاء مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة نسبة 3.67% وما هي فائدته؟
جرى تحديد مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% في الاتفاق بين إيران والقوى العالمية عام 2015. وقد تم التوصل إلى هذا الرقم نتيجة لتفاهم سياسي وتقني يهدف إلى تحقيق توازن بين حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وضمان المجتمع الدولي بعدم امتلاكها لسلاح نووي.
تقنيًا، يُعد اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% مناسبا للاستخدام في مفاعلات الطاقة النووية المدنية، حيث يُستخدم لإنتاج تفاعل نووي متسلسل يمكن التحكم فيه لتوليد الكهرباء.
وقد جرى تحديد هذه النسبة بهدف إطالة "زمن الاختراق النووي" (أي الوقت الذي قد تحتاجه إيران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية)، ليصل إلى نحو عام، مما يمنح المجتمع الدولي فرصة للتدخل دبلوماسيًا أو تقنيًا في حال حدوث خرق للاتفاق.
ما هو اليورانيوم المخصب لصنع أسلحة، ولماذا يشكل مخزون إيران من اليورانيوم بدرجة 60 في المئة، مصدر قلق؟
اليورانيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة هو يورانيوم يحتوي على نظير مخصب بنسبة 90% من اليورانيوم-235.
وتُستخدم هذه المادة في تصنيع الأسلحة النووية، لأن هذا المستوى من التخصيب يسمح بحدوث تفاعل متسلسل سريع وغير منضبط، يؤدي إلى انفجار نووي.
لكن الوصول إلى هذا المستوى لا يتم دفعة واحدة، بل يمر عبر مراحل تدريجية. ومن الناحية التقنية، كلما ارتفعت نسبة التخصيب، أصبحت الخطوة التالية أسهل وأسرع. ولهذا يُثير امتلاك إيران لمخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قلقاً كبيراً، ليس فقط لأنه قريب تقنياً من مستوى التخصيب المستخدم في الأسلحة، بل أيضاً لأنه عديم الجدوى تقريباً في الاستخدامات السلمية والمدنية.
إذ لا توجد مفاعلات طاقة أو مشاريع علمية مدنية معروفة تتطلب يورانيوم مخصباً بهذه النسبة.
وبالتالي، يثير وجود مثل هذا المخزون تساؤلات حول الغرض الحقيقي من إنتاجه. ومن بين أبرز المخاوف أن إيران، بامتلاكها كمية كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تستطيع تقليص "زمن الاختراق النووي" (أي الوقت اللازم لإنتاج سلاح نووي) إلى بضعة أسابيع فقط، إذا ما قررت اتخاذ القرار السياسي بذلك.
وتشدد طهران دائما على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.
ما هو "زمن الاختراق" وما هي التقديرات بشأن إيران؟
يشير مصطلح "زمن الاختراق" إلى المدة الزمنية التي تحتاجها دولة لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يسمح بصنع قنبلة نووية، بدءاً من لحظة اتخاذ القرار بذلك. ولا يشمل هذا الزمن تصنيع القنبلة أو إيصالها، بل يقتصر على إنتاج المواد الانشطارية اللازمة فقط.
عند بدء تنفيذ الاتفاق النووي عام 2015، قُدّر زمن الاختراق بالنسبة لإيران بعام تقريباً. لكن مع وجود كميات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، انخفض هذا الزمن بشكل ملحوظ.
ووفق تقييم حديث أصدره "معهد العلوم والأمن الدولي" في 9 يونيو/حزيران 2025، تستطيع إيران إنتاج أول 25 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب المستخدم في الأسلحة خلال يومين إلى ثلاثة أيام فقط في منشأة فوردو. وتشير التقديرات إلى أن إيران قادرة على إنتاج 233 كيلوغراماً من اليورانيوم عالي التخصيب خلال ثلاثة أسابيع، وهو ما يكفي لصنع تسع قنابل نووية.
وإذا أجرت إيران التخصيب في منشأتي فوردو ونطنز معاً، فإنها قد تنتج ما يكفي لصنع 11 سلاحاً في الشهر الأول، و15 بحلول نهاية الشهر الثاني، وأكثر من 20 قنبلة خلال خمسة أشهر.
ولا يشمل هذا التحليل الوقت اللازم لتحويل المواد إلى سلاح فعلي، والذي يقدّره خبراء ببضعة أشهر إلى عام بمجرد توفر المواد الانشطارية.
ما هي آخر التطورات بشأن حول مخزون إيران من اليورانيوم بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرّية؟
أفاد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الصادر في مايو/أيار 2025، بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بلغ مستويات غير مسبوقة.
وبحسب التقرير، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم، بجميع مستويات التخصيب والأشكال الكيميائية، 9247.6 كيلوغرام (من حيث كتلة اليورانيوم) حتى 17 مايو، بزيادة قدرها 953.2 كيلوغرام مقارنة بالتقرير السابق.
لكن الجزء الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتعلق باليورانيوم المخصب بنسبة 60%، أي أقل بدرجة واحدة فقط من المستوى المطلوب لصنع الأسلحة. إذ تمتلك إيران حالياً 408.6 كيلوغرام من هذا النوع من اليورانيوم.
وأشار التقرير إلى أن إيران تواصل بسرعة تحويل اليورانيوم المخصّب بنسبة 20% إلى يورانيوم مخصّب بنسبة 60%، وهي خطوة لا تقتصر فقط على تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، بل تعكس أيضاً الجاهزية التقنية لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تؤهله لصنع الأسلحة خلال فترة زمنية أقصر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
توسّع رقعة العدوان الأمريكي – الصهيوني إلى إيران!الطاهر المعز
توسّع رقعة العدوان الأمريكي – الصهيوني إلى إيران! الطاهر المعز أكد الكيان الصهيوني قبل أيام قليلة من العدوان، 'إن لإيران خطة سرية لإنتاج أسلحة نووية' وفق موقع الجيش الصهيوني 'استنادًا إلى بيانات استخبارية' تُظْهِرُ إن إيران 'على قاب قَوْسَيْن أو أَدْنَى من امتلاك أسلحة نووية، وأصبح ذلك ممكنًا من خلال الإنتاج واسع النطاق لليورانيوم المخصب واستخدام البنية التحتية تحت الأرض المنتشرة في مناطق مختلفة من البلاد، ويدعي الجيش الصّهيوني 'إن إيران بدأت العمل على هذا البرنامج منذ عدة عقود بمشاركة خبراء نوويين وأنه تم إحراز تقدم كبير في السنوات الأخيرة، وتسارعت وتيرة التّقدّم خلال الأشهر الأخيرة… ( وإن ) الجهود الدولية لاحتواء طهران بالوسائل الدبلوماسية لم تسفر عن نتائج، ( مما يُحتّم) اتخاذ تدابير خاصة للتصدّي لإيران'، وفق موقع الجيش الصهيوني بتاريخ العاشر من حزيران/يونيو 2025، واتهمت إيران الوكالة الدّولية للطاقة الذّرِّية بتسريب المعلومات إلى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ( وهو ما فعلته الوكالة في العراق وفق أعضاء اللجنة البارزين محمد البرادعي و الضابط الأمريكي سكوت ريتر) وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية 'إن محطة بوشهر للطاقة النووية لم تتجاوز ما تم الإتفاق عليه من تخصيب اليورانيوم، ولم تتجاوز مستويات الإشعاع في منشأة نطنز النووية الحدّ المقبول'، وفق تصريح المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، في بيان نُشر يوم الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025. بعد الهجوم الصهيوني على حوالي مائة من المواقع العسكرية والمدنية الإيرانية باستخدام مائتَيْ طائرة، واغتيال مسؤوليين عسكريين وعلماء الذّرّة، بمشاركة أمريكية، يوم الجمعة الثالث عشر من حزيران/يونيو 2025، أعلن الجيش الإيراني إطلاق أكثر من مئة طائرة مُسيّرة، واعترضت الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الأردنية عدة صواريخ وطائرات مُسيّرة لأنها 'اخترقت المجال الجوي للمملكة'، وأفادت صحيفة Times Military Observer 'إن بريطانيا لا تعتزم الدفاع عن إسرائيل'. حَمّلت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة مسؤولية المُشاركة في العدوان على المنشآت النووية الإيرانية، وورد في بيان الوزارة: 'ما كان لمثل هذه الأعمال العدوانية التي قام بها النظام الصهيوني ضد إيران أن تحدث لولا تنسيق وتفويض الولايات المتحدة، لذلك، تتحمل الحكومة الأمريكية، بصفتها الداعم الرئيسي للنظام الصهيوني، مسؤولية العواقب الوخيمة لهذا التصعيد المتهور ( لأن) لإيران الحق في الرد'، وأطلقت إيران صواريخ باليستية باتجاه فلسطين المحتلة، ووصف الممثل الدّائم لإيران لدى الأمم المتحدة العدوان الصهيوني بأنه 'إرهاب دولة وإعلان حرب (… ) إن دعم الولايات المتحدة للعدوان الصهيوني جعل المفاوضات بشأن البرنامج النووي عقيمة'. يُشكل الكيان الصهيوني خطرًا على شعوب المنطقة من عرب وعجم، فقد هاجم الجيش الصهيوني – مستخدمًا السلاح الأمريكي – إيران، قبل أيام قليلة من جولة مفاوضات أمريكية إيرانية، مما أدى إلى قطع أي إمكانية للتوصل إلى حل دبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، وكانت الولايات المتحدة قد سلّمت للجيش الصهيوني عشرين ألف صاروخ كان من المفروض توجهها إلى أوكرانيا، وذلك قبل فترة قصيرة من هذا العدوان الجديد في إيران تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع مدينة مشهد الإيرانية يوم 13 حزيران/يونيو 2025، مطالبين بالرد على عدوان جيش الاحتلال الصهيوني على بلادهم، وفي الساعة الحادية عشرة مساء الجمعة، ضربت إيران وزارة الحرب في تل أبيب ودمرت تسعة مبان أخرى في رامات جان، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالعديد من المباني الأخرى، وفقا لوسائل إعلام صهيونية. بعض مظاهر توسيع دائرة العدوان نفذ الكيان الصّهيوني عدوانا جوّيّا ضد إيران يوم الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025، مستخدمًا أكثر من 200 طائرة مقاتلة أطلقت 330 قذيفة، وعملت الولايات المتحدة على إبراز قوة الأسلحة الأمريكية المتطورة، وخاصة مقاتلات F-35 ( التي تمكن الدّفاع الجوي من إسقاط إحداها وأَسْر قائدها) و إف – 16 في اختراق الدفاعات الإيرانية واستهداف منشآت نووية (أبرزها منشأة نطنز النووية الحساسة ) وقيادات عسكرية رفيعة، وأعلنت الصحف الغربية وصحف دول التطبيع العربية عن 'تفكيك منظومات الدفاع الإيرانية، وشل قدرتها على الرد، وتدمير الشبكات القيادية والمنشآت النووية'، بينما عملت الولايات المتحدة على استغلال العدوان لإظهار تفوق التكنولوجيا العسكرية الأميركية في وقت تتصاعد فيه المنافسة في سوق السلاح، مع حِرْص واشنطن على تقييد بيع مقاتلاتها الأكثر تطوراً للدول العربية، للحفاظ على التفوق العسكري النوعي للكيان الصهيوني. ردّت إيران مساء اليوم نفسه ( الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025 ) بسلسلة من الصواريخ الباليستية والمسيّرات، واستهدفت مواقع في تل أبيب ( من بينها مبنى وزارة الحرب) وحيفا والنّقب والقُدس وغيرها، واستمر تبادل القصف الجوي والصواريخ حتى تاريخ إعداد هذه الورقة ( 16/06/2025) وشنت إيران في الساعات الأولى من صباح الأحد 16 حزيران/يونيو 2025 موجات متتالية من الهجمات الصاروخية والمسيّرات، استهدفت مواقع حساسة في تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى وسط البلاد، بما في ذلك مركز أبحاث إستراتيجي و سبعة مواقع حيوية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام صهيونية، ، بينما أمرت الرقابة العسكرية شبكات التلفزيون بعدم إعلان مواقع سقوط الصواريخ، في محاولة للحد من تسريب معلومات قد تستفيد منها طهران، مما يُفنّد الأخبار التي راجت عن شلّ القدرات العسكرية ( المادّية والبشرية) الإيرانية، منذ الثالث عشر من حزيران 2025… يُشكّل العدوان الحالي على إيران حربًا أمريكية بمشاركة صهيونية، حيث ادّعى الرئيس الأمريكي 'نحن نقترب من الإتفاق مع إيران على تهدئة الوضع وتسوية الخلافات…'، قبل فترة وجيزة من العدوان، ولا يمكن للكيان الصهيوني إنجاز الهجمات التي يُنفّذها منذ سنوات بدون الدّعم والحماية والإسناد الأمريكي المخابراتي، وبطائرات التزود بالوقود في الجو، وهي عملية تقسيم للأدوار لأن الولايات المتحدة التي تريد المُضي قُدُما في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير تحت هيمنتها بمساعدة الكيان الصهيوني، مع تجنّب استهداف جنودها وقواعدها في الخليج والعراق وسوريا ( 12 قاعدة) أو إغلاق مضيق هرمز، ويهدف مشروع 'الشرق الأوسط الكبير' ( أو 'الجديد') نهب الموارد والسيطرة على الممرات والمواقع الإستراتيجية، مع خُلُوّ المنطقة من أي قوة وطنية مُعارضة للإستعمار وللهيمنة وللمخططات الأمريكية والصهيونية. إن إيران مُسْتَهْدَفة منذ سقوط نظام الشاه سنة 1979، وخصوصًا منذ تقاربها مع الصين وروسيا، ودعمها قُوى المُقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها، وشكّل البرنامج النّووي 'قميص عثمان'، فقد أفضى تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تفنيد مزاعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني بشأن 'قيام إيران ببناء سلاح نووي'، واستخلصت كافة تقارير هذه الوكالة 'إن البرنامج النووي الإيراني لم يتجاوز القواعد المعمول بها لإنتاج الطّاقة ' ومع ذلك تدّعي القوى المعادية 'إن إيران تشكل تهديدًا للنظام الدولي وهي على قاب قوسيْن أو أدنى من إنتاج السلاح النّوَوِي'، فيما دعت إيران إلى إنشاء 'منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط'، ورفضت القوى الإمبريالية هذا الإقتراح لأن الكيان الصهيوني هو القوة الوحيدة التي تمتلك سلاحًا نوويًا في المنطقة… مخاطر وتداعيات ندّدت روسيا والصين بالعدوان الصهيوني واعتبرتاه 'انتهاكًا صارخًا للسيادة'، فيما دعمت الولايات المتحدة وأوروبا العدوان بشكل ضمني واستنكرت السعودية العدوان أوروبا والتزمت دُويْلات الخليج الأخرى الصمت مع تَشَفِّي إعلامها من إيران مما حدا بوسائل إعلام أجنبية وصهيونية للحديث عن تحالف دفاعي جديد بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية (خصوصًا في الخليج)، في مواجهة محور إيراني-روسي-صيني، وتُشير بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى احتمال تعزيز الترسانة العسكرية الأمريكية في الخليج 'لحماية حلفائها'، بينما بدأت الحكومة الصهيونية استغلال هذه الحرب لتعزيز الجبهة الدّاخلية ولتصبح أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم، تعفي الولايات المتحدة من التّدخّل العسكري المباشر، كما حصل سنة 2020، لما اغتالت الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في مطار بغداد. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، منذ يوم 13 حزيران 2025، إجلاء موظفين أمريكيين من بغداد، وعبرت وسائل الإعلام الأمريكية عن احتمال توسّع الحرب إلى العراق والخليج وسوريا، فيما يُشارك الأردن ( حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة) في التّصدّي للصواريخ الإيرانية، وتُشارك القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج ( حوالي أربعين ألف جندي أمريكي في 12 قاعدة وفي البوارج الحربية الأمريكية بالخليج والبحر الأحمر ) في العدوان الصهيوني بأشكال وأدوات مختلفة، وقد يتجاوز تأثير هذه الحرب منطقة 'الشرق الأوسط' ليشمل قطاع المحروقات ومسالك التجارة الدّولية، وارتفعت أسعار النفط بشكل حاد صباح الجمعة 13 حزيران 2025 عقب أنباء عن بداية العدوان الصهيوني على إيران. الوكالة الدّولية للطاقة الذّرية، فرع للمخابرات الأمريكية والصهيونية؟ فَرَضت الولايات المتحدة سنة 1991 تدمير الأسلحة العراقية، وفرضت إشراف الوكالة الدّولية للطاقة النووية ( التابعة للأمم المتحدة) على برنامج العراق لإنشاء مفاعل سلمي يُستخدم لتوليد الطاقة، وكان مديرها محمد البرادعي من مصر ومساعده الضابط الأمريكي سكوت ريتر يُسلّمان تقاريرهما إلى وكالة المخابرات الأمريكية التي تُحوّره و'تُعدّله' بما يتلاءم مع الأهداف الأمريكية، قبل مُصادقة الأمم المتحدة عليه ونشر 'النّسخة الأمريكية' للتّقرير، وفي سوريا، برهنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تبعيتها للقوى الإمبريالية بنشرها تقريرًا يُزيّف الوقائع بشكل مفضوح، مما أثار تساؤلات حول حيادها واستقلاليتها، وأعلنت إيران، يوم الأحد الثامن من حزيران/يونيو 2025، قبل القصف الصهيوني، حصولها على 'كمية كبيرة من الوثائق والمعلومات استراتيجية وعملياتية وعلمية متعلقة بالمنشآت النووية الصهيونية (… ) وتم الحصول على هذه الوثائق من خلال مخبرين ميدانيين، ونُقلت إلى إيران بسرية تامة، ولن تُنشر جميعها قريبًا…'، وزعم تقرير حديث لوكالة أنباء فارس 'إن الوكالة أصبحت أداةً في خدمة مصالح حكومة تل أبيب'، وتُسرّب لها معلومات سرّيّة حصلت عليها الوكالة خلال عملها المتمثل في تفتيش محطّات الطاقة الإيرانية، وزعمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوثائق سُرقت منها، ولم يتم الحصول عليها من فلسطين المحتلة، وتكشف هذه الوثائق تسريب الوكالة معلومات حساسة عن المواقع الإيرانية إلى وكالات تجسس تابعة للكيان الصهيوني، لتنتفي بذلك صفة الحِياد لأن الوكالة الدّولية للطاقة الذرية 'أصبحت أداةً في خدمة أهداف الكيان الصهيوني'، وفق القائد العام للجيش الإيراني، ولتخفيف أمر تسريب هذه المعلومات أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي ( من الأرجنتين): 'لا تتهم الوكالة إيران بتطوير أسلحة نووية، لكنها قلقة بشأن مستويات التخصيب الحالية، والتي تتطلب اهتمامًا وتدقيقًا دوليين… إن تخصيب اليورانيوم في حد ذاته ليس نشاطًا محظورًا، ولكن عندما يتراكم ويستمر في التراكم بكمية قريبة جدًا من الكمية اللازمة لصنع جهاز نووي متفجر، فلا يُمكننا تجاهله… نحن لا ندّعي امتلاك إيران أسلحة نووية أو إن لديها برنامجًا عسكريًا، لكن لا يجب تجاهل مستوى التخصيب الذي وصلت إليه إيران…' لقد تم حُصول إيران على هذا الحجم الكبير من الوثائق السّرّيّة والصور ومقاطع الفيديو قبل مدّة وتطلب تنفيذ عملية الحصول عليها ونقلها وتخزينها بأمان ودراستها تعتيما إعلاميا، لأنها وثائق حساسة متعلقة بالمشاريع والمنشآت النووية الصهيونية، بما في ذلك مركز النقب للأبحاث النووية (ديمونا) ومواقع استراتيجية أخرى…' سبق أن اختفت سنة 2016، وثائق سرية حول البرنامج النووي الصهيوني من الأرشيف الوطني في لندن، وتتضمن الوثائق تقريرًا صادرًا عن وزارة الخارجية البريطانية بعنوان 'التعاون العسكري والنووي مع إسرائيل: الأسلحة النووية الإسرائيلية'، وتقارير استخباراتية بريطانية حول خطط الكيان الصهيوني لشراء أسلحة نووية، مع الإشارة إن دولة الإحتلال لم تُوقّع على معاهدة حظر الانتشار النووي، ولليست عضوا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع ذلك فإن الوكالة تدعم الكيان الصّهيوني، لأنها ( الوكالة) خاضعة للسيطرة الأمريكية، كما العديد من الوكالات الدّولية والمُؤسسات المالية ( صندوق النقد والبنك العالمي) والعديد من المنظمات الدّولية الأخرى، وأعلن الكيان الصهيوني، يوم العشرين من أيار/مايو 2025 'اعتقال شخصين ( 25 عاما ) أواخر شهر نيسان/ابريل 2025، مشتبه بهما بارتكاب جرائم أمنية لصالح إيران'، دون الكشف عن تفاصيل أخرى، 'لأسباب أمنية'، وسبق لمجلة 'إيكونوميست' نَشْر مقال خلال شهر شباط/فبراير 2025، عن ' ارتفاع عدد المستوطنين الصهاينة الذين يتجسسون لصالح إيران' ونقلت الصحيفة عن جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (شين بيت) 'إن 39 إسرائيليًا اعتُقلوا سنة 2024 للاشتباه في تجسسهم لصالح إيران'، وقدّر مسؤول الأمن الدّاخلي 'إن إيران تمكنت من تجنيد مئات الإسرائيليين منذ نهاية عام 2022، وتم تجنيدهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو أثناء السفر ' وفقًا لما نقلت عنه الصحيفة… أطلق الكيان الصهيوني البرنامج النووي سراً بفضل دعم فرنسا والولايات المتحدة، منذ سنة 1952، وهما الدولتان الأكثر انتقادًا للأنشطة النووية الإيرانية، حاليا، وتم التّثبّت من إنتاج مفاعل ديمونة أسلحة نووية، وفق الفني السابق في هذه المُنْشأة مُردخاي فعنونو الذي سرب سنة 1987 معلومات تتضمن أدلّة دامغة على البرنامج الصهيوني السّرّي للأسلحة النووية السري، فتم اعتقاله ومحاكمته وإدانته بالسجن لمدة 18 سنة، بتهمة 'الخيانة العُظمى' ولكن الرئيس السابق للكنيست ( مجلس نواب المستوطنين) أبراهام بورغ أعلن خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2013، 'امتلاك إسرائيل أسلحة نووية وكيميائية'، وتضمنت الوثائق التي حصلت عليها إيران معلومات عن مُنْشَأَة ديمونة السرية، والخصائص الهيكلية ومواصفات الأجهزة، وآلاف التفاصيل التقنية المفيدة الأخرى، ومرافق أخرى لم يتم الكشف عنها بعد، وكشفت الوثائق عن التعاون الوثيق بين حكومات الكيان الصهيوني ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ضد إيران، رغم عدم انتماء الكيان الصهيوني لوكالة الطاقة الدّولية، وفق ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، من بينها قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية ( الخميس 12 حزيران 2025) التي أعلنت إن موظفي الوكالة الدّولية للطاقة النووية – ومن بينهم مديرها رفائئيل غروسي – سلموا أسماء عدد كبير من العلماء النوويين الإيرانيين، مما مكن الكيان الصهيوني من اغتيالهم، وذكرت وكالة أنباء فارس أن 'هذه الوثائق تظهر بوضوح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدلا من أن تلعب دورا محايدا، أصبحت أداة تخدم أهداف النظام الصهيوني'. توازن إقليمي جديد أعلن رئيس وزراء العدوّ الصّهيوني إنه يهدف تغيير النظام في إيران، وأكدت نشرات وكالات أسوشيتد برس ورويترز و وُول ستريت جورنال وغيرها، بتاريخ 13 و 14 حزيران/يونيو 2025، أن القوات الأميركية والبريطانية شاركت في اعتراض الصواريخ الإيرانية، وساهمت أساطيلها في الحرب الميدانية والإستخباراتية بشكل مباشر من خلال عمل البوارج العسكرية في البحار والأقمار الصناعية، فضلا عن الدّعم العسكري 'الغربي' ( من كندا إلى أستراليا، مرورًا بأوروبا ) بالسلاح والذّخيرة والدّعم الإقتصادي والإعلامي والسياسي والدّبلوماسي ( في الأمم المتحدة مثلاً)، كما ساهمت الأنظمة العربية بِدَوْرٍ وظيفي في الحرب من خلال السماح للكيان الصهيوني باختراق أجوائها ومن خلال ما لا يقل عن 12 قاعدة عسكرية أمريكية، بالإضافة إلى القواعد العسكرية 'الغربية' العديدة المنتشرة في الأردن والعراق والبحرَيْن ( مَقَرّ القيادة المركزية ) وقَطَر وغيرها، فضلا عن التّواطؤ والتنسيق الأمني مع العدو ومع الإستخبارات الأمريكية والبريطانية التي تستخدم تقنيات التجسّس الإلكتروني للإستحواذ على معلومات وبيانات أمنية وعسكرية ونووية من إيران (وغيرها)، فضلا عن تسريب الوكالة الدّولية للطّاقة الذّرِّيّة معلومات عن عمليات التفتيش التي تقوم بها في إيران، كما حصل سابقًا في العراق، حيث تطّلع الحكومة الأمريكية على مشاريع التّقارير وتقوم بتحويرها قبل نشرها… في باب تداعيات الحرب، أعلنت عدة سفارات صهيونية حول العالم إغلاق أبوابها أمام الجمهور عقب الرّد الإيراني، منها فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وروسيا وأوكرانيا وهولندا والسويد والنرويج ونيجيريا وغانا، وألغت شركات الطيران الخليجية، عدة رحلات جوية من وإلى العراق والأردن ولبنان وإيران وسوريا، غداة العدوان الصهيوني، وأفاد التلفزيون الإيراني أن إيران أغلقت مجالها الجوي، لكن دفاعاتها الجوية تعمل بكامل طاقتها. لم تُعلن إيران بعد قرارها بشأن مشاركتها في الجولة القادمة من المفاوضات. ولم يتضح موقف طهران من مشاركتها في الجولة القادمة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، المقرر إجراؤها في الأسبوع الأخير من يونيو/حزيران 2025، وصَرَّحَ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: 'لقد أفرغ الطرف الآخر المفاوضات من معناها بأفعاله العدوانية، ومن المستحيل أن يُعلن في الوقت نفسه استعداده للحوار لتحقيق تفاهم متبادل حول أي قضية، وفي الوقت نفسه السماح لنظام عنصري بتقويض وحدة أراضي إيران… ومن غير المعقول بالنسبة لإيران، وكذلك بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره، أن يُقْدِمَ النظام الصهيوني على عمل عدواني ويُشعل فتيل حرب في المنطقة دون تعاون وتنسيق مع الولايات المتحدة، التي نُحَمِّلُها مسؤولية عواقب أفعال الكيان الصهيوني، لذلك، لم تُقرّر إيران بَعْدُ المشاركة أو عدم المشاركة في الجولة القادمة من المفاوضات '، وعلى المستوى الدّولي، أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العدوان الصهيوني على إيران، وأعرب عن قلقه العميق إزاء احتمال تصعيد الصراع. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد وَصَفَ الوضع في 'الشرق الأوسط' بأنه مُقلق للغاية، لكنه أشاد بـ'فعالية الضربات الإسرائيلية ضد إيران'، وصرح قائلاً: 'لا علاقة للولايات المتحدة بالهجوم على إيران، ومع ذلك، إذا هاجمت إيران الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، فسيتم نشر القوات المسلحة الأمريكية ضدها على نطاق غير مسبوق'، وأعلن إيلون ماسك يوم 14 حزيران/يونيو 2025، تفعيل نظام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية 'ستارلينك' بهدف 'دقّ المسمار الأخير في نعش النظام الإيراني'، وأكدت شبكتا CNN وBBC ' إن واشنطن على دراية بخطط إسرائيل وتدعمها… ' وقال رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مقابلة بُثت على قناة فوكس نيوز الأمريكية: 'نحن نتصرف بتنسيق تام مع الولايات المتحدة'، بينما أعلن الرئيس الأمريكي أن أمريكا ليست طرفًا في الصراع، وعلاوة على ذلك، استطاعت الطائرات والصواريخ الصهيونية، بفضل الدعم الأمريكي والبريطاني، الوصول إلى مطار مدينة مشهد (مشهد) شرق إيران، قرب الحدود التركمانية الأفغانية، على بُعد 2300 كيلومتر من فلسطين المحتلة، وهذه أبعد مسافة قطعتها طائرات وصواريخ الجيش الصهيوني منذ بدء العملية ضد إيران. أما بخصوص تواطؤ الأنظمة العربية فقد صرّح رئيس الوزراء الصهيوني: 'للسلاح الجوي الإسرائيلي طريق مباشر إلى طهران ( دون اعتراض من سلطات الدّول العربية)… يمكننا الآن ضرب أي أهداف نريدها في طهران وغيرها… يتمثل أحد أهدافنا في تغيير نظام الحكم في إيران…' رغم الدّمار والقتل لا تزال إيران تدافع عن نفسها فقد قصفت صواريخ إيرانية تل أبيب وحيفا فجر يوم الاثنين 16 حزيران/يونيو 2025، في حين يدرس البرلمان الإيراني مشروع قانون للإنسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، خلال بضعة أسابيع، لأن حكومة إيران تدرك إن استهداف برنامج إيران النووي يعني إن الإمبريالية الأمريكية لا تسمح بوجود قُوّة تنافس الكيان الصهيوني. دعم امبريالي مباشر ألغت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران – منذ يوم الخميس 12 حزيران/يونيو 2025 – جميع رحلاتها إلى طهران ( قبل القصف الصهيوني)، مما يُشير إلى عِلْم السلطات الألمانية – ثاني أكبر داعم للكيان الصهيوني بعد الولايات المتحدة – بتاريخ العدوان الصهيوني. في بريطانيا، أكّد رئيس الحكومة عدم مشاركة جيش دولته في العدوان الصّهيوني على إيران، لكنه أعلن إرسال بريطانيا طائرات وسفُنًا وعتادًا حربيا إضافيا إلى المناطق القريبة من إيران، واعترف 'بالمشاركة النشطة والفعالة للقواعد العسكرية البريطانية في قبرص والأردن والعراق وقطر في التعامل مع المسيرات والصواريخ المتجهة نحو إسرائيل خلال ردود إيرانية خلال شهر نيسان/ابريل وشهر تشرين الأول/اكتوبر 2024 '، كما استخدم سلاح الجو البريطاني والأمريكي قاعدة العيديد في قطر وقاعدة عين الأسد غربي العراق وقاعدة إربيل شمال العراق في حماية الطائرات الحربيّة الصهيونية المتجهة نحو إيران لشن أولى هجماتها فجر يوم الثالث عشر من حزيران/يونيو 2025، فضلا عن الدّعم اللُّوجيستي ( التجسس وتوفير الخرائط والمعلومات ) بواسطة القواعد الأمريكية والبريطانية شمال شرقي سوريا وفي الأردن وقبرص فضلا عن المواقع العسكرية الأمريكية في لبنان ومصر وفلسطين المحتلة والخليج ( السعودية والإمارات وعُمان والبحرين وقطر والكويت) وفق وسائل الإعلام البريطانية، فضلا عن الدّعم الأوروبي المباشر للكيان الصهيوني، وخصوصًا من قِبَل فرنسا وألمانيا والتشاور بشأن موقف مُوحّد خلال قمّة السّبع (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان ) في كندا بداية من يوم الأحد 15/06/2025 بشأن ' المخاوف من ارتفاع أسعار النفط مع التأكيد على معارضة البرنامج النووي الإيراني، ودعم حق إسرائيل بالدفاع عن النفس' أما الرئيس الأمريكي فقد وصف العدوان الصهيوني على إيران بالعمل المُمتاز… بدأ قادة دول مجموعة السبع اجتماعهم في كندا الذي يستمر ثلاثة أيام، ابتداء من يوم الأحد 15 حزيران/يونيو 2025، وكانت الحرب الصهيونية الإيرانية من أهم مواضيع القمة التي يُجمِعُ أطرافها على دعم الكيان الصهيوني بشكل مُطْلَق أو شبه مُطْلَق، خصوصًا عندما لا تؤثر الحرب على أسعار النفط وعلى حركة التّجارة الدّولية أو على أسواق الأسهم والعملات، وكرّر الرئيس الأمريكي إشادته بالعدوان الصهيوني ( بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى) فيما اتخذ رئيس وزراء اليابان موقفا مختلفا عن الدول الغربية عبر إدانته وصف العدوان الصهيوني ب'غير المقبول ومؤسف للغاية'. بعض الإسْتِخْلَاصَات لا تزال الحرب مستمرة لكن يمكن ذكر بعض الإستنتاجات ومن بينها إن الإمبريالية الأمريكية مستمرة في تنفيذ مشروع 'الشرق الأوسط الكبير'، بدعم من الإمبريالية الأوروبية، ويندرج إضعاف مصر وإخراجها من المعركة ضد الكيان الصهيوني، وتفتيت العراق وليبيا وسوريا والسّودان، ضمن هذا المخطط، لكي يكون الكيان الصهيوني سائدًا، وضامنًا لمصالح الإمبريالية في المنطقة، ولذا فإن الصراعَ استراتيجيٌّ، ويشمل الإيديولوجيا والثقافة والإقتصاد والموارد الطبيعية والمَمَرّات التجارية والمواقع الإستراتيجية ( بين آسيا وأوروبا وإفريقيا من المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر إلى قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط) والتقنيات الحديثة والفضاء وما إلى ذلك، وكان العدوان على إيران يهدف القضاء على النظام وإعادة التوازن الإستراتيجي الإقليمي لصالح الكيان الصهيوني أولاً وتركيا (عضو حلف شمال الأطلسي ) ثانيا، غير إن إيران صمدت وردّت بقوة، مما قد يُعرقل أو يُؤجّل أو يُلْغِي المُخطّط الأمريكي لتعزيز الدّور الوَظِيفي للكيان الصّهيوني، راعي مصالح الإمبريالية في منطقتنا، لأن دَوْر الولايات المتحدة لا يقتصر على دعم الكيان الصهيوني بل يتعدّاه إلى التخطيط والمُشاركة في التنفيذ… تم اعتبار إيران – على مدى أكثر من أربعين سنة – من قِبَل الولايات المتحدة وأوروبا والكيان الصهيوني نظاما شبيها بألمانيا النازية وعلى أنها تهديد وجودي للكيان الصهيوني، وهذا غير صحيح. إنها مجرد ذريعة لتعزيز الدور المهيمن للكيان الصهيوني، الشريك المميز للإمبريالية الأمريكية ولحلف شمال الأطلسي، الذي يروج لكذبة 'التهديد الإيراني'، كما يأتي العدوان الصهيوني بعد أكثر من عشرين شهرا من الحرب المكثفة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن، بدعم عسكري واقتصادي وإعلامي ودبلوماسي وعقائدي غير المَشرُوط للكيان الصهيوني من قِبَل القوى الإمبريالية… لا يمكن تنفيذ أي عدوان صهيوني بدون تشجيع ودعم القوى الإمبريالية، وتواطؤ تركيا والعديد من دويلات الخليج والأنظمة العربية المُطبّعة مع الإحتلال، ويهدف أي عدوان صهيوني لتعزيز هيمنة الإمبريالية والصهيونية من خلال سحق أي مقاومة شعبية أو رسمية لمخططات النهب والإستغلال ويشكل العدوان الصهيوني على إيران استمرارًا للعدوان على الشعب الفلسطيني وعلى لبنان وسوريا واليمن وهو جزء من برنامج امبريالي أمريكي يسعى لتحقيق الهيمنة المُطلقة بدون أي قوة منافسة، ويسعى لتعزيز الدّور الوظيفي للكيان الصّهيوني كقوة مهيمنة على 'الشرق الأوسط'، غير إن هذا العدوان على إيران أدّى إلى التفاف الشعوب الإيرانية وتنمية الشعور القَوْمِي وتوحيد صفوف السّلطة والمعارضة ضدّ أي عدوان خارجي، وعلى سبيل المثال نشر حزب 'توده' ( الحزب الشيوعي الإيراني) بيانا في هذا الشأن، يوم الثالث عشر من حزيران/يونيو 2025، ودعمته أحزاب شيوعية خارجية أخرى أصدرت بيانات تُدين العدوان الإمبريالي الصهيوني على إيران ( سوريا والعراق والهند وروسيا واليونان…)، رغم الإختلاف العقائدي والسياسي مع النّظام الإيراني. يستخدم رئيس الوزراء الصهيوني، من جِهَتِه، هذا العدوان لخلق لحمة داخل مجتمع المُستعْمِرِين الصهاينة تُوفِّرُ له الدّعم السياسي ضدّ خُصُومه الدّاخِلِيِّين، لأن الحرب ضد إيران تحظى بإجماع واسع جدًا في الرأي العام في هذا المجتمع الإستعماري الاستيطاني، فقد ألغى منتدى أهالي الأسرى (أهالي الأسرى الصهاينة في غزة) الإعتصام الأسبوعي الذي ينظّمه كل يوم سبت، في خطوة تُعَدُّ دعمًا للحكومة، وهذا تحديدًا ما كان يسعى إليه بنيامين نتن ياهو، الذي شعر أيضًا بتحول في الرأي العام الدّولي ( وحتى بعض الحكومات الدّاعمة له) بشأن فظاعة العدوان على غزة، فكان العدوان على إيران محاولة لحشد العالم لنصرة الكيان الصهيوني، وتحويل اهتمام الرأي العام الدولي عن المجازر والمجاعة والدمار الشامل والتّهجير في غزة والضفة الغربية، ليركز ( الرّأي العام الدّولي ) على الصواريخ التي تحلق في سماء الشرق الأوسط وخطر انفجارها الإقليمي، فالرأي العام 'الغربي' معارض بشدة لإيران بفعل الدّعايات التي يتم ترويجها منذ عُقُود، ويُصدّق ( الرأي العام) ما يُقال عن إيران في وسائل الإعلام، ولذا فإن هذه الحرب الخارجية الصهيونية ( على مسافة تفوق أَلْفَيْ كيلومتر ) تسمح للحكومة الصهيونية بتحويل أنظار العالم بعيدًا عمّا يحدث من ضم الضفة الغربية ومواصلة النكبة التي بدأت سنة 1948، واستمرار المجازر وتهجير الفلسطينيين… 2025-06-17 The post توسّع رقعة العدوان الأمريكي – الصهيوني إلى إيران!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
لماذا لن ينجح الخيار العسكري الاسرائيلي في القضاء على البرنامج النووي الايراني؟مريم السبلاني
لماذا لن ينجح الخيار العسكري الاسرائيلي في القضاء على البرنامج النووي الايراني؟ مريم السبلاني بعد عقود من التجييش والتحريض على البرنامج النووي السلمي الإيراني ومهاجمته سراً واغتيال علمائه بعمليات أمنية، شن كيان الاحتلال عدواناً موصوفاً على إيران لتحقيق الهدف نفسه. غير أن إسرائيل التي اعتادت على استخدام الحرب الهمجية كأداة لفرض ما تريد، تدرك، كما الولايات المتحدة، أن الخيار العسكري لن يجني ثماراً في هذا الملف تحديداً، والشواهد على ذلك كثيرة. الهدف الإسرائيلي المعلن، تدمير البرنامج النووي الإيراني. إلا أن ما تواجهه إسرائيل اليوم يتجاوز مجرد منشآت يمكن استهدافها بقنابل ذكية، إلى منظومة صناعية علمية وتقنية نمت وتوسعت لعقود. إيران لا تخصب اليورانيوم في منشأة واحدة، ولا تعتمد على بضعة علماء. هي تمتلك اليوم شبكة واسعة من المواقع، بعضها مكشوف وبعضها شديد التحصين تحت الأرض، كما في فوردو. وتملك كذلك آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة، ومعرفة تقنية لا يمكن محوها بالقوة، وآلاف الخبراء والعلماء النوويين المدربين، وهذا يعني قدرتها على إعادة بناء قدراتها بسرعة بعد الهجوم، طالما أنها مصممة على ذلك. إسرائيل، التي اعتمدت تقليدياً على الضربات الاستباقية كما حصل في العراق عام 1981 وفي سوريا عام 2007، تجد نفسها أمام واقع مختلف تماماً في إيران. ففي حين كانت منشأة تموز العراقية أو الكُبر السورية أهدافاً مفردة ومعزولة، فإن البنية النووية الإيرانية باتت موزعة، محمية، ومتكاملة، إلى حدّ يجعل تدميرها بالكامل مهمة شبه مستحيلة من الناحية العسكرية، إلا بثمن باهظ وتبعات إقليمية واسعة. يضاف إلى ذلك أن إيران لطالما أعلنت أن برنامجها النووي سلمي، وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومنذ اتفاق 2015 (الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018)، أبدت إيران التزاماً واسعاً بعمليات التفتيش، قبل أن تبدأ تقليص التزاماتها رداً على العقوبات واغتيال علمائها. وفي كل مرة أبدت طهران استعدادها للعودة إلى طاولة التفاوض، كان الطرف الأميركي يختار المماطلة أو التصعيد، في حين استُخدمت المفاوضات كغطاء لشنّ عدوان إسرائيلي مفاجئ. المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أشار في أكثر من مناسبة إلى أن المعرفة النووية التي تمتلكها إيران لا يمكن التراجع عنها، وأن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، التي تعمل بمستويات تخصيب مرتفعة، باتت واقعاً قائماً. وفي تقريره الأخير، حذّر من أن التصعيد العسكري ضد إيران قد يُنهي أي إمكانية للرقابة أو العودة إلى الاتفاق. وعلى الرغم من تأكيد طهران المستمر على أنها لم تتخذ قراراً ببناء قنبلة نووية. بل إن تقارير استخباراتية أميركية، من بينها تقرير أجهزة الاستخبارات الوطنية الأميركية (NIE) عام 2007، أكدت أن إيران أوقفت أية أنشطة تتعلق بتصميم السلاح منذ عام 2003، وركّزت على التكنولوجيا النووية المدنية، فإن الشكوك الإسرائيلية والغربية لم تتوقف، وتحوّلت إلى ما يشبه العقيدة الأمنية في تل أبيب. ومعها، أصبح خيار الضربة العسكرية حلاً مطروحاً دائماً، وإن لم يُنفذ فعلياً. لكن الحقيقة أن هذا الخيار، اليوم، أقل قابلية للتنفيذ من أي وقت مضى. فإيران، بعد كل استهداف، كانت تعيد بناء منشآتها بسرعة، بل تطورها وتضيف لها مزيداً من الدفاعات. ومع كل اغتيال، يبرز علماء جدد. أما القدرات الصاروخية الإيرانية، فهي تعني أن أي حرب لن تبقى في سماء أصفهان أو نطنز، بل ستطال مدناً وقواعد أميركية وإسرائيلية في المنطقة، هو ما يحصل بالفعل منذ 4 أيام، حيث يشهد الكيان دماراً لم يشهد له مثيلاً منذ قيامه عام 1948. في حين تؤكد النماذج التاريخية محدودية الرهان على القوة لتقويض البرامج النووية. العراق، الذي قُصفت منشآته في تموز 1981، أعاد خلال التسعينيات جزءاً كبيراً من بنيته العلمية، رغم العقوبات والحصار، وكان قريباً من تطوير قنبلة لولا اجتياح الكويت وتفكيك البرنامج بالقوة بعد حرب 2003. أما ليبيا، فقد تخلّت طوعاً عن برنامجها النووي في 2003، وقدّمت كل ما لديها من معدات ووثائق، ثم انتهى نظام معمر القذافي بعد أقل من عقد، في عملية عسكرية قادها حلف الناتو عام 2011. كلا النموذجين ترك أثراً عميقاً في التفكير الاستراتيجي الإيراني، ودفع طهران إلى رفض أي تفكيك شامل، وتأكيد حقها بالاستفادة من نووي سلمي. الدول الأخرى التي بدأت برامج نووية سلمية ثم أُجبرت على التراجع عنها تشمل كوريا الجنوبية وتايوان في السبعينيات، بفعل ضغوط أميركية مباشرة. وجنوب إفريقيا، التي امتلكت فعلاً عدداً من الرؤوس النووية، أجبرت على التخلي عنها. كلها دروس ترى فيها إيران شواهد واضحة عن مصير تلك الدول التي انصاعت إلى الرغبات والضغوط الاميركية. وبالتالي، فإن الأمر بالنسبة لإيران، لا يتعلق بقرار قنبلة أو لا، بل بقدرة الدولة على حماية سيادتها وحقوقها التقنية. ومع تصاعد الدعوات داخل إيران لتعديل العقيدة النووية، رداً على الهجمات الأخيرة، لا تزال القيادة الإيرانية تصر على عدم السعي إلى امتلاك سلاح نووي، لكنها في المقابل، تُعلن بوضوح أنها لن تتنازل عن حقها في التخصيب، ولن تسمح بفرض معادلات الردع عليها من الخارج. اليوم، وبعد أكثر من عقدين على انطلاق المحاولات الإسرائيلية لعرقلة البرنامج الإيراني، بات واضحاً أن خيار 'الضربة القاضية' لم يعد ممكناً. فإيران رسّخت قدراتها، وراكمت المعرفة، ووسّعت منشآتها، وتعلّمت من تجارب الآخرين. أي محاولة عسكرية جديدة لن تزيل البرنامج، بل قد تكون الشرارة التي تدفعه نحو التحول الكامل إلى برنامج ردعي، في حال قرر الامام السيد علي الخامنئي ذلك. إن استمرار السياسات الحالية، القائمة على الاغتيالات والهجمات والتخريب والمماطلة الدبلوماسية، لم يوقف إيران، بل صبّ في مصلحة دعاة الاستقلال التام عن الوكالة الدولية والمنظومة الغربية. ومن هنا، فإن الإصرار على نهج القوة لن يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة: إيران أقرب اليوم من أي وقت مضى إلى عتبة الدولة النووية، من دون أن تتخذ القرار بتجاوزها. والسؤال الحقيقي لم يعد إن كانت إسرائيل ستضرب، بل ماذا ستفعل بعد أن تكتشف أن الضربة، حتى لو نُفّذت، لم ولن توقف عقارب ساعة التخصيب في طهران. 2025-06-17 The post لماذا لن ينجح الخيار العسكري الاسرائيلي في القضاء على البرنامج النووي الايراني؟مريم السبلاني first appeared on ساحة التحرير.


الرأي العام
منذ 6 ساعات
- الرأي العام
أسعار النفط ترتفع بفعل تفاقم التوتر بين إسرائيل وإيران
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2%، الثلاثاء، مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب 'الجميع' على إخلاء طهران، مما زاد من احتمالية تفاقم الاضطرابات في المنطقة وتعطل إمدادات نفط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار بما يعادل 1.6% إلى 74.4 دولاراً للبرميل بحلول الساعة الـ 00:05 بتوقيت غرينتش، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.34 دولار أو 1.87% إلى 73.11 دولاراً. وكان كلاهما قد ارتفع بأكثر من 2% في وقت سابق من الجلسة. وأغلق كلا العقدين على انخفاض بأكثر من 1% يوم الاثنين وسط آمال في تخفيف التوتر الجيوسياسي بعد تقارير إعلامية عن سعي إيران إلى إنهاء القتال. غير أن الصراع تفاقم في يومه الخامس، إذ أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات وإطلاق نار كثيف من الدفاعات الجوية في العاصمة طهران. وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ردا على صواريخ إيرانية. وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقد تؤدي أعمال القتال إلى تعطيل إمداداتها من النفط، وبالتالي ارتفاع الأسعار. ويوم الاثنين، استهدفت غارة إسرائيلية هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، كما أشار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى أضرار جسيمة لحقت بأكبر محطة لتخصيب اليورانيوم في إيران. وقال ترامب إنه كان ينبغي على إيران توقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة قبل بدء الغارات الإسرائيلية، وأنه يعتقد أن إيران تريد الآن التوصل إلى اتفاق. ومن شأن تخفيف العقوبات الأميركية في إطار أي اتفاق مع إيران بتصدير المزيد من النفط، مما سيؤثر سلبا على أسعار النفط العالمية.