
الشهيد أسعد أبو شريعة قائد حركة المجاهدين الفلسطينية
أسعد أبو شرعية مناضل وسياسي وعسكري فلسطيني، ولد عام 1977 واغتالته إسرائيل عام 2025. ناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ شبابه، وكان قبل اغتياله يقود حركة المجاهدين الفلسطينيين. بدأ نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي في سن مبكرة بالانضمام إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ثم أسس مع شقيقة حركة مستقلة أطلق عليها اسم كتيبة المجاهدين، وتولى لاحقا الأمانة العامة لحركة المجاهدين الفلسطينية.
على مدار حياته لاحقته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكان هدفا لمحاولات اغتيال أدت إلى استشهاد العشرات من أفراد عائلته بينهم زوجته و5 من أشقائه.
استشهد مع شقيقه أحمد، القائد بحركة المجاهدين يوم 7 يونيو/حزيران 2025، إثر قصف جوي إسرائيلي استهدفهما في حي الصبرة وسط مدينة غزة.
المولد والنشأة
ولد أسعد عطية أبو شريعة -الملقب بـ"أبو الشيخ"- في حي الصبرة وسط مدينة غزة عام 1977 لأسرة فلسطينية هجرت من مدينة بئر السبع المحتلة إبان النكبة عام 1948.
درس أبو شريعة المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس غزة، ثم حصل على درجة البكالوريوس في القانون من كلية الحقوق بجامعة الأزهر في غزة.
بدأ مسيرته العملية في سلك القضاء والنيابة بالسلطة الوطنية الفلسطينية ، قبل أن ينخرط في العمل العسكري والسياسي.
التجربة النضالية
افتتح أسعد أبو شريعة مسيرته النضالية وهو طالب جامعي، إذ انضم إلى حركة فتح وجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى في مرحلة مبكرة من حياته.
مع اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الفلسطينية الثانية) في 28 سبتمبر/أيلول 2000 عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون باحات المسجد الأقصى ، انشق أسعد أبو شريعة عن حركة فتح وأسس مع شقيقة عمر حركة مقاومة مستقلة أطلق عليها اسم كتيبة المجاهدين.
في 24 أبريل/نيسان 2007، تولى قيادة كتيبة المجاهدين خلفا لشقيقة الذي استشهد متأثرا بإصابته جراء قصف إسرائيلي استهدفه بمدينة غزة.
منذ اليوم الأول لاستلامه دفة التنظيم، سعى أبو شريعة إلى توسيع نطاق عمله ليشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48، وأطلق عليه اسم "حركة المجاهدين الفلسطينية"، فيما أطلق اسم "كتائب المجاهدين" على الذراع العسكري للحركة.
كما أسس وحدة "داهم" لجمع المعلومات الاستخباراتية عن الاحتلال الإسرائيلي، وتطوير أسلحة التنظيم، وشارك بفعالية في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فضلا عن التخطيط للعديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال، وإطلاق القذائف الصاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة .
حاول الاحتلال اغتياله خمس مرات، كانت أولاها في يناير/كانون الثاني 2008، حين أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخا تجاهه، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة تعافى منها لاحقا.
رفض للمفاوضات ونبذ للانقسام
منذ توليه الأمانة العامة لحركة المجاهدين، تكررت تصريحات أسعد أبو شريعة المناهضة لإسرائيل والداعية للمقاومة، والرافضة لمسار مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، إضافة إلى دعوته المتكررة لإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني.
وبشأن موقفه من المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حول صفقة لتبادل الأسرى، حدد أبو شريعة في 5 فبراير/شباط 2024 شروطا عدة لإتمام أي صفقة، وعلى رأسها إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي انطلق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما أكد على ضرورة تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، ورفض أي تدخل خارجي في تحديد شكل الحكم في غزة بعد الحرب، وأهمية الوصول الفوري للمساعدات لغزة دون قيود، وكسر الحصار الإسرائيلي، فضلا عن إيجاد آلية حقيقة وفعالة وفورية لإعادة إعمار غزة.
اغتيال ونعي
استشهد أسعد أبو شريعة يوم 7 يونيو/حزيران 2025 إثر عملية اغتيال إسرائيلية استهدفته مع أفراد من عائلته في مسقط رأسه بحي الصبرة وسط مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن اغتيال أبو شريعة جاء في عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك). وأضاف أن أبو شريعة هو أحد قادة عملية طوفان الأقصى ، التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة فجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وزعم الاحتلال أن أبو شريعة "داهم كيبوتس نير عوز يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقتل وخطف عددا من الإسرائيليين"، كما حمله المسؤولية عن عمليات تجنيد لمقاومين فلسطينيين نفذوا هجمات فردية أو جماعية في الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى التخطيط لمحاولة تنفيذ عملية في أراضي الـ48.
في المقابل وصفت حركة المجاهدين اغتيال أمينها العام بـ"العملية الجبانة"، مؤكدة أن أسعد أبو شريعة هو "أحد أعمدة الجهاد والمقاومة في فلسطين".
وذكرت الحركة أن قائدها قدم أكثر من 150 شهيدا من أفراد عائلته في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منهم زوجته وأبناؤه وأشقاؤه وأقرباؤه، وتوعدت بأن "هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام، وستدفع إسرائيل ثمنها باهظا".
كما نعته معظم فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي قالت إنه "أحد أبرز رموز الجهاد والمقاومة"، وأضافت أنه "خاض معارك بطولية ضد الاحتلال على مدار أكثر من 25 عاما، ونجا من محاولات اغتيال، لكنه واصل دربه ثابتا صامدا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 32 دقائق
- الجزيرة
تنديد واسع باختطاف السفينة مادلين وإسرائيل تعد زنازين منفصلة لنشطائها
توالت التنديدات الدولية، اليوم الاثنين، باختطاف الجيش الإسرائيلي سفينة مادلين ومنع بلوغها قطاع غزة ، في حين قال إعلام إسرائيلي إن مصلحة السجون أعدت زنازين منفصلة للنشطاء الذين كانوا على متن السفينة. وقد أفادت مصادر في الخارجية الإسبانية، للجزيرة، بأن مدريد استدعت القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية، احتجاجا على ما جرى للسفينة مادلين. وذكرت المصادر أن السلطات الإسبانية تمارس الحماية القنصلية لمواطن إسباني ضمن طاقم السفينة، وتواصلت مع عائلته، مشيرة إلى أن الخارجية الإسبانية على تواصل مباشر مع نظيرتها الإسرائيلية، لمتابعة تفاصيل الواقعة. من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارّو إنّ بلاده كانت طالبت السلطات الإسرائيلية "بوضوح" بتجنب أيّ حوادث، مع اقتراب السفينة مادلين من سواحل قطاع غزّة، ضمن "أسطول الحرية". وأضاف بارو أنّ باريس أبلغت إسرائيل مسبقا اعتزامها ممارسة حقها في تفعيل الحماية القنصليّة لمواطنيها المشاركين في رحلة السفينة إلى شواطئ غزة. كما قالت المتحدثة باسم البرلمان الأوروبي إنهم اتصلوا بإسرائيل لضمان أمن النائبة ريما حسن التي كانت على متن القارب مادلين، مشيرة إلى أن "حماية أعضاء البرلمان في أي مكان في العالم ستظل على رأس أولوياتنا". بدورها، قالت رئاسة الوزراء البريطانية إنها تريد أن تحل إسرائيل قضية احتجاز السفينة "مادلين" بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي ، قائلة "موقفنا بشأن الوضع الإنساني في غزة واضح، وهو أنه مريع ولا يُطاق". كما قال وزير الخارجية الأيرلندي إن السفينة مادلين "رمز قوي للحاجة الملحة لإنهاء الحصار المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة". وقد وصفت تركيا تدخل القوات الإسرائيلية ضد السفينة مادلين بأنه "عمل شنيع من حكومة بنيامين نتنياهو ، يثبت مجددا أن إسرائيل تتصرف كدولة إرهابية"، في حين استنكرت إيران اعتراض السفينة ووصفته بأنه "قرصنة". من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن "اعتراض إسرائيل للسفينة مادلين واحتجاز طاقمها انتهاك للقانون الدولي". واليوم الاثنين، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن السفينة مادلين وصلت إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بعد اعتراضها، في حين نقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه "سيتم نقل النشطاء إلى منشأة احتجاز تمهيدا لترحيلهم من إسرائيل". وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن قوات الكوماندوز البحري ووحدة سنفير وصلت إلى السفينة مادلين، في حين كانت تبحر في المياه الدولية، مشيرة إلى أن عناصر القوات الإسرائيلية صعدوا للسفينة وسيطروا عليها وهي "تتجه الآن إلى ميناء أسدود وستصل قريبا". كما نقلت وكالة الأناضول عن مركز "عدالة" الحقوقي قوله إن السفينة مادلين لا تزال وطاقمها في عرض البحر، حيث تواصل البحرية الإسرائيلية سحبها قسرا نحو ميناء أسدود بعد منعها من الوصول لقطاع غزة. زنازين للناشطين وقد اقتحمت قوة "كوماندوز" من البحرية الإسرائيلية، فجر اليوم، السفينة التي كانت متوجهة إلى غزة وعلى متنها 12 متطوعا، يحملون مساعدات إنسانية ضمن أسطول الحرية لرفع الحصار عن القطاع. واقتادت القوات الإسرائيلية السفينة إلى مكان غير معلوم، في حين نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر عسكري أن السفينة ستصل إلى ميناء أسدود، حيث سيجري التحقيق مع أفراد الطاقم واستجوابهم. كما أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن مصلحة السجون الإسرائيلية تستعد لاستقبال النشطاء الذين كانوا على متن السفينة مادلين، وقد تم تجهيز زنازين منفصلة لهم في سجن "غفعون" بمدينة الرملة. وقالت الصحيفة إن النشطاء سينقلون من ميناء أسدود بواسطة وحدة "نحشون"، التابعة لمصلحة السجون، وفي مركبات ذات نوافذ معتمة، لتقليل مظاهر الفرح العلنية قدر الإمكان. وحسب الصحيفة، فقد أوعز وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لمصلحة السجون بمنع إدخال أي أجهزة تواصل أو إعلام إلى الزنازين التي يتوقع أن يُحتَجز فيها النشطاء. من جهته، زعم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أنّ إسرائيل سيطرت على السفينة "مادلين" بسلاسة، دون أي إصابات، مشيرا إلى أنه سيجري التأكد من عودة من كانوا على متنها إلى عائلاتهم في أقرب وقت. كما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إن السفينة "تتجه بأمان إلى سواحل إسرائيل، ومن المقرر أن يعود الركاب إلى بلدانهم". ووصفت اللجنة الدولية لكسر حصار غزة اقتحام البحرية الإسرائيلية للسفينة "مادلين" بأنها قرصنة، وإرهاب دولة، وانتهاك للقانون الدولي بشكل فاضح، ودعت اللجنة إلى الإفراج فورا عن جميع نشطاء السفينة الذين من بينهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ. وطالبت اللجنة العالم بإيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، بعيدا عن سيطرة الاحتلال، وشددت على ضرورة محاسبة إسرائيل على هجومها على السفينتين، "مادلين" و"الضمير"، مؤكدة أن "هذه الاعتداءات الإرهابية لن توقف محاولات كسر الحصار". كما وصف كويفا باترلي -عضو تحالف أسطول الحرية- للجزيرة اعتراض السفينة مادلين بغير القانوني، قائلا "لا نملك القدرة على التواصل بشكل مباشر مع طاقم السفينة، وليس واضحا ما إذا كان النشطاء على متنها نقلوا إلى قارب آخر". وخلال ليل أمس، أعلن تحالف أسطول الحرية -المنظم للرحلة- أن الجيش الإسرائيلي اعترض المركب، قائلا -عبر تليغرام- إن الاتصال انقطع مع السفينة مادلين، وإن قوات الجيش الإسرائيلي "اختطفت" طاقم السفينة. وقالت تونبرغ في مقطع فيديو سجّلته مسبقا شاركه تحالف أسطول الحرية "إذا شاهدتم هذا الفيديو، يعني أنه تم اعتراضنا واختطافنا في المياه الدولية". وقد وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتراض إسرائيل السفينة "مادلين" التضامنية مع غزة في عرض البحر بأنّه "إرهاب دولة منظم، وانتهاك للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني". وحيّت الحركة المتضامنين على متن السفينة، الذين أكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا، وطالبت بإطلاق سراح المتضامنين فورا، محمّلة الاحتلال المسؤولية عن سلامتهم، ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة، والتحرّك لكسر الحصار. كما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن إقدام قوات الاحتلال على اقتحام السفينة "مادلين" انتهاك صارخ للقانون الدولي، وإن "اقتحام السفينة اختطاف دولي، ويضيف جريمة القرصنة البحرية إلى جريمة حرب الإبادة". من جهتها، أعربت شبكة الجزيرة الإعلامية عن قلقها البالغ على سلامة الناشطين والصحفيين الذين كانوا على متن السفينة " مادلين"، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة مراسلها عمر فياض، الذي كان ينقل الأحداث مباشرة أثناء الاستيلاء القسري على السفينة. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إسرائيل ستجبر نشطاء مادلين على مشاهدة لقطات من هجوم 7 أكتوبر
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيجبر جميع النشطاء المحتجزين الذين كانوا على سفينة مادلين على مشاهدة لقطات مصورة لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، ووصفهم بداعمي حماس والمعادين للسامية. وأبحرت السفينة مادلين، من جزيرة صقلية في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنها كانت جزءا من مبادرة نظمها "تحالف أسطول الحرية"، وهي مجموعة مؤيدة للقضية الفلسطينية تسعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاما. وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وصف النشطاء بأنهم "داعمون لحماس" و"معادون للسامية"، وشدد على وجوب إطلاعهم على "فظائع الهجوم الإرهابي"، على حد وصفه. اختطاف وذكرت الإندبندنت أن الناشطة الغربية البارزة غريتا تونبرغ في بيان مقتضب عبر حساباتها على مواقع التواصل: "تم اختطافي في المياه الدولية أثناء محاولتي إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة"، داعية أصدقاءها وعائلتها وحكومتها السويدية إلى التحرك العاجل من أجل إطلاق سراحها ومن معها. ونقلت الصحيفة البريطانية عن فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أن احتجاز السفينة لا يجب أن يُثني الناشطين، قائلة: "رحلة مادلين انتهت، لكن المهمة مستمرة. يجب على كل ميناء في المتوسط أن يرسل سفن تضامن إلى غزة". من جهتها، قالت صحيفة هآرتس إن وزير الدفاع كاتس أعطى تعليمات للجيش بعرض فيديو يوثق ما ارتكبته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، على حد تعبيره. وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على سفينة "مادلين" فجرا، وسحبها إلى ميناء أسدود وسط إسرائيل، وعلى متنها الناشطون الـ12 الذين اعتقلهم كوماندوز إسرائيلي بعد منع بلوغهم قطاع غزة لكسر الحصار المشدد على القطاع، وفق ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية. وكان النشطاء قد أكدوا أن رحلة مادلين تمثل فعلا سلميا من المقاومة المدنية، مشيرين إلى أن جميع المتطوعين على متن السفينة توحدهم قناعة مشتركة بأن الشعب الفلسطيني يستحق نفس الحقوق والحرية والكرامة التي تتمتع بها شعوب العالم، داعين إلى وقف الحرب التي خلفت مآسي بالجملة في القطاع المحاصر. مجازر بغزة وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء في غزة بلغ حتى اليوم 54 ألفا و418 شهيدا، بينهم أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألفا و400 امرأة، في حين بلغ عدد شهداء الطواقم الطبية 1411، والصحفيين أكثر من 219، ودمر القطاع المحاصر بشكل شبه كامل، بما في ذلك المؤسسات الاستشفائية ومراكز الإيواء، وحتى خيام النازحين. وسبق لحنان بلخي -المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط- أن قالت قبل أيام إن أطفال غزة يموتون جراء الجوع والمجاعة اللذين وصلا إلى مستويات مرتفعة للغاية. وأضافت أن المجاعة في غزة بلغت مستويات مرتفعة للغاية، والناس في أمسّ الحاجة إلى التغذية الأساسية. وبحسب المسؤولين في غزة، تواصل إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار الماضي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بالقطاع المحاصر، عبر إغلاق المعابر لمدة 90 يوما في وجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع المدمر مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. يذكر أن "مادلين" هي السفينة رقم 36 في إطار محاولات تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام 2007.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الاحتلال يجر "مادلين" إلى أسدود وسجون إسرائيل تستعد لاحتجاز ناشطيها
وصلت سفينة الإغاثة " مادلين" إلى ميناء أسدود وسط إسرائيل وعلى متنها الناشطون الـ12 الذين اعتقلهم كوماندوز إسرائيلي بعد منع بلوغهم قطاع غزة لكسر الحصار المشدد على القطاع، وفق ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية. وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن مصلحة السجون تستعد لاحتجاز نشطاء سفينة "مادلين" وجهزت لهم زنازين منفصلة بسجن غفعون في الرملة. وأضافت أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أوعز بمنع إدخال أجهزة الاتصال والراديو والتلفزيون إلى السجون وحظر أي رموز فلسطينية. وطالب المركز الحقوقي الإسرائيلي (عدالة) سلطات تل أبيب بالكشف الفوري عن أماكن وجود الناشطين الذين كانوا على متن السفينة "مادلين" واُحتجزوا قسرا. والليلة الماضية سيطر الجيش الإسرائيلي على السفينة الإغاثية واحتجز جميع الناشطين على متنها بعد تهديدات أمس الأحد بمنع وصولها إلى قطاع غزة، ومطالبتها بالعودة. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن جميع ركاب السفينة سالمون، وسيعودون إلى بلدانهم. كما بث الجيش الإسرائيلي صورا للحظة اعتقال جميع النشطاء الأجانب الذين كانوا على متن السفينة مادلين. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصدر قوله إن الناشطين على متن السفينة سيخضعون للتحقيق في قاعدة عسكرية بميناء أسدود، كما سيعرض عليهم فيلم عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. استنكار واسع وقد وصفت حركة حماس اعتراض إسرائيل سفينة "مادلين" التضامنية مع غزة في عُرض البحر بأنّه إرهاب دولة منظم، وانتهاكٌ للقانون الدولي واعتداء على متطوعين مدنيين تحركوا بدافع إنساني. وحيّت الحركة المتضامنين على متن السفينة الذين أكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا، وطالبت الحركة بإطلاق سراح المتضامنين فورا محمّلة الاحتلال المسؤولية عن سلامتهم. ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة والتحرّك لكسر الحصار، وثمّنت كلّ المبادرات الدولية لكسر الحصار مؤكدة أنّ احتجاز السفينة مادلين لن يوقف التضامن العالمي مع غزة. من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن إقدام قوات الاحتلال على اقتحام السفينة مادلين انتهاك صارخ للقانون الدولي. وأضافت الحركة أن اقتحام السفينة اختطاف دولي ويضيف جريمة القرصنة البحرية إلى جريمة الإبادة، وأكدت تضامنها الكامل مع النشطاء المختطفين الذين قالت إنهم استجابوا لإنسانيتهم وضمائرهم وتحملوا المخاطرة. من جهته قال مصدر بالخارجية الإسبانية للجزيرة إن بلاده استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية احتجاجا على ما جرى للسفينة "مادلين". واستنكرت إيران اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات "مادلين"، ووصفت ذلك بأنه عمل "قرصنة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي بطهران إن "الهجوم على هذه السفينة يعد شكلا من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولي، لأنه حدث في المياه الدولية". بدورها، اعتبرت تركيا أن تدخّل القوات الإسرائيلية ضد السفينة "مادلين" انتهاك واضح للقانون الدولي. وقالت وزارة الخارجية التركية إن إسرائيل "تظهر مرة أخرى أنها تتصرف كدولة إرهابية". كذلك اعتبرت منظمة العفو الدولية السيطرة الإسرائيلية على سفينة "مادلين" انتهاكا للقانون الدولي. وقالت إن السفينة كانت تسعى لجلب مساعدات إنسانية لكسر الحصار غير القانوني على قطاع غزة المحتل. وأضافت أن على إسرائيل كقوة احتلال التزام قانوني بضمان حصول المدنيين في غزة على الغذاء والدواء. من جهتها، وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إسرائيل بأنها "دولة مجرمي حرب" على خلفية اعتراضها سفينة "مادلين" الإغاثية، ودعت أيضا إلى بدء تجهيز مزيد من السفن الإغاثية في العالم وإرسالها إلى الفلسطينيين المجوّعين بالقطاع المحاصر. بدورها، عبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي عن دعمها عملية تحالف أسطول الحرية، وحثت أمس الأحد على إرسال قوارب أخرى لتحدي الحصار على غزة. وأبحرت السفينة "مادلين" من إيطاليا وعلى متنها 12 ناشطا من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا.