logo
244 ارتباطاً جينياً يؤثر على الخصوبة

244 ارتباطاً جينياً يؤثر على الخصوبة

السوسنة٣٠-٠٣-٢٠٢٥

السوسنة- أثارت دراسة جينية رائدة اهتمام الأوساط الطبية بعد أن حددت 195 عامل خطر وراثي قد تؤثر بشكل كبير على الصحة الإنجابية للمرأة.شارك في هذه الدراسة باحثون من إستونيا والنرويج، حيث اعتمدوا على تحليل بيانات واسعة من بنوك البيانات الحيوية في إستونيا وفنلندا. واستخدم الفريق تقنية دراسات الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) للكشف عن المتغيرات الجينية المرتبطة بمشكلات صحية، مثل متلازمة تكيّس المبايض، والتهاب بطانة الرحم، بالإضافة إلى اضطرابات أخرى، مثل ركود الصفراء داخل الكبد أثناء الحمل.نهج استباقيّ للرصد الصحيتؤثر اضطرابات الإنجاب على واحدة من كل عشر نساء حول العالم، مما يؤدي إلى ضعف الخصوبة والتأثير السلبي على نتائج الحمل والصحة العامة. وعلى الرغم من انتشار هذه الاضطرابات، فقد ظل فهم أسبابها محدوداً حتى الآن. ويأمل مؤلفو الدراسة أن يُحدث فهم أعمق للأسس الجينية تحولاً في كيفية تشخيص هذه الحالات وعلاجها. وقد شمل البحث تحليل بيانات ما يقرب من 300 ألف امرأة، باستخدام تقنيات حسابية متقدمة، ما سمح برسم خرائط لـ42 نمطاً ظاهرياً للصحة الإنجابية، استناداً إلى رموز التصنيف الدولي للأمراض المعتمَدة من منظمة الصحة العالمية.وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق رعاية صحية إنجابية شخصية إذ يمكن من خلالها الانتقال من النهج التفاعلي إلى نهج استباقي في إدارة صحة المرأة، عبر تحديد عوامل الخطر الجينية بدقة.ولطالما كانت صحة المرأة من المجالات التي تحظى بدراسة غير كافية، مع وجود فجوات كبيرة في فهم الحالات التي تتراوح من تكيسات المبيض، إلى مضاعفات الحمل. وقد أسهمت هذه الدراسة المنشورة بمجلة نيتشر ميديسن «nature medicine»، في 11 مارس (آذار) 2025، في تسليط الضوء على الأسباب البيولوجية وراء كثير من هذه الاضطرابات. إذ جمعت بيانات من البنك الحيوي الإستوني ومشروع FinnGen في فنلندا؛ وهما من أقوى قواعد البيانات الجينية في أوروبا، مما مكَّن الباحثين من تحديد 244 ارتباطاً جينياً متعلقاً بالصحة الإنجابية؛ نِصفها تقريباً لم يُوصف من قبل.وأكدت الباحثة ترين لايسك، الأستاذ المشارك في علم الجينوم بجامعة تارتو في إستونيا ومنسقة الدراسة، أن هذه النتائج لا توضح آليات المرض فحسب، بل تكشف أيضاً عن تداخل المخاطر الجينية عبر الحالات، مثل ارتباط التهاب بطانة الرحم باضطرابات الكبد المرتبطة بالحمل.ارتباطات جينية وأدوات التنبؤتجاوز الباحثون مجرد تحديد عوامل الخطر الجينية، حيث استكشفوا كيف تتقاسم الاضطرابات التناسلية مسارات جينية مشتركة. على سبيل المثال، أظهر التحليل ارتباطات جينية قوية بين الأورام الليفية الرحمية وفرط الطمث، وبين خلل تنسج عنق الرحم والتهاب عنقه. ومن اللافت أيضاً ظهور ارتباط وراثي سلبي بين متلازمة تكيس المبايض والولادة المبكرة، مما يشكل تحدياً لبعض الدراسات السابقة التي أشارت إلى زيادة خطر الولادة المبكرة لدى المصابات بتكيس المبايض.وتُظهر الدراسة نتائج واعدة في مجال تحسين بروتوكولات التلقيح الاصطناعي (IVF)، من خلال تحديد جينات أساسية لنضج الجريبات والإباضة لدى النساء المصابات بتكيسات المبيض، حيث كانت أدوار هذه الجينات غامضة في البشر، رغم معرفتها في نماذج الفئران. كما أشارت النتائج إلى إمكانية التدخل المبكر في حالات مضاعفات الحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم داخل الرحم، ما يُتيح مراقبة أدق لتفادي النتائج السلبية التي ترتبط بزيادة معدلات الإصابة والوفيات لدى الأطفال عند الولادة المبكرة.وتميّزت الدراسة بتركيزها على المتغيرات الجينية الخاصة بالسكان لدى النساء الإستونيات والفنلنديات، حيث ظهرت بعض عوامل الخطر في هذه المجموعات بشكل أكثر تكراراً، مما يؤكد أهمية تنوع البنوك الحيوية للحصول على رؤى أدقّ. ويأمل الباحثون أن تسهم هذه النتائج في تطوير اختبارات جينية، لتقييم مخاطر الإصابة باضطرابات الإنجاب، ما يوجه تقديم الرعاية الصحية بشكل أفضل وأكثر تخصيصاً. كما أن الفهم الأعمق للأسس الجينية لهذه الاضطرابات قد يفتح آفاقاً جديدة لعلاجات تستهدف الأسباب الجذرية، بدلاً من مجرد تخفيف الأعراض، مما يعزز فعالية التدخل الطبي ويحسّن النتائج الصحية لملايين النساء حول العالم.وتمثل هذه الدراسة نقطة تحول في مجال صحة المرأة، حيث توفّر رؤى جينية دقيقة يمكن أن تُحدث فرقاً في كيفية التعامل مع الاضطرابات الإنجابية وتشخيصها وعلاجها. ومع استمرار الأبحاث والتقدم في تقنيات علم الوراثة، يقترب حلم الرعاية الصحية الإنجابية الشخصية من التحقيق، مما يضمن مستقبلاً أكثر صحة ورفاهية للنساء على مستوى العالم:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقنية النانو: ثورة في تشخيص وعلاج سرطان الثدي
تقنية النانو: ثورة في تشخيص وعلاج سرطان الثدي

السوسنة

timeمنذ 5 أيام

  • السوسنة

تقنية النانو: ثورة في تشخيص وعلاج سرطان الثدي

السوسنة - سلط باحثون من جامعة سيتشوان الصينية الضوء على الدور التحويلي لتقنية الجسيمات النانوية في رعاية مرضى سرطان الثدي، مؤكدين إمكاناتها في الكشف المبكر، وتوصيل الأدوية بدقة، ومعالجة الأنواع العدوانية مثل سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة MedComm–Biomaterials and Applications في 5 مايو 2025.الجسيمات النانوية هي جزيئات متناهية الصغر يتراوح حجمها بين 1 و100 نانومتر، ما يمكنها من اختراق الأنسجة والخلايا بدقة، واستخدامها في الطب بفضل خصائصها الفريدة. وقد أظهرت هذه التقنية إمكانات واعدة في تحسين التشخيص من خلال تعزيز دقة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والكشف عن العلامات الحيوية للسرطان في الدم.في مجال العلاج، تُستخدم الجسيمات النانوية كحاملات دقيقة للأدوية، مما يسمح باستهداف الخلايا السرطانية مباشرة، مع تقليل الضرر على الأنسجة السليمة. وتشمل التطبيقات المتقدمة لهذه التقنية العلاج بفرط الحرارة، والعلاج الضوئي الحراري والديناميكي، التي تعمل على تدمير الخلايا السرطانية بدقة عالية.كما تفتح تقنية النانو آفاقًا جديدة في العلاج الجيني، حيث تُستخدم الجسيمات لنقل الحمض النووي الريبي إلى الخلايا السرطانية لتثبيط الجينات المسببة للسرطان وتعزيز الجينات التي تمنع انتشاره.رغم التحديات مثل التكلفة والاعتبارات التنظيمية، تشير التوقعات إلى أن تقنية النانو ستصبح جزءًا أساسيًا من بروتوكولات علاج سرطان الثدي بحلول عام 2030، مع التركيز على تطوير تقنيات تصنيع أقل تكلفة وتوسيع التجارب السريرية لتحقيق فائدة أوسع. أقرأ أيضًا:

تقرير: تغيّر المناخ يهدد صحة الحوامل حول العالم
تقرير: تغيّر المناخ يهدد صحة الحوامل حول العالم

سواليف احمد الزعبي

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سواليف احمد الزعبي

تقرير: تغيّر المناخ يهدد صحة الحوامل حول العالم

#سواليف يشهد العالم ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة بفعل تغيّر #المناخ، ما دفع الباحثين إلى دراسة انعكاسات هذا التحوّل البيئي على فئات سكانية حساسة، من بينها #النساء_الحوامل. وفي هذا السياق، أصدر مركز الأبحاث الأمريكي 'كلايمت سنترال' تقريرا جديدا يوم الأربعاء، يسلّط الضوء على مدى تعرض الحوامل لدرجات حرارة مفرطة منذ عام 2020، ومدى ارتباط ذلك بتسارع وتيرة #الاحتباس_الحراري. وشمل التقرير تحليل بيانات من 247 دولة ومنطقة، وتبيّن أن تغيّر المناخ قد ضاعف على الأقل عدد الأيام السنوية التي تتعرض فيها النساء الحوامل لمستويات خطيرة من الحرارة في 222 منها، خلال السنوات الخمس الماضية. وأظهرت النتائج أن هذا التأثير كان أشد في الدول النامية، حيث تقلّ خدمات الرعاية الصحية، مثل بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية والبحر الكاريبي وجنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وركّز التقرير على قياس عدد أيام الحرارة الشديدة فقط، دون أن يتناول بشكل مباشر حجم التأثير الفعلي على #صحة_الحوامل في تلك الدول. وأكدت آنا بونيل، الباحثة في مجال صحة الأم والتعرض للحرارة بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، والتي لم تشارك في إعداد التقرير، أن البيانات 'توفر دليلا واضحا على تزايد خطر التعرض للحرارة الشديدة'، مضيفة أن التأثيرات قد تمتد أيضا إلى فئات أخرى معرضة للخطر، مثل كبار السن. وأشارت بونيل إلى أن الخبراء ما زالوا يسعون لفهم الآليات البيولوجية التي تجعل التعرض للحرارة يشكل خطرا على الصحة، رغم تزايد الأدلة على العلاقة بين الحرارة والمضاعفات الصحية. ومن جهة أخرى، أفادت دراسة نشرت عام 2024 في مجلة 'نيتشر ميديسن'، أن موجات الحر قد ترفع احتمال حدوث مضاعفات أثناء الحمل بنسبة تصل إلى 25%. ولتقليل هذه المخاطر، أوصى الخبراء بالجمع بين الجهود العالمية لخفض الانبعاثات، وسياسات محلية تهدف إلى حماية المجتمعات من الحرارة الشديدة، مثل: توسيع المساحات الخضراء والحد من التلوث وإنشاء مناطق باردة وتعزيز الوعي العام، خاصة بين الفئات الحساسة.

مراجعة علمية تكشف عن فوائد غير متوقعة للرياضة لمرضى السرطان
مراجعة علمية تكشف عن فوائد غير متوقعة للرياضة لمرضى السرطان

جفرا نيوز

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • جفرا نيوز

مراجعة علمية تكشف عن فوائد غير متوقعة للرياضة لمرضى السرطان

جفرا نيوز - توصلت أكبر مراجعة بحثية من نوعها إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تكون عاملا حاسما في التخفيف من الآثار الجانبية المدمرة لعلاجات السرطان المختلفة. وهذه النتائج تمثل نقلة نوعية في فهمنا لدور النشاط البدني في رحلة العلاج. وقامت الدراسة التي أشرف عليها باحثون من مستشفى شنجينغ التابع لجامعة الصين الطبية، بتحليل شمولي لـ 485 حالة من 80 دراسة علمية نشرت خلال العقد الماضي. وما توصلت إليه هذه المراجعة الواسعة يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل أصبحت عنصرا أساسيا في البروتوكولات العلاجية الحديثة. وأظهرت النتائج، على مستوى الآثار الجسدية، أن الممارسة المنتظمة للتمارين تخفف بشكل ملحوظ من الأضرار التي يسببها العلاج الكيميائي للقلب والأعصاب الطرفية. كما سجلت تحسنا كبيرا في أعراض ضبابية الدماغ التي يعاني منها الكثير من المرضى، والتي تؤثر سلبا على الوظائف الإدراكية والذاكرة. ولم تتوقف الفوائد عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تحسين كفاءة الجهاز التنفسي وتقليل حالات ضيق التنفس المزعجة. أما على الصعيد النفسي والاجتماعي، فقد حققت المجموعات التي التزمت بالتمارين الرياضية تحسنا كبيرا في جودة النوم والصحة النفسية عموما. كما سجلت هذه المجموعات مستويات أعلى من التفاعل الاجتماعي والإحساس العام بجودة الحياة، وهي عوامل حيوية في رحلة التعافي من هذا المرض الخبيث. واللافت في هذه الدراسة أنها لم تكتف بتحليل الفوائد العامة، بل توغلت في تفاصيل دقيقة تثبت فعالية التمارين في تحسين مؤشرات حيوية مهمة مثل مستويات الإنسولين وعامل النمو الشبيه بالإنسولين والبروتين التفاعلي سي، وجميعها مؤشرات حيوية ترتبط بشكل وثيق بتطور المرض ونجاح العلاج. إقرأ المزيد سلاح جديد لمحاربة أورام المبيض القاتلة سلاح جديد لمحاربة أورام المبيض القاتلة ومن النتائج الاستثنائية التي توصلت إليها الدراسة أن المرضى الذين مارسوا التمارين قبل الخضوع للعمليات الجراحية سجلوا نتائج أفضل بشكل ملحوظ بعد الجراحة. حيث انخفضت لديهم معدلات المضاعفات الجراحية، وقلت شدة الآلام، كما قصرت مدة الإقامة في المستشفى، بل وانخفضت بينهم معدلات الوفاة مقارنة بغير الممارسين للرياضة. وأشار الباحثون إلى أن هذه المراجعة الشاملة تؤكد بشكل قاطع فعالية إدراج التمارين الرياضية في بروتوكولات علاج السرطان. ومع ذلك، يقول الخبراء الصحيون أنه يجب مراعاة الظروف الفردية لكل مريض، حيث يجب أن يكون البدء بالتمارين تدريجيا، وبما يتناسب مع حالة كل شخص، مع ضرورة استشارة الفريق الطبي المعالج. وهذه الدراسة التاريخية تفتح آفاقا جديدة في علاج السرطان، حيث تثبت أن الرياضة لم تعد مجرد نشاط تكميلي، بل أصبحت ركيزة أساسية في منظومة العلاج الشاملة، تقدم أملا جديدا لملايين المرضى حول العالم في تحسين جودة حياتهم وزيادة فرص تعافيهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store