
5 مخاطر أمام سوق الأسهم الأمريكية في النصف الثاني من العام
تختتم الأسواق 6 أشهر عصيبة شهدت انخفاض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 19% من ذروته، قبل أن يعوض تلك الخسائر. أغلق المؤشر عند مستوى قياسي مرتفع يوم الجمعة بعد أن أعاد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران شهية الإقبال على المخاطرة.
لم يكن الارتفاع الأخير كافياً للعديد من المستثمرين المؤسسيين، مشيرين إلى سلسلة من المخاطر التي تواجه أسواق الأسهم. فخلال مقابلات مع المؤسسات الاستثمارية، برزت مواضيع على رأسها اقتراب الموعد النهائي لصفقات التعريفات الجمركية، والتوقعات المُتباينة للأرباح، والاستفسارات بشأن ديون الولايات المتحدة وقيادة "الاحتياطي الفيدرالي". وبينما لا تزال التوترات بين الولايات المتحدة والصين عامل القلق الأهم، إلا أنهم يدركون احتمالية أن تخف حدتها إلى حد ما بفضل إطار العمل التجاري الذي أعلن عنه البلدان مؤخراً.
قال جو غيلبرت، مدير المحافظ في "إنتغجريتي أسيت مانجمنت": "نحن نميل للحذر أكثر من التفاؤل". مضيفاً أن التوقعات للنصف الثاني من العام تتحدد دائماً بنقطة البداية، وهذه النقطة من منظور التقييم ونمو الأرباح ليست جذابة على الإطلاق".
تُجسّد وجهة نظر غيلبرت حالة التشاؤم السائدة بين المستثمرين المؤسسيين، من سنغافورة إلى لندن ونيويورك، بينما يقترب شهر يونيو من نهايته. وينعكس هذا الشعور أيضاً في تمركز مديري الأصول الدوليين في الأسهم، والتي لا تزال أقل بكثير من مستوياتها التاريخية.
فيما يلي تفصيل لـ5 عوامل تمثل مخاطر رئيسية يراقبها مستثمرو الأسهم عن كثب خلال بقية العام:
الموعد النهائي لمهلة الرسوم الجمركية
يُشكّل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترمب في 9 يوليو القادم للتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين تهديداً مباشراً لارتفاع أسعار الأسهم. تزداد المخاطر إذ ما تم فرض رسوم جمركية على المصدرين الذين لا يتوصلون إلى اتفاق أعلى بكثير من مستوى الـ10% الحالي المطبق على معظم الدول.
تُعدّ المملكة المتحدة استثناءً، بعد أن توصلت إلى اتفاق على الورق. ويعتقد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن بإمكانهما إبرام اتفاقية تجارية قبل الموعد النهائي، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ" يوم الجمعة، بينما تستمر المحادثات مع الهند واليابان ودول أخرى كثيرة. وأفادت وكالة "بلومبرغ" أيضاً أن الولايات المتحدة تقترب من إبرام اتفاقيات مع المكسيك وفيتنام.
رغم ذلك، تلقى المستثمرون تذكيراً بمخاطر الاضطرابات المفاجئة في العلاقات الدولية عندما أعلن ترمب يوم الجمعة أنه سيُنهي محادثات التجارة مع كندا رداً على ضريبة الخدمات الرقمية التي فرضتها أوتاوا على الشركات الأميركية بنسبة 3%.
يتفق المستثمرون بشكل عام على أن صدمة للاسواق مثل تلك التي حدثت جراء فرض الرسوم الجمركية "يوم التحرير" أوائل أبريل الماضي أمر غير مُرجّح، كما أن هناك آمالاً في إمكانية تأجيل الموعد النهائي. ومع ذلك، قالت أنثي تسوفالي، الخبيرة الاستراتيجية في إدارة الثروات العالمية في "يو بي إس"، إنه رغم أن "الأسواق لم تعد لتتجاهل المخاطر بعد الآن، إلا أن وجود مخاطر لا يزال قائماً حتى يتم الإعلان عن اتفاق حاسم".
وأضافت تسوفالي بأنها تتخذ موقفاً محايداً تجاه الأسهم. معللةً: "سيكون هناك الكثير من عدم اليقين والتقلبات. لذلك نحن لا نخاطر بشكل نشط".
نتائج أعمال الشركات
شكّلت مرونة الشركات دعماً رئيسياً للانتعاش الحاد الذي شهدته الأسهم الأمريكية منذ أبريل. ويتوقع المحللون ارتفاع أرباح شركات مؤشر "إس آند بي 500" في المتوسط بنسبة 7.1% هذا العام قبل أن تتسارع في 2026، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".
ستخضع هذه التوقعات لاختبارات خلال أسابيع قليلة مع صدور نتائج الربع الثاني. وقد شهد موسم الأرباح الأخير قيام شركات من حول العالم بخفض توقعاتها للعام، وأرجعت ذلك إلى ارتفاع التكاليف وضعف ثقة المستهلكين.
أظهر استطلاع أجرته "بيزنس راوند تيبل" (Business Roundtable) في يونيو أن كبار المديرين التنفيذيين أظهروا تشاؤماً أكبر مما كانوا عليه قبل ثلاثة أشهر، حيث تراجع عدد من توقعوا زيادة في التوظيف أو الإنفاق الرأسمالي. ومع ذلك، فإن حزمة تخفيضات الضرائب التي أقرها ترمب بقيمة 4.2 تريليون دولار، والتي ستشهد تصويتاً رئيسياً عليها في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل، قد تُعطي دفعة قوية للشركات التي تُعاني من ارتفاع الرسوم الجمركية وتكاليف إعادة ترتيب سلاسل التوريد الخاصة بها.
لويز دادلي، مديرة المحافظ الاستثمارية في "فيدريتد هيرمس"، قالت: "في ظل هذه البيئة المليئة بالتحديات، لا بد من خفض توقعات النمو". وأضافت: "بالنسبة للسوق الأوسع، ربما يكون أقصى ما يمكننا توقعه هو نطاق عرضي من المستويات الحالية".
التوترات الجيوسياسية
أدى توقف المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى انخفاض أسعار النفط، وهو ما خفف من قلق مستثمري الأسهم من أن سعر الخام المرتفع سيوثر على التضخم وبالتالي يعقّد مسار الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، لا يزال هذا العامل يمثل دعماً هشاً في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل البرنامج النووي الإيراني.
وقال فرانسيسكو سيمون، رئيس الاستراتيجية الأوروبية في "سانتاندر أسيت مانيجمنت": "رغم هذه الانفراجة المؤقتة، لا نزال نرى ارتفاعاً في المخاطر المتأصلة في البيئة الجيوسياسية". وأضاف أن الشركة تُبقي على موقفها من تقليل الحيازات في الأسهم، مفضلةً "نهجاً حذراً وانتقائياً".
وعلاوةً على ذلك، تبقى العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة والصين المستثمرين في حالة من التوتر، مترقبين تفاصيل إطار الاتفاقية التجارية الذي أعلن الجانبان عن التوصل إليه هذا الأسبوع. ومن بين النقاط الرئيسية ما إذا كانت الاتفاقية ستُتيح للشركات الأمريكية الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة الصينية، وما إذا كانت ستُزيل العقبات أمام شركات التكنولوجيا الصينية للحصول على تقنيات الرقائق الأمريكية المتطورة.
الدين الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي
فقدت الولايات المتحدة آخر أعلى تصنيف ائتماني لها في مايو وسط مخاوف متزايدة من المستثمرين بشأن تضخم ديونها. في غضون ذلك، يتوقع أن يضيف مشروع قانون ترمب للضرائب والإنفاق تريليونات الدولارات إلى الدين الفيدرالي خلال السنوات القادمة.
قال نيل روبسون، رئيس قسم الأسهم العالمية في "كولومبيا ثريدنيدل إنفستمنت" "ندرك أن المشكلة لن تختفي". وأشار إلى أن انهيار السوق الذي سيؤدي إلى ارتفاع عوائد السندات وانخفاض تقييمات الأسهم لا يزال احتمالاً ضئيلاً. مضيفاً: "لكن علينا أن نكون حذرين".
بالنسبة لنيكولاس وايلينزيك، الخبير الاستراتيجي في الاقتصاد الكلي في "ويلينغتون مانجمنت"، فإن التعامل مع موضوع خلافة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي يُعدّ أيضاً مسألةً مهمةً للمستثمرين. صرّح ترمب يوم الأربعاء بأنه يدرس ثلاثة أو أربعة أشخاص لخلافة جيروم باول عند انتهاء ولايته العام المقبل.
ومن المخاطر التي ذكرها بعض المستثمرين احتمالية مرور الولايات المتحدة بتجربة مماثلة لـ"لحظة ليز تروس" التي شهدتها المملكة المتحدة عام 2022. وقال وايلينزيك إن ذلك كان "يعود جزئياً إلى الإنفاق غير المنضبط، بجانب تساؤلات مرتبطة باستقلالية بنك إنجلترا".
وتساءل: "هل يُمكننا أن نشهد وضعاً مشابهاً؟". "هناك خطر من أن تبدأ الأسواق بشكل مفاجئ بالشعور بالقلق من أن استقلالية الرئيس القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لن تكون كما كانت عليه في الماضي".
تقييمات الأسهم
مع تداول الأسهم عند مضاعف ربحية 22 مرة خلال الاثني عشر شهراً القادمة، فإن تقييم مؤشر "إس آند بي 500" سيكون أعلى بكثير من متوسطه لعشر سنوات والبالغ 18.6 مرة. وتُعد شركات مثل و"يلينغتون" و"ألاينس بيرنشتاين" من بين الشركات التي تتوقع بقاء المضاعف مرتفعاً بفضل تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية ومرونة شركات التكنولوجيا الكبرى. إلا أن شركات أخرى ترى أن السعر المرتفع يعيق شراء المزيد من الأسهم.
قال ديفيد تشاو، خبير استراتيجيات الأسواق العالمية في " إنفيسكو أسيت مانجمنت": "قد تحتاج تقييمات الأسهم الأمريكية، وخاصةً في الاستراتيجيات الموزونة بالقيمة السوقية مثل مؤشر إس آند بي 500، إلى مزيد من التعديل في حال تدهورت أوضاع الاقتصاد الأمريكي".
وأضاف: "تُتداول أسواق الأسهم خارج الولايات المتحدة في الغالب بمضاعفات أقل، ونعتقد أن الفجوة مع الولايات المتحدة ستستمر في التقلص".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 27 دقائق
- العربية
حظيت العملة الأميركية أيضًا بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة
استقر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل العملات الرئيسية، اليوم الثلاثاء، بينما يترقب المتعاملون صدور بيانات التضخم الأميركية في وقت لاحق من اليوم، والتي قد تقدم مؤشرات على مسار السياسة النقدية. وحظيت العملة الأميركية أيضًا بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة، في وقت يدرس فيه المستثمرون احتمال تنحي جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، وسط استمرار تعرضه لانتقادات من الرئيس دونالد ترامب. ولم تُظهر العملات رد فعل يُذكر تجاه بيانات كشفت أن الاقتصاد الصيني نما بنسبة 5.2% خلال الربع الماضي، وهو ما تجاوز توقعات المحللين بفارق طفيف، وفقا لـ"رويترز". وتراجعت عملة بيتكوين عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، والذي بلغته أمس الاثنين عند 123,153.22 دولار، بعد مكاسب بنسبة 14% خلال سبعة أيام، مع مراهنة المستثمرين على مكاسب تشريعية طال انتظارها لقطاع العملات الرقمية هذا الأسبوع. وبلغ سعر بيتكوين 117,550 دولارًا بحلول الساعة 05:20 بتوقيت غرينتش. ولم يطرأ تغير يُذكر على الدولار مقابل الين الياباني، ليسجل 147.62 ين، بعد أن بلغ أعلى مستوى منذ 23 يونيو حزيران عند 147.89 ين في وقت سابق من الجلسة. وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، بشكل طفيف إلى 98.003، دون أن يبتعد كثيرًا عن ذروته خلال الليل عند 98.136، وهي الأعلى منذ 25 يونيو حزيران. وارتفع اليورو إلى 1.1681 دولار، بعد أن تراجع إلى 1.1650 دولار أمس الاثنين، وهو أدنى مستوى له منذ 25 يونيو حزيران. وقال جيروم باول إن التضخم من المتوقع أن يرتفع هذا الصيف بفعل الرسوم الجمركية. ويتوقع خبراء اقتصاد، استطلعت "رويترز" آراءهم، أن يرتفع معدل التضخم السنوي في يونيو حزيران إلى 2.7%، مقارنة بـ2.4% في الشهر السابق. كما يُتوقع أن يرتفع التضخم الأساسي إلى 3.0% من 2.8%. وكتب كبير متداولي العملات الأجنبية للشركات في "كونفيرا" جيمس نايفيتون،، في مذكرة للعملاء: "إذا لم يسجل التضخم ارتفاعًا أو ظل مستقرًا، فقد تثار تساؤلات بشأن قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأخير بعدم خفض أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى تكثيف الدعوات نحو التيسير النقدي". وأضاف: "قد تتزايد الدعوات من البيت الأبيض لإجراء تغييرات في قيادة مجلس الاحتياطي الاتحادي". وكان ترامب قد جدد، يوم الاثنين، انتقاداته لباول، مشيرًا إلى أن أسعار الفائدة ينبغي أن تكون عند 1 % أو أقل، بدلًا من النطاق الحالي الذي يتراوح بين 4.25 % و4.50 %، والذي أبقاه المجلس دون تغيير منذ بداية العام. وتجاوز النمو الاقتصادي في الصين توقعات السوق في الربع الثاني، رغم تباطئه الطفيف مقارنة بالربع السابق، في إشارة إلى متانة الاقتصاد في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية. وانخفض اليوان الصيني قليلًا إلى 7.1766 مقابل الدولار في المعاملات الخارجية. فيما استقر الدولار الأسترالي عند 0.6548 دولار.


الشرق للأعمال
منذ 43 دقائق
- الشرق للأعمال
30% رسوم أميركية على سلع أوروبا والمكسيك.. فما حجم التجارة معهما؟
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بواقع 30% على واردات بلاده من المكسيك والاتحاد الأوروبي، بدءاً من 1 أغسطس، حسبما ورد في رسالتين نشرهما على موقعه "تروث سوشيال". يمثل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بحجم تبادل يناهو 1.5 تريليون دولار. بلغت صادرات أوروبا إلى أميركا نحو 815 مليار دولار، فيما ناهزت الواردات 667 مليار دولار، وفق بيانات وزارة التجارة الأميركية. وتأتي المكسيك في المرتبة الثالثة بقائمة أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، إذ بلغ حجم التجارة بينهما العام الماضي أكثر من 945 مليار دولار، مثلت منها صادرات المكسيك 560 مليار دولاراً، بينما لم تتجاوز الصادرات الأميركية إلى جارتها الجنوبية 385 مليار دولار.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
لوسِد تحذر: الرسوم الجمركية سترفع أسعار السيارات في أمريكا
شعار شركة لوسد حذر الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة "لوسد جروب" من أن الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس "دونالد ترامب" سترفع تكاليف تصنيع السيارات، حتى في الولايات المتحدة. وقال "مارك وينترهوف"، في مقابلة مع "بلومبرج" الإثنين: " بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين، ستكون السيارات أغلى ثمناً في ظل نظام الرسوم الجمركية. لا توجد طريقة لتفادي ذلك، مع عولمة سلاسل الإمداد". وأضاف من مصنع "باناسونيك هولدينجز" الجديد للبطاريات في ولاية كانساس، أن صانعة السيارات الكهربائية تعمل حاليًا مع شركة الإلكترونيات اليابانية على إيجاد طرق لتوفير المزيد من المواد الخام لمكونات البطاريات من داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، أوضح "وينترهوف" أن "لوسِد" لن تستخدم الخلايا المنتجة في هذا المصنع في سياراتها قبل العام المقبل. دخلت "لوسِد" في شراكة مع "باناسونيك" منذ عام 2022 لتزويدها بالبطاريات، لكن "وينترهوف" أشار في ختام حديثه إلى أن هذه الشراكة كانت مجدية اقتصاديًا قبل فرض الرسوم الجمركية، بفضل الحوافز الحكومية التي ساعدت آنذاك في خفض التكاليف.