
تصريحات ترامب بوقف حرب غزة.. جدية أم خداع؟
اضافة اعلان
عمان– على الرغم من غياب أي تقدم ميداني أو دبلوماسي ملموس في مسار الحرب على غزة، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاق تصريحات متكررة حول قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.هذه التصريحات التي تبدو منقطعة الصلة بواقع المواجهة وأولويات الأطراف الفاعلة، تثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية خاصة في ظل صمت الجانب الفلسطيني وتردد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في وقف بالتصعيد.وبحسب خبراء ومحللين، فإن مواقف ترامب تنبع أساسا من قراءته للمشهد الإسرائيلي وليس من تقدير واقعي لمواقف المقاومة أو مسارات الوساطة الجارية.ويبدو أن ترامب يسعى إلى استغلال اللحظة السياسية لمساعدة بنيامين نتنياهو على الخروج من مأزقه العسكري والسياسي، في ظل تراجع فاعلية العمليات العسكرية الإسرائيلية، واستنفاد جيش الاحتلال معظم أهدافه الميدانية، وفق ما تشير إليه تقارير داخلية.وفي الوقت الذي تبدي فيه الإدارة الأميركية اهتماما بإنهاء الحرب ضمن تسوية أوسع، يؤكد مراقبون أن اندفاعة ترامب تأتي برغبة في حصد مكاسب سياسية داخلية من جهة، وتقديم طوق نجاة لنتنياهو من جهة أخرى، في لحظة تتقلص فيها خيارات الأخير بين التصعيد المكلِف، أو القبول بوقف إطلاق نار لا يرقى إلى مستوى ما يصفه بـ"الإنجاز".فهل ينجح ترامب في فرض تسوية قسرية؟ أم أن الواقع الميداني سيعيد ضبط حسابات الجميع؟ترامب يتحرك لإنقاذ نتنياهووفي هذا الشأن، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما، تأتي استنادا إلى مؤشرات من واقع دولة الاحتلال لا من واقع المقاومة، ما يعكس انحيازا واضحا لتوجهات تل أبيب.وأوضح أبو زيد أن إعادة طرح ملف التهدئة من قبل ترامب يفهم في سياق سعي الإدارة الأميركية إلى تصفية هذا الملف الملِحّ، تمهيدا للتفرغ لملفات إقليمية أخرى تثير قلق واشنطن، وهو ما يفسر الاستعجال الأميركي في الدفع نحو التهدئة، حتى وإن كان على حساب أولويات المقاومة.وأضاف، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يجد نفسه حاليا في مأزق حقيقي نتيجة تقلّص الخيارات أمامه، لجأ كعادته إلى "المنقذ التقليدي"، في إشارة إلى ترامب.وبين أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية باتت ترفض الاستمرار في التصعيد العسكري، وهو ما عكسته بوضوح مواقف عدد من القادة العسكريين في الآونة الأخيرة.وتابع أبو زيد: "تبدو تصريحات ترامب وكأنها محاولة لسحب نتنياهو من مأزقه الراهن، إذ لا يملك اليوم هامشا واسعا للمناورة، لا عسكريا ولا سياسيا، خاصة في ظل الرفض الصريح من وزير الدفاع للتهدئة بالشروط الحالية".وفي ظل هذا الواقع، اعتبر أن المبادرة التي يتم الحديث عنها حاليا صيغت بما يرضي الجانب الصهيوني أكثر من سعيها لتلبية شروط المقاومة، التي تركز دائما على ضرورة وجود ضمانات حقيقية لوقف إطلاق النار.وتابع أبو زيد قائلا: "لا يمكن الحكم منذ الآن على مدى قابلية المبادرة للنجاح، لكن المؤشرات تشير إلى أنها قد تمرَّر في نهاية المطاف، خاصة مع الإلحاح الإسرائيلي على إنجازها."وأضاف: "مع ذلك، يتوقع إدخال تعديلات طفيفة عليها، قد تكون شكلية أو لفظية، دون أن تمس جوهر البنود المطروحة."واشنطن تسعى لإنهاء الحرببدوره، أكد الباحث السياسي جهاد حرب أن الإدارة الأميركية لا تكتفي بالسعي نحو وقف مؤقت لإطلاق النار، بل تسعى إلى وقف شامل للحرب يتجاوز حدود التهدئة المؤقتة التي لا تتعدى 60 أو 70 يوما.وأشار حرب إلى أن المؤشرات على اقتراب التوصل إلى اتفاق بدأت تتبلور فعليا، خاصة في ضوء المبادرة القطرية، إلى جانب المفاوضات الجارية في واشنطن بين وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي ومسؤولين أميركيين، من ضمنهم المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.ورأى أن فرص الوصول إلى تفاهم حقيقي تبدو أكبر اليوم مقارنة بالفترات الماضية، ما يرجح أن الرئيس الأميركي يمتلك معطيات ملموسة دفعته إلى تكثيف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتليين موقفها ودفعها نحو التهدئة.وتساءل عما إذا كانت هذه الضغوط ستفضي فعلا إلى نتائج، معتبرا أن الأمر يتوقف أولا على نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وثانيا على مدى تجاوب حكومته مع هذه المساعي.وأضاف حرب إن تقارير الجيش الإسرائيلي التي عرضت على القيادة السياسية تشير إلى استنفاد الأهداف العسكرية في قطاع غزة، ما يعني أن مواصلة العمليات لا تملك جدوى إستراتيجية واضحة، إلا في حال اتخاذ قرار باجتياح بري شامل، وهو ما حذر منه رئيس الأركان الإسرائيلي، وأنه سيكون مكلفا على المستويين الميداني والسياسي، خصوصا في ظل موقف المجتمع الدولي.وأوضح حرب أن أمام الحكومة الإسرائيلية ثلاثة خيارات رئيسة: إما التورط في احتلال غزة، وهو خيار باهظ الثمن، أو مواصلة فرض الحصار على حركة حماس كما يجري منذ أشهر، أو الاتجاه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار.واعتبر أن السيناريو الثالث هو المرجح في ظل الضغوط الداخلية والخارجية، وكذلك رغبة نتنياهو في تحقيق "إنجاز سياسي" يمكن تسويقه، على غرار ما قام به خلال حرب الأيام الـ12 مع إيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 12 دقائق
- رؤيا نيوز
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطع
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، محذرا من أن 'آخر شرايين البقاء على قيد الحياة على وشك الانقطاع' جراء إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معابر القطاع. جاء ذلك على لسان متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخميس، بخصوص موقف الأمين العام حيال التطورات في غزة. وأكد غوتيريش أنه يشعر بالفزع إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، لافتاً إلى أن 'عشرات من الفلسطينيين قتلوا أو أصيبوا في الأيام الأخيرة جراء هجمات إسرائيلية عديدة على مناطق إيواء النازحين وعلى المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء'. وأدان بشدة فقدان أرواح المدنيين، مشيراً إلى أن قرابة 30 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى هذا الأسبوع بسبب 'أوامر الإخلاء' الإسرائيلية التي صدرت في يوم واحد. ولفت إلى أن غياب المأوى الآمن والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية كالسكن والغذاء والدواء والمياه أديا إلى كارثة إنسانية كبرى. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن 'قواعد القانون الإنساني الدولي واضحة. يجب حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم'. وأكد أنه لم يتم إدخال الوقود إلى غزة منذ أكثر من 17 أسبوعا، وحذّر من أن 'آخر شرايين البقاء على قيد الحياة في غزة على وشك أن تنقطع'. كما حذّر من أنه ما لم يُؤمَّن الوقود بشكل عاجل، ستتوقف حاضنات الأطفال عن العمل، ولن تتمكن مركبات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والمرضى، ولن تُنقى المياه. وأضاف بالخصوص: 'ستتوقف المساعدات الحيوية المحدودة للغاية التي تستطيع الأمم المتحدة وشركاؤها تقديمها في غزة توقفًا تامًا'. وجدد غوتيريش دعوته إلى توفير 'وصول إنساني كامل وآمن ومستدام' لتقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين حرموا منذ مدة طويلة من احتياجاتهم الأساسية بغزة. وأشار إلى أن الأمم المتحدة لديها خطة لتقديم المساعدة التي يحتاج إليها المدنيون بأمان وعلى نطاق واسع، استنادا إلى المبادئ الإنسانية. وطالب الأمين العام جميع الأطراف بضرورة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، مجددا دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.


رؤيا نيوز
منذ 12 دقائق
- رؤيا نيوز
إطلاق 'الهوية البصرية' الجديدة لسوريا
أطلقت السلطات السورية 'الهوية البصرية الجديدة' للبلاد، عبر حفل في قصر الشعب في دمشق حضره الرئيس احمد الشرع . وفي حفل إطلاق الهوية تحدث وزير الخارجية احمد الشيباني عن الجهود التي بذلتها السلطات الجديدة 'لاستعاة حضور سوريا الدولي'، حسب تعبيره، وقال إن تلك الجهود 'توجت برفع العقوبات، ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة'. وأضاف: 'التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنه، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا'. وقال الشيباني إن 'الاعتراف بتنوع الشعب السوري نقطة انطلاق نحو المستقبل'. بينما قال مدير فريق تطوير الهوية البصرية، وسيم قدورة: 'عملنا امتدّ لأشهر طويلة وانتهى بهوية بصرية وطنية متكاملة تعبّر عن جوهر الدولة السورية وهيبتها السيادية وثقافتها العميقة'. يذكر أن الشعار الجديد الذي اعتمدته السلطات السورية، ويمثل نسراً يفرد جناحيه، أثار جدلاً كبيراً في البلاد منذ لحظة الإعلان عنه، بين مؤيد، ومنتقد.


رؤيا نيوز
منذ 12 دقائق
- رؤيا نيوز
أكثر من 100 شهيد إثر غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الخميس
أعلنت مصادر طبية، ارتفاع عدد الشهداء في مجازر الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة إلى أكثر من 100 شهيد منذ فجر الخميس، بينهم 51 شهيدا ارتقوا خلال انتظارهم المساعدات. مساء الخميس، استشهد 16 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 90 بجروح غالبيتهم وصفت ما بين خطيرة إلى حرجة، إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منتظري المساعدات في خان يونس جنوب القطاع. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، بأن جيش الاحتلال استهدف الفلسطينيين قرب منطقة التحلية شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 16 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 90 بجروح، جرى نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة. وفي وقت سابق، استشهد 13 فلسطينيا، وأصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي، مدينتي غزة ودير البلح. وأفادت وفا، بأن 4 فلسطينيين استشهدوا، وأصيب عدد آخر بجروح، إثر قصف طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال، مركبة مدنية في محيط دوار الـ 17 غرب دير البلح وسط القطاع. كما استشهد 4 فلسطينيين، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال حارة الغفري في شارع يافا شرق مدينة غزة. واستشهد فلسطيني، وأصيب آخرون، جراء قصف شنته مدفعية الاحتلال الإسرائيلي استهدف شرق المدينة. وقالت وفا، إن 4 فلسطينيين استشهدوا، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال محيط مخيم عائدون للنازحين في البريج وسط القطاع، مضيفة أن الجثامين مقطعة إلى أشلاء ومتفحمة. ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حرب على قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الحرب، أكثر من 192 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.