
صحيفتان فرنسيتان: الاتحاد الأوروبي يدخل عالم تسود فيه قوانين ترامب
فمن جانبها، كتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الارتياح الملحوظ في صفوف الأوروبيين إثر الإعلان عن اتفاقية التجارة يظهر جليًا حجم المعاناة التي فرضها الرئيس الأمريكي على الاتحاد الأوروبي.. فخوفًا من فرض تعريفة جمركية بنسبة 30% اعتبارًا من الأول أغسطس على السلع المصدرة إلى الولايات المتحدة، اكتفت أوروبا بقبول تعريفة جمركية بنسبة 15% فقط.
وأضافت أن هذه الاتفاقية لا تزال ـ حتى هذه اللحظة ـ صامتة بشأن قائمة الإعفاءات الدقيقة التي تفاوض عليها المفوضية الأوروبية لأكثر القطاعات حساسية. من ناحية أخرى، سلط دونالد ترامب الضوء على التزام الاتحاد الأوروبي بشراء 750 مليار دولار من الطاقة واستثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج المحادثات، بما فيها من غموض، تخلف مرارةً؛ نظرًا لحجم سوقها (450 مليون مستهلك) ومكانتها كثاني أكبر مورد للسلع إلى الولايات المتحدة، بدا أن أوروبا، مبدئيًا، تتمتع بفرصة أفضل من اليابان لمحاولة تأمين رسوم جمركية أقل من 15%.
ورأت أن تطور المقياس الذي حدده المفاوضون لأنفسهم يلخص النكسات التي واجهوها. ففي نهاية يونيو، كانوا يستهدفون أقل من 10%. وبحلول منتصف يوليو، ظنوا أنهم قريبون جدًا من تأمين 10%، وهي النسبة التي تفاوضت عليها المملكة المتحدة، ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
وتبرز التسوية غير المتكافئة التي دعت إليها المفوضية الصعوبة التي تواجهها الدول السبع والعشرون في الدخول في صراع نفوذ مع حليف سابق لا يحاول فقط فرض قانونه على بقية العالم، بل يسعى أيضًا إلى تحقيق أجندة سياسية تهدف إلى إضعاف الاتحاد الأوروبي. بعد أن دفعته فرنسا إلى تشديد موقفه في المراحل الأخيرة باعتماد حزمة عقوبات انتقامية بقيمة 93 مليار يورو، تُطبق اعتبارًا من 7 أغسطس في حال فشل مفاوضات التجارة، كانت رئيسة المفوضية الأوروبية، لسبب وجيه، تسعى بكل قوتها إلى الحفاظ على الوحدة الأوروبية في مواجهة إغراء الانفراد.
واعتبرت الصحيفة أن ألمانيا، وإيطاليا تحديدًا، منشغلتان بشدة بالتجارة عبر الأطلسي، مما يعني أنهما لم تكونا مستعدتين للمواجهة. كما أن الحاجة إلى تأمين الدعم الأمريكي في أوكرانيا والمساهمة الأمريكية في الدفاع الأوروبي كانت لها ثقلها الكبير.
وبالتالي وُصفت ضريبة الـ 15% بأنها أهون الشرين، وتأتي بعد زيادات التعريفات الجمركية التي فرضها دونالد ترامب على الصلب والألمنيوم (50%)، وكذلك على السيارات وقطع الغيار (25%). ستؤثر هذه الزيادات حتمًا على القدرة التنافسية للشركات المعنية وسترفع الأسعار. في المقابل، تتمسك رئيسة المفوضية الأوروبية ومجتمع الأعمال بأمل استقرار البيئة الاقتصادية. في الواقع، ليس لديهم أي ضمانات لتحقيق ذلك. بتصرفاته غير المتوقعة، انتهك دونالد ترامب جميع قواعد التجارة الدولية.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول 'نه بعد ثلاثة أيام من القمة بين الصين والاتحاد الأوروبي، التي تحولت إلى ما يمكن اعتباره حوار طرشان، وكشفت عن عجز بروكسل عن تحقيق أدنى قدر من إعادة التوازن التجاري، تلخص المصافحة بين دونالد ترامب وأورسولا فون دير لاين حالة توازن القوى: ففي النظام العالمي الجديد الذي يجري بناؤه، وعلى عكس القيم التي يدافع عنها، لا تنهار أوروبا، لكن لعبتها، في هذه المرحلة الدفاعية البحتة، لا تحميها بأي حال من الأحوال من أي انقلابات جديدة.
بدورها، أشارت صحيفة "ليبراسيون" إلى أن ثمة شعور مؤلم بالاستسلام يسود حاليا في أوروبا بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الامريكي دونالد ترامب، والذي حدد الرسوم الجمركية على معظم المنتجات الأوروبية بنسبة 15 %.
وذكرت الصحيفة الفرنسية، أن الاتحاد الأوروبي دخل فعليا بتوقيعه هذه الاتفاقية في "عالم تسود فيه قوانين ترامب"، معتبرة أن قواعد النظام العالمي تغيرت بشكلٍ كبير لدرجة أن ذكرى ما كان عليه العالم قبل ترامب أصبحت باهتة. وكانت أوروبا، في عالم "ما قبل ترامب"، تدعي أنها قوة فاعلة على الساحة الدولية، من خلال تشكيل جبهة موحدة ومدافعة عن قيم الحوار والدبلوماسية. أما الان، فقد أدخلنا ترامب في عالم نسعى فيه من اجل البقاء، حيث لا تسود إلا قوة الصوت الأعلى.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية ماذا كان لايزال صوت فرنسا مسموعا في ظل تباين ردود فعل المسئولين الأوروبيين؟.. فبينما وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو أمس بالـ"يوم القاتم"، اعتبر وزير اقتصاده، في مقابلة أجرتها معه (ليبراسيون) أن جميع أطراف الاتفاقية "خاسرون" ولكن ليخفف من حدة انتقاده، تسائل عما اذا كان بامكان أوروبا أن تفعل أكثر مما فعلت. وتساءلت الصحيفة الفرنسية عما اذا كان بإمكان اوروبا أن تظهر مزيدا من القوة في وجه شريك لا يفهم سوى لغة القوة. من جانبها، أكدت أورسولا فون دير لاين على أن ما تم التوصل اليه هو "أفضل اتفاق ممكن".
وتراهن أوروبا على المدى البعيد على اتفاقيات بديلة مع تكتل ميركوسور وآسيان، والهند.
واختتمت المجلة الفرنسية افتتاحيتها بالقول: "إن رؤية رئيسة المفوضية الأوروبية تضطر إلى الرضوخ تماما لترامب، لا يعطي سوى انطباعا باننا نواجه اتفاقا مخيبا للآمال للغاية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 19 دقائق
- العين الإخبارية
إمبراطورية الـ100 مليار دولار.. قصة براين تشيسكي الذي أعاد اختراع مفهوم السفر
يعد براين تشيسكي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Airbnb، أحد أبرز رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا خلال العقد الأخير. حيث تمكن من تحويل فكرة بسيطة إلى شركة تُقدّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، وتغيّر شكل صناعة السفر والإقامة حول العالم. ولد تشيسكي في 29 أغسطس/آب 1981 في نيويورك، ودرس التصميم الصناعي في معهد رود آيلاند للتصميم (RISD). لم يكن طريقه في ريادة الأعمال تقليديًا؛ إذ انطلقت فكرته عندما واجه هو وزميله في السكن جو جيبيا صعوبة في دفع الإيجار في سان فرانسيسكو عام 2007. قاما بتأجير جزء من شقتهما باستخدام مراتب هوائية، وأطلقا على الخدمة اسم AirBed & Breakfast، قبل أن تتطور لاحقًا إلى منصة Airbnb التي يعرفها العالم اليوم. وبفضل رؤية تشيسكي التصميمية ونهجه القائم على تجربة المستخدم، أصبحت Airbnb واحدة من أهم شركات الاقتصاد التشاركي. وقد ركز منذ البداية على بناء الثقة بين المستخدمين، وتعزيز التجربة المحلية للضيوف، ما منح المنصة طابعًا مختلفًا عن الفنادق التقليدية. تحديات واجه تشيسكي تحديات حاسمة، أبرزها أزمة جائحة كورونا، التي كادت أن تطيح بالشركة في عام 2020 بعد انهيار حركة السفر العالمية. وفي خطوة صعبة، اضطر إلى تسريح ربع موظفي الشركة، لكنه نال إشادة واسعة بسبب أسلوبه الإنساني في إدارة الأزمة، وحرصه على التواصل الشفاف والدعم العملي للمفصولين. في نهاية العام نفسه، قاد الشركة إلى طرح عام أولي ناجح في بورصة ناسداك، لتصل قيمتها السوقية إلى أكثر من 100 مليار دولار. تشيسكي الذي أدرجته مجلة TIME ضمن قائمة "أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم"، يواصل الدفع بحدود الابتكار في القطاع، ويشارك بنشاط في النقاشات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتنظيم السفر، ومستقبل العمل. كما أطلق مبادرات اجتماعية شملت توفير سكن للاجئين وضحايا الكوارث حول العالم. وفي وقت تتسابق فيه الشركات التقنية نحو التوسع والربحية، يظل براين تشيسكي نموذجًا لرائد أعمال استطاع الجمع بين التصميم الإنساني والرؤية التجارية، ليقود واحدة من أكثر قصص النجاح إلهامًا في وادي السيليكون. aXA6IDEwNC4yNTIuNTcuNzkg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
الصين تطلق أول برنامج وطني لتحفيز الإنجاب.. 500 دولار سنويا لكل طفل
أعلنت الحكومة الصينية عن أول برنامج وطني شامل يهدف للتشجيع على الانجاب. ويستهدف البرنامج العائلات ويهدف إلى تحفيز معدلات المواليد المتراجعة من خلال تقديم إعانة سنوية قدرها 3,600 يوان (نحو 500 دولار أمريكي) لكل طفل دون سن الثالثة. ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، من المتوقع أن يستفيد من هذا الدعم المالي قرابة 20 مليون أسرة في جميع أنحاء البلاد، في محاولة للتخفيف من تكاليف تربية الأطفال وتشجيع الإنجاب في ظل أزمة ديموغرافية متنامية تواجهها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويأتي هذا الإجراء بعد سنوات من فشل السياسات السابقة في رفع معدل المواليد، رغم إنهاء سياسة الطفل الواحد المثيرة للجدل قبل نحو عقد من الزمن. فقد أظهرت الإحصاءات الرسمية أن عدد سكان الصين انخفض للعام الثالث على التوالي في عام 2024، مسجلاً 9.54 مليون ولادة فقط. دعم مالي وبحسب هيئة الإذاعة الحكومية (CCTV)، ستُطبق السياسة الجديدة بأثر رجعي اعتبارًا من يناير/كانون الثاني 2024، بينما سيكون بإمكان العائلات التي أنجبت أطفالًا بين عامي 2022 و2024 التقدم للحصول على دعم جزئي. ويمكن أن تصل المساعدات الإجمالية إلى 10,800 يوان (حوالي 1,500 دولار) للطفل الواحد خلال سنواته الثلاث الأولى. ورغم أن هذا البرنامج يُعد الأول على المستوى الوطني، فقد شهدت بعض المقاطعات الصينية تجارب مماثلة في السنوات الأخيرة. ففي مارس/آذار الماضي، أطلقت مدينة هوهوت في شمال البلاد برنامجًا يمنح الأسر ما يصل إلى 100,000 يوان لكل طفل للزوجين الذين لديهم ثلاثة أطفال على الأقل. كما تقدم مدينة شنغيانغ في شمال شرق البلاد 500 يوان شهريًا للعائلات التي لديها طفل ثالث تحت سن الثالثة. وفي سياق موازٍ، دعت السلطات المركزية في بكين مؤخرًا الحكومات المحلية إلى وضع خطط لتوفير التعليم ما قبل المدرسي مجانًا، في محاولة أخرى لتخفيف الأعباء المالية عن الأسر. التكلفة الباهظة وتأتي هذه الجهود في وقت تُصنَّف فيه الصين، وفقًا لدراسة أجراها معهد "يووا" الصيني لأبحاث السكان، كأحد أغلى الأماكن في العالم لتربية الأطفال مقارنة بدخل الأسر. وتشير الدراسة إلى أن متوسط تكلفة تربية طفل حتى سن 17 عامًا تبلغ حوالي 75,700 دولار أمريكي. ومع استمرار شيخوخة السكان وارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم، تزداد الضغوط على الحكومة الصينية لتقديم حوافز أكبر للأسر الشابة في سبيل إنعاش النمو السكاني. aXA6IDgyLjIxLjIyOS45MCA= جزيرة ام اند امز PL


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
ترامب يفرض رسوماً بنسبة 50% على واردات النحاس
قال البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب وقع على إعلان يفرض رسوماً جمركية على واردات النحاس، مرجعاً القرار إلى اعتبارات تتعلّق بالأمن القومي. ويفرض الإعلان رسوماً بنسبة 50% على منتجات النحاس شبه المصنعة ومشتقاتها كثيفة النحاس، اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل. وكان ترامب قد أشار، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى أنه سيفرض هذه النسبة على الواردات من النحاس بعد تلقيه "تقييما أمنيا وطنيا متينا"، في إشارة، على الأرجح، إلى تحقيق أجرته وزارة التجارة الأميركية هذا العام. وأضاف الرئيس الأميركي حينها: "النحاس هو ثاني أكثر المواد استخداماً من قبل وزارة الدفاع!".