
الاتحاد حياة وإنتصار
واقعنا مؤلم جدا ويمزق نياط القلب خاصة عندما نرى الأطفال يرتقون جوعاً في غزة تحت نظر وسمع العالم أجمع ، في غزة شلالات الدم مستمرة فمن لم يرتقي بصواريخ الطائرات أو بقذائف الدبابات يرتقي أثناء معركته من أجل الحصول على رغيف الخبز والإباده مستمرة ويوميا وفي كل لحظة .
الضفة الغربية والقدس .. ليس بخير أيضاً ، فالمستوطنين ينهبون الارض يومياً ويقتلون من يحاول القرب منهم وبحراسة الجيش ، والإعتقالات مستمرة والسيطرة على أبار المياه وإغلاق القرى والمدن أصبح عادة والشعب يراقب أحوال الطرق في كل صباح على مجموعات التواصل الاجتماعي قبل الخروج من البيت ، وأصبح الخروج من المدن والقرى ليلاً في غاية الخطر والصعوبة، وخاصة مع استمرار الإعتقالات التعسفية والتي تجاوزت الأحد عشرة ألفا وأكثر ، حيث يزج بشبابنا في أسوء ظروف في معتقلات في غاية الاساءة ، حيث الحرمان من أبسط الحقوق التي ضمنتها القوانين الدولية والإنسانية ، لا غذاء ولا دواء ولا مواد تنظيف ولا زيارة للأهل أو المحامين ، عدا عن إنتشار الأمراض الجلدية، مع الإشارة الى أنه فقط في السنتين الاخيرتين أستشهد أكثر من 76 معتقل .
أمام هذا الوضع الصعب وضبابية المستقبل نحن بحاجة لمعجزة لمواجهة هذا الظلم ، معجزة تخفف عن شعبنا ، إذ لا بد من القوة ، بدون قوة لن نتمكن من الضغط لوقف الحرب وادخال المساعدات والإعمار والافراج عن الأسرى ، نحتاج قوة من أجل الاعتراف بدولتنا وسيادتنا ، ولن يكون لنا قوة بدون إتحاد ، شعوب العالم الحر معنا ونحن منقسمون وضعفاء ، رغم الإيمان بحتمية النصر ورغم هول التضحيات .
قال تعالى "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا " وقال أفضل الخلق محمد رسول الله " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" ، الأمر هنا واضح وصادر من فوق سبع سماوات والطريق واضح ايضاً، الإتحاد قوة وحياة وإنتصار ، ونكرر بأننا بحاجة لمعجزة للخروج مما نحن فيه ، والمعجزة أو مفتاحها هو الإتحاد ، المعجزات هي وليدة الرجال المتحدون ، فالوحدة قانون الإنتصار....
واجب أخلاقي ووطني وديني العمل على وحدة الصف ، وهذه الوحدة يجب العمل عليها بعدة مستويات وهي تبدأ من البيت الواحد والقرية والمدينة والحزب والتنظيم الواحد .
أمام كلتلك التحديات والمخاطرالتي تهدد مسيرة التحرر الوطني وتهدد القضية الفلسطينية لا بد من طي صفحة الإنقسام البغيض وتغليب التناقض الرئيسي مع المحتل وأدواته وترك كل التناقضات الجانبية، لأن كثرة الجدل يحبط الأمل ويهلك العمل – ويجب أن يصبح الكل الفلسطيني جبهة واحدة وموحدة وتجنيد كل الطاقات وقدرات وإمكانيات شعبنا خاصة الشابة منها وإستغلال التضامن الاقليمي والعربي والعالمي والإستفادة من تجارب الشعوب الحرة الأخرى.
في لحظة الحسم الكل مسؤول ومطلوب من الجميع العمل، المسؤول الحكومي والحزبي والوزير والسفير وغيرهما ، كلٌ عليه مسؤولية ، المواطن البسيط ورجل الأعمال والتاجر والعامل والفلاح وسائق التكسي عليه ايضاً مسؤولية، الجرح بالكف والألم عظيم والكل مسؤول أمام ضميره وأمام الله، لنترك لوم الآخرين ولنلم أنفسنا أولاً، وليحاسب منا كل من استغل منصبه لذاته ، ولنتذكر المثل الفلسطيني الذي يقول "نفس الرجال يحيي الرجال" وما أكثر الرجال في فلسطين .
في هذا المقام لا بد من أن نقدر ونشكر أشقائنا وإخوتنا العرب في كل مكان ابتداءً من الاردن ومصر الى آخر دولة عربية وإسلامية ، فهم الأهل والعزوة ، كانوا وسيبقون .
وهنا أيضا أترك سؤالا برسم الإجابة : ماذا لو إتحد العرب والمسلمين ؟ من أجل خيرنا وخيرهم ومن أجل عالم أفضل خال من الظلم والقهر والحرمان .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ يوم واحد
- معا الاخبارية
الاتحاد حياة وإنتصار
في الماضي ليس بالبعيد لم يكن يعرف العالم الكثير عن فلسطين، أما الآن، ولعدة أسباب منها فداحة ما يحدث من جرائم إبادة جماعية وبسب توفر التكنولوجيا ووسائل التوصل الإجتماعي وتنامي التضامن العالمي مع قضيتنا العادلة ، وبعد أن سقطت كل الأقنعة وسقطت شعارات القانون الدولي الإنساني فانه لا يخفى على القاصي والداني في كل أصقاع الأرض ما حل بنا في فلسطين السنتين الأخيرتين من فظائع يندى لها جبين الإنسانية . واقعنا مؤلم جدا ويمزق نياط القلب خاصة عندما نرى الأطفال يرتقون جوعاً في غزة تحت نظر وسمع العالم أجمع ، في غزة شلالات الدم مستمرة فمن لم يرتقي بصواريخ الطائرات أو بقذائف الدبابات يرتقي أثناء معركته من أجل الحصول على رغيف الخبز والإباده مستمرة ويوميا وفي كل لحظة . الضفة الغربية والقدس .. ليس بخير أيضاً ، فالمستوطنين ينهبون الارض يومياً ويقتلون من يحاول القرب منهم وبحراسة الجيش ، والإعتقالات مستمرة والسيطرة على أبار المياه وإغلاق القرى والمدن أصبح عادة والشعب يراقب أحوال الطرق في كل صباح على مجموعات التواصل الاجتماعي قبل الخروج من البيت ، وأصبح الخروج من المدن والقرى ليلاً في غاية الخطر والصعوبة، وخاصة مع استمرار الإعتقالات التعسفية والتي تجاوزت الأحد عشرة ألفا وأكثر ، حيث يزج بشبابنا في أسوء ظروف في معتقلات في غاية الاساءة ، حيث الحرمان من أبسط الحقوق التي ضمنتها القوانين الدولية والإنسانية ، لا غذاء ولا دواء ولا مواد تنظيف ولا زيارة للأهل أو المحامين ، عدا عن إنتشار الأمراض الجلدية، مع الإشارة الى أنه فقط في السنتين الاخيرتين أستشهد أكثر من 76 معتقل . أمام هذا الوضع الصعب وضبابية المستقبل نحن بحاجة لمعجزة لمواجهة هذا الظلم ، معجزة تخفف عن شعبنا ، إذ لا بد من القوة ، بدون قوة لن نتمكن من الضغط لوقف الحرب وادخال المساعدات والإعمار والافراج عن الأسرى ، نحتاج قوة من أجل الاعتراف بدولتنا وسيادتنا ، ولن يكون لنا قوة بدون إتحاد ، شعوب العالم الحر معنا ونحن منقسمون وضعفاء ، رغم الإيمان بحتمية النصر ورغم هول التضحيات . قال تعالى "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا " وقال أفضل الخلق محمد رسول الله " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" ، الأمر هنا واضح وصادر من فوق سبع سماوات والطريق واضح ايضاً، الإتحاد قوة وحياة وإنتصار ، ونكرر بأننا بحاجة لمعجزة للخروج مما نحن فيه ، والمعجزة أو مفتاحها هو الإتحاد ، المعجزات هي وليدة الرجال المتحدون ، فالوحدة قانون الإنتصار.... واجب أخلاقي ووطني وديني العمل على وحدة الصف ، وهذه الوحدة يجب العمل عليها بعدة مستويات وهي تبدأ من البيت الواحد والقرية والمدينة والحزب والتنظيم الواحد . أمام كلتلك التحديات والمخاطرالتي تهدد مسيرة التحرر الوطني وتهدد القضية الفلسطينية لا بد من طي صفحة الإنقسام البغيض وتغليب التناقض الرئيسي مع المحتل وأدواته وترك كل التناقضات الجانبية، لأن كثرة الجدل يحبط الأمل ويهلك العمل – ويجب أن يصبح الكل الفلسطيني جبهة واحدة وموحدة وتجنيد كل الطاقات وقدرات وإمكانيات شعبنا خاصة الشابة منها وإستغلال التضامن الاقليمي والعربي والعالمي والإستفادة من تجارب الشعوب الحرة الأخرى. في لحظة الحسم الكل مسؤول ومطلوب من الجميع العمل، المسؤول الحكومي والحزبي والوزير والسفير وغيرهما ، كلٌ عليه مسؤولية ، المواطن البسيط ورجل الأعمال والتاجر والعامل والفلاح وسائق التكسي عليه ايضاً مسؤولية، الجرح بالكف والألم عظيم والكل مسؤول أمام ضميره وأمام الله، لنترك لوم الآخرين ولنلم أنفسنا أولاً، وليحاسب منا كل من استغل منصبه لذاته ، ولنتذكر المثل الفلسطيني الذي يقول "نفس الرجال يحيي الرجال" وما أكثر الرجال في فلسطين . في هذا المقام لا بد من أن نقدر ونشكر أشقائنا وإخوتنا العرب في كل مكان ابتداءً من الاردن ومصر الى آخر دولة عربية وإسلامية ، فهم الأهل والعزوة ، كانوا وسيبقون . وهنا أيضا أترك سؤالا برسم الإجابة : ماذا لو إتحد العرب والمسلمين ؟ من أجل خيرنا وخيرهم ومن أجل عالم أفضل خال من الظلم والقهر والحرمان .


معا الاخبارية
منذ يوم واحد
- معا الاخبارية
أثر "طوفان الأقصى" يصل أوروبا: صدى السنوار في أسماء المواليد
بيت لحم- معا- ترك الشهيد يحيى السنوار، مهندس هجوم السابع من أكتوبر، "طوفان الأقصى" أثرا عميقا يتجاوز حدود فلسطين، ليصل صداه إلى قلب أوروبا. ففي تحول لافت، كُشف مؤخرا عن دخول اسم "يحيى" ضمن قائمة أكثر 100 اسم اختيارا للمولودين الجدد في بريطانيا لعام 2024، في دلالة على رمزية اسمه ووقعه في وجدان الكثيرين، الذين وجدوا فيه رمزا للمقاومة والثبات في وجه الظلم. سُمّي 583 طفلا وُلدوا في بريطانيا عام 2024 باسم يحيى، ليحتل بذلك المرتبة 93 في قائمة ذلك العام. وكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يحدث فيها هذا، في عام بدأ بعد ثلاثة أشهر من هجوم 7 أكتوبر، لا يترك مجالا للشك في أن هذه لفتة مهمة من زعيم حماس. إلى جانب اسم يحيى، الذي ظهر لأول مرة في قائمة أسماء المواليد الجدد في المملكة المتحدة عام 2024، تصدّر اسم محمد القائمة بأكملها، حيث سُمّي 5721 مولودا، وهي المرة الثانية على التوالي التي يتصدر فيها اسم محمد القائمة. كما ظهر هذا الاسم في المرتبتين الحادية والعشرين والثالثة والخمسين، بتهجئة مختلفة، على الرغم من أنه الاسم نفسه، بحسب تقرير القناة الإسرائيلية 12. في الوقت نفسه، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأخبار ولادة طفل في مستشفى بمدينة لايبزيغ الألمانية، يُدعى أيضا يحيى السنوار. ونشر المستشفى صورة للوحة في قسم الولادة كُتب عليها اسم المولود، وبجانبها ثلاثة قلوب صغيرة.


فلسطين أون لاين
منذ يوم واحد
- فلسطين أون لاين
"كنتُ أنا ونفسُه عليه": الحرب النفسية من قلب السيف إلى عمق الوعي
د. بلسم الجديلي سُئل الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه: "ما السرّ يا إمام في أنّك ما قاتلتَ أحدًا إلا وقتلتَه؟" فأجاب بحكمة تفيض عمقًا: *"ما قاتلتُ أحدًا إلا وظنّ أني قاتله، فكنتُ أنا ونفسه عليه."* هذا الجواب لا يشرح فقط استراتيجية الإمام في المعارك، بل يُمثل أحد أعمق المفاهيم في علم النفس القتالي والحرب المعنوية. لقد فهم الإمام أن القتال الحقيقي لا يبدأ حين تتقاطع السيوف، بل حين ترتجف النفوس أو تطمئن، تخاف أو تثق. *معنى أن تكون أنت ونفس خصمك عليه:* في هذا القول الموجز، نكتشف مبدأ استراتيجيًا بالغ الدقة: *الانتصار يبدأ من داخل العدو، لا من خارجه.* فعندما يُصاب الخصم بالارتباك، حين يظن أن هزيمته حتمية، فإنه يبدأ القتال وهو مهزوم داخليًا. لا تعود قوته الجسدية ذات نفع، ولا سلاحه يشفع له، لأن سيف اليقين الذي في نفس خصمه قد سبق. في المقابل، إن من يُقاتل وهو يثق بأنه سينتصر، يُصبح جسده وروحه وتحركاته في حالة من التماهي الكامل مع النصر. لا يشك، ولا يتردد، ولا يتراجع. وتلك هي قمة الحرب النفسية: *أن توجّه ضربة إلى القلب قبل أن ترفع سيفك إلى العنق.* *الإمام عليّ ونظرية السيطرة النفسية:* كلمات الإمام تلخص واحدة من أكثر النظريات عمقًا في الحرب النفسية: *السيطرة على ساحة الوعي قبل ساحة الميدان.* هو لم يكن يهزم أعداءه بقوته الجسدية فقط، بل بنفاذ بصيرته وثقته وشجاعته التي كانت تشق الطريق إلى نفس العدو فتُربكه، وتُشعره بأنه خاسر مسبقًا، فيُقاتل بيدٍ مرتجفة ونفسٍ مهزوزة. هذا المفهوم اليوم يُشكل أساسًا في استراتيجيات الجيوش والمخابرات، بل في خطابات الزعماء وتحركات الإعلام. فكم من جيشٍ قويّ انهزم لأن قياداته بثت الشك والخوف، وكم من مقاومة صغيرة هزمت عدواً متفوقًا فقط لأنها زرعت في وعيه أنه مهزوم لا محالة. *الحرب النفسية في غزة.. تتكرر:* في غزة اليوم، تتجلى نفس الفكرة التي قالها الإمام عليّ، لكن بشكل معكوس: *الاحتلال يحاول أن يكون هو و"نفس الغزي" عليه.* يحاول أن يجعل الفلسطيني يعتقد أن المعركة محسومة، أن المقاومة لا جدوى منها، وأن الانهيار قادم لا محالة. يُحاصره بالإعلام، بالإشاعة، بالمشهد الدموي، وبالضغط الاقتصادي والمعنوي، ليهزمه من الداخل قبل أن يواجهه في الميدان. لكن من يقاوم هذا، ويحتفظ بثقته، يثبت أن النصر قرار داخلي قبل أن يكون نتيجة مادية. *بين النفس والعدو.. من يحسم المعركة؟* من يسيطر على نفس خصمه، هو المنتصر الحقيقي. فقد رأينا أن الحروب تُكسب أحيانًا قبل أن تبدأ، وأن الجيوش تنهار لأن جنودها فقدوا الثقة، وليس لأن العدو تفوق عسكريًا. كما رأينا أفرادًا من المقاومة يصمدون وحدهم، ويقلبون المعادلة، لأنهم كانوا هم وأنفسهم معًا ضد عدوهم، بينما كان العدو هو ونفسه ضده. *ختامًا: لا تنتصر السيوف وحدها* الدرس الأهم من قول الإمام عليّ هو أن الانتصار يبدأ من النفس. ومن هنا، فإن من يُريد أن يربح معركة، سواء كانت سياسية أو فكرية أو عسكرية، عليه أن يتقن فن السيطرة على المعركة الداخلية أولًا. من يُهزم من الداخل، لا يمكن أن ينتصر في الخارج. ومن يُنتصر في داخله، فإن كل العوائق تصبح مجرد تفاصيل. *كنتُ أنا ونفسه عليه..* قولٌ خالد، يُلخّص آلاف الصفحات في علم النفس القتالي، ويمنحنا مفتاحًا لفهم الصمود والانتصار في زمن تُخاض فيه المعارك على الوعي، لا فقط على الأرض.