
أزمة طاقة تلوح في الأفق: قطر تهدد بوقف إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا.. فما السبب؟
ويأتي التهديد في سياق اعتراض الدوحة على توجيه 'CSDDD' الأوروبي، الذي يُلزم الشركات بإجراء تقييمات شاملة لسلاسل التوريد وتأثيرها على البيئة وحقوق الإنسان، ويفرض مسؤوليات قانونية وغرامات في حال عدم الامتثال، لا سيما المادة 22 منه المتعلقة بحماية المناخ.
وأكد الوزير القطري أن هذا التوجيه 'يتعارض بشكل مباشر مع القوانين والسياسات المناخية الوطنية لقطر'، ويجبر الشركات على 'الاختيار بين سياسات دولها السيادية ومتطلبات الاتحاد الأوروبي'، وهو ما وصفه بأنه يشكل خطرًا كبيرًا على استمرارية الشراكة في مجال الطاقة.
الأسواق البديلة على الطاولة
وفي لهجة حازمة، أشار الكعبي إلى أن بلاده وشركة QatarEnergy قد تضطران إلى البحث عن أسواق بديلة أكثر استقرارًا وصديقة للأعمال خارج أوروبا، إذا استمرت الضغوط المناخية الأوروبية.
وشددت الرسالة، التي أُرسلت إلى عدة عواصم أوروبية وليس بلجيكا فقط، على أن قطر 'ترفض أن تكون ضحية لعقوبات محتملة، أو غرامات قد تعرقل تدفق الطاقة وتضر بالشركات'.
تداعيات تهدد أمن الطاقة الأوروبي
تشير بيانات 'يوروستات' إلى أن قطر أصبحت خلال الربع الأول من عام 2025 ثالث أكبر مورّد للغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي، بنسبة 10.8% من إجمالي الواردات، بعد الولايات المتحدة (50.7%) وروسيا (17%).
ومع الاتجاه الأوروبي نحو فرض حظر كامل على الغاز الروسي بحلول 2028، فإن انسحاب قطر من السوق الأوروبي يعني أن الاتحاد سيخسر أكثر من ربع وارداته من الغاز المسال، ما يهدد استقراره الطاقي ويفاقم اعتماده على مورد واحد، وهو الولايات المتحدة، التي سترتفع حصتها إلى 60%.
مأزق سياسي-اقتصادي
التحذير القطري يضع بروكسل أمام معادلة صعبة: هل تُصر على سياسات المناخ الصارمة على حساب أمن الطاقة؟
وإن لم يتم التوصل إلى تسوية، فإن الشتاء الأوروبي المقبل قد لا يكون دافئًا كما تأمله الحكومات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 7 ساعات
- صوت بيروت
الممثل التجاري الأمريكي: لا تخفيض مرتقب للرسوم التي فرضها ترامب
قال الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير اليوم الأحد إن من المرجح أن تبقى الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي على عشرات الدول كما هي بدلا من خفضها في إطار المفاوضات المستمرة. وقبيل الموعد النهائي يوم الجمعة، أظهر أمر تنفيذي رئاسي أن ترامب حدد معدلات تتضمن رسوما جمركية 35 بالمئة على سلع كثيرة من كندا، و50 بالمئة للبرازيل، و25 بالمئة للهند، و20 بالمئة لتايوان، و39 بالمئة لسويسرا. وفي المحادثات التجارية منذ عودة ترامب إلى منصبه، خفض البيت الأبيض بعض الرسوم عن المستويات التي جرى الإعلان عنها في البداية، بما في ذلك خفض الرسوم المفروضة على الاتحاد الأوروبي إلى النصف تقريبا في إطار اتفاق أبرم الأسبوع الماضي. ومع ذلك، قال جرير في تصريحات لشبكة (سي.بي.إس) اليوم الأحد إن هذا لن يكون هو الحال في الجولة الأحدث من الرسوم الجمركية. وأضاف 'يتحدد الكثير من هذه الرسوم وفقا للاتفاقات. بعض هذه الصفقات معلن وبعضها غير معلن والبعض الآخر يعتمد على مستوى العجز أو الفائض التجاري الذي قد يكون لدينا مع البلد… معدلات الرسوم الجمركية هذه ستظل ثابتة إلى حد كبير'.


ليبانون 24
منذ 15 ساعات
- ليبانون 24
رسوم أميركية قاسية على سويسرا تشعل التوتر التجاري: 39% على سلع مختارة
في خطوة مفاجئة للأسواق الأوروبية، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 39% على واردات سويسرية مختارة ، في واحدة من أعلى النسب المفروضة على شريك تجاري، متجاوزة حتى العديد من دول العالم النامي. يأتي القرار في ظل تصاعد العجز التجاري الأميركي مع سويسرا، والذي بلغ 50 مليار دولار حتى أيار 2025، ما يجعلها خامس أكبر مصدر لهذا العجز. وتشمل الصادرات السويسرية المتأثرة الساعات والأدوية والآلات الدقيقة والشوكولاتة. رغم كونها سادس أكبر مستثمر أجنبي في الاقتصاد الأميركي، وتوفيرها نحو 400 ألف وظيفة هناك، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية سويسرا على "قائمة المراقبة" بدعوى ممارسات اقتصادية غير عادلة، أبرزها تدخلات البنك المركزي السويسري في سوق صرف الفرنك. وبحسب تقارير، جاء القرار بعد فشل مفاوضات ثنائية امتدت لأشهر، وانتهت باتصال غير مثمر بين الرئيس ترامب والرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر. في المقابل، حصلت دول كفرنسا وألمانيا على رسوم جمركية لا تتجاوز 15%، ما دفع خبراء في برن للمطالبة بإعادة النظر في الحياد السويسري لصالح علاقات أعمق مع الاتحاد الأوروبي. ووفق تقديرات مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس"، قد يؤدي استمرار الرسوم إلى انكماش الاقتصاد السويسري بنسبة 0.6%، مع إمكانية ارتفاع الخسائر إذا شُمل قطاع الأدوية بالضرائب لاحقاً. ( سي أن أن)


صدى البلد
منذ 17 ساعات
- صدى البلد
ترامب يراهن على سمعته كصانع صفقات بأخطاء سياسات التعريفات الجمركية
يراهن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، على سمعته كمفاوض صعب وصانع صفقات ماهر ، من خلال سياسته الحمائية في مجال التعريفات الجمركية. ونشر البيت الأبيض، يوم الجمعة، صورة للرئيس الأمريكي وهو يضع هاتفه الذكي على أذنه، مع تعليق: "يجري مكالمات.. يعقد صفقات.. يجعل أمريكا عظيمة مجددًا!". ويحتفل أنصار ترامب بكل اتفاقية تجارية يعلن عنها، وهو الذي يعتقد أن الرسوم الجمركية هي أداة ومظهر من مظاهر القوة الاقتصادية الأمريكية، باعتبارها عرضا لبراعته التفاوضية. ولم يكن تغير أسعار الفائدة هذا الأسبوع مختلفا. وفي يوم الخميس، فرض ترامب رسوما جمركية جديدة على العشرات من شركاء الولايات المتحدة التجاريين. وستبدأ الأمور في السابع من أغسطس بدلا من الأول من أغسطس، وهو التاريخ الذي كان من المقرر في السابق أن يكون موعدا نهائيا صعبا. وتراجع الزعيم الجمهوري، بعدما حدد كثير من المواعيد النهائية للتجارة في كثير من الأحيان ثم إلغائها أو تمديدها. ومنح المكسيك تمديدا لمدة 90 يوما ما أدى إلى ظهور العبارة الساخر "تاكو" (ترامب يتراجع دائما). وكانت النكات التي توحي بأن ترامب مجرد كلام، وليس لديه أي إجراء بشأن التجارة قد أثارت في السابق غضب الرئيس. لكن المحللين يعتقدون أنه لن يكون هناك تراجع هذه المرة. وقال جوش ليبسكي، الخبير في الاقتصاد الدولي في مؤسسة المجلس الأطلسي للأبحاث، إن ترامب "لم يتراجع". وقال ليبسكي إن الرئيس "ينفذ، إن لم يتجاوز" ما تعهد به خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بالرسوم الجمركية. وذكر ماثيو أكس، محلل السياسات العامة في إيفركور آي إس آي، إنه لا يتوقع "تحولا هائلا" في الطلب الأخير، باستثناء قيام بعض الاقتصادات مثل تايوان أو الهند بإبرام صفقات خلال فترة التوقف المؤقت التي تستمر سبعة أيام. بعد مفاوضات حاسمة أدت إلى الإعلان عن الرسوم الجمركية، توصل ترامب إلى سلسلة من التنازلات، لا سيما مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، فحدد معدلات ضريبية متفاوتة، وروج لاستثمارات عالية في الولايات المتحدة. وفي استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك ونشر في منتصف يوليو/تموز، قال 40% فقط من المشاركين إنهم يؤيدون سياسة الرئيس التجارية، بينما انتقدها 56%.