logo
إدلب: اعتقال الفلسطينيين من المقاتلين الأجانب.. تتحسس منهم إسرائيل؟

إدلب: اعتقال الفلسطينيين من المقاتلين الأجانب.. تتحسس منهم إسرائيل؟

المدنمنذ 13 ساعات

كشفت مصادر متابعة لـ"المدن"، أن الأمن العام السوري اعتقل قياديين سابقين في هيئة تحرير الشام، وهما، شامل الغزي والزبير الغزي، وهما الفلسطينيان الأكثر شهرة في إدلب شمال غربي سوريا.
وأوضحت المصادر، أن التهم الموجهة للمعتقلين هي إطلاق تصريحات تحريضية، وبالتحديد أثناء الأحداث التي حصلت في الساحل السوري وجرمانا بريف دمشق، ومحافظة السويداء جنوبي سوريا، بالإضافة إلى تحول نشاطهم وظهورهم المتكرر على مواقع التواصل لمادة إعلامية تضع السلطات السورية في حرج.
إسكات المؤثرين
ويرى الباحث في الجماعات الإسلامية محمد الإبراهيم، أن الاعتقالات الأخيرة هي محاولة لإسكات بعض الأصوات التي أزعجت السلطة، وبالأخص الشخصيات الفلسطينية التي أثارت الإعلام الاسرائيلي في الفترة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ويقول الإبراهيم لـ"المدن"، أن "وجود هذه الأصوات في إدلب شمال غرب سوريا، لم يكن يزعج أو يهدد اسرائيل عندما كان هؤلاء في صفوف الهيئة سابقاً، أما بعد التحرير وسقوط النظام وتسليط الضوء على سوريا بكل تفاصيلها من أٌقصاها لأقصاها، بات الإعلام الإسرائيلي يركز على الشخصيات الجهادية وأنشطتها، وبالأخص الفلسطينية"، لافتاً إلى أن "الاعتقالات متوقعة وتتماشى مع سياسة السلطة الحالية في سوريا، والتي تحاول تجنب الاستفزاز لمحيطها، وإخفاء الأصوات التي تعكر صفو سياساتها".
ويضيف أن "هناك من قال إن سبب اعتقال الزبير الغزي يرجع الى منشوراته على مواقع التواصل، والتي توضح معتقدات (النصيرية) والدروز وأنها لا تمت إلى الإسلام، والتي خرجت إلى العلن بعد أحداث الساحل والسويداء"، لكن الإبراهيم يستبعد تلك المبررات، "فهناك الكثير من الدعاة والمشايخ يتكلمون في هذا، لكنهم ليسوا من فلسطين، ولم يجرِ اعتقالهم". ويوضح أن "شامل الغزي الذي اعتقل مؤخراً، هو أحد مؤيدي السلطة الحالية في دمشق، ومؤيد للهيئة سابقاً وبشدة، وكان ضمن صفوفها، لكنه كان خلال الشهرين الماضيين محط اهتمام الإعلام الاسرائيلي الذي تداول تصريحاته وأنشطته بشكل كثيف مؤخراً، وهو ما دفع السلطة في دمشق إلى إبعاده عن المشهد، بطريقة تشبه الاعتقال".
ويرى الإبراهيم أن السلطة تخطئ عندما تعتقل هذه الأصوات، "فسياسة الاسكات هذه تفتح الباب للكثير من الدول ربما، والتي قد تطالب بإبعاد او اعتقال أشخاص يحملون جنسيتها وينتقدونها ويهاجمونها من داخل سوريا، وهذا يتعارض مع إعلان السلطات السورية حول صون حرية الرأي". ويقول: "بالتأكيد سيكون على السلطة أن تعتقل كل من يتحدث عن دولة أخرى لا تريد مواجهتها أو لا تريد خسارة مصالحها معها، بينما العكس هو الخيار الأفضل، فالحكومات الغربية مثلاً تعطي الحق والأريحية للاجئين إليها أو المقيمين على أراضيها أن يعبروا عن آرائهم أو اعتراضهم أو حتى عدائهم لبلدان أخرى، وهذه نقطة قوة تحسب لتلك الدول، وتفرض بها احترامها عند سلطات وشعوب الدول الأخرى".
"دار الوحي الشريف"
وتنسب مصادر متابعة في إدلب إلى "الزبير الغزي تأسيس مدارس دار الوحي الشريف في إدلب، التي تخرج منها الآلاف من حفظة القرآن الكريم، وتأسيسه مؤسسة بصائر الدعوية في إدلب، وإطلاقه حملة جاهد بمالك نصرة لغزة والتي ما تزال قائمة حتى الآن، كما نظم أيضاَ حملة لتوزيع 17 ألف حجاب شرعي للنساء في مختلف المحافظات السورية بعد سقوط نظام الأسد".
وتضيف المصادر لـ"المدن"، أن "شامل الغزي لم يكن مقاتلاً في صفوف الهيئة وحسب، بل كان جزءاً من الاعلام الرديف الذي يتحدث باسمها في إدلب، وكان من أشد المدافعين عنها في وجه خصومها من السلفيين وحزب التحرير، وبعد سقوط النظام المخلوع أصبح شامل يخرج بتسجيلات مصورة من دمشق يهاجم فيها إسرائيل، ويحرض لقتال الطوائف التي تنسق مع إسرائيل".
إبعاد الأجانب
يتوقع مراقبون أن يكون هناك حراك جدي في دمشق لتحييد الأجانب عن المشهد، وإيقاف دمجهم المعلن في وزارة الدفاع، واعتقال بعضهم في حال تسبب ظهورهم بالحرج. ويقول الباحث رشيد حوراني، لـ"المدن"، إن "مسألة المقاتلين الأجانب هي ليست جديدة في الحروب والنزاعات، فأميركا مثلاً منحت الجنسية للأجانب وهم آلاف ممن قاتل الى جانب قواتها في العراق وأفغانستان وسهلت لهم العيش، ويمكن تحقيق ذلك في سوريا، لكن على الأرجح أن الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل، تتخوفان من المقاتلين الأجانب في سوريا، ومنهم الفلسطينيين، لما يحملونه من فكر يتعلق باغتصاب فلسطين وضرورة التحضير لاستعادتها، زأن تكون سوريا منطلقا لهم لذلك لا تريدهم في مناصب عسكرية".
ويرى حوراني أن "التعامل الحالي من قبل السلطة مع الشخصيات الإسلامية الغير سورية، سيكون بحذر، نظراً لما لهم من قبول وشهرة وحاضنة شعبية بين السوريين، وعلى الأرجح أن تعمل الحكومة السورية على إيجاد نقطة حل وسطية بشأنهم، وهو ما تكرر ذكره على لسان الرئيس الشرع أكثر من مرة، نظراً لوجود عائلات لهم وتزاوجهم من السوريات، أو ضمان عودتهم الى بلدانهم دون التعرض لهم واعتقالهم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير أميركي يتحدث عن نهاية عصر التطرف في الشرق الأوسط.. هذا ما كشفه
تقرير أميركي يتحدث عن نهاية عصر التطرف في الشرق الأوسط.. هذا ما كشفه

ليبانون 24

timeمنذ 3 ساعات

  • ليبانون 24

تقرير أميركي يتحدث عن نهاية عصر التطرف في الشرق الأوسط.. هذا ما كشفه

ذكر موقع "19fortyfive" الأميركي أنه "في 20 أيار، تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن قرار الولايات المتحدة بالتواصل مع الحكومة السورية الجديدة في دمشق، وقال إن عدم استقرار سوريا أثر تاريخيًا على المنطقة بأسرها. وجاءت تصريحاته بعد أسبوع تقريبًا من لقاء الرئيس دونالد ترامب بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع ، في الرياض. ويرمز هذا اللقاء المهم إلى التغيرات السريعة التي تشهدها المنطقة، وأهمها إضعاف الجماعات المتطرفة المختلفة". وبحسب الموقع، "ربما يكون الشرق الأوسط على أعتاب نظام إقليمي جديد، فالنزعات التي بدأت قبل عقود بدأت تصل إلى خواتيمها اليوم، وكان أكثرها ثباتاً خلال العقود الأربعة الماضية نمو الجماعات المتطرفة والتي تشمل القاعدة ، وداعش، ووكلاء النظام الإيراني ، وحزب العمال الكردستاني. لكل من هذه الجماعات أصول معقدة، لكن قوتها نمت بشكل كبير في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. واستغل تنظيم داعش دور القاعدة وبرز على الساحة عام 2014، مستغلًا فوضى الحرب الأهلية السورية، واستولى على مساحات شاسعة من العراق". ورأى الموقع أن "اليوم، أصبحت هذه الجماعات ضعيفة أو على وشك الانهيار. على سبيل المثال، أعلن حزب العمال الكردستاني أنه سيحل نفسه، منهيًا بذلك 40 عامًا من القتال ضد تركيا. في الواقع، قد لا تحذو الجماعات المرتبطة به حذوه في إيران أو سوريا، لكن من المرجح أن تتحول إلى كيان آخر. فقوات سوريا الديمقراطية في سوريا مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، لكنها ابتعدت عن جذورها، وهي الآن مستعدة للاندماج مع الحكومة الجديدة في دمشق.كما وقد يُنهي قرار حزب العمال الكردستاني أيضًا صراعًا محتدمًا في شمال العراق، حيث تحتفظ تركيا بقواعد لمحاربته. ولا تزال خلايا داعش نشطة في كل من سوريا والعراق، لكن التنظيم أضعف بكثير مما كان عليه عندما كان يسيطر على الأراضي ويرتكب الفظائع بين عامي 2015 و2017. ويتجلى أحد أوضح الأمثلة على تراجع الجماعات المتطرفة في تحول هيئة تحرير الشام في سوريا، فقد كانت الجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، لكنها أصبحت معتدلة أثناء سيطرتها على إدلب شمال سوريا". وتابع الموقع، "في 8 كانون الأول 2024، ومع سقوط نظام بشار الأسد ، أصبحت هيئة تحرير الشام الحاكم الفعلي الجديد في دمشق، وأصبح زعيمها، الشرع، الرئيس الانتقالي. وهي الآن تحاول ممارسة الحكم والتخلي عن تطرفها السابق. ويُظهر قرار ترامب بلقاء الشرع، وقرار الاتحاد الأوروبي في 20 أيار برفع العقوبات عن سوريا، أن الأطراف الخارجية تتبنى الإصلاحيين الجدد في دمشق". وأضاف الموقع، "في الحقيقة، لم تختفِ كل الجماعات الإسلامية في المنطقة التي تستخدم الإرهاب كأداة سياسية. ويُظهر هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 مدى خطورة المتطرفين. مع ذلك، ضعفت حماس جراء حرب إسرائيل التي استمرت 19 شهرًا على غزة، وتعرضت قيادة الحركة لهزيمة نكراء. وعلى الرغم من أنها لا تزال تحظى بدعم إيراني، وبقبول واسع في تركيا وقطر، إلا أن قادتها المتقدمين في السن قد لا يتمكنون من إلهام الجيل القادم". وبحسب الموقع، "إن حزب الله في لبنان ، والحوثيين في اليمن، وقوات الحشد الشعبي في العراق، كلها جزء من شبكة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة، وهذه الجماعات في طور التغير. فقد هُزم حزب الله هزيمة نكراء على يد إسرائيل عام 2024، وأدى سقوط نظام الأسد إلى تهميش الفصائل المدعومة من إيران في سوريا. ولا تزال قوات الحشد الشعبي قوية، لكنها تواجه بعض المحاولات لكبح جماحها. ويُشكل الحوثيون تهديدًا، وقد أثبتوا قدرتهم على مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. ومع ذلك، من المحتمل أن يكون الحوثيون قد بلغوا ذروة قوتهم. فماذا يعني هذا للشرق الأوسط؟ في الواقع، لقد هدمت الجماعات المتطرفة دولًا ونشرت الفوضى في كل أنحاء المنطقة. على سبيل المثال، أضعفت الفصائل المدعومة من إيران لبنان والعراق وسوريا واليمن، وأصبحت كلها دولًا شبه فاشلة. وسيطرت حماس على غزة بانقلاب عام 2007، وألحقت الدمار بالمنطقة بعقد ونصف من الحروب مع إسرائيل. ارتكب داعش إبادة جماعية في العراق، ولم يحاول حزب العمال الكردستاني إشعال حرب في تركيا عام 2015 فحسب، بل تسبب أتباعه وكوادره أيضًا في إحداث فوضى في شمال العراق. أما في سوريا وإيران، فكان دور الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني مختلفًا، ولكن من المرجح أن يُسهم حلّ الجماعة بشكل عام في إحلال السلام في المناطق الكردية في أربع دول". وختم الموقع، "لعقود، حدّدت صور الإرهاب نظرة الناس في أنحاء العالم إلى الشرق الأوسط، واشتهرت مدن تاريخية كبغداد ودمشق بالحرب أكثر من الفنون والثقافة. أما غزة، التي كانت محطة مهمة على طرق التجارة، فقد أصبحت مسرحًا لحرب لا تنتهي. وقاتلت الجماعات المتطرفة بلا هوادة للاستيلاء على السلطة، وتفكيك الدول، واستخدامها قواعد لنشر الصراع. ومع إضعاف هذه الجماعات وعودة نظام الدولة إلى المنطقة، قد ينبثق مستقبل جديد يتجلى بلقاء ترامب مع الشرع، وتفكك حزب العمال الكردستاني، وعزل وكلاء إيران".

إدلب: اعتقال الفلسطينيين من المقاتلين الأجانب.. تتحسس منهم إسرائيل؟
إدلب: اعتقال الفلسطينيين من المقاتلين الأجانب.. تتحسس منهم إسرائيل؟

المدن

timeمنذ 13 ساعات

  • المدن

إدلب: اعتقال الفلسطينيين من المقاتلين الأجانب.. تتحسس منهم إسرائيل؟

كشفت مصادر متابعة لـ"المدن"، أن الأمن العام السوري اعتقل قياديين سابقين في هيئة تحرير الشام، وهما، شامل الغزي والزبير الغزي، وهما الفلسطينيان الأكثر شهرة في إدلب شمال غربي سوريا. وأوضحت المصادر، أن التهم الموجهة للمعتقلين هي إطلاق تصريحات تحريضية، وبالتحديد أثناء الأحداث التي حصلت في الساحل السوري وجرمانا بريف دمشق، ومحافظة السويداء جنوبي سوريا، بالإضافة إلى تحول نشاطهم وظهورهم المتكرر على مواقع التواصل لمادة إعلامية تضع السلطات السورية في حرج. إسكات المؤثرين ويرى الباحث في الجماعات الإسلامية محمد الإبراهيم، أن الاعتقالات الأخيرة هي محاولة لإسكات بعض الأصوات التي أزعجت السلطة، وبالأخص الشخصيات الفلسطينية التي أثارت الإعلام الاسرائيلي في الفترة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد. ويقول الإبراهيم لـ"المدن"، أن "وجود هذه الأصوات في إدلب شمال غرب سوريا، لم يكن يزعج أو يهدد اسرائيل عندما كان هؤلاء في صفوف الهيئة سابقاً، أما بعد التحرير وسقوط النظام وتسليط الضوء على سوريا بكل تفاصيلها من أٌقصاها لأقصاها، بات الإعلام الإسرائيلي يركز على الشخصيات الجهادية وأنشطتها، وبالأخص الفلسطينية"، لافتاً إلى أن "الاعتقالات متوقعة وتتماشى مع سياسة السلطة الحالية في سوريا، والتي تحاول تجنب الاستفزاز لمحيطها، وإخفاء الأصوات التي تعكر صفو سياساتها". ويضيف أن "هناك من قال إن سبب اعتقال الزبير الغزي يرجع الى منشوراته على مواقع التواصل، والتي توضح معتقدات (النصيرية) والدروز وأنها لا تمت إلى الإسلام، والتي خرجت إلى العلن بعد أحداث الساحل والسويداء"، لكن الإبراهيم يستبعد تلك المبررات، "فهناك الكثير من الدعاة والمشايخ يتكلمون في هذا، لكنهم ليسوا من فلسطين، ولم يجرِ اعتقالهم". ويوضح أن "شامل الغزي الذي اعتقل مؤخراً، هو أحد مؤيدي السلطة الحالية في دمشق، ومؤيد للهيئة سابقاً وبشدة، وكان ضمن صفوفها، لكنه كان خلال الشهرين الماضيين محط اهتمام الإعلام الاسرائيلي الذي تداول تصريحاته وأنشطته بشكل كثيف مؤخراً، وهو ما دفع السلطة في دمشق إلى إبعاده عن المشهد، بطريقة تشبه الاعتقال". ويرى الإبراهيم أن السلطة تخطئ عندما تعتقل هذه الأصوات، "فسياسة الاسكات هذه تفتح الباب للكثير من الدول ربما، والتي قد تطالب بإبعاد او اعتقال أشخاص يحملون جنسيتها وينتقدونها ويهاجمونها من داخل سوريا، وهذا يتعارض مع إعلان السلطات السورية حول صون حرية الرأي". ويقول: "بالتأكيد سيكون على السلطة أن تعتقل كل من يتحدث عن دولة أخرى لا تريد مواجهتها أو لا تريد خسارة مصالحها معها، بينما العكس هو الخيار الأفضل، فالحكومات الغربية مثلاً تعطي الحق والأريحية للاجئين إليها أو المقيمين على أراضيها أن يعبروا عن آرائهم أو اعتراضهم أو حتى عدائهم لبلدان أخرى، وهذه نقطة قوة تحسب لتلك الدول، وتفرض بها احترامها عند سلطات وشعوب الدول الأخرى". "دار الوحي الشريف" وتنسب مصادر متابعة في إدلب إلى "الزبير الغزي تأسيس مدارس دار الوحي الشريف في إدلب، التي تخرج منها الآلاف من حفظة القرآن الكريم، وتأسيسه مؤسسة بصائر الدعوية في إدلب، وإطلاقه حملة جاهد بمالك نصرة لغزة والتي ما تزال قائمة حتى الآن، كما نظم أيضاَ حملة لتوزيع 17 ألف حجاب شرعي للنساء في مختلف المحافظات السورية بعد سقوط نظام الأسد". وتضيف المصادر لـ"المدن"، أن "شامل الغزي لم يكن مقاتلاً في صفوف الهيئة وحسب، بل كان جزءاً من الاعلام الرديف الذي يتحدث باسمها في إدلب، وكان من أشد المدافعين عنها في وجه خصومها من السلفيين وحزب التحرير، وبعد سقوط النظام المخلوع أصبح شامل يخرج بتسجيلات مصورة من دمشق يهاجم فيها إسرائيل، ويحرض لقتال الطوائف التي تنسق مع إسرائيل". إبعاد الأجانب يتوقع مراقبون أن يكون هناك حراك جدي في دمشق لتحييد الأجانب عن المشهد، وإيقاف دمجهم المعلن في وزارة الدفاع، واعتقال بعضهم في حال تسبب ظهورهم بالحرج. ويقول الباحث رشيد حوراني، لـ"المدن"، إن "مسألة المقاتلين الأجانب هي ليست جديدة في الحروب والنزاعات، فأميركا مثلاً منحت الجنسية للأجانب وهم آلاف ممن قاتل الى جانب قواتها في العراق وأفغانستان وسهلت لهم العيش، ويمكن تحقيق ذلك في سوريا، لكن على الأرجح أن الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل، تتخوفان من المقاتلين الأجانب في سوريا، ومنهم الفلسطينيين، لما يحملونه من فكر يتعلق باغتصاب فلسطين وضرورة التحضير لاستعادتها، زأن تكون سوريا منطلقا لهم لذلك لا تريدهم في مناصب عسكرية". ويرى حوراني أن "التعامل الحالي من قبل السلطة مع الشخصيات الإسلامية الغير سورية، سيكون بحذر، نظراً لما لهم من قبول وشهرة وحاضنة شعبية بين السوريين، وعلى الأرجح أن تعمل الحكومة السورية على إيجاد نقطة حل وسطية بشأنهم، وهو ما تكرر ذكره على لسان الرئيس الشرع أكثر من مرة، نظراً لوجود عائلات لهم وتزاوجهم من السوريات، أو ضمان عودتهم الى بلدانهم دون التعرض لهم واعتقالهم".

صدمة ترامب والشرع... هل تعيد الإخوان في مصر إلى سباق السلطة؟
صدمة ترامب والشرع... هل تعيد الإخوان في مصر إلى سباق السلطة؟

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

صدمة ترامب والشرع... هل تعيد الإخوان في مصر إلى سباق السلطة؟

أعاد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في السعودية، خلط أوراق المشهد السياسي في المنطقة، وأشعل من جديد أحلام تيارات الإسلام السياسي، وفي طليعتها جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر. فبين بيان غامض عن حلّ الجماعة وتجميد عملها السياسي ونقاشات خفية في أروقة التنظيم، بدأت مؤشرات تُقرأ على أنها محاولة لاقتناص لحظة دولية مربكة تعيد الجماعة إلى السلطة. وكان ترامب قد أثنى على الرئيس السوري خلال جولته الخليجية، كما وصف ماضيه بأنه "قوي". وقد أثار هذا الوصف تحديداً سجالات حادّة، لا سيما أن ماضي الشرع، المعروف سابقاً بـ"أبو محمد الجولاني"، مرتبط بأخطر التنظيمات الإرهابية في العالم؛ فبعدما قاتل في صفوف "داعش"، تركها لتأسيس "جبهة النصرة" بدعم من "القاعدة"، قبل أن تتحوّل لاحقاً إلى "هيئة تحرير الشام" التي قادت هجوم إسقط نظام بشار الأسد في أيلول / سبتمبر الماضي ثم سيطرت على الحكم في دمشق. شهية مفتوحة يرى الدكتور عمرو عبد المنعم، الباحث الأكاديمي المتخصص في حركات الإسلام السياسي، أن "شهية بعض تيارات الإسلام السياسي انفتحت بالفعل من جديد للوصول إلى السلطة". ويقول لـ"النهار" إنّ البيان المنسوب لـ"الإخوان" يمثل أحد المؤشرات إلى هذا الانفتاح، وهو محاولة لجسّ نبض النظام الحاكم في مصر من قِبل ما يُعرف بـ"جناح لندن"، أحد أجنحة "الإخوان" في الخارج، التي أجرت مراجعات وتسعى للعودة إلى المشهد السياسي المحلي. ويضيف: "البيان صدر عن أحد كوادر جناح لندن المعروف باسم أحمد مالك، وأعتقد أن الهدف منه هو اختبار مدى استعداد السلطة في مصر لتقبّل عودة عناصر الجماعة، باعتبارهم شخصيات وطنية يمكن التعامل معهم كمواطنين عاديين". من جهته، يؤكد الباحث الإيطالي المتخصص في الجماعات المتطرفة في أوروبا جيوفاني جياكالوني، لـ"النهار"، وجود "خطر من أن تبدأ جماعة الإخوان أنشطة جديدة في شمال أفريقيا، وخصوصاً في مصر، حيث تنتمي تاريخياً ولها جذور عميقة". أما المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان، فترى أن "احتضان ترامب لأحمد الشرع أحدث هزّات تتجاوز حدود سوريا. الإسلاميون من القاهرة إلى إسطنبول رأوا في ذلك فرصة، وقد فسّر الإخوان تصريحات ترامب كمؤشر إلى أن الإسلام السياسي بات مقبولاً مجدداً في واشنطن". وتضيف: "إشادة ترامب بدور الشرع في تحقيق الاستقرار لا تمثل تحولاً صريحاً في موقف الجمهوريين، الذين يتسمون تقليدياً بالتشكيك في حكم الإسلاميين. وعلى عكس إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، التي أبدت اهتماماً أيديولوجياً بالإسلام السياسي كمحرّك للديموقراطية، فإن الترامبية تفتقر لأي عقيدة فكرية واضحة، إذ لا تتعامل مع الأفكار، بل مع موازين النفوذ". كذلك، تشير إلى "اختراق بعض العناصر الموالية للجماعة" الإدارة الأميركية الجديدة، بالإضافة إلى تنامي نفوذ بعض الكيانات المرتبطة بـ"الإخوان" في الولايات المتحدة، وعلى رأسها "كير". النفوذ كشرط من جانبه، يقول الباحث في شؤون الأمن الإقليمي مصطفى كمال إن "القراءة الدقيقة للتطورات الأخيرة تُظهر أنها لا تصب في مصلحة الإسلام السياسي، بل تعكس توجهاً متزايداً نحو تعزيز نموذج الاستبداد الوظيفي، الذي يقدّم الأمن والاستقرار كشرط أساسي للشراكة الدولية، حتى لو كان ذلك على حساب التعددية أو الديموقراطية". ويضيف: "ترامب، الذي حاول في السابق تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لا يُقدّمهم اليوم كشريك محتمل، بل يوظّف لقاءه مع الشرع في سياقين متوازيين: داخلياً، لتعزيز صورته كرجل صفقات قادر على إعادة تشكيل التحالفات؛ وخارجياً، للتأكيد على أن واشنطن الجديدة لا ترى بأساً في التحالف مع الأنظمة السلطوية، طالما أنها تخدم مصالحها الاستراتيجية". ويتابع: "الحديث عن آمال جديدة دبت في أوصال تيارات الإسلام السياسي نتيجة هذا اللقاء، قراءة تتجاهل عمق التحولات التي مرّت بها المنطقة منذ عام 2013. فالإخوان اليوم يعانون من تراجع تنظيمي حاد، وصراع داخلي مرير بين جبهات متناحرة، وغياب شبه كامل للفاعلية السياسية أو المجتمعية، سواء داخل مصر أو في المهجر. كما أن خطابهم السياسي فقد جاذبيته، والمظلّة الأيديولوجية التي كانت تحشد الشباب باتت محلّ تساؤل ونقد علني من داخل قواعدهم السابقة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store