
هل تتجه إسرائيل وإيران إلى حرب شاملة قد تُغير خريطة الشرق الأوسط؟
في تصعيد دراماتيكي وغير مسبوق للعلاقات بين إسرائيل وإيران، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية فجر الجمعة عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع إيرانية استراتيجية تحت اسم "عملية الأسد الصاعد".
شملت العملية ضرب أكثر من 100 موقع في أنحاء متفرقة من إيران، تركزت على المنشآت النووية، ومراكز القيادة العسكرية، وأنظمة الدفاع الجوي. وتُعد هذه الحملة الجوية واحدة من أكثر العمليات دقةً وشمولاً التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة.
التصعيد يضع إسرائيل وإيران، إحدى أقوى القوتين العسكريتين في الشرق الأوسط، وجهاً لوجه في مسار تصادمي مباشر، مما يثير مخاوف دولية من اندلاع صراع واسع النطاق قد يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
وتشير التحليلات إلى أن أي مواجهة كبرى بين البلدين لن تكون محلية التأثير فقط، بل ستترتب عليها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي والأمن الدولي، نظراً للقدرات العسكرية الكبيرة التي يمتلكها كل طرف.
فبينما تعتمد إيران على تفوّقها العددي في القوات البرية والعتاد العسكري الكبير من دبابات ومدفعية، تبقى إسرائيل متقدمة بفضل تفوّقها التكنولوجي، وقدراتها الجوية المتفوقة، بالإضافة إلى امتلاكها بعض أنظمة الدفاع الصاروخي الأكثر تطوراً في العالم.
كما أظهر كل من البلدين خلال السنوات الماضية خبرة كبيرة في الحروب الحديثة، خاصةً في مجال استخدام الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية، ويمتلكان تجربة قتالية طويلة في معارك كثيفة ومتعددة الأبعاد.
في عملية عسكرية واسعة شنّتها الليلة الماضية، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي هجوماً استعرضت فيه قوته العسكرية الكاملة، باعتباره أحد أخطر التصعيدات بين البلدين منذ سنوات.
شارك في العملية أكثر من 200 طائرة حربية، أسقطت خلالها أكثر من 330 صاروخاً دقيقاً، في ضربات مُنسقة استهدفت أبرز المواقع الإيرانية الحساسة، بما في ذلك منشآت تصنيع الصواريخ، ومنازل ومكاتب العلماء النوويين، بالإضافة إلى مراكز قيادة تابعة للحرس الثوري الإسلامي.
من بين الأهداف الرئيسية التي تعرضت للقصف مجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم في محافظة أصفهان، وهو عمود فقري لبرنامج إيران النووي، إضافة إلى مواقع متعددة في العاصمة طهران.
أفادت التقارير الأولية من داخل إيران عن وقوع خسائر بشرية كبيرة جرّاء القصف، من بينها مقتل كل من اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والدكتور فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية. كما أصيب علي شمخاني، المستشار الأمني البارز للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بجروح خطيرة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت "أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بشكل شامل"، مشيراً إلى تدمير عشرات المنشآت الرادارية ومنصات إطلاق صواريخ أرض-جو.
يعكس هذا التحرك من قبل إسرائيل تصميمها على تحييد أي تهديد محتمل من الجانب الإيراني، وتطهير البنية الدفاعية الإيرانية تحسباً لأي رد فعل قد تشهده الساعات أو الأيام المقبلة.
وردت إيران بشكل سريع على الهجوم الإسرائيلي، بإطلاق أكثر من 100 طائرة مُسيّرة باتجاه مواقع في الأراضي الإسرائيلية، لكن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية نجحت في اعتراض الغالبية العظمى منها، ما حدّ من حجم الضرر.
ورغم هذا الرد الانتقامي الذي جاء محدوداً نسبياً من حيث التأثير، فإن القدرات العسكرية الإيرانية الكاملة لا تزال تمثل تهديداً استراتيجياً قائماً يواجه إسرائيل على المدى الطويل.
لقد استثمرت إيران بكثافة في بناء ترسانة صاروخية متقدمة تضم صواريخ باليستية يصل مداها إلى أكثر من 3000 كيلومتر، بالإضافة إلى أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، مما يتيح لها استهداف خصوم إقليميين وحتى القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وهو ما شكّل حتى الآن عاملاً رادعاً قوياً.
كما تُعد إيران من الدول الرائدة إقليمياً في مجال الطائرات المُسيّرة، حيث تمتلك أسطولاً متنوعاً من هذه المنظومات تُستخدم في عمليات الاستطلاع والضربات المباشرة. وقد ذهب بعيداً في تصدير هذه التكنولوجيا إلى حلفائها، فضلاً عن إنشاء مرافق لإنتاج الطائرات بدون طيار في الخارج لدعم شركاء استراتيجيين مثل روسيا.
وعلى الصعيد البري، تمتلك إيران جيشاً نظامياً كبيراً إلى جانب قوات احتياطية هائلة، وتتقن في الوقت ذاته أساليب الحرب غير المتكافئة عبر الوكلاء والمليشيات المتحالفة معها، إضافة إلى استخدام الهجمات الإلكترونية والتكتيكات غير التقليدية في العمليات العسكرية والاستخبارية.
من جهتها إسرائيل تُعد واحدة من أكثر الدول في العالم تقدماً من الناحية العسكرية والتكنولوجية، حيث بنت بدعم كبير من الولايات المتحدة وعلى مدى عقود، جيشاً يعتمد على الابتكار والكفاءة التشغيلية كركائز أساسية.
من بين أبرز مكونات القوة الإسرائيلية أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة مثل "القبة الحديدية"، و"مقلاع داوود"، و"السهم"، التي تُعتبر من الأنظمة الأكثر فاعلية في اعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة، ما يجعلها عاملاً حاسماً في حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
إلى جانب ذلك، تمتلك إسرائيل واحدة من أقوى القدرات السيبرانية في العالم، وتستخدم هذه الأدوات بشكل استراتيجي في الدفاع الوطني والعمليات الهجومية. كما تلعب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها الموساد والشين بيت، دوراً محورياً في رصد وتحييد التهديدات قبل أن تنفجر إلى أعمال عدائية.
رغم أن عدد الجنود النظاميين في الجيش الإسرائيلي يقدر بنحو 170 ألفاً، فإن العمق الاستراتيجي الحقيقي يكمن في قوات الاحتياط المنظمة والخبيرة، والتي يمكن تعبئتها سريعاً لتصل إلى ما يقارب نصف مليون مقاتل خلال أيام قليلة.
وتُعد القوات الجوية الإسرائيلية من أفضل القوات الجوية في العالم، ومزودة بطائرات حديثة ومتطورة مثل المقاتلات من طراز F-35 ومعدات توجيه دقيقة، مما يجعلها عنصراً فعالاً في أي مواجهة إقليمية أو استراتيجية.
وترتكز العقيدة العسكرية للدولة العبرية على السرعة في التعبئة، والمرونة في التعامل مع التهديدات المتعددة، والتفوق النوعي عبر التكنولوجيا المتطورة، وهي سمات تشكلت واستمدت قوتها من خبرة تمتد لعقود من الصراعات المستمرة في المنطقة.
وتهدد الحرب الشاملة بين إسرائيل وإيران بإشعال فتيل صراع إقليمي واسع النطاق، مع احتمال امتداد الاشتباكات إلى دول الجوار والكيانات المتحالفة مع الطرفين.
ولا يعرف حتى الآن ماذا كان "حزب الله"، الوكيل الرئيسي لإيران في لبنان، سيصبح أحد أبرز الأطراف المنجرّة إلى الصراع. وقد شنّ الجيش الإسرائيلي عملية برية محدودة في جنوب لبنان في أكتوبر الماضي، نجح خلالها في تحييد جزء كبير من قدرات الحزب، قبل دخول وقف مؤقت لإطلاق النار حيز التنفيذ نهاية نوفمبر. ومع تصاعد التوتر، قد تتجدد الاشتباكات على الحدود اللبنانية بشكل أكثر حدة.
إلى جانب ذلك، هناك خطر امتداد القتال إلى سوريا والعراق ومنطقة الخليج العربي، حيث تم بالفعل الإبلاغ عن إجلاء موظفين أمريكيين من بغداد قبل يومين، في مؤشر على القلق المتزايد بشأن سلامة المصالح الأمريكية في المنطقة.
ويضم ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الإيراني تحالفاً غير رسمي يشمل حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن ومؤيدو النظام السابق في سوريا، ويمنح هذا المحور إيران قدرة على ممارسة الضغط العسكري والسياسي خارج حدودها، حتى في ظل ضعف القدرة التقليدية لقواتها النظامية.
ولا تتوقف التداعيات عند حدود المواجهات المسلحة، بل تمتد لتهدد الأمن الدولي الأوسع. فمن المحتمل أن تجد الولايات المتحدة نفسها متورطة، سواء عن طريق تصعيد مباشر يستهدف منشآتها ومصالحها، أو عبر ضغوط غير مباشرة من حلفاء إيران.
وقد تتأثر أوروبا بشكل كبير نتيجة لهذا التصعيد، سواء من خلال الهجمات الإلكترونية، أو تعطل تدفق النفط والغاز، أو اضطراب خطوط الملاحة البحرية الحيوية التي تمر عبر خليج عدن.
ومن بين النتائج المحتملة أيضاً: اندلاع أزمات لاجئين جديدة، وتراجع الاستقرار الاقتصادي العالمي، وارتفاع حاد في أسعار الطاقة، كلها عواقب قد تطال الدول الأوروبية إذا ما تفاقم الوضع في الشرق الأوسط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ ساعة واحدة
- فرانس 24
ماذا نعرف عن القدرات النووية لإيران وهل بإمكان إسرائيل تدميرها؟
أثناء استقباله وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في فبراير/ شباط الماضي، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بنوع من التصميم لرئيس الدبلوماسية الأمريكية بالقول: "بفضل دعمكم الثابت، ليس لدي أدنى شك في أننا سوف نُنهي المهمة" ضد إيران. وانطلق الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة في هذه "المهمة" بتنفيذ ما أسماه "ضربة وقائية" داخل الأراضي الإيرانية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية. والأحد، أعلن تنفيذ "سلسلة واسعة من الضربات تستند إلى معلومات استخباراتية على عدد من الأهداف في طهران تتعلق بمشروع الأسلحة النووية للنظام الإيراني". وواصل الطرفان تبادل الهجمات لليوم الثالث تواليا. وأجرت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المباحثات بشأن برنامج طهران النووي قبل الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة. وألغت إيران مشاركتها في جولة جديدة كان مقررا أن تعقد الأحد في سلطنة عمان. وأتى ذلك بعدما اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن "لا معنى" لهذه المحادثات في ظل الضربات الإسرائيلية. خروج أمريكي من الاتفاق وتسريع إيراني لوتيرة الأنشطة النووية تراجعت إيران تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، بعدما سحب ترامب بلاده منه في 2018 خلال ولايته الأولى وفرض عقوبات مشددة على طهران. وكرد فعل منها، قامت طهران بتسريع وتيرة أنشطتها النووية ونطاقها بشكل كبير. وكان يُفترض أن هذا الاتفاق يقيد برنامجها ويضمن سلميته، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. ونفت إيران على الدوام سعيها لامتلاك سلاح نووي، وشددت على سلمية برنامجها. وتؤكد طهران أن برنامجها مدني بالكامل بما يتماشى مع التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب المعاهدة. وترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا لوجودها، وقالت إن الضربات تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي، شارف نقطة "اللاعودة". وفيما لا تؤكد أو تنفي حيازتها للسلاح النووي، يؤكد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن إسرائيل تحوز على 90 رأسا نوويا. قائمة بالمواقع الرئيسية المعروفة التي تخضع لتفتيش منتظم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشآت تخصيب اليورانيوم - نطنز: كشف عن وجودها في 2002، وهي من الأبرز بين منشآت البرنامج النووي الإيراني. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن الموقع تعرض لاستهداف إسرائيلي الجمعة. وتقسم المنشأة، واسمها الرسمي "موقع الشهيد أحمد روشان"، إلى قسمين أحدهما فوق الأرض والثاني تحتها، ويضم نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي، أي أكثر من 10 آلاف من هذه الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. تعرض الموقع لعملية تخريب في أبريل/ نيسان، نسبتها إيران إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. - فوردو: كشفت إيران في سبتمبر/ أيلول 2009 عن منشأة فوردو المحصنة داخل الجبال بين طهران وقم (وسط)، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة، ما أثار أزمة مع القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي. وبعدما وصفتها بأنها "موقع إنقاذ" في منطقة جبلية بالقرب من قاعدة عسكرية لحمايته من هجوم جوي، أعلنت طهران أنه منشأة تخصيب بقدرات عالية، يمكنها استيعاب نحو ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي. وفي هذا الموقع تم اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7% في بداية 2023، وبررت إيران ذلك بأنه "تقلبات غير مقصودة" خلال التخصيب. مصانع التحويل والبحث أصفهان: يتيح مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط)، والذي تم اختباره صناعيا في عام 2004، تحويل "الكعكة الصفراء" (مسحوق خام اليورانيوم المركز المستخرج من المناجم الصحراوية الإيرانية) إلى رباعي الفلوريد وثم إلى سداسي فلوريد اليورانيوم (UF4 وUF6). بعد ذلك يجب إدخال هذه الغازات في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب. كما تضم أصفهان مختبرا تم تدشينه في نيسان/أبريل 2009 ينتج وقودا منخفض التخصيب مخصصا للمفاعلات المحتملة. وفي مطلع 2024، أعلنت إيران بدء أعمال بناء مفاعل بحثي جديد في الموقع. - أراك: بدأت أعمال بناء مفاعل الماء الثقيل في أراك (وسط)، المخصص رسميا لإنتاج البلوتونيوم لأغراض البحث الطبي، في العقد الأول من الألفية الثالثة. لكن المشروع تم تجميده بموجب الاتفاق الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى عام 2015، والذي نص على إعادة تصميمه. وبالتالي، تمت إزالة نواة المفاعل وصب الخرسانة فيه لجعله غير قابل للتشغيل. ويتوقع أن يتم تشغيل الموقع الذي بات يعرف باسم خنداب، في العام 2026، وفقا للمعلومات التي قدمتها إيران إلى الوكالة الذرية. يضم المجمع كذلك مصنعا لإنتاج الماء الثقيل. - طهران: يضم مركز الأبحاث النووية في طهران مفاعلا لإنتاج النظائر الطبية تم تسليمه من قبل الأمريكيين في العام 1967، قبل انتصار الثورة الإسلامية. - بوشهر: بدأت محطة بوشهر النووية (جنوب) التي شيدتها روسيا وتزودها بالوقود النووي، العمل في أيلول/سبتمبر 2011 بقدرة منخفضة قبل أن تُربط بالشبكة الكهربائية في العام الذي تلاه. بدأت ألمانيا العمل على بنائها قبل انتصار الثورة الإسلامية، واستكملت موسكو عام 1994 بناء هذه المحطة بقدرة 1000 ميغاواط. وتبني إيران محطتين نوويتين أخريين بمساعدة روسيا، هما دارخوين (جنوب غرب) التي بدأ العمل عليها أواخر عام 2022 بقدرة 300 ميغاواط، ومجمع سيريك (المطل على مضيق هرمز) الذي بدأ إنشاؤه مطلع عام 2024، ويضم أربع محطات بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ خمسة آلاف ميغاواط. هل بإمكان إسرائيل تدمير القدرات النووية الإيرانية؟ وإذا كانت إسرائيل تقول إن هدفها من عملية "الأسد الصاعد" تدمير القدرات النووية لإيران، فالباحث علي واعظ المتخصص في ملف إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية أمريكية، يرى في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه "بإمكان إسرائيل إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، لكن من غير المرجح أن تتمكن من تدميره". وأكد أن إسرائيل لا تملك القنابل الثقيلة اللازمة "لتدمير منشآت نطنز وفوردو المحصنة" في عمق الجبال. بدورها، لفتت كيلسي دافنبورت، الخبيرة في "آرمز كونترول أسوسييشن" إلى أنه للقيام بذلك، ستحتاج إسرائيل إلى "مساعدة عسكرية أمريكية". وأضافت أنه لا يمكن القضاء على المعرفة التي اكتسبتها طهران، على الرغم من مقتل تسعة علماء نوويين في الضربات. ويعي الإسرائيليون جيدا هذا الأمر وفق ما يُفهم من تصريح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي قال الجمعة إنه "من المستحيل تدمير البرنامج النووي بالقوة وحدها. الهدف هو جعل الإيرانيين يدركون أن عليهم وقف البرنامج النووي". وفي نفس الاتجاه يذهب الباحث الإسرائيلي بمعهد الدراسات الأمنية والقومية يوحنان صوريف: "أعتقد أن إسرائيل لوحدها غير قادرة على القضاء نهائيا على قدرات إيران النووية. والمطلوب تدخل أمريكي بقدراته الجوية". لكن إسرائيل "لا تعول على ذلك لأنها تعلم أن التدخل الأمريكي لا يتم إلا في حال مهاجمة طهران قواعد واشنطن العسكرية بالمنطقة" بحسب الصحافي والباحث الإسرائيلي الحنان ميلر. إلا أن العملية قد "تؤدي على الأقل لإضعاف إيران وتأجيل المشروع النووي الإيراني والباليستي الذي شكل تهديدا لإسرائيل منذ سنوات كثيرة، وربما انهيار هذه القدرات". ما هي الأضرار التي ألحقت بالمنشآت النووية الإيرانية؟ وفق ما أوردته الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت نقلا عن السلطات الإيرانية، فقد "دُمِّرَ" قسم رئيسي فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط البلاد. واعتبر معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن ومتخصص في الأسلحة النووية، أن الدمار الذي أكدته صور الأقمار الاصطناعية، "جسيم". وفي تقرير له، أشار المعهد إلى أن الهجمات التي تستهدف إمدادات الطاقة في المنشأة يمكن أن تُلحق أضرارا بالغة بآلاف أجهزة الطرد المركزي الموجودة، وهي الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، "في حال نفدت (طاقة) البطاريات الاحتياطية". وأكد المعهد أن موقع نطنز "لن يتمكن من العمل لفترة من الوقت، على أقل تقدير". كما استهدف الهجوم الإسرائيلي منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وأعلنت إيران أن أضرارا محدودة لحقت به. واستهدف الهجوم الإسرائيلي أيضا مصنعا لتحويل اليورانيوم في أصفهان (وسط). ويُعتقد أن هذا المجمع يحتوي على احتياطيات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب. وفي هذه المرحلة، لا يمكن معرفة ماذا حدث لهذا المخزون. وقال واعظ "إذا نجحت إيران في نقل بعض (مخزوناتها) إلى منشآت سرية، فستكون إسرائيل قد خسرت اللعبة".


يورو نيوز
منذ 18 ساعات
- يورو نيوز
بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات الأحد
تسببت الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ الجمعة على مواقع عسكرية ونووية إيرانية في نسف المساعي الدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية، وسط تبادل الاتهامات بين إيران والولايات المتحدة، وتكثيف الاتصالات الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة. أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن إيران لن تدخل أي مفاوضات نووية في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، مشدداً على أن طهران "لن تقبل طلبات غير عقلانية تحت الضغط". وفي المقابل، دعا ماكرون عبر منصة "إكس" إلى استئناف سريع للمفاوضات. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين قولهم أن "وزير خارجية إيران أبلغ نظراء له أن طهران ستكون مستعدة لاستئناف التفاوض بعد الرد على إسرائيل". وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قد كتب في منشور على منصة إكس أن الجولة المرتقبة من المباحثات لن تُعقد، مؤكداً رغم ذلك أن "الدبلوماسية والحوار يظلان السبيل الوحيد نحو سلام دائم". وقد انطلقت هذه المحادثات في أبريل/نيسان الماضي، وسط خلافات حادة بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم. وصرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "المشاركة في حوار مع طرف يدعم المعتدي لا معنى لها"، مشيراً إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يقوّض أي أمل بمفاوضات مثمرة. اتهم الرئيس الإيراني بزشكيان الولايات المتحدة بـ"عدم النزاهة"، قائلاً إن تنسيق الهجمات مع إسرائيل في وقت تجري فيه مباحثات نووية، يثبت عدم موثوقية واشنطن. كما توعد برد "أشد وأقوى" إذا تواصل "العدوان الإسرائيلي"، بحسب ما جاء في اتصال مع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف. من جانبه، أكد مسؤول أميركي -رفض الكشف عن اسمه- أن واشنطن لا تزال متمسكة بالحوار مع إيران، رغم تأجيل المحادثات. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الضربات على إيران تحظى بدعم صريح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفاً: "عدونا هو عدوكم... وانتصارنا سيكون انتصاركم". وخلال مقطع مصوّر، قال نتنياهو: "ننفذ ما نقوم به بدعم كامل من الولايات المتحدة وكثيرين حول العالم". وتابع: "الطائرات الإسرائيلية ستُشاهَد قريباً في أجواء طهران، تضرب كل موقع وهدف تابع لإيران". أعلن الكرملين أن الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب ناقشا في اتصال هاتفي التطورات في الشرق الأوسط، مؤكداً أن موسكو مستعدة للتوسط بين إيران وإسرائيل. وأشار البيان إلى أن الطرفين لم يستبعدا إعادة إحياء المفاوضات النووية لاحقاً. كما تناول الاتصال الملف الأوكراني، حيث عبّر ترامب عن رغبته بـ"حل سريع" للنزاع، بينما أكد بوتين استعداد بلاده لاستئناف التفاوض مع كييف بعد 22 يونيو. اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل بدفع المنطقة إلى "دوامة عنف خطرة"، مشدداً خلال اتصالات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي على أن "الرد الإيراني سيستمر بحزم"، مؤكداً أن الهجمات جاءت في وقت حساس من مسار المفاوضات. قال الجيش الإسرائيلي إن عمليته التي بدأت الجمعة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 قائداً في أجهزة الأمن الإيرانية، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد حسين باقري، إلى جانب كبار قادة من الحرس الثوري. وشملت الهجمات مواقع نووية ومصانع أسلحة ومنشآت عسكرية، فيما أعلنت طهران أن الأضرار لحقت أيضاً بمنشآت مدنية. أعلنت إيران السبت أن هجوماً بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مصفاة رئيسية في بوشهر، مما أدى إلى انفجار قوي وحريق واسع، في تطور يعكس اتساع نطاق الهجمات. في المقابل، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن طهران تستعد لهجمات "عنيفة ومدمّرة" على إسرائيل في الساعات المقبلة، بينما تواصل الأخيرة تنفيذ ضرباتها الجوية على الأراضي الإيرانية. بات واضحاً أن الهجوم الإسرائيلي لا يستهدف فقط البرنامج النووي الإيراني، بل يضرب عمق البنية العسكرية والسياسية لطهران، في حين تتجه إيران نحو إعادة تقييم استراتيجية الرد والتموضع الإقليمي. في ظل هذا التصعيد، تبدو المنطقة على حافة مواجهة شاملة، بينما تحاول الأطراف الدولية تفادي اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تغيّر ملامح الشرق الأوسط لسنوات مقبلة.


يورو نيوز
منذ 18 ساعات
- يورو نيوز
هل تتجه إسرائيل وإيران إلى حرب شاملة قد تُغير خريطة الشرق الأوسط؟
في تصعيد دراماتيكي وغير مسبوق للعلاقات بين إسرائيل وإيران، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية فجر الجمعة عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع إيرانية استراتيجية تحت اسم "عملية الأسد الصاعد". شملت العملية ضرب أكثر من 100 موقع في أنحاء متفرقة من إيران، تركزت على المنشآت النووية، ومراكز القيادة العسكرية، وأنظمة الدفاع الجوي. وتُعد هذه الحملة الجوية واحدة من أكثر العمليات دقةً وشمولاً التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة. التصعيد يضع إسرائيل وإيران، إحدى أقوى القوتين العسكريتين في الشرق الأوسط، وجهاً لوجه في مسار تصادمي مباشر، مما يثير مخاوف دولية من اندلاع صراع واسع النطاق قد يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي. وتشير التحليلات إلى أن أي مواجهة كبرى بين البلدين لن تكون محلية التأثير فقط، بل ستترتب عليها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي والأمن الدولي، نظراً للقدرات العسكرية الكبيرة التي يمتلكها كل طرف. فبينما تعتمد إيران على تفوّقها العددي في القوات البرية والعتاد العسكري الكبير من دبابات ومدفعية، تبقى إسرائيل متقدمة بفضل تفوّقها التكنولوجي، وقدراتها الجوية المتفوقة، بالإضافة إلى امتلاكها بعض أنظمة الدفاع الصاروخي الأكثر تطوراً في العالم. كما أظهر كل من البلدين خلال السنوات الماضية خبرة كبيرة في الحروب الحديثة، خاصةً في مجال استخدام الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية، ويمتلكان تجربة قتالية طويلة في معارك كثيفة ومتعددة الأبعاد. في عملية عسكرية واسعة شنّتها الليلة الماضية، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي هجوماً استعرضت فيه قوته العسكرية الكاملة، باعتباره أحد أخطر التصعيدات بين البلدين منذ سنوات. شارك في العملية أكثر من 200 طائرة حربية، أسقطت خلالها أكثر من 330 صاروخاً دقيقاً، في ضربات مُنسقة استهدفت أبرز المواقع الإيرانية الحساسة، بما في ذلك منشآت تصنيع الصواريخ، ومنازل ومكاتب العلماء النوويين، بالإضافة إلى مراكز قيادة تابعة للحرس الثوري الإسلامي. من بين الأهداف الرئيسية التي تعرضت للقصف مجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم في محافظة أصفهان، وهو عمود فقري لبرنامج إيران النووي، إضافة إلى مواقع متعددة في العاصمة طهران. أفادت التقارير الأولية من داخل إيران عن وقوع خسائر بشرية كبيرة جرّاء القصف، من بينها مقتل كل من اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والدكتور فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية. كما أصيب علي شمخاني، المستشار الأمني البارز للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بجروح خطيرة. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت "أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بشكل شامل"، مشيراً إلى تدمير عشرات المنشآت الرادارية ومنصات إطلاق صواريخ أرض-جو. يعكس هذا التحرك من قبل إسرائيل تصميمها على تحييد أي تهديد محتمل من الجانب الإيراني، وتطهير البنية الدفاعية الإيرانية تحسباً لأي رد فعل قد تشهده الساعات أو الأيام المقبلة. وردت إيران بشكل سريع على الهجوم الإسرائيلي، بإطلاق أكثر من 100 طائرة مُسيّرة باتجاه مواقع في الأراضي الإسرائيلية، لكن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية نجحت في اعتراض الغالبية العظمى منها، ما حدّ من حجم الضرر. ورغم هذا الرد الانتقامي الذي جاء محدوداً نسبياً من حيث التأثير، فإن القدرات العسكرية الإيرانية الكاملة لا تزال تمثل تهديداً استراتيجياً قائماً يواجه إسرائيل على المدى الطويل. لقد استثمرت إيران بكثافة في بناء ترسانة صاروخية متقدمة تضم صواريخ باليستية يصل مداها إلى أكثر من 3000 كيلومتر، بالإضافة إلى أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، مما يتيح لها استهداف خصوم إقليميين وحتى القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وهو ما شكّل حتى الآن عاملاً رادعاً قوياً. كما تُعد إيران من الدول الرائدة إقليمياً في مجال الطائرات المُسيّرة، حيث تمتلك أسطولاً متنوعاً من هذه المنظومات تُستخدم في عمليات الاستطلاع والضربات المباشرة. وقد ذهب بعيداً في تصدير هذه التكنولوجيا إلى حلفائها، فضلاً عن إنشاء مرافق لإنتاج الطائرات بدون طيار في الخارج لدعم شركاء استراتيجيين مثل روسيا. وعلى الصعيد البري، تمتلك إيران جيشاً نظامياً كبيراً إلى جانب قوات احتياطية هائلة، وتتقن في الوقت ذاته أساليب الحرب غير المتكافئة عبر الوكلاء والمليشيات المتحالفة معها، إضافة إلى استخدام الهجمات الإلكترونية والتكتيكات غير التقليدية في العمليات العسكرية والاستخبارية. من جهتها إسرائيل تُعد واحدة من أكثر الدول في العالم تقدماً من الناحية العسكرية والتكنولوجية، حيث بنت بدعم كبير من الولايات المتحدة وعلى مدى عقود، جيشاً يعتمد على الابتكار والكفاءة التشغيلية كركائز أساسية. من بين أبرز مكونات القوة الإسرائيلية أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة مثل "القبة الحديدية"، و"مقلاع داوود"، و"السهم"، التي تُعتبر من الأنظمة الأكثر فاعلية في اعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة، ما يجعلها عاملاً حاسماً في حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية. إلى جانب ذلك، تمتلك إسرائيل واحدة من أقوى القدرات السيبرانية في العالم، وتستخدم هذه الأدوات بشكل استراتيجي في الدفاع الوطني والعمليات الهجومية. كما تلعب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها الموساد والشين بيت، دوراً محورياً في رصد وتحييد التهديدات قبل أن تنفجر إلى أعمال عدائية. رغم أن عدد الجنود النظاميين في الجيش الإسرائيلي يقدر بنحو 170 ألفاً، فإن العمق الاستراتيجي الحقيقي يكمن في قوات الاحتياط المنظمة والخبيرة، والتي يمكن تعبئتها سريعاً لتصل إلى ما يقارب نصف مليون مقاتل خلال أيام قليلة. وتُعد القوات الجوية الإسرائيلية من أفضل القوات الجوية في العالم، ومزودة بطائرات حديثة ومتطورة مثل المقاتلات من طراز F-35 ومعدات توجيه دقيقة، مما يجعلها عنصراً فعالاً في أي مواجهة إقليمية أو استراتيجية. وترتكز العقيدة العسكرية للدولة العبرية على السرعة في التعبئة، والمرونة في التعامل مع التهديدات المتعددة، والتفوق النوعي عبر التكنولوجيا المتطورة، وهي سمات تشكلت واستمدت قوتها من خبرة تمتد لعقود من الصراعات المستمرة في المنطقة. وتهدد الحرب الشاملة بين إسرائيل وإيران بإشعال فتيل صراع إقليمي واسع النطاق، مع احتمال امتداد الاشتباكات إلى دول الجوار والكيانات المتحالفة مع الطرفين. ولا يعرف حتى الآن ماذا كان "حزب الله"، الوكيل الرئيسي لإيران في لبنان، سيصبح أحد أبرز الأطراف المنجرّة إلى الصراع. وقد شنّ الجيش الإسرائيلي عملية برية محدودة في جنوب لبنان في أكتوبر الماضي، نجح خلالها في تحييد جزء كبير من قدرات الحزب، قبل دخول وقف مؤقت لإطلاق النار حيز التنفيذ نهاية نوفمبر. ومع تصاعد التوتر، قد تتجدد الاشتباكات على الحدود اللبنانية بشكل أكثر حدة. إلى جانب ذلك، هناك خطر امتداد القتال إلى سوريا والعراق ومنطقة الخليج العربي، حيث تم بالفعل الإبلاغ عن إجلاء موظفين أمريكيين من بغداد قبل يومين، في مؤشر على القلق المتزايد بشأن سلامة المصالح الأمريكية في المنطقة. ويضم ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الإيراني تحالفاً غير رسمي يشمل حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن ومؤيدو النظام السابق في سوريا، ويمنح هذا المحور إيران قدرة على ممارسة الضغط العسكري والسياسي خارج حدودها، حتى في ظل ضعف القدرة التقليدية لقواتها النظامية. ولا تتوقف التداعيات عند حدود المواجهات المسلحة، بل تمتد لتهدد الأمن الدولي الأوسع. فمن المحتمل أن تجد الولايات المتحدة نفسها متورطة، سواء عن طريق تصعيد مباشر يستهدف منشآتها ومصالحها، أو عبر ضغوط غير مباشرة من حلفاء إيران. وقد تتأثر أوروبا بشكل كبير نتيجة لهذا التصعيد، سواء من خلال الهجمات الإلكترونية، أو تعطل تدفق النفط والغاز، أو اضطراب خطوط الملاحة البحرية الحيوية التي تمر عبر خليج عدن. ومن بين النتائج المحتملة أيضاً: اندلاع أزمات لاجئين جديدة، وتراجع الاستقرار الاقتصادي العالمي، وارتفاع حاد في أسعار الطاقة، كلها عواقب قد تطال الدول الأوروبية إذا ما تفاقم الوضع في الشرق الأوسط.