
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن اعترافات قائد معسكر الاعتقال النازي"ساكسنهاوزن"
جاء ذلك بمناسبة الذكرى الثمانين لتحرير المعسكر في 22 أبريل 1945 من قبل قوات الجبهة البيلاروسية الأولى للجيش الأحمر.
ونشر جهاز الأمن الفيدرالي نسخة من محضر استجواب كايندل، الذي كان برتبة شتاندارتنفهرر في قوات الأمن الخاصة النازية (إس إس). وتحتوي نسخة محضر الاستجواب المؤرخ في 20 ديسمبر 1946، على اعترافات كايندل البالغ من العمر 44 عاما حول الجرائم التي ارتُكبت في المعسكر.
وقد خدم كايندل في قوات الأمن الألمانية النازية الخاصة منذ عام 1935، وعُين قائدا لمعسكر "ساكسنهاوزن" في 21 أغسطس 1942. تم اعتقاله في برلين في 17 ديسمبر 1946 من قبل جهاز أمن الدولة السوفيتي.
قال كايندل في اعترافاته: "أعترف بأن معسكر اعتقال "ساكسنهاوزن" مع فروعه العديدة تحول تحت إشرافي المباشر إلى مكان للإبادة الجماعية لأسرى الحرب السوفييت والمدنيين السوفييت. وخلال فترة قيادتي للمعسكر من 1942 إلى 1945، تم إعدام السجناء جماعات وأفرادا بالشنق على مشانق ثابتة ومتنقلة، أو الإعدام بالرصاص في غرفة مخصصة لذلك، أو قتلهم بالغاز في غرفة الغاز، أو تسميمهم بوضع السم في الطعام أو حقنهم به".
وأضاف أن "ساكسنهاوزن" كان يتمتع بمكانة خاصة بين معسكرات الموت النازية، حيث احتُجز فيه أبرز المعارضين السياسيين للفاشية، بمن في ذلك شخصيات سياسية بارزة من فرنسا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا وهولندا، إضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء من هذه الدول قبل احتلالها من قبل الجيش الألماني. كما شهد المعسكر عمليات سرية وحساسة لإعدام الأشخاص بناء على أوامر مباشرة من قائد قوات الأمن الألمانية هيملر وكبار المسؤولين النازيين.
وكشف كايندل أنه بناء على أوامر من هاينريش مولر، نائب رئيس جهاز الأمن الرئيسي للرايخ، أرسل ما يصل إلى 150 شخصا شهريا إلى المعسكر للإعدام السري، إما بالرصاص أو الشنق. وفي أكتوبر 1943، تم بناء غرفة غاز بأمر منه. وكان معظم الضحايا من مواطني الأراضي المحتلة، بينهم عدد كبير من السوفييت.
وكان المعسكر أيضا مصدرا لقوة العمل المجانية للمصانع الألمانية، حيث ارتفع عدد السجناء من 14 ألفا في عام 1942 إلى 50-60 ألفا بنهاية عام 1944. ومن بينهم ما يصل إلى 800 شاب سوفييتي تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما وأطفال بولنديون تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما. وكان للمعسكر حوالي 50 فرعا في مصانع مختلفة.
وعانى السجناء من ظروف عمل قاسية، حيث كانوا يعملون 11 ساعة يوميا، ويحصلون على 200 غرام من الخبز ووعاء من الحساء يوميا، حتى يفقدوا قدرتهم على العمل، ثم يتم إرسالهم إلى معسكرات الموت مثل "داكاو" و"لوبلين".
كما كشف كايندل عن تجارب طبية وحشية أُجريت على السجناء بين عامي 1942 و1944 بأوامر من هيملر والطبيب الرئيسي لمعسكرات الاعتقال النازية لولينغ. وتضمنت هذه التجارب اختبارات قاسية وغير إنسانية لدراسة تأثيرات الظروف القاسية على البشر.
ووفقا للقانون رقم 10 لمجلس المراقبة في ألمانيا الصادر في 20 ديسمبر 1945، بشأن معاقبة الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد السلام والإنسانية، حُكم على كايندل في جلسة علنية للمحكمة العسكرية لمجموعة القوات السوفيتية في ألمانيا، التي عُقدت في برلين من 23 إلى 31 أكتوبر 1947، "بالحبس مدى الحياة مع الأشغال الشاقة".
المصدر: نوفوستي
كشف تحليل جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية لتاريخ سياسات الدول الغربية، ميلا أوروبيا تاريخيا نحو أشكال مختلفة من الحكم التسلطي، كانت دائما مصدرا لصراعات مدمرة على النطاق العالمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


روسيا اليوم
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- روسيا اليوم
الأمن الفيدرالي الروسي يكشف قتل بريطانيا ما بين 7000 و12000 شخص من الأسرى السوفييت عام 1945
وأكدت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية أن أسرى الحرب السوفييت (أسرى معسكرات الاعتقال النازية) تم قتلهم بوحشية من خلال القصف وإطلاق النار على السفن التي كان الألمان يعتزمون نقل السجناء عليها، كما أن المأساة وقعت رغم أن الصليب الأحمر حذر البريطانيين مسبقا. قبل ثمانين عاما، في 3 مايو 1945، وقعت مأساة مروعة، قتل خلالها، وفقا لتقديرات مختلفة، ما بين 7000 و12000 شخص. في ذلك اليوم، وفي خليج لوبيك ببحر البلطيق، قصفت طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني بدم بارد ثلاث سفن ألمانية: كاب أركونا، وتيلبيك، ودويتشلاند، بينما نقل سجناء من معسكرات الاعتقال النازية إلى النرويج، وفقا لبيان هيئة الأمن الفيدرالية الروسية. نتيجة القصف غرقت السفن وأطلق البريطانيون النار على أولئك الذين حاولوا النجاة من القوارب، فيما تم انقاذ 300 شخص فقط. وكانت الغالبية العظمى من القتلى من أسرى الحرب السوفييت. كانت أكبر السفن البخارية، وهي كاب أركونا، تحمل آنذاك حوالي 8 آلاف شخص، ويؤكد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن "غرق السفينة كاب أركونا كان أحد أعظم المآسي البحرية في الحرب العالمية الثانية". في نهاية الحرب، أصدر زعيم "الرايخ إس إس" هاينريش هيملر أمرا سريا بإخلاء معسكرات الاعتقال النازية. وفي 19 أبريل 1945، بدأت عملية إخلاء سريعة في معسكر الاعتقال نوينجامي بهدف إخفاء آثار جرائم النظام النازي، وفي الأيام الأخيرة من شهر أبريل 1945، أرسلت قوات الأمن الخاصة أكثر من 10 آلاف سجين من نوينجامي إلى لوبيك سيرا على الأقدام أو في قطارات الشحن. وفي الثاني من مايو 1945، سلمت قوات الأمن الخاصة عدة آلاف من سجناء معسكرات الاعتقال من شتوتهوف بالقرب من دانزيغ، ونيونجام بالقرب من هامبورغ، وميتيلباو دورا بالقرب من نوردهاوزن على متن زوارق إلى السفينة كاب أركونا، وسفينة الشحن تيلبيك، والسفينتين أثينا ودويتشلاند، التي كانت راسية في ميناء لوبيك. وأبلغت القيادة الألمانية ممثلي بعثتي الصليب الأحمر السويدي والسويسري بالقافلة القادمة، وفي الثاني من مايو، نقل طاقم البعثة هذه المعلومات إلى الجنرال البريطاني جورج روبرتس، الذي كانت قواته تشن هجوما في منطقة لوبيك. ولسبب غير معروف، لم يبلغ روبرتس قيادة سلاح الجو البريطاني بالمعلومات التي تلقاها، وفقا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي. ومن بين الوثائق التي أصبحت الآن متاحة للعامة إفادات شهود وتقرير يتضمن نتائج التحقيق في ملابسات تلك المأساة، الذي أجرته أجهزة مكافحة التجسس السوفييتية. وتبين أنه في تمام الساعة الثالثة عصرا في 3 مايو 1945، فوق المكان الذي كان يتم فيه تحميل السجناء على السفن البخارية، "ظهرت مجموعة من 15 إلى 16 طائرة تحمل علامات تعريف إنجليزية وبدأت في قصف السفن البخارية التي تحمل أسرى الحرب".المصدر: "نوفوستي" قامت السفارة الروسية لدى إيران، يوم الجمعة، بإنشاء حديقة تذكارية بمناسبة الذكرى الـ80 للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى. في مثل هذا اليوم عام 1945 سقطت برلين عاصمة ألمانيا النازية بعد سيطرة الجيش الأحمر على مبنى الرايخستاغ وإحكام قبضته على معقل الرايخ الثالث... نددت الخارجية الروسية بـ"تدنيس المقدسات" بعد نبش قبور الجنود السوفييت في المجمع التذكاري "رابية المجد" في أوكرانيا، معتبرة هذه الأفعال "عدوانا على الذاكرة التاريخية". نشرت وزارة الدفاع الروسية وثائق أرشيفية رفعت عنها السرية تتعلق بعملية الهجوم الاستراتيجي والبطولي الذي شنته القوات السوفيتية على عاصمة ألمانيا النازية قبل 80 عاما. كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB عن مجموعة من المستندات السرية الخاصة بانتحار هتلر والأيام الأخيرة للرايخ الثالث قبل رفع راية النصر في 9 مايو 1945 على مبنى البوندستاغ الألماني. بعث رئيس "كي جي بي" يوري أندروبوف في 13 مارس 1970 إلى الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف مذكرة حملت عبارة "هام بشكل خاص وسري للغاية"، اقترح فيها تدمير رفات أدولف هتلر وجوزيف غوبلز.


روسيا اليوم
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- روسيا اليوم
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن وثائق تتعلق بانتحار هتلر
ويأتي ذلك احتفالا بالذكرى الثمانين على النصر والمزمع أن تكلل فعالياته بالعرض العسكري في الميدان الأحمر صباح 9 مايو 2025. وقد بدأت عملية الهجوم على برلين في 16 أبريل من العام 1945، وبحلول 21 أبريل كانت وحدات الجيش الأحمر السوفيتي قد اقتحمت الضواحي الشمالية الشرقية لبرلين. وكان الاستيلاء على برلين في أبريل 1045 وهزيمة ألمانيا النازية بمثابة تتويج للحرب الوطنية العظمى في الفترة من 1941-1945. وعشية اقتحام برلين، نظمت أجهزة أمن الدولة السوفيتية أعمال البحث عن مجرمي الحرب النازيين. وفي 30 أبريل 1945، بدأت وحدات الجيش الأحمر القتال في منطقة الحي الحكومي والمستشارية الإمبراطورية فيما يسمى بمخبأ الفوهرر Fuhrerbunker، حيث كان يختبئ مستشار الرايخ أدولف هتلر وحاشيته. وفي نفس اليوم انتحر الزعيم النازي وزوجته بتسميم أنفسهما بمادة سيانيد البوتاسيوم. وفي الأول من مايو، انتحر وزير الدعاية في حكومة هتلر، الدكتور جوزيف غوبلز، وزوجته ماجدة، اللذان كانا أيضا في مخبأ الفوهرر، بعد تسميم أطفالهما الستة. وفي ليلة 1-2 مايو، حاول القادة النازيون المتبقون في مخبأ الفوهرر، بقيادة زعيم الرايخ Reichsleiter مارتن بورمان والحرس الشخصي لهتلر وأفراد الخدمة، الخروج من الحصار في عدة مجموعات، ومات العديد من المشاركين في هذا الاختراق أو وقعوا في أسر الجيش الأحمر. ولإجراء أعمال التحقيق في برلين، أنشئت المجموعة العملياتية المركزية تحت قيادة نائب رئيس مكافحة التجسس"سميرش" الأوكرانية للجبهة البيلاروسية اللواء غ. ا. ميلنيكوف. وأجريت أنشطة البحث في العاصمة الألمانية من قبل موظفي وحدة التحقيق التابعة لإدارة الاستخبارات في مقر الجبهة البيلاروسية الأولى، وإدارة التحقيق في مديرية الاستخبارات في هيئة الأركان العامة للجيش الأحمر وموظفي إدارة مكافحة التجسس الأوكرانية التابعة للجيش الهجومي الثالث وفيلق البنادق، إضافة إلى مكافحة التجسس الأوكرانية التابعة للجبهة البيلاروسية الأولى. وقد اعتقلت فرق العمل التابعة لجهاز الاستخبارات السوفيتية "سميرش" عدة أشخاص من الدائرة الداخلية لأدولف هتلر. ومن بينهم قائد دفاع برلين جنرال المدفعية هيلموت فايدلينغ، الطيار الشخصي لهتلر وقائد السرب الحكومي "إس إس" والفريق في الشرطة هانز بور، رئيس جهاز أمن الرايخ، والفريق في الشرطة هانز راتينهوبر، الممثل الشخصي للبحرية في مقر هتلر، ونائب الأدميرال هانز فوس، رئيس منطقة الدفاع المركزية في برلين، والعميد فيلهلم مونكي من قوات الأمن الخاصة، وكبار الخدم للفوهرر، والمساعد الشخصي لهتلر غيونشه وغيرهم.في 5 مايو 1945، في حديثة المستشارية الإمبراطورية، اكتشف موظفو مكتب العمليات الخاصة "سميرش" التابع للواء العمليات 79 للجيش الهجومي الثالث للجبهة البيلاروسية جثتي رجل وامرأة محترقتين بشدة في حفرة خلفتها قنبلة جوية. وتم العثور على الجثتين على بعد ثلاثة أمتار من مدخل الملجأ، وكانتا مغطاتين بطبقة من التراب. وفي 8 مايو 1945، كشفت نتيجة الفحص الجنائي لجثة الرجل عن أنها جثة هتلر على الأرجح. ومن بين أمور أخرى، قام الخبراء بفحص "الفكّين مع عدد كبير من تيجان الأسنان والجسور والحشوات". وقد وجدت "بقايا أمبولة زجاجية مسحوقة في تجويف الفم، ورائحة اللوز المر المميزة"، وأثبتت نتائج الفحص الكيميائي الجنائي للأمعاء "وجود مركبات السيانيد" ما سمح للجنة باستنتاج أن الوفاة حدثت نتيجة "التسمم بمركبات السيانيد". في 10 مايو 1045، تم استجواب مساعدة طبيب الأسنان الشخصي لهتلر، البروفيسور هوغو بلاشكي، في عيادة الأسنا ن التابعة لمستشارية الرايخ، كاثي غويسرمان. وفي 11 مايو، أدلى فني الأسنان فريتز إيشتمان، الذي صنع أطقم الأسنان لهتلر، بشهادته. وقد أعطى كلا الشاهدين وصفا تفصيليا لأسنان هتلر من الذاكرة. وكانت السمات المميزة للجسور والتيجان وحشوات الأسنان مطابقة تماما للسجلات الموجودة في مخطط الأسنان والأشعة السينية المتاحة لمحققي "سيمرش". وقد تم عرض الفكين المستخرجين من جمجمة الرجل لكل واحد منهما على حدة من أجل التعرف عليه. واعترف غويزرمان وإيتشمان دون تردد بأن الفكين يعودا لمستشار الرايخ أدولف هتلر. وبعد فترة تم تجميع كل المعتقلين من برلين في معسكر أسرى الحرب في بوزنان، ومن هناك نقل معظمهم إلى موسكو لتوضيح تفاصيل انتحار هتلر ومكان تواجد زعماء النازية الآخرين. في الأيام العشرة الأولى من شهر مايو، تم تسليم غ. وايدلينغ، وغ. راتنهوبر، وغ. باور، وغ. فوس، وا. غيونشه وسجناء آخرين من بين الحراس والموظفين الخدميين في المستشارية الإمبراطورية إلى موسكو بالطائرة. وبفضل عمل ضباط مكافحة التجسس العسكري تمكنوا من إعادة بناء الأحداث التي جرت في مخبأ الفوهرر في الفترة من 20-30 أبريل 1945 بدقة إلى حد ما، وتحديد ظروف انتحار هتلر.وفي 10 مايو 1945، تم وضع المساعد الشخصي لهتلر أوتو غيونشه في زنزانة سجن موسكو التي كان محتجزا فيها ضابطان ألمانيان أسيران في الحرب هما العقيدان آرثر شفارتس وهينريش غوتلوب رملينغر. وبعد أسبوع، في 17 مايو، كتب العقيد رملينغر بيانا إلى المحقق ذكر فيه المعلومات التي تلقاها من غيونشه: "بعد المحادثات مع من وصلوا في 10 مايو ومن بينهم غيونشه مساعد هتلر، يمكنني إبلاغكم بالتالي: في المحادثة، تمكنا من إقناع العقيدين شفارتس ورملينغر بأن الأحداث في ألمانيا، لا سيما انتحار هتلر، تحرره من القسم الذي قدمه للزعيم، والآن، بعد الهزيمة الكاملة لألمانيا والنظام الاشتراكي الوطني، لم يعد هناك سبب لإخفاء الأحداث التي وقعت في المقر عن الروس، لأن هذا الآن له أهمية تاريخية فحسب. "وكان إقناعه أسهل عندما اتضح أن بعض رفاق هتلر، بعد تطويق برلين، قد تخلوا عن الفوهرر (غورينغ وهيملر) ولجأوا إلى القوى الغربية. وخلال الفترة من 18-19 مايو، تم استجواب غوينشه بالتفصيل حول قضايا تهم التحقيق. ومع ذلك، ولسبب غير معلوم، تم إرسال أحد الشهود الرئيسيين (إن لم يكن الأهم) على وفاة الفوهرر، خادمه الرئيسي هاينز لينغه، من بوزنان إلى معسكر أسرى الحرب في كوتلا-يارفي، حيث تم احتجازه حتى أكتوبر 1945. ثم تم نقله إلى تالين ووضعه تحت حراسة إدارة أسرى الحرب والمعتقلين التابعة لجمهورية إستونيا السوفيتية الاشتراكية. وقام موظفو أرشيف مديرية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في منطقة إيفانوفو مؤخرا برفع السرية عن وثائق غير معروفة من قبل تتعلق بهاينز لينغه وأوتو غيونشه. وبحسب شهادة أفراد تم اعتقالهم سابقا من الدائرة الداخلية لهتلر، كان لينغه هو أول من دخل شقة هتلر بعد انتحاره. وخلال استجواب يوم 11 مايو 1945، شهد رئيس جهاز أمن الرايخ (الحرس الشخصي)، ومجموعة قوات الأمن الخاصة الجنرال هانز راتنهوبر بما يلي: "في الساعة الرابعة عصرا من يوم 30 أبريل 1945، وبعد أن تفقدت المواقع، وصلت إلى مخبأ الفوهرر الخرساني، وأبلغني قائد وحدة الهجوم لينغه أن الفوهرر قد فارق الحياة، وأن لينغه نفذ اليوم أصعب أمر في حياته. أبلغني لينغه أن هتلر أمره اليوم بمغادرة الغرفة، وإذا لم يسمع شيئا خلال 10 دقائق، فعليه دخول الغرفة مجددا وتنفيذ أوامره. وبما أنه وضع في هذا الوقت مسدس هتلر على الطاولة في القاعة، فقد أصبح واضحا لي ما يعنيه بأصعب أوامر الفوهرر ومن أي جاءت بقعة الدم على السجادة. وبناء على ما تقدم، توصلت إلى استنتاج مفاده أنه بعد 10 دقائق من تسميم هتلر، أطلق لينغه النار عليه. وبعد أن تناول هتلر السم، أطلق لينغه رصاصة تأكيد في رأسه لتمجيد موته، وبالتالي إظهار أن هتلر مات جنديا". وأثناء التحقيق، أصر لينغه على أن هتلر انتحر بإطلاق النار على نفسه في صدغه.وفي 16 ديسمبر 1945، تم نقل لينغه إلى موسكو ووضعه في سجن بوتيركا التابع لجهاز الأمن السوفيتي بالاتحاد السوفيتي. وفي الفترة من 17-18 ديسمبر، كتب لينغه شهادته الخاصة عن الأحداث التي جرت في مقر هتلر قبل استسلام ألمانيا النازية. "وفي 30 أبريل في تمام الساعة الرابعة إلا ربعا، حضر هتلر إلى مكتب غوبلز ليودعه. كنت في قاعة الاستقبال. أراد غوبلز دعوة هتلر إلى غرفته، لكن هتلر رفض، مشيرا إلى أن قراره لا رجعة فيه. ودّع السيدة غوبلز والدكتور غوبلز وعاد إلى مكتبه. تبعته أنا والقائد الرئيسي كروغر. قال هتلر إنه يجب علينا أن نحاول اختراق الغرب لنسقط في أيدي الحلفاء. ذكّرني مجددا بمهمتي وبصورة فريدريك الكبير. أعربت عن إخلاصي له ووعدته بأن أظل وفيا في أفكاري. ثم غادرت أنا وكروغر المكتب. بعد نحو 5 دقائق سمعت رصاصة. وأبلغت على الفور بورمان، الذي كان في غرفة الانتظار (الغرفة الواقعة أمام غرف هتلر)، بما حدث. دخلت مكتب هتلر برفقة القائد بورمان. لففنا الجثة ببطانية حتى لا يتمكن أحد من رؤيتها. أخذت الجثة من ساقيها وبورمان من رأسه، وحملناها عبر المدخل الخلفي للملاجئ إلى الحديقة. ووضعناها هناك عند المدخل. "وخلفنا حمل الحراس جثة زوجة هتلر، التي كانت ملفوفة أيضا ببطانية ولم تكن مكشوفة..." في 29-30 ديسمبر 1945، كتب هاينز لينغه شهادته الخاصة بعنوان "إضافات إلى قضية انتحار هتلر"، وأشار على وجه الخصوص إلى: "وقت انتحاره، كان هتلر يرتدي قميصا أبيض بياقة بيضاء وربطة عنق سوداء وسترة رمادية اللون مزدوجة الصدر مصنوعة من قماش الجبردين الفاخر، وبنطالا أسود طويلا من الجبردين الفاخر، وجوارب ورقية سوداء رقيقة وحذاء جلديا أسودا قصيرا. أما زوجته فكانت ترتدي فستانا حريريا رقيقا، وجوارب حريرية رقيقة جدا، وحذاء بكعب إسفيني (ربما صناعة إيطالية). وكانت الأسباب التي دفعت هتلر إلى الانتحار هي: 1- كان من غير المجدي تماما الاستمرار في القتال، 2- خوف هتلر من محاولة الهروب من برلين، 3- الحالة الجسدية السيئة لهتلر، التي لم تعد قادرة على تحمل أي صعوبات، إضافة إلى جنون العظمة الذي لم يسمح لهتلر بالانحناء أماما المنتصر والدخول في مفاوضات معه. لم يكن بوسع شبيه هتلر أن ينتحر لأن: 1- هتلر لم يكن له شبيه، 2- كان من المستحيل على هتلر أن يغادر المبنى، لأنه لم يكن هناك سوى مخرج واحد من المبنى. من الجدير بالذكر أن لينغه أوضح شهادته مرارا وتكرارا. على سبيل المثال، أثناء الاستجواب في 28 فبراير 1946، شهد قائلا: "يجب الاعتراف بأن شهادتي الشابقة في هذا الشأن غير صحيحة. لم أسمع أصوات طلقات نارية إطلاقا، بل شممت رائحة غازات البارود فقط، وبناء على ذلك، أبلغت بورمان بوقوع الانتحار.. سؤال: ما الذي لم تقله أيضا للتحقيق خلال الاستجوابات السابقة، أو هل قدمت رواية غير صحيحة للأحداث التي وقعت في 30 أبريل 1945 في المخبأ الخاص بمستشارية الرايخ؟ جواب: لقد أوضحت على نحو غير صحيح في وقت سابق أن جسد إيفا بارون كان ملفوفا ببطانية، والآن أتذكر أن جسدها لم يكن ملفوفا ببطانية". في أغسطس 1948، أطلق سراح لينغه وغيونشه من السجن، وحتى خريف عام 1949 كانا منخرطين في العمل "الأدبي"، يتذكران خدمتهما في حاشية هتلر.وقد تم تأكيد أن هتلر تعرض للتسمم بمادة سيانيد البوتاسيوم من خلال الأبحاث التي أجراها، في شهري مارس ويونيو 2017، عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي الشهير فيليب شارلييه. وقام شارلييه بدراسة أجزاء من فك هتلر، محفوظة في الأرشيف المركزي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وقارنها بالأشعة السينية لجمجمة هتلر، الموجودة في الولايات المتحدة. وقام العالم الفرنسي بفحص أجزاء الفكين، فوجد عليها آثار سيانيد البوتاسيوم، وكان مقتنعا بأن الأسنان تتطابق بنسبة 100% مع صور الأشعة السينية لهتلر خلال حياته. في 15 مايو 1950، حكمت المحكمة العسكرية لقوات وزارة الداخلية في منطقة إيفانوفو على ه. لينغه وأ. غيونشه، بناء على مرسوم رئاسة المجلس الأعلى للاتحاد السوفيتي الصادر في 19 أبريل 1943 بقضاء عقوبتهما في معسكر عمل لمدة 25 عاما (تحسب من 6 أبريل 1950)، وتم ترحيلهما إلى وطنهما. وفيما يلي الوثائق التي تم رفع السرية عنها من أرشيف مديرية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي لمنطقة إيفانوفو. الوثائق المنشورة: 1- تصريح العقيد غ. غ. ريملينغر فيما يتعلق بقائد الوحدة الهجومية التابعة لـ "إس إس" أ. غيونشه مايو 1945 موسكو (7 صفحات). 2- الشهادة الشخصية لقائد "إس إس" ه. لينغه في نوفمبر 1945 تالين (3 صفحات). 3- محضر استجواب ه. لينغه في ديسمبر 1945 تالين. 4- شهادة شخصية ه. لينغه "إضافات إلى قضية انتحار هتلر". 30 ديسمبر 1945 موسكو (6 صفحات). 5- مذكرة من أ. غيونشه إلى الفريق أ. كوبولوف في 12 سبتمبر 1949 موسكو (صفحتان). 6- رسالة من ه. لينغه إلى الفريق أ. كوبولوف في 12 سبتمبر 1949 (صفحتان). 7- الشهادة الشخصية لـ ه. لينغه في 17-18 ديسمبر موسكو (18 صفحة). المصدر: مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إن وزارته تعمل على وثائق أرشيفية من الحرب الوطنية العظمى ستصبح "قنبلة" في وجه السرديات التي يحاول الغرب تزييف التاريخ بها. قال وزير الأشغال العامة الفنزويلي خوان خوسيه راميريز، إن حكومة بلاده ستقيم نصبا في وسط كاراكاس بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الجيش الأحمر على الغزاة النازيين.


روسيا اليوم
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- روسيا اليوم
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن اعترافات قائد معسكر الاعتقال النازي"ساكسنهاوزن"
جاء ذلك بمناسبة الذكرى الثمانين لتحرير المعسكر في 22 أبريل 1945 من قبل قوات الجبهة البيلاروسية الأولى للجيش الأحمر. ونشر جهاز الأمن الفيدرالي نسخة من محضر استجواب كايندل، الذي كان برتبة شتاندارتنفهرر في قوات الأمن الخاصة النازية (إس إس). وتحتوي نسخة محضر الاستجواب المؤرخ في 20 ديسمبر 1946، على اعترافات كايندل البالغ من العمر 44 عاما حول الجرائم التي ارتُكبت في المعسكر. وقد خدم كايندل في قوات الأمن الألمانية النازية الخاصة منذ عام 1935، وعُين قائدا لمعسكر "ساكسنهاوزن" في 21 أغسطس 1942. تم اعتقاله في برلين في 17 ديسمبر 1946 من قبل جهاز أمن الدولة السوفيتي. قال كايندل في اعترافاته: "أعترف بأن معسكر اعتقال "ساكسنهاوزن" مع فروعه العديدة تحول تحت إشرافي المباشر إلى مكان للإبادة الجماعية لأسرى الحرب السوفييت والمدنيين السوفييت. وخلال فترة قيادتي للمعسكر من 1942 إلى 1945، تم إعدام السجناء جماعات وأفرادا بالشنق على مشانق ثابتة ومتنقلة، أو الإعدام بالرصاص في غرفة مخصصة لذلك، أو قتلهم بالغاز في غرفة الغاز، أو تسميمهم بوضع السم في الطعام أو حقنهم به". وأضاف أن "ساكسنهاوزن" كان يتمتع بمكانة خاصة بين معسكرات الموت النازية، حيث احتُجز فيه أبرز المعارضين السياسيين للفاشية، بمن في ذلك شخصيات سياسية بارزة من فرنسا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا وهولندا، إضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء من هذه الدول قبل احتلالها من قبل الجيش الألماني. كما شهد المعسكر عمليات سرية وحساسة لإعدام الأشخاص بناء على أوامر مباشرة من قائد قوات الأمن الألمانية هيملر وكبار المسؤولين النازيين. وكشف كايندل أنه بناء على أوامر من هاينريش مولر، نائب رئيس جهاز الأمن الرئيسي للرايخ، أرسل ما يصل إلى 150 شخصا شهريا إلى المعسكر للإعدام السري، إما بالرصاص أو الشنق. وفي أكتوبر 1943، تم بناء غرفة غاز بأمر منه. وكان معظم الضحايا من مواطني الأراضي المحتلة، بينهم عدد كبير من السوفييت. وكان المعسكر أيضا مصدرا لقوة العمل المجانية للمصانع الألمانية، حيث ارتفع عدد السجناء من 14 ألفا في عام 1942 إلى 50-60 ألفا بنهاية عام 1944. ومن بينهم ما يصل إلى 800 شاب سوفييتي تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما وأطفال بولنديون تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما. وكان للمعسكر حوالي 50 فرعا في مصانع مختلفة. وعانى السجناء من ظروف عمل قاسية، حيث كانوا يعملون 11 ساعة يوميا، ويحصلون على 200 غرام من الخبز ووعاء من الحساء يوميا، حتى يفقدوا قدرتهم على العمل، ثم يتم إرسالهم إلى معسكرات الموت مثل "داكاو" و"لوبلين". كما كشف كايندل عن تجارب طبية وحشية أُجريت على السجناء بين عامي 1942 و1944 بأوامر من هيملر والطبيب الرئيسي لمعسكرات الاعتقال النازية لولينغ. وتضمنت هذه التجارب اختبارات قاسية وغير إنسانية لدراسة تأثيرات الظروف القاسية على البشر. ووفقا للقانون رقم 10 لمجلس المراقبة في ألمانيا الصادر في 20 ديسمبر 1945، بشأن معاقبة الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد السلام والإنسانية، حُكم على كايندل في جلسة علنية للمحكمة العسكرية لمجموعة القوات السوفيتية في ألمانيا، التي عُقدت في برلين من 23 إلى 31 أكتوبر 1947، "بالحبس مدى الحياة مع الأشغال الشاقة". المصدر: نوفوستي كشف تحليل جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية لتاريخ سياسات الدول الغربية، ميلا أوروبيا تاريخيا نحو أشكال مختلفة من الحكم التسلطي، كانت دائما مصدرا لصراعات مدمرة على النطاق العالمي.