logo
يوم حوّلت بكين الحرب الأوكرانية إلى مكسب إستراتيجيّ

يوم حوّلت بكين الحرب الأوكرانية إلى مكسب إستراتيجيّ

الجزيرةمنذ 19 ساعات

عندما اندلعت الشرارة الأولى للحرب الروسية- الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022، كان العالم ينظر إلى الصين على أنّها "طرف ثالث" قد يأخذ دور الوسيط.
ولكن مع مرور الأشهر، كشفت بكين عن إستراتيجية أكثر تعقيدًا تخدم مصالحها الجيوسياسية بعيدًا عن الأضواء.. لم تكن بكين مجرد متفرج، بل لاعبًا رئيسيًا في هذه الأزمة، وإن كان يتحرك بخفّة ظلّ محسوبة.
الاقتصاد: سلاح الصين الصامت
في سوق النفط العالمية، نفّذت الصين واحدة من أذكى الخطوات الاقتصادية في العقد الأخير؛ إذ بينما كانت أوروبا تحاول تجفيف مصادر تمويل الحرب الروسية عبر العقوبات، كانت الشركات الصينية تشتري النفط الروسي بخصومات تصل إلى 35%، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية. لم تكن هذه صفقة تجاريّة عادية، بل ضربة إستراتيجية بثلاثة أبعاد:
تأمين احتياجاتها الطاقية بأسعار زهيدة. إنقاذ الاقتصاد الروسي من الانهيار. إضعاف تأثير العقوبات الغربية.
الأرقام تتحدث عن نفسها: فقد قفزت واردات الصين من النفط الروسي من 7% قبل الحرب إلى 18% في 2023، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فيننشال تايمز" في حينه.
ووفقًا لتقرير صادر عن "معهد بروكينغز" في العام 2023، فإنّ "الصين تحوّلت إلى المشتري الأكبر للنفط الروسي بخصومات وصلت في حينه إلى 30%، ما وفر لموسكو مليارات الدولارات سنويًا". كما ازدادت التجارة الثنائية بين البلدين بنسبة 30% في عام 2023، حيث كشفت "وكالة بلومبرغ" في العام نفسه أنّ "بكين تستفيد من احتياجات روسيا الملحة لتعويض الأسواق الغربية".
في ساحات القتال الأوكرانية، كان للبصمة الصينية حضور غير مرئي لكنّه حاسم! تقارير "حلف شمالي الأطلسي" تشير إلى أنّ 60% من الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الروسي هي من إنتاج شركات صينية
"حرب الظلّ".. التكنولوجية
ولكن الأكثر إثارة هو ما كشفه تحقيق في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن شركات صينية، وفّرت لموسكو مكونات إلكترونية حساسة عبر دول ثالثة مثل ماليزيا وسنغافورة.
في ساحات القتال الأوكرانية، كان للبصمة الصينية حضور غير مرئي لكنّه حاسم! تقارير "حلف شمالي الأطلسي" (الناتو) تشير إلى أنّ 60% من الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الروسي هي من إنتاج شركات صينية، خصوصًا طرازات "دي جي آي". الأكثر إثارة للقلق -بحسب تحليل معهد "ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"- كان توريد قطع غيار لصواريخ "كاليبر" الروسية عبر قنوات تجارية معقدة.
الذكاء الصيني تجلى في طريقة التعامل مع هذه الاتهامات؛ فبدلًا من الإنكار المطلق، تبنت بكين خطابًا مفاده أن "التجارة المدنية يجب ألا تتأثر بالصراعات السياسية"، كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في مؤتمر صحفي شهير.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، فمع تحوّل الصناعة الغربية عمومًا -والأوروبية خصوصًا- نحو إنتاج الأسلحة لدعم أوكرانيا، تراجعت قدرتها التنافسية في قطاعات أخرى.. استغلت الصين هذا الفراغ، وزادت صادراتها إلى أوروبا، خصوصًا في المجالات التكنولوجية والصناعية. إذ ذكرت مجلة "ذا إكونومست" في تقرير خلال عام 2023 أنّ الشركات الصينية "تملأ الفراغ الذي تركته الصناعات الأوروبية المنشغلة بالأزمة الأوكرانية وتبعاتها".
المعركة الدبلوماسية الخفية
على طاولة الأمم المتحدة، مارست الصين ما يمكن تسميته "الدبلوماسية المزدوجة"؛ فبينما امتنعت عن التصويت ضد بعض القرارات المتعلقة بأوكرانيا، استخدمت حق النقض (الفيتو) لحماية المصالح الروسية الأساسية.
المحلل السياسي لي جينغ أوضح أنّ الصين كانت في حينه تتبع إستراتيجية "القناع الذهبي"، إذ تبدو محايدة ظاهريًا لكنّها تقدم دعمًا جوهريًا خلف الكواليس.
تايوان.. الفوز بالوكالة
ربما كان أكبر كسب إستراتيجي للصين هو تحييد التهديد الغربي في ما يتعلق بجزيرة تايوان؛ ففي تقرير لمركز "CSIS" الأميركي كشف أنّ 78% من القادة العسكريين الأميركيين يعتقدون أنّ القدرة على الردع في المحيط الهادئ تأثرت سلبًا بسبب الاستنزاف الأوكراني. أما الأرقام الأكثر دلالة على ذلك فكانت أن مخزون الولايات المتحدة من صواريخ "جافلين" انخفض بنسبة 70%، وأنظمة "هايمارس" بنسبة 65%، وفقًا لوزارة الدفاع الأميركية.
كما أنّ الحرب قد أجبرت الغرب على تحويل مليارات الدولارات من ميزانياته لدعم أوكرانيا، ما أثّر على قدرتها في الصناعات العسكرية. ووفقًا لـ"مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" (CSIS) فإنّ الولايات المتحدة ودول أوروبا أصبحت عاجزة عن مواجهة تهديدات متعددة في وقت واحد، ما عزّز موقف الصين في المحيط الهادئ".
بينما يركز الغرب على ساحات القتال في دونباس، تكتب الصين فصولًا جديدة من تاريخ الهيمنة العالمية، ليس عبر الدبابات والطائرات، بل عبر عقود الطاقة، وشرائح السيليكون، ومناورات الدبلوماسية الذكية
نظام عالمي جديد على أنقاض أوكرانيا
إذًا، فإنّ ما بدأ كـ"صراع إقليمي" تحول إلى "مختبر" لتجربة "النظام العالمي الجديد".. الصين اختبرت نموذجها الخاص لهيمنة لا تعتمد على القوة العسكرية المباشرة، بل على 3 ركائز:
التحالفات الاقتصادية المرنة. التكنولوجيا القابلة للتكيف مع الأغراض العسكرية. الدبلوماسية متعددة المستويات.
وقد كتب المحلل الإستراتيجي روبرت كابلان في مجلة "فورين أفيرز": "الحرب الأوكرانية علمتنا أنّ الصين قد تفوز بالمعركة العالمية من دون إطلاق رصاصة واحدة".
أما اليوم، وبينما يركز الغرب على ساحات القتال في دونباس، تكتب الصين فصولًا جديدة من تاريخ الهيمنة العالمية، ليس عبر الدبابات والطائرات، بل عبر عقود الطاقة، وشرائح السيليكون، ومناورات الدبلوماسية الذكية.
قد تكون روسيا هي التي تخوض الحرب في أوكرانيا، لكن الصين هي التي تعدّ العدة لمعركة القرن الحقيقي: معركة تشكيل النظام العالمي المقبل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هجوم كبير على كييف وزيلينسكي يتهم روسيا بعرقلة وقف إطلاق النار
هجوم كبير على كييف وزيلينسكي يتهم روسيا بعرقلة وقف إطلاق النار

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

هجوم كبير على كييف وزيلينسكي يتهم روسيا بعرقلة وقف إطلاق النار

أعلنت السلطات الأوكرانية إصابة 14 على الأقل في كييف جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية، بينما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بعرقلة التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وجاءت الهجمات الليلية بعد أيام من هجمات شنتها أوكرانيا بالطائرات المسيرة، بلغ عددها نحو 800 هجوم، على أهداف داخل روسيا، من بينها العاصمة موسكو. وأطلقت روسيا عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على كييف خلال الليل في واحدة من أكبر الهجمات الجوية من هذا النوع على العاصمة الأوكرانية خلال الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، مما أدى إلى إصابة 14 شخصا على الأقل وإلحاق أضرار بمبان سكنية عدة. وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع سلسلة انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف بالتزامن مع سماع أزيز موجات متتالية من الطائرات المسيرة. كما تردد في العاصمة صدى أصوات البطاريات المضادة للطائرات وهي تحاول إسقاط المسيرات. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا هاجمت أوكرانيا عبر 250 مسيرة و14 صاروخا، وأن الهجمات تركزت على العاصمة كييف كما أدت إلى أضرار واسعة في خاركيف ودنيبرو وأوديسا وزاباروجيا ودونيتسك. وأضافت أن الدفاعات الجوية أسقطت صواريخ ومسيرات روسية عدة. اتهامات زيلينسكي بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إن الهجوم الهائل الذي شنته روسيا بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على أوكرانيا ليلا يعد دليلا جديدا على أن موسكو تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وكتب زيلينسكي على تطبيق تليغرام "كانت ليلة صعبة على أوكرانيا بأكملها". وأضاف "مع كل هجوم من هذا القبيل، يقتنع العالم بأن موسكو هي سبب إطالة أمد الحرب. لن تضطر موسكو إلى الموافقة على وقف إطلاق النار إلا بفرض عقوبات إضافية على قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي". وأجرى الجانبان عملية تبادل كبيرة للأسرى أمس الجمعة، رحب بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبارها الخطوة الأولى نحو المزيد من التطورات الإيجابية. وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل الجمعة 270 عسكريا و120 مدنيا من كل جانب. ومن المقرر إجراء المرحلتين المقبلتين السبت والأحد. ومع ذلك، تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بعدم الجدية في السعي لإنهاء القتال. في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا مستعدة لتسليم كييف مسودة وثيقة، تتضمن الخطوات والشروط اللازمة لتحقيق سلام طويل الأمد. وأوضح أن روسيا تعكف حاليا على استكمال الأعمال التحضيرية لإعداد قائمة لتبادل الأسرى.

التبعات الاقتصادية لقرارات ترامب العشوائية على اقتصاد أميركا
التبعات الاقتصادية لقرارات ترامب العشوائية على اقتصاد أميركا

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

التبعات الاقتصادية لقرارات ترامب العشوائية على اقتصاد أميركا

يُعد اقتصاد السوق من النماذج الرأسمالية التي تقوم على قواعد واضحة، وعلى رأسها الشفافية وتكافؤ الفرص بين المتعاملين، وهو ما يجعل من النموذج الأميركي أحد أبرز تطبيقاته. بيد أن هذه القواعد تعرضت لهزة كبيرة مع تولّي الرئيس دونالد ترامب السلطة مجددًا في مطلع عام 2025، إذ اتسمت قراراته، خصوصًا في الشق التجاري، بالعشوائية والارتجال، مما أوجد حالة من الضبابية في المشهد الاقتصادي داخل أميركا، ومع شركائها الأساسيين، وعلى مستوى الاقتصاد العالمي عمومًا. ارتباك داخلي وارتجال في القرار لم يكن المستوردون أو المصدّرون الأميركيون على علم مسبق بخطط ترامب بخصوص رفع الرسوم الجمركية ، وهو ما أصاب نشاطهم بالشلل. حتى المنتجون الأميركيون –الذين يُفترض أنهم المستفيدون من تلك الإجراءات– لم يجنوا أرباحًا، لأنهم يعتمدون على استيراد المواد الأولية من الخارج، فتأثروا أيضًا بارتفاع تكاليف الإنتاج. وذكرت تقارير اقتصادية أن من أبرز مظاهر العشوائية كان الارتفاع المفاجئ في نسب الرسوم الجمركية، فعلى سبيل المثال، ارتفعت الرسوم المفروضة على الصين إلى 145%، بعدما كانت بحدود 20% في بداية عام 2025، كما هدد ترامب مرارًا برفعها إلى 245%، دون الاكتراث بأثر ذلك على الاقتصاد المحلي، قبل أن يتم توقيع اتفاق بين واشنطن وبكين على تخفيف التوترات التجارية بينهما. وقد تفاوتت ردود أفعال الدول إزاء هذه السياسات بين الرفض، والمعاملة بالمثل، والدعوة إلى التفاوض، لكن موافقة بعض الدول على التفاوض مع إدارة ترامب شجعته على التمادي في نهجه، مما عكس حالة من الفوضى في العلاقات التجارية الدولية. مزاد جمركي وصراع مفتوح قرارات ترامب كانت في جوهرها أقرب إلى مزاد مفتوح لفرض الرسوم، خصوصًا تجاه الصين. فكلما ردّت بكين بالمثل، سارع ترامب إلى رفع النسبة أكثر، دون النظر إلى التبعات الاقتصادية. وأشارت مصادر في الأسواق الأميركية إلى أن هذه القرارات أدت إلى اضطرابات كبيرة، إذ تراجعت مؤشرات أسواق المال ، وارتفعت أسعار الذهب والعملات الرقمية بشكل جنوني، كما انخفضت أسعار النفط بسبب مخاوف من توسع النزاع التجاري. وتابعت هذه المصادر بأن ترامب لم يعمل على تجهيز القاعدة الإنتاجية الأميركية لتكون بديلًا حقيقيًا للواردات، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم. وكانت النتيجة الحتمية هي التراجع عن العديد من قراراته، ليس فقط مع الصين، بل مع معظم الدول الأخرى. مفاوضات غير منسّقة من أبرز الأمثلة على التخبط، تغريدة ترامب في 9 مايو/أيار 2025، التي قال فيها إن فرض رسوم بنسبة 80% على المنتجات الصينية "يبدو قرارًا صائبًا"، بينما كانت المفاوضات الرسمية لا تزال جارية مع بكين. وانتهت هذه المفاوضات في 12 مايو/أيار بالاتفاق على رسوم بنسبة 30% من الجانب الأميركي و10% من الجانب الصيني. الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كان ترامب على دراية بما يفعله فريقه المفاوض أصلًا. الصين تلعب أوراق الضغط بمهارة وفيما اكتفت بعض الدول بالرد بالمثل، استخدمت الصين أدوات ضغط فعالة شملت وقف تصدير المعادن النادرة، وتعليق تسلّم الطائرات من شركة "بوينغ" الأميركية. ونتيجة لذلك، اضطرت واشنطن إلى التراجع وإعلان ما سُمّي بـ"هدنة" تجارية تستمر 90 يومًا، تُخفّض خلالها الرسوم الأميركية من 145% إلى 30%، مقابل تخفيض الصين لرسومها من 125% إلى 10%. إعلان وأشارت وسائل إعلام اقتصادية إلى أن استخدام مصطلح "هدنة" يعكس الطابع العسكري للنزاع الاقتصادي بين القوتين، وهو ما يكشف بوضوح أن ما حصل لم يكن خلافًا تجاريًا عاديًا، بل مواجهة حقيقية تتجاوز الاقتصاد إلى الجغرافيا السياسية. مؤشرات سلبية في الداخل الأميركي مع بداية تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة، بدأت التبعات تتوالى داخل الولايات المتحدة، إذ ارتفع معدل التضخم في أبريل/نيسان 2025 إلى 0.2% شهريًا، بعد أن كان 0.1% في مارس/آذار السابق له. هذا الارتفاع دفع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي إلى تثبيت أسعار الفائدة، وهو ما أزعج ترامب الذي طالب بتخفيضها، رغم أنها أداة فنية خالصة لا تخضع للمزاج السياسي. كما أظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية انخفاضًا في إنتاج الصناعات التحويلية بنسبة 0.4% في أبريل/نيسان، وهي أول مرة يسجل فيها القطاع هذا التراجع منذ 6 أشهر، بعدما سجل نموًا بنسبة 0.4% في مارس/آذار الماضي. وفي السياق ذاته، تحمّلت الشركات الأميركية أعباءً إضافية بفعل زيادة الرسوم، مما دفع بعضها إلى تقليص هوامش الربح، وأشارت تقارير محلية إلى انخفاض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.5%، وهي أعلى نسبة انخفاض خلال 5 سنوات، وسط تحذيرات من أن هذه الشركات قد تغادر السوق إذا استمرت في تسجيل خسائر. كما شهد قطاع الوظائف تباطؤًا واضحًا، حيث أضاف الاقتصاد الأميركي 62 ألف وظيفة فقط في أبريل/نيسان، وهو أدنى رقم منذ يوليو/تموز 2024، وأقل بكثير من توقعات الاقتصاديين البالغة 115 ألف وظيفة. قواعد غابت عن ترامب كثيرًا ما يُقال إن ترامب يتعامل مع السياسة كأنه يدير شركة خاصة، فيسعى للصفقات والانتصارات السريعة. لكن إدارة الدول تخضع لقواعد دقيقة، من بينها قاعدة "المعاملة بالمثل" في العلاقات الدولية، والتي تجاهلها ترامب مرارًا، كما تجاهل ضرورة إجراء دراسات واقعية قبل فرض مثل هذه السياسات، آخذًا بعين الاعتبار قدرة الاقتصاد المحلي على التكيف وردود الفعل الدولية. ما الذي سيحدث بعد "الهدنة"؟ تنتهي فترة "الهدنة" التجارية في نهاية يوليو/تموز 2025، ومعها سنكون أمام مفترق طرق: فإما أن يتم التوصل إلى اتفاقات مقبولة لجميع الأطراف، أو أن يعود ترامب لفرض زيادات جمركية من طرف واحد، وهو ما سيدفع الولايات المتحدة نحو عزلة اقتصادية، ويفتح الباب واسعًا أمام إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي على أسس متعددة الأقطاب.

تأهب في كييف بعد هجوم روسي مع بدء عملية تبادل الأسرى
تأهب في كييف بعد هجوم روسي مع بدء عملية تبادل الأسرى

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

تأهب في كييف بعد هجوم روسي مع بدء عملية تبادل الأسرى

أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو حالة التأهب في العاصمة، بعد هجوم روسي بمسيّرات وصواريخ في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، في الوقت الذي بدأت فيه المرحلة الأولى من عملية تبادل أسرى كبيرة بين البلدين. وكتب كليتشكو في منشور على تليغرام "انفجارات في العاصمة. تم تفعيل الدفاعات الجوية. المدينة والمنطقة تتعرض لهجوم مركّب يشنه العدو". وقال كليتشكو إن 8 أشخاص على الأقل أصيبوا في الهجوم الكبير، مضيفا أن اثنين من الجرحى نقلا إلى المستشفى بينما يتلقى الآخرون العلاج في مكان الحادث. وأطلقت القوات الجوية الأوكرانية تحذيرا من صواريخ باليستية متجهة نحو العاصمة. وأفاد رئيس الإدارة المدنية والعسكرية في العاصمة تيمور تكاتشينكو باندلاع حريقين في منطقة سفياتوتشينسكي وسقوط حطام صاروخي في منطقة أوبولونسكي وحطام طائرة مسيرة على مبنى سكني في منطقة سولوميانسكي. وقالت السلطات الأوكرانية إن صواريخ روسية قتلت شخصين وأصابت عدة أشخاص آخرين في مدينة أوديسا الساحلية الجمعة. من جهتها، قالت القوات المسلحة الروسية إن أوكرانيا استهدفتها بـ788 طائرة مسيرة وصاروخ منذ الثلاثاء، جرى إسقاط 776 منها. وأعلن الطرفان الجمعة عن تبادل 390 شخصا من كل جانب، في "المرحلة الأولى"، على أن تستمر العملية السبت والأحد. إعلان وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة إن بلاده ستكون مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط موسكو لإبرام اتفاق سلام طويل الأمد بمجرد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الجارية. وأضاف لافروف، في بيان نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، أن موسكو ملتزمة بالعمل على التوصل إلى تسوية سلمية للحرب مع كييف. وبدأ البلدان أمس أول مرحلة من عملية تبادل كبيرة للأسرى شملت 270 عسكريا و120 مدنيا أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق. واتفق الروس والأوكرانيون في 16 مايو/أيار على تبادل ألف أسير من كل جانب خلال محادثات في إسطنبول هي الأولى المباشرة بينهما منذ عام 2022، ولكن من دون التوصل إلى هدنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store