
هل ستخاطر إسرائيل باستبدال "نجمة داوود" بجينات براك اللبنانية؟
مرلين وهبة -
"ورثتُ من أبي اللبناني سلسلة جينية، وعشتُ تحت وطأة فكرة الحفاظ على هذه الجينات وتحسينها، وكيفية توريثها للأجيال المقبلة". بهذه الكلمات المؤثرة، افتتح توماس براك كلمته في مؤتمر الطاقة الإغترابية عام 2015، خلال زيارته الخاطفة إلى لبنان التي لم تدم أكثر من يوم. وقد اتّسمت كلمته حينها بالشفافية والعاطفة الجيّاشة، إذ وصف المشاعر التي انتابته عند هبوط طائرته في أرض الوطن، مستذكراً ذكريات والده المؤلمة خلال الهجرة من لبنان على متن باخرة في الحرب العالمية الأولى، وهو لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، هرباً من التجنيد الإجباري في جيش السلطنة العثمانية.
في حديث خاص لـ "الجمهورية" يومها، أكّد براك: "أنّ ما ينقص اللبنانيِّين المنتشرين في بلدان العالم من مختلف الطوائف، هو "العقد" أي "السلسلة" (La chaine). إنّ علينا أخذ الزمرّد والياقوت وصنع هذا "العقد" من الجينات اللبنانية، فنُبهر العالم بأعمال الخير والمحبة".
زيارة ثانية بعد عقد من الزمن... وظروف مغايرة
بعد مرور 10 سنوات على تلك الزيارة، يعود توماس براك إلى لبنان مجدّداً، لكن هذه المرّة بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض - وبراك صديق مقرّب ومن الحلقة الضيّقة المقرّبة من الرئيس الأميركي - تثير عودته في هذا التوقيت تساؤلات عدّة في أوساط الشخصيات اللبنانية السياسية والاقتصادية، التي تعرّفت إلى براك من قرب خلال مؤتمر عام 2015، خصوصاً حول ما إذا كانت جيناته اللبنانية، التي لطالما تفاخر بها، ستدفعه إلى دعم العهد اللبناني الجديد، خصوصاً في الشأن الديبلوماسي والملف اللبناني الخارجي الذي يُكلّف به موقّتاً.
لبناني أم إسرائيلي؟
في المقابل، يقارن البعض بين تعيين براك الموقّت وتكليف مورغان أورتاغوس، فيُلفتون إلى أنّ براك تفاخر بجيناته اللبنانية، بينما أورتاغوس أظهرت بفخر نجمة داوود معلّقة على صدرها. وهذا ما يدفع إلى التساؤل: هل ستقبل إسرائيل بأن يكون المفاوض في ملف حساس كـ "تسليم السلاح" من أصول لبنانية؟ هل يمكن أن يَميل إلى جذوره بفعل جيناته أكثر من نشأته الأميركية؟ خصوصاً أنّ الموفد الأميركي السابق، آموس هوكشتاين، كان أيضاً من أصول إسرائيلية!
برأي هؤلاء، فإنّ إسرائيل لن تقبل بأي مساومة على هوية الوسيط، ولن تغامر في اختيار شخصية لا تضمَن ولاءها الكامل. لذلك، يُرجّح المطّلعون أن يبقى تكليف براك موقّتاً، بانتظار تعيين شخصية أميركية تعتبرها إسرائيل أكثر "أماناً" وضماناً.
مَن هو توماس براك
• هو مغترب لبناني درس المحاماة في الولايات المتحدة الأميركية.
• عمل مستشاراً لعدد من الأمراء في المملكة العربية السعودية، حيث تعلّم اللغة العربية.
• شغل منصب نائب وكيل وزارة الداخلية الأميركية.
• أسّس عام 1990 شركة "كولوني كابيتال" للاستثمارات، وحقق نجاحاً لافتاً في مجال الاستثمار العقاري، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.
• صُنّف في العام 2011 في المرتبة 833 عالمياً و373 أميركياً بين أغنى الشخصيات في العالم.
• يُدير أصولاً مالية تتجاوز 60 مليار دولار.
• يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "كولوني كابيتال" ومقرّها لوس أنجليس، بالإضافة إلى رئاسة شركة "ميرامكس" العالمية للإنتاج السينمائي.
مفاجأته في جامعة كاليفورنيا
في عام 2014، فاجأ براك الحضور في محاضرة له بجامعة كاليفورنيا تحت عنوان "أسرار نجاحي"، حين تحدّث بإسهاب عن حُبّه للبنان وشغفه بجذوره. واعتبر أنّ أحد أبرز أسباب نجاحه يعود إلى "جيناته اللبنانية"، التي - بحسب تعبيره - تمنحه، كما تمنح كل مَن يتحدّر من أصل لبناني، خصال المبادرة، الجرأة، الكرم، العطاء، والمحبة.
وختم بدعوة كل المغتربين اللبنانيِّين إلى الفخر بأصولهم وإطلاق العنان لطاقاتهم الوراثية المتجذّرة في هويّتهم، لتحقيق التألّق والنجاح في مساراتهم حول العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 31 دقائق
- ليبانون ديبايت
بين الدم والمليارات... من يرفع الراية البيضاء أولًا؟
وسط "الحرب النفسية" المتواصلة بين إسرائيل وإيران، تترافق المواجهات العسكرية، المستمرة منذ 13 حزيران، مع تصاعد في التهديدات والتكاليف الباهظة التي يتحملها الطرفان. وبينما تؤكد طهران أن تجهيزاتها العسكرية كافية لسنوات طويلة، يشير الجيش الإسرائيلي إلى استعداده لمواجهة قد تستمر طويلاً. كشفت تقارير إسرائيلية عن الأعباء المالية الهائلة للحرب، حيث يتكلف تشغيل منظومة "القبة الحديدية" حوالي 700 ألف دولار لكل عملية اعتراض مزدوجة. أما منظومة "أرو 3" التي تستهدف الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، فتصل تكلفة الاعتراض الواحد إلى 4 ملايين دولار، في حين تقدر تكلفة الاعتراض بمنظومة "أرو 2" بـ 3 ملايين دولار. تتزايد التكاليف مع العمليات الجوية المكثفة، حيث تبلغ تكلفة تشغيل طائرة مقاتلة من طراز إف-35 حوالي 10,000 دولار أميركي لكل ساعة طيران، فضلًا عن نفقات الذخيرة والوقود. وتشمل هذه الذخائر قنابل مثل JDAMs وMK84s، والتي تزيد من الأعباء المادية للعمليات العسكرية. على الأرض، ألحقت الهجمات الإسرائيلية أضرارًا كبيرة في إيران، حيث بلغت تكلفة الأضرار في المواقع العسكرية والنووية ملايين الدولارات، بينما وصلت كلفة الأضرار في إسرائيل، خصوصًا في تل أبيب، وحيفا، وبئر السبع، إلى 400 مليون دولار حتى الآن. من جهة أخرى، تكبدت إيران خسائر بشرية كبيرة، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن مقتل 600 شخص وإصابة 2800، بينهم عدد كبير من كبار القادة العسكريين. ومن أبرز القتلى رئيس الأركان محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إلى جانب قائد مقر "خاتم الأنبياء" علي شادماني. على الجانب الإسرائيلي، أكد مصدر أمني أن إسرائيل نفذت سلسلة اغتيالات استهدفت 30 قائداً عسكرياً إيرانياً رفيعاً وأكثر من 10 علماء نوويين، في إطار استراتيجيتها لتقليص قدرات طهران العسكرية والعلمية. اقتصاديًا، أوضح خبراء إسرائيليون أن تكلفة الحرب اليومية مع إيران تتجاوز الصراعات السابقة مع غزة أو حزب الله. وبحسب كارنيت فلوغ، المحافظة السابقة لمصرف إسرائيل المركزي، فإن الاقتصاد الإسرائيلي قادر على تحمل نزاع قصير الأمد لا يتجاوز أسبوعًا، بينما قد تصل تكلفة حرب طويلة لشهر واحد إلى 12 مليار دولار. في إيران، الأضرار المادية والبشرية الكبرى تضيف عبئًا هائلًا على الاقتصاد، خصوصًا مع تكاليف إطلاق الصواريخ الباليستية والمسيرات، والتي بلغت 450 صاروخًا و200 مسيرة حتى الآن. وتقدر تكلفة الصاروخ الواحد بمليون دولار على الأقل، ما يضاعف الضغط على الميزانية الإيرانية.


ليبانون ديبايت
منذ 33 دقائق
- ليبانون ديبايت
حزب الله يريد الـ200 مليون دولار
عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة أمس لمناقشة مشروع قرض جديد من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار، قيل إنه مخصّص لدعم القطاع الزراعي ويطال نحو 80 ألف مزارع في لبنان. لكن خلف هذا العنوان البرّاق، دار نقاش محتدم كشف الكثير من التناقضات والمناورات. المفاجأة الكبرى كانت في تبدّل موقف حزب الله، الذي لطالما رفض القروض الدولية وهاجم بشراسة أي انفتاح على صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، بحجّة الحفاظ على السيادة ورفض الإملاءات. لكن في هذا المشروع بالتحديد، تبدّلت اللهجة، وسقطت الاعتراضات، وصار القرض "مقبولًا" و"مفيدًا" و"ضروريًا". الأمر لم يتوقف عند تبدّل الموقف، بل امتد إلى محاولة تمرير المشروع بسرعة لافتة، من خلال طلب مفاجئ لإقفال النقاش من أحد النواب التابعين للحزب والتصويت عليه من دون أي نقاش معمّق أو مساءلة حول الآليات والمعايير. وكأن المجلس النيابي لم يعد ساحة نقاش ديمقراطي، بل مجرد أداة لتثبيت القرارات المُتّخذة سلفًا في مكان آخر. اللافت أيضًا أن المشروع غابت عنه الشفافية، فلا تفاصيل واضحة عن كيفية التنفيذ، ولا معايير دقيقة لاختيار المستفيدين، ولا ضمانات لعدم تسييس التوزيع أو تكرار نماذج الهدر السابقة. في المحصّلة، هذا القرض لا يبدو أنه جاء لدعم المزارعين بقدر ما هو محاولة لتوسيع النفوذ السياسي عبر تمويل خارجي.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
ارتفاع الدولار عالميا يضغط على سعر أونصة الذهب لتخسر 0.6%
انخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة في طريقها إلى تسجيل انخفاض أسبوعي، حيث نتج عن ارتفاع الدولار بشكل عام وتقلص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية زيادة في الاقبال على المخاطرة ليعوض تأثير المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 3340 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3369 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3349 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون. الذهب في طريقه إلى تسجيل انخفاض هذا الأسبوع بنسبة 2.4% حيث يحاول السعر الآن كسر منطقة المستوى 3350 دولار للأونصة وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من زخم الهبوط خلال الأيام القادمة في حال أغلق الذهب تداولات الأسبوع تحت هذا المستوى. وأشار تحليل جولد بيليون إلي أن في الشرق الأوسط حالياً متقلب وهو ما يدفع المتداولين إلى تجنب اتخاذ مراكز شراء وبيع قوية على الذهب سواءً على المدى الطويل أو القصير. تأتي خسائر الذهب اليوم بعد أن تزايد الإقبال على المخاطرة في الأسواق بعد أن أعلن البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقرر خلال الأسبوعين المقبلين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الحرب الجوية بين إيران والكيان الصهيوني، مما يزيد الضغط على طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقد ساعدت هذه الخطوة على تقليص بعض مخاوف السوق من هجوم أمريكي وشيك على إيران، خاصة بعد أن أشارت مجموعة من التقارير إلى ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما يؤدي تحفيز بعض شهية المخاطرة حتى مع استمرار الهجوم المتبادل بين الكيان الصهيوني وإيران ليمتد الصراع بينهما إلى يومه الثامن. من جهة أخرى جدد الرئيس الأمريكي ترامب دعواته للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، قائلاً إنها يجب أن تكون أقل بمقدار 2.5 نقطة مئوية. وكان قد أبقى البنك الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه يوم الأربعاء الماضي، ليبقي أعضاء البنك على توقعاتهم لخفضين بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام. وقد أشار بنك ANZ في مذكرة أن التطورات الاقتصادية الكلية وخاصةً استقرار العوائد وتجدد قوة الدولار الأمريكي لم تدعم سعر الذهب. فقد أثر ارتفاع توقعات التضخم من قبل أعضاء الفيدرالي وموقف البنك الحذر بشأن تأثير التعريفات الجمركية على النشاط الاقتصادي على توقعات السوق بشأن عدد تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام. أيضاً من المتوقع أن يسجل الدولار الأمريكي أكبر ارتفاع أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة. ويؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة الذهب على حاملي العملات الأخرى ليدفعه إلى التراجع في ظل العلاقة العكسية بينهما. وبالنسبة للطلب على الذهب المادي فقد أعلن مجلس الذهب العالمي هذا الأسبوع عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الرابع على التوالي، لتسجل التدفقات خلال الأسبوع المنتهي في 13 يونيو ارتفاع بمقدار 21.7 طن ذهب وهو أعلى مستوى منذ 6 أسابيع. أسعار الذهب محلياً من جديد يستمر سعر الذهب المحلي في التداول العرضي مما يدل على ضعف الزخم الحالي في السوق، ليخالف بذلك التراجع الذي يشهده سعر الذهب العالمي حتى وإن كان تدريجي، يأتي هذا في ظل الدعم الذي يحصل عليه الذهب المحلي من ارتفاع سعر الصرف. افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 4780 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4785 جنيه للجرام، وذلك بعد أن تراجع يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 4790 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 4800 جنيه للجرام. لا يزال يحاول الذهب المحلي كسر المستوى 4800 جنيه للجرام بعد أن ظل يتداول حول هذا المستوى منذ أكثر من جلستين، لتسيطر التحركات العرضية على الذهب ويأتي التراجع بشكل محدود وتدريجي. يأتي هذا التحرك الضعيف في الذهب المحلي بالرغم من انخفاض سعر أونصة الذهب العالمي، ويرجع هذا الانفصال المؤقت بين حركة السعرين إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، الأمر الذي يضغط بشكل سلبي على الجنيه وبالتالي يدعم تسعير الذهب المحلي. توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية تراجع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة ليسجل أدنى مستوى في أسبوع في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي وذلك في ظل تزايد الطلب على المخاطرة وارتفاع الدولار الأمريكي بسبب الوضع المتقلب في الشرق الأوسط. يشهد سعر الذهب المحلي تذبذب وتحركات عرضية وذلك على الرغم من انخفاض سعر الذهب العالمي، وقد أظهر الذهب المحلي تماسك وعدم استسلام للتراجع الكبير بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه الذي يحد من خسائر الذهب. تحاول أسعار الذهب العالمي كسر المستوى 3350 دولار للأونصة حالياُ وفي حال نجح في هذا وأغلق تداولات الأسبوع تحت هذا المستوى سيزيد من الضغط السلبي على الأسعار على المدى القصير ليتراجع إلى منطقة 3330 دولار للأونصة. أما عن السعر المحلي: يحاول سعر الذهب المحلي عيار 21 أن يكسر المستوى 4800 جنيه للجرام حيث ظل يتداول حول هذا المستوى منذ يومين ليسيطر الاتجاه العرضي بسبب ضعف الزخم الحالي في السوق، وقد يستمر هذا التحرك العرضي لفترة أطول في انتظار حافز جديد للسعر.