logo
‫ سدرة للطب: التغذية الدقيقة تغير نظرتنا لمفهوم الصحة والرفاه

‫ سدرة للطب: التغذية الدقيقة تغير نظرتنا لمفهوم الصحة والرفاه

العرب القطريةمنذ 6 أيام
الدوحة - العرب
أكدت الدكتورة أناليزا تيرانغرا، الباحث الرئيسي ورئيس مختبر التغذية الدقيقة في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، أن كثيرًا ما نسمع عن حميات غذائية تعد بنتائج سحرية وأطعمة لها فوائد خارقة، وقد يبدو للوهلة الأولى أنها فعلًا كذلك. ولكن، من منظور علمي، هذه الحلول العامة لا تفي بالغرض؛ فالتنوع الحيوي بين الأفراد يستدعي حلولًا مخصصة، لافتة إلى أن من هذا المنطلق، تبرز أهمية التغذية الدقيقة، وهو مجال علمي ناشئ يضع التوصيات الغذائية بناء على خصوصية كل فرد لتحقيق أفضل النتائج الصحية.
وقالت د. أناليزا تيرانغرا: تصور جسمك كسيارة. فكل سيارة تعمل بشكل مختلف وفقًا لنوعها وطرازها ونوع الوقود الذي يلائمها، والتغذية الدقيقة هي بمثابة إيجاد الوقود الأمثل لجسمك، وليس أي وقود، بل الوقود الذي يجعل محرك جسمك يعمل بسلاسة وكفاءة. إذ تعتمد التغذية الدقيقة على تحليل العوامل الوراثية، ونمط الحياة، والحالة الصحية لكل فرد، لوضع خطة غذائية مخصصة تساعده على الشعور بأفضل حال، وتحسين أدائه، ووقايته من المشاكل الصحية مستقبلًا.
وأوضحت الدكتورة تيرانغرا أن التغذية الدقيقة هي عنصر أساسي في مجال الرعاية الصحية الدقيقة، الذي يسعى إلى تحسين صحة الأفراد، والوقاية من الأمراض المزمنة، وإدارة الحالات المرضية القائمة، وذلك من خلال تقديم نصائح غذائية تتناسب مع التركيبة الجينية الفريدة لكل شخص، ونمط حياته، وبيئته. وأضافت الدكتورة تيرانغرا: «من خلال دراسة تأثير العوامل المختلفة على طريقة معالجة أجسامنا للطعام، مثل العوامل الوراثية، والميكروبيوم المعوي، ونمط الحياة، يسعى علم التغذية الدقيقة إلى توفير إستراتيجيات غذائية فعالة ومبنية على أسس علمية لكل فرد».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقنية قطرية لتشخيص التوحد في 4 دقائق عبر تتبع حركة العين
تقنية قطرية لتشخيص التوحد في 4 دقائق عبر تتبع حركة العين

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

تقنية قطرية لتشخيص التوحد في 4 دقائق عبر تتبع حركة العين

في إنجاز علمي يعكس تسارع وتيرة التطور البحثي في قطر، نجح معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة -عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- في تطوير تقنية طبية جديدة وفريدة من نوعها، تعتمد على تتبّع حركة العين لتشخيص اضطراب طيف التوحد خلال أقل من 4 دقائق. وتعتمد فكرة التقنية الجديدة على ملاحظة خلل في حركة العين لدى المصابين باضطراب طيف التوحد ، وهو خلل لا يختص بالعين ذاتها أو بالنظر، ولكنه خلل في خلايا الدماغ المسؤولة عن التواصل البصري، إذ يعاني ذوو التوحد من ضعف التواصل البصري أو غيابه أثناء الحديث، فلا يركّزون بنظرهم على وجه المتحدث وهي سمة تُعد من العلامات المميزة لهذا الاضطراب. وما يميز الجهاز الجديد هو أنه لا يعتمد على خبرة الشخص القائم بالفحص، بعكس الأساليب التقليدية التي تعتمد على أدوات وتشخيصات شخصية تستند إلى الخبرة والتحليل الذاتي. وبالتالي، فإن الجهاز يوفر تشخيصًا دقيقًا ثابتًا، ولا يتغير من فحص إلى آخر، وذلك وفقا لتصريحات الباحث الرئيسي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي للجزيرة نت الدكتور فؤاد الشعبان الذي قاد فريق البحث الخاص بهذه التقنية. ويقول الشعبان إن التقنية الجديدة هي نتاج عمل بحثي مشترك مع مستشفى كليفلاند كلينيك بالولايات المتحدة الأميركية، استغرق في البداية نحو 5 سنوات حتى تم التوصل إلى نسخة تقنية يمكنها تشخيص التوحد في غضون ما بين 10-15 دقيقة، ولكن الفريق البحثي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي استمر في العمل 3 سنوات ليكتمل العمل البحثي بعد 8 سنوات، حتى تم التوصل إلى نسخة جديدة من الجهاز يمكنها إجراء التشخيص في غضون 4 دقائق فقط وهي مدة كافية لإجراء التشخيص من دون أن يشعر الطفل أو المريض بالإرهاق أو التشتت. رصد حركة العين ويوضح الشعبان في حديثه للجزيرة نت آلية عمل الجهاز الجديد، مشيرا إلى أنها تعتمد في المقام الأول على رصد الخلل في حركة العين وهو خلل يتعلق بخلايا الدماغ المسؤولة عن التواصل البصري إذ إن أكثر من 95% من ذوي التوحد يعانون من هذا الخلل، وبناءً على هذه الأمر يعمل جهاز تتبع حركة العين وفقًا لهذا الأساس العلمي. وخلال الفحص يجلس الشخص أمام شاشة كمبيوتر مزودة بجهاز خاص وكاميرا معينة لمدة 4 دقائق، يتم خلالها تحديد حركة العين ورصدها وتسجيل جميع الإشارات التي تساعد على التشخيص والذي تصل دقته إلى أكثر من 95% وهي نسبة عالية. ووجد الباحثون في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي أن فترة 15 دقيقة طويلة ولا يمكن لأي طفل أو شخص عادي التركيز والانتباه خلالها على الجهاز، ولذا تم العمل على تطوير التقنية للوصول إلى الفترة الزمنية الحالية وهي 4 دقائق فقط. الفئات العمرية استعرض الشعبان الفئات العمرية التي يصلح معها هذا الجهاز قائلا إنه يستهدف جميع الفئات من عمر 5-6 أشهر فما فوق، ويمكنه في الحالات الشديدة للأطفال تشخيص الحالات في عمر 4 أشهر، كما يمكن استخدامه للأعمار الكبيرة من دون سقف محدد، موضحا أنه تم بالفعل فحص أكثر من 550 شخصا من الأعمار الكبيرة وأثبت الجهاز فاعليته في تشخيص حالات ذوي التوحد. ويعد اضطراب طيف التوحد اضطرابا مزمنا ولا شفاء منه ولكن يمكن إدارته والتعامل معه بصورة مناسبة طبيا تسهم في تحسين جودة حياة ذوي التوحد وتسهل دمجه بالمجتمع، وتبلغ نسبة انتشار طيف التوحد في قطر ١.١٤% أي واحد لكل ٨٧ طفلا، حسب الشعبان. مرحلة التوثيق مرت التقنية بمراحل علمية دقيقة وطويلة الأمد، كما تُعد ثمرة جهود بحثية امتدت أكثر من 8 سنوات بالتعاون مع واحدة من أعرق المؤسسات الطبية في العالم، بهدف تطوير أداة دقيقة وسريعة لتشخيص اضطراب طيف التوحد. وفي ما يتعلق بالتجارب السريرية والدراسات العلمية، قال الشعبان إنه تم إجراء بحوث مكثفة مع مؤسسة "كليفلاند كلينيك" الأميركية، وأسهمت في تطوير التقنية وتم خلالها إجراء دراسات متعددة وموثقة، نُشرت في مجلات علمية عالمية مرموقة. كما تم توثيق دقة الجهاز وكفاءته بشكل علمي، وأثبتت النتائج فاعلية هذه التقنية في تشخيص اضطراب طيف التوحد، خاصة النسخة المختصرة من الأداة التي تعتمد على تتبّع حركة العين وتستغرق 4 دقائق فقط، والتي استغرقت 3 سنوات وخضعت أيضًا لدراسات علمية مكثفة وهذه الدراسات موثقة، وهي الآن في مراحل النشر والتوثيق الأكاديمي. جاهزة للتسويق يقول الشعبان إن التقنية الجديدة أصبحت جاهزة للتسويق التجاري، ويجري حاليا اتخاذ الخطوات اللازمة لتأسيس شركة متخصصة تتولى هذه المهمة، ومن المتوقع أن يكون الجهاز متاحًا للاستخدام الفعلي خلال الأشهر القليلة القادمة، سواء داخل دولة قطر أو في منطقة الشرق الأوسط، بل على الصعيد العالمي. وتتمثل إحدى أبرز مزايا هذه التقنية في انخفاض تكلفتها حيث لا يتجاوز سعرها 14 ألف دولار أميركي، وهو ما يُعد رقما مناسبا جدا بالنظر إلى كلفة التجهيزات الطبية المتخصصة الأخرى، خاصة تلك التي تدخل في مجال تشخيص الاضطرابات العصبية والنمائية، وهذا العامل يجعل من التقنية الجديدة خيارًا عمليا للدول والمؤسسات الصحية التي تسعى إلى تعزيز قدرتها على التشخيص المبكر لاضطرابات طيف التوحد. ويري الشعبان أن الطرق التقليدية المستخدمة حاليا في تشخيص اضطراب طيف التوحد تعاني من عدد من التحديات، أبرزها طول فترة الانتظار للحصول على موعد مع مختصين مؤهلين لإجراء التقييم التشخيصي وهم في الأساس أعدادهم محدودة، وهي مشكلة لا تقتصر على قطر فحسب بل تعاني منها معظم دول العالم. فترات الانتظار وفي بعض الحالات، قد تراوح فترة الانتظار بين 6 أشهر إلى عامين كاملين، وذلك يؤخر كثيرا التدخل المبكر اللازمة لعلاج وتطوير الأطفال المصابين. وانطلاقًا من هذه المعطيات، يرى الشعبان أن إدخال التقنية الجديدة في منظومة الرعاية الصحية من شأنه أن يحدث تحولًا جوهريا في هذا المجال، لا سيما في ما يتعلق بتحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، عبر توفير تدخلات علاجية مبكرة تتناسب مع احتياجات كل حالة. وغالبا ما يؤدي التأخر في التشخيص إلى نتائج سلبية على الطفل المصاب، حيث يُحرم من فرص ثمينة للتدخل المبكر، وهو العامل الذي تؤكده جميع الأدبيات العلمية كأحد أهم المحددات في تحسين مسار النمو والتكيف الاجتماعي والسلوكي لدى الأفراد المصابين بطيف التوحد. وبشأن هذا الأمر، يؤكد الشعبان أن التشخيص المبكر يشكل المرحلة الأولى ضمن سلسلة من الخطوات العلاجية والتأهيلية اللاحقة، والتي قد تشمل برامج التدخل السلوكي، والتدريب التعليمي المبكر، وأحيانًا التدخل الدوائي أو العلاج المتعدد التخصصات وأنه كلما تم تشخيص الحالة في وقت مبكر زادت فاعلية هذه التدخلات وارتفعت احتمالات اندماج الطفل في المجتمع وتحقيقه لتطورات وظيفية ملموسة.

طبيب عيون عائد من غزة: أهلها يحبون الحياة إذا ما استطاعوا إليها سبيلا
طبيب عيون عائد من غزة: أهلها يحبون الحياة إذا ما استطاعوا إليها سبيلا

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

طبيب عيون عائد من غزة: أهلها يحبون الحياة إذا ما استطاعوا إليها سبيلا

قال الدكتور ضياء أحمد رشدان، استشاري أول في طب العيون وجراحتها، ورئيس قسم العيون بمستشفى سدرة للطب في قطر، والذي كان في غزة، إن أهلها طيبون رغم الألم، وصبورين رغم الصعوبات، ويتمثل فيهم قول الشاعر محمود درويش "ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا". تصرحات الدكتور رشدان كنت في حوار خاص لعيادة الجزيرة، بعد ان عاد من رحلته إلى غزة. بداية حدثنا عن ترتيبات المهمة، متى غادرتم الدوحة، وحتى متى استمرت زيارتكم لغزة؟ المهمة هي رقم 32 من المهمات اللي تنظمها مؤسسة رحمة حول العالم. بدأ الترتيب لها من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني، العام الماضي. وبدأت المهمة بتاريخ 17 أبريل/ نيسان. كان السفر عن طريق عمان. وصلنا إلى عمان قبل بيوم، وكان يوم طويل. وذلك بسبب الانتظار حتى الحصول تصريح لدخول غزة. ووصلت الموافقة في وقت متأخر من الليل قبل ساعات محدودة من وقت السفر. التصاريح للأسف لم تصل لجميع المشاركين. الطاقم الذي كان موجودا في عمان كان عددهم 22. وصلت التصاريح لـ 9 فقط، خمسة من أندونيسيا وكنت أنا من ضمن 4 أطباء من قطر. الرحلة بدأت صباح يوم الخميس الساعة السادسة ونصف صباحا. واستمرت لمدة 13 ساعة وصولا لأول نقطة إقامة في غزة. طبعا 13 ساعة هي مدة طويلة جدا نسبة للمسافة المقطوعة. ولكن كانت على مراحل وانتقلنا فيها من حافلة إلى حافلة إلى حافلة مجموعة أربع حافلات. وصلنا بالنتيجة إلى غزة بعد غروب الشمس بفضل الله. الفريق انقسم إلى قسمين، الجزء الاكبر منها ذهب الى مجمع ناصر الطبي. أنا كنت من الفريق الذي ذهب الى المستشفى الاوروبي في خان يونس. كنت انا وزميل باختصاص جراحة الصدر في المستشفى. منذ البداية بدأنا بجولة في المستشفى تعرفنا عليها وتعرفنا على افراد الطاقم الطبية الموجودين في ذلك الوقت. كل حسب اختصاصه، وبدأنا مباشرة بعد ذلك بعمل الاستشارات الطبية للمرضى الموجودين في اختصاصاتنا. الحالات المتعلقة بصحة العين يمكن أن نقسمها لنوعين. النوع الأول الذي يتعلق بالحرب بشكل مباشر وهي بشكل أساسي إما جروح العين وجروح الوجه والشظايا داخل العين وحول العين. النوع الثاني هي الرضوض والإصابات المغلقة. وأعني بذلك الإصابات للعين غير الشاملة لجرح. ولكن هذه لا تقل أبداً أهمية عن الإصابات التي تضمن جرح أو حتى شظايا داخل العين. من هذه الإصابات، الإصابات بالنزف بأقسام مختلفة من العين، القسم الأمامي أو ضمن الشبكية، وقد شاهدت حالات متكررة، ثلاث حالات ملفتة للنظر، جميعها فيها نزف من طبيعة واحدة بمكان واحد في الشبكية. وجود هذه الحالات كلها بنفس المكان، بنفس الظروف، يعني أنها تعود إلى نفس المسبب. وهي حالات لم أشاهد مثلها في حياتي في مسيرة المهنية أبدا. وهو ما يستدعي مني القراءة والبحث والدراسة عن آلية التي تطورت بهذه الحالات. لأنه بمسيرة المهنية كلها وبكل حالات الرضوض التي شاهدتها لم أشاهد مثل هذه الحالات من قبل على الإطلاق. بالمقابل، خلال زيارة قصيرة جدا إلى غزة شاهدت ثلاث حالات منها. الحالات المتعلقة بإصابات العين أو بمشاكل العين التي عالجتها هي الحالات المزمنة التي تأخر علاجها وخصوصا حالات الساد أو الماء الأبيض وهو ببساطة كثافة العدسة في العين التي يؤدي إعتامها إلى نقص الرؤية سواء كانت بسبب الرضوض على العين أو الساد أو الماء الأبيض الخلقي، بطبيعة الحال يحتاج إلى علاج سريع جدا بدون تأخير للأطفال لكي تتطور الرؤية وتأخير ذلك يؤدي لمشاكل كبيرة. الحالات السادة المرتبطة بالعمر أيضا التأخير في علاج هذه الحالات إجراء العمل الجراحي لها يؤدي إلى صعوبة وخطورة العمل الجراحي من ناحية قساوة وعتامة أكثر للبلورة وبالتالي احتمال الاختلاطات أو المشاكل ضمن العمل الجراحي أن تكون أكبر. بفضل أجريت 86 عملية عينية ومختلفة الأنواع تقريباً 36 استشارة وفحوصات سواء للمرضى في العيادات أو استشارات في أجنحة المرضى. طبيعة مشاهدتنا كانت تعتمد على طلب استشارة عينية سواء لمرضى في الإسعاف، أو مرضى في العناية، أو مرضى في العمليات، وهي بالنتيجة حالات مرتبطة بشكل مباشر بالحرب. أنا أتحدث عن حالات تعرضت لرضوض وجروح متعددة، حالات حرجة جدا، حالات تتطلب أكثر من فريق طبي يتعامل معها مثل فريق الجراحة العصبية، فريق الجراحة الصدرية، فريق الجراحة العامة والهضمية، وفريق جراحة العظام. والتعامل مع هذه الحالات الحريجة جدا يكون حسب الأولوية الترتيب والأهمية والخطورة، الأخطر فالأقل خطورة وبالتالي تعرضت لمثل هذه الحالات أو طلب من مني المساعدة في عمل استشارة عينية لمثل هذه الحالات فبالتالي كانت تعرضت إليها خارج إطار العيادة العينية أو خارج إطار غرفة عمليات العيون. بتقديركم، كم يحتاج القطاع الصحي في غزة من جهد ووقت حتى يعود كما كان قبل بلد الحرب؟ إعلان إذا أخذنا بعين الاعتبار أن القطاع الصحي على شفا الهاوية، نحن نتكلم عن قطاع صحي قريب من نقطة الصفر. فبالتالي القطاع الصحي يحتاج إلى إعادة بناء وليس فقط ترميم. نحن نتكلم عن المشافي التي تم استهدافها منذ بداية الحرب. الطواقم الطبية التي تم استهدافها، نحن نتكلم عن طواقم طبية في المستشفيات أو في أماكن النزوح. البنية التحتية للمشافي بحاجة إلى إعادة بناء. الأجهزة بحاجة إلى استبدال. ليس فقط إصلاح صراحة، لأن الأجهزة تم إنهاكها بشكل كبير جدا. سيارات الإسعاف التي دمرت بحاجة إلى استبدال، نظم الأرشفة، نظم التعقيم في المستشفيات أيضا بحاجة إلى صيانة، إلى إعادة بناء صراحة. الكوادر الطبية هم السكان الغزة، هم يعانون أيضا، وتم استهدافهم أيضا، الكوادر الطبية منهكة بشكل كبير. الاطباء تحت التدريب فقدوا فرصة كبيرة للتدريب خلال السنة ونصف الماضية فهم بحاجة إلى تسريع التدريب ودعم التدريب. الفريق الطبي رائع جدا سواء كانوا أطباء متدربين أو أطباء مختصين أو استشاريين، ويعملون بجد وبلا ملل وبلا كلل، ولكن بالنتيجة هم بشر منهم من يسكن في الخيام، منهم من لا يستطيع أن يأتي إلى المستشفى لصعوبة وغلاء المواصلات، القطاع الصحي بحاجة إلى الجهد هائل جدا وذلك ليس غريب وليس صعب على أهل غزة ومع بذل وعطاء كبير من الخيرين في العالم للمساعدة في ذلك. كيف وجدتم الناس في غزة؟ صراحة الناس منهكون، الناس متعبون، الناس جميعا يعانون، لكل شخص تحدثت معه هنا قصص وقصص من الألم والفقد والنزوح، ولكن مقابل كل هذا هناك همم تفوق السحاب، هناك إصرار كبير جدا، هناك صبر مدهش بشكل لا يصدق، هناك إصرار كبير جدا. قد يكون الشاعر محمود درويش نظر إليهم منذ زمن عندما قال ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا. وكثيرا ما سمعتها، يقولون نحن نحب الحياة. وهذا الشيء رأيته بأهل غزة. وهذا الشيء يدعو للتفاؤل، ويدعو للأمل أن هذا الشعب الصابر إن شاء الله سينهض كما ينهض طائر الفينيق، وهو شعار بلدية غزة بالمناسبة. والأسطورة تقول أن طائر الفنيق نهض من الرماد، أنا لا أؤمن بالأساطير، ولكن ما نراه في غزة أشبه بالأساطير. دكتور، نريد أن تحدثنا عن موقف إنساني أثر بكم اسمح لي أن أعرض موقفين وليس موقف واحد. الموقف الأول وهو موقف إنساني جميل. خلال الساعة الأولى من وجودنا في غزة، بعد أن قطعنا مسافة ضمن القطاع، الحافلة توقفت بانتظار التنسيق لإعطاء الأمان لإكمال الطريق. الانتظار كان لمدة ساعة ونصف. طبعا، ساعة ونصف نشاهد الدمار، نشاهد الركاب، نشاهد السيارات القديمة، نشاهد السيارات بعدد ركاب هائل جدا. الموقف الإنساني هو الأطفال الذين يلعبون بالطائرات الورقية من صنع أيديهم. ليس طفل أو اثنين، الكثير. بين ركام منازلهم في الشوارع الصعبة التضاريس مصرون على الحياة، يستمتعون، فهذا هو الموقف الأول. الموقف الثاني هو موقف صعب، بعد أحد الليالي الصعبة من القصف القريب. بدأت سيارات الإسعاف في التوافد إلى المستشفى. المؤلم كان عندما تصل سيارة الإسعاف إلى المستشفى، تتوقف عند بوابة المستشفى فتنزل مصاب أو أكثر ومن ثم تتابع طريقها بالالتفاف والعودة باتجاه ثلاجات الموتى. وهذا مشهد تكرر أكثر من مرة وهذا مشهد صعب جدا وموقف صعب جدا بغض النظر عن الأرقام التي تسجل للشهداء والمفقودين والمصابين، ولكن كل واحد من هذين الشهداء له اسم، له أهل،إله أصدقاء، له جيران، له قصة، له حياة فالشهداء ليسوا أرقام، يتوافد الأهل ويذهب جزء باتجاه داخل المستشفى، ويذهب جزء وراء سيارة الإسعاف باتجاه ثلاجات الشهداء، مشهد صعب جدا. إعلان بداية والداي متوفين رحمهما الله، ولكن لم يكن لدي شك ولو للحظة انهم سيدعمانني لو كانا أحياء، اخوتي خبرتهم قبل شهرين تقريبا بنية الذهاب للمهمة، وكان في تشجيع رغم من انه كان في دهشة وخوف طبيعي بسبب خطورة المهمة. زوجتي أخبرتها منذ البداية، لأن زوجتي ستكون المسؤولة في غيابي عن المنزل وهذه المرة تختلف عن المرات السابقة جميعها. أولادي عرفوا بالصدفة بعد إفطار رمضاني تم خلاله الإعلان عن المهمة القادمة وأن أطباء من قطر سوف يكونون ضمن هذه المهمة فإبني الأوسط أومأ لي بعينه فأومأت له برأسي بعد الإفطار أخبرته وتأكد أن ما كان يعنيه هو أنني يجب أن أشارك، فقلت له بفضل الله أنا من ضمن المشاركين إن شاء الله إذا يسر الله ذلك. اخبرت ابني الاكبر ايضا، اما بنتي الصغيرة فأخبرناها بشكل متأخر بعد انتهاء المهمة، وفي ذلك الوقت تنفس جميع الصعداء بان المهمة انتهت بخير وسلام وانني سأعود في اليوم التالي ان شاء الله الى قطر. ما رأيناه في غزة أسوأ وأصعب بكثير مما نراه أو مما رأيناه من قبل على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن أهل غزة هم ناس طيبون رغم الألم، هم أهل صبورون رغم الصعوبات، هم كرماء رغم المصاعب التي يعيشونها، مثال رائع جدا عن كرم أهل غزة هو الهدايا اللي أرسلوها معي لبنتي الصغيرة، على الرغم من الصعوبات كانوا مهتمين بهذه التفاصيل الدقيقة وكانوا دائمي الاعتذار انهم لم يكرموننا كما يليق بكرم اهل غزة. ولم ينسوا شراء الكعك بالتمر مع القهوة على الرغم من إنه مرتفع الثمن وصعب توفره، كمحاولة اكرام غالية علي جدا، التقدير كان رائع جدا وكبير جدا من اهل غزة، وهو ما يحفزني ويدعوني لتشجيع زملائي على الذهاب الى غزة ان شاء الله، واتمنى ان تكون العودة بظروف افضل ومع توقف الحرب وبأمن وأمان لأهل غزة.

‫ سدرة للطب: التغذية الدقيقة تغير نظرتنا لمفهوم الصحة والرفاه
‫ سدرة للطب: التغذية الدقيقة تغير نظرتنا لمفهوم الصحة والرفاه

العرب القطرية

timeمنذ 6 أيام

  • العرب القطرية

‫ سدرة للطب: التغذية الدقيقة تغير نظرتنا لمفهوم الصحة والرفاه

الدوحة - العرب أكدت الدكتورة أناليزا تيرانغرا، الباحث الرئيسي ورئيس مختبر التغذية الدقيقة في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، أن كثيرًا ما نسمع عن حميات غذائية تعد بنتائج سحرية وأطعمة لها فوائد خارقة، وقد يبدو للوهلة الأولى أنها فعلًا كذلك. ولكن، من منظور علمي، هذه الحلول العامة لا تفي بالغرض؛ فالتنوع الحيوي بين الأفراد يستدعي حلولًا مخصصة، لافتة إلى أن من هذا المنطلق، تبرز أهمية التغذية الدقيقة، وهو مجال علمي ناشئ يضع التوصيات الغذائية بناء على خصوصية كل فرد لتحقيق أفضل النتائج الصحية. وقالت د. أناليزا تيرانغرا: تصور جسمك كسيارة. فكل سيارة تعمل بشكل مختلف وفقًا لنوعها وطرازها ونوع الوقود الذي يلائمها، والتغذية الدقيقة هي بمثابة إيجاد الوقود الأمثل لجسمك، وليس أي وقود، بل الوقود الذي يجعل محرك جسمك يعمل بسلاسة وكفاءة. إذ تعتمد التغذية الدقيقة على تحليل العوامل الوراثية، ونمط الحياة، والحالة الصحية لكل فرد، لوضع خطة غذائية مخصصة تساعده على الشعور بأفضل حال، وتحسين أدائه، ووقايته من المشاكل الصحية مستقبلًا. وأوضحت الدكتورة تيرانغرا أن التغذية الدقيقة هي عنصر أساسي في مجال الرعاية الصحية الدقيقة، الذي يسعى إلى تحسين صحة الأفراد، والوقاية من الأمراض المزمنة، وإدارة الحالات المرضية القائمة، وذلك من خلال تقديم نصائح غذائية تتناسب مع التركيبة الجينية الفريدة لكل شخص، ونمط حياته، وبيئته. وأضافت الدكتورة تيرانغرا: «من خلال دراسة تأثير العوامل المختلفة على طريقة معالجة أجسامنا للطعام، مثل العوامل الوراثية، والميكروبيوم المعوي، ونمط الحياة، يسعى علم التغذية الدقيقة إلى توفير إستراتيجيات غذائية فعالة ومبنية على أسس علمية لكل فرد».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store