logo
باحث إيراني: بعد حرب الـ12 يوما.. تصاعد نفوذ المتشددين في طهران وكوريا الشمالية تُطرح كنموذج للحماية النووية

باحث إيراني: بعد حرب الـ12 يوما.. تصاعد نفوذ المتشددين في طهران وكوريا الشمالية تُطرح كنموذج للحماية النووية

لكممنذ 10 ساعات
في أعقاب الضربات العسكرية الإسرائيلية والأميركية على إيران خلال يونيو 2025، يُجمع تحليل الباحث الإيراني البارز، البروفيسور شهرام أكبرزاده ، على أن الحرب لم تؤد إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني، كما أمل البعض، بل على العكس تماما، عززت من موقع التيار المتشدد داخل بنية السلطة في طهران، وقلّصت من احتمالات العودة إلى طاولة المفاوضات النووية.
في مقاله المنشور في موقع 'المبادرات من أجل الحوار الدولي'، الذي يرأسه الدبلوماسي المغربي جمال بن عمر، تحت عنوان 'حرب إسرائيل-إيران: ترسيخ النظام بدلا من تغييره'، يجادل أكبرزاده بأن النظام الإيراني خرج من هذه الأزمة أكثر توحدا وعدائية تجاه الغرب، وأن الخطاب المتشدد بات يمتلك اليد العليا في رسم السياسات الداخلية والخارجية للجمهورية الإسلامية.
الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في 12 يونيو، واستهدف منشآت نووية وعسكرية وقادة كبار في إيران، برره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجود 'تهديد وجودي' مصدره سعي طهران إلى امتلاك السلاح النووي. ورغم أن واشنطن نأت بنفسها بداية عن الضربة، فإنها سرعان ما انضمت إليها، حيث أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 23 يونيو بشن غارات على ثلاث منشآت نووية إيرانية، تلتها في غضون 24 ساعة ضربة إيرانية على قاعدة 'العديد' في قطر التابعة للقيادة المركزية الأميركية، بعد تنبيه مسبق لتقليل الخسائر البشرية.
هذا التسلسل الدرامي للأحداث، بحسب أكبرزاده، خلق ارتباكا في الموقف الأميركي، خصوصا وأن ترامب كان قد وعد في حملته الانتخابية بإخراج بلاده من حروب الشرق الأوسط. غير أن ما جرى أثبت العكس، بل ودفعه إلى مطالبة القيادة الإيرانية بالتنحي و'إعادة إيران عظيمة من جديد'، قبل أن يعلن وقفا لإطلاق النار مع إسرائيل. ويصف أكبرزاده هذه الهدنة بأنها 'فرصة لطهران لإنهاء الحرب دون قبول الاستسلام غير المشروط'، وهو ما سمح لها بالادعاء بالنصر الرمزي، دون الخضوع فعليا.
لكن النتيجة الأهم للحرب لم تكن على المستوى العسكري، بل في ما أسماه أكبرزاده 'ترسيخ موقف الحرس الثوري والمحافظين'، الذين طالما انتقدوا التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورأوا في المفاوضات النووية 'سذاجة قاتلة'. البرلمان الإيراني سارع إلى تبني قانون يقضي بإنهاء التعاون مع الوكالة وطرد مفتشيها، ما يشير إلى تحول عميق في مقاربة إيران للملف النووي. هذا الانقلاب على مسار الدبلوماسية، وفق المقال، تغذيه رواية ترى في التقرير الأخير للوكالة الدولية ذريعة للهجوم الإسرائيلي، ما أفقدها أي مصداقية في نظر النظام.
وقال أكبرزاده إلى إن إدارة ترامب، التي كانت قد انسحبت من الاتفاق النووي لعام 2015 وفرضت حملة 'الضغط الأقصى'، تتحمل مسؤولية تدمير الثقة المتبادلة. فقد وصف الكاتب ترامب بأنه 'رئيس غير موثوق'، وأن 'تبدله في المطالب' أثناء محاولات استئناف المحادثات، من منع التسلح النووي إلى حظر تخصيب اليورانيوم كليا، أثار شكوك الإيرانيين، خصوصا حين دعم الضربة الإسرائيلية ثم أمر بتدخل مباشر. أما النتيجة، كما يراها المقال، هي أن طهران لن تكون راغبة في العودة إلى طاولة الحوار في المستقبل القريب.
الحرب التي امتدت لأثني عشر يوما، من 12 إلى 24 يونيو، صبت عمليا في مصلحة المتشددين، الذين باتوا يجاهرون بأن امتلاك السلاح النووي هو الردع الحقيقي الوحيد. ويُذكّر الكاتب بأن إيران لطالما استثمرت في 'عقيدة الدفاع المتقدم' من خلال دعم حلفاء مثل حزب الله وحماس والحوثيين والمليشيات الشيعية في العراق. لكن الهزائم المتلاحقة لهذه الجماعات، لا سيما بعد حرب غزة 2023 وسقوط نظام الأسد نهاية 2024 بيد تنظيم 'هيئة تحرير الشام'، جعلت طهران تعيد تقييم جدوى هذا النهج. وقد قال أكبرزاده بوضوح: 'الانهيارات السريعة التي تعرض لها محور المقاومة أفقدت إيران أدوات الردع غير النووية'.
في السياق ذاته، يشير المقال إلى أن النماذج الدولية أصبحت حاضرة بقوة في ذهن صناع القرار الإيرانيين، حيث يَحْذُون حذو كوريا الشمالية التي تحصنت نوويا ضد أي تدخل خارجي، مقابل النموذج الليبي الذي فكك برنامجه النووي ليواجه مصير النظام. ما يعزز هذه المقارنة هو قناعة الإيرانيين بأن 'الضغوط لا تؤدي إلى السلام بل إلى السقوط'، وهو منطق يستغلّه التيار المتشدد لحشد دعم داخلي واسع.
أما داخليا، فإن تداعيات الحرب لم تقتصر على السياسة الخارجية، بل تنذر بمزيد من التضييق على المجتمع المدني. يتوقع البروفيسور أكبرزاده أن 'تصاعد نفوذ المتشددين سيؤدي إلى قمع أكبر للحريات'. ويعيد إلى الأذهان القمع الدموي لاحتجاجات 2022-2023 التي رفعت شعار 'المرأة، الحياة، الحرية'، والذي جسّد أزمة الشرعية المتفاقمة في الجمهورية الإسلامية. ورغم أن النظام أخمد المظاهرات، إلا أن 'الهوة بينه وبين الشعب لا تزال قائمة'، بحسب المقال. النظام، الذي يشعر بأنه محاصر من الداخل والخارج، يميل إلى 'شيطنة' النشطاء المدنيين واتهامهم بالعمالة للغرب، في تبرير جديد للقمع المستمر.
ومن بين أكثر ما يكشف موقف النظام من الداخل الإيراني، الاقتباس اللافت لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي دعا الإيرانيين إلى 'تحرير أنفسهم من نير النظام الإسلامي'، وهو ما رد عليه النظام بمزيد من التجنيد لفكرة 'المقاومة ضد الاستكبار العالمي'. ويرى أكبرزاده أن الحرب، وإن أشعلت الرغبة لدى واشنطن وتل أبيب في التغيير، فقد كانت 'هدية غير مقصودة' للنظام الإيراني، الذي أعاد صياغة خطابه الداخلي والخارجي حول فكرة التحدي والثبات، وهي رواية تكتسب زخما شعبويا في أوقات الأزمات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة استمرار الـ "يونيفيل" وحزب الله يرفض التخلي عن السلاح ويدين الورقة الأميركية في ظل التوترات مع إسرائيل
الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة استمرار الـ "يونيفيل" وحزب الله يرفض التخلي عن السلاح ويدين الورقة الأميركية في ظل التوترات مع إسرائيل

المغرب اليوم

timeمنذ 17 دقائق

  • المغرب اليوم

الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة استمرار الـ "يونيفيل" وحزب الله يرفض التخلي عن السلاح ويدين الورقة الأميركية في ظل التوترات مع إسرائيل

شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون ، خلال استقباله وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في قصر بعبدا شرق بيروت، على ضرورة استمرار وجود قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل) في جنوب لبنان لتطبيق القرار الدولي 1701 وضمان استقرار المنطقة. وأوضح عون أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لتلال الخمس واعتداءاته المتكررة، إلى جانب عدم الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، يعوق قدرة الدولة اللبنانية على بسط سلطتها الكاملة وحصر السلاح بيدها. وأكد أن عدد عناصر الجيش اللبناني في الجنوب سيصل إلى عشرة آلاف جندي، ولن يسمح بوجود أي قوة مسلحة غير شرعية سوى الجيش وقوات الأمن الشرعية بالإضافة إلى قوات اليونيفيل. بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي دعم بلاده للجيش اللبناني في مختلف المجالات، مع حرص بريطانيا على متابعة التطورات الأمنية والسياسية في لبنان. وأشار السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول إلى أهمية تأمين وقف إطلاق نار دائم، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار الكامل في الجنوب باعتباره المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان. ويأتي ذلك في ظل استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في نوفمبر 2024، عقب نزاع استمر أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، وشمل انسحاب الحزب من مناطق جنوب نهر الليطاني، وتعزيز انتشار الجيش وقوة حفظ السلام (يونيفيل). غير أن إسرائيل أبقت على وجودها في خمس مرتفعات استراتيجية يطالب لبنان بالانسحاب منها، وهددت بمواصلة الضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح حزب الله المدعوم من إيران. في سياق متصل، تصدرت الورقة الأميركية التي قدمها الموفد الأميركي توماس باراك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت المشهد السياسي اللبناني، بعدما وصفها حزب الله بأنها "استسلامية". وسلم حزب الله رده على الورقة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، دون الإشارة صراحة إلى التخلي عن السلاح، وسط رسالة حادة من بري للحزب مفادها: "إذا لم تردوا سنمضي بدونكم". وتضمنت الورقة الأميركية بنوداً رئيسية منها سحب سلاح حزب الله، لا سيما الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة الهجومية، خلال ستة أشهر، مع اعتبار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة شأنًا داخلياً لبنانياً، إضافة إلى سحب سلاح كل الفصائل المسلحة مع تقديم خطة تنفيذية مفصلة من قبل لبنان. كما تقترح الورقة اعتماد مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، بدءًا بسحب السلاح من شمال نهر الليطاني مقابل ضغط أميركي على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس في الجنوب اللبناني، إلى جانب إصلاحات مالية واقتصادية وتشديد الرقابة على المؤسسات المالية التابعة لحزب الله، وتحسين العلاقات مع سوريا وترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية بشكل نهائي. وتشترط الورقة ربط دعم إعادة الإعمار بنزع السلاح، والسماح لحزب الله بالبقاء كمكوّن سياسي شرط خروجه من العمل المسلح، مع مهلة شهرين لتقديم خطة تنفيذية واضحة، وتحذير من عمليات عسكرية إسرائيلية في حال الفشل. وأكدت مصادر لبنانية توافق الرئاسات الثلاث على ضرورة إنهاء وجود السلاح خارج سلطة الدولة، مع بدء ملاحقة عناصر حزب الله الذين ظهروا بمظاهر مسلحة في بيروت مؤخراً. وأشار الرئيس عون إلى أنه طالب الحزب منذ شهر بتسليم صواريخه للجيش اللبناني، دون رد حتى الآن. وفي الوقت نفسه، تدرس قيادة حزب الله مراجعة استراتيجيتها وتقليص دورها المسلح، لكنها ترفض تسليم ترسانتها بالكامل، لا سيما الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تشكل تهديداً لإسرائيل. ورغم اتفاق وقف النار، تستمر إسرائيل في شن غارات تستهدف مواقع وأفراداً تابعين لحزب الله في لبنان، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها حتى نزع سلاح الحزب المدعوم من إيران.

ترامب يعلن إمكانية توقيع اتفاق حول غزة هذا الأسبوع
ترامب يعلن إمكانية توقيع اتفاق حول غزة هذا الأسبوع

بلبريس

timeمنذ ساعة واحدة

  • بلبريس

ترامب يعلن إمكانية توقيع اتفاق حول غزة هذا الأسبوع

بلبريس - ليلى صبحي تداولت عدة وكالات دولية مساء الجمعة تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب فيها عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك قبل أيام من لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وقال ترامب، في حديث للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية خلال توجهه من قاعدة أندروز الجوية إلى بيدمينستر بولاية نيوجيرسي، إن من "الجيد" أن حركة حماس ردت "بروح إيجابية" على مقترح الهدنة، مشيرًا إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يتم "هذا الأسبوع"، رغم تأكيده أنه لم يُبلّغ بعد بالتفاصيل الكاملة للمفاوضات الجارية. وأضاف ترامب في تصريح لافت: "علينا أن نفعل شيئًا بخصوص غزة... نحن نرسل الكثير من المال والكثير من المساعدات"، دون أن يقدم توضيحات إضافية بشأن المقصود بالمساعدات أو الجهة المعنية بها، ما ترك الباب مفتوحًا أمام تأويلات سياسية حول إمكانية ربط الدعم الأميركي بالتقدم في المفاوضات. في المقابل، أكدت حركة حماس مساء الجمعة أنها أنهت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل الفلسطينية بشأن مقترح قدمه الوسطاء المصريون والقطريون لوقف إطلاق النار، مضيفة في بيان أنها "جاهزة بجدية للدخول فورًا في مفاوضات بشأن آلية التنفيذ"، وأن ردها تم تسليمه للوسطاء وتضمن "نقاطًا إيجابية". ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي في وقت تشهد فيه الساحة الإسرائيلية توترًا سياسيًا واضحًا، فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن اجتماع "الكابينت" الأمني الإسرائيلي مساء الخميس اتسم بتشنجات حادة، وصلت إلى حد الصراخ بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان الجنرال إيال زامير، وذلك خلال نقاش حول ملف الأسرى والوضع في غزة. وأوردت الصحيفة، نقلًا عن مصدر مطلع، أن التوجه داخل الحكومة الإسرائيلية هو أن يُعلن عن الاتفاق، في حال نضوجه، بشكل مشترك بين نتنياهو والرئيس ترامب خلال لقائهما المرتقب الإثنين المقبل، في ما قد يُعتبر استثمارًا سياسيًا مزدوجًا للحدث في كلا البلدين. من جانبها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر رسمي أن إسرائيل تسلمت بالفعل رد حماس عبر الوسطاء، وهي بصدد دراسته بجدية. وأشارت القناة إلى أن وفدًا إسرائيليًا قد يتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة في الساعات المقبلة، لإجراء مفاوضات غير مباشرة بشأن الشروط التفصيلية للاتفاق. ويُنتظر أن تعيد هذه التطورات الملف الفلسطيني إلى واجهة المشهد الدولي، خاصة مع دخول الرعاية الأميركية على الخط بشكل مباشر، واستعداد طرفي النزاع للدخول في مفاوضات غير معلنة، قد تُفضي إلى صيغة جديدة للتهدئة في القطاع المحاصر منذ سنوات. ويُتابع مراقبون عن كثب الدور الذي قد تلعبه إدارة ترامب في هذه المرحلة، خاصة في ظل التحضيرات الانتخابية بالولايات المتحدة، وتوتر المشهد الإقليمي بين غزة، ولبنان، وإيران. فهل يكون اللقاء المرتقب في البيت الأبيض لحظة إعلان لهدنة طال انتظارها؟ أم محطة أخرى لتثبيت الاصطفافات؟ الجواب في الساعات المقبلة.

واشنطن تُوقف دعم أوكرانيا مؤقتًا لصالح إسرائيل: الأولويات العسكرية تُربك الحلفاء
واشنطن تُوقف دعم أوكرانيا مؤقتًا لصالح إسرائيل: الأولويات العسكرية تُربك الحلفاء

أكادير 24

timeمنذ 3 ساعات

  • أكادير 24

واشنطن تُوقف دعم أوكرانيا مؤقتًا لصالح إسرائيل: الأولويات العسكرية تُربك الحلفاء

agadir24 – أكادير24 أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية مؤقتًا تزويد أوكرانيا ببعض الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك صواريخ 'باتريوت' وأنظمة دفاعية متقدمة، في خطوة وُصفت بـ'التحول الاستراتيجي' لإعادة توجيه هذه القدرات لصالح تعزيز الدفاع الإسرائيلي، وفقًا لما أوردته صحيفة واشنطن بوست وعدد من الوكالات الدولية. ويأتي هذا القرار وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا بعد الضربات الأمريكية لإيران، والتي دفعت البنتاغون إلى تعزيز الدرع الصاروخي الإسرائيلي على حساب الجبهة الأوكرانية، في مشهد يعكس ما وصفته مراكز تحليل أمريكية بـ'سياسة الأولويات الدفاعية المحدودة'. وتشير المعطيات التي كشفت عنها مصادر في البنتاغون إلى أن الشحنة التي كان يُنتظر تسليمها إلى كييف، وتتضمن ذخائر مدفعية وصواريخ دقيقة التوجيه، قد تم تعليقها لأجل غير مسمى، في وقت حساس تشهد فيه الجبهات الأوكرانية تصعيدًا ميدانيًا من الجانب الروسي. وقد عبّرت كييف، بحسب مصادر دبلوماسية، عن 'قلق بالغ' إزاء القرار الأمريكي، معتبرة أن هذا التحول قد يؤدي إلى إضعاف منظومتها الدفاعية، خصوصًا في ظل استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية ومواقع الدفاع الجوي. في الأوساط السياسية الأمريكية، أثار القرار انقسامًا حادًا، حيث اعتبر بعض نواب الحزب الجمهوري أن التراجع عن دعم أوكرانيا يبعث برسائل سلبية إلى حلفاء واشنطن في أوروبا، فيما دافع بعض الديمقراطيين عن القرار باعتباره 'استجابة لحالة الطوارئ الإقليمية'. وتعتبر هذه الخطوة مؤشرًا جديدًا على ما يُعرف في الأوساط الاستراتيجية بـ'فجوة ليبمان' (Lippmann Gap)، والتي تعكس عدم قدرة الولايات المتحدة على تغطية جميع التزاماتها العسكرية في وقت واحد، مما يفرض عليها ترتيب أولويات الدعم بناءً على التهديدات الأكثر إلحاحًا. ورغم أن إدارة ترامب لم تصدر بيانًا رسميًا يوضح مدة التعليق أو تفاصيل إعادة الجدولة، فإن التحليلات الأمريكية تُجمع على أن واشنطن باتت تواجه واقعًا جيوسياسيًا معقدًا، يستلزم توازنا هشًّا بين دعم حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط، في ظل محدودية القدرة الإنتاجية لمنظومات الدفاع المتقدمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store