
السودان.. زيارة ملهمة لمصر
أعتقد أن الزيارة، والمباحثات السياسية حاولت أن تقترب من الحل، فحرب السودان الأهلية، وخسائرها الفادحة، هى حرب يجب ألا تكون منسية، لأنها تتم وسط حرب صاخبة فى غزة، وحرب صامتة على الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وحروب إسرائيلية فى جبهات متعددة، وصلت قمتها فى ضرب إيران بعد لبنان، واليمن، وسوريا، وغزة، لكننا أبدا لم، ولن ننسى السودانيين، والسودان، ويجب أن نعطيها كل الاهتمام، والعمل على وقف الحرب، لأننا نعرف أن حالة الانقسام الراهنة ستؤدى إلى تفتيت البلاد، وقد وصلت إلى ذروتها، وتحتاج بحثا عربيا جديا، حيث تسببت النتائج الكارثية التى نجمت عن الحرب المستمرة، منذ منتصف أبريل 2023، فى انتشار الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، ورغم اعترافنا بفشل الدولة المركزية لعقود فى السودان، فإن الوحدة مازالت تمثل قيمة رمزية كبرى فى الوعى الجمعى السودانى، والطموح لها يتزايد بين السودانيين، ومصر تقف وراء الهدف الأسمى وهو انتهاء الحرب، والحفاظ على وحدة السودان، وشعبه، وأن يعود التعمير، والازدهار للسودان وشعبه الشقيق، والجار المحب لوحدة وادى النيل.
نحن المصريون نشعر بأزمة الحرب السودانية لما يربطنا من مشاعر المحبة للشعب السودانى، فالدماء التى تراق فى السودان هى دماؤنا نحن، لأننا نشرب معا ماء الحياة (النيل)، وتجمعنا العروبة، والتاريخ، والحرب الراهنة تمثل أكبر أزمة نزوح فى السودان، حيث بلغ عدد النازحين 14.3 مليون شخص مع نهاية العام الماضى، أى أن ثلث سكان البلاد نازحون بلا مأوى، والوضع الداخلى يزداد تعقيدا، ومصر أكبر مستقبل للسودانيين، وهم مرحب بهم، ورغم عودة عدد منهم ليس كبيرا، فإن هناك أملا فى استقرار السودان، وأخيرا، الحرب الراهنة، التى تدخل عامها الثالث، آن لها أن تتوقف، وأن تلعب الحكومة الجديدة دورا مهما فى إعادة السودان إلى وضعه الطبيعى بين أمته، لأن السودان روح الأمة العربية، وإفريقيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 30 دقائق
- الشرق الأوسط
مستشار ترمب يلتقي البرهان في سويسرا في مساعٍ لوقف حرب السودان
تصاعدت الدعوات السياسية في السودان لإنهاء الحرب عبر حل سلمي، عقب تسرب معلومات عن اجتماع غير معلن عُقد في سويسرا بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ومستشار الخاص الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس؛ لبحث مقترح أميركي لوقف إطلاق نار شامل وإيصال المساعدات الإنسانية، في غضون ذلك نجا قائد «قوات درع السودان» الموالي للجيش من استهداف بطائرات مسيَّرة، أدى إلى قتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرة في بلدة تمبول بولاية الجزيرة. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن مصدر حكومي رفيع أن لقاء البرهان وبولس، الذي استمر ثلاث ساعات، الاثنين، جرى وسط سرية تامة، دون إعلان رسمي عن فحوى النقاشات. وأوضح المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه، أن البرهان تسلّم المقترح الأميركي قبل مغادرته إلى سويسرا. وأشار إلى أن البرهان أبلغ بولس بأن «(الدعم السريع) ليس لها دور سياسي في السودان». وأوضح أن البرهان، الحاكم الفعلي للسودان، تسلّم المقترح قبل سفره إلى سويسرا، وأنه عاد إلى بورتسودان فجر الثلاثاء. الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني (أ.ف.ب) والاجتماع هو الأعلى مستوًى على هذا الصعيد منذ أشهر، ويندرج في إطار تعزيز واشنطن جهودها للسلام في السودان. ونتج من تلك الخطوة ردود متباينة في أوساط القوى السياسية والعسكرية، بين مؤيد ومعارض. ودعا الدكتور بكري الجاك، المتحدث الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، في إفادة لـ«الشرق الأوسط»، من أسماهم الحريصين على حماية الناس والدولة لدعم «هذا الاتجاه»، وتابع: «نثمن أي جهد يقوم به حادب على حقن دماء السودانيين، بالعمل للوصول إلى سلام». ووصف الجاك رافضي الحل السلمي التفاوضي، بأنهم «يتكسبون من استمرار الحرب»، وتابع: «ليس من الصعوبة تحديدهم بالاسم، سواء كانت قوى سياسية توظف الحرب للثراء أو للعودة للسلطة، أو قوى إقليمية ترى ألاّ تقف الحرب إلاّ وفقاً لتصوراتها لحماية مصالحها، حتى لو على حساب مصالح الشعب السوداني». بدوره، قال عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف القوى المدنية الديمقراطية لقوى الثورة (صمود)، في منشور على صفحته بـ«فيسبوك»، إن «البحث عن السلام ليس مذمّة، والجلوس إلى طاولة التفاوض ليس خيانة كما يصور دعاة استمرار الحرب»، مؤكداً أن الحل السياسي هو «المطلب العاجل لخلاص السودانيين من الكارثة الإنسانية» وضمان وحدة البلاد. ورحَّب محمد عبد الحكم القيادي في تحالف «صمود» وحزب التجمع الاتحادي، بأي خطوة لإنهاء النزاع سياسياً «بإرادة سودانية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المأساة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «أكبر كارثة إنسانية على الكوكب» تحتم على المجتمع الدولي التحرك العاجل. ودعا إلى بناء جيش قومي مهني موحد وحماية الدستور عبر عملية سياسية شاملة. رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز) كما أثارت الخطوة جدلاً بين مؤيدي الجيش؛ إذ رأى بعضهم أنها تراجع عن خيار الحسم العسكري، بينما وصف الوزير الإسلامي السابق عبد الماجد عبد الحميد الاجتماع على صفحته بمنصة «فيسبوك» بأنه «اختراق مهم» في الحوار المباشر مع واشنطن. وقلل الإعلامي الإخواني الطاهر حسن التوم في تغريدة ساخرة من الاجتماع بقوله: «لقاءات سويسرا والمنامة أبناءُ ليلٍ واحد، ونهايتهما واحدة»، وهي إشارة لما عُرف باتفاق المنامة الذي وقَّعه عضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي وقائد ثاني «قوات الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو في العاصمة البحرينية، وتراجع عنه الجيش بعد توقيعه بالأحرف الأولى. ميدانياً، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة آخرون، الأربعاء، في هجوم بمسيَّرات مجهولة استهدف احتفالاً بالعيد الـ71 للجيش السوداني في مدينة تمبول بولاية الجزيرة. وكان يشارك فيه قائد «قوات درع السودان» الموالية للجيش، اللواء أبو عاقلة كيكل المنشق من «قوات الدعم السريع». وقال مسؤول في «درع السودان» لـ«الشرق الأوسط»، إن الهجوم الذي نُسب إلى «قوات الدعم السريع»، حدث بواسط مسيَّرتين، مشيراً إلى أن المضادات الأرضية تصدت للمسيرتين اللتين كانتا تستهدفان القضاء على قائد «قوات درع السودان» أبو عاقلة كيكل، الذي نجا من الهجوم. وأشار إلى أن الاشتباك استمر أكثر من ساعة، وأن القوات المسلحة تحفظت على بقايا الصواريخ لفحصها. أبو عاقلة كيكل قائد «قوات درع السودان» التابعة للجيش (أرشيفية متداولة) وتُعدّ بلدة تمبول أحد أكبر المراكز الحضرية في منطقة شرق الجزيرة والبطانة، وقد تعرضت في الأشهر الماضية، وعقب استعادتها من «قوات الدعم السريع»، لهجمات وصفت بـ«الانتقامية»، إثر انشقاق كيكل عنها في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وانضمامه للجيش، حيث شارك في استعادة ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم، ويقاتل حالياً في جبهات كردفان. ويشهد السودان منذ 15 أبريل (نيسان) 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت بأكبر أزمة نزوح في العالم مؤخراً، بينما فشلت وساطات إقليمية ودولية عدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.


الشرق الأوسط
منذ 30 دقائق
- الشرق الأوسط
«إسرائيل الكبرى» تشعل غضباً عربياً
أشعل حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عن كونه في «مهمة تاريخيّة وروحية»، مرتبطة بـ«إسرائيل الكبرى»، غضباً عربياً وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت عدها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، محاولة لـ«مغازلة الداخل الإسرائيلي»، مطالبين بتحرك عربي للرد عليها، «بوصفها جزءاً من مساعي نتنياهو لإعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط». وأشار نتنياهو، في حديثه لقناة «i24» الإسرائيلية، إلى «الحلم الإسرائيلي» بوصفه «مهمة أجيال» يُسلمها جيل إلى جيل، وقال إنه «يشعر بأنه في مهمة روحية وتاريخية من أجل الشعب اليهودي»، وفقاً لما نشرته صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل». وأهداه المحاور شارون جال (وهو نائب يميني سابق)، علبة بها تميمة تحمل خريطة «إسرائيل الكبرى». وقال مازحاً: «لا أهديها لك، فلا أريد توريطك (بسبب قضية الهدايا التي تلاحقه) بل هذه هدية لزوجتك سارة». وعندما سُئل عمّا إذا كان يشعر بارتباط «بهذه الرؤية» لـ«إسرائيل الكبرى»، أجاب نتنياهو: «بالتأكيد»، ولم تظهر صورة الهدية على الشاشة، وفقاً للحوار الذي شاركه نتنياهو عبر حسابه على منصة «إكس». צפו בראיון שלי עם שרון גל בערוץ I24NEWS >> — Benjamin Netanyahu - בנימין נתניהו (@netanyahu) August 12, 2025 ومصطلح «إسرائيل الكبرى» استخدم من قبل بعد حرب الأيام الستة في يونيو (حزيران) 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء في مصر، ومرتفعات الجولان. وسعت «الشرق الأوسط» إلى الحصول على تعليق رسمي من مصر بشأن تصريحات نتنياهو، لكن لم يتسن لها ذلك. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات نتنياهو، محذرين من خطورتها، ومطالبين بالتنبه لـ«أطماع إسرائيل التوسعية» في المنطقة. وتساءل الأمين العام لـ«حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية»، مصطفى البرغوثي، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، عن موقف الدول العربية إزاء هذه التصريحات. ماذا ستقول الدول العربية ازاء إعلان نتنياهو أنه في مهمة تاريخية و روحية لإنشاء إسرائيل الكبرى ما يعني ليس فقط ضم جميع الأراضي الفلسطينية بل و العربية ايضا. — Mustafa Barghouti @Mustafa_Barghouti (@MustafaBarghou1) August 13, 2025 بينما عدها الإعلامي المصري، نشأت الديهي، بمثابة «انتحار» من جانب نتنياهو، وقال عبر حسابه على منصة «إكس» إن تصريحات نتنياهو «حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى ستكون بمثابة الرمح الذي يخترق عنقه ليكون عبرة لمن يعتبر». «انتحار نتنياهو «يبدوا ان نتنياهو سيهدم المعبد على رؤوس الصهاينة .. تصريحاته حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى ستكون بمثابة الرمح الذي يخترق عنقه ليكون عبرة لمن يعتبر ..انه يحاول ان يشعل حربا مع مصر لضمان بقاءه في منصبه ..إنه ينتحربحديثه عن أكذوبة تاريخيّة اسمها إسرائيل الكبرى... — نشأت الديهي (@eldeeehy) August 13, 2025 ووصف الخبير في شؤون الأمن القومي المصري، اللواء محمد عبد الواحد، تصريحات نتنياهو بأنها «الأجرأ على الإطلاق». وقال، عبر حسابه على منصة «إكس»: «تعكس طموحاً استراتيجياً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتوسيع النفوذ الإسرائيلي». تصريحات نتنياهو المثيرة للجدل حول «إسرائيل الكبرى» هي الأجرا على الاطلاق، و تعكس طموحاً استراتيجياً لإعادة تشكيل الشرق الأوسط و توسيع النفوذ الإسرائيلي ليس فقط عبر الاحتلال العسكرى لأراضى عربية خارج حدود فلسطين بل من خلال فرض هيمنة جيوسياسية تضعف فيها أى مقاومة لهذا المشروع سواء... — Mohamed Abd Elwahed (@Mohamed07262176) August 13, 2025 وتسببت تلك التصريحات في غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما مع ذكر مصر والأردن بأنهما جزء من «إسرائيل الكبرى»، رغم أن نتنياهو لم يذكر في الحوار صراحة اسم أي دولة. وتساءل المدون المصري، لؤي الخطيب عبر حسابه على منصة «إكس»: «هل سمعت نتنياهو يقول إنه يريد ضم مصر والأردن لإسرائيل الكبرى؟»، وقال: «إجرام نتنياهو وتطرفه ليسا محل نقاش، لكنه لم يتجرأ ليقول مثل هذا الكلام على مصر». هل حضرتك سمعت نتنياهو بنفسك بيقول انه عايز يضم مصر والأردن لإسرائيل الكبرى؟ إجرام نتنياهو وتطرفه مش محل نقاش، لكنه ماتجرأش يقول جملة زي دي على مصر..الحقيقة انه كان بيتكلم عن الحلم الإسرائيلي عموما، فالمذيع شارون جال، اللي هو كان نائب يميني متطرف قبل كده، أهداه خريطة وقال له ده... — Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) August 13, 2025 الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، وصف تصريحات نتنياهو بأنها «خطيرة وتكشف النقاب عن المخطط الحقيقي لإسرائيل، التي تستهدف المنطقة بأسرها». وقال: «نتنياهو يعلن العداء... وعلينا الاستعداد للمرحلة المقبلة لدرء خطر مخطط حقيقي»، مشدداً على أن «مصر مستعدة لمواجهة كل من يحاول المساس بأمنها القومي». وعد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير رخا أحمد حسن تصريحات نتنياهو «كلاماً جاداً يستلزم رداً جاداً». وقال إن «نتنياهو يخاطب الداخل الإسرائيلي الحالم بدولة كبرى، ويحاول تنفيذ مخططه السابق بإعادة صياغة خريطة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «نتنياهو يفعل ذلك تحت مظلة دعم أميركي، ما يتطلب موقفاً عربياً موحداً لمواجهة هذه المخططات». وسبق أن تحدث نتنياهو عن رغبته في «إعادة صياغة خريطة الشرق الأوسط». وفي سبتمبر (أيلول) 2023 ألقى كلمة أمام اجتماع الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، رفع خلالها خريطة للشرق الأوسط لم تظهر فيها الضفة الغربية أو قطاع غزة. والعام الماضي وأمام الأمم المتحدة أيضاً، أعاد نتنياهو رفع الخريطة نفسها مع خريطة أخرى، وقارن بينهما، عادّاً أن الأولى تمثل «النعيم»، والثانية تمثل «اللعنة»، وفي الخريطتين لم يكن هناك وجود لغرة أو الضفة. فلسطينية تبكي قرب جثمان قريب لها قُتل في غارة إسرائيلية على شاطئ غزة (أ.ف.ب) الكاتب والمحلل السياسي الأردني، الدكتور عبد الحكيم القرالة، أكد أن تصريحات نتنياهو «تعكس حقيقة اليمين الإسرائيلي المتطرف وأطماعه الاستيطانية والأجندات التي يسعى إلى تحقيقها وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية». وأضاف أن «نتنياهو يغازل عبر هذه التصريحات الداخل الإسرائيلي المؤمن بحلم إسرائيل الكبرى». وأشار إلى أهمية توقيت حديث نتنياهو عن «إسرائيل الكبرى»، في ظل «تنديد دولي بحرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة». وقال: «نتنياهو يحاول التغطية على جرائمه وجعلها جزءاً من حلم ومهمة تاريخيّة، إضافة إلى أنه يسعى إلى عرقلة الجهود الدولية للاعتراف بدولة فلسطين». واتفق معه الأكاديمي المصري المختص بالشؤون الاستراتيجية والأمن الإقليمي، العميد خالد عكاشة، مشيراً إلى أن «نتنياهو يستهدف الداخل الإسرائيلي، ويسعى إلى تسويق نفسه أمام الولايات المتحدة بوصفه يخوض معركة مصيرية تمس عقيدة الدولة، ما يضفي مشروعية على الحرب ويربطها بأصل المشروع الصهيوني». أطفال فلسطينيون خلال اصطفافهم في وقت سابق لتلقي وجبة ساخنة بنقطة توزيع طعام بالنصيرات (أ.ف.ب) وقال عكاشة إن «هذه التصريحات تأتي في ظل احتجاجات في الداخل الإسرائيلي، ورفض لخطة احتلال قطاع غزة، ناهيك عن التنديد الدولي بتجويع سكان القطاع، وإعلان عدد من الدول عزمها الاعتراف بدولة فلسطين». وأشار، إلى أن «نتنياهو يقوم بتحركات استباقية لإجهاض التفاعلات الدولية المرتقبة مع فلسطين في الأمم المتحدة»، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن «نتنياهو لم ولن ينجح في تحقيق طموحاته التوسعية». وأدانت الأمانة العامة للجامعة العربية تصريحات نتنياهو وعدتّها «استباحة لسيادة دول عربية، ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكدت في بيان أن «هذه التصريحات تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي، وتحدياً سافراً للقانون الدولي، ومبادئ الشرعية الدولية». كما أنها «تعكس نيات توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها، وتكشف العقلية المتطرفة الغارقة في أوهام استعمارية».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مخاوف من إزالة قبة «الحجازية» بجبانة القاهرة التاريخية
جددت واقعة هدم السور المحيط بقبة الحجازية ذات الطراز المعماري الفريد بجبانة الإمام الشافعي بالقاهرة، ونهب أبوابها ونوافذها مخاوف آثاريين ومهتمين بالتراث المصري بشأن هدم هذه القبة النادرة على غرار عدد كبير من الأضرحة المميزة بالمنطقة، من أجل شق جسر جديد يربط بين محاور القاهرة المرورية بالمنطقة. القبة التي يرجع تاريخ إنشائها إلى عصر أسرة محمد علي باشا في القرن التاسع عشر الميلادي، بناها سليم باشا الحجازي، وزير دفاع محمد علي، ودفن فيها مع زوج ابنته «شاهين كنج»، وكان أيضاً أحد القادة البارزين في تلك الفترة، وقد بنيت على الطراز العثماني السائد وقتها. ولم تحسم وزارة السياحة والآثار المصرية الجدل بشأن أثرية القبة، إذ لم تصدر أي بيانات حول ذلك، ورغم تأكيد باحثين على أثريتها وتسجيلها ضمن قوائم الآثار الإسلامية، فإن آخرين يقولون إنها مسجلة ضمن قوائم الطراز المعماري المميز فقط. إبراهيم طايع، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والمهتم بدراسة تراث الجبانات القديمة، قال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا في زيارة للمكان، واكتشفنا هدم سور القبة ونهب الباب والنوافذ». قبة سليم باشا الحجازي تتميز بطرازها المعماري الفريد (الشرق الأوسط) وتعتبر قبة الحجازي ذات طراز معماري نادر، فهي واحدة من قبتين مهمتين في منطقة الجبانات ولا يأتي قبلها في الأهمية، وفق قول طايع، سوى القبة الخاصة بالإمام الشافعي، «هي إذن فريدة من نوعها من ناحية التصميم، أضف إلى ذلك الشخصيات المدفونة فيها، هناك اثنان من نظّار الجهادية، وهما شاهين كنج، وقبله كان سليم باشا الحجازي، وكانت محل سكن لعائلتين غادرتا المكان فور بدء الهدم الذي طال أيضاً مدافن عبد الرحيم صبري، والد الملكة نازلي، وكانت من التحف التي لا يمكن تعويضها، وإلى جوارها كانت قبة حليم، وجميعها تقع في نهر الطريق الجديد». الدكتورة نسمة سيف الإسلام، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ذكرت أن القبة تعرضت لعمليات نهب وتشويه في الفترة الأخيرة، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «من واجب الباحثين والمؤرخين إبراز وتسليط الضوء على مثل هذه المنشآت والتعريف بأهميتها، كما يجب ربطها بالحاضر، حتى يدرك المسؤول أن هذه الآثار ما زالت مهمة ويمكن أن يكون لها دور في خدمة الحاضر كما كانت من قبل». وتعد قضية زيادة الوعي بالآثار وتنميتها على رأس اهتمامات «نسمة سيف الإسلام»، وتراه كفيلة بحماية الجبانات والقباب وغيرهما من السرقة والتشويه. مخاوف من هدم القبة التي يعود تاريخ إنشائها إلى القرن التاسع عشر (الشرق الأوسط) وقالت نسمة سيف الإسلام إن «السرقات تحدث في كل دول العالم، لكن الوعي هو ما يمكن أن يحد منها، وهذا ما يجب الاهتمام به، وهو أساس صيانة الأثر ومنع التعدي عليه». ويؤكد الباحث في شؤون الآثار الإسلامية عمر النعماني أن «عمليات الهدم بدأت بالحرم الخاص بالقبة الحجازية، قبل اختفاء الباب والنوافذ، وهو دليل على قرب تدميرها، رغم أنها ثاني قبة في منطقة القرافة بعد قبة الإمام الشافعي من ناحية الحجم، وتقع قبلها بنحو مائتي متر تقريباً». وينتظم النعماني مع مجموعة من رفاقه من الباحثين في توثيق مناطق الإمام الشافعي، والسيدة عائشة، والسيدة نفيسة، حيث صوروا كل المواقع التي تواجه العديد من المشكلات، مثل تنازع الملكية بين الآثار والأوقاف، والملكيات الخاصة، كما أصدروا بعض الكتابات والأبحاث التي تناقش قضية الآثار الإسلامية في الفترة الأخيرة، لكن هذا من وجهة نظر النعماني «لم يكن كافياً لوقف المأساة التي تتعرض لها المدافن والقباب في منطقة الجبانات». ويضيف النعماني لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن يكون هناك مسار زيارة داخل القرافة أسوة بالدول التي تملك مقابر مماثلة، لكن هذا لم يحدث رغم الإرث المعماري الكبير الذي نمتلكه، لكننا بدلاً من أن نحافظ عليه نقوم بهدمه مثل قبة الأمير محمد عبد الحليم نجل محمد علي باشا، وكان بجوارها قبة ومسجد محمود باشا الفلكي، وجميعها تمت تسويتها بالأرض بما فيها قبة (كلزار) هانم، وهو ما دعا أبناء عائلتي الدرمللي ورشوان باشا عبد الله للاتجاه للقضاء من أجل حماية المدافن الخاصة بهم». قبة الحجازي بعد إزالة بابها وشرفاتها وهدم سورها (الباحث إبراهيم طايع) وعَدَّ الدكتور أحمد سلامة، أستاذ الحضارة والآثار الإسلامية بجامعة الأزهر، قبة سليم باشا الحجازي بالقرافة من المعالم الأثرية المهمة في القاهرة، فهي تمثل «نموذجاً لفنون العمارة العثمانية في مصر خلال القرن التاسع عشر»، ونشأت باعتبارها «ضريحاً لسليم باشا الحجازي، الذي كان من الشخصيات العسكرية البارزة في عصر أسرة محمد علي، وتتميز بزخارفها الدقيقة وقبتها المهيبة المبنية على الطراز العثماني الممزوج بالتأثيرات المحلية المملوكية». وتكتسب القبة أهميتها الحضارية لكونها تُعدّ شاهداً على مرحلة تاريخية شهدت تداخل الطرازين العثماني والمصري في العمارة الجنائزية، وأيضاً لارتباطها بشخصية تاريخية لعبت دوراً إدارياً وسياسياً في فترة حساسة من تاريخ مصر، ورغم أن القبة تنتمي زمنياً للقرن الـ19، لكن بعض عناصر عمارتها - خصوصاً الزخارف، والتكوينات الهندسية، ونسب القبة – قد تأثر بالطراز المملوكي، وهذا (وفق قول سلامة)، أمر شائع في عمارة القبور العثمانية بمصر؛ لأن المعماريين استمروا في استخدام أساليب مملوكية حتى بعد نهاية الحكم المملوكي، ما يعني أن ارتباط القبة بالمماليك هنا فني ومعماري فقط، وليس ارتباطاً تاريخياً بحقبتهم الزمنية.