
مستشار ترمب يلتقي البرهان في سويسرا في مساعٍ لوقف حرب السودان
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن مصدر حكومي رفيع أن لقاء البرهان وبولس، الذي استمر ثلاث ساعات، الاثنين، جرى وسط سرية تامة، دون إعلان رسمي عن فحوى النقاشات. وأوضح المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه، أن البرهان تسلّم المقترح الأميركي قبل مغادرته إلى سويسرا. وأشار إلى أن البرهان أبلغ بولس بأن «(الدعم السريع) ليس لها دور سياسي في السودان». وأوضح أن البرهان، الحاكم الفعلي للسودان، تسلّم المقترح قبل سفره إلى سويسرا، وأنه عاد إلى بورتسودان فجر الثلاثاء.
الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني (أ.ف.ب)
والاجتماع هو الأعلى مستوًى على هذا الصعيد منذ أشهر، ويندرج في إطار تعزيز واشنطن جهودها للسلام في السودان.
ونتج من تلك الخطوة ردود متباينة في أوساط القوى السياسية والعسكرية، بين مؤيد ومعارض. ودعا الدكتور بكري الجاك، المتحدث الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، في إفادة لـ«الشرق الأوسط»، من أسماهم الحريصين على حماية الناس والدولة لدعم «هذا الاتجاه»، وتابع: «نثمن أي جهد يقوم به حادب على حقن دماء السودانيين، بالعمل للوصول إلى سلام».
ووصف الجاك رافضي الحل السلمي التفاوضي، بأنهم «يتكسبون من استمرار الحرب»، وتابع: «ليس من الصعوبة تحديدهم بالاسم، سواء كانت قوى سياسية توظف الحرب للثراء أو للعودة للسلطة، أو قوى إقليمية ترى ألاّ تقف الحرب إلاّ وفقاً لتصوراتها لحماية مصالحها، حتى لو على حساب مصالح الشعب السوداني».
بدوره، قال عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف القوى المدنية الديمقراطية لقوى الثورة (صمود)، في منشور على صفحته بـ«فيسبوك»، إن «البحث عن السلام ليس مذمّة، والجلوس إلى طاولة التفاوض ليس خيانة كما يصور دعاة استمرار الحرب»، مؤكداً أن الحل السياسي هو «المطلب العاجل لخلاص السودانيين من الكارثة الإنسانية» وضمان وحدة البلاد.
ورحَّب محمد عبد الحكم القيادي في تحالف «صمود» وحزب التجمع الاتحادي، بأي خطوة لإنهاء النزاع سياسياً «بإرادة سودانية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المأساة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «أكبر كارثة إنسانية على الكوكب» تحتم على المجتمع الدولي التحرك العاجل. ودعا إلى بناء جيش قومي مهني موحد وحماية الدستور عبر عملية سياسية شاملة.
رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك (رويترز)
كما أثارت الخطوة جدلاً بين مؤيدي الجيش؛ إذ رأى بعضهم أنها تراجع عن خيار الحسم العسكري، بينما وصف الوزير الإسلامي السابق عبد الماجد عبد الحميد الاجتماع على صفحته بمنصة «فيسبوك» بأنه «اختراق مهم» في الحوار المباشر مع واشنطن.
وقلل الإعلامي الإخواني الطاهر حسن التوم في تغريدة ساخرة من الاجتماع بقوله: «لقاءات سويسرا والمنامة أبناءُ ليلٍ واحد، ونهايتهما واحدة»، وهي إشارة لما عُرف باتفاق المنامة الذي وقَّعه عضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي وقائد ثاني «قوات الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو في العاصمة البحرينية، وتراجع عنه الجيش بعد توقيعه بالأحرف الأولى.
ميدانياً، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة آخرون، الأربعاء، في هجوم بمسيَّرات مجهولة استهدف احتفالاً بالعيد الـ71 للجيش السوداني في مدينة تمبول بولاية الجزيرة. وكان يشارك فيه قائد «قوات درع السودان» الموالية للجيش، اللواء أبو عاقلة كيكل المنشق من «قوات الدعم السريع».
وقال مسؤول في «درع السودان» لـ«الشرق الأوسط»، إن الهجوم الذي نُسب إلى «قوات الدعم السريع»، حدث بواسط مسيَّرتين، مشيراً إلى أن المضادات الأرضية تصدت للمسيرتين اللتين كانتا تستهدفان القضاء على قائد «قوات درع السودان» أبو عاقلة كيكل، الذي نجا من الهجوم. وأشار إلى أن الاشتباك استمر أكثر من ساعة، وأن القوات المسلحة تحفظت على بقايا الصواريخ لفحصها.
أبو عاقلة كيكل قائد «قوات درع السودان» التابعة للجيش (أرشيفية متداولة)
وتُعدّ بلدة تمبول أحد أكبر المراكز الحضرية في منطقة شرق الجزيرة والبطانة، وقد تعرضت في الأشهر الماضية، وعقب استعادتها من «قوات الدعم السريع»، لهجمات وصفت بـ«الانتقامية»، إثر انشقاق كيكل عنها في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وانضمامه للجيش، حيث شارك في استعادة ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم، ويقاتل حالياً في جبهات كردفان.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل (نيسان) 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت بأكبر أزمة نزوح في العالم مؤخراً، بينما فشلت وساطات إقليمية ودولية عدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
ترامب: أوروبا هي من تمول إرسال الأسلحة لأوكرانيا
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يسعى لمنع استمرار الحرب في أوكرانيا والعمل على إنقاذ آلاف الأرواح، مشدداً على أهمية لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال ترمب إنه يعتقد أن كلا من بوتين وزيلينسكي قادران على التوصل إلى اتفاق سلام، مؤكداً أن الاجتماع المقبل سيكون ذا أهمية أكبر من قمة ألاسكا السابقة. وأشار ترمب إلى أن أوروبا هي التي تدفع الأموال لإرسال الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، مضيفاً أن الحرب في أوكرانيا هي حرب الرئيس بايدن وليست من شأنه. وأضاف الرئيس الأميركي أنه يعمل على وقف ست حروب خلال ستة أشهر، معرباً عن فخره بالجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف. "بوتين لن يسيطر على أوكرانيا في وجودي" وشدد على أن بوتين لن يسيطر على أوكرانيا في وجودي. وقال: "إذا عقدنا اجتماعا جيدا سنحقق السلام بأوكرانيا في المستقبل القريب". وضع حد للحرب وكان ترامب أكد، أمس الأربعاء، أنه يرغب في تنظيم لقاء بينه وبين نظيريه الروسي والأوكراني "مباشرة تقريبا" بعد قمته مع بوتين في ألاسكا، بهدف وضع حد للحرب في أوكرانيا. أتى حديث ترامب هذا عقب ما وصفه بـ"اتصال جيد جدا" مع قادة أوروبيين، في خضم تقدم غير مسبوق للقوات الروسية في أوكرانيا. في حين أمل الرئيس الأوكراني متحدثا من برلين، حيث استقبله المستشار الألماني فريدريش ميرتس لإجراء اجتماع عبر الفيديو مع ترامب، وكبار القادة الأوروبيين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، "أن يكون الموضوع الرئيسي لاجتماع ألاسكا هو وقف إطلاق نار فوري". تنازل عن بعض الأراضي يشار إلى أن الرئيس الأميركي كان ألمح سابقا إلى إمكانية حصول تنازل عن بعض الأراضي الأوكرانية مقابل وقف الحرب، وإرساء السلام بين البلدين. في حين تتمسك كييف بسيادتها على كامل أراضيها، مشددة على أولوية وقف إطلاق النار. بينما تتمسك روسيا ببعض المناطق في الشرق الأوكراني، معتبرة أنها أولى بها، وأن سكانها اختاروا الانضمام إليها في استفتاء أجرته العام الماضي، ولا تعترف به كييف ولا المجتمع الدولي.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
ما صحة عرقلة مصر مخططاً إسرائيلياً لتوطين «الغزيين» بجنوب السودان؟
طرحت تقارير إعلامية، تتحدث عن مشاورات إسرائيلية مع جنوب السودان لتوطين فلسطينيين بها، تساؤلات حول الموقف المصري، ودوره في عرقلة المخطط الإسرائيلي لنقل الغزيين، خاصة مع أنباء عن «ضغط مصري على جنوب السودان لمنع استقبال الفلسطينيين»، رغم نفي جوبا عقد أي محادثات مع الإسرائيليين بهذا الشأن. وتعلن مصر بشكل رسمي ومتكرر رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء أكان ذلك إلى أراضيها أو أي دولة أخرى، باعتبار الأمر «تصفية للقضية الفلسطينية». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس»، عن 6 أشخاص مطلعين، أن محادثات جرت بين إسرائيل وجنوب السودان لبحث إمكانية إعادة توطين سكان غزة، في جنوب السودان، في إطار جهود إسرائيلية أوسع لتسهيل الهجرة الجماعية من القطاع. غير أن وزارة الخارجية في جنوب السودان نفت تلك المزاعم، وقالت في إفادة لها، مساء الأربعاء، إنها «تنفي بشكل قاطع التقارير الإعلامية الأخيرة التي تزعم أن جوبا تجري مناقشات مع إسرائيل لتوطين فلسطينيين من غزة». وأكدت أن «هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، ولا تعكس الموقف الرسمي وسياسة جنوب السودان». وسبق أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد تحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل جزء كبير من سكان غزة، من خلال ما وصفه نتنياهو بـ«الهجرة الطوعية». وقال، في تصريحات إعلامية، مساء الثلاثاء: «من الصواب وفقاً لقوانين الحرب، السماح للسكان بالمغادرة». ورحّبت الرئاسة الفلسطينية، بموقف جنوب السودان. وأشادت في إفادة لها، الخميس، «بعدم مشاركة جوبا ضمنيّاً في حرب الإبادة والتجويع ومحاولات التهجير التي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي». ويشير الإعلام الإسرائيلي إلى أن إسرائيل طرحت مقترحات لدول أخرى لنقل الغزيين إليها. وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو تجري محادثات مع 5 دول أو أقاليم هي «إندونيسيا، وأرض الصومال، وأوغندا، وجنوب السودان، وليبيا»، لبحث قبول فلسطينيين سيتم تهجيرهم من قطاع غزة. ونقلت وفق «أسوشييتد برس»، عن مسؤولين من مصر، قولهما: «إنهما على علم منذ أشهر بجهود إسرائيل لإيجاد دولة تستقبل الفلسطينيين، بما في ذلك اتصالاتها مع جنوب السودان». وأضافا أنهما «يمارسان ضغوطاً على جنوب السودان لمنع استقبال الفلسطينيين». ويعتقد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، أن مصر تجري اتصالات مع الدول التي تتحدث عنها إسرائيل كوجهات لتوطين فلسطينيين بها. وقال حليمة لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تستهدف باتصالاتها التأكيد على أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أمر يخالف القانون الدولي، وترفضه الدول العربية والإسلامية ودول أوروبية». وأوضح حليمة أن «دعوات تهجير الفلسطينيين مرفوضه عربياً دولياً. ورغم ذلك، تصرّ عليها إسرائيل». وقال إن «القاهرة تكثف اتصالاتها الدبلوماسية لرفض تلك الإجراءات»، مشيراً إلى أن «ممارسات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، لتطبيق حلم ما يسمى (إسرائيل الكبرى)». وتلقى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالاً من نظيره في جنوب السودان، مونداي سيمايا كومبا، في يوليو (تموز) الماضي. وحسب إفادة الخارجية المصرية، تناول الاتصال «سبل تعزيز العلاقات الثنائية». في المقابل، لا يعني الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين، «التدخل في مواقف الدول الأخرى»، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف المصري من تلك القضية ثابت وواضح، وتحذر من حدوثه، حفاظاً على القضية الفلسطينية، دون أن تُملي مواقفها على دول أخرى». وباعتقاد فهمي، فإن إسرائيل «تسعى لاستثمار الأزمات والصراعات في بعض الدول الأفريقية والعربية، من أجل القبول بتهجير فلسطينيين من غزة»، مشيراً إلى أن «هذه التحركات لا تعني نجاح المخطط الإسرائيلي، في ضوء المواقف الدولية الرافضة لدعوات التهجير». ويأتي الجدل المثار بشأن توطين فلسطينيين في جنوب السودان، بعد زيارة وزير خارجية جنوب السودان، إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، بدعوة من نظيره الإسرائيلي. في حين تحدثت وسائل إعلام سودانية عن زيارة نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، شارين هاسكل، إلى جوبا، في زيارة رسمية تبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
الإمارات تنجح في وساطة جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
أعلنت دولة الإمارات نجاح جهود وساطة جديدة بين روسيا وأوكرانيا، أسفرت عن إتمام عملية تبادل شملت 84 أسيراً من كل جانب، بمجموع 168 أسيراً، ليصل بذلك العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم عبر الوساطات الإماراتية منذ اندلاع الأزمة إلى 4349 أسيراً. وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية أنه بنجاح هذه العملية، ارتفع عدد الوساطات التي قامت بها الإمارات خلال الأزمة إلى 16 وساطة، ما يعكس قوة العلاقات التي تربطها بكل من موسكو وكييف، ويؤكد دورها البارز في دعم الحلول السلمية. وأضافت الوزارة أن دولة الإمارات ستواصل جهودها ومساعيها الرامية إلى إنجاح مختلف المبادرات التي تسهم في التوصل لحل سلمي للنزاع، والتخفيف من المعاناة الإنسانية الناجمة عن الأزمة.