
ما صحة عرقلة مصر مخططاً إسرائيلياً لتوطين «الغزيين» بجنوب السودان؟
وتعلن مصر بشكل رسمي ومتكرر رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء أكان ذلك إلى أراضيها أو أي دولة أخرى، باعتبار الأمر «تصفية للقضية الفلسطينية».
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس»، عن 6 أشخاص مطلعين، أن محادثات جرت بين إسرائيل وجنوب السودان لبحث إمكانية إعادة توطين سكان غزة، في جنوب السودان، في إطار جهود إسرائيلية أوسع لتسهيل الهجرة الجماعية من القطاع.
غير أن وزارة الخارجية في جنوب السودان نفت تلك المزاعم، وقالت في إفادة لها، مساء الأربعاء، إنها «تنفي بشكل قاطع التقارير الإعلامية الأخيرة التي تزعم أن جوبا تجري مناقشات مع إسرائيل لتوطين فلسطينيين من غزة». وأكدت أن «هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، ولا تعكس الموقف الرسمي وسياسة جنوب السودان».
وسبق أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد تحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل جزء كبير من سكان غزة، من خلال ما وصفه نتنياهو بـ«الهجرة الطوعية». وقال، في تصريحات إعلامية، مساء الثلاثاء: «من الصواب وفقاً لقوانين الحرب، السماح للسكان بالمغادرة».
ورحّبت الرئاسة الفلسطينية، بموقف جنوب السودان. وأشادت في إفادة لها، الخميس، «بعدم مشاركة جوبا ضمنيّاً في حرب الإبادة والتجويع ومحاولات التهجير التي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي».
ويشير الإعلام الإسرائيلي إلى أن إسرائيل طرحت مقترحات لدول أخرى لنقل الغزيين إليها. وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو تجري محادثات مع 5 دول أو أقاليم هي «إندونيسيا، وأرض الصومال، وأوغندا، وجنوب السودان، وليبيا»، لبحث قبول فلسطينيين سيتم تهجيرهم من قطاع غزة.
ونقلت وفق «أسوشييتد برس»، عن مسؤولين من مصر، قولهما: «إنهما على علم منذ أشهر بجهود إسرائيل لإيجاد دولة تستقبل الفلسطينيين، بما في ذلك اتصالاتها مع جنوب السودان». وأضافا أنهما «يمارسان ضغوطاً على جنوب السودان لمنع استقبال الفلسطينيين».
ويعتقد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، أن مصر تجري اتصالات مع الدول التي تتحدث عنها إسرائيل كوجهات لتوطين فلسطينيين بها. وقال حليمة لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تستهدف باتصالاتها التأكيد على أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أمر يخالف القانون الدولي، وترفضه الدول العربية والإسلامية ودول أوروبية».
وأوضح حليمة أن «دعوات تهجير الفلسطينيين مرفوضه عربياً دولياً. ورغم ذلك، تصرّ عليها إسرائيل». وقال إن «القاهرة تكثف اتصالاتها الدبلوماسية لرفض تلك الإجراءات»، مشيراً إلى أن «ممارسات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، لتطبيق حلم ما يسمى (إسرائيل الكبرى)».
وتلقى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالاً من نظيره في جنوب السودان، مونداي سيمايا كومبا، في يوليو (تموز) الماضي. وحسب إفادة الخارجية المصرية، تناول الاتصال «سبل تعزيز العلاقات الثنائية».
في المقابل، لا يعني الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين، «التدخل في مواقف الدول الأخرى»، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف المصري من تلك القضية ثابت وواضح، وتحذر من حدوثه، حفاظاً على القضية الفلسطينية، دون أن تُملي مواقفها على دول أخرى».
وباعتقاد فهمي، فإن إسرائيل «تسعى لاستثمار الأزمات والصراعات في بعض الدول الأفريقية والعربية، من أجل القبول بتهجير فلسطينيين من غزة»، مشيراً إلى أن «هذه التحركات لا تعني نجاح المخطط الإسرائيلي، في ضوء المواقف الدولية الرافضة لدعوات التهجير».
ويأتي الجدل المثار بشأن توطين فلسطينيين في جنوب السودان، بعد زيارة وزير خارجية جنوب السودان، إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، بدعوة من نظيره الإسرائيلي. في حين تحدثت وسائل إعلام سودانية عن زيارة نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، شارين هاسكل، إلى جوبا، في زيارة رسمية تبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 39 دقائق
- الشرق الأوسط
البرهان: ماضون في دحر «الدعم السريع»
جدد رئيس «مجلس السيادة» السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس، مواقفه الرافضة لأي مهادنة أو مصالحة مع «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «نحن ماضون في معركة الكرامة ودحر هذا التمرد، ولن نخون دماء إخواننا وأبنائنا». ووجّه البرهان من منطقة «النقعة والمصورات» التراثية بولاية نهر النيل، شمال البلاد، التهاني إلى ضباط وضباط صف وجنود الجيش فيما وصفه بـ«اليوم التاريخي»، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس القوات المسلحة و71 عاماً على سودنتها. من جهته، ردّ تحالف «تأسيس»، حليف محمد حمدان دقلو (حميدتي) زعيم «الدعم السريع»، على بيان مجلس الأمن الدولي الذي انتقد بشدة إعلان «الدعم السريع» وحلفائها تشكيل حكومة موازية. وقال المتحدث باسم التحالف، علاء الدين نقد: «إن إعلان حكومة الوحدة والسلام هو الضامن لوحدة السودان في مواجهة الإجراءات الانفصالية التي تقوم بها حكومة بورتسودان». وأضاف نقد أن تحالف «تأسيس» على استعداد «للتعاون مع المجتمع الدولي في كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي».


الشرق الأوسط
منذ 39 دقائق
- الشرق الأوسط
مشروع استيطاني يستهدف «وأد» الدولة الفلسطينية
على الرغم من الإدانات العربية والدولية لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن احتلال غزة، وحديثه عما سمّاه «إسرائيل الكبرى»، خرج وزير ماليته اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، ليعلن أمس عن إحياء مشروع استيطاني، مؤجل منذ فترة، من شأنه أن يقسّم الضفة الغربية ويفصلها عن القدس الشرقية، في خطوة وصفها مكتبه بأنها «ستئد» فكرة إقامة دولة فلسطينية، وهي الفكرة التي تزداد قبولاً لدى العديد من الدول. وقال سموتريتش إن كل الخطوات تجري بالتنسيق مع نتنياهو «وبدعم كامل من الإدارة الأميركية». وتحدث عن «بدء خطة لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم، بهدف ربطها بمدينة القدس الكبرى، ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي، واستثمار مليارات الشواقل، لإدخال مليون مستوطن جديد إلى الضفة، والمصادقة على بناء 3401 وحدة سكنية، ضمن المخطط الاستيطاني في المنطقة (E1)، الواقعة شرق القدس، ما من شأنه فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها». إلى ذلك، كثّفت القوات الإسرائيلية القصف والتوغلات البرية للسيطرة على مدينة غزة، في إطار التحضير لمشروعها لاحتلال القطاع. ولليوم الرابع على التوالي، شهد حيّا الزيتون والصبرة، جنوب مدينة غزة، غارات استهدفت مباني ومنازل وغير ذلك من المناطق.


العربية
منذ 40 دقائق
- العربية
صفقة شاملة لغزة.. تفاصيل المفاوضات في القاهرة
فيما يرتقب أن يصل رئيس الحكومة الفلسطينية إلى القاهرة، الأحد المقبل، ناقش وفد حركة حماس على مدى اليومين الماضيين مقترحاً لصفقة شاملة حول قطاع غزة مع الوسطاء المصريين. وأبدى وفد الحركة تجاوبه إلى حد بعيد، وفق ما أكد مصدر مصري مطلع على المفاوضات، أمس الأربعاء. فما الذي تضمنته الصفقة أو المقترح حول غزة ؟ في السياق، أفادت مصادر العربية/الحدث، اليوم الخميس، بأن الصفقة تضمنت إنهاء الحرب مقابل تبادل أسرى شامل على مرحلتين. كما نصت على أن تلتزم حماس بوقف طويل لإطلاق النار، وتجميد نشاط الجناح العسكري خلال فترة انتقالية. "سلاح غزة" وتضمنت الصفقة أيضا وقف تصنيع وتهريب السلاح في غزة، والتزام حماس بعدم إعادة استخدام السلاح، فضلا عن العمل على صيغة نهائية يجري التفاوض عليها بشأن مستقبل "سلاح غزة". إلى ذلك، نصت على نفي "رمزي "لبعض قادة حماس إلى الخارج. كذلك أفادت بتولي قوات دولية وعربية مهام مؤقتة في غزة. انسحاب تدريجي أما في ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من القطاع، فنصت على أن يكون تدريجيا بإشراف عربي–أميركي، ومشروط بالاتفاق النهائي حول السلاح والحكم في القطاع، على أن يضمن الوسطاء وتركيا الالتزام بالاتفاق. وتضمن الاتفاق كذلك ضمانات بعدم إعادة استخدام السلاح خلال المرحلة الانتقالية. تأتي تلك المساعي المصرية بالتزامن مع استعداد الجيش الإسرائيلي لاحتلال كامل القطاع الفلسطيني المدمر، علما أنه يسيطر على ما يقارب 75% منه. فقد أعلن الجيش، الأربعاء، أن رئيس الأركان إيال زامير وافق على "الفكرة المركزية" لخطة الهجوم على غزة، فيما تحدّثت حماس عن "عمليات توغل" إسرائيلية في المدينة التي ترزح منذ أيام تحت قصف عنيف ومتواصل. بالتزامن، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قدرة قواته على "محو غزة عن بكرة أبيها". ويعيش الغزيون منذ السابع من أكتوبر 2023 على وقع قصف إسرائيلي عنيف وحصار خانق أدى إلى مقتل عشرات الأطفال "جوعاً" وفق تقديرات الأمم المتحدة. فيما بلغ عدد الوفيات جراء الحرب أكثر من 61 ألف قتيل، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.