logo
دعوة لحظر النكهات في السجائر الإلكترونية لحماية الأطفال

دعوة لحظر النكهات في السجائر الإلكترونية لحماية الأطفال

سعورسمنذ 2 أيام

إن التبغ ليس مجرد عادة، بل هو آفة عالمية تزهق أرواح الملايين سنويًا، ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يتسبب تعاطي التبغ في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص حول العالم كل عام، منهم أكثر من 7 ملايين نتيجة للتدخين المباشر، وحوالي 1.3 مليون من غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي. إن هذه الأرقام الصادمة تسلط الضوء على حجم الأزمة وتؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز الجهود العالمية لمكافحة هذا الخطر المتنامي.
فضح تكتيكات صناعة التبغ والنيكوتين
تهدف حملة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذا العام إلى تسليط الضوء بقوة على الاستراتيجيات التي تعتمدها شركات التبغ والنيكوتين لإغراء الأفراد بمنتجاتها الضارة، مع التركيز بشكل خاص على استهداف الشباب، وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز الوعي العام، والدعوة إلى تبني سياسات أكثر صرامة، ويتضمن ذلك حظر النكهات التي تزيد من جاذبية منتجات التبغ والنيكوتين، بهدف أسمى وهو حماية الصحة العامة للمجتمعات من هذا الخطر المتزايد.
على الرغم من التقدم الملحوظ الذي أحرزه العالم في مكافحة التبغ، لا تزال صناعتا التبغ والنيكوتين تواصلان تكييف استراتيجياتهما الخبيثة لجذب المستهلكين الجدد والاحتفاظ بالقدامى، هذه الجهود المتواصلة تقوض كل ما بُذل من أجل الصحة العامة، وتستهدف بشكل خاص الفئات الضعيفة في المجتمع، وفي مقدمتها الشباب.
وتشمل التكتيكات الشائعة التي تعتمدها هذه الصناعة، النكهات والمواد المضافة التي تعمل على تعزيز الطعم وإخفاء قسوة التبغ، مما يزيد من جاذبيته بشكل كبير، والتسويق المستهدف الذي يستخدم تصميمات أنيقة وتغليفًا جذابًا وحملات رقمية مكثفة لترويج المنتجات الضارة، وأخيرًا تصميم المنتجات الخادعة التي تُصنع لتبدو شبيهة بالحلويات أو الألعاب، في محاولة واضحة لجذب الأطفال والمراهقين بشكل مباشر ومخادع، وهذه التكتيكات لا تشجع على البدء في استخدام هذه المنتجات فحسب، بل إنها تزيد أيضًا من تعقيد عملية الإقلاع عن الإدمان، مما يرفع من خطر الوقوع في براثن الإدمان ويجلب عواقب صحية وخيمة طويلة الأمد.
أوروبا والشباب وسياسات حماية أقوى
كشفت بيانات المنطقة الأوروبية ل منظمة الصحة العالمية في عام 2022 عن ثغرات كبيرة في حماية الأطفال والشباب من السجائر الإلكترونية، فقد اتضح أن أربع دول فقط تفرض حظرًا شاملًا على جميع النكهات في السجائر الإلكترونية، بينما تسمح أربع دول أخرى بنكهات محددة أو تضع عليها قيودًا، والأكثر إثارة للقلق هو أن إحدى عشرة دولة فقط تحظر جميع أشكال الإعلان والترويج والرعاية للسجائر الإلكترونية، في حين تفرض ست وثلاثون دولة حظرًا جزئيًا، وتسمح ست دول أخرى بتسويقها دون أي قيود تنظيمية تذكر، هذه الثغرات التنظيمية الواسعة تجعل الشباب عرضة بشكل أكبر لتكتيكات التسويق المستهدف للسجائر الإلكترونية.
يتزايد استخدام منتجات النيكوتين، مثل السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، بشكل مقلق بين الشباب. ففي عام 2022، قُدّر أن اثني عشر ونصف بالمائة (12.5%) من المراهقين في المنطقة الأوروبية قد استخدموا السجائر الإلكترونية، مقارنة بنسبة اثنين بالمئة (2%) فقط من البالغين. وتشير بيانات أخرى من منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 38 مليون شاب وفتاة تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عامًا حول العالم يستخدمون شكلاً من أشكال التبغ. في بعض البلدان، وصل استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال في سن الدراسة إلى مستويات أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات من تدخين السجائر التقليدية، وهو ما يسلط الضوء بوضوح على اتجاه مقلق يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة على كافة المستويات.
نحو مستقبل خالٍ من التبغ والنيكوتين
يوفر اليوم العالمي للامتناع عن التبغ 2025 فرصة لا تقدر بثمن لتسليط الضوء على الاستراتيجيات الملتوية التي تؤدي إلى استمرار استخدام التبغ والنيكوتين، إنه يوم يدعو إلى تعزيز الالتزام الجماعي بالعمل نحو بناء مستقبل أكثر صحة، حيث لا يقع الشباب فريسة لتكتيكات صناعة التبغ، وحيث يتم حماية صحة الأجيال القادمة. الرسالة واضحة من منظمة الصحة العالمية، فلا بد من كشف هذه التكتيكات، وتوعية الجمهور، وتطبيق سياسات صارمة لحماية صحة الجميع. فكل عام، يُكلف التبغ الاقتصاد العالمي ما يقدر بنحو 1.4 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يؤكد أن مكافحة التبغ ليست مجرد قضية صحية، بل هي ضرورة اقتصادية واجتماعية ملحة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بشراكة إماراتية.. الصحة العالمية تطلق برنامجًا شاملًا لمكافحة سوء التغذية في جزيرة سقطرى
بشراكة إماراتية.. الصحة العالمية تطلق برنامجًا شاملًا لمكافحة سوء التغذية في جزيرة سقطرى

حضرموت نت

timeمنذ يوم واحد

  • حضرموت نت

بشراكة إماراتية.. الصحة العالمية تطلق برنامجًا شاملًا لمكافحة سوء التغذية في جزيرة سقطرى

أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأحد، إطلاق برنامج شامل لمكافحة سوء التغذية في جزيرة سقطرى، بالشراكة مع حكومة الإمارات العربية المتحدة، عبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للعمل الإنساني وبالتنسيق الوثيق مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية. وأوضحت المنظمة أن سقطرى، التي يزيد عدد سكانها على 83000 نسمة، تواجه تحديات سوء تغذية ناجمة عن انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى موجات متكررة من فاشيات الكوليرا والحصْبة وحمى الضنك. وأشارت إلى أن 32 مرفقًا صحيًا بالجزيرة، تعمل جميعها تحت ضغط هائل، بينما لا يتوفر في الجزيرة مختبر مركزي للصحة العامة، ولا مستودع فعال للأدوية، ولا نظام لتخزين المستلزمات والمواد الطبية مسبقًا. وذكرت المنظمة أن معدل ‎سوء التغذية الحاد العام في الجزيرة يصل إلى 10.9%، ومعدل سوء التغذية الحاد الوخيم إلى 1.6%، ما يشير إلى حالة طوارئ صحة عامة خطيرة. فريما كوليبالي زيربو، القائمة بأعمال منظمة الصحة العالمية في ‎اليمن، اعتبرت أن هذا البرنامج يعكس التزامًا مشتركًا من جانب منظمة الصحة العالمية ودولة الإمارات العربية المتحدة بتحسين صحة السكان المعرضين للخطر وعافيتهم. ويهدف المشروع إلى الحد من الوفيات الناجمة عن سوء الصحة وسوء التغذية بنسبة 20% على مدى العامين المقبلين، وذلك بتطبيق نهج متكامل لتعزيز النظم الصحية. وأكد محمد حاجي الخوري، مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، عزم المؤسسة 'على التصدي بفعالية للتحديات الغذائية والصحية التي تواجه النساء والأطفال في سقطرى'.

تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم
تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم

سودارس

timeمنذ 2 أيام

  • سودارس

تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم

استقرار معدلات الإصابة قالت مديرة إدارة الطوارئ والأوبئة بالوزارة، د. ليلى حمد النيل، إن الوضع الصحي لا يزال مقلقاً، رغم استقرار معدلات الإصابة. وأشارت إلى افتتاح 11 مركزاً للعزل الصحي في العاصمة، إلى جانب تفعيل مراكز أخرى بوحدات الرعاية الصحية الأولية. توزيع لقاح الكوليرا أكدت حمد النيل تسلم الوزارة نحو ثلاثة ملايين جرعة من لقاح الكوليرا، مقدمة من منظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات العاملة في المجال الإنساني. سيتم توزيع اللقاحات على المناطق الأكثر تأثراً بالوباء، لا سيما في ولايتي الخرطوم وشمال كردفان. تدهور الأوضاع الصحية يشهد السودان تفشيًا واسعًا لوباء الكوليرا منذ عدة أشهر، في ظل تدهور الأوضاع الصحية جراء الحرب المستمرة وانهيار منظومة الخدمات الأساسية في العديد من الولايات.

كيف يُضعف نمط الحياة الخامل قلبك؟
كيف يُضعف نمط الحياة الخامل قلبك؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

كيف يُضعف نمط الحياة الخامل قلبك؟

في القرن العشرين، برز التدخين عادةً ضارةً بالصحة العامة، أما اليوم، فقد احتلت عادة الجلوس، الأكثر انتشاراً في كل مكان، بهدوء مكانها بوصفها سبباً رئيسياً للأمراض المزمنة والوفاة المبكرة. وتكشف تحليلات أجريت مؤخراً على أكثر من مليون شخص، وفقاً لموقع «هيلث سايت»، أن الجلوس لأكثر من 8 ساعات يومياً، دون ممارسة أي نشاط بدني تعويضي عن ذلك، يؤدي إلى مخاطر الوفاة التي تضاهي مخاطر السمنة وتدخين السجائر. ويقول الدكتور أبهيجيت بورسي، اختصاصي أمراض القلب التداخلية في معهد القلب الآسيوي بمدينة مومباي: «في الواقع، الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في الجلوس يواجهون معدلات أعلى بكثير من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، مقارنة بأولئك الذين يحافظون على نشاط بدني منتظم». ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 1.8 مليار شخص بالغ في جميع أنحاء العالم لا يُمارسون نشاطاً كافياً، ما يُعرضهم لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان. سيدة تجلس إلى مكتبها وتقوم بكتابة قائمة المهام اليومية وأمامها جهاز كمبيوتر وآخر لوحي ومشروب (د.ب.أ) وفي البلدان ذات الدخل المرتفع، أدّى العمل المرتكز على المكاتب والترفيه الرقمي إلى تفاقم هذا الاتجاه؛ واحد من كل أربعة أميركيين يجلس لأكثر من 8 ساعات يومياً، وهو ما يتجاوز بكثير الحد الأقصى الموصى به. عندما تجلس، فإن عضلاتك الوضعية الكبيرة «تتوقف عن العمل»، ما يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض بنسبة تصل إلى 90 في المائة خلال نصف الساعة الأولى. ويؤدي انخفاض نشاط العضلات إلى ضعف تنظيم الجلوكوز وارتفاع نسبة السكر في الدم ونسبة الدهون غير الصحية التي تُعدُّ من السمات المميزة لمتلازمة التمثيل الغذائي التي تُسرع من تراكم الترسبات في الشرايين. ويعوق السكون لفترات طويلة تدفق الدم، ما يتسبب في تجمع الأحماض الدهنية والدهون في جدران الأوعية الدموية. وبمرور الوقت، يؤدي ذلك إلى تصلب الشرايين، ما يؤدي إلى تضييق الشرايين التاجية وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية. وقد وجد تحليل على مجموعات سكانية متنوعة أن السلوك الخامل المزمن وحده يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 34 في المائة تقريباً. الجلوس الطويل مُضر بالصحة (رويترز) ممارسة من 60 إلى 75 دقيقة من التمارين معتدلة الشدة يومياً تلغي بشكل فعال الآثار الضارة للجلوس لفترات طويلة. ومع ذلك فإن معظم البالغين لا يصلون إلى هذا الحد، فقد أظهرت دراسة جماعية تايوانية أجريت عام 2024 على 480 ألف شخص أن العاملين الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 34 في المائة مقارنة بأقرانهم الأكثر نشاطاً، وأن فترات الراحة القصيرة لممارسة التمارين الرياضية رغم فائدتها لا يمكن أن تعوض بشكل كامل عن يوم خامل. الوقوف كل 20 إلى 30 دقيقة، ويمكن ضبط منبه لمقاطعة الجلوس، كما أن المشي أو التمدد لمدة دقيقتين يمكن أن يحسن الدورة الدموية واستقلاب الجلوكوز. تنظيم اجتماعات أثناء المشي والتنزه حول المكتب أو الحرم الجامعي، بدلاً من غرف الاجتماعات. ركن السيارة في مكان أبعد قليلاً، أو النزول من وسائل النقل العام قبل محطة واحدة من المكان المراد أو الذهاب إلى العمل بالدراجة عندما يكون ذلك ممكناً. إعادة تصميم المكاتب لتشجيع المشي، على سبيل المثال مثل وضع طابعات مركزية في أماكن مخصصة وتوفير مساحات التجمع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store