مسرور بارزاني: أزمة رواتب كوردستان ستنتهي وبغداد سترسل وفداً لحل هذه المشكلة
شفق نيوز/ أعلن رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، يوم الأربعاء، أن أزمة إيقاف تمويل رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام في الاقليم في طريقها الى الحل، وأنه تواصل مع رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بهذا الصدد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم في اربيل تطرق فيه مسرور بارزاني، الى الصراع الذي حدث في المنطقة، وقال إن "الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يصب في مصلحة جميع دول المنطقة، ونأمل أن يكون خطوة نحو استعادة السلام والاستقرار في عموم الإقليم".
وأضاف "نحن في إقليم كوردستان بذلنا جهدنا للبقاء بعيدين عن هذه الحرب والفوضى، ومن الواجب أن نعبر عن شكرنا لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي سعى إلى تجنيب العراق الدخول في هذا الصراع".
وفيما يتعلق بمسألة الرواتب قال رئيس حكومة الإقليم، إنه "خلال الشهرين الماضيين، لم تُصرف رواتب موظفي إقليم كوردستان بطريقة قانونية، وهذا يُعدّ إجراءً غير دستوري. ونرى أنه من غير المقبول ربط رواتب موظفي إقليم كوردستان بأي خلاف وصراع سياسي".
وشدد على أنه "لن نتنازل بأي شكل من الأشكال عن أي حق دستوري لشعب إقليم كوردستان، وسنواصل الدفاع عنها"، مردفا بالقول إنه "خلال الفترة الماضية، لم يكن هناك يوم لم نكن فيه منشغلين بالبحث عن حل لهذه الأزمة".
ومضى مسرور بارزاني بالقول "كنا على تواصل مع المسؤولين، وأمس تحدثت مع رئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس مجلس الوزراء، وأكدت لهم أننا نرغب في المضي نحو حل هذه الأزمة، وقد أبديا ترحيبهما وأعلنا استعدادهما لإرسال وفد خلال اليومين المقبلين لمعالجة مسألة الرواتب".
وتحدث رئيس حكومة الاقليم عن تعليق صادرات نفط كوردستان وقال، إنه بسبب ذلك "تكبّد الاقتصاد العراقي واقتصاد إقليم كوردستان خسائر تجاوزت 25 مليار دولار، وحتى الآن لم تعوّض الحكومة الفيدرالية مواطني إقليم كوردستان عن هذه الخسائر".
وأكد أنه "لاستئناف تصدير نفط كوردستان من جديد، يجب التوصل إلى اتفاق مع جميع الأطراف، ولا سيما مع الشركات النفطية العاملة في الاقليم التي تطلب بضمان تكاليف الاستخراج".
واستطرد مسرور بارزاني القول "كنا ننتظر صدور قرار من المحكمة الاتحادية العليا في العراق يصب في مصلحة رواتب موظفي إقليم كوردستان، لكن المحكمة تم حلها باستقالة عدد من الأعضاء. والآن نعلق آمالنا على مجلس القضاء الأعلى في العراق لحل مشكلة الرواتب".
وتابع رئيس حكومة الاقليم إنه "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية بشأن حل مشكلة الرواتب، فسنلجأ إلى الإيرادات الداخلية وتقليل النفقات أو أي وسيلة ممكنة، من أجل تأمين الحقوق المالية المستحقة لشعب إقليم كوردستان وفق الإمكانيات"، مستدركا القول "ولكنني متفائل في التوصل الى حل جذري مع الحكومة الاتحادية بهذا الشأن".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
الدولار يتراجع إلى أدنى مستوياته منذ 3 أعوام ونصف
شفق نيوز/ سجل الدولار الأمريكي، اليوم الخميس، مستويات متدنية مقابل العملات الرئيسية، متراجعاً إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أعوام ونصف أمام اليورو، وسط تصاعد المخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) وتأثير ذلك على الثقة في السياسة النقدية للبلاد. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن الرئيس دونالد ترامب يفكر في الإعلان عن بديل لرئيس الفيدرالي جيروم باول بحلول شهري أيلول أو تشرين الأول المقبلين. وقال كيران وليامز، رئيس قسم الصرف الأجنبي في آسيا لدى "إن تاتش كابيتال ماركتس"، إن الأسواق قد تشعر بالقلق من أي تحرك مبكر لتسمية خليفة لباول، خاصة إذا بدا أن القرار مدفوع باعتبارات سياسية. وأضاف: "مثل هذه الخطوة ستثير تساؤلات حول استقلالية الفيدرالي، وقد تقوض مصداقيته". وتابع وليامز أن "القرار، إذا ثبتت دوافعه السياسية، قد يعيد ضبط توقعات أسعار الفائدة، ويؤدي إلى إعادة تقييم وضع الدولار". وكان ترامب قد وصف باول، يوم أمس الأربعاء، بأنه "بغيض" لعدم إقدامه على خفض أسعار الفائدة بشكل حاد، بينما أكد باول، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، ضرورة توخي الحذر في السياسات النقدية في ظل مخاطر تضخمية ناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. وتأثرت التوقعات في الأسواق، حيث ارتفعت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في تموز إلى 25%، مقابل 12% قبل أسبوع، مع توقعات بخفض الفائدة بمقدار 64 نقطة أساس بنهاية العام، ارتفاعاً من 46 نقطة أساس الأسبوع الماضي. وانخفض الدولار على نطاق واسع، وارتفع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1687 دولار، مسجلاً أعلى مستوياته منذ تشرين الأول 2021، كما صعد الجنيه الإسترليني بالنسبة ذاتها إلى 1.3690 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ كانون الثاني 2022. وسجل الدولار أدنى مستوى له أمام الفرنك السويسري منذ عام 2011 عند 0.8033، فيما بلغ الفرنك مستوى قياسياً مرتفعاً مقابل الين عند 180.55. وانخفض الدولار أمام الين بنسبة 0.2% إلى 144.89، وهبط مؤشر الدولار إلى 97.491، وهو الأدنى منذ أوائل 2022. من جهته، حذر بنك "جيه بي مورغان"، يوم الأربعاء، من أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب قد تسهم في تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم، مما قد يرفع احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود بنسبة تصل إلى 40%.


موقع كتابات
منذ 3 ساعات
- موقع كتابات
الحب التاريخي بين اميركا وايران…… /1
يصف الكثير من المحللين السياسيين المعتبرين في اميركا علاقة امبركا وايران بعلاقة الحب الازلي او الحب الاول الذي لايموت رغم الفراق وتاريخ العلاقات الاميركية الايرانية بدأ فعليا بعد ان طلبت بريطانيا من اميركا مساعدتها في التخلص من حكم الدكتور مصدق بداية خمسينات القرن الماضي وفعلا قامت وكالة المخابرات المركزية الأميركية باسقاط حكومة مصدق التي كانت تمتلك دعما شعبيا لانظير له وبعملية استخبارية لاتزال يتم تدريسها في المعاهد الامنية ومراكز الدراسات الاستخبارية وبعد اسقاط مصدق وعودة الشاه محمد رضا بهلوي للحكم توطدت العلاقات الاميركية الايرانية بشكل لامثيل له بل ان نصف الحماية الخاصة لشاه ايران كانوا اميركان وبعضهم اصبحوا ممثلين سينما مثل كيفن كوستنر… وعندما اندلعت التظاهرات في ايران نهاية عام ١٩٧٧وبداية عام 1978 كانت مؤشرات ومعلومات جهاز السافاك الايراني تشير الى اصابع اميركية وذلك لسببين اولا ان مستشار الامن القومي الاميركي وقتها زينغو بريجنسكي كان من اصحاب نظرية تغيير شكل الحكم في ايران ولان بريجنسكي طلب من البريطانيين ايقاف دفع الرواتب الشهرية التي كانت تدفعها المخابرات البريطانية لرجال الدين في ايران والتي بلغت كلفتها عام؛ 1976 اربعمائة مليون دولار وهو رقم كبير جدا وقتها وفعلا اندلعت ثورة شعبية ويقودها الامام الخميني وكانت التعليمات للمتظاهرين تنقل عبر خطب الخميني التي تسجل على شريط كاسيت وتوزع في المدن الايرانية ولن اطيل بالشرح ولكن عندما تم طرد الخميني من العراق وذهابه بعدها للجزائر حيث بقي مدة من الزمن وتم التفاهم بين الاميركان والخميني عن طريق صادق قطب زادة الذي كان بعتبر الصندوق المغلق للخميني وكاتم اسراره ومسؤول الاتصالات السرية الخاصة بالخميني وكان الخميني يقول عن صادق قطب زادة انه ابنه.. وبالفعل تمخضت الاتصالات التي قام بها صادق قطب زادة مع الاميركان عن موافقة الحكومة الفرنسية على استقبال الخميني في فرنسا.. وكانت اقامته في ضاحية باريسية اسمها نوفل دي لاشاتو وبدأت الصحف ومحطات التلفزيون تجري مقابلات مع الخميني وكان كل ذلك بدعم من المخابرات الفرنسية التي كانت تنسق مع المخابرات الاميركية وكان عراب الاتصالات كلها مع كل الاطراف هو صادق قطب زادة الذي نقل للاميركان وجميع الدول ان الخميني لن يقف بوجه مصالحهم ولن يأخذ موقفا إيجابي من الاتحاد السوفييتي وقتها وتم كل شيء بسرعة وتم نقل الخميني بطائرة فرنسية الى طهران وتمت سيطرة الخميني على الامور بعد تطمينات بجعل نظام الحكم ديمقراطيا وتعدد الاحزاب باستثناء الحزب الشبوعي الايراني (تودة) ولكن بعد تسعة اشهر قام اتحاد الطلبة المسلمين بالاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران واحتجاز موظفيها كرهائن وبدأت ازمة كبيرة بين اميركا وايران ولكن مع كل هذه الازمات والمشاكل كان المستفيد الاول منها اميركا لانها خوفت دول الخليج العربي النفطية من الخميني وثورته التي ستمتد الى دول الخليج خصوصا مع حصول اضطرابات في البحرين وقتها… وكان السبب الرئيسي لاحتحاز الدبلوماسيين الاميركان هو ايهام الخميني بان اميركا تتأمر عليه وهذا مانفاه صادق قطب زادة للخميني بعد اجراءه اتصالات مع الاميركان ووقتها كان هناك صراع يدور داخل السلطة في ايران بين مايوصف بالجناح المدني والجناح المتشدد المكون من رجال الدين وهذا الصراع تحول الى صراع عنيف حيث قامت مجاهدي خلق بعمليات اغتيال لكبار رموز السلطة وخصوصا الجناح المتشدد وقتلت رئيس الجمهورية المعين حديثا بدلا من ابو الحسن بني صدر الذي هرب خارج ايران وقتلت اغلبية القيادات ورئيس الوزراء وهنا ضغط الجناح المتشدد على الخميني واقنعوه بان يقوم باعدام صادق قطب زادة لانه عميل اميركي وانه هو عراب تغيير النظام وفعلا تم اعدام صادق قطب زادة الذي قال عنه الخميني وهو يصادق على قرار اعدامه انه يشعر بالالم لانه وقع قرار اعدام صادق قطب زادة.. ووقتها كانت الحرب العراقية الايرانية مشتعلة وكان الوضع الداخلي سيء جدا وكانت ثقافة الايرانيين وقتها ان كل مشاكلهم من الشيطان الاكبر الذي هو اميركا وان صدام حسين هو الشيطان الأصغر ومعه إسرائيل ومن هذه الترهات والاقاويل… ولكن.. بعدها باشهر بدأت اسرائيل بتزويد ايران بالاسلحة وقطع غيار الطائرات واطارات الطائرات وقذائف مدافع 175ملم والتي كان الايرانيون يعانون من نقص شديد فيها بل ان اغلب طائراتهم كانت متوقفة عن الخدمة بسبب نقص الاطارات وقطع الغيار وطبعا اسرائيل لم تزود ايران بالأسلحة الا بعد ان اخذت موافقة اميركا وكان الوسيط بين إيران واسرائيل تاجر اسلحة اسرائيلي من أصل ايراني اسمه يعقوب نمرودي ووالكل يتذكر فضيحة سقوط الطائرة الأرجنتينيةالتي كانت تنقل الأسلحة… وغدا نكمل لكم المقال…


موقع كتابات
منذ 8 ساعات
- موقع كتابات
من الرواتب إلى الغاز: خيوط اللعبة السياسية ضد إقليم كوردستان
في توقيت بالغ الحساسية، خرج رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، بتصريحات تؤكد أن باب الحوار مع بغداد لا يزال مفتوحًا، رغم أن 'أبواب بغداد'، كما يبدو من الوقائع، لا تزال موصدة في وجه استحقاقات دستورية أساسية، على رأسها حق موظفي الإقليم في الرواتب. ورغم أن حديثه حمل نبرة دبلوماسية متفائلة، فإن مضمونه كان واضحًا في التعبير عن مرارة سياسية تتراكم منذ سنوات. فأزمة الرواتب ليست جديدة، وقد تعاقبت عليها حكومات عراقية متتالية، لكن الجديد هذه المرة هو حجم الاستنزاف السياسي والاقتصادي الذي تسببت به، في ظل عجز الدولة الاتحادية عن تقديم تفسير قانوني أو دستوري مقنع لاستمرار الحجب. فرغم عشرات الوعود التي سمعها المواطن الكردي من وزراء ومسؤولين في بغداد، لا تزال الرواتب عالقة في مستنقع المساومات السياسية، وسط ذرائع متكررة تتعلق بالمخالفات الإدارية أو التحفظات المحاسبية، وهي حجج باتت معروفة لدى الرأي العام، بل ومستهلكة. وراء هذه الأزمة، تقف سياسة ممنهجة لإضعاف الإقليم، وفق ما يراه مراقبون، تقوم على استخدام الملف المالي كأداة ضغط سياسي لإعادة تعريف العلاقة بين أربيل وبغداد، من شراكة قائمة على الفيدرالية كما ينص الدستور في مادته الـ117، إلى علاقة أقرب للتبعية الإدارية والمالية. هذا التحول لا يستند إلى منطق القانون بقدر ما يعكس تغيّر موازين القوى، خاصة مع تصاعد النفوذ الإيراني داخل المؤسسات الاتحادية وتراجع الدور الأميركي، ما جعل من أربيل هدفًا لمحاولات إعادة الضبط السياسي والاقتصادي داخل الدولة. الخلل لا يقف عند حدود المال. فالمؤسسة القضائية، التي يُفترض أن تشكل صمام أمان دستوري في مثل هذه النزاعات، أصبحت هي الأخرى جزءًا من المأزق. المحكمة الاتحادية، التي سبق لها أن أصدرت قرارات أثارت جدلًا واسعًا بشأن شرعية صادرات النفط من كوردستان، دخلت في حالة شلل تام بعد استقالات مفاجئة لعدد من قضاتها، مما عطّل البت في الملفات العالقة، بما في ذلك الطعن الذي تقدمت به حكومة الإقليم بخصوص الرواتب. وفي ظل هذا الغياب القضائي، لم يتبقَّ سوى الأمل في تحرك مجلس القضاء الأعلى، رغم أن تجارب السنوات الماضية لا توحي بوجود إرادة سياسية فعلية لحل جوهر الخلاف. وفي خلفية هذا المشهد، يقف ملف الغاز الطبيعي كعنصر ضغط إضافي. فالإقليم يمتلك احتياطيات ضخمة، ويعمل مع شركات دولية مثل Dana Gas، ضمن تحالف Pearl Petroleum، على تطوير حقول خورمور وجمجمال التي تغذي محطات الكهرباء الرئيسية في الإقليم. كما تسعى أربيل، بالتعاون مع شركات أميركية بموجب العقود الجديدة الموقعة في واشنطن، إلى رفع إنتاج الغاز الطبيعي بما يحقق اكتفاءً شبه تام من الطاقة الكهربائية، يقدّر بنحو 8000 ميغاواط. وقد ينتج عن ذلك فائض يمكن تصديره إلى مناطق عراقية أخرى تعاني من عجز يصل إلى 30 ألف ميغاواط. هذا التوسع يفتح الباب أمام تحوّل استراتيجي في موقع كوردستان ضمن خريطة الطاقة الإقليمية. غير أن هذا التوجه يثير قلق بغداد، التي بدورها تعمل على تعزيز علاقاتها الطاقوية مع الصين وإيران، وتصر على احتكار قرار التصدير والسيادة على ملف الطاقة في عموم العراق. وهنا، لا تعود أزمة الرواتب مجرد قضية مالية، بل تتحول إلى امتداد طبيعي لصراع أوسع حول من يملك القرار الاقتصادي، ومن يحدد مستقبل العراق في سوق الطاقة. كل هذه التعقيدات تجري في ظل محاولات دولية حثيثة لاحتواء الأزمة. الولايات المتحدة، التي ما زالت ترى في إقليم كوردستان شريكًا أساسيًا في الحرب على الإرهاب وفي توازن الداخل العراقي، كثّفت من لقاءاتها مع الطرفين. وقد أكدت مسؤولة شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية، مورا نامدار، في تصريحاتها الأخيرة، على أهمية الوصول إلى تسوية مستدامة تحفظ خصوصية الإقليم ضمن عراق موحد ودستوري. هذه المواقف، وإن كانت إيجابية في مضمونها، لا تزال تفتقر إلى الضغط العملي المطلوب، في ظل غياب نية سياسية واضحة داخل بغداد للاعتراف الكامل بحقوق كوردستان والتعامل معه كشريك، لا كطرف تابع. وفي المحصلة، لا يمكن اعتبار الرواتب مجرد أزمة عابرة. إنها تمثل العنوان الأبرز لصراع سياسي مفتوح حول هوية العراق نفسه: هل هو دولة اتحادية مدنية تحترم التعدد والتنوع؟ أم مجرد مركز يفرض إرادته على الأقاليم ويُخضعها للابتزاز المالي؟ موقف مسرور بارزاني الأخير لم يكن استعراضًا إعلاميًا، بل إنذارًا ناعمًا: إن لم تُحلّ القضايا بالحوار، فإن الواقع سيفرض خياراته، والشعوب التي تُترك بلا رواتب لا يمكن أن تبقى إلى الأبد على طاولة الانتظار.