
إيران تعرب عن استيائها من "صمت" وكالة الطاقة الذرية
أعلنت إيران -السبت- أن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون كما في السابق، معربة عن استيائها إزاء "صمت" هذه الهيئة بعد شن إسرائيل ضربات على مواقع نووية إيرانية.
وقال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني والمكلّف بالملف النووي في تصريح متلفز إنه "من غير المعقول أن تتعرض هذه المواقع السلمية لهجمات وتلتزم الوكالة الصمت"، مشددا على أن تعاون طهران مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة لن يكون كما في السابق.
من جهتها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء أمس السبت أنها ستعقد اجتماعا طارئا لمحافظي الوكالة الاثنين لبحث هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن 4 أبنية حيوية في موقع أصفهان النووي في إيران تضررت جراء هجوم أمس، منها منشأة لمعالجة اليورانيوم وأخرى لتصنيع صفائح الوقود النووي.
وفي بيان سابق، ذكرت وكالة الطاقة الذرية أنها على اتصال بسلطات الأمان النووي الإيرانية للحصول على معلومات عن حالة المرافق النووية المعنية وتقييم أي آثار أوسع نطاقا قد تترتب على صعيد الأمان والأمن النوويين.
وذكّرت الوكالة بأن أي هجوم مسلح وأي تهديد ضد المرافق النووية المخصصة للأغراض السلمية يمثّلان انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام الأساسي للوكالة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 29 دقائق
- الجزيرة
الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد وجودنا
في أوضاع كالحرب، ينجرف الناس في الغالب، كالقطيع، وراء عصبية يؤمنون بأنها محقة، فلا يرون لا الآخر ولا المستقبل، ولا يدركون أنهم بذلك يزرعون بذور كراهية تقود إلى اندثار. ومن الجائز أن هذا المنطق ينطبق أكثر من أي جهة أخرى على الإسرائيليين الذين ما إن وقع السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى اصطفوا جميعهم تقريبًا خلف موقف لا يرى في الفلسطينيين إلا وحوشًا بشرية ينبغي إبادتها. ومن قلة من الكتاب وأصحاب التجارب، وقف الكاتب المسرحي يهوشع سوبول، البالغ من العمر 86 عامًا، ليحذر من منطق القطيع ويشير بأصبعه نحو طريق آخر. والحقيقة أنه كان سبّاقًا إلى نقد اليمين الإسرائيلي وتشبيه سلوكياته ومواقفه بالمواقف النازية. في مقابلة مطولة مع ميريام إليستر نُشرت في موقع "زمان" بمناسبة عيد "شفوعوت"، ينتقد سوبول الوضع الراهن ومجريات الحرب والعصبية الحاكمة والمحركة للأحداث. وبشكل متواضع يرى أن لديه الكثير مما يقوله، ولكن المشكلة أن آذان الأغلبية باتت صماء لا تود الاستماع إلا لما يروق لها. ولا تشفع له في ذلك مسرحيات كتبها وشاع أثرها السياسي والفكري في الماضي، لتركيزها على عرض تساؤلات حول الهوية اليهودية والإسرائيلية مثل: "فلسطينية"، و"روح يهودي"، و"ثلاثية الغيتو"، و"سيندروم أورشليم". كما لم تشفع له أغانٍ كتبها ورددها كثيرون قبل حوالي 50 عامًا مثل "أغنية الأرض المجنونة". سوبول من مواليد "بيت ليد" عام 1939، لوالدين هاجرا من أوكرانيا، وخدم في الجيش في الكتيبة 50 التابعة للواء "ناحال" في أواخر الخمسينيات. ويقول إنه طوال خدمته في الجيش لم يقتل أحدًا، رغم أنه كان بوسعه فعل ذلك. ويضيف: "ذات مرة في عام 1959 ذهبنا في دورية في رمال نيتسانا للقبض على مهربي أسلحة قادمين من مصر إلى القطاع. كان معروفا أنهم يأتون على ظهور الجمال. سرنا على الكثبان الرملية، وفجأة في الأفق، على بعد 400 متر، ظهر جمل وراكبه. كنت رامي المدفع الرشاش، فقال لي قائد فرقتنا: اقتلوه! صوبت المدفع الرشاش فوق رأسه بحوالي متر ونصف، حسب تقديري. قفز الرجل عن الجمل واختفى. تقدمنا نحو الجمل الذي كان واقفا هناك ساكنا. فتحنا الكيسين الكبيرين المعلقين به، وظننا أننا سنجد بداخلهما قنابل يدوية، لكنهما كانا يحتويان على علف دجاج". وأضاف "شعرت أنني فعلت الصواب. شيء ما في داخلي قال: لست متأكدا من أنه خطير حقا. كنت في التاسعة عشرة والنصف من عمري آنذاك". وشدد سوبول في المقابلة على أن "استخدام العنف كفرد وكشعب يجب أن يكون في حالة لا خيار فيها. عندما يكون هناك خيار، لا تستخدم العنف". وأكد "وجوب تطبيق تعليمات إطلاق النار كتعليمات لبدء الحرب، مع استخدام القوة بشكل متناسب". وأضاف "استخدام القوة بشكل متناسب هو أحد أهم مبادئ حكمة الشعب. لا تستخدم كل قوتك، لأنك إذا فعلت ذلك ستفقد التناسب، مما يؤدي إلى تدمير البيئة، وفي النهاية تدمير نفسك أيضًا". الفوضى التي تخدم نتنياهو قال سوبول "أعتقد أن هذا ما يحدث لنا الآن في غزة، والهدف بالطبع هو كسب الوقت وإبقاء بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء". واعتبر أن السابع من أكتوبر "سقط على نتنياهو من السماء. كان في ورطة مع ائتلافه والمحاكمة التي كانت جارية ضده. لولا 7 أكتوبر، لكان قد اخترع الحرب بالفعل". وأضاف: "حتى الآن يتحدثون عن هجوم آخر على إيران، بينما يعلن ترامب أنه سيعقد صفقة معهم. بمعنى آخر، هناك حرب من أجل الحرب، لا هدف لها سوى إبقائنا في حالة من الفوضى. والفوضى تخدمه". وفي رده على سؤال: كيف حالك؟ أجاب: "هناك معنى ضمني لهذا السؤال: هل أنت في سلام مع نفسك، فما سلامك؟ أقولها صراحة، من الصعب هذه الأيام أن تكون في سلام مع نفسك. أنا غاضب جدا مما يحدث هنا. أدرك أن تأثيري على الواقع معدوم، ولا يعبر عنه إلا بالكلمات والفن والمسرحيات. لكن هذا مجال تعتمد فيه على النظام، فهل يريدون سماع ما لديك لتقوله؟ حسنا، لدي ما أقوله، لكن لا توجد رغبة في سماع ما لدي. كأنك تبث، وجميع أجهزة الاستقبال مغلقة. لذا فأنت تخاطب نفسك". وأضاف "لنأخذ على سبيل المثال ما قاله يائير غولان. لقد أخطأ خطأ واحدا: ليس لدى اليهود هوايات، بل لديهم فرائض. لدينا حكومة تنظر إلى الفلسطينيين كعماليق. "اذكروا ما فعل بكم عماليق" (تثنية 25). ومن المعروف أن إبادة عماليق، بما في ذلك نسله وأولاده وزوجاته وما إلى ذلك، هي فريضة. هناك خبراء في الشريعة اليهودية يدعون أن مصطلح عماليق قد ألغي في مرحلة ما على يد حكماء التلمود الذين قالوا إنه منذ أن فعل سنحاريب ما فعله، اختلطت الأمم، ولم يعد هناك سبيل لمعرفة من هو عماليق ومن ليس كذلك. بعبارة أخرى، لقد أدركوا أن هناك اندماجا، وأن هناك على الأرجح الكثير من نسل عماليق بيننا. أي أن إبادة عماليق هي إبادة أيضا للجزء منا الذي يتصرف كعماليق. أعتقد أننا ندفع ثمن اغتيال رابين اليوم. في نظره، كان إسحاق رابين آخر قائد اتسم بالنزاهة والقوة وفهم معنى الحرب. وليس من قبيل المصادفة أنه مر بأزمة قبل حرب الأيام الستة، وخرج منها وأدار الحرب بأفضل ما يمكن لقائد عسكري أن يديرها. لقد أدرك أن الحرب أسوأ ما يمكن أن تقحم نفسك فيه، حتى لو انتصرت. قبل اغتياله الفعلي، اغتالوه معنويا. اغتالوه أخلاقيا. وصفوه بأنه مضطهد، مضطهد للشعب. وعقوبة "المضطهد" هي الموت. بمعنى آخر، استخدموا ضده جميع القيم الظلامية الموجودة في اليهودية، التي تحتوي أيضا على عناصر أخلاقية ومستنيرة. زعم سبينوزا أن "القيم المشتركة بين جميع الأديان هي ما فيها من خير، وما يفرقها هو ما فيها من شر". عُصاب الحرب يرى سوبول أن "الحرب في الأساس تعبير عن العصاب، ونادرا ما تكون مسألة ضرورة وجودية، مثل الصراع على مصدر مياه. نحن في حالة عصاب تام". ويضيف: "لا أعتقد أن العيش بدافع الكراهية أمر جيد. إذا شعرت بكراهية شيء ما، فابتعد عنه". ويشرح واحدة من أهم مشاكله: "حدث لي هذا بعد مسرحية متلازمة القدس، التي كتبتها وأخرجتها جدليا بيسر، وعُرضت عام 1988 على مسرح حيفا. ظننت أنني أقدم هدية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الدولة. تحذر المسرحية من سيطرة التعصب على العقلية والسياسة الإسرائيلية. رأيت، وما زلت أرى، في التعصب سبب تدمير الهيكل الثاني والخطر الكامن في اليهودية، لأن كل تعصب في نظري انتحار. عندما عرضت المسرحية، تعرضتُ للضرب ردا على ذلك". ويعتقد أن "اليمين هو من أدرك شيئا عميقا. أدرك أن المسرحية كشفت، كصورة أشعة سينية، عن ورم خبيث سيهدد وجودنا جميعا. ذلك التعصب الذي جعلنا نعتبر الأرض عطية من الله، وكل هذا الهراء الذي يبرر كل شيء. بمجرد أن تؤمن به، يزول الشك تماما. لا داعي لمراجعة أفعالك. أنت تتصرف وفقا، إن صح التعبير، للتبرير الإلهي". ويضيف "تلقيت حينها ضربة موجعة. تركت أنا وجدليا إدارة المسرح، وشعرت بموجات من الكراهية حتى من داخل معسكري. لم يقف أي مسرح بجانبنا. لم يتضامن معنا أحد. تلقينا أيضا انتقادات سلبية من النقاد، حتى اللاذعين منهم. شعرت بالكراهية. وعندما شعرت أنني بدأت أكره نفسي، تراجعت وغادرت البلاد لبضع سنوات". وقال إنه عاد بعد سنوات من الغربة في بريطانيا وفرنسا: "اشتقت للوطن. اشتقت إليه فحسب. لطالما كانت علاقتي به علاقة حب مشوب بالجروح. جروح وقبل، كما في الأغنية التي كتبها ابني. أي حب مكان أو شخص مصاب بعصاب. رأيت سيطرة الغطرسة -وهي في الحقيقة عصاب- على الوطن، بعد حرب الأيام الستة. الانفصال عن الواقع. الجبروت. أستحق كل شيء، وما لا يعطونني إياه راضين، سأخذه بالقوة. لأنني هنا، أستطيع أخذه بالقوة". ويتابع "كما يحدث الآن في غزة. لكننا نرى أن هذا لا يجدي نفعا، لأسباب عديدة. كما تغير شكل القتال. من جهة، الصواريخ. ومن جهة أخرى، حرب العصابات، التي أصبحت متطورة للغاية. إن مواجهة عدو لديه نزعة انتحارية أمر سيئ للغاية. فليس لديه ما يخسره. يقطعون عليه مستقبله ويقولون له: لا أفق لديك. لا شيء تنتظره. في اللحظة التي لا شيء تنتظره ولا أفق لديك، يهيمن عليك الاندفاع الجنوني نحو الموت، لأن الموت هو الأفق الوحيد". ويختم "نحن الآن في دوامة انتقام، وهذه هي أكثر العلاقات تدميرا، لأن الانتقام لا حدود له". "لامك" الانتقام يقول سوبول "في الكتاب المقدس تعبير شيق عن الانتقام. أول تعبير له هو لامك (شخصية توراتية، حفيد قابيل) في سفر التكوين: "وسمع لامك صوت المرأة في أذنيه قائلا: قتلت رجلا لأجل جرحي وطفلا لأجل كدماتي". وهذا ما طرحه يائير غولان، ربما ليس بأفضل صيغة. طرح حقيقة لا يمكن تجاهلها. نحن نمارس فعل لامك. لامك مخلوق بلا عقل. لا يشغل باله شيء سوى: أَقتل، أَقتل". ويرى: "نحن شعب أسس دولة من رماد الانتقام العنصري، يفعل ما فعل به بعد بضع عشرات من السنين. وأعتقد أن نقطة التحول الحاسمة في إسرائيل جاءت مع النصر المذهل في حرب الأيام الستة، والذي أحدث انقساما في الساحة الإسرائيلية فورا. بالمناسبة، كان بن غوريون مؤيدا لإعادة القدس الشرقية، ثم منع من إجراء مقابلة معه على إذاعة (غالي تساهل). هذا ما أخبرني به يعقوب أغمون آنذاك. وبالطبع، البروفيسور يشعياهو ليبوفيتش، الذي تحدث عن إمكانية أن نصبح يهودا نازيين. لقد فهم ما تفعله السلطة بشعب حقق نصرا كهذا ويظن أن كل شيء جائز له". ويخلص سوبول إلى القول "هناك جوانب في العقلية الإسرائيلية تعجبني. الصراحة، على سبيل المثال. أنا حذر من التعميمات، لكن هذا ليس شعبا غبيا، مع أنهم بذلوا قصارى جهدهم لكسب قلوبهم. لقد جعلَنا النصر في الأيام الستة ثملين بالسلطة، والسلطة غبية، إذا أدمنتها. هناك 3 أشياء تجعل الإنسان غبيا: السلطة، والمال، والشرف. هذه الثلاثة لا يشبع المرء منها". ويبدي تفاؤله بالمستقبل: "انظروا إلى ما حدث في أوروبا خلال الـ100 عام الماضية، على سبيل المثال. لقد عانت أوروبا من جحيم مرتين: 15 مليون ضحية في الحرب العالمية الأولى، و70 مليون ضحية في الحرب العالمية الثانية. دمار شامل للمدن والقرى والبلدان. حتى أدركوا أن المصلحة المشتركة تفوق ما يفرقهم".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الجيش السوداني وحلفاؤه يتصدون لهجوم عنيف في الفاشر
الفاشر- أفادت مصادر عسكرية للجزيرة نت بأن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تمكنوا اليوم الأحد من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان. وفي ساعات الفجر الأولى، بدأت قوات الدعم السريع هجومها بقصف مدفعي مكثف، تلاه هجوم بري من الاتجاهين الشمالي والشمالي الشرقي للمدينة. كما حلقت طائرات مسيّرة بكثافة في أجواء المدينة خلال المعارك، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وأوضحت المصادر أن المواجهات اندلعت في المحورين الشمالي والشمالي الشرقي، حيث استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة. ونجحت قوات الجيش والمجموعات الحليفة في السيطرة على عدد من الآليات العسكرية وتدمير أخرى، مما يعزز موقف الجيش الدفاعي داخل المدينة المحاصرة. وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث العسكري باسم القوة المشتركة، للجزيرة نت إن الهجوم أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الدعم السريع، بينما فرّ آخرون. وأكد أن القوة المهاجمة، المعروفة باسم الكتيبة الإستراتيجية، تتمتع بتدريب عالٍ وكفاءة متميزة وجاءت بتوجيهات من القائد الثاني للدعم السريع عبد الرحيم دقلو حيث تم تدمير 6 مدرعات وحرق 10 سيارات قتالية، بالإضافة إلى الاستيلاء على عتاد عسكري وأسلحة كانت بحوزتهم. وأضاف أن "المليشيات حاولت التسلل عبر دفاعات المدينة من الناحية الشمالية، لكن وحدات الاستطلاع والمشاة تصدت لهم بقوة، مما أجبرهم على التراجع بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات". كارثة إنسانية بينما تندلع المعارك، يعاني سكان الفاشر من كارثة إنسانية متزايدة، حيث يواجهون نقصا حادا في الماء والغذاء والدواء والمأوى، بالإضافة إلى انعدام الأمن نتيجة القصف المدفعي الذي يستهدف المناطق السكنية. وبحسب الناشط الإغاثي محمد آدم، فإن الحصار المفروض على المدينة جعل الحصول على الغذاء مهمة شبه مستحيلة، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الأساسية، وجعل العديد من الأسر غير قادرة على تأمين احتياجاتها اليومية. وأشار إلى أن "الوضع كارثي، حيث إن الفاشر ليست مجرد ساحة معركة، بل مدينة محاصرة تعاني من الجوع والمرض والخوف. يتطلب الوضع تحركا عاجلا لإنقاذ المدنيين وتخفيف معاناتهم". وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسّعت قوات الدعم السريع عملياتها إلى 4 ولايات في دارفور، شملت الجنوب والشرق والغرب والوسط، ضمن محاولة للسيطرة على المنطقة، مما أدى إلى ارتكاب مجازر واسعة. وفي أبريل/نيسان الماضي، تخلّت الحركات المسلحة في الفاشر عن حيادها، وأعلنت دعمها للجيش السوداني، مما دفع قوات الدعم السريع إلى محاصرة المدينة ومهاجمة مخيم زمزم المجاور. إستراتيجية الإنهاك ويرى المراقبون أن قوات الدعم السريع، بعد خسارتها العديد من قادتها، لجأت إلى إستراتيجية جديدة تعتمد على فرض حصار مشدد واستنزاف المدينة تدريجيا عبر القصف المدفعي، ومنع الإمدادات، وقطع الخدمات الأساسية. وفي حديثه للجزيرة، قال العقيد أحمد حسين مصطفى إن الدعم السريع لم تعد تعتمد في الآونة الأخيرة كثيرا على الهجمات المباشرة، وبعد هزيمتها في معارك عند أسوار الفاشر، لجأت إلى إستراتيجية الإنهاك التدريجي عبر الحصار والتجويع، وقصف المدنيين من الخارج، في محاولة لإضعاف المقاومة وإجبار السكان على الاستسلام. وأضاف "رغم هذه الظروف الصعبة، لا يزال سكان الفاشر والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح صامدين ومستعدين للتصدي لأي محاولات عدائية. هذه ليست مجرد حرب عسكرية، بل معركة وجودية". ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مواجهة تستهدف النظام الإيراني والمجتمع المدني بإسرائيل يدفع الثمن لأول مرة
تشهد المواجهة بين إسرائيل وإيران تصعيدا غير مسبوق، إذ نقلت مصادر إسرائيلية عن جيش الاحتلال اليوم الأحد أن "لدى إسرائيل قائمة كبيرة من الأهداف في إيران لم تُضرب بعد"، مع توقعات برد إيراني عنيف وتصعيد مستمر في الهجمات. وقال محللون -في تصريحات مختلفة للجزيرة نت- إن صمود الطرفين في هذه المواجهة مرهون بقدراتهما على تحمل الضربات المتبادلة، ومدى تحقق الأهداف الإستراتيجية التي دفعتهما إلى دخول هذه المواجهة، وذلك في ظل تحمل المجتمع المدني الإسرائيلي لتداعيات خطيرة يدفع ثمنها لأول مرة في الحروب التي خاضتها إسرائيل بالمنطقة. ويخشى المحللون من أن تتحول المواجهات بين إسرائيل وإيران إلى حرب متعددة الجبهات إقليميا ودوليا، مع تداعيات إستراتيجية واسعة، خاصة أن إسرائيل ترغب في تفكيك النظام الإيراني أو إضعافه إلى حد كبير بما يحقق لها تفوقها الإستراتيجي في المنطقة. وذلك في مقابل رغبة إيرانية في إلحاق هزيمة بإسرائيل تحسّن مكانتها الإقليمية وموقفها في المفاوضات بشأن برنامجها النووي ورفع العقوبات الدولية عنها. صمود الطرفين وعند النظر إلى تفاصيل المواجهة بين الطرفين هذه المرة ستكون مختلفة عن طبيعة الحروب التقليدية السابقة أو الحالية التي خاضتها إسرائيل مع دول المنطقة، من حيث طبيعة الأهداف إستراتيجيا أو مدى الضرر الذي سيتحمله المجتمع المدني لدى الطرفين. فالجبهة الداخلية في إسرائيل يعدّها الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى طرفًا مباشرًا في الصراع وليست مجرد منطقة دعم خلفي. ولذلك يحذر مصطفى من أن قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمل مواجهة طويلة ستبقى محدودة، خاصة في ظل حالة الطوارئ المستمرة والانقسامات السياسية والاحتجاجات الداخلية، بالإضافة إلى الضرر النفسي الناتج عن تهديد صواريخ إيران المستمر. ويضاف إلى ما سبق مدى الضرر الذي لحق بالجبهة الداخلية في إسرائيل نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والنتائج السلبية التي لحقت بالمجتمع المدني في إسرائيل من تأثير المعارك وطول أمدها، من دون تحقيق الأهداف التي يعلنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وفيما يتعلق بالجبهة الداخلية في إيران، فإن مدير مركز الرؤية الجديد للدراسات والإعلام في إيران مهدي عزيزي يشير إلى "تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية"، مشددًا على أن "النظام الإيراني يتمتع بقاعدة شعبية واسعة واحتياطات إستراتيجية وجغرافية تجعله أكثر قدرة على الصمود رغم الخسائر الحالية" نتيجة الضربات الإسرائيلية. ورغم أن حجم الضرر الذي تتلقاه البنية التحتية الإيرانية من الهجمات الإسرائيلية كبير، فإن إيران لديها قابلية إصلاح الأضرار على المدى المتوسط، وذلك في حال أنها لم تتعرض لضربات متواصلة تُضعف قدرتها الدفاعية بشكل كامل، حسب ما قاله عزيزي. أما الباحث في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي، فيرى أن استمرار القتال مرهون بمدى توفر موارد الضرب والتصدي لدى الطرفين، بالإضافة إلى العوامل الخارجية، خاصة إذا تصاعدت المخاوف الدولية من تمدد الصراع. ويؤكد مكي أن الطرفين يمتلكان حتى الآن إرادة القتال والقدرة على الاستمرار، لكن نقطة الانهيار قد تكون قريبة إذا استمرت الهجمات العنيفة المتبادلة، أو في حال عجز أحد الطرفين عن توفير الموارد، أو الحفاظ على التماسك الداخلي. توسع الجبهات وتشير التقديرات إلى أن التدخل الإقليمي والدولي مرشح للتوسع إلى حد كبير، وقد تتدخل أطراف عدة في المواجهات، وحسب المحللين فإن هذه التدخلات قد تكون مباشرة في الصراع وجبهات القتال، وقد تكون عبر الدعم والإسناد سياسيا وعسكريا، مع استبعاد انخراط أي طرف عربي في المواجهة على نحو مباشر. فقد قال الباحث في مركز الجزيرة للدراسات إن التهديدات الإيرانية المتكررة للأطراف الإقليمية تحمل في طياتها رسائل تحذير ضمنية لأذربيجان، بسبب الخلافات التاريخية والجغرافية بين البلدين. مشيرا إلى العلاقات المتينة لأذربيجان مع إسرائيل، حيث تسهم قواعدها العسكرية في تعزيز القدرة الإسرائيلية على استهداف أماكن إستراتيجية في قلب إيران. وعلى المستوى الدولي، يحذر المحللون -في تصريحاتهم للجزيرة نت- من احتمال انخراط الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مباشر إذا عجزت إسرائيل عن تحقيق أهدافها أو تصاعدت خسائرها، إذ إن فشل إسرائيل سيُضعف مكانتها الإقليمية ويمنح إيران نقاط قوة تفاوضية في أي نقاشات مستقبلية حول ملفها النووي أو العقوبات. وتسلط تصريحات مهدي عزيزي الضوء أيضًا على الدور الاستخباراتي الغربي -لا سيما البريطاني- في توفير دعم لإسرائيل، سواء عبر الرصد الإلكتروني أو العمليات الخاصة على الأراضي الإيرانية. أما من جانب إيران، فتبرز محاولات وساطة تقودها سلطنة عمان وإيطاليا وروسيا، إضافة إلى جهود من السعودية على ضوء موقفها الأخير المؤيد للحوار والحلول السياسية، حسب ما يرى المحللون. ويرى عزيزي أن إيران ترفض أي اتفاق لا يضمن مصالحها الوطنية، وتدفع باتجاه رفع العقوبات الدولية وضمانات بعدم تكرار الهجمات الإسرائيلية، معتبرًا أن الموقف الإيراني يستمد قوته من تماسك الجبهة الداخلية واستعدادها لتحمّل تبعات المواجهة. أهداف إستراتيجية وعند كتابة هذا التقرير، أفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية ببدء موجة جديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن هناك تقارير عن موجة صواريخ جديدة في طريقها إلى إسرائيل. كما تكشف المصادر الإسرائيلية عن وجود "قائمة كبيرة من الأهداف" لم تُضرب بعد داخل إيران، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعدها في المرحلة المقبلة. ويؤكد لقاء مكي أن الأهداف الإسرائيلية لا تقتصر على تعطيل البرنامج النووي الإيراني، بل تمتد لتشمل القدرات الصاروخية وقواعد الحرس الثوري والمنشآت الحيوية والبنى التحتية النفطية والصناعية، وذلك بهدف تقويض قوة النظام الإيراني وزعزعة استقراره داخليا. وفي المقابل، يؤكد مهدي عزيزي أن إيران وسعت بنك أهدافها ليشمل عمق الأراضي الإسرائيلية، مع التركيز على استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية والمنشآت الحساسة والبنية التحتية، بما في ذلك قطاع الطاقة والنقل. ويرى أن لدى إيران قدرة على إلحاق أضرار إستراتيجية بإسرائيل تؤدي إلى حالة إرباك داخلي، خاصة إذا نجحت في تفعيل جبهات موازية في لبنان وغزة. من جهته، يؤكد مهند مصطفى أن إسرائيل تدرك عجزها عن تدمير البرنامج النووي الإيراني كليًا، لكنها تراهن على إرجاعه سنوات إلى الوراء من خلال عمليات التخريب والاستهداف المتواصل، بالإضافة إلى السعي لإضعاف النظام الإيراني وتحقيق حالة إنهاك متراكم، بينما تضع إيران هدفها الرئيسي في منع إسرائيل من تحقيق هذه الأهداف والإبقاء على قوتها الإستراتيجية كعنصر ردع دائم. ويبدو أن المواجهة بين إسرائيل وإيران دخلت مرحلة معقدة، حيث تزداد المخاوف من تصعيد إقليمي ودولي واسع، في ظل بقاء الطرفين في حالة استنفار وإصرار على تحقيق أهداف إستراتيجية عميقة تتجاوز المكاسب الموضعية. المجتمع الدولي للتدخل أو ممارسة ضغوط من أجل وقف التصعيد، خاصة في ظل تصريحات حاليا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هناك اتصالات واجتماعات تجري الآن من أجل إحلال السلام بين إيران وإسرائيل.