
من الطلاق الانتقامي إلى التعافي.. خطوات الانتصار الذاتي بعد الانفصال
وتشير خبيرة العلاقات إيما هاثورن، في حديثها لصحيفة هاف بوست الأميركية، إلى أن تبنّي نهج يركز أكثر على النمو الشخصي وأقل على الرغبة في الانتقام، هو الخيار الأذكى والأكثر نضجا، حتى إن لم يلبِ توقعات من يبحث عن رد الصاع.
وبدلا من البحث عن شريك أو طريقة للانتقام، "كمعظم الأفكار النمطية الشائعة كرد فعل على الانفصال"؛ تنصح هاثورن باستغلال الفرصة لاستعادة ذاتك، "لأنك في النهاية أفضل رفيق لنفسك".
التمسك بدور الضحية لا يفيد
في عام 2015، كتبت أنجي هالير، اختصاصية قانون الأسرة، الحاصلة على درجة الدكتوراة في القانون، ومؤلفة كتاب "الطلاق الأكثر حكمة: إستراتيجيات إيجابية لحياة قادمة أفضل". على موقع "سيكولوجي توداي"، تقول "يا له من شعور جميل أن نكون على حق دائما، أما الاعتراف بالخطأ فيذكرنا بعيوبنا".
وأوضحت أن الرغبة في احتكار الصواب تبدأ منذ الطفولة، ومع بلوغنا سن الرشد، "يتعلم معظمنا الاعتراف بالخطأ"، ولو نسبيا. ولكن عند مواجهة الطلاق، يميل رد فعلنا غالبا للعودة مباشرة إلى ذلك "السلوك الطفولي"، ونتمسك بأن نهاية الزواج ليست خطأنا، وأن شريك حياتنا السابق هو المخطئ والظالم، أما نحن "فيحق لنا -كضحايا – الانتقام، لتحملنا هذا الطلاق الذي فُرض علينا من دون ذنب منا".
وتنصح هالير قائلة "عندما تتحمل مسؤولية طلاقك، وتتوقف عن إلقاء اللوم، يمكنك البدء في التخلص من دور الضحية، والتطلع إلى بناء مستقبلك الجديد".
نشوة الطلاق الانتقامي مؤقتة
غالبا ما تشتعل المشاعر أثناء الطلاق، وفي لحظة غضب قد يقرر أحد الطرفين الانتقام من شريك حياته، لأخطاء يعتقد أنه ارتكبها في حقه، لكن خبراء موقع "مشاكل الطلاق" ينصحون بالتروي والتفكير، "قبل أن يتحول الخلاف إلى عداوة، وتزيد الأمور سوءا".
إعلان
ومن أمثلة الأساليب الانتقامية التي قد تمنح نشوة مؤقتة، لكنها تسبب المشاكل على المدى الطويل:
أن يأخذ أحد الطرفين كل شيء -بما في ذلك الأطفال- ويغادر، ويترك الطرف الآخر يعود ليجد المنزل خاليا، أمر من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا ويعمّق الشعور بالفقد والانكسار.
إلغاء بطاقات الائتمان، وإغلاق الحسابات البنكية، أو قطع الخدمات، أو إلغاء وثائق التأمين.
السعي لطرد الزوج من عمله، مما يجعل الحصول على نفقة زوجية أو نفقة أطفال، صعبا للغاية.
إحراج أحد الأطراف للآخر على وسائل التواصل الاجتماعي.
معنى النجاح في الانفصال
يقدم خبراء العلاقات منظورا جديدا لمعنى "النجاح في الانفصال"، يتضمن 5 مكاسب، هي:
منزلك أصبح ملكك بالكامل
"لا شيء يُجسّد الاستقلالية، مثل القدرة على العيش بمفردك"، كما تقول ميندي دي سيتا، خبيرة العلاقات الحاصلة على درجة الدكتوراه؛ مُضيفة أن امتلاك مساحتك الخاصة، يمنحك شعورا بالحرية، وقدرة على اتباع روتينك الخاص، وتزيين مكانك بالطريقة التي تريدها، واتخاذ القرارات دون الحاجة إلى موافقة أحد.
أيضا، لا تستبعد دي سيتا "فرص بناء علاقات جديدة"، عبر الاستفادة من مساحتك الخاصة في دعوات على العشاء، أو مشاركة أية فعاليات أو مناسبات "مما يفتح الباب لإعادة بناء مجتمعك وعالمك، وتكوين صداقات جديدة".
التحرر من الرغبة في مراقبة الشريك السابق
من المغري جدا متابعة حسابات شريك حياتك السابق على الإنترنت، لكن متابعة كل تحركاته، سواء عبر حساباته على مواقع التواصل أو أصدقائه، "لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد رحلة التعافي من الطلاق". بحسب هاثورن، التي تنصح بالتخلي عن المراقبة، "والنقر على زر إلغاء المتابعة، لراحة بالك"، لأن هذا يعني أنك قد تخلصت من الحاجة إلى "ربط تعافيك من التجربة بمدى سعادته، أو بمن يوجد في حياته حاليا".
التركيز على عملك ومسيرتك المهنية
تقول دي سيتا "إن تنمية مشروع تجاري، أو الحصول على ترقية، هو نجاح كبير بعد الانفصال"؛ لذا ينغمس الكثير من الناس في حياتهم المهنية بعد الطلاق.
وتوضح دي سيتا أن مكاسب التركيز على النجاح المهني في هذه المرحلة، لا تقتصر على زيادة دخلك فحسب، بل يمكن أيضا أن "تُحول انتباهك بعيدا عن الحزن، وتمنحك شعورا حقيقيا بالإنجاز والثقة"، بالإضافة إلى استخدام هذا المال الإضافي "لفعل ما يسعدك من قائمة أمنياتك".
رؤية تجربتك على حقيقتها
فصعوبة ملاحظة أي عيوب في علاقتك وأنت فيها، هو ما يجعلك تتساءل عن الخطأ الذي أدى إلى الانفصال، لكن البُعد يعطي الفرصة للتأمل في الإيجابيات والسلبيات وما بينهما، ويسمح بالتوصل إلى حقيقة مفادها أن "لكل منكما عيوبه، أو أن العلاقة لم يكن مُقدرا لها النجاح"، بحسب إيما هاثورن.
أيضا، ينصح رينيه موندي، المعالج النفسي وخبير ما بعد الزواج قائلا "اجلس مع نفسك واسأل نفسك: ما الذي أغفلته، أو بررته، أو قللت من شأنه طوال فترة الارتباط؟".
فاستيعاب أسباب الانفصال بشكل كامل، هو ما قد يساعدك "عندما تقرر البحث عن شخص يكون أكثر توافقا معك".
تستثمر وقتك في الأشياء التي تحبها
لأن الحياة الزوجية -وخاصة السيئة منها- قد تشتت انتباهك عن الأشياء التي تثيرك وتلهمك؛ توصي كل من هاثورن ودي سيتا، بـ"إعادة توجيه انتباهك وطاقتك إلى نفسك"، من خلال الاستثمار فيما يهمك أكثر، سواء كان تخصيص المزيد من الوقت للرياضة، أو حجز رحلة سياحية إلى بلد لطالما حلمت بزيارته، أو قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
إعلان
فالعودة إلى هواياتك المفضلة، "سوف تُذكرك بما تُقدره أكثر في الحياة، وما يمكنك أخذه معك إلى المرحلة التالية من حياتك".
علامة التعافي
"عندما تخوض طلاقك بهدف الانتقام، لا يوجد فوز، وعندما تنظر إلى طلاقك من منظور الأبيض والأسود، الخير والشر، ويصبح دافع طلاقك هو العقاب، تخسر كليهما"؛ كما تقول هالير. لذا، يجب أن تكون قراراتك أثناء الطلاق في قمة الوضوح، لأنك ببساطة لن تسترد المال والوقت الذي قضيته في الجدال حول التفاصيل الدقيقة؛ والأفضل أن "ترتب أولوياتك، وتركز على حياتك المستقبلية".
وإذا كنت تعتقد أنك تنتقم من شريك حياتك السابق، لجعله "يدرك" أخطاءه، ففكّر مرة أخرى، لسببين:
. أولا، لأنك مهما فعلت، فلن يقول شريك حياتك السابق "إنه كان شخصا سيئا، وكنت أنت مثاليا".
. ثانيا، لأن مضايقة شريك حياتك السابق ليس انتقاما حقيقيا، و"الانتقام الأفضل" أن تعيش بسعادة.
ووفقا لهالير، "عندما تتمنى لشريكك السابق حياة سعيدة، تكون وصلت لمرحلة التعافي بعد الطلاق".
وبعد قضاء بعض الوقت في إعادة التواصل مع نفسك، والابتعاد عن علاقتك السابقة، ستواجه المستقبل بشعور أقوى بالذات، ومعايير أعلى، وحياة أفضل؛ "وهذا هو النصر الحقيقي"، كما تقول إيما هاثورن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
من الطلاق الانتقامي إلى التعافي.. خطوات الانتصار الذاتي بعد الانفصال
نظرا لاختلاف تأثير تجربة الانفصال من شخص لآخر، قد يميل أحد الطرفين إلى التركيز على حياته الخاصة، لا سيما المهنية منها، فيما ينشغل الطرف الآخر بمحاولة إثارة ندم شريكه السابق على قراره الذي يعتبره "غير عادل". ورغم أن هذا السلوك قد يبدو مغريا، لأنه يلامس مشاعر الانتقام والرغبة في استعادة الكرامة، إلا أن خبراء العلاقات يرون أن الانتصار الحقيقي لا يكمن في الانتقام. وتشير خبيرة العلاقات إيما هاثورن، في حديثها لصحيفة هاف بوست الأميركية، إلى أن تبنّي نهج يركز أكثر على النمو الشخصي وأقل على الرغبة في الانتقام، هو الخيار الأذكى والأكثر نضجا، حتى إن لم يلبِ توقعات من يبحث عن رد الصاع. وبدلا من البحث عن شريك أو طريقة للانتقام، "كمعظم الأفكار النمطية الشائعة كرد فعل على الانفصال"؛ تنصح هاثورن باستغلال الفرصة لاستعادة ذاتك، "لأنك في النهاية أفضل رفيق لنفسك". التمسك بدور الضحية لا يفيد في عام 2015، كتبت أنجي هالير، اختصاصية قانون الأسرة، الحاصلة على درجة الدكتوراة في القانون، ومؤلفة كتاب "الطلاق الأكثر حكمة: إستراتيجيات إيجابية لحياة قادمة أفضل". على موقع "سيكولوجي توداي"، تقول "يا له من شعور جميل أن نكون على حق دائما، أما الاعتراف بالخطأ فيذكرنا بعيوبنا". وأوضحت أن الرغبة في احتكار الصواب تبدأ منذ الطفولة، ومع بلوغنا سن الرشد، "يتعلم معظمنا الاعتراف بالخطأ"، ولو نسبيا. ولكن عند مواجهة الطلاق، يميل رد فعلنا غالبا للعودة مباشرة إلى ذلك "السلوك الطفولي"، ونتمسك بأن نهاية الزواج ليست خطأنا، وأن شريك حياتنا السابق هو المخطئ والظالم، أما نحن "فيحق لنا -كضحايا – الانتقام، لتحملنا هذا الطلاق الذي فُرض علينا من دون ذنب منا". وتنصح هالير قائلة "عندما تتحمل مسؤولية طلاقك، وتتوقف عن إلقاء اللوم، يمكنك البدء في التخلص من دور الضحية، والتطلع إلى بناء مستقبلك الجديد". نشوة الطلاق الانتقامي مؤقتة غالبا ما تشتعل المشاعر أثناء الطلاق، وفي لحظة غضب قد يقرر أحد الطرفين الانتقام من شريك حياته، لأخطاء يعتقد أنه ارتكبها في حقه، لكن خبراء موقع "مشاكل الطلاق" ينصحون بالتروي والتفكير، "قبل أن يتحول الخلاف إلى عداوة، وتزيد الأمور سوءا". إعلان ومن أمثلة الأساليب الانتقامية التي قد تمنح نشوة مؤقتة، لكنها تسبب المشاكل على المدى الطويل: أن يأخذ أحد الطرفين كل شيء -بما في ذلك الأطفال- ويغادر، ويترك الطرف الآخر يعود ليجد المنزل خاليا، أمر من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا ويعمّق الشعور بالفقد والانكسار. إلغاء بطاقات الائتمان، وإغلاق الحسابات البنكية، أو قطع الخدمات، أو إلغاء وثائق التأمين. السعي لطرد الزوج من عمله، مما يجعل الحصول على نفقة زوجية أو نفقة أطفال، صعبا للغاية. إحراج أحد الأطراف للآخر على وسائل التواصل الاجتماعي. معنى النجاح في الانفصال يقدم خبراء العلاقات منظورا جديدا لمعنى "النجاح في الانفصال"، يتضمن 5 مكاسب، هي: منزلك أصبح ملكك بالكامل "لا شيء يُجسّد الاستقلالية، مثل القدرة على العيش بمفردك"، كما تقول ميندي دي سيتا، خبيرة العلاقات الحاصلة على درجة الدكتوراه؛ مُضيفة أن امتلاك مساحتك الخاصة، يمنحك شعورا بالحرية، وقدرة على اتباع روتينك الخاص، وتزيين مكانك بالطريقة التي تريدها، واتخاذ القرارات دون الحاجة إلى موافقة أحد. أيضا، لا تستبعد دي سيتا "فرص بناء علاقات جديدة"، عبر الاستفادة من مساحتك الخاصة في دعوات على العشاء، أو مشاركة أية فعاليات أو مناسبات "مما يفتح الباب لإعادة بناء مجتمعك وعالمك، وتكوين صداقات جديدة". التحرر من الرغبة في مراقبة الشريك السابق من المغري جدا متابعة حسابات شريك حياتك السابق على الإنترنت، لكن متابعة كل تحركاته، سواء عبر حساباته على مواقع التواصل أو أصدقائه، "لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد رحلة التعافي من الطلاق". بحسب هاثورن، التي تنصح بالتخلي عن المراقبة، "والنقر على زر إلغاء المتابعة، لراحة بالك"، لأن هذا يعني أنك قد تخلصت من الحاجة إلى "ربط تعافيك من التجربة بمدى سعادته، أو بمن يوجد في حياته حاليا". التركيز على عملك ومسيرتك المهنية تقول دي سيتا "إن تنمية مشروع تجاري، أو الحصول على ترقية، هو نجاح كبير بعد الانفصال"؛ لذا ينغمس الكثير من الناس في حياتهم المهنية بعد الطلاق. وتوضح دي سيتا أن مكاسب التركيز على النجاح المهني في هذه المرحلة، لا تقتصر على زيادة دخلك فحسب، بل يمكن أيضا أن "تُحول انتباهك بعيدا عن الحزن، وتمنحك شعورا حقيقيا بالإنجاز والثقة"، بالإضافة إلى استخدام هذا المال الإضافي "لفعل ما يسعدك من قائمة أمنياتك". رؤية تجربتك على حقيقتها فصعوبة ملاحظة أي عيوب في علاقتك وأنت فيها، هو ما يجعلك تتساءل عن الخطأ الذي أدى إلى الانفصال، لكن البُعد يعطي الفرصة للتأمل في الإيجابيات والسلبيات وما بينهما، ويسمح بالتوصل إلى حقيقة مفادها أن "لكل منكما عيوبه، أو أن العلاقة لم يكن مُقدرا لها النجاح"، بحسب إيما هاثورن. أيضا، ينصح رينيه موندي، المعالج النفسي وخبير ما بعد الزواج قائلا "اجلس مع نفسك واسأل نفسك: ما الذي أغفلته، أو بررته، أو قللت من شأنه طوال فترة الارتباط؟". فاستيعاب أسباب الانفصال بشكل كامل، هو ما قد يساعدك "عندما تقرر البحث عن شخص يكون أكثر توافقا معك". تستثمر وقتك في الأشياء التي تحبها لأن الحياة الزوجية -وخاصة السيئة منها- قد تشتت انتباهك عن الأشياء التي تثيرك وتلهمك؛ توصي كل من هاثورن ودي سيتا، بـ"إعادة توجيه انتباهك وطاقتك إلى نفسك"، من خلال الاستثمار فيما يهمك أكثر، سواء كان تخصيص المزيد من الوقت للرياضة، أو حجز رحلة سياحية إلى بلد لطالما حلمت بزيارته، أو قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة. إعلان فالعودة إلى هواياتك المفضلة، "سوف تُذكرك بما تُقدره أكثر في الحياة، وما يمكنك أخذه معك إلى المرحلة التالية من حياتك". علامة التعافي "عندما تخوض طلاقك بهدف الانتقام، لا يوجد فوز، وعندما تنظر إلى طلاقك من منظور الأبيض والأسود، الخير والشر، ويصبح دافع طلاقك هو العقاب، تخسر كليهما"؛ كما تقول هالير. لذا، يجب أن تكون قراراتك أثناء الطلاق في قمة الوضوح، لأنك ببساطة لن تسترد المال والوقت الذي قضيته في الجدال حول التفاصيل الدقيقة؛ والأفضل أن "ترتب أولوياتك، وتركز على حياتك المستقبلية". وإذا كنت تعتقد أنك تنتقم من شريك حياتك السابق، لجعله "يدرك" أخطاءه، ففكّر مرة أخرى، لسببين: . أولا، لأنك مهما فعلت، فلن يقول شريك حياتك السابق "إنه كان شخصا سيئا، وكنت أنت مثاليا". . ثانيا، لأن مضايقة شريك حياتك السابق ليس انتقاما حقيقيا، و"الانتقام الأفضل" أن تعيش بسعادة. ووفقا لهالير، "عندما تتمنى لشريكك السابق حياة سعيدة، تكون وصلت لمرحلة التعافي بعد الطلاق". وبعد قضاء بعض الوقت في إعادة التواصل مع نفسك، والابتعاد عن علاقتك السابقة، ستواجه المستقبل بشعور أقوى بالذات، ومعايير أعلى، وحياة أفضل؛ "وهذا هو النصر الحقيقي"، كما تقول إيما هاثورن.


الجزيرة
منذ 5 أيام
- الجزيرة
هل أدى ترامب رقصته الشهيرة بحضور الصحفيين في البيت الأبيض؟
"رئيس الولايات المتحدة غير لائق لمنصبه".. بهذه العبارة عنون مستخدمون على منصات التواصل مقطع فيديو للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو يؤدي حركات راقصة على سطح البيت الأبيض، وسط حضور صحفيين وعدسات الكاميرات. الفيديو حقق ملايين المشاهدات وجذب آلاف التعليقات، تراوحت بين السخرية والانتقاد الحاد، مع إبداء استياء من أداء ترامب لما اعتُبر "رقصته الشهيرة" في موقع يحمل رمزية سياسية كبيرة. وبينما تعددت التعليقات والتحليلات حول خلفية المقطع وظروف تصويره، واصل الفيديو انتشاره على منصات مختلفة، مثيرا موجة جدل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية. ترامب يرقص فوق البيت الأبيض بدأ تداول المقطع في الخامس من أغسطس/آب الجاري، وحصد ملايين المشاهدات على منصات مختلفة مثل "إكس" و"إنستغرام"، مع تفاعل واسع وانتقادات حادة. اعتقد عدد كبير من مستخدمي منصات التواصل أن المقطع حقيقي بسبب ظهور شعار "سي-سبان" (C-SPAN) على شاشته، وهو ما عزز مصداقيته المزعومة، فيما علق أحدهم قائلا "رئيس الولايات المتحدة غير لائق لمنصبه". وأشارت نتائج التتبع إلى أن الحساب الأول الذي نشر الفيديو على "إكس" هو الحساب الساخر @drefanzor، المعروف بمشاركة مقاطع سياسية معدلة بهدف التهكم. وتعليقا على الفيديو عبر أحد الناشطين ساخرا بأن تصرف ترامب في الفيديو ذكّره بسلوك جده "قبل نقله إلى دار رعاية الذاكرة"، في إشارة إلى فقدان التركيز أو التوازن العقلي. ورأى آخر أن "الحزب الديمقراطي لا يحتاج إلى فعل أي شيء للعودة إلى السلطة، فترامب كفيل بتدمير الحزب الجمهوري بنفسه"، في تعليق يعكس نظرة سياسية ناقدة لأداء ترامب وتأثيره على حزبه. واقترح أحد المعلقين ساخرا أنه عندما يكتمل بناء قاعة الرقص الرسمية، ينبغي للرئيس ترامب أن يعرض رقصة "ترامب" فوق سطح البيت الأبيض، بمشاركة السيدة الأولى ميلانيا، وبمشهد تتخلله الألعاب النارية. في المقابل، انتقد أحد المستخدمين إنتاج مثل هذا النوع من المقاطع، واصفا إياها بأنها "محتوى رديء لا داعي له"، حتى وإن كانت ساخرة. تفنيد الادعاء وقد أجرى فريق "الجزيرة تحقق" بحثا للتأكد من صحة المقطع، وتبين أنه منشأ باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وبمقارنة المشاهد المتداولة مع لقطات أصلية مصورة من زوايا مختلفة، تأكد أن الفيديو مفبرك. ونشر المشهد الأصلي في 5 أغسطس/آب الجاري عبر وسائل إعلام أميركية، ويظهر فيه ترامب على سطح البيت الأبيض وسط حضور صحفيين يطرحون عليه أسئلة عن سبب وجوده فوق السطح، دون أي مشاهد للرقص.


الجزيرة
منذ 6 أيام
- الجزيرة
البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة "الخنافس"
بدأ المخرج الأميركي سام مينديز تنفيذ مشروعه السينمائي الطموح، الذي يعيد تسليط الضوء على فرقة "الخنافس" (The Beatles) بأربعة أفلام مستقلة، يركّز كل منها على أحد أعضائها، وهم جون لينون، بول مكارتني، جورج هاريسون، ورينغو ستار. المشروع، الذي دخل مرحلة التطوير في أوائل 2025، يحظى بدعم رسمي من أعضاء الفرقة الباقين على قيد الحياة ومن ورثة الراحلين. من المتوقع أن يرى النور في عام 2028، وقد بدأ التصوير في لندن منتصف 2025. يتجاوز العمل البناء النمطي للسير الفنية الموسيقية، ويعتمد أسلوبًا سرديًا متشابكًا؛ حيث تُروى قصة كل عضو من وجهة نظره الذاتية، مع محطات زمنية ومكانية متقاربة. وكان المخرج البريطاني المعروف بفيلمه الأشهر "الجمال الأميركي" 1999(American Beauty) قد صرح لمجلة "فانتي فير": "غيّرت فرقة البيتلز فهمي للموسيقى. دائما كنت أتمنى إنتاج فيلم عنهم، كنت أبحث عن طريقة لسرد قصتهم، وكان لا بد من وجود طريقة لهذه القصة الملحمية للجيل الجديد"، مضيفًا: "أؤكد لكم أنه لا يزال هناك كثير لاستكشافه، وأعتقد أننا وجدنا طريقةً للقيام بذلك، ربما تكون هذه فرصة لفهمهم بشكل أعمق، نحن لا نصنع فيلمًا واحدًا فقط، نحن نصنع أربعة أفلام". استثمار سينمائي في الموسيقى ويندرج مشروع سام مينديز ضمن تيار كبير من الأعمال السينمائية الحديثة التي تستثمر في إرث فرق موسيقية لا تزال تحظى بقاعدة جماهيرية عالمية، مثل "كوين" Queen و"إلفيس بريسلي" Elvis Presley و"بوب مارلي" Bob Marley، وغيرها. لكن ما يميز هذا المشروع هو طموحه البنائي والإبداعي، إذ هو أول تجربة تقدم أربعة أفلام في إطار سردي متسلسل واحد، مع الاستعانة بحقوق موسيقى كاملة، ومستندات أرشيفية أصلية، وأيضًا تقنيات "الواقع المعزز" لإعادة تصميم الحفلات الأسطورية للفرقة، ومنها حفل ملعب "شيا" في لندن، والذي أقيم في 15 أغسطس/آب، وكان أحد أشهر أحداث الحفلات الموسيقية في عصره، وحضره أكثر من 55 ألف شخص، وحقق إيرادات بلغت 304 آلاف دولار. حصل مينديز على تصريح من الورثة مباشرة باستخدام التراث الموسيقي، والبصري للفرقة، وذلك لبناء نسخ طبق الأصل من الفرقة وحفلاتها وموسيقاها بتقنيات الذكاء الاصطناعي. أنشأت فرقة "البيتلز" في ليفربول، بإنجلترا، عام 1960، وحققت شهرة عالمية منتصف الستينيات ضمن الحركة الثقافية المعروفة بـ«الغزو البريطاني» للغيتار والبوب إلى الولايات المتحدة، وذلك فضل مزجها الفريد بين البساطة الموسيقية والابتكار الفني، مما جعلها أيقونة تجاوزت الموسيقى لتصل إلى حد التأثير الثقافي والفكري. وعبرت أغاني مثل "تخيل" (Imagine) و"ثورة" (Revolution) و"الغواصة الصفراء" (Yellow Submarine) عن رغبات جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية في السلام، والشعور بالذات. ولا تزال الفرقة قادرة على جذب جمهور عالمي، إذ تشير البيانات إلى أن أكثر من 60% من مستمعيها عبر تطبيق "سبوتيفاي"(Spotify) هم دون سن الخامسة والثلاثين. يتنبأ نقاد ومحللون غربيون أن مشروع مينديز يحمل إمكانيات كبيرة، لكنه في الوقت ذاته محفوف بالتحديات، إذ قد يجسد الموسيقى التي أثارت إعجاب وخيال شباب الستينات، لكن هل يستطيع أن يفعل المشروع الشيء نفسه مع جيل العصر الرقمي. ضمت الفرقة الأشهر في تاريخ الموسيقى في العالم أربعة موسيقيين، هم جون لينون، الذي حقق بعد انفصال الفرقة عام 1970 مسيرة فردية ناجحة في الموسيقى، وأصدر ألبومات تعبر عن آرائه السياسية والاجتماعية. قتل لينون عام 1980، بإطلاق نار عليه أمام منزله في نيويورك من مارك ديفيد تشابمان، ما أحدث صدمة كبيرة لدى عشاق الفرقة وعالم الموسيقى. واستمر العضو الثاني في الفرقة، بول مكارتني مغنيا وكاتب أغاني، وأسس فرقة جديدة باسم "وينغز"، حققت نجاحاً كبيراً في السبعينيات. ويعد اليوم من أكثر الموسيقيين تأثيراً في تاريخ الموسيقى، وله آلاف الأغاني الناجحة مع البيتلز وفي مشواره الفردي. أما العضو الثالث، فهو جورج هاريسون، الذي اتجه إلى موسيقى الروك الفردية، وبرز في استخدام الموسيقى الشرقية والأدوات الهندية، وتوفي بسبب سرطان الرئة عام 2001 بعد معاناة مع المرض. وتابع العضو الرابع في الفرقة وهو رينغو ستار مشواره كموسيقي منفرد وممثل، وأصدر ألبومات ناجحة. كما كون فرقة خاصة، وهو لا يزال نشطاً في الموسيقى ويشارك في جولات موسيقية. أربعة نجوم في أول تعليق له بعد إعلان اختياره تجسيد شخصية جون لينون، قال الممثل هاريس ديكنسون لمجلة "فانيتي فير" إنه يشعر بـ"رهبة ممزوجة بالحماس"، مضيفًا: "لينون لم يكن مجرد موسيقي عبقري، بل كان روحًا قلقة تبحث عن المعنى في عالم مضطرب، وهذا ما سأحاول أن أستحضره على الشاشة". وأوضح ديكنسون أنه أمضى شهورًا في دراسة طبقات شخصية لينون من خلال أرشيف المقابلات والرسائل الشخصية. أما الممثل بول ميسكال، الذي يؤدي دور بول مكارتني، فقد أشار في حوار لـ"هوليود ريبورتر" (The Hollywood Reporter) إلى أن التحدي الأكبر يكمن في تجسيد فنان لا يزال حيًا وفاعلًا في المشهد الثقافي. قال ميسكال: "أشعر بمسؤولية ثقيلة. مكارتني أسطورة لا تزال نابضة، وأنا أريد أن أقدّم نسخة إنسانية تحترم هذا الإرث دون الوقوع في التقليد السطحي". وفي تصريح آخر، عبّر باري كيوغان، الذي سيؤدي دور رينغو ستار، لصحيفة "الغارديان" (The (Guardian عن فخره بالمشاركة في المشروع: "رينغو ليس فقط ضاربا للدرامز بل هو قلب نابض بالدفء والفكاهة داخل الفرقة. أحاول أن ألتقط طاقته العفوية وأعيد تشكيلها سينمائيًا". أما جوزيف كوين، الذي اختِير لتجسيد جورج هاريسون، فقد قال في مقابلة لـ"رولينغ ستون" (Rolling Stone): "هاريسون شخصية غامضة وذات بُعد روحي عميق، وقد أسرتني رحلته من نجم عالمي إلى متصوف يبحث عن الحقيقة. أظن أن هذا المشروع فرصة لفهم الجانب الهادئ في البيتلز". ومع موافقة الورثة والشركات المالكة لحقوق الملكية الفكرية والأداء العلني على الاستخدام الكامل للموسيقى الأصلية، يصبح العمل قادرًا على الانتقال من إعادة تمثيل بسيطة إلى تجربة سمعية بصرية متكاملة تُعيد الكرة الإنتاجية.