
نافذة لقاء بوتين وترامب في ألاسكا.. صفقة سلام أم فخ سياسي لكييف؟
نافذة على العالم - في أقصى الشمال الأميركي، وعلى أرض تحمل رمزية تاريخية، يستعد الرئيس دونالد ترامب للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة ألاسكا.
لقاء يوصف بالتاريخي، ليس فقط بسبب توقيته الحساس وسط الحرب في أوكرانيا، بل أيضا لما يحمله من احتمالات قد تعيد رسم خرائط النفوذ بين واشنطن وموسكو وكييف.
وبين التفاؤل المعلن والتشاؤم المكتوم، تطرح هذه القمة سؤالا جوهريا: هل نحن أمام صفقة سلام حقيقية، أم أمام فخ سياسي يُخشى أن تدفع أوكرانيا ثمنه؟
المخاوف الأوكرانية… ثقة مفقودة
محمد العروقي، رئيس تحرير موقع "أوكرانيا اليوم"، أوضح في مقابلة مع برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية" أن الموقف الأوكراني محكوم بعدم الثقة في الرئيس بوتين.
وأكد أن كييف ترى في أي مفاوضات مباشرة بين ترامب وبوتين احتمالا لصفقة قد تُبرم على حسابها، حتى لو جاءت بواجهة إنهاء الحرب.
وأشار العروقي إلى أن الرئيس زيلينسكي تلقى من ترامب ضمانات واضحة خلال اجتماعاته مع القادة الأوروبيين، حيث أكد الأخير أنه لن يتخذ أي قرار يخص مستقبل الحرب دون موافقة أوكرانيا، وأن القرار النهائي يجب أن يبقى في يد كييف.
لكن رغم هذه التعهدات، تظل المخاوف قائمة من قدرة موسكو على قلب الطاولة، خاصة مع تحذيرات زيلينسكي من احتمال قيام روسيا بهجوم واسع في منطقة زابوريجيا مع نهاية الصيف.
رمزية المكان… ألاسكا بين الأمس واليوم
اختيار ألاسكا كمسرح للقمة لم يكن بلا دلالة، فالولاية التي باعتها روسيا القيصرية للولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، تعود اليوم لتكون شاهدا على مواجهة سياسية جديدة بين وريثي الإمبراطوريات السابقة.
ووفق العروقي فقد تم ترجيح ألاسكا لاعتبارات رمزية وسياسية، مضيفا أن "هذه الرمزية تضيف بعدا نفسيًا للمحادثات، إذ تذكر موسكو بصفقة تاريخية خسرت فيها أرضا لصالح واشنطن، فيما يرى مراقبون أن اختيار هذا الموقع قد يحمل رسالة ضمنية عن موازين القوى التي تريد أميركا التأكيد عليها".
سيناريوهات مطروحة على الطاولة
استعرض العروقي مجموعة من السيناريوهات المحتملة للقمة وهي:
1. تجميد الصراع: بقاء الأراضي التي سيطرت عليها روسيا تحت حكمها الفعلي من دون اعتراف دولي، وهو ما يعني أن النزاع سيظل قائما لكن بوتيرة أقل.
2. صفقة تبادل مصالح: دخول ترامب وبوتين في اتفاق يحقق مكاسب متبادلة، لكن ربما على حساب سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
3. تعزيز الدعم الأميركي: التزام واشنطن بضمانات أمنية وسياسية أكبر لكييف، وهو الخيار الذي تتمناه أوكرانيا، لكنه مرهون بمدى استعداد ترامب لتحمل تبعات المواجهة مع موسكو.
واعتبر العروقي أن أي تنازل عن الأراضي الأوكرانية مرفوض دستوريا وقانونيا، وأن كييف تتمسك بالقانون الدولي كمرجعية أساسية لحل النزاع.
الموقف الأوروبي… دعم ضروري لكنه محدود
رغم الحضور الأوروبي القوي في الملف الأوكراني، يعتقد العروقي أن الدعم الأوروبي لن يرقى أبدا إلى مستوى الدعم الأميركي المباشر.
فالدول الأوروبية الكبرى، كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تحاول تهدئة المخاوف الأوكرانية، لكن ثقل القرار الفعلي يظل في يد واشنطن.
هذا الواقع يمنح الولايات المتحدة ورقة ضغط كبيرة، إذ يمكنها استخدام نفوذها لتوجيه مسار المفاوضات بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، حتى لو كان ذلك على حساب الموقف الأوروبي أو الأوكراني.
ترامب بين البراغماتية والرهانات
العروقي لم يخفِ انتقاده لأسلوب ترامب الذي وصفه بأنه يقوم على إبرام الاتفاقيات بسرعة وترك التفاصيل للمرحلة اللاحقة.
وأوضح أن الأزمة الأوكرانية أعمق من أن تُحل بصفقة عاجلة، خاصة في ظل إصرار روسيا على السيطرة على الأراضي المتنازع عليها، وتمسك أوكرانيا بالانسحاب الروسي الكامل.
وتابع قائلا: "ترامب نفسه أشار إلى أن نسبة فشل القمة لا تتجاوز 25 في المئة، لكنه لم يقدم حتى الآن خطوطا عريضة لخطة واضحة".
هذه الضبابية تثير قلق كييف، التي تخشى أن تجد نفسها أمام حلول وسط تمس سيادتها، أو أمام ضغوط دولية لقبول ترتيبات مؤقتة قد تتحول إلى واقع دائم.
بين القانون الدولي ومنطق القوة
تتمسك أوكرانيا بأن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم حدودها المعترف بها دوليا.
وفي المقابل، تواصل موسكو اللعب على منطق القوة عبر تعزيز وجودها الميداني في مناطق مثل دونباس وزابوريجيا.
هذا التناقض يجعل من الصعب التوصل إلى تسوية وسط، ويزيد من احتمالات أن تنتهي القمة إلى تجميد الصراع بدل حله.
قمة ألاسكا قد تكون بداية اختراق دبلوماسي إذا التزمت واشنطن بموقف حازم تجاه موسكو، أو قد تتحول إلى محطة تعمق انعدام الثقة إذا طغت عليها صفقات سياسية سريعة.
بين الرمزية التاريخية للمكان، وضغط اللحظة السياسية، ومخاوف أوكرانيا من "الفخ الدبلوماسي"، يبقى مصير الحرب معلقا على ما إذا كان ترامب وبوتين سيتفقان على سلام مستدام، أم سيتركان الصراع يراوح مكانه في انتظار قمة أخرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 19 دقائق
- نافذة على العالم
ترامب في مقابلة مسجلة: اجتماع ثان لحل النزاع في أوكرانيا قد يُعقد قريبًا إذا نجحت المحادثات مع روسيا
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أ ش أ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه من المحتمل عقد اجتماع ثانٍ لحل النزاع في أوكرانيا في وقت قريب إذا أسفرت المحادثات التي ستُجرى الليلة بين الولايات المتحدة وروسيا عن نتائج إيجابية. جاء ذلك في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، تم تسجيلها أثناء تواجد الرئيس على متن طائرة "إير فورس وان" أثناء توجهها إلى مدينة أنكوريج في ألاسكا. وأضاف ترامب: "سنلتقي مجددًا إذا سارت الأمور بشكل جيد، وسيكون هذا قريبًا جدًا." وفيما يخص تطلعاته من هذه المحادثات، أكد ترامب أنه "لن يكون سعيدًا" إذا انتهت المحادثات "دون التوصل إلى شكل من أشكال الهدنة".


مصراوي
منذ 27 دقائق
- مصراوي
بالصور: انطلاق قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين
القاهرة- مصراوي: يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن اجتماعهما رفيع المستوى في أنكوريج بولاية ألاسكا. وشارك الزعيمان في استقبال رسمي على السجادة الحمراء بعد وصولهما إلى قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة. وحظي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستقبال مختلف تماماً عن ذلك الذي تلقاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارته للبيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام. ففي مشهد غير اعتيادي شهدناه في فبراير الماضي، تعرض زيلينسكي لوابل من الانتقادات من الرئيس ترامب داخل أروقة البيت الأبيض. أما اليوم، فقد بدا بوتين مبتسماً وهو يجلس بجوار ترامب داخل السيارة الرئاسية الملقبة بـ"الوحش". وبالنسبة لبوتين، كان ذلك بمثابة انتصار قبل أن يتفوه أي من الطرفين بكلمة. لم يحقق ترامب مكاسب فورية بمجرد وصول بوتين إلى ألاسكا، لكن الأخير حصد إنجازاً مهماً بمجرد نزوله من الطائرة، ومروره على السجادة الحمراء، وصعوده إلى "الوحش" – وهو الزعيم الذي كان حتى وقت قريب منبوذاً على الساحة الدولية. ومن المرجح أن تعتمد مدة المحادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير وبوتين على سير الاجتماعات ومدى التقدم الذي يحرزه الجانبان في جدول الأعمال الحافل. وكان متحدث باسم الكرملين قد توقع في وقت سابق من اليوم، أن تستمر المحادثات بين الجانبين نحو ست أو سبع ساعات. ومن المقرر أن يعقب الاجتماع الثنائي الحالي غداء عمل موسع يضم عدداً من كبار المسؤولين، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ورئيسة الأركان سوزي وايلز. كما يُتوقع أن يعقد ترامب وبوتين مؤتمراً صحفياً مشتركاً بعد انتهاء هذا الاجتماع الموسع.


نافذة على العالم
منذ 34 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : بوتين يستقبل ويتكوف فى الكرملين
الأربعاء 6 أغسطس 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - استقبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء، المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص ستيف ويتكوف فى الكرملين. وأفاد المكتب الصحفى الرئاسي الروسي بأن الاجتماع بين الجانبين يعقد حاليا في الكرملين. وكان ويتكوف قد وصل إلى موسكو في ساعة مبكرة اليوم حيث كان في استقباله في مطار فنوكوفو-2، كيريل دميترييف الممثل الخاص للرئيس الروسي للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي. وبعد ساعة، تجولا معا في حديقة زاريادي بالعاصمة، الواقعة على بعد خطوات من الكرملين. وأشارت وكالة أنباء تاس الروسية إلى أن هذه هي الزيارة الخامسة لويتكوف إلى روسيا منذ بداية العام. وكانت آخر زيارة للمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى موسكو لإجراء محادثات في 25 أبريل، وقبل ذلك في 11 أبريل في سانت بطرسبرج. وقد استقبله بوتين في كلتا المناسبتين. وفي وقت سابق، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه قد يفرض عقوبات على روسيا في 9 أغسطس. ما لم يتم التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية بحلول ذلك الوقت. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن روسيا تتأقلم جيدا مع العقوبات. وفي 14 يوليو، صرح ترامب بأن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية بنسبة 100% تقريبا على روسيا وشركائها التجاريين، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تسوية في أوكرانيا خلال 50 يوما. وفي 29 يوليو، أعلن الرئيس الأمريكي أنه قرر تقليص هذه الفترة إلى 10 أيام. وفي 5 أغسطس، صرح ترامب بأن الولايات المتحدة ستقرر لاحقا ما إذا كانت ستفرض الرسوم الجمركية المذكورة. وأضاف أن خطوات واشنطن الإضافية ستعتمد على نتائج محادثات ويتكوف في موسكو.