
ثورة رقمية في ألبانيا.. كيف يحارب الذكاء الاصطناعي الفساد؟
وتشهد ألبانيا تحولًا رقميًا غير مسبوق، إذ تتبنى الحكومة الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لتعزيز الشفافية والحد من الفساد الذي طال المؤسسات الحكومية لعقود. من خلال بوابة "ألبانيا الإلكترونية"، يتمكن المواطنون من إنجاز المعاملات الرسمية مثل المستندات الضريبية وشهادات الميلاد والتراخيص بسهولة، بمساعدة موظف افتراضي يعمل بالذكاء الاصطناعي.
كما تستخدم الدولة التكنولوجيا في مراقبة الإنفاق العام، وتحليل المعاملات الضريبية، وإدارة المرور، وحتى الترحيب بالقادة والزوار الدوليين بلغاتهم الخاصة. هذه المبادرة تمثل نموذجًا مبتكرًا للحكومات الرقمية، بينما يسعى رئيس الوزراء إدي راما إلى جعل الذكاء الاصطناعي رافعة رئيسية في طريق ألبانيا نحو الاتحاد الأوروبي.
الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الفساد والمحسوبية
رئيس الوزراء الألباني، إدي راما، يرى في الذكاء الاصطناعي وسيلة حاسمة للقضاء على الفساد المزمن الذي يعصف بالمؤسسات الحكومية. فقد صرّح خلال مؤتمر صحفي في يوليو أن بلاده قد تشهد يومًا ما وزارة تُدار بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن ذلك قد يُنهي المحسوبية ويعزز الشفافية. كما أشار إلى إمكانية تطوير نماذج لاختيار وزراء افتراضيين، ما قد يجعل ألبانيا أول دولة يقود حكومتها الذكاء الاصطناعي.
الفكرة أثارت جدلاً واسعًا. فبينما يرى بعض السياسيين أن الحكومات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تقدم خدمات عامة بكفاءة أعلى من البشر، تحذر أصوات معارضة من المخاطر الكامنة. النائبة المعارِضة جوريدا تاباكو وصفت الذكاء الاصطناعي بأنه "أداة لا معجزة"، محذرة من أن ترك برمجة الخوارزميات في أيدي شبكات المصالح نفسها قد يحوّل التقنية إلى "قناع رقمي يخفي نفس الفساد القديم".
استخدامات الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة
ألبانيا تقدمت بشكل ملموس نحو التحول الرقمي. فقد أعلن راما رغبة الحكومة في أن تصبح البلاد خالية من النقد بحلول عام 2030، واعتمدت المدفوعات الرقمية بالكامل. وجرى نقل نحو 95% من خدمات المواطنين إلى الإنترنت عبر بوابة "ألبانيا الإلكترونية"، حيث يستقبل المستخدمين موظف عام افتراضي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يساعدهم في تقديم المستندات الضريبية، تنزيل شهادات الميلاد، والتقدم بطلبات التراخيص والتصاريح.
وعلى الرغم من هجمات إلكترونية استهدفت المنصة، إلا أن الحكومة تمكنت من إدارة نحو 49 مليون معاملة خلال خمس سنوات، مما وفر على المواطنين المقيمين في البلاد وخارجها أكثر من 600 مليون يورو.
الذكاء الاصطناعي على مستوى الدبلوماسية الأوروبية
التكنولوجيا لم تُستخدم فقط داخليًا، بل ظهرت على المستوى الدبلوماسي أيضًا. في مايو/أيار، استقبلت ألبانيا نحو 47 رئيس دولة وحكومة خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية، حيث عُرض عليهم فيديو ترحيبي بالذكاء الاصطناعي بلغة كل ضيف، ما أعطى صورة حديثة ومبتكرة عن الدولة الأوروبية الناشئة.
على صعيد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تعوّل ألبانيا على الذكاء الاصطناعي للإسراع في عملية مواءمة تشريعاتها مع قوانين الاتحاد الأوروبي، وهي عملية معقدة تضم أكثر من ربع مليون صفحة. ومنذ بدء المفاوضات عام 2022، استعانت الحكومة بخبرات ميرا موراتي، الرئيسة السابقة للتكنولوجيا في OpenAI والمولودة في ألبانيا، لدعم جهود الترجمة والتحليل.
ويؤكد راما أن الهدف هو تقليص مدة العملية إلى خمس سنوات بدلًا من سبع، مع استكمال الملفات الفنية بحلول عام 2027. ورغم إقرار الخبراء بقدرة الذكاء الاصطناعي على تسريع الجوانب التقنية، فإنهم يشددون على أن الانضمام للاتحاد الأوروبي يظل بالدرجة الأولى عملية سياسية تحتاج إلى إشراف بشري مباشر.
بهذه المقاربة، تحاول ألبانيا أن تجعل من الذكاء الاصطناعي رافعة سياسية واقتصادية تعيد رسم صورتها في الداخل والخارج.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
حلفاء كييف يدرسون نشر "قوات طمأنة" بعد اتفاق سلام
ويسعى الأوروبيون للاستفادة من نتائج الاجتماع القادة الأوروبيين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، لوضع كييف في موقف أقوى، قبل اجتماع محتمل بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفلوديمير زيلينسكي ، بحسب وكالة "بلومبرغ". ونقلت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة، أن مسؤولين أوروبيين، وضعوا خطة لإرسال قوة طمأنة متعددة الجنسيات لردع أي هجوم روسي مستقبلي، وهم الآن ينتظرون موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.وتتضمن المرحلة الأولى نشر قوات أوروبية، بما في ذلك مئات الجنود البريطانيين والفرنسيين في أوكرانيا بعيدا عن خطوط المواجهة، لمساعدة الجيش الأوكراني في التدريبات وتعزيز قوته. وتشمل المرحلة الثانية، لعب الولايات المتحدة دورا احتياطيا، كالمساهمة في تبادل المعلومات الاستخباراتية، ومراقبة الحدود وتوريد الأسلحة، وقد يشمل ذلك الدفاع الجوي. وذكرت صحيفة "تلغراف"، الأربعاء، أن حجم القوات الأوروبية ودورها غير واضح، متوقعة أن يتوافق القادة الأوروبيون على التفاصيل خلال الأيام المقبلة. والثلاثاء، استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال قوات أمريكية برية إلى أوكرانيا، بمجرد توقيع اتفاق سلام، لكنه لم يستبعد إمكانية تقديم واشنطن دعما جويا لتأمين الأجواء الأوكرانية. وقال ترامب لشبكة "فوكس نيوز": "عندما يتعلق الأمر بالأمن، هم (الأوروبيون) مستعدون لإرسال قوات برية، ونحن مستعدون لمساعدتهم بأمور خاصة، ربما يمكن الحديث عن الدعم الجوي، فلا أحد يملك المعدات التي نملكها". وأوضحت وكالة "بلومبرغ" أن حجم المساعدات الأميركية ومدى التزامها لا يزالان غامضين، ويتوقع المسؤولون الأوروبيون أن تقدم واشنطن معلومات استخباراتية، وأسلحة لأوكرانيا عبر شركاء أوروبيين.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
«تشات يي بي تي».. مولودة كولومبية
في واقعة أثارت جدلاً واسعاً في كولومبيا، أقدم زوجان على إطلاق اسم «تشات يي بي تي» على مولودتهما الجديدة، مستلهمين الاسم من برنامج الذكاء الاصطناعي الشهير «تشات جي بي تي»، وسجل الاسم رسمياً في مكتب السجل الوطني في بلدة «سيريت يوت» شمالي البلاد دون اعتراض. وقال الوالدان في تصريحات لوسائل إعلام، إن اختيارهما للاسم جاء «تكريماً لعصر الذكاء الاصطناعي»، الذي يرون أنه يمثل المستقبل ويؤثر بشكل كبير في حياة الناس. ورغم تسجيل الاسم رسمياً، أثار القرار موجة واسعة من ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المستخدمين عن استغرابهم وانتقادهم للاسم غير المألوف، محذرين من تأثيره المحتمل على الطفلة في المستقبل. ويمنح القانون الكولومبي مسؤولي السجل المدني حق رفض الأسماء التي يرون أنها قد تسيء لكرامة الطفل أو تجعله عرضة للسخرية أو التمييز. وفي حين أن ظاهرة الأسماء غير التقليدية منتشرة في العديد من دول أمريكا اللاتينية، إلا أن خبراء علم النفس والاجتماع، حذروا من أن الأسماء الغريبة تؤثر سلباً في الصحة النفسية للأطفال وتعرضهم للتنمر.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
هونغ كونغ تكافح فيروساً بالروبوتات
في خطوة مبتكرة، تستعد سلطات هونغ كونغ لاستخدام كلاب روبوتية مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمكافحة انتشار فيروس شيكونغونيا، بعد تسجيل تسع حالات وارتفاع حاد في الإصابات بإقليم قوانغدونغ المجاور، خصوصاً في مدينة فوشان. وأوضح تسي تشين وان، وزير البيئة، أن هذه الروبوتات ستبدأ عملها الشهر المقبل، وهي مزودة ببخاخات لرش المبيدات في المناطق الوعرة أو صعبة الوصول إليها، ما يُخفف الضغط عن فرق المكافحة التقليدية، خاصة في ظل موجات الحر. وتتميز الروبوتات بقدرتها على رصد مواقع تكاثر البعوض من خلال كاميرات وأجهزة استشعار، إضافة إلى تحليل بيانات الطقس ونمط تفشي الفيروس، ما يسمح بتركيز الجهود في المناطق عالية الخطورة، وتقليل استخدام المواد الكيميائية.