
هل ينجح مانشستر يونايتد أخيراً في التعاقد مع بنيامين سيسكو؟
يُعد سيسكو الخيار الأول لمانشستر يونايتد لتدعيم خط هجومه، بينما يرغب نيوكاسل يونايتد أيضاً في التعاقد معه، في حال رحيل ألكسندر إيزاك.
وكان سيسكو مرتبطاً بقوة أيضاً بآرسنال لبعض الوقت قبل أن يتعاقد «المدفعجية» مع فيكتور غيوكيريس من سبورتنغ لشبونة. وكان سيسكو محط أنظار تشيلسي أيضاً (لكن يبدو أن تشيلسي يضع عينيه على كل اللاعبين تقريباً، وليس سيسكو وحده!).
يتميز سيسكو بالطول الفارع والقوة البدنية الهائلة والسرعة الفائقة، فضلاً عن قوته في الصراعات والالتحامات الهوائية، والقدرة على إنهاء الهجمات ببراعة، وهي الصفات - وفقاً لإملين بيغلي على موقع «بي بي سي» - التي تجعل كثيرين يشبّهونه بنجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند... ليس فقط لأنهما لعبا مع سالزبورغ.
سجّل سيسكو 16 هدفاً في 41 مباراة مع منتخب سلوفينيا (غيتي)
لماذا ارتبط اسم سيسكو بالكثير من الأندية؟
يتميز سيسكو بالفاعلية الكبيرة أمام المرمى، والدليل على ذلك أن الإحصائيات تشير إلى أنه لم يتمكن أي لاعب في فئته العمرية من تسجيل أهداف أكثر منه خلال الموسمين الماضيين. لكن الموسم الماضي تحديداً شهد تطوراً هائلاً في مستواه، حيث جاءت 9.7 في المائة من لمساته داخل منطقة جزاء الخصم - مقارنة بـ17 في المائة في الموسم الذي سبقه؛ وهو ما يعكس حقيقة أنه أصبح أكثر تحركاً على الأطراف وأكثر رغبة في العودة إلى الخلف للمشاركة في بناء الهجمات والقيام بواجباته الدفاعية.
وقال خبير في التعاقدات لموقع «بي بي سي» عن سيسكو، الذي يبلغ طوله 1.95 سم: «إنه يمتلك قوة بدنية هائلة وضخم البنية وقوي للغاية؛ لذا أعتقد أن القوة البدنية للدوري الإنجليزي الممتاز لن تُرهبه. عندما تنظر إلى بعض اللاعبين الذين يلعبون في دوريات أوروبية أقل قوة وسرعة، تجد أنهم يُعانون في حال الانتقال إلى دوريات أكبر. الدوري الألماني الممتاز واحد من أكبر ثلاثة دوريات في العالم، لكن عندما تنظر إلى الانتقال في الدوريات الكبرى، تجد أن سيسكو يمتلك القدرات البدنية التي تؤهله للنجاح في أي مسابقة».
وقال لوكاس فرابليك، خبير كرة القدم في أوروبا الوسطى: «أعتقد أن سيسكو يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله للعب في أحد أفضل فرق أوروبا، ويمكنه أن يكون إضافة قوية لأي فريق. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يتطور ويصل إلى مستويات أعلى؛ نظراً لأنه لم يصل إلى قمة مستواه بعد. إنه واحد من أفضل المهاجمين في أوروبا في الوقت الحالي، لكن لا يزال لديه مجال كبير للتحسن والتطور». أمضى سيسكو الموسمين الماضيين في ألمانيا مع نادي لايبزيغ، بعد أن انضم إليه قادماً من سالزبورغ في عام 2023. تم الاتفاق والإعلان عن هذه الصفقة في صيف عام 2022؛ وهو ما أعاق انتقاله إلى أي من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. سجل سيسكو 39 هدفاً في 87 مباراة في جميع المسابقات خلال هذين الموسمين (بالإضافة إلى ثماني تمريرات حاسمة)، من بينها 27 هدفاً في 64 مباراة بالدوري. كما جاءت ستة من هذه الأهداف في دوري أبطال أوروبا.
يتميز سيسكو بالطول الفارع والقوة البدنية الهائلة (إ.ب.أ)
ومنذ انتقاله إلى ألمانيا، يُعدّ سيسكو أفضل هداف حالياً تحت سن 23 عاماً في جميع المسابقات، من بين جميع اللاعبين الذين يلعبون في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. ويتقدم سيسكو بفارق هدف واحد على جود بيلينغهام، لاعب ريال مدريد، وبخمسة أهداف على فلوريان فيرتز، الذي انضم إلى ليفربول من باير ليفركوزن مقابل 100 مليون جنيه إسترليني هذا الصيف. وأضاف فرابليك: «في الموسم الماضي، لا أعتقد أنه كان بجودة الموسم الذي سبقه نفسها، لكنه تأثر أيضاً بضعف أداء لايبزيغ ككل. هناك توقعات كبيرة منه كونه مهاجماً، وهناك ضجة كبيرة حوله».
وقال الصحافي السلوفيني ميران زوري في عام 2024: «لقد توقعنا أن ينجح سيسكو، لكن لم يكن أحد يتوقع أنه بهذه البراعة، باستثناء وكيل أعماله إلفيس باسانوفيتش، الذي كان يحاول إقناع الناس بإمكاناته، وكان يُرسل رسائل إلى الكشافين والمديرين الفنيين يقول لهم إنه سيكون ماكينة الأهداف القادمة في عالم كرة القدم. عندما كان سيسكو يُعاني في سالزبورغ في البداية، كان الناس يسألون وكيل أعماله: أين ماكينة الأهداف التي كنت تتحدث عنها؟ لكن الآن، أصبح الجميع يعرفون قدراته الحقيقية».
وفي عام 2022، نُقل عن سيسكو نفسه قوله: «يُخبرني زملائي في النادي أنني أشبه هالاند كثيراً، خاصةً من حيث السرعة، بل إن معظمهم يقولون لي إنني أفضل منه». سجّل هالاند، مهاجم مانشستر سيتي (الذي رحل عن سالزبورغ قبل ظهور سيسكو مع الفريق الأول) عدد الأهداف نفسه التي سجّلها سيسكو مع النادي النمساوي - لكن اللاعب النرويجي لم يحتج سوى إلى 27 مباراة فقط لإحراز هذا العدد من الأهداف، أي 34 في المائة فقط من عدد المباريات التي لعبها سيسكو. لذا؛ ربما كان زملاؤه يجاملونه بعض الشيء عندما أخبروه بأنه ربما يكون أفضل من هالاند، لكن هذه التصريحات وحدها تعكس ثقة زملائه فيه وثقته هو الآخر في نفسه. قال فرابليك: «أسمع من أشخاص في سلوفينيا عملوا معه أنه شخص مجتهد للغاية، وواثق جداً من نفسه، وهو أمر بالغ الأهمية لأي مهاجم».
أما على المستوى الدولي، فسجّل سيسكو 16 هدفاً في 41 مباراة وشارك مع سلوفينيا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024. وسجل ثلاثة لاعبين فقط أهدافاً أكثر منه مع منتخب سلوفينيا. وقال ميران بافلين، اللاعب الدولي السابق لسلوفينيا، في عام 2024: «يتعين عليه أن يركز على اللعب بشكل جيد، وبعد ذلك سينتقل إلى ناد أكبر - إن لم يكن هذا العام، فسيكون بعد عام أو عامين. إنه يمتلك قدرات وإمكانات تجعله واحداً من أفضل 10 مهاجمين في العالم بكل تأكيد».
سيسكو في طريقه لهز شباك بايرن ميونيخ في الدوري الألماني (إ.ب.أ)
إلى أين سيرحل سيسكو؟
لا يوجد شك في أن سيسكو سيرحل عن لايبزيغ. ومع ذلك، فشل لايبزيغ في التأهل للبطولات الأوروبية هذا الموسم، وبدأ عملية إعادة بناء الفريق تحت قيادة المدير الفني الجديد أولي فيرنر. وأفادت تقارير بأن سيسكو لديه اتفاق غير رسمي مع ناديه يسمح له بالرحيل إذا تلقى عرضاً من أحد أندية النخبة مقابل نحو 70 مليون جنيه إسترليني. عندما انضم سيسكو إلى لايبزيغ من ناديه الشقيق سالزبورغ في عام 2023، كان لديه شرط جزائي في عقده بقيمة 55 مليون جنيه إسترليني، لكنه وقّع الصيف الماضي عقداً جديداً طويل الأمد. وتشير التقارير إلى أن هذا العقد يتضمن أيضاً شرطاً جزائياً، ويبدو أنه أعلى من الشرط الجزائي السابق. ويطرح هذا السؤال التالي: من هو النادي الذي يستطيع تحمل قيمة هذه الصفقة؟ وتأتي الإجابة كالتالي: لا توجد فرق كثيرة قادرة على ذلك باستثناء أندية الدوري الإنجليزي الممتاز أو الأندية السعودية.
قال فرابليك: «إنه قادر على صناعة الفارق مع أي نادٍ كبير. والأمر مجرد مسألة وقت فقط قبل أن ينتقل، لكن ربما ليس هذا الصيف. أعتقد أن قيمة الصفقة العالية كانت أحد أسباب عدم انتقاله حتى الآن؛ نظراً لأنه لا توجد أندية كثيرة قادرة على تحمل هذه التكلفة حالياً، وهذه هي المشكلة التي ستواجهه إذا أراد الرحيل». وأضاف: «لن أتفاجأ ببقائه مع لايبزيغ لموسم آخر. قد يكون من الأفضل له أن يبقى لموسم آخر لكي يتطور ويتمكن من تكرار الأداء القوي الذي قدمه في الموسم الذي سبق انطلاق كأس الأمم الأوروبية 2024. يعتمد الأمر على سوق الانتقالات، فقد يؤدي انتقال أحد اللاعبين إلى حدوث تغيير مفاجئ. وكنت أتوقع أن ينتهي به المطاف بالانضمام إلى آرسنال». كان آرسنال مهتماً بالتعاقد مع سيسكو قبل أن يضم مهاجم سبورتنغ لشبونة، فيكتور غيوكيريس، في صفقة تصل قيمتها إلى 64 مليون جنيه إسترليني (73 مليون يورو). ووضع مانشستر يونايتد سيسكو ومهاجم أستون فيلا، أولي واتكينز، على رأس قائمة أولوياته لتدعيم خط هجومه، لكنه يركز الآن على المهاجم السلوفيني، وقد تواصل بالفعل مع مسؤولي لايبزيغ.
أنفق مانشستر يونايتد بالفعل 130 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع المهاجمين ماتيوس كونيا وبريان مبيومو هذا الصيف، لكن لا يزال لديه المال الكافي لتدعيم صفوفه بشكل أكبر. ويضم مانشستر يونايتد راسموس هويلوند أيضاً في الخط الأمامي. لكن نيوكاسل يسعى أيضاً للتعاقد مع سيسكو في حال رحيل مهاجمه السويدي ألكسندر إيزاك، الذي لم ينضم للفريق في جولته في آسيا استعداداً للموسم الجديد.
تشير تقارير إلى أن ليفربول مهتم بالتعاقد مع إيزاك، لكن هذه الصفقة سوف تكلف الريدز أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني. وفي حال حدوث ذلك، فسيعني هذا أن نيوكاسل سيكون لديه المال الكافي للتعاقد مع سيسكو. رحل كالوم ويلسون عن ملعب «سانت جيمس بارك» في صفقة انتقال حر هذا الصيف؛ وهو ما يعني أن ويليام أوسولا، البالغ من العمر 21 عاماً، سيكون مهاجم نيوكاسل الوحيد في حال رحيل إيزاك. وعلى عكس مانشستر يونايتد، فإن الانتقال إلى نيوكاسل سيُمكن سيسكو من اللعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وكذلك الحال مع تشيلسي، الذي ارتبط اسمه أيضا بالتعاقد مع سيسكو. ومع ذلك، فقد تعاقد «البلوز» بالفعل مع المهاجمين ليام ديلاب وجواو بيدرو مقابل 90 مليون جنيه إسترليني معاً هذا الصيف؛ لذا سيحتاج إلى التخلص من نيكولاس جاكسون وربما من لاعبين آخرين.
كما تشير تقارير إلى أن نصف أندية النخبة في أوروبا - بما في ذلك بايرن ميونيخ وريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس وميلان - كانت مهتمة أيضاً بالتعاقد مع سيسكو في وقت سابق، لكن هذا الاهتمام تراجع بعض الشيء الآن. فهل ينطبق الأمر نفسه على أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي تسعى حالياً للتعاقد مع المهاجم السلوفيني الشاب، أم أن هذا هو الصيف الذي سينتقل فيه سيسكو أخيراً؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 39 دقائق
- أرقام
أكبر وكالات لاعبي كرة القدم في العالم
يشهد سوق وكلاء لاعبي كرة القدم توسعًا لافتًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بارتفاع القيمة السوقية للاعبين وتزايد تعقيد صفقات الانتقال ورغبة الأندية في التعاقد مع المواهب العالمية، فما هي أكبر الوكالات التي تمثل لاعبي كرة القدم في العالم؟ - هي كيانات متخصصة تتولى تمثيل لاعبي كرة القدم المحترفين في الجوانب التعاقدية والتسويقية، وتشمل مهامها التفاوض مع الأندية على عقود الانتقال والرواتب، والتعامل مع حقوق الصور، وتأمين الرعاية التجارية. - تقع أغلب المقار الرئيسية لوكالات لاعبي كرة القدم الكبرى في المملكة المتحدة، نظرًا للقيمة السوقية للدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تعد الأكبر على الإطلاق عند 12.26 مليار يورو (14.26 مليار دولار)، فضلًا عن عقود اللاعبين والمدربين الكبيرة. دور الوكالات - تلعب هذه الوكالات دورًا حاسمًا في توجيه المسارات المهنية للاعبين، خصوصًا في ظل المنافسة الشديدة بين الأندية الكبرى على استقطاب المواهب، إذ أصبحت محركًا رئيسيًا في صناعة القرار داخل المستطيل الأخضر وخارجه عبر تأثيرها على قرارات اللاعبين. الرياضات الأخرى - تواصل وكالة "سي إيه إيه" الأمريكية هيمنتها على صدارة أكبر الوكالات الرياضية قيمة في أمريكا الشمالية لعام 2025، مستفيدة من عقود تتجاوز قيمتها 15 مليار دولار، ما يعكس اتساع نطاق أعمالها ونمو قدرتها على إدارة العقود الكبرى للاعبين. - تسارعت وتيرة الاستحواذات والاندماجات بين الوكالات الكبرى خلال الفترة الأخيرة، إذ استحوذت وكالات أمريكية متعددة على كيانات رياضية في أوروبا لتعزيز وجودها في كرة القدم. - نظرًا لتعدد الرياضات الشعبية في الولايات المتحدة، تُوسع أغلب الوكالات الرياضية أنشطتها لتشمل لاعبين في أكثر من رياضة، أبرزها كرة القدم والسلة والبيسبول وكرة القدم الأمريكية والهوكي. المصادر: أرقام- ترانسفير ماركت – فوربس – فيفا


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
الرياض أول مدينة في العالم تقدم تجربة الإصدار المقبل من لعبة كرة القدم «إي إيه سبورتس إف سي26»
تحظى لعبة كرة القدم «إي إيه سبورتس إف سي (EA Sports FC)» بشعبية كبيرة بين فئة الشباب من اللاعبين. مزايا لعب مطورة بصحبة أفضل اللاعبين العالميين في 26 سبتمبر المقبل ولأول مرة عالمياً، سيحظى اللاعبون في المملكة العربية السعودية بإمكانية تجربة الإصدار المقبل من اللعبة حصرياً قبل إطلاقه مباشرة من مهرجان كأس العالم للألعاب الإلكترونية في مدينة الرياض، من اليوم (الخميس) إلى يوم الأحد. ويقدم هذا الإصدار الفرصة لتجربة اللعبة الكاملة قبل إطلاقها العالمي في 26 سبتمبر (أيلول) المقبل، لتصبح الرياض أول مدينة في العالم تتيح للاعبين تجربتها. وتتزامن هذه الفرصة مع بطولة العالم للعبة، التي ستقام بين 7 و10 أغسطس (آب) الحالي ضمن فعاليات كأس العالم للألعاب الإلكترونية في الرياض، التي تجمع 32 من أفضل لاعبي اللعبة في العالم، من بينهم البطل العالمي الحالي أنديرس فييرغانغ، وnicolas99fc، وTekkz، وغيرهم، وذلك في منافسة تمتد لأربعة أيام، وجائزة تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار أميركي. وسيتم بث الفعاليات مباشرة كل مساء على قناة «EA SPORTS FC Pro» في «يوتيوب» و«تويتش»، مع تعليق من نخبة من مقدمي المحتوى العالميين تشمل نيكول هوليداي، ورايان بيسوا، وبراندون سميث، وريتشارد باكلي، بالإضافة إلى طاقم كامل من المعلقين باللغة العربية. كما يمكن للمشاهدين الذين يربطون حساباتهم الخاصة بـ«إي إيه (EA)» مع «يوتيوب» أو «تويتش» الحصول على جوائز خاصة. وستكون اللعبة متاحة على أجهزة «بلايستيشن 4 و5» و«إكس بوكس وان» و«إكس بوكس سيريز إس وإكس» والكمبيوتر الشخصي، مع إمكانية الدخول المبكر لمقتني الإصدار الكامل «Ultimate Edition» بدءاً من 19 سبتمبر المقبل، أي قبل أسبوع كامل من إطلاق اللعبة المتاحة للطلب المسبق الآن. وتُعدّ كأس العالم للألعاب الإلكترونية أكبر حدث للرياضات الإلكترونية في العالم، وتمتد على مدار 7 أسابيع في مدينة الرياض حتى 24 أغسطس بمشاركة 2000 لاعب محترف و200 نادٍ من أكثر من 100 دولة يتنافسون عبر 25 بطولة في 24 من أشهر الألعاب على مستوى العالم للحصول على مجموع جوائز يتجاوز 70 مليون دولار أميركي. ويجمع مهرجان كأس العالم للألعاب الإلكترونية مجتمعات الألعاب والرياضات الإلكترونية في احتفال عالمي بثقافة الألعاب، ويُقدِّم بطولات إلكترونية وحفلات موسيقية حية وألعاب «آركيد (Arcade)» كلاسيكية، بالإضافة إلى عروض تقليد ملابس الشخصيات «كوسبلاي (Cosplay)»، وتقديم استوديوهات لصناع المحتوى، وغيرها من المزايا الأخرى.


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
جوتا العربي
هزّت مشاهد بكاء الثنائي البرتغالي جواو كانسيلو وروبن نيفيز؛ حزناً على رحيل مواطنهما ديوغو جوتا، مشاعرَ الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم، وتحول مشهد الوقوف دقيقة صمت قبل مباراة فريقهما الهلال السعودي ضد فلومينينسي البرازيلي، إلى الأكثر تداولاً في مواقع الصحف وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي عرفت اهتماماً لافتاً بخبر وفاة النجم الشاب، وردة الفعل التي تلتها من رفاقه في النادي والمنتخب. ولم يكن لرحيل جوتا أن يحظى بهذا الاهتمام العالمي، لولا ردة فعل ليفربول وتحرك مسؤوليه نحو إعطاء الحدث ما يستحقه؛ تكريماً للاعب الراحل، ومراعاة لمشاعر زملائه اللاعبين الذين أصيبوا بصدمة، قادت المصري محمد صلاح والهولندي فان دايك إلى التصريح بأنهما لا يتخيلان العودة إلى تدريبات الموسم الجديد في غياب جوتا عن النادي إلى الأبد. ومع أن عالم كرة القدم شهد سابقاً وفاة أكثر من لاعب داخل المستطيل الأخضر أمام آلاف المتفرجين، فإن رحيل هؤلاء لم يستأثر باهتمام يوازي حادثة تحطم سيارة النجم البرتغالي ووفاته مع شقيقه في إسبانيا. وباتت مبادرات ليفربول المتوالية نحو تخليد ذكرى جوتا والوقوف إلى جانب عائلته، تحظى بمتابعة خاصة منحت هذا النادي شعبية إضافية وتعاطفاً من أنصار اللعبة في العالم، وأدت إلى تلميع سمعته التي لطختها وسائل الإعلام الإنجليزية والأوروبية بعد حادثة استاد «هيسيل» في نهائي كأس أوروبا ضد يوفنتوس الإيطالي عام 1985، وكارثة ملعب «هيلزبره» في نصف نهائي كأس إنجلترا ضد نوتنغهام فورست، وما تلا هذه المذبحة من هجوم إعلامي وتحيز من الشرطة المحلية في تقريرها الجنائي، قبل أن يعاد فتح التحقيق وتظهر براءة أنصار ليفربول بعد 23 عاماً من إبعاد النادي عن البطولات القارية ونبذه مع جماهيره عالمياً. ساهمت بادرة مسؤولي ليفربول بمنح عائلة جوتا ما تبقى من قيمة عقده، في التفاف اللاعبين حول ناديهم بدرجة جعلت بعضهم يصفه بـ«بيت العائلة»، ولم تكن هذه آخرة المبادرات؛ إذ تلتها قرارات، منها تكليف نحات بصناعة تمثال للاعب، وحجب القميص رقم «20» الذي كان يرتديه النجم البرتغالي، فضلاً عن اعتماد شعار يحمل عبارة «20 إلى الأبد» سيوضع على قمصان اللاعبين طيلة الموسم المقبل؛ تكريماً للراحل ولمجهوداته خلال سنوات نشاطه في الفريق. ما قدمه ليفربول من أجل مواساة عائلة جوتا وإحياء ذكراه، من شأنه أن يلهم بقية الأندية في العالم لتغيير نظرتها نحو اللاعب «الإنسان» بعيداً عن حصر العلاقة في حسابات الربح والخسارة، من خلال منحه ما يستحق من اهتمام في حياته وتقدير في مماته. وربما كان كثير من الاتحادات والأندية العربية بحاجة إلى التمعن في تجربة النادي الإنجليزي ومكاسبه الكثيرة من ارتباط اسمه طيلة الأيام الماضية بتصدير مبادرات تحمل معانيَ سامية غابت في زمن تجارة كرة القدم، خصوصاً أن التاريخ يروي ممارسات مخجلة لأندية خذلت لاعبيها حتى بعد موتهم، وليس أكبر خذلاناً من تجاهل نادٍ خبر رحيل أحد لاعبيه القدامى واستكثار تقديم التعزية لعائلته والتذكير بمسيرته وإنجازاته... وربما أيضاً أن تغيير نظرة الكيانات الرياضية في البلدان العربية إلى اللاعب يتطلب الاستعانة بمختصين في علم الاجتماع ومحترفين في مجال العلاقات العامة، من أجل مراقبة وصيانة الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية، ولفت انتباه المسؤول ومعاونيه في كل مرة إلى أن هناك شيئاً سقط منهم!