
من مكاشفة الرئيس إلى مواجهة الحقيقة: اليمن بين سلامٍ خادع وحرب معلنة
عبده سالم
نتفهم صراحة الأخ الرئيس الأخيرة بشأن ما تعرض له من تهديد وابتزاز من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية فيما يخص طائرة الحجاج، وما رافق ذلك من تهديد بقصف المطارات، وهو موقف يُحسب له من حيث المكاشفة والمصارحة، رغم إن ما تفضل به لا يمثل سوى جزء يسير من الحقيقة المؤلمة التي يجب كشفها للرأي العام، وهي حقيقة الخلل العميق في ميزان السيادة الوطني، وتآكل قدرة الدولة على حماية رموزها ومرافقها السيادية، وعلى الرغم من تقديرنا لمبدأ الشفافية، فإننا نتساءل: ما الذي يقف خلف هذه المكاشفة الآن؟
هل تهدف المكاشفة الى تقديم الحوثي كجماعة إرهابية خارجة عن القانون، ويصعب السيطرة عليها تمهيدًا لإقناع الروس كهدف من اهداف زيارة الرئيس الأخيرة؟
أم أنها تأتي في سياق تحميل المجتمع الدولي، والإقليمي، والشركاء المحليين، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، تمهيدًا لترتيبات قادمة؟
أم أن الأمر ببساطة هو اعتراف رسمي بحجم الأزمة، وانسداد الأفق، وقلة الحيلة ، وانعدام الخيارات؟
في جميع الحالات، تبقى النوايا طي الكتمان، ولا يعلم حقيقتها إلا الله.
الأمر المهم الذي ينبغي الإشارة اليه هو: اننا كمواطنين ومتابعين ندرك جيدًا أن إعادة فتح مطار صنعاء جاء ضمن بنود مشروع مبادرة السلام، التي لم نرَ من نتائجها سوى استفادة مليشيا الحوثي منها لتعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع حربها على اليمن واليمنيين ، دون أن تقابلها أي التزامات تضمن حقوق اليمنيين أو تحمي السيادة الوطنية. وما حادثة طائرة الحجاج إلا نموذج واضح على فشل هذه المبادرة، ليس فقط في تأمين سلامة الرحلات، بل حتى في حماية رئيس الدولة من الابتزاز والتهديد.
إننا نعيش اليوم حالة حرب فعلية، في ظل مبادرة سلام معلنة لا وجود لها على أرض الواقع، حرب متعددة الأوجه تتشابك فيها المواجهة بين الشرعية والانقلاب بمستويات مختلفة، مع أدوار إقليمية ودولية متشابكة، بدءًا من تدخلات التحالف، وصولًا إلى التوترات في الممرات البحرية والأجواء الإقليمية، وانتهاءً بالتصعيدات العابرة للحدود بين الحوثيين وقوى دولية مثل واشنطن وتل أبيب.
الطرق البرية مقطوعة، والموانئ تحت الحصار أو التدمير، والسفن مهددة، والمجال البحري في خطر دائم، والمطارات تتعرض للقصف والطائرات للحرق، كما حدث لطائرة الحجاج اليمنيين، في مشهد يلخص المأساة الوطنية.
إن التعامل مع هذا الواقع لا يمكن أن يظل محصورًا في نطاق التصريحات والمكاشفات أو بيانات الإدانة الشكلية، وكأننا في ظروف طبيعية .
المطلوب اليوم هو إعلان موقف واضح يتمثل في:
إعادة توصيف الحالة الوطنية كحالة حرب شاملة، وطي صفحة مشروع مبادرة السلام التي أثبتت فشلها، والدعوة إلى التعامل مع الوضع كظرف استثنائي يخضع لقوانين الطوارئ الدولية، بما يضمن الحد الأدنى من الحماية، ويوفر الأساس القانوني لتحميل الأطراف المحلية والدولية المسؤولية السياسية والإنسانية والأمنية.
نأمل أن تكون تصريحات الأخ الرئيس خطوة أولى نحو مصارحة شاملة تعقبها قرارات وطنية جماعية جريئة مسنودة بدعم اقليمي واثر دولي، بما يوازي حجم التحديات التي نواجهها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
تفجير دار الرئاسة جريمة في بيت من بيوت الله وعار لا يسقط بالتقادم
تفجير دار الرئاسة جريمة في بيت من بيوت الله وعار لا يسقط بالتقادم قبل 1 دقيقة في الثالث من يونيو 2011 الموافق اول جمعة من شهر رجب لعام 1432هـ، اهتز اليمن على وقع جريمة بشعة تُعد من أخطر ما شهده تاريخه الحديث، حين استُهدف رئيس الجمهورية حينها، الزعيم علي عبدالله صالح، وكبار مسؤولي الدولة، أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة. تفجير جبان وحاقد، تم في بيت من بيوت الله، في يوم مبارك، وفي لحظة خضوع لله، في تحدٍّ سافر للقيم الدينية، والأعراف القبلية، والمبادئ الإنسانية. لقد كشفت التحقيقات والاعترافات الموثقة أن من نفّذ هذه الجريمة البشعة هي جماعات الإسلام السياسي، التي استغلت شعارات ما سُمي حينها بـ"الربيع العربي" واستغلال مطالب بعض الشباب الابرياء وركبوا الموجة لتصفية حساباتهم السياسية، وللوصول إلى السلطة بطرق دموية، بعيدًا عن صناديق الاقتراع والإرادة الشعبية. هؤلاء لم يكتفوا بتهديد النظام، بل سددوا طعنتهم في خاصرة الوطن بأكمله. ليس غريبًا أن من يحمل فكرًا ضيقا لا يعترف بالدولة المدنية، ولا بالمؤسسات الديمقراطية، ولا بحرمة الدم، أن يلجأ إلى العنف، وأن يضرب في أكثر الأماكن قدسية - المسجد، وفي أعظم اللحظات - لحظة صلاة الجمعة. لقد اختار الجناة أن يكون القتل في حضرة الله، وهم يدّعون الإسلام زورًا، في حين أن فعلتهم لا تمتّ للإسلام بصلة. استُشهد في ذلك اليوم عدد من خيرة رجال اليمن، وعلى رأسهم الشهيد عزيز اليمن عبدالعزيز عبدالغني، وسقط العشرات من الجرحى والمعاقين، بعضهم من قادة الدولة، وآخرون من الضباط والجنود المخلصين. ولم يكن ذلك التفجير إلا فاتحة سلسلة من الجرائم التي أغرقت اليمن في بحر من الفوضى والصراعات لم يخرج منها حتى اليوم. ورغم محاولات البعض طي صفحة الجريمة، فإنها لا تسقط بالتقادم، ولن يتنازل أبناء وأهالي الشهداء عن حقهم مهما طال الزمن. فالقضية قضية دم، وكرامة، وعدالة، لا مساومة فيها، ولا تصالح مع من تجرّد من دينه وإنسانيته. الجريمة لاقت إدانة واسعة، إقليميًا ودوليًا. فقد أدانتها دول، ومنظمات دولية، ومجلس الأمن الدولي، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لكل القيم والمواثيق. وأكدت المواقف الدولية على ضرورة محاسبة الجناة، وعدم إفلاتهم من العقاب، كجزء من التزام العالم بمكافحة الإرهاب السياسي وتفادي انهيار الدولة اليمنية. لقد أثبتت هذه الجريمة أن من تسللوا إلى المشهد تحت لافتة "الثوار"، لم يحملوا مشروع إنقاذ، بل خطة إسقاط. خطة تنفّذها جماعات لا تؤمن إلا بالعنف والانقلاب، ولا ترى للوطن قيمة إلا في حدود ما يمكن أن تستحوذ عليه من سلطة وثروة. سيظل تفجير دار الرئاسة في جمعة رجب ذكرى أليمة في وجدان اليمنيين، لكنه في ذات الوقت شاهد حي على قبح المشروع الذي أراد أن يبتلع اليمن، ويسلخه من قيمه، وهويته، واستقراره. وستبقى دماء الشهداء أمانة في أعناقنا، وقضية وطنية لن تُغلق إلا حين تُستعاد العدالة، ويُحاسب القتلة، ويُسترد الوطن من أيدي من أرادوا له السقوط.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الرئيس الزُبيدي يُعزّي محمد يور بوفاة نجله
بعث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي برقية عزاء ومواساة إلى الأخ محمد مثنى علي يور عزاه فيها بوفاة نجله الطفل عيدروس. وعبّر الرئيس الزُبيدي في برقيته عن خالص تعازيه ومواساته لمحمد يور وأفراد أسرته كافة، ومشاطرته لهم أحزانهم في مصابهم الأليم. وابتهل الرئيس الزُبيدي في ختام برقيته إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الطفل عيدروس بواسع رحمته، وأن يجعله شفيعا لوالديه، وأن يعصم قلوب والديه وأهله وذويه بالصبر والسلوان. إنّا لله وإنّا إليه راجعون


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
بعد احتجاجات.. محافظ تعز يقيل مدير مؤسسة المياه ويكلف بديلًا عنه
أصدر محافظ تعز، نبيل شمسان، قرارًا بإقالة مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي، سمير عبدالواحد، وتكليف وثيق الأغبري بديلًا عنه. ووفقًا لوثيقة حصلت عليها "المهرية نت"، فقد أصدر شمسان قرارًا بتغيير سمير عبدالواحد وتعيين وثيق الأغبري مديرًا جديدًا لمؤسسة المياه والصرف الصحي في تعز. يأتي هذا القرار بعد احتجاجات كبيرة شهدتها مدينة تعز نتيجة أزمة المياه الحادة وغير المسبوقة التي تعاني منها المحافظة. ويوم أمس، أعلنت السلطة المحلية في محافظة تعز، عن حزمة إجراءات عاجلة لمواجهة أزمة المياه المتفاقمة في المدينة، والتي تعود جذورها إلى الحصار الحوثي، وشح الأمطار، وجفاف الآبار، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية والخلل الإداري. وأوضح بيان صادر عنها أن فريقًا متخصصًا أعد دراسة شاملة خلصت إلى أن جماعة الحوثي ما تزال تقطع الإمدادات القادمة من حوض الحوجلة، المصدر الأساسي لمياه المدينة، ضمن سياسة ممنهجة تستهدف السكان. وتضمنت المعالجات: وقف تعبئة الوايتات من آبار المؤسسة، واستئناف الضخ عبر الشبكة المحلية، وتجهيز خمس نقاط مركزية لتعبئة المياه بالسعر الرسمي (1000 لتر بـ 1000 ريال)، مع تحديد أسعار البيع للمواطنين بـ 5000 ريال لكل 1000 لتر، و30 ألف ريال لـ 6000 لتر. كما شملت الإجراءات رفع كفاءة الضخ، وإصلاح الشبكات، وتقليل الفاقد، بإشراف لجنة متخصصة، وبمشاركة مدراء المديريات في التنفيذ والمراقبة، وتخصيص غرفة عمليات لتلقي الشكاوى.