logo
«المجلة»... 45 عاما من العمل الصحافي الرصين

«المجلة»... 45 عاما من العمل الصحافي الرصين

الرياضية١٨-٠٢-٢٠٢٥

تحيي مجلة «المجلة»، ذكرى تأسيسها الـ 45، التي تتزامن مع الذكرى الثانية لإعادة إطلاقها بحلة جديدة وموقع إلكتروني محدث باللغتين العربية والإنجليزية، ومنصات رقمية تفاعلية، ونسخة ورقية شهرية باللغة العربية.
منذ تأسيسها عام 1980، احتلت «المجلة» مكانة مرموقة في المشهد الإعلامي العربي، بصفتها مصدرًا موثوقًا ورصينًا للأخبار والمواضيع الشائكة والتحليلات المعمقة، وقد شكلت جزءًا أساسيًا من الوعي السياسي والاقتصادي والثقافي عبر الأجيال، لتصبح في فترة زمنية قياسية مرجعًا ذا مصداقية للباحثين وصناع القرار، من خلال ما تقدمه من محتوى عميق وموزون يعالج ويحلل ويستقرئ كافة القضايا المعاصرة.
على امتداد أكثر من 40 عامًا، انفردت «المجلة» بتغطية أحداث مفصلية في تاريخ المنطقة والعالم، بقيادة نخبة من الصحافيين والكتاب الذين تولوا رئاسة التحرير، وتركوا بصمة واضحة بالمشهد الإعلامي في المنطقة والعالم، مثل عبد الرحمن الراشد، وعثمان العمير، وعادل الطريفي.
وفي سياق التميز ذاته، أجرت «المجلة» لقاءات حصرية تركت بصمة مؤثرة مع شخصيات سياسية بارزة أسهمت وتسهم في رسم معالم المشهد السياسي والثقافي الذي نعيشه اليوم. وكان من بين الشخصيات المؤثرة التي حاورتها: رونالد ريجان، الرئيس الأمريكي، ومارجريت ثاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا، والحسين بن طلال، ملك الأردن، وحسني مبارك، الرئيس المصري.
كما استقطبت نخبة من الكتاب والمفكرين والمختصين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، مثل الروائي الكبير نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل، والشاعر السوري نزار قباني، والروائي السوداني الطيب صالح.
ونشرت، خلال مسيرتها، تحقيقات استقصائية رائدة في السياسة والثقافة والاقتصاد والتقنية. وكانت أول من استقرأ السياسة الإيرانية من خلال رصد أبرز التنظيمات والحركات المدعومة من طهران، وتابعت عن كثب كواليس الغزو العراقي للكويت، وكانت السباقة في تغطية اجتماع الحكومة الكويتية في السعودية خلال تلك الفترة من عام 1990. كما انفردت بتقديم تفاصيل دقيقة عن خروج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من بيروت عام 1982، وكشفت المفاوضات السرية التي أفضت إلى رحيله.
وخلال سنتين من إعادة إطلاقها، حفلت «المجلة» بإنجازات مؤثرة ولقاءات حصرية، لتكرس من جديد تلك المكانة المرجعية المرموقة في المنطقة والعالم.
ومن أبرز تلك الإنجازات التقرير الحصري، الذي نشرته حول «مقترح وقف إطلاق النار» في غزة، الذي حظي باهتمام لافت لدى كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية. كما انفردت بنشر «الرواية الكاملة» لهروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد، فكانت سباقة في سرد تفاصيل تُروى للمرة الأولى عن الأيام التي سبقت سقوط «نظام الأسدين».
ومن بين الوثائق السرية، التي نشرتها أيضًا ولاقت انتشارًا واسعًا في وسائل الإعلام، كانت الرسائل «السرية للغاية» بين إسرائيل وجيش الأسد، وكذلك نص اتفاق «حماس» و«فتح» لإدارة غزة.
وعن الذكرى الـ 45 لتأسيس «المجلة» قالت جمانا راشد الراشد، الرئيس التنفيذي لـ«SRMG»: «قبل أكثر من أربعة عقود تأسست «المجلة» لتكون شاهدًا على تحولات العالم والمنطقة، لتواكب الواقع وتعقيداته وتقدم محتوى يتسم بالمصداقية والعمق والدقة»، مشيرة إلى أن «هذا التاريخ العريق لم يكن ليتحقق لولا الرؤية التحريرية الواضحة بقيادة نخبة من كبار الصحافيين والمفكرين، ولولا الشغف المتواصل لفريق العمل».
وعن إعادة إطلاق «المجلة» قبل عامين بحلة جديدة محدثة، أكدت الراشد أن «المشهد الإعلامي سريع التغير، ويتطلب البناء على إرث الماضي، لكن بأدوات عصرية تحاكي الجيل القادم من المبدعين وصناع القرار، لأن دور الإعلام اليوم لا يقتصر على نقل الأخبار، بل هو مرآة تعكس الواقع، وتستقرئ المستقبل، وتصل بين الأجيال سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا».
ولم يقتصر التقدير الذي حظيت به «المجلة» عربيًا وعالميًا على مقالاتها المرجعية، بل إن الأعمال الفنية التعبيرية، والسرد البصري المبتكر، حصدا الكثير من الجوائز المرموقة بالتنافس مع كبريات المؤسسات الإعلامية العريقة، مثل «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست»، و«ذي إيكونوميست».
تلك الجهود الجماعية لتقديم محتوى رصين وعميق وعصري، وجدت صداها رقميًا أيضًا، حيث حققت «المجلة» نموًا ملحوظًا منذ إعادة إطلاقها قبل عامين. ومن أبرز تلك المؤشرات ارتفاع نسبة مشاهدة صفحاتها إلى 910 في المئة، وارتفاع عدد الزوار اليوميين بنسبة 714 في المئة، والشهريين بنسبة 629 في المئة.
وانطلاقًا من حرص فريقها على مواكبة أحدث التوجهات الفكرية والابتكارات التقنية، وتقديم محتوى متكامل يلبي الإقبال المتزايد على صحافة الفيديو، أطلقت «المجلة» برنامجها الحواري «حديث المجلة»، الذي يستضيف مسؤولين بارزين ومفكرين لمناقشة مواضيع الغلاف الشهري، إضافة إلى الجلسات الحوارية التي تقيمها في نادي الصحافيين الشهير «فرونت لاين» وسط لندن بمشاركة نخبة من أبرز الشخصيات الإعلامية والدبلوماسية والخبراء.
وبهذه المناسبة، قال إبراهيم حميدي، رئيس تحرير «المجلة»: «نحتفي اليوم بمرور 45 عامًا على تأسيس «المجلة». ولا شك أن هذا الإرث العريق، الذي نقشه بحرفيه ورؤية ثاقبة كبار الصحافين والمثقفين، خلق فرصة وتحديات لنا في آن واحد. فهو فرصة كي ننهض منه في الانطلاقة الجديدة بحلة عصرية تواكب يومنا الراهن، وتحدٍ لأنه حفزنا على أن نحافظ على هذا الإرث ونعززه ونبني عليه بسقف عالٍ وطموحات كبيرة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجدداً... شركات طيران عالمية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل
مجدداً... شركات طيران عالمية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل

الشرق الأوسط

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق الأوسط

مجدداً... شركات طيران عالمية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل

مددت بعض شركات الطيران العالمية مجدداً تعليق رحلاتها من تل أبيب وإليها بعد أن سقط صاروخ أطلقته جماعة الحوثي في اليمن في الرابع من مايو (أيار) قرب المطار الدولي الرئيسي في إسرائيل، ومع مواصلة إسرائيل شن ضربات على قطاع غزة الفلسطيني، وفقاً لوكالة «رويترز». واستأنفت شركات طيران أجنبية رحلاتها إلى إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» في يناير (كانون الثاني). واستأنفت إسرائيل العمليات العسكرية على قطاع غزة في مارس (آذار) ووسعت نطاقها في مايو. وفيما يلي شركات الطيران التي ألغت رحلاتها مرة أخرى منذ أوائل مايو: قالت شركة الطيران من لاتفيا إنها ألغت رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى الثاني من يونيو (حزيران). أوقفت «كيه إل إم» ذراع المجموعة في هولندا رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى 30 مايو. أعلنت شركة الطيران الوطنية الهندية (إير إنديا) أن الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب معلقة حتى 19 يونيو. أوقفت الخطوط الجوية البريطانية التابعة لمجموعة الخطوط الجوية الدولية (آي إيه جي) رحلاتها إلى تل أبيب حتى 14 يونيو. وألغت «إيبيريا إكسبريس» للطيران منخفض التكلفة التابعة لـ«آي إيه جي» رحلاتها إلى تل أبيب حتى 31 مايو. قررت شركة الطيران الإيطالية تعليق الرحلات الجوية من تل أبيب وإليها حتى 15 يونيو. علقت شركة الطيران البولندية الرحلات إلى تل أبيب حتى 31 مايو. قررت مجموعة الطيران الألمانية تعليق رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى 15 يونيو. ألغت أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في أوروبا رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى 31 يوليو (تموز). قالت شركة الطيران التي مقرها شيكاغو إن رحلاتها من تل أبيب وإليها قد تتأثر في الفترة ما بين الرابع من مايو والثاني من يونيو.

المبعوث الأمريكي: مسودة جديدة لاتفاق غزة على وشك الإرسال
المبعوث الأمريكي: مسودة جديدة لاتفاق غزة على وشك الإرسال

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

المبعوث الأمريكي: مسودة جديدة لاتفاق غزة على وشك الإرسال

تابعوا عكاظ على أعلن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اليوم (الأربعاء) عن «مسودة جديدة» لاتفاق غزة على وشك الإرسال، موضحاً إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيراجعها. وأعرب ويتكوف عن أمله في أن يتم تسليمها في وقت لاحق اليوم، مبيناً إن المسودة تنص على وقف إطلاق نار مؤقت. وأعرب عن شعوره الإيجابي جداً بشأن التوصل إلى حل طويل الأمد وسلمي لهذا الصراع. وكان ترمب قد قال إن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة، مبيناً أنهم يتعاملون مع الوضع برمته في غزة، ويعملون لإيصال الغذاء لسكان القطاع، والوضع سيئ للغاية. أخبار ذات صلة وكانت حركة حماس قد قالت إنها توصلت إلى اتفاق مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، على إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق. وأشارت الحركة إلى أنها تبذل جهوداً كبيرة لوقف الحرب التي وصفتها بأنها همجية على قطاع غزة، مبينة أن الاتفاق يتضمّن إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثامين، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، بضمان الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، مبينة أنها تنتظر الردّ النهائي على هذا الإطار. وتتحدث مصادر إعلامية أخرى عن خلافات حول ثلاث نقاط بين حماس وإسرائيل، أبرزها عدد أيام الهدنة التي تصر حماس أن تكون 90 يوماً فيما تشدد إسرائيل أن تكون 60 يوماً، والنقطة الثانية آلية الإفراج والذي تشدد حماس على ضرورة الإفراج عن خمسة أسرى في الأسبوع الأول وخمسة في الأسبوع الأخير، لكن إسرائيل تريدهم العشرة في الأسبوع الأول، أما النقطة الثالثة وهي الضمانات والتي تشدد حماس على ضرورة توقيع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على الاتفاق ومشاركته في مؤتمر صحافي للإعلان عن الاتفاق، وتقديم ضمانات منصوص عليها بأن يستمر وقف إطلاق النار طالما تستمر المفاوضات، لكن إسرائيل ترفض هذا الأمر. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} غزة دمار وخراب

الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"
الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"

قال معاون كبير للرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحفيين إن إدارة ترمب تعتزم وضع اللمسات الأخيرة، اليوم الأربعاء، على أقرب تقدير على بنود جديدة مكتوبة ربما تشكل الأساس لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" وقال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترمب "نحن على وشك إرسال ورقة شروط جديدة نأمل تسليمها في وقت لاحق اليوم"، وأضاف "سيراجعها الرئيس. لدي شعور إيجابي جداً بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع"، وأدلى ويتكوف بهذه التعليقات في البيت الأبيض إلى جانب ترمب الذي قال إن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وأضاف للصحافيين "نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان غزة، الوضع شنيع جداً". "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة" في الأثناء، اعتبرت موفدة الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط سيغريد كاغ أمام مجلس الأمن الدولي أن فلسطينيي قطاع غزة الذين ينزلقون أكثر فأكثر "الى الهاوية"، يستحقون "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة"، وقالت إن "مدنيي غزة فقدوا أي أمل. بدل أن يقولوا: الى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة. فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلاً نابضاً بالحياة"، وأضافت "منذ استئناف الأعمال العدائية في غزة، فإن حياة المدنيين المرعبة أصلاً غرقت في الهاوية أكثر وأكثر" داعية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وتابعت "عندما نتحدث إلى بشر مثلنا في غزة، فإن كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم فقدت معناها"، وتابعت "يجب ألا نعتاد على عدد القتلى والجرحى. نتحدث عن فتيات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم. لديهم أسماء وكان لديهم مستقبل وأحلام وطموحات". واستمع مجلس الأمن الدولي إلى شهادة مؤثرة لجراح أميركي عاد من غزة. وقال الطبيب فيروز سيدهوا "رأيتُ بأم عيني ما يحدث في غزة خصوصاً للأطفال. لا أستطيع أن أتظاهر بأنني لم أرَ ذلك. ولا يمكنكَ أن تتظاهر بأنك لا تعرف ما يحدث"، وأضاف "كان معظم مرضاي أطفالاً في سنّ ما قبل المراهقة اخترقت أجسادهم شظايا وقطع معدنية جراء الانفجارات وقضى كثر منهم. أما الناجون فاستيقظوا ليجدوا أن اسرهم بأكملها قد ابيدت عن بكرة أبيها". في المقابل، حمل السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون "حماس" مسؤولية الوضع في غزة. وقال للصحافيين "صحيح أن هناك معاناة في غزة، لكن حماس تتحمل المسؤولية. ستستمر المعاناة في القطاع طالما أن حماس لم تقتنع بأنها لا تستطيع البقاء في غزة". توزيع المساعدات وسط هذه الأجواء، قالت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة إن توزيع المساعدات في غزة توقف موقتاً بسبب الفوضى، مضيفة أنها تعمل على حل المشكلات لضمان السلامة. وذكرت في بيان "نأسف لإبلاغكم بأنه أوقف توزيع المساعدات موقتاً، بسبب حالات الشغب وعدم الالتزام من بعض الأفراد". وأضافت "نعمل حالياً على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، وسنقوم بإعلامكم بمواعيد التسليم الجديدة خلال الساعات المقبلة". وأصيب نحو 47 شخصاً بجروح، معظمهم جراء إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، عندما احتشد الآلاف عند مركز جديد لتوزيع المساعدات وسط غزة، بحسب ما أفاد مسؤول كبير في الأمم المتحدة الأربعاء. وسارع آلاف الفلسطينيين إلى المركز الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً الثلاثاء، مع تطبيق إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات يلتف على الأمم المتحدة. وجاءت الحادثة في رفح في جنوب قطاع غزة بعد أيام على التخفيف الجزئي للمنع التام لدخول المساعدات الذي فرضته إسرائيل على القطاع في الثاني من مارس (آذار) الماضي وأدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي لصحافيين في جنيف "هناك نحو 47 شخصاً أصيبوا بجروح" في حادثة أمس الثلاثاء، مضيفاً أن "معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي". وشدد سونغهاي على أن مكتبه لا يزال يقيّم ويجمع معلومات عن الصورة الكاملة لما حدث، وأوضح "قد يرتفع العدد، نحاول التأكد مما حصل لهم" في ما يتعلق بمدى خطورة الجروح التي أصيب بها الضحايا. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن "جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في المنطقة خارج المجمع" أمس الثلاثاء وبأنه تمكن من "السيطرة على الوضع". الوكالات الإغاثية لن تتعاون مع "مؤسسة غزة" وذكرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية بأنها لن تتعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية" في ظل الاتهامات لها بالتعاون مع إسرائيل من دون إشراك الفلسطينيين. وقال سونغهاي "أثرنا الكثير من المخاوف حيال هذه الآلية، ما رأيناه في الأمس هو مثال واضح جداً على أخطار توزيع المواد الغذائية في ظل الظروف التي تعمل مؤسسة غزة الإنسانية بموجبها حالياً". وفي السياق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم الأربعاء إن نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركياً في غزة "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع". واندفع آلاف الفلسطينيين عصر أمس الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركياً في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل اعتماد نظام جديد لتوزيع المعونات. وأوضح لازاريني في اليابان "رأينا أمس صوراً صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضوياً ومهيناً وغير آمن". وأضاف "أرى أنه هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض، والأوساط الإنسانية في غزة بما يشمل 'الأونروا' جاهزة، لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين"، وشدد "في الأثناء الوقت يداهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح للمنظمات الإنسانية القيام بعملها المنقذ للحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الثلاثاء بـ"فقدان السيطرة موقتاً" عند اندفاع الحشود، لكنه أكد "استعادة السيطرة". وقالت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً إن العمليات عادت إلى طبيعتها بعد الحادثة، وأظهرت مشاهد صورتها وكالة الصحافة الفرنسية حشوداً تخرج من المكان أمس الثلاثاء حاملة مساعدات في صناديق تحمل شعار المؤسسة. وألقت المؤسسة باللوم أيضاً على حواجز تقيمها "حماس"، محملة إياها مسؤولية التأخر في عمليات التسليم في أحد مراكزها لعدة ساعات. واليوم الأربعاء، أكد لازاريني أن "نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية"، ويرى أنه "سيحرم جزءاً كبيراً من سكان غزة، وهم الأكثر ضعفاً، من المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة إليها". وتابع "كان لدينا سابقاً 400 مكان توزيع في غزة، أما مع هذا النظام الجديد، فنحن نتحدث عن ثلاثة إلى أربعة أماكن توزيع كحد أقصى"، وأضاف "لذا، فهي أيضاً وسيلة لتحريض الناس على النزوح القسري للحصول على المساعدات الإنسانية". واتهمت إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم الذي شنّته حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وشكّل شرارة اندلاع الحرب في قطاع غزة. ودفع الاتهام الاسرائيلي العديد من الدول المانحة إلى إعادة النظر، أقله موقتاً، في مساعداتها المالية للوكالة. تحذير إيطالي من جهته، حضّ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إسرائيل مجدداً اليوم الأربعاء على وقف ضرباتها على غزة، محذّراً من أن طرد الفلسطينيين من القطاع "لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وقال تاياني أمام البرلمان إن "رد الفعل المشروع للحكومة الإسرائيلية على عمل إرهابي فظيع وعبثي اتّخذ للأسف أشكالاً مأسوية للغاية وغير مقبولة، نطلب من إسرائيل وقفها فوراً"، في إشارة إلى هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل. وأضاف الوزير الإيطالي "على القصف أن يتوقف ويجب استئناف المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى احترام القانون الإنساني الدولي". وتابع أن "على 'حماس' فوراً إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم والذين لديهم الحق في العودة إلى ديارهم". ودان تاياني خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع على المغادرة، وقال "أرغب بالتأكيد اليوم في هذا المجلس وبأعلى درجة من الوضوح أن طرد الفلسطينيين من غزة لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وتابع "لهذا السبب ندعم بالكامل الخطة العربية بقيادة مصر من أجل تعافي وإعادة إعمار قطاع غزة والتي تتعارض مع أي نظريات للنزوح القسري". بدوره، دعا بابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر اليوم الأربعاء إلى وقف إطلاق النار في غزة وحث إسرائيل ومسلحي حركة "حماس" إلى "الاحترام الكامل" للقانون الإنساني الدولي. وقال البابا خلال العظة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس "في قطاع غزة، تتعالى صرخات الأمهات والآباء، الذين يحتضنون بشدة جثامين أبنائهم القتلى، إلى السماء". وأضاف "أجدد ندائي إلى المسؤولين، أوقفوا القتال، أطلقوا سراح جميع الرهائن، واحترموا القانون الإنساني احتراماً كاملاً". وناشد البابا إنهاء الحرب في أوكرانيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store