
سوريا تحت نير الحركات متعددة الجنسيات والعصابات الدولية
رياض سعد
تشير الوقائع المُستجدة والتحليلات الاستراتيجية إلى تحوُّل سوريا تدريجيًّا نحو كيان سياسي هجين، لا يخضع لمعايير الدولة التقليدية، بل يُشبه في بنيته "منظومة عصابات عابرة للحدود"، تجمع بين مليشيات مسلحة وكتل اقتصادية مُتصارعة، تتنازعها ولاءات خارجية وتوجهات متضاربة... ؛ وبصيغة أكثر دقة، تتحوَّل البلاد إلى فضاءٍ مُفكك يشبه "مناطق اللاقانون" التي تَسودها تحالفات هشّة بين جماعات إجرامية منظمة (كشبكات تهريب المُخدرات وتهريب السلاح)، وفصائل مسلحة تعمل بصفتها "مُرتزقة عابرة للهويات"، إضافة إلى بقايا تنظيمات إرهابية وجماعات طائفية مُتطرّفة.
وهذا التشكيل الهشّ يجعل سوريا ساحةً مُستعدة للانفجار في أي لحظة، بسبب تناقض مصالح هذه الكيانات، لا سيما مع تحوُّلها إلى بؤرة تهديد للأمن الإقليمي، عبر تصدير العنف والأزمات إلى الدول المجاورة... ؛ ولا يُعبّر هذا الوصف عن سوريا ككل، بل عن نموذج "سوريا الجولاني" التي تحوّلت إلى مختبرٍ للفوضى المُسلّحة، حيث تذوب الحدود بين السياسي والإجرامي.
وما الجرائم والمجازر الأخيرة ضدّ الطائفة العلوية إلا حلقة افتتاحية في مسلسل دموي أوسع، سيطال – بحسب منطق التصعيد الطائفي – كلَّ المكوّنات الدينية والمذهبية دون استثناء: من الشيعة إلى المسيحيين، ومن الدروز إلى الإسماعيليين, ومن الاكراد الى العلمانيين ، وحتى الجماعات السنيّة التي قد تدفع ثمن الانقسامات الداخلية... ؛ بل إن الأخطر هو تحوُّل الصراع من "مواجهة خارجية" (ضدّ إيران وحلفائها والشيعة ) إلى حربٍ داخلية بين الفصائل التكفيرية نفسها، وبين الميليشيات المتصارعة على النفوذ والموارد، في ظل غياب أي رادع أخلاقي أو قانوني.
صحيحٌ أن الخطاب السائد اليوم يركّز على استهداف الشيعة والعلويين كـ"عدوٍّ مركزي"، لكنّ آليات الكراهية – بمجرّد أن تُطلَق – لا تُفرّق بين ضحية وأخرى... ؛ فالفوضى الطائفية كالنار الآكلة لكل ما حولها ؛ تُغذّي نفسها بنفسها، حتى تتحوَّل سوريا من ساحة صراعٍ بالوكالة إلى غابةٍ يلتهم فيها الأقوياءُ الضعفاءَ، تحت شعاراتٍ تتبدّل حسب مصالح الميليشيات المتحكّمة.
لا يُمكن اختزال أدوار ما يُسمَّى بـ"حكومة الجولاني" وفصائله المسلَّحة -ذات الولاءات المتشعِّبة والجنسيات المتعددة - في مجرَّد مواجهة ما يُعرف بـ"المحور الشيعي"، أو عرقلة النفوذ الإيراني، أو حتَّى قطع الإمدادات عن فصائل المقاومة مثل "حزب الله" في لبنان أو "حماس" في غزة... ؛ فالأهداف الاستراتيجية لهذا الكيان الهلامي الهجين تتجاوز الخطاب الطائفي المعلَن، ومكافحة التمدد الطائفي والمقصود به التشيع الاسلامي ؛ اذ تهدف الى حماية حدود اسرائيل وتسهيل مهامها العسكرية في المنطقة او لا أقل عدم الممانعة والمقاومة .
وإنَّ التصعيد العسكري الأخير على الحدود السورية-اللبنانية، بين مليشيات الجولاني من جهة، والقوات اللبنانية وحزب الله من جهة أخرى، ليس سوى حلقة افتتاحية لمشروعٍ جيوسياسيٍ أعقد، يهدف إلى تحويل سوريا إلى منصةٍ عابرة للحدود تُدار وفق أجندات خارجية متداخلة.
فالوظيفة الحقيقية لهذه التحالفات الهجينة (التي تجمع بين فصائل تركية الدعم، وأذرع إسرائيلية غير مباشرة، وقوى دولية تسعى لتفكيك المنطقة) هي إعادة إنتاج سوريا كـ"منطقة رمادية" تخدم مصالح القوى الإقليمية والدولية المتنافسة... ؛ بمعنى أدق، تُحوَّل البلاد إلى قاعدةٍ متقدمةٍ للفوضى الخاضعة للرقابة، حيث تُوجَّه ضرباتٌ استباقية ضد أي محاولة لاستقرار المنطقة، سواء عبر دعم جماعات مسلحة جديدة، أو تصدير الأزمات إلى الدول المجاورة... ؛ و هذا النموذج يُذكِّر بشكلٍ لافت بدور أفغانستان خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم , ومن ثم مواجهة الامريكان في القرن الحالي ... ؛ فقد تحوَّلت إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات الدولية تحت غطاء "الجهاد"، قبل أن تَصير لاحقًا سجنًا للقوى العظمى نفسها في حربها على الإرهاب , واعادة هيكلة الفلول الارهابية وتكرير المجرمين وتدوير الارهابيين حسب التحالفات والتحديات والمسرحيات الدولية .
الفرق اليوم أن سوريا – في هذا السيناريو – ليست مجرد ساحة لـ"المجاهدين" التقليديين، بل مختبرٌ لصراعات القرن الحادي والعشرين: حروب بالوكالة، وهيمنة اقتصادية عبر شبكات تهريب النفط والمخدرات والممنوعات ، وتوظيف التناقضات الطائفية لضرب أي كيانٍ متماسك... ؛ وهنا تكمن الخطورة: فتحويل سوريا إلى "أفغانستان جديدة" يعني إدخال المنطقة في حلقةٍ مفرغة من العنف، حيث تُستخدم الفصائلُ المحلية كأدواتٍ مؤقتة تُستبدل بمجرد انتهاء مهمتها، تاركةً خلفها دمارًا لا يُصلحه إلا تدخلٌ دولي قد يأتي بأعباءٍ أكثرَ ثقلًا.
يئنُّ السوريّون اليوم تحت وطأة عصاباتٍ دوليةٍ مُتنوِّعة (كالأوزبك، والطاجيك، والمصريين، والشيشان، والداغستان، والقوقاز، والتركمان، والأيغور، والأفغان، والسعوديين ... وغيرهم)، والتي تتَّسم بنَهَمٍ وحشيٍّ لسفك الدماء، وانتهاك الأعراض، ونهب الثروات السورية وممتلكات المواطنين... ؛ فَهَذِهِ الجماعاتُ المُتطرِّفةُ لا تُبالي بِـ"الجولاني" وحكومته الوهمية، ولا تُعيرُ اهتمامًا لِلمجتمع الدولي أو مبادئ حقوق الإنسان، بل تَتركَّزُ غايتُها على إشباع نزواتها الدموية والشهوانية ورغباتها المريضة الحيوانية ، وتحقيق رُؤاها الظلامية المُستمدة من عقائدَ متخلِّفةٍ تُقدِّسُ العنفَ وتستندُ إلى تفسيراتٍ دينيةٍ مُتطرِّفة... ؛ ولا عجبَ أن تستمرَّ جرائمُهم الوحشيةُ وانتهاكاتُهم بحقِّ العلويين وغيرهم من المكوِّنات السورية دون توقُّفٍ رغمَ الضجيج الإعلامي والاستنكار العالمي ؛ إذ لا تربطُهم بِالعالم المتحضِّرِ أيَّةُ رابطةٍ قيميةٍ أو إنسانية ... ؛ فهم خليطٌ مُتنافِرٌ من شواذِّ الأفاق وشذاذ السجون ، يعيشون خارج إطار الزمن الحديث، ويَعتاشون على الفوضى والعنف، مُتعلِّلينَ بِحُجَجٍ دينيةٍ واهيةٍ تُبرِّرُ تخلفهم وتعصُّبهم... ؛ وُجودُهم المُريعُ ليس سوى امتدادٍ لِدورةِ البؤسِ والتدمير التي تُغذِّيها أجنداتٌ خارجيةٌ تَهدفُ إلى إدامةِ الصراعِ وتفكيكِ نسيجِ المجتمع السوري بل والمنطقة باسرها .
سوريا ومأساة التغلغل العابر للحدود: تحليلٌ لواقع التدخُّل الخارجي وتداعياته
تشيرُ الوقائعُ الميدانيةُ والمؤشراتُ الاستراتيجيةُ على الأرض السورية إلى تحوُّلٍ خطيرٍ في بنية الصراع، حيث تُستَغلُّ الأزمةُ لتحويل سوريا إلى مركزٍ لتصدير العنف عبر تجميعِ عناصرَ إرهابيةٍ من شتى أنحاء العالم، بدعمٍ من أجنداتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ تَهدفُ إلى تفكيك الدولة السورية وتمزيق نسيجها المجتمعي... ؛ فوفقًا لتقاريرَ محايدةٍ، باتت سوريا ساحةً لتمركزِ عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب المنتمين لتنظيماتٍ متطرفةٍ مثل "القاعدة" و"داعش" و"هيئة تحرير الشام"، الذين يُنظَّمون تحت مسمَّياتٍ مثل "الجيش السوري الجديد او الامن العام "، فيما يُشكِّلون في الواقعِ قوةً غازيةً تَعتاشُ على الفوضى وتُغذِّيها.
جذور الأزمة : من العراق إلى سوريا
لا يُعدُّ هذا المشهدُ جديدًا على المنطقة؛ فبعد غزو العراق عام 2003، تحوَّلت البلادُ إلى ملاذٍ للمتطرفين من 83 جنسيةٍ، وفق إحصاءاتٍ أمنيةٍ... ؛ لكنَّ مقاومةَ العراقيين الغيارى ، بدعمٍ من فصائلَ وطنيةٍ وقواعد شعبية اصيلة ، أحبطتْ محاولاتِ تهجيرهم وإحلالِ عناصرَ دخيلةٍ مكانهم... ؛ و اليوم، تتكررُ السيناريوهاتُ ذاتُها في سوريا، لكنْ بوتيرةٍ أشدَّ خطرًا؛ إذ تُشيرُ إحصائيةٌ قدمها المعارضُ السوري كمال اللبواني إلى وجود 25 ألف إرهابي أجنبي ضمن صفوف "الجيش السوري الجديد"، موزَّعين على النحو التالي:
- 9,877 أوزبكيًّا (بقيادة 48 عنصرًا).
- 2,078 شيشانيًّا (بقيادة 14 عنصرًا).
- 2,956 أردنيًّا (بقيادة 189 عنصرًا).
- نحو 4,000 عنصرٍ من مصر وفلسطين والعراق، إضافةً إلى مئاتٍ من الصينيين والتونسيين والمغاربة والأوروبيين.
التداعيات: جرائمُ منهجيةٌ وتطهيرٌ طائفي
لا تقتصرُ خطورةُ هذه الجماعاتِ على أعدادِها فحسب، بل في أدوارِها التدميرية:
- جرائمُ ممنهجة: شاركتْ فصائلٌ مثل "فرقة سليمان شاه" و"فرقة الحمرة" (المدعومة تركيًّا) في تهجير المدنيين قسرًا، وارتكابِ مجازرَ في الساحل السوري، وفقًا لتقاريرِ "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
- تطهيرٌ عرقيٌّ: تستهدفُ هذه الجماعاتُ بشكلٍ خاصٍّ المناطقَ العلويةَ، حيثُ تمَّ توثيقُ عملياتِ اغتصابٍ وذبحٍ وحرقٍ لقرى بأكملها بدعمٍ من قواتٍ تركيةٍ وأوزبكيةٍ.
- تزويرُ الواقع: اذ تُروِّجُ وسائلُ إعلامٍ طائفيةٍ، لا سيما التركيةُ والعربية ، لأكذوبةِ وصمِ العلويين والأقلياتِ بـ"الفلول"، بينما تُقدَّمُ العصاباتُ الأجنبيةُ زورًا على أنها "جيشٌ وطنيٌّ"!
المخطط الإقليمي: مخاطر التصدير والتمدد
لا ينفصلُ التوافدُ المتزايدُ للمتطرفين إلى سوريا عن مخططٍ أوسعَ لتصدير الأزمة:
- استقدامُ نصف مليون إرهابي: تُشيرُ تقديراتٌ إلى خطةٍ لاستيعاب 500 ألف عنصرٍ إرهابيٍّ لاستخدامهم في حروبٍ داخل سوريا أو ضد دول الجوار، كشنِّ هجماتٍ على شيعةِ العراق ولبنان، أو زعزعةِ استقرار الأردن ومصر.
وفي مجازر الساحل السوري الأخيرة، دخلت قوات أجنبية (تركية وأوزبكية وشيشانية) عددها 35 ألف مقاتل لدعم عصابات الجولاني، حيث توجهت إلى مناطق العلويين لارتكاب جرائم الاغتصاب والذبح وحرق القرى.
وبعد كل هذه الحقائق، يُروِّج الإعلام العربي الطائفي والقنوات التركية المأجورة لأكذوبة أن العلويين والأقليات هم 'فلول' ويتعامل معهم معاملة الاسرى الاجانب والكفار ، بينما تُوصف عصابات الجولاني متعددة الجنسيات زوراً بـ'الجيش السوري'!
وهذه الاحصائية تؤكد ان اعداد الإرهابيين المتواجدين على الاراضي السورية كبيرة وخطيرة للغاية خاصة مع توفر مظلة النظام السوري الجديد المدعوم غربيا وتركيا وعربيا وعلى الدول في المنطقة وخاصة العراق اخذ الاحتياطات الازمة لمواجهة هذا الخطر القادم.
علما ان بعض البلدان لم تتوفر منها إحصائيات بإعداد الإرهابيين الموجودين في سوريا.
قائمة بالأعداد الموجودة فعلا في سوريا : السعودية ١٠٠٠ , اوزباكستان ١١٠٠٠, الشيشان ٣٠٠٠ , الاردن ٣٠٠٠ , فلسطين ٢٥٠٠ , العراق ٣٠٠٠ , تونس ٧٠٠, المغرب ١٠٠٠ , الجزائر ١٠٠٠ , اليمن ٣٠٠ , الصومال ٢٥٠ , أمريكا ٥٠٠, باكستان ٧٥٠ , لبنان ٢٠٠٠ , السودان ٢٠٠ , جنوب أفريقيا ٣٥٠ , انغوشيا ٣٥٠ , داغستان ٧٥٠ , اندونسيا٢٥٠ , ماليزيا ٢٥٠ , ليبيا ١٠٠٠ , موريتانيا ٢٥٠ , الكويت ٢٥٠, تتارستان ٣٥٠ , الايغور ٢٧٠٠ ... الخ ؛ بالإضافة إلى اعداد من دول اخرى .
وهذه احصائية بأسماء الحركات والفصائل الارهابية المشاركة في ارتكاب هذه الجرائم والمجازر :
هيئة تحرير الشام الإرهابية ( الجولاني )
كتيبة القوقاز الإرهابية (روسيا )
لواء الاوزبك الإرهابي (اوزبكستان )
الحزب الاسلامي التركستاني الإرهابي (الصين )
كتيبة المغاربة الإرهابية (المغرب)
جماعة الطاجيك الإرهابية (طاجيكستان )
جماعة الالبان الإرهابية (البانيا)
كتيبة الغرباء الإرهابية ( جنسيات مختلفة)
جماعة البلوش الإرهابية (باكستان )
جماعة عتبة بن فرقد الإرهابية (أذربيجان )
كتيبة ابو يعقوب التركي الإرهابية (تركيا)
فرقة العمشات الإرهابية (سوريا)
فرقة الحمزة الإرهابية (سوريا)
لواء احرار الشرقية الإرهابي ( سوريا)
خاتمة: نداءٌ لمواجهة التحدي
تُحذِّرُ الوقائعُ من تحوُّل سوريا إلى "قنبلةٍ موقوتةٍ" تهددُ المنطقةَ بأكملها... ؛ فالأمرُ يتطلبُ تعاونًا دوليًّا جادًّا لقطعِ الدعمِ عن هذه الجماعات، وضغطًا على الحكوماتِ المتورطةِ، وإعادةَ إحياءِ الحلِّ السياسيِّ السوريِّ بعيدًا عن التدخلات الخارجية... ؛ فالسوريون، كالعراقيين من قبلهم، قادرون على إفشالِ المخططِ لو تُوفِّرَ لهم المنصةُ الدوليةُ الدعمَ الحقيقيَّ بدلَ التغذيةِ المباشرةِ للفوضى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ 13 ساعات
- الحركات الإسلامية
24 مايو: إعلان "أبو إسماعيل" ترشحه للانتخابات الرئاسية المصرية
في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 2011: أعلن حازم صلاح أبو إسماعيل الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية.. ولكن تم استبعاده بسبب حصول والدته على الجنسية الأمريكية، وهو الأمر الذي نفاه أبو اسماعيل، لكن المحكمة أثبتت صحة ذلك. للمزيد عن حازم صلاح ابو اسماعيل، حياته وسيرته.. 24 مايو: تسجيل صوتي لـ"بن لادن" يبرئ فيه الموسوي من هجمات 11 سبتمبر وفي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 2006: برأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسجيل صوتي مزعوم، بث على الإنترنت، زكريا الموسوي- الذي حُكم عليه من قبل محكمة أمريكية بالسجن مدى الحياة بتهمة التواطؤ في أحداث سبتمبر 2001- من المشاركة بهذه الهجمات وقال بن لادن في التسجيل: "إنني متأكد مما أقوله، لأنني كنت مسؤولا عن تكليف الإخوة التسعة عشر رحمهم الله.. بالغزوة ولم أكلف الأخ زكريا بأن يكون معهم في تلك المهمة." للمزيد عن "بن لادن".. حياته وسيرته حتى مقتله.. وللمزيد عن زكريا الموسوي.. حياته وسيرته .... 24 مايو: الداخلية المصرية: منفذو هجمات "دهب" تدربوا في غزة وفي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 2006: أعلنت السلطات المصرية للمرة الأولى عن وجود علاقة بين مسلحين فلسطينيين والهجمات الانتحارية التي أودت بحياة أكثر من عشرين شخصا في منتجع دهب السياحي بسيناء في ابريل 2006. وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية إن عناصراً من جماعة التوحيد والجهاد التي وُجهت إليها أصابع الاتهام في هجمات سيناء تلقوْا التدريب في قطاع غزة. وقال البيان ان اثنيْن على الأقل من اعضاء جماعة التوحيد والجهاد توجهوا الى غزة، وان أحدهم تلقى تدريبا على كيفية استخدام المتفجرات. للمزيد عن جماعة التوحيد والجهاد........... 24 مايو: هجوم على مبنى البرلمان الصومالي على يد "شباب المجاهدين" وفي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 2014: تبنت حركة الشباب الاسلامية المتمردة المرتبطة بتنظيم "القاعدة"- هجومًا كبيرًا على مبنى البرلمان الصومالي؛ حيث فجرت سيارة مفخخة واخترقت المبنى بواسطة انتحاريين، ما أسفر عن عشرة قتلى على الأقل بينهم العديد من المهاجمين.. للمزيد عن حركة شباب المجاهدين الصومالية.. 24 مايو: "حزب الله" ينفي تقريرا حول "ضلوعه في اغتيال الحريري" وفي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 2009: نفى "حزب الله" ما أوردته مجلة دير شبيجل الألمانية أن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري تشتبه الآن بوقوفه وراء عملية الاغتيال.. وكانت مجلة دير شبيجل قد قالت في عددها الصادر السبت 23 مايو 2005: إن الأدلة تشير إلى أن "القوات الخاصة" لحزب الله خططت ونفذت الهجوم بواسطة سيارة مفخخة أودت بحياة الحريري و22 شخصًا آخرين في 14 فبراير 2005. ونسبت المجلة معلوماتها إلى أوساط مقربة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومصادرها الخاصة.. ووصف الحزب التقرير بأنه اختلاقات تهدف إلى تشويه صورته قبيل الانتخابات المقبلة، والتغطية على "أخبار وعمليات اعتقال الشبكات التجسسية الإسرائيلية".. وطلب الحزب في بيانه الذي بثته محطة المنار التلفزيونية من المحكمة الدولية "اتخاذ موقف حازم من الاختلاقات التي نشرتها مجلة دير شبيجل". للمزيد عن "حزب الله" اللبناني.. 24 مايو: نجاد: وجود القوات الأجنبية لا يساعد الأمن بالمنطقة وفي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 2009: هاجم الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد وجود قوات أجنبية في المنطقة، خلال قمة مع نظيريه الأفغاني والباكستاني في طهران لمناقشة الإرهاب وغيره من المشكلات الأمنية بالمنطقة. وفي تصريحات منفصلة تؤكد مدى عمق انعدام الثقة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء الولايات المتحدة قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للرئيسين الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري: "إن أمريكا مكروهة من شعوب المنطقة".. يتزامن هذا الاجتماع الأول من نوعه للجارات الثلاث- والذي اختتم بتعهدات للتعاون لكن دون الاعلان عن اجراءات محددة- مع خوض باكستان وأفغانستان معارك لمنع انتشار تمرد عناصر طالبان في البلدين. وتقع إيران وباكستان على الحدود مع أفغانستان ولديهما مصلحة كبيرة في استقرارها؛ بسبب تأثير تجارة المخدرات المزدهرة وعقود من العنف الذي تسرب في أحيان كثيرة عبر الحدود. للمزيد عن أحمدي نجاد.. 24 مايو: الحكومة الباكستانية: الطائرات تقصف معاقل المتشددين بالشمال الغربي وفي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 2009: قال مسئولون بالحكومة الباكستانية: "إن الطائرات قصفت متشددين من حركة طالبان في منطقة أوراكزاي التي يقطنها البشتون؛ مما أسفر عن مقتل سبعة على الأقل في الوقت الذي اشتبك فيه الجنود مع مسلحين في بلدة رئيسية بوادي سوات".. وتكرس باكستان جهودها كلها تقريبًا لوقف انتشار تمرد طالبان الذي ألقى بشكوك على مستقبل البلاد. وشن الجيش هجوما في وادي سوات هذا الشهر بعد أن انطلق المتشددون من خارج الوادي لبسط نفوذهم في المناطق المجاورة بما في ذلك منطقة تبعد مئة كيلومتر فقط عن اسلام اباد وساعدهم على ذلك معاهدة سلام مثيرة للجدل. للمزيد عن طالبان باكستان.. 24 مايو: مجلس مديرية الدقهلية يمنح إخوان المنصورة دعمًا ماليًّا سنويًّا وفي مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من مايو 1937: منح مجلس مديرية الدقهلية في مصر شعبة الإخوان المسلمون المنصورة دعمًا ماليًا سنويًا، وكان هذا أول دعم رسمي منتظم ومعلن للجماعة. للمزيد عن الإخوان المسلمين.. البداية والنهاية ج1 البداية والنهاية ج2 البداية والنهاية ج3 البداية والنهاية ج4


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الطائفية بذور وجذور
اخطر مرض يصيب الشعوب هي الطائفية والطائفية هي لاصحاب الديانات وسفكت الدماء بسببها وهنالك من ابتدعها وسلاطين غذوها . بالنسبة للطائفية في الاسلام فمن خلال متابعة الدين الاسلامي منذ البعثة والى يومنا هذا وماجرت من احداث بين المسلمين انفسهم وحتى سواء كانوا صحابة او فقهاء تبين لي ان : اول من بذر بذرة الطائفية هي الدولة الاموية على يد معاوية بن ابي سفيان ، نعم كان هنالك خلافات بين الصحابة والامام علي عليه السلام خلال الخلافة الراشدة لكنها لم تصل الى الطائفية، بل في بعض المواقف يلتزم الصحابي براي الامام علي عليه السلام وحتى معركة الجمل التي سفكت فيها الدماء لم تكن هنالك طائفية لدرجة المفاضلة والقتل . اما معاوية فكان يثير هكذا مسائل بل اصدر امرا بان يلاحقوا كل من يتبع الامام علي عليه السلام للقصاص منه اي قتله لذا كان يثير الاسئلة الطائفية هو والمتملقين عنده ايهما افضل الصحابة ام الائمة او من هي افضل زوجات النبي وهكذا ، وهذا الاسلوب الطائفي السيء اصبح سنة سار عليه كل خلفاء بني امية باستثناء الخليفة عمر بن عبد العزيز . وجاءت الدولة العباسية لتتوغل في دماء اتباع اهل البيت عليهم السلام واثارة النقاشات مع من يشكون فيه بانه يتبع الائمة عليهم السلام حتى انتشرت ظاهرة التقية والتورية عند اتباع اهل البيت عليهم السلام لحفظ دمائهم ، وكثيرا ما يعقد الخلفاء العباسيون جلسات مناظرة عن من هو الافضل الصحابة ام الائمة عليهم السلام وعلى ضوء ذلك تثار فتنة الطائفية . وهنا من وجهة نظري ان الفقهاء الاربعة ( ابو حنيفة ومالك بن انس والشافعي وابن حنبل ) كانوا اصحاب مذاهب واراء فقهية وان كانوا على سنة الصحابة الا انهم لم يعملوا ولم يثيروا ولم يؤيدوا الطائفية بل لهم اراء ومواقف تؤيد تراث اهل البيت عليهم السلام . اكمل مسيرة الطائفية الدولة العثمانية من جهة السنة والصفوية من جهة الشيعة فان سلاطينهم مارسوا الطائفية بحق الطائفة الاخرى ، وحقيقة المغول ـ جنكيزخان وملوكه ـ لم يعملوا بالطائفية بالرغم من اعمال القتل التي قاموا بها بل ان بعضهم جعل العلماء محل تقدير لديهم كما حصل لشيخ نصير الدين الطوسي ، هناك من يتهم الشيعة بالتواطوء مع المغول وهذه تهمة باطلة اثبتها كتّابهم وليس كتّاب الشيعة ، ولكن هل استغل الطوسي والعلقمي فترة سقوط الدولة العباسية لنصرة الشيعة الذين ظلموا طوال قرون على يد الامويين والعباسيين ؟ ، نعم استغلوا الوضع لنصرة الشيعة وليس للطعن بالسنة بل حافظوا عليهم في كثير من المواقف التي تعرضوا لها من قبل المغول . هذه التجربة التاريخية اتقنها بعض سلاطين العرب التزاما بسياسة الانكليز الذين اجادوا كثيرا في اثارة النعرة الطائفية حتى تبقى متسلطة على الدول الاسلامية ، بل اصبحت الطائفية منهج للظلمة في تثبيت عروشهم ، وها هي امريكا اليوم ترقص على وتر الطائفية لاثارتها بين ايران ودول الخليج ، بل في العراق كثيرا ما تثار هذه المسالة تحت غطاء الاحتلال الايراني والتدخل الايراني بل واقعا غير ذلك ، وهم يرون باعينهم تدخل كل دول المنطقة بالشان العراقي ارهابيا وقرصنة وتسقيطا فاين هي دموع السيادة ؟


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
الشيعة والمقاومة بين الاحتلالين العثماني والبريطاني،صراع الهيمنة والكفاح المسلح
لم يكن العراق والعراقيون يدركون أنهم وقعوا بين ناري الاحتلاليين، إذ غزت بلادهم القوات العثمانية، التي لم تجلب لهم غير الاستعباد والإذلال والتهميش، ونهب الثروات،وسرقة قوت أطفالهم. كانت تلك الحقبة مليئة بالقتل العراقيين العراقيون وسفك الدماء، واستمرت تلك الحقبة السوداء لسنوات طويلة الاحتلال العثماني تحت نير الاستعمار، اذا كانت الضرائب الثقيلة تفرض على الفلاحين، مع استضعاف وسرقة الغذاء والحبوب من محصولي الحنطة والشعير والمواشي، بالتالي عمق معانات العراقيين، خاصة مع غياب الصناعات والمهن الحرفية وندرتها في القرن العشرين. لكن مع ضعف السلطة العثمانية وتراجعها،و تأثير الفساد وفسادها العسكري نخر قوتها العسكرية، بدأ نفوذها بالتراجع تدريجياً، الى أن عام 1917 في تشرين الأول، حيث دخلت بريطانيا البصرة بقواتها العسكرية ، معلتاً بذلك بدء مرحلة جديدة من الصراع والهيمنة الاستعمارية الانجليزية. الشيعة والمقاومة المسلحة وقلب المعادلة العسكرية. بينما كانت تنهال على ملايين التقارير الاستخبارية على بريطانيا من قبل جواسيسها، والتي أفادت عن موقف تباينت فيه بأن 'شيعة العراق' بأنهم سيكونوا الى جانبها، إلا الصاعقة التي كانت، المفاجأة الكبرى بموقف شيعي بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الجديد. لم يكن موقف الشيعة السلبي، والذي كان غير مشجعاً مرحباً، بهذا بالمحتل الجديد فكانت خيبة أمل 'أبو ناجي'، وكان موقف الشيعة الرافض جاء موحداً منذ الوهلة دخول البريطانيين للبصرة. بدأت المقاومة المسلحة باستخدام كافة الأسلحة المتاحة، سواء البدائية أو البنادق الألمانية والعثمانية التي غنموها من الاحتلال العثماني أو اقتنوها منهم من خلال شراءها من سماسرة الجيش العثماني . بالتالي كان هذا الرفض الحازم والمسلح شكل صدمة غير متوقعة لبريطانيا، والتي كانت تأمل أن تحظى بتأييد شعبي يسهل احتلالها العراق وإدارته، لكنها وجدت مقاومة شرسة، لا يمكن بمساومتها أو يمكن ثنيها على التراجع. المرجعيات الدينية ودورها في قيادة وتنظيم المقاومة المسلحة. لطالما كان الفكر الشيعي الرافض لكافة انواع الظلم والاحتلال والتسلط والظلم والاضطهاد والتشريد والتطريد، والذي يتمثل في رجال الدين خصوصاً مدينة' النجف الأشرف المقدسة' وهي التي تشكل مركز الإشعاع الفكري الذي له التأثير الفعلي والقيادي ودورة سكان الاعوار و مدن جنوب العراق، اذ كان علماء الدين يدركون حقيقة فساد الاحتلال العثماني، وعدم عدالته وصلاح وحوده، وما خلفه من نهب للثروات، وتجهيل الفكري والثقافي المتعمد للاجيال ، ونهب ثروات وقوت الفلاحيين، وعقود طويلة من التهميش والاضطهاد طالت شيعة العراق. ومع ذلك، فقد كانوا على يقين بأن القادم سيكون أكثر سوءاً ومن الأسوأ الى الأسوأ، حيث يدركون أن المحتل البريطاني لن يكون أقل فساداً و ظلماً من العثمانيين، بل أكثر استبداداً، لذا، توحدوا لضرورة العمل، و الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا العدو الجديد. عقدوا النية على الكفاح المسلح بالايمان المطلق، والدفاع عن الأرض والكرامة، انطلقت جموع المقاومة، يقودهم مراجعهم وقادتهم الذين آمنوا بقضية الوطن والإسلام والمحافظة على العقيدة، فتحولت أرض العراق مقبرة للمحتل، و ساحة مواجهة كبرى بين المقاومة والمحتل. رجال الدين تنظيم وقيادة المعركة الحاسمة. توزعت الجبهات القتالية وفق التخطيط الاستراتيجي المحكم، حيث توحدت العشائر العراقية وزعماؤها تحت 'لواء المرجعية' وتم توزيع القوات المجاهدة على ثلاث جبهات رئيسية: 'جبهة البصرة' والتي بقيادة السيد المجاهد محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله). 'جبهة القرنة' بقيادة السيد المجاهد مهدي الحيدري (رحمه الله)، الذي رغم تقدمه في العمر إذ بلغ الثمانين، إلا أن وجوده كان عنصراً مؤثراً في تعزيز العزيمة وتحفيز المجاهدين على الشهادة دفاعاً عن أرض الإسلام والوطن. اما 'جبهة الخفاجية' كانت تحت بقيادة الشيخ المجاهد الخالصي (رحمه الله). كانت لهذه التحركات العسكرية وتوزيع الجبهات وقع كبير في تغيير موازين القوى وحساباتها، حيث شكلت صفعة قوية أذهلت بريطانيا وقواتها المحتلة، و التي لم تكن تتوقع سرعة وحجم وزخم المقاومة العراقية التي واجهتها، فوجئت بريطانيا بهذا الموقف الصارم، وتبين لها أن تقاريرها الاستخبارية كانت خاطئة ولم تكن دقيقة ، وأن مقاومة الشيعة كانت هي إحدى أكبر العقبات أمام احتلالها وإدارة العراق. كانت قيادات بريطانيا العظمى، و و جنرالات لندن يعتقدون أن سيطرة على العراق ستكون سلسة، لكنها فوجئت بعزيمة العراقيين، العراقيون الذين رفضوا هيمنة، أي نوع أو شكل المحتل جديد بعد، ذاقوا مرارة وظلم الاحتلال العثماني، جأت هذه المقاومة التاريخية، والتي أثبتت أن العراقيين، رغم إمكانياتهم المحدودة، كانوا قادرين على إحداث تأثير كبير في مواجهة القوى العظمى، ليكتبوا صفحة جديدة في تاريخ الدفاع عن الأرض وهوية الوطن .