logo
خريطة الانتشار النووي: كيف انتشرت أخطر تكنولوجيا في العالم؟

خريطة الانتشار النووي: كيف انتشرت أخطر تكنولوجيا في العالم؟

دفاع العربمنذ 18 ساعات

خاص – دفاع العرب
تطل قصة الأسلحة النووية كفصل بالغ التعقيد والخطورة في تاريخ البشرية الحديث. فمنذ اللحظة التي فُتحت فيها صناديق باندورا الذرية، تغير وجه الصراع الدولي إلى الأبد، لتبدأ رحلة محمومة نحو امتلاك القوة التدميرية المطلقة. يروي العالم بحكم الضرورة قصة المشروع الأمريكي 'مانهاتن' كأول من كشف سر الانشطار، ولكن ما يغيب عن السرد العام هو الحكايات المثيرة بنفس القدر لعشر دول أخرى سارعت، غالبًا في كنف السرية والغيرة، نحو إنتاج قنبلتها الخاصة. يكشف هذا المقال الستار عن السباق العالمي الذي شكل ملامح قرن مضى، ويبقى سؤال امتداد قائمة القوى النووية يطرح نفسه بقوة على طاولة المستقبل.
خلفية تاريخية: الشرارة الأولى والانتشار السريع
ينطلق السرد من عام 1938، حين اكتشف العلماء الألمان الانشطار النووي، تلك القدرة الهائلة على شطر الذرات وإطلاق طاقة مدمرة. سرعان ما حذر ألبرت أينشتاين الولايات المتحدة من التداعيات الوخيمة لتحويل هذا الاكتشاف إلى سلاح. قادت الولايات المتحدة، بالتعاون مع المملكة المتحدة وكندا، المشروع السري 'مانهاتن' خلال الحرب العالمية الثانية، مستثمرة ما يقارب 0.5% من إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي في سباق محموم ضد البرنامج النووي الألماني. مع استسلام ألمانيا في مايو 1945، وحين كان الرئيس ترومان في مؤتمر بوتسدام، جاءه النبأ السري بنجاح اختبار 'ترينيتي' في نيو مكسيكو. أخبر ترومان ستالين باعتزامه استخدام السلاح على اليابانيين، لكن ستالين، الذي كان يعمل بالفعل على برنامجه النووي الخاص ولديه جواسيس داخل مشروع مانهاتن، كان غاضبًا سرًا من تفوق الأمريكيين. في أغسطس من العام نفسه، أطلقت الولايات المتحدة قنبلتي 'الرجل السمين' و'الفتى الصغير' على اليابان، لتنهي الحرب وتطلق سباقًا جديدًا حول العالم.
السباق المحموم: من الرعيل الأول إلى القوى الصاعدة
1. الاتحاد السوفيتي: اللحاق بالركب والمواجهة الباردة
باشر الاتحاد السوفيتي برنامجه النووي مبكرًا في عام 1941، ملاحظًا توقف العلماء الألمان والبريطانيين والأمريكيين عن نشر أوراق حول الانشطار النووي. تسارع البرنامج بشكل كبير بعد الهجوم النووي الأمريكي على اليابان. ورغم امتلاكهم لكمية كبيرة من المعلومات عبر التجسس على البرامج الأمريكية، فإن الشك في المعلومات المضللة المحتملة دفعهم للاعتماد على أبحاثهم الخاصة، مستعينين بالعديد من العلماء الألمان الأسرى. في عام 1949، وقبل توقعات الولايات المتحدة، نجح السوفييت في اختبار 'آر دي إس-1' في كازاخستان. لم تعد الولايات المتحدة تمتلك احتكار التكنولوجيا، مما أشعل سباق التسلح البارد لتكديس أكبر عدد ممكن من الرؤوس النووية.
2. المملكة المتحدة: من الريادة إلى الاستقلالية
كانت المملكة المتحدة رائدة في العديد من الأسس الأولية للأسلحة النووية عبر مشروع 'سبائك الأنابيب' عام 1940، بمساعدة علماء ألمان ونمساويين وبولنديين. لكن بسبب محدودية الموارد أثناء الحرب العالمية الثانية، سلمت بريطانيا كل أعمالها للولايات المتحدة. ورغم اتفاقية كيبيك التي نصت على تقاسم التكنولوجيا، فإن الولايات المتحدة أنهت الاتفاقية بعد نجاح اختباراتها النووية في عام 1945. دفع ذلك المملكة المتحدة لاستئناف برنامجها النووي، مستفيدة من أعمالها السابقة وسيطرتها على معظم اليورانيوم العالمي. نجحت المملكة المتحدة في إكمال اختبارها الأول 'عملية الإعصار' عام 1952.
3. فرنسا: البحث عن الاستقلال الإستراتيجي
بدأت فرنسا برنامجها النووي بعد الحرب العالمية الثانية، متعاونة مع إسرائيل، ومركزة في البداية على الطاقة. لكن بعد إحراج أزمة السويس وتزايد التوترات بين الولايات المتحدة والسوفييت، سعت فرنسا لامتلاك رادعها الخاص وللحفاظ على مكانتها كقوة أوروبية عظمى. واجهت فرنسا معارضة أمريكية أكبر مقارنة ببريطانيا، مما دفعها لتطوير أسلحتها بشكل شبه مستقل. قاد الرئيس الفرنسي شارل ديغول هذا الجهد، مؤكداً أن الأسلحة النووية ضرورية لفرنسا لتكون قوة ذات سيادة. استمدت فرنسا اليورانيوم من مستعمراتها في النيجر والغابون ومدغشقر. في عام 1960، نفذت فرنسا اختبارها الأول 'جيربو بلو' في الجزائر، واختبرت أول قنبلة هيدروجينية عام 1968.
4. الصين: القفزة الكبرى والتحدي للقطبين
كانت الصين الدولة الخامسة التي تسعى لامتلاك الأسلحة النووية كرادع ضد الولايات المتحدة. في البداية، تلقت الصين مساعدة كبيرة من الاتحاد السوفيتي. لكن مع خلافات الأيديولوجيا بين خروتشوف وماو، سحب الاتحاد السوفيتي دعمه. واصلت الصين تطويرها بسرعة مذهلة، على الرغم من تحديات 'القفزة الكبرى للأمام' و'الثورة الثقافية'. في عام 1964، فجرت الصين أول قنبلة ذرية لها، وفي غضون 32 شهرًا فقط، اختبرت أول قنبلة هيدروجينية، مسجلة أسرع انتقال من الانشطار إلى الاندماج.
5. إسرائيل: غموض نووي دائم
تعد إسرائيل الدولة الوحيدة التي لم تعترف بامتلاكها للأسلحة النووية، ولم تعلن عن وجودها. ومع ذلك، تسربت تفاصيل كثيرة. تعاونت إسرائيل مع فرنسا في مجال الطاقة النووية منذ الخمسينيات، وساعدت فرنسا إسرائيل في بناء منشأة سرية في صحراء النقب. أثار ذلك قلق الرئيس الأمريكي كينيدي في عام 1963، الذي طالب بتفتيش المنشأة. رفضت إسرائيل مرارًا وتكرارًا، وسمحت فقط بعمليات تفتيش موجهة مع إخفاء مرافق تحت الأرض تبين لاحقًا أنها تستخدم لإنتاج الأسلحة. يعتقد أن إسرائيل أكملت قدراتها النووية حوالي عام 1967. في عام 1986، سرب مردخاي فعنونو، فني إسرائيلي، معلومات وصورًا تفصيلية عن المنشأة، قبل أن يتم اختطافه من قبل الموساد وسجنه. يعتقد أن إسرائيل طورت أيضًا أسلحة نووية حرارية.
6. الهند: من 'ابتسامة بوذا' إلى القوة الكاملة
أعربت الهند، مثل العديد من الدول، عن حاجتها إلى هذه التكنولوجيا بعد الحرب العالمية الثانية، بشكل أساسي للردع والحماية من باكستان والصين. تسارعت الأبحاث بعد أن خسرت الهند حرب حدودية مع الصين في جبال الهيمالايا عام 1962. كانت الهند تطور في البداية الطاقة النووية، مستخدمة إمدادات لمفاعلاتها من دول مثل كندا والولايات المتحدة، بينما كانت تستخدمها سراً لتطوير الأسلحة. تم الانتهاء من الاختبار الأول بنجاح في عام 1974، تحت اسم 'بوذا المبتسم' في صحراء راجستان. أثار هذا الاختبار إدانة وعقوبات عالمية، حيث كانت الهند تستخدم مفاعلاً كنديًا مخصصًا لأغراض الطاقة ورفضت التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. رغم ذلك، امتنعت الهند عن تسليح التكنولوجيا بشكل كامل إلى رؤوس حربية حتى التسعينيات.
7. جنوب أفريقيا: من السعي إلى التفكيك الطوعي
امتلكت جنوب أفريقيا أحد أكبر احتياطيات اليورانيوم الطبيعي في العالم، وبدأت برنامجها للطاقة النووية في عام 1948. بحلول الستينيات والسبعينيات، تحول اهتمامها إلى الأسلحة بسبب تزايد النفوذ السوفيتي ونظام الفصل العنصري الذي أدى إلى عزلتها السياسية. في عام 1977، أنشأت منشأة اختبار في صحراء كالاهاري. في عام 1979، رصدت الأقمار الصناعية الأمريكية ومضة ضوئية مزدوجة في جزر الأمير إدوارد التي تسيطر عليها جنوب أفريقيا، فيما يسمى 'حادثة فالي'، ويعتقد على نطاق واسع أنه كان اختبارًا نوويًا مشتركًا بين إسرائيل وجنوب أفريقيا. بحلول منتصف الثمانينيات، أنتجت جنوب أفريقيا ست قنابل نووية، ويعتقد أنها حققت ذلك بمساعدة إسرائيل. لكن بحلول التسعينيات، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية نظام الفصل العنصري، قررت جنوب أفريقيا تفكيك أسلحتها النووية، لتصبح أول دولة في التاريخ تفعل ذلك.
8. باكستان: السباق الإقليمي وتهديد الاستخدام الأول
بدأت باكستان برنامجها في السبعينيات بعد خسارة حرب مع الهند عام 1971. بعد أن أجرت الهند اختبار 'بوذا المبتسم' عام 1974، تسارعت وتيرة السباق. سرق العالم الباكستاني عبد القدير خان معلومات سرية للغاية حول تخصيب اليورانيوم من منشأة نووية هولندية، وجلبها إلى باكستان. تلقت باكستان أيضًا مساعدة كبيرة من الصين. في عام 1998، فجرت الهند خمسة رؤوس حربية غير سلمية، بما في ذلك قنبلة حرارية. بعد أسابيع قليلة، فجرت باكستان خمس قنابل تحت الأرض في سلسلة جبال راسكو. بينما تعمل الهند بسياسة 'عدم الاستخدام الأول'، تحتفظ باكستان بسياسة 'الاستخدام الأول'، مما يعني أنها تحتفظ بالحق في استخدامها كيفما تراه مناسبًا، حتى لو لم يتم استخدام أسلحة نووية ضدها.
9. كوريا الشمالية: البقاء النووي وتحديات عالمية
رأى مؤسس كوريا الشمالية، كيم إيل سونغ، أن الأسلحة النووية ضرورية لضمان بقاء نظامه وتأكيد قوته. في الخمسينيات، ساعدها الاتحاد السوفيتي في تطوير منشآت الأبحاث النووية لأغراض سلمية. بحلول الثمانينيات، أدركت الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية كانت تستخدم وقود الطاقة النووية المستنفد لصنع أسلحة. في التسعينيات، وقعت كوريا الشمالية على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية على الرغم من بنائها السري للأسلحة. في عام 2005، ادعى كيم جونغ إيل امتلاكه لأسلحة نووية عاملة، وفي عام 2006، أكملوا أول اختبار نووي ناجح. في عامي 2016 و2017، اختبرت كوريا الشمالية أول قنابلها الحرارية.
الدول على حافة الهاوية: من الطموح إلى التنازل
استضافت دول أخرى أسلحة نووية لدول أخرى بموجب تحالفات للدفاع والردع، مثل بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا. كما كانت هناك دول تسعى بجد لتطوير أسلحتها النووية لكنها تخلت عن ذلك بسبب الضغط الدولي أو نقص الموارد. من بين هذه الدول الأرجنتين، البرازيل، السويد، رومانيا، الجزائر، ليبيا، العراق، إيران، مصر، سوريا، تايوان، واليابان. كانت بعض هذه الدول قريبة جدًا من تطوير التكنولوجيا بنجاح، لا سيما العراق وسوريا وإيران، التي دمرت منشآتها أو تم تخريبها بواسطة صواريخ إسرائيلية وهجمات إلكترونية.
تعد إيران على نطاق واسع الدولة التالية الأقرب لتطوير الأسلحة النووية، لكن إسرائيل، كونها الدولة الوحيدة المسلحة نوويًا في الشرق الأوسط، حريصة جدًا على منع ذلك. صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عدة مرات أنه إذا حصلت إيران عليها، فستحصل عليها السعودية أيضًا. تعمل السعودية بالفعل على برنامج للطاقة النووية، وتمتلك بالتأكيد الأموال والوسائل لإنشاء أسلحة. تعد اليابان واحدة من أكثر الدول قدرة على إنشاء أسلحة نووية بسهولة إذا أرادت ذلك، حيث تمتلك بعضًا من أكثر تقنيات الطاقة النووية تقدمًا ومخزونات كبيرة من اليورانيوم المخصب، لكنها تتبع حاليًا سياسة السلام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"حان الوقت"... نائب إيراني يدعو إلى ضرب مفاعل ديمونة
"حان الوقت"... نائب إيراني يدعو إلى ضرب مفاعل ديمونة

ليبانون ديبايت

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون ديبايت

"حان الوقت"... نائب إيراني يدعو إلى ضرب مفاعل ديمونة

أعلن عضو في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أن "الوقت قد حان للهجوم على مفاعل ديمونا النووي" داخل إسرائيل، وذلك ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي طال منشآت نووية إيرانية. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن "إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء الدولية" باستهدافها المنشآت النووية، مشددًا على أن بلاده "تتوقع من المجتمع الدولي إصدار شجب قوي لهذا الهجوم". وأضاف عراقجي: "نأمل أن نرى إدانة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقصف الإسرائيلي لمنشآتنا النووية". في السياق ذاته، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر منصة "إكس"، يوم الأحد، إن إسرائيل أصدرت تحذيرًا للإيرانيين المقيمين قرب المفاعلات النووية في إيران، من أجل إخلاء منازلهم. وجاء في التحذير: "نحثّ كل الموجودين حاليًا أو في المستقبل القريب في كافة منشآت الأسلحة في إيران والجهات الداعمة لها... من أجل سلامتكم، نطالبكم بإخلاء هذه المنشآت فورًا وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر. الوجود قرب هذه المنشآت يعرّض حياتكم للخطر". وكانت إسرائيل قد شنّت ضربات على مواقع عدة في إيران، من بينها منشآت نووية، بينها مفاعل نطنز في محافظة أصفهان، وأعلنت أنها دمّرت مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني، وبنية تحتية لتحويل اليورانيوم، إضافة إلى مختبرات. في المقابل، نقل التلفزيون الإيراني قبل أيام عن مصادر مطّلعة أن الاستخبارات الإيرانية حصلت على آلاف الوثائق الحساسة الخاصة بالمنشآت النووية الإسرائيلية. وأوضحت المصادر أن "أجهزة الاستخبارات الإيرانية تمكّنت من جمع كمية كبيرة من المعلومات والوثائق الإستراتيجية المتصلة بالكيان الإسرائيلي، بما في ذلك آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريعه ومنشآته النووية"، ووصفت العملية بأنها "من أكبر الاختراقات الاستخباراتية" التي تعرّضت لها إسرائيل. وكانت إسرائيل قد بدأت فجر يوم الجمعة عملية عسكرية واسعة على إيران، أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، مستخدمة عشرات المقاتلات، وقصفت خلالها منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة، واغتالت عددًا من القادة العسكريين البارزين والعلماء النوويين. وفي مساء اليوم نفسه، ردّت إيران بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 7، وأسفرت عن قتلى وجرحى، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.

من وارسو إلى أوراسيا.. بكين ترسم دورها في الحرب الأوكرانية
من وارسو إلى أوراسيا.. بكين ترسم دورها في الحرب الأوكرانية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

من وارسو إلى أوراسيا.. بكين ترسم دورها في الحرب الأوكرانية

بينما تنشغل القوى الكبرى بصراعات النفوذ وتصعيد التسليح، اختارت الصين أن تعيد تحريك بيادقها بهدوء على رقعة الأزمة الأوكرانية، من خلال تعيين موفد دبلوماسي جديد، يتولى مهمة محاولة إنهاء واحدة من أطول الحروب وأكثرها تعقيدا في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وبحسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تم تعيين السفير السابق لدى بولندا، سان لينغيانغ، ممثلا خاصا للشؤون الأوراسية، خلفا للدبلوماسي لي هوي، الذي سبق أن قام بجولات دبلوماسية في أوروبا بحثا عن تسوية سياسية. ووصفت بكين مبعوثها الجديد بأنه دبلوماسي رفيع المستوى مطّلع على أوضاع منطقة أوراسيا، وسيتولى العمل على تعزيز التعاون بين الصين ودول المنطقة، إضافة إلى محاولة تقريب وجهات النظر بشأن النزاع في أوكرانيا. ملء الفراغ وفي ظل التوازنات المعقدة في الساحة الدولية، تبدو بكين عازمة على تجديد دورها في الأزمة الأوكرانية عبر أدوات دبلوماسية هادئة، بعيدا عن ضجيج السلاح وصراع المحاور، ولكن يبقى السؤال، هل تنجح الصين في تحويل هذا التحرك الرمزي إلى اختراق فعلي في جدار الحرب؟. وأكد الخبراء أن خطوة بكين بتعيين موفد جديد للمساعي الدبلوماسية في الحرب الروسية الأوكرانية تعكس رغبة الصين في لعب دور أكثر فاعلية في تسوية النزاع، مستفيدة من مكانتها كقوة قريبة من موسكو وفي الوقت ذاته شريك اقتصادي رئيس لأوروبا. ورأى الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الصين تسعى لطرح نفسها كوسيط نزيه قادر على تحقيق توازن بين طرفي الصراع، في ظل فتور العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وما يمثله ذلك من فراغ سياسي قد تسعى بكين لملئه. وأضاف الخبراء أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل صورة الصين عالميا كقوة مسؤولة تسعى لاستقرار النظام الدولي، بعيدا عن القطبية الأحادية. وأشاروا إلى أن بكين قد توظف أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لدفع موسكو وكييف نحو مفاوضات فعلية، بما يضمن حماية مصالحها مع الجانبين، ويفتح الباب أمام دور صيني أكبر في إدارة الأزمات الدولية مستقبلًا. موقع محوري وقال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن الصين تملك موقعا محوريا يمكّنها من لعب دور الوسيط في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، نظرا لقربها من روسيا، وسعيها في الوقت ذاته إلى تعزيز علاقاتها مع أوروبا، خاصة في ظل التراجع الملحوظ في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي تصريح لـ«إرم نيوز»، أشار كابان إلى أن الصين تُعد الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمنحها مكانة مميزة تؤهلها للتوسط بين موسكو والغرب، وأن بكين لديها أدوات ضغط فعالة يمكن أن تستخدمها على الجانبين الروسي والغربي لدفعهما نحو تسوية سياسية، إذا توفرت الإرادة السياسية لديها لتفعيل هذا الدور على أرض الواقع. وأوضح أن نجاح الصين في تحقيق تقارب بين روسيا وأوروبا عبر تبنّي سياسة ترضي الطرفين، سيجعل منها فاعلًا دوليا قويا لا في إنهاء الأزمة فحسب، بل في تعزيز مصالحها الاستراتيجية على المدى الطويل. وقال إبراهيم كابان، إن الصين تتابع عن كثب التحركات الروسية والقرارات الأوروبية، فيما تظل الولايات المتحدة، رغم تراجع نفوذها النسبي، لاعبا أساسيا يسعى بدوره إلى إنهاء الحرب. القطبية الأحادية ومن جانبه، قال نادر رونغ، المحلل السياسي الصيني، إن موقف بلاده من الأزمة الروسية الأوكرانية كان واضحا منذ البداية، مؤكدا أن بكين تدفع باتجاه تسوية سياسية تُنهي الصراع وتُسهم في استقرار المنطقة. وأضاف في تصريح لـ«إرم نيوز»، أن الصين تؤمن بأهمية احتواء الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية، وتدعو باستمرار إلى العودة لطاولة المفاوضات باعتبارها الخيار الوحيد لتسوية النزاع. وأشار المحلل السياسي الصيني إلى أن العملية التفاوضية تضمن مراعاة مصالح جميع الأطراف، بما يحقق توازنًا في الحلول ويقلّل من فرص التصعيد. وحذر رونغ من استمرار التصعيد العسكري وتغذية الصراع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مشددًا على أن ذلك يهدد بإطالة أمد الأزمة ويعقد جهود السلام، مؤكدا على أن المجتمع الدولي يجب أن يتفادى تأجيج التوترات، ويدعم المبادرات الدبلوماسية بدلًا من سباق التسليح. وأشار إلى أن بكين لا تتبنى موقفا منحازا لطرف على حساب آخر، بل تسعى إلى ترسيخ صورتها كقوة مسؤولة دوليا، توازن بين علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو ومصالحها الاقتصادية المتينة مع أوروبا. وتابع: «إن أي اختراق دبلوماسي تحققه الصين في الملف الأوكراني سيُحسب لها كقوة صاعدة تسعى لإعادة تشكيل النظام العالمي بعيدا عن القطبية الأحادية». انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

معلومة ذهبية.. هذه كواليس هجوم إسرائيل ضدّ إيران
معلومة ذهبية.. هذه كواليس هجوم إسرائيل ضدّ إيران

بيروت نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • بيروت نيوز

معلومة ذهبية.. هذه كواليس هجوم إسرائيل ضدّ إيران

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي كواليس اتخاذ قرار وكيفية بدء الهجوم على إيران الذي استهداف مواقع حساسة، فجر الجمعة. وأشارت إلى أن تقديرات أجهزة الاستخبارات التي قُدمت للمستوى السياسي جاء فيها أن 'إيران على بُعد أسابيع فقط من امتلاك قنبلة نووية إذا قررت ذلك'، وهذه كانت 'المعلومة الذهبية' التي تم الحصول عليها قبل بدء الهجوم. وأضافت: 'في الفترة التي سبقت انطلاق العملية، تم تقديم تقييم استخباراتي مفاده بأن إيران باتت على مسافة قرار فقط من إنتاج قنبلة نووية، وإذا اتخذت القرار، فقد تتمكن من تصنيع أول قنبلة خلال أسابيع قليلة'. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه 'على مدار الأشهر الماضية، تم جمع ما وصفه مسؤولون أمنيون بـ(المعلومة الذهبية)، وهي إنذار بحرب وشيكة'. وجاءت فحوى المعلومة كالتالي: 'إيران قادت سراً مشروعاً لتطوير أحد أهم المكونات اللازمة لصنع قنبلة نووية، وهو ما يُعرف بـ(مجموعة السلاح)'. وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه لصنع قنبلة نووية، هناك مكونان رئيسيان: – اليورانيوم المخصب، والذي قامت إيران بتخصيبه بوتيرة متسارعة، ووصلت إلى كميات تكفي لصنع نحو 15 قنبلة، وهي على بُعد أيام فقط من التخصيب لمستوى عسكري. – مجموعة السلاح، وهو مكوّن لم تعلن إيران عن تطويره رسميًا لأنه يُظهر نية واضحة لصنع سلاح نووي. وتم تجنيد نخبة من العلماء الإيرانيين، وتوزيعهم على عدة مجموعات عمل، كل واحدة منها أوكل إليها مشروع لتطوير مكون محدد من مكونات السلاح النووي. وهذه المشاريع علمية وتقنية، والعمل فيها يعني أنّ يعمل على هذه المواضيع يسعى إلى تطوير سلاح نووي. وبدأت هذه المجموعات العمل قبل نحو عام ونصف، أي في نهاية 2023 – بداية 2024، بعد هجوم 7 تشرين الأول. وعليه، برز الاستنتاج في إسرائيل الذي يفيد بأنّ إيران اتخذت قراراً ببدء تطوير السلاح النووي بعد هجوم حماس على غلاف غزة. وتمكن الجيش الإسرائيلي من اكتشاف هذا المشروع السري، الذي تمتع بسرية وتكتم شديد، وكان هدفه تطوير مكونات 'مجموعة السلاح'، وفق التقارير الإسرائيلية. وفي الأشهر الأخيرة، حقق المشروع تطوراً كبيراً، وتمكن العلماء من الانتقال إلى مرحلة التجارب، والتي وُصفت بأنها ناجحة، مما يقرّب إيران بشكل كبير من القدرة على صنع القنبلة بمجرد اتخاذ القرار. التحذير الاستخباراتي الأشد إلى ذلك، تم إبلاغ المستوى السياسي بأن إسرائيل دخلت 'منطقة الخطر'، والقول إنه إذا قررت إيران، فقد تنجح في صنع قنبلة نووية خلال أسابيع فقط. كذلك، أضيف في الاجتماعات المغلقة: 'قد لا نعرف كل شيء، وربما تكون إيران في وضع أكثر تقدماً مما نعتقد'. ووسط كل ذلك، نفّذ جهاز الموساد عملية سرية شملت إدخال مكونات طائرات درونز وصواريخ موجهة داخل إيران، بهدف العمل من داخل الأراضي الإيرانية. وأنشأ الموساد قاعدة سرية للمسيّرات بالقرب من طهران، حيث استُخدمت هذه المسيّرات لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي ومطلقات الصواريخ الباليستية قبل وأثناء الغارات الجوية الإسرائيلية. مع هذا، فقد تم تفعيل الأسلحة المهربة ومنصات الإطلاق داخل إيران، ما أتاح تدمير نظم الدفاع الجوي الإيرانية، وهو ما مهد لنجاح حوالي 200 طائرة إسرائيلية في ضرب نحو 100 هدفاً بضربة واحدة. امتدت العملية لعدة أشهر، واشتملت على فرق داخل إيران وعمليات متزامنة بين الموساد والجيش لضمان التكامل بين جاسوسية ومهاجمة دقيقة. (سكاي نيوز عربية)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store