logo
"واحد فقط سيعيش".. نقص المعدات بغزة يدفع الأطباء لـ"المفاضلة" بين الأطفال

"واحد فقط سيعيش".. نقص المعدات بغزة يدفع الأطباء لـ"المفاضلة" بين الأطفال

شفق نيوزمنذ 6 أيام
شفق نيوز- غزة
تعيش مستشفيات قطاع غزة حالة طبية وإنسانية حرجة، مع تفاقم معاناة الأطفال حديثي الولادة في أقسام الحضانة، نتيجة تداعيات الحرب والحصار المستمر، وما يرافقهما من نقص حاد في المستلزمات الأساسية والأدوية والمعدات الطبية.
تمارة رشدي الغولة، عمّة الطفل سلمان، قالت لوكالة شفق نيوز، إن "ابن شقيقها المولود في الرابع من اب/ أغسطس الجاري أُدخل إلى مستشفى (شهداء الأقصى) ووُضع في الحضانة بعد إصابته بارتفاع شديد في الحرارة بلغ 39.5 درجة مئوية، إضافة إلى الجفاف، واصفرار الجلد، والتهابات في منطقة السُّرة".
وأوضحت أن "والده قُتل قبل أن يراه، وأن العائلة تواجه صعوبة شديدة في توفير مستلزمات الطفل الأساسية".
وتابعت: "لا يوجد حليب أطفال ولا حفاضات متوفرة بسهولة، وإذا وجدت فإن أسعارها مرتفعة جداً، ونحن لا نملك القدرة على شرائها بشكل يومي، خاصة في ظل توقف الدخل وغياب المساعدات الكافية".
وأشارت إلى أن "الوضع في الحضانة صعب، حيث يتشارك الأطفال المكان رغم اختلاف أمراضهم، ما يزيد من احتمالية انتقال العدوى"، مؤكدة أن "الطفل دخل الحضانة لمشكلة محددة، لكن هناك خشية من إصابته بمضاعفات أخرى بسبب الاكتظاظ ونقص التعقيم".
في زاوية أخرى من نفس المستشفى تجلس إيناس حميد، والدة طفل حديث الولادة ، وتقول لوكالة شفق نيوز، إن "ارتفاع أسعار الحفاضات والحليب دفع كثيراً من الأسر إلى تقليل عدد مرات تغيير الحفاضات لأطفالهم، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بأمراض جلدية والتهابات".
وأضافت: "حتى إذا تمكنا من شراء علبة حليب أو عبوة حفاضات اليوم، قد نعجز عن توفيرها غداً، فالأسعار خيالية ولا تتناسب مع أوضاع الناس تحت الحصار".
وأشارت إلى أن "بعض الأمهات يضطررن لاستخدام الحفاضات لفترات أطول من المعتاد، أو البحث عن بدائل غير صحية، الأمر الذي يهدد صحة الأطفال ويعرضهم لمضاعفات خطيرة".
ولفتت إلى أن "هذه الأزمة تزيد من معاناة الأسر التي لديها أطفال في الحضانة، خاصة في ظل عدم توفر بيئة مكيّفة ومعقمة، مما يرفع خطر العدوى".
مفاضلة بين الاطفال!
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الفلا مدير قسم الأطفال والتوليد في مجمع ناصر الطبي للوكالة، إن "أقسام الحضانة في مستشفيات غزة تعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية التي تواجه نقصاً حاداً في الوقود، ما يهدد استمرارية تشغيل الأجهزة الحيوية".
ولفت إلى أن "هناك نقصاً كبيراً في أجهزة التنفس الصناعي الخاصة بالخدج (C-PAP)، الأمر الذي يجبر الأطباء أحياناً على المفاضلة بين الأطفال، ومنحه لمن يملك فرصة أكبر للوضع على هذا الجهاز بسبب النقص الشديد".
وأضاف أن "الاكتظاظ وصل إلى حد وضع ثلاثة أطفال على سرير واحد في بعض الحالات، إلى جانب النقص الكبير في الحليب والمكملات الغذائية، وضعف المتابعة الطبية للأطفال بعد خروجهم من المستشفى، ما يجعلهم أكثر عرضة لسوء التغذية والأمراض".
ويؤكد مختصون أن استمرار الحرب والحصار يفاقمان هذه الأزمة، في ظل ضعف تغذية الأمهات الحوامل وصعوبة وصولهن إلى المستشفيات، وغياب بيئة صحية آمنة داخل الأقسام، مما يرفع خطر انتقال العدوى بين الأطفال، ويضع حياة المواليد الجدد في دائرة الخطر بشكل يومي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة تحتضر.. الوقود ينفد والمستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة (صور)
غزة تحتضر.. الوقود ينفد والمستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة (صور)

شفق نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • شفق نيوز

غزة تحتضر.. الوقود ينفد والمستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة (صور)

شفق نيوز- غزة يواجه القطاع الصحي في غزة انهياراً وشيكاً مع قرب نفاد الوقود ومنع إدخاله بشكل منتظم، ما أدى إلى تكدس المصابين في الممرات وارتفاع نسبة إشغال الأسرّة إلى نحو 300%، واضطرار بعض المستشفيات إلى إنشاء أقسام مؤقتة من الصفيح لاستقبال الجرحى. ومع ارتفاع درجات الحرارة، لجأ بعض المرضى إلى الاحتماء بظل الأشجار في باحات المستشفيات. خطر يهدد حياة المرضى والأطفال الخدج المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، الدكتور خليل الدقران، قال لوكالة شفق نيوز إن الجيش الإسرائيلي يستهدف منذ بداية الحرب المنظومة الصحية في غزة، مؤكداً أن المستشفى مهدد بالتوقف خلال ساعات، ما يشكل خطراً مباشراً على حياة المرضى، خصوصاً الأطفال الخدج الذين يعتمدون على الكهرباء. وأوضح أن المستشفيات تعمل بالمولدات الكهربائية التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود، ومع منعه، تُطبق إجراءات تقشف صارمة تشمل قطع الكهرباء عن معظم الأقسام والإبقاء عليها في الأقسام الحيوية فقط. من جانبه قال شادي أبو عرمانة، أحد المصابين، إنه أُصيب بقصف إسرائيلي وبُترت قدمه اليسرى، ومع انقطاع الكهرباء التهب جرحه مجدداً. فيما أوضح والد المصاب زكريا النباهين أنهم أخرجوا ابنه إلى باحة المستشفى بسبب ارتفاع الحرارة في الداخل، مضيفاً أنهم ينتظرون منذ 15 يوماً وصول البلاتين لإجراء العملية الجراحية. بموازاة ذلك، بشار أبو خوصة، الذي فقد شقيقه وزوجته في قصف إسرائيلي وبُترت قدمه، قال إنه يرقد في المستشفى منذ 26 يوماً بانتظار تركيب طرف اصطناعي غير متوفر في غزة، وسط تلوث وتكدس المرضى الذي يزيد من معاناته. ويعكس هذا الواقع حجم الكارثة الإنسانية التي تضرب القطاع الصحي في غزة، في ظل استمرار الحصار ومنع الوقود، ما يهدد حياة آلاف المرضى ويضع المنظومة الطبية على حافة الانهيار الكامل.

"واحد فقط سيعيش".. نقص المعدات بغزة يدفع الأطباء لـ"المفاضلة" بين الأطفال
"واحد فقط سيعيش".. نقص المعدات بغزة يدفع الأطباء لـ"المفاضلة" بين الأطفال

شفق نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • شفق نيوز

"واحد فقط سيعيش".. نقص المعدات بغزة يدفع الأطباء لـ"المفاضلة" بين الأطفال

شفق نيوز- غزة تعيش مستشفيات قطاع غزة حالة طبية وإنسانية حرجة، مع تفاقم معاناة الأطفال حديثي الولادة في أقسام الحضانة، نتيجة تداعيات الحرب والحصار المستمر، وما يرافقهما من نقص حاد في المستلزمات الأساسية والأدوية والمعدات الطبية. تمارة رشدي الغولة، عمّة الطفل سلمان، قالت لوكالة شفق نيوز، إن "ابن شقيقها المولود في الرابع من اب/ أغسطس الجاري أُدخل إلى مستشفى (شهداء الأقصى) ووُضع في الحضانة بعد إصابته بارتفاع شديد في الحرارة بلغ 39.5 درجة مئوية، إضافة إلى الجفاف، واصفرار الجلد، والتهابات في منطقة السُّرة". وأوضحت أن "والده قُتل قبل أن يراه، وأن العائلة تواجه صعوبة شديدة في توفير مستلزمات الطفل الأساسية". وتابعت: "لا يوجد حليب أطفال ولا حفاضات متوفرة بسهولة، وإذا وجدت فإن أسعارها مرتفعة جداً، ونحن لا نملك القدرة على شرائها بشكل يومي، خاصة في ظل توقف الدخل وغياب المساعدات الكافية". وأشارت إلى أن "الوضع في الحضانة صعب، حيث يتشارك الأطفال المكان رغم اختلاف أمراضهم، ما يزيد من احتمالية انتقال العدوى"، مؤكدة أن "الطفل دخل الحضانة لمشكلة محددة، لكن هناك خشية من إصابته بمضاعفات أخرى بسبب الاكتظاظ ونقص التعقيم". في زاوية أخرى من نفس المستشفى تجلس إيناس حميد، والدة طفل حديث الولادة ، وتقول لوكالة شفق نيوز، إن "ارتفاع أسعار الحفاضات والحليب دفع كثيراً من الأسر إلى تقليل عدد مرات تغيير الحفاضات لأطفالهم، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بأمراض جلدية والتهابات". وأضافت: "حتى إذا تمكنا من شراء علبة حليب أو عبوة حفاضات اليوم، قد نعجز عن توفيرها غداً، فالأسعار خيالية ولا تتناسب مع أوضاع الناس تحت الحصار". وأشارت إلى أن "بعض الأمهات يضطررن لاستخدام الحفاضات لفترات أطول من المعتاد، أو البحث عن بدائل غير صحية، الأمر الذي يهدد صحة الأطفال ويعرضهم لمضاعفات خطيرة". ولفتت إلى أن "هذه الأزمة تزيد من معاناة الأسر التي لديها أطفال في الحضانة، خاصة في ظل عدم توفر بيئة مكيّفة ومعقمة، مما يرفع خطر العدوى". مفاضلة بين الاطفال! من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الفلا مدير قسم الأطفال والتوليد في مجمع ناصر الطبي للوكالة، إن "أقسام الحضانة في مستشفيات غزة تعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية التي تواجه نقصاً حاداً في الوقود، ما يهدد استمرارية تشغيل الأجهزة الحيوية". ولفت إلى أن "هناك نقصاً كبيراً في أجهزة التنفس الصناعي الخاصة بالخدج (C-PAP)، الأمر الذي يجبر الأطباء أحياناً على المفاضلة بين الأطفال، ومنحه لمن يملك فرصة أكبر للوضع على هذا الجهاز بسبب النقص الشديد". وأضاف أن "الاكتظاظ وصل إلى حد وضع ثلاثة أطفال على سرير واحد في بعض الحالات، إلى جانب النقص الكبير في الحليب والمكملات الغذائية، وضعف المتابعة الطبية للأطفال بعد خروجهم من المستشفى، ما يجعلهم أكثر عرضة لسوء التغذية والأمراض". ويؤكد مختصون أن استمرار الحرب والحصار يفاقمان هذه الأزمة، في ظل ضعف تغذية الأمهات الحوامل وصعوبة وصولهن إلى المستشفيات، وغياب بيئة صحية آمنة داخل الأقسام، مما يرفع خطر انتقال العدوى بين الأطفال، ويضع حياة المواليد الجدد في دائرة الخطر بشكل يومي.

تسرب غاز الكلور في كربلاء.. 621 حالة اختناق غادرت المستشفيات بحالة جيدة
تسرب غاز الكلور في كربلاء.. 621 حالة اختناق غادرت المستشفيات بحالة جيدة

شفق نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • شفق نيوز

تسرب غاز الكلور في كربلاء.. 621 حالة اختناق غادرت المستشفيات بحالة جيدة

شفق نيوز– كربلاء أعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم الأحد، تسجيل 621 حالة اختناق جراء حادث تسرب غاز الكلور في كربلاء. وأكد المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، في تصريح ورد إلى وكالة شفق نيوز، أن جميع المصابين تلقوا العلاج اللازم وغادروا المستشفيات بحالة صحية جيدة. وأفادت اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، بأن حالات الاختناق كانت بسيطة، وتم التعامل معها فوراً من قبل فرق الدفاع المدني والإسعاف الفوري، مبينة أن الحادث وقع نتيجة تسرب مادة الكلور من إحدى دوائر الماء على طريق (كربلاء – النجف) قرب العمود 1200، قبل أن تتم السيطرة الكاملة على الموقف وإنهاء الحادث دون أي تداعيات تُذكر. من جانبها، أوضحت مديرية مياه كربلاء أن التسرب لا يتعلق بأيٍّ من مشاريع أو محطات دائرة الماء، مؤكدة أن جميع منظومات الضخ والتعقيم تعمل بصورة طبيعية وآمنة. وأعلن محافظ كربلاء نصيف الخطابي، من موقع الحادث مساء أمس السبت، السيطرة على التسرب في مشروع مجاري كربلاء الموحد بين محافظتي كربلاء والنجف، مشيراً إلى شفاء غالبية حالات الاختناق وعدم تسجيل وفيات أو إصابات خطيرة، فيما أشاد بسرعة استجابة فرق الدفاع المدني والإسعاف الفوري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store