التقرير الأميركي السنوي عن حقوق الإنسان يتجاهل إسرائيل وينتقد أوروبا
ولطالما قدّم تقرير الخارجية الأميركية الصادر بتكليف من الكونغرس، تقارير مستفيضة عن سجلات جميع الدول، موثقا بتفاصيل دقيقة لقضايا من الاعتقال الجائر مرورا بالقتل خارج نطاق القضاء وصولا إلى الحريات الشخصية.
وفي أول تقرير يصدر في عهد وزير الخارجية ماركو روبيو، قلّصت الوزارة أقساما من التقرير، واستهدفت بشكل خاص الدول التي كانت في مرمى نيران ترامب، بما في ذلك البرازيل وجنوب أفريقيا.
وبالنسبة للصين التي تعتبرها الإدارات الأميركية أبرز خصم للولايات المتحدة، ذكر تقرير وزارة الخارجية أن "إبادة" تجري بحق أقلية الأويغور المسلمة بمعظمها، والتي ركّز روبيو على معاناتها عندما كان سيناتورا.
لكن التقرير استهدف أيضا عددا من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن حقوق الإنسان تدهورت في بريطانيا وفرنسا وألمانيا نتيجة القيود على خطاب الكراهية على الإنترنت.
بعد عملية طعن استهدفت 3 فتيات في بريطانيا، تحرّكت السلطات ضد مستخدمي الإنترنت الذين زعموا خطأ بأن القاتل كان مهاجرا ودعوا إلى الانتقام.
واتّهم تقرير الخارجية الأميركية المسؤولين البريطانيين بـ"التدخل مرارا للثني عن التعبير عن الرأي".
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، من دون أن تأتي على ذكر بريطانيا تحديدا، إن القيود استهدفت "الأصوات غير المرغوب فيها على أسس سياسية أو دينية".
وأفادت الصحافيين: "بغض النظر عن درجة عدم الموافقة على خطاب شخص ما، فإن تجريمه أو إسكاته بالقوة لا يؤدي سوى إلى مزيد من الكراهية والقمع والاستقطاب".
وتأتي هذه الانتقادات رغم تحرك روبيو بقوة لرفض منح تأشيرات دخول للمواطنين الأجانب أو تجريدهم منها على خلفية تصريحات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، في إجراءات استهدفت خصوصا الطلاب الناشطين الذين انتقدوا إسرائيل.
اختصار الفقرة المرتبطة بإسرائيل
وذكرت بروس أن التقارير الحقوقية السابقة لوزارة الخارجية كانت "منحازة سياسيا". وفي ما يتعلّق بالتفاصيل، فإن "القليل يكون أفضل أحيانا"، على حد قولها.
واتّهم نواب من الحزب الديمقراطي ترامب وروبيو بالتعامل مع مسألة حقوق الإنسان على أنها عصا يتم التلويح بها في وجه الخصوم، وهو أمر من شأنه أن يستدعي اتهامات من بكين وموسكو للولايات المتحدة بالنفاق.
وقال كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب غريغوري ميكس، إن وزارة الخارجية في عهد روبيو "حوّلت بلا خجل ما كانت ذات يوم أداة موثوقة للسياسة الخارجية الأميركية تصدر بتكليف من الكونغرس إلى أداة أخرى للترويج لمظالم "ماغا" (حركة ترامب السياسية تحت شعار أعيدوا لأميركا عظمتها) وهوس الحرب الثقافية".
ولفت التقرير إلى "عدم وجود تقارير موثوقة عن انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان" في السلفادور مشيرا إلى "انخفاض تاريخي" في معدلات الجريمة.
وأطلق رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، حملة أمنية واسعة ضد الجريمة تقول مجموعات حقوقية إنها أدت إلى اعتقال العديد من الأبرياء.
واستقبل بوكيلة المهاجرين الذين قام ترامب بترحيلهم في إطار حملته الواسعة في هذا السياق ووضعهم في سجن خاضع لإجراءات أمنية قصوى حيث أفاد بعضهم عن سوء المعاملة، لكن هذه الادعاءات صدرت مؤخرا بحيث يصعب ذكرها في التقرير.
ورفع كيلمار أرماندو أبريغو غارسيا، الذي أقرّت إدارة ترامب بأن ترحيله كان خطأ، دعوى قضائية لتعرّضه للضرب المبرح وحرمانه من النوم وعدم حصوله على تغذية كافية في سجن CECOT (مركز احتجاز للمتهمين بالإرهاب) في السلفادور.
كما اختصر التقرير الفقرة المرتبطة بإسرائيل والضفة الغربية وغزة. وبينما أقرّ بارتكاب إسرائيل عمليات توقيف تعسفية وعمليات قتل، إلا أنه لفت إلى أن السلطات قامت بـ"خطوات ذات مصداقية" لتحديد المسؤولين.
في المقابل، أشار التقرير إلى أن وضع حقوق الإنسان تدهور عام 2024 في البرازيل، حيث ندد ترامب بالملاحقة القضائية لرئيسها السابق جايير بولسونارو، حليفه الذي اتُّهم بمحاولة تنفيذ انقلاب تذكّر بهجوم أنصار ترامب في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على الكابيتول الأميركي.
وذكر التقرير أن البرازيل "قوّضت النقاش الديمقراطي عبر فرض قيود على الوصول إلى محتوى على الإنترنت اعتُبر بأنه يقوّض الديمقراطية".
كما أكد التقرير أن وضع حقوق الإنسان "تدهور بشكل كبير" في جنوب أفريقيا حيث دعم ترامب قضية الأقلية البيضاء.
وحذّرت أماندا كليسنغ من منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة من أن التقرير يبعث "رسالة مخيفة" مفادها أن الولايات المتحدة ستتغاضى عن الانتهاكات إذا كان الأمر يناسب أجندتها السياسية.
وأضافت: "انتقدنا تقارير سابقة عندما كان هناك ما يبرر ذلك، لكن لم يسبق قط أن شهدنا تقارير مثل هذا التقرير".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 43 دقائق
- الرياض
كلمة الرياضالهروب إلى الأمام
ليس أمراً جديداً أن يتم الحديث عن (إسرائيل الكبرى)، فهذه السردية موجودة في العقلية المتشددة للمتطرفين اليهود، أمر يحلمون بتحقيقه عبر الأزمنة، تحكي عنه كتبهم وأساطيرهم، ولا ينفكون بالحديث عنه، الجديد في الذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عنه، وإن لم يكن أول رئيس وزراء إسرائيلي يفعل ذلك بل سبقه ديفيد بن غوريون وحاييم وايزمان، وإن كان حديثهما أكثر تلميحاً منه تصريحاً، ورغم الانتقادات الرسمية والشعبية في دول العالم للإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو وحكومته في غزة والتي مازالت قائمة، يدلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصريحاته في هذا التوقيت الذي يسقط فيه عشرات الشهداء الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، وأيضاً من الجوع الذي تستخدمه إسرائيل كسلاح ضدهم. الأحلام الإسرائيلية خاصة تلك التي يحلم بها المتطرفون الذين يشكلون الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يمكن السكوت عنها، فهي وإن كانت مجرد تصريحات إلا أنها تفصح عن النوايا الإسرائيلية بكل وضوح، رغم أنها تنطوي على اعتداء ولو لفظياً على دول قائمة ذات سيادة يجب احترامها، وتصريحات نتنياهو تزيد من الوضع تعقيداً، رغم المساعي التي يتم بذلها بكل جد وإخلاص لوضع الحل الأمثل لإنهاء القضية الفلسطينية، وتقودها المملكة على أسس المبادرة العربية ومبادرة حل الدولتين، التي لقيت دعماً دولياً وزخماً غير مسبق، وتضع النقاط على الحروف، وتنهي أطول أزمة في التاريخ الحديث، إلا أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تريد الإفلات من الضغوط الدولية بإطلاق تصريحات تلفت الأنظار عما يحدث في غزة، وأيضاً لكسب المزيد من أصوات المتطرفين في الداخل الإسرائيلي لسياستها المتطرفة، واتخاذ سياسة (الهروب إلى الأمام) كسلوك غير بنّاء يعكس عدم القدرة أو الرغبة في مواجهة المشكلات بشكل مسؤول، ويهدف إلى إيجاد مخرج مؤقت أو وهمي من الأزمة التي تعيشها.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
الترامبية بعيون سعودية
يستعرض كتاب 'الترامبية: السياسة الأمريكية في مواجهة العالم' للدكتور علي الخشيبان جذور الظاهرة الترامبية بوصفها امتدادًا لمبادئ السياسة الواقعية التي عرفها التاريخ منذ أزمنة بعيدة، حيث يسبق الفعل السياسي النظرية ثم تأتي الأخيرة لتنظّم المعرفة وتحلل السلوك، جاء ترامب ليعيد إنتاج أهداف الإمبراطورية الأمريكية الرأسمالية، معلنًا بوضوح مصالحها، مستندًا إلى مفاتيح مثل الدين والخوف من المهاجرين لكسب البيض الساخطين في ظل انعدام العدالة الاجتماعية. الترامبية تكشف عن حاجة البيض إلى سردية تنقذهم من تفسخهم الذاتي أكثر من حمايتهم من الآخر. ترامب قلب خطاب اليسار القائم على 'الذنب الأبيض' إلى أداة هجومية، فحوّل الطبقة المتوسطة البيضاء إلى قاعدة مؤيدة قومية، بحثًا عن اعتراف وانتماء داخل سردية وطنية تتآكل. الخشيبان يرى أن الترامبية ليست وليدة اللحظة، بل امتداد لجاكسونية قديمة، مع خليط من الرأسمالية الريعية والخطاب الديني والخوف من الأقليات، وهي أقرب إلى حنين للماضي منها إلى عنصرية تقليدية. في السياسة الخارجية، يتقن ترامب المساومة ويعيد تفكيك التحالفات لخدمة رأس المال، ضابطًا السوق العالمية كما يسعى لضبط سوق العمل الداخلي، ومروضًا الإعلام لصالحه دون مساس جوهري بحرية الصحافة. خطورة الترامبـية أنها تكشف غياب البدائل أكثر مما تقدم بديلًا، وتنفّذ أجندة البنية العميقة الأمريكية دون تجميل دبلوماسي. أما الكتلة البيضاء التي أوصلته للرئاسة فهي تبحث عن صيغة توازن بين الماضي والحاضر، لا لإحيائه كما كان ولا لتسليمه كليًا لرحى التغيير.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
فصائل فلسطينية: الأولوية القصوى الآن للوقف الفوري للعدوان على غزة
قال قادة عدد من الفصائل الفلسطينية، الخميس، عقب اجتماع في القاهرة إنها ستواصل جهودها من أجل وقف «الحرب الإجرامية» على قطاع غزة، مؤكدة على تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل. وأضافت الفصائل في بيان نشرته حركة «حماس» أنها بحثت جهود وقف الحرب في ظل المواقف الإسرائيلية «المعطلة والأخبار المتضاربة التي يبثها العدو حول مواقفه من هذه الجهود، وكان آخرها الانسحاب غير المبرر من المفاوضات في الدوحة بعد أن كادت المفاوضات غير المباشرة تصل إلى اتفاق جاد». وأشارت الفصائل إلى أن «الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق»، وشددت على تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل «بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار». ودعت الفصائل الفلسطينية مصر إلى رعاية عقد اجتماع وطني طارئ لكافة القوى والفصائل الفلسطينية، بهدف الاتفاق على استراتيجية وطنية وبرنامج عملي «لمواجهة مخططات الاحتلال، ووقف الإبادة، وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته الوطنية».